في الليل تُسكب العبَرات، ويُتقرَّب إلى الله بأحسن الطاعات، فالليل للمُذنبين والذين هم لِما عند ربِّهم طامعين، فهو أنيسُ الطائعين، وأملُ المُذنبين، وخلوة التائبين، ولقاء المُحبِّين، فالليل للذين هم بالخيرات مُسارعون، وهو أقربُ ما يكون الله من عباده المؤمنين، ففيه يَغفر الله للمُسيئين، ويُعطي المحتاجين والسائلين من خزائن السموات والأرضين، ويُجيب المُضطرين،
الليل يعرفه المُتيقِّظون، ويَغفل عنه اللاهون، ولا يَستطيعه إلا عباد الله المُخلصون، فهو كنز المُدَّخرين إلى يوم الدين، وفيه يحصل الآمانُ للخائفين، ويتسابق فيه المُتسابقون؛ ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾
فأصحاب الليل جنوبهم عن المضاجع تجافت، وقلوبهم عن مطامع الدنيا تناءت، وهممهم عن سفاسف الأمور ارتفعت، تراهم باكين مُخبتين؛ فنالُوا بذلك جنات وعيون، وما كلُّ هذا إلا لأنهم باتُوا لربِّهم سُجَّدًا يتضرَّعون.
فالليل هو من سمات الصالحين؛ قال النبي ﷺ: «عليكم بقيام الليل؛ فإنه دَأْبُ الصالحين قبلكم، وقُربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيِّئات، ومَنهاةٌ عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداءِ عن الجسد»
كانت امرأةُ حبيب العجمي تُوقظه في الليل، وتقول: ذهب الليل وبين أيدينا طريقٌ بعيد، وزادُنا قليلٌ، وقوافلُ الصالحين قد سارَت قُدَّامنا، ونحن قد بَقِينا!
وكان عبدالعزيز بن أبي روَّاد يُفرَش له الفراش فيضع يده عليه ويقول: ما ألينك! ولكنَّ فراش الجنة ألين منك، ثم يقوم إلى صلاته، فلا يزال يُصلي حتى الفجر.
فاجعل قيامك لليل خبيئة صالحة لك!
الليل يعرفه المُتيقِّظون، ويَغفل عنه اللاهون، ولا يَستطيعه إلا عباد الله المُخلصون، فهو كنز المُدَّخرين إلى يوم الدين، وفيه يحصل الآمانُ للخائفين، ويتسابق فيه المُتسابقون؛ ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾
فأصحاب الليل جنوبهم عن المضاجع تجافت، وقلوبهم عن مطامع الدنيا تناءت، وهممهم عن سفاسف الأمور ارتفعت، تراهم باكين مُخبتين؛ فنالُوا بذلك جنات وعيون، وما كلُّ هذا إلا لأنهم باتُوا لربِّهم سُجَّدًا يتضرَّعون.
فالليل هو من سمات الصالحين؛ قال النبي ﷺ: «عليكم بقيام الليل؛ فإنه دَأْبُ الصالحين قبلكم، وقُربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيِّئات، ومَنهاةٌ عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداءِ عن الجسد»
كانت امرأةُ حبيب العجمي تُوقظه في الليل، وتقول: ذهب الليل وبين أيدينا طريقٌ بعيد، وزادُنا قليلٌ، وقوافلُ الصالحين قد سارَت قُدَّامنا، ونحن قد بَقِينا!
وكان عبدالعزيز بن أبي روَّاد يُفرَش له الفراش فيضع يده عليه ويقول: ما ألينك! ولكنَّ فراش الجنة ألين منك، ثم يقوم إلى صلاته، فلا يزال يُصلي حتى الفجر.
فاجعل قيامك لليل خبيئة صالحة لك!
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
﴿ أمَّن هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيل سَاجِدًا وَقَائِمًا ﴾
من يدعوني فأستجيبَ لهُ، من يسألُني فأُعطيهُ!
من يدعوني فأستجيبَ لهُ، من يسألُني فأُعطيهُ!
مَن سرَّهُ أن يتَّخِذ لهُ ميزانًا بينه وبين الخلق لا ترجِحُ كِفَّتَيه؛ فليُقِم نَصب عينَيه قوله تبارك وتعالى: ﴿إنَّك ميِّتٌ وإنَّهم ميِّتون﴾، آية جليلة!
ما أقامَها عبدٌ أمامه إلا وأبصرَ خلقًا من حولِه أموات، وتنزَّلت في قلبِه الرحمة، التي إذا نزَلت في قلبِ عبدٍ؛ نزَل فيه خيرٌ كثير، منه: الرحمة بهم، والصبر والحِلم عليهم، والعفو والصفح عنهم، والنصح لهم، وأخذ العفو منهم، والشكر لهم، والإحسان إليهم، وما وراءَ الرحمةِ شيءٌ أعظمُ من ذلك بكثير، ولكن هذا شيءٌ منه يسير، فربُّنا الرحمن لمَّا وَسِعت رحمته كلَّ شيء؛ ظهرَت آثارها على كلِّ ميِّتٍ وحيٍّ
ما أقامَها عبدٌ أمامه إلا وأبصرَ خلقًا من حولِه أموات، وتنزَّلت في قلبِه الرحمة، التي إذا نزَلت في قلبِ عبدٍ؛ نزَل فيه خيرٌ كثير، منه: الرحمة بهم، والصبر والحِلم عليهم، والعفو والصفح عنهم، والنصح لهم، وأخذ العفو منهم، والشكر لهم، والإحسان إليهم، وما وراءَ الرحمةِ شيءٌ أعظمُ من ذلك بكثير، ولكن هذا شيءٌ منه يسير، فربُّنا الرحمن لمَّا وَسِعت رحمته كلَّ شيء؛ ظهرَت آثارها على كلِّ ميِّتٍ وحيٍّ
وهو القرآن الذي إذا أُنزل على جبلٍ لأصبحَ خاشعًا
مُتصدِّعًا من خشيةِ الله، فأنَّى لقلوبٍ مِن لحمٍ ودَمٍ
أن تُعرض عنه ؟
مُتصدِّعًا من خشيةِ الله، فأنَّى لقلوبٍ مِن لحمٍ ودَمٍ
أن تُعرض عنه ؟
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
"ما ضرَّ من عرفَ الدنيا وغِرتها!
ألَّا يُنافس فيها أهلها أبدا"
ألَّا يُنافس فيها أهلها أبدا"
ما طابت الدنيا قطّ لأولي الألباب، ولا استقرت في
أفئدتهم راحة؛ إذ علموا أنها ظلٌّ زائل، ومتاعٌ غرور،
وأن النفس لا تسكن إلا إذا رجعت إلى ربّها، ولا تهدأ
إلا إذا خلت به، ولا تستقيم إلا إذا امتلأت جنباتها
بحبّه
يتمنّى الناس دوام السرور، واجتماع الأحبّة، وراحة
القلب، لكنّ المؤمن يدرك أن هذه المطالب لا تُنال
في دار الفناء، بل هي من نعيم الجنّة، دار القرار،
ومأوى الأبرار
فمن تعلّق قلبه بالله، رضي إن فُرّق عنه من أحب،
وسكن وإن زُلزلت به الأرض، لأنه يرى الدنيا بميزان
الآخرة، ويعلم أن اللقاء الأبدي عند الحوض، وأن
الفرح الحقيقي تحت ظل العرش، وأن الطمأنينة
الحقّة في السجود، حيث تسكن الأرواح ويأنس
الفؤاد
وما دام في القلب بقيةٌ لغير الله، فلن يجد راحة،
وإن نال ما نال.
وما لم يُطهّر العبد قلبه من شوائب التعلّق
بالدنيا، فلن يُفتح له باب الخلوة الصادقة بربّه؛
تلك الخلوة التي يبصر فيها أن ما حوله آيات، وأن
كل محبوبٍ في الأرض ليس إلا ظلًّا لما عند الله
أفئدتهم راحة؛ إذ علموا أنها ظلٌّ زائل، ومتاعٌ غرور،
وأن النفس لا تسكن إلا إذا رجعت إلى ربّها، ولا تهدأ
إلا إذا خلت به، ولا تستقيم إلا إذا امتلأت جنباتها
بحبّه
يتمنّى الناس دوام السرور، واجتماع الأحبّة، وراحة
القلب، لكنّ المؤمن يدرك أن هذه المطالب لا تُنال
في دار الفناء، بل هي من نعيم الجنّة، دار القرار،
ومأوى الأبرار
فمن تعلّق قلبه بالله، رضي إن فُرّق عنه من أحب،
وسكن وإن زُلزلت به الأرض، لأنه يرى الدنيا بميزان
الآخرة، ويعلم أن اللقاء الأبدي عند الحوض، وأن
الفرح الحقيقي تحت ظل العرش، وأن الطمأنينة
الحقّة في السجود، حيث تسكن الأرواح ويأنس
الفؤاد
وما دام في القلب بقيةٌ لغير الله، فلن يجد راحة،
وإن نال ما نال.
وما لم يُطهّر العبد قلبه من شوائب التعلّق
بالدنيا، فلن يُفتح له باب الخلوة الصادقة بربّه؛
تلك الخلوة التي يبصر فيها أن ما حوله آيات، وأن
كل محبوبٍ في الأرض ليس إلا ظلًّا لما عند الله
﴿ وَمَن يَعمَل سوءًا أَو يَظلِم نَفسَهُ ثُمَّ يَستَغفِرِ
اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفورًا رَحيمًا ﴾
اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفورًا رَحيمًا ﴾
سلامٌ على قلبٍ كساهُ غبار الذنوب، أما آن الأوان يا
حبيب أن تنفُض الغبار عن قلبك؟، تنفَّس فكل
الذنوب سجونٌ وأُعيذك أن تصيبك أُلفَة الذَّنب فلا
ترى حُريتك ثانيةً، لا هُنا ولا هناك، ذنوبك هُنا بحُجّة
الحرية والله ما هي إلا سجون، وما رأيت حُرية للمرء
كالتي يعيشها في طاعة الله، وكل ملاذ الدنيا لا
يساوي رشفةً من ملاذ الجنة، وما تراه سجنًا في
طاعة الله فتتركه وتُتبِع السيئة السيئة ستتذوق
مرارته في الآخرة، عُد إلى كتاب الله وسُنَّة رسوله؛
لن تضِلّ في حضرتهما أبدًا، ولا تنسَ أننا ما جِئنا إلى
الدنيا إلا لنعود حيثما كُنّا، الجنة موطننا إن كنت
نسيت ذلك، وما جاء بنا إلى هُنا إلا الذي يغريك الآن
ويزيِّن لك الذنب بعد الذنب حتى تألفهُ، ويا حسرتاه
أن يكون كل هذا العمر مضى وما في صحيفتك إلا
بِضع حسنات وجبال سيئات، هي نفسك؛ إما أن
تهذِّبها فتقوى عليها فلا يصبح لها عليك سلطان،
وإما أن تتمكن منك فلا ترى نفسك إلا وقد أخذتك
الغفلة وقد جاء دورك في الرحيل، وما اللوم بنافعٍ
حينها، هو جهاد النفس وحده ينجّيك، حتى وإن لم
تستقِم يكفيك الشرف أنك على الطريق
ألا إنَّ سلعة الله غالية، ألا إنَّ سلعة الله الجنة
حبيب أن تنفُض الغبار عن قلبك؟، تنفَّس فكل
الذنوب سجونٌ وأُعيذك أن تصيبك أُلفَة الذَّنب فلا
ترى حُريتك ثانيةً، لا هُنا ولا هناك، ذنوبك هُنا بحُجّة
الحرية والله ما هي إلا سجون، وما رأيت حُرية للمرء
كالتي يعيشها في طاعة الله، وكل ملاذ الدنيا لا
يساوي رشفةً من ملاذ الجنة، وما تراه سجنًا في
طاعة الله فتتركه وتُتبِع السيئة السيئة ستتذوق
مرارته في الآخرة، عُد إلى كتاب الله وسُنَّة رسوله؛
لن تضِلّ في حضرتهما أبدًا، ولا تنسَ أننا ما جِئنا إلى
الدنيا إلا لنعود حيثما كُنّا، الجنة موطننا إن كنت
نسيت ذلك، وما جاء بنا إلى هُنا إلا الذي يغريك الآن
ويزيِّن لك الذنب بعد الذنب حتى تألفهُ، ويا حسرتاه
أن يكون كل هذا العمر مضى وما في صحيفتك إلا
بِضع حسنات وجبال سيئات، هي نفسك؛ إما أن
تهذِّبها فتقوى عليها فلا يصبح لها عليك سلطان،
وإما أن تتمكن منك فلا ترى نفسك إلا وقد أخذتك
الغفلة وقد جاء دورك في الرحيل، وما اللوم بنافعٍ
حينها، هو جهاد النفس وحده ينجّيك، حتى وإن لم
تستقِم يكفيك الشرف أنك على الطريق
ألا إنَّ سلعة الله غالية، ألا إنَّ سلعة الله الجنة
أيا قومٌ أما تدروا؟
بأنَّ العمرَ قد يمضي
أتت عشرٌ بها الخيرُ
وفيها الفضلُ لا يقضي
ففيها الخيرُ مُنسكِبٌ
كغيثٍ يملأُ الأرضِ
فكم من غافلٍ ندمَت
يداهُ وخابَ بالعرضِ
فإنَّ المرءَ في الدُنيا
كظلٍّ زائلٍ يمضي
فبادرْ واغتنمْ دومًا
فوقتُ المرءِ كالومضِ
بأنَّ العمرَ قد يمضي
أتت عشرٌ بها الخيرُ
وفيها الفضلُ لا يقضي
ففيها الخيرُ مُنسكِبٌ
كغيثٍ يملأُ الأرضِ
فكم من غافلٍ ندمَت
يداهُ وخابَ بالعرضِ
فإنَّ المرءَ في الدُنيا
كظلٍّ زائلٍ يمضي
فبادرْ واغتنمْ دومًا
فوقتُ المرءِ كالومضِ
Forwarded from سُرُج
وأنا مقسمٌ عليك بما بيننا من أخوة الدين: ألا تنساني في الدعاء، فلم يبق معوَّل سوى دعوات أهل الصلاح؛ فقد أنبأ الصادق المصدوق صلوات الله عليه: أنَّ الدعاء للمؤمن عُدة وسلاح، فإن لم يكن الدعاء هو المعوَّل؛ فعلى ماذا نتكِل؟
فالأمر إدٌّ، والخطب جدٌّ، والسفر طويل، والزاد قليل، والشأن خطير، والعمر قصير، وفي العمل تقصير، والبضاعة مزجاة، والحاضر من النقد زيف، والناقد بصير، ولكن الجود غزيرٌ، والرب قدير، وفضل الله بالشمول جدير، فإن أقال عثراتنا بدعاء مسلمٍ واحد، فما ذلك على الله بعسير
فالأمر إدٌّ، والخطب جدٌّ، والسفر طويل، والزاد قليل، والشأن خطير، والعمر قصير، وفي العمل تقصير، والبضاعة مزجاة، والحاضر من النقد زيف، والناقد بصير، ولكن الجود غزيرٌ، والرب قدير، وفضل الله بالشمول جدير، فإن أقال عثراتنا بدعاء مسلمٍ واحد، فما ذلك على الله بعسير
طُوِيَت صحف مواسم الطَّاعات يا عبد الله، انتهى
رمضان وولَّت العشرُ الأواخر، انقَضت ست شوال،
خُتِمت العشرُ الأوائل، وودعتنا عرَفة
لكنَّ الله باقٍ والملائكة شاهدةٌ حاضرة، والكتابُ
يُخَطُّ فيه الصغائرَ والكبائر، والدعاءُ مطلوبٌ في
العسرِ واليسر، والله ينتظرنا أن نعود إليه دومًا
رمضان وولَّت العشرُ الأواخر، انقَضت ست شوال،
خُتِمت العشرُ الأوائل، وودعتنا عرَفة
لكنَّ الله باقٍ والملائكة شاهدةٌ حاضرة، والكتابُ
يُخَطُّ فيه الصغائرَ والكبائر، والدعاءُ مطلوبٌ في
العسرِ واليسر، والله ينتظرنا أن نعود إليه دومًا
أما والله أنك مهما وجدتَ من الملاجئ فلن تجد
ملجأ يُغنيك كمثلِ اللجوء لله، ومهما أنستَ بمن
حولك فلن تجد كالأنس بالله، ومهما طرقتَ من
الأبواب فلن تجد بابًا يؤويك ويعطيك ويكفيك
ويتحمّلك بكل عيوبك وخدوشك ويفهمك بكافّة
انكساراتك كمثل باب الله
ملجأ يُغنيك كمثلِ اللجوء لله، ومهما أنستَ بمن
حولك فلن تجد كالأنس بالله، ومهما طرقتَ من
الأبواب فلن تجد بابًا يؤويك ويعطيك ويكفيك
ويتحمّلك بكل عيوبك وخدوشك ويفهمك بكافّة
انكساراتك كمثل باب الله
