اللهم إِنَّا نوقن أنَّ قضاءك لعبدك المؤمن خيرٌ من قضائه لنفسه.
اللهم يسِّر إخواننا المستضعفين في غزة لليُسرى، وجنِّبهم العسرى وانصرهم يا قوي.
اللهم احفظهم من بين أيديهم، ومن خلفهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، ومن فوقهم، ونعوذ بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم.
أنت حسبهم، ونعم الوكيل.
اللهم يسِّر إخواننا المستضعفين في غزة لليُسرى، وجنِّبهم العسرى وانصرهم يا قوي.
اللهم احفظهم من بين أيديهم، ومن خلفهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، ومن فوقهم، ونعوذ بعظمتك أن يغتالوا من تحتهم.
أنت حسبهم، ونعم الوكيل.
Forwarded from || غيث الوحي ||
ما أثقل هذه الأيام على من كان لديه أدنى ولاءٍ لأمته!
الكرب شديدٌ شديد، ومن ينظر إلى الممكن يستصغر عمله، ومن ينظر إلى غير الممكن يصيبه اليأس والعجز.
ولا مخرج من ذلك اليأس -بعد بذل الممكن اليوم- إلا العمل الحقيقي الدؤوب في الصفوف الخلفية، وتكميل النقص للجولة القادمة، ثم اليقين بوعد الله..
ومن يوفقه الله لذلك فإنه سيشتعل همةً وعملا، ولن يجد اليأسُ -بإذن الله- طريقا إلى قلبه.
الكرب شديدٌ شديد، ومن ينظر إلى الممكن يستصغر عمله، ومن ينظر إلى غير الممكن يصيبه اليأس والعجز.
ولا مخرج من ذلك اليأس -بعد بذل الممكن اليوم- إلا العمل الحقيقي الدؤوب في الصفوف الخلفية، وتكميل النقص للجولة القادمة، ثم اليقين بوعد الله..
ومن يوفقه الله لذلك فإنه سيشتعل همةً وعملا، ولن يجد اليأسُ -بإذن الله- طريقا إلى قلبه.
Forwarded from منار المصلحين | المنصة الاعلامية
بسم الله الرحمن الرحيم،
✨نزف إليكم بشرى افتتاح التسجيل في برنامج البناء الفكري في نسخته الثالثة،
▫️وهو برنامج بنائي منهجي يهدف إلى تخريج نُخَب متمكنة في مجال الفكر الإسلامي، عبر تعزيز الوعي بالواقع الفكري وتاريخه وسياقاته ونقده، مع بناء التصور الفكري الإسلامي المحكم القادر على ضبط البوصلة وتصحيح المعايير وإمداد الثغور الفكرية في الأمة بالمصلحين المؤثرين.
🔻ينتهي التسجيل يوم 12 شوال 1446
الموافق 10 إبريل 2025
رابط التسجيل:
https://docs.google.com/forms/d/e/1FAIpQLSemxE_fG-8vUwCw8ngLa8TDZOFKDq0lVJ-02wayGK_EERx6gw/viewform?usp=preview
✨نزف إليكم بشرى افتتاح التسجيل في برنامج البناء الفكري في نسخته الثالثة،
▫️وهو برنامج بنائي منهجي يهدف إلى تخريج نُخَب متمكنة في مجال الفكر الإسلامي، عبر تعزيز الوعي بالواقع الفكري وتاريخه وسياقاته ونقده، مع بناء التصور الفكري الإسلامي المحكم القادر على ضبط البوصلة وتصحيح المعايير وإمداد الثغور الفكرية في الأمة بالمصلحين المؤثرين.
🔻ينتهي التسجيل يوم 12 شوال 1446
الموافق 10 إبريل 2025
رابط التسجيل:
https://docs.google.com/forms/d/e/1FAIpQLSemxE_fG-8vUwCw8ngLa8TDZOFKDq0lVJ-02wayGK_EERx6gw/viewform?usp=preview
" حديث (وإن أفضل رباطكم عسقلان)
قال الألباني: هذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات غير سعيد بن حفص النفيلي، ففيه كلام يسير، وقد وثقه ابن حبان، والذهبي، والعسقلاني.
وإن صح الحديث فيدل على فضل الرباط بعسقلان مطلقا، وغزة تابعة لها ومن مدنها، وفيه إشارة إلى أنها تبقى ثغرا زمانا طويلا ".
- منقول
قال الألباني: هذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات غير سعيد بن حفص النفيلي، ففيه كلام يسير، وقد وثقه ابن حبان، والذهبي، والعسقلاني.
وإن صح الحديث فيدل على فضل الرباط بعسقلان مطلقا، وغزة تابعة لها ومن مدنها، وفيه إشارة إلى أنها تبقى ثغرا زمانا طويلا ".
- منقول
Forwarded from محمد رأفت (أبو الخير)
الاحتلال الإسرائيلي قبل قليل دمر آخر مستشفى في غزة
اشتد الحال على إخواننا
ولا حول ولا قوة إلا بالله
اشتد الحال على إخواننا
ولا حول ولا قوة إلا بالله
قناة تبريزي
الاحتلال الإسرائيلي قبل قليل دمر آخر مستشفى في غزة اشتد الحال على إخواننا ولا حول ولا قوة إلا بالله
إنا لله وإنا إليه راجعون..
اللهم رحمتك بهم ولطفك يا أرحم الراحمين..
اللهم رحمتك بهم ولطفك يا أرحم الراحمين..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتَّا: الدَّجَّالَ، والدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وطُلُوعَ الشَّمْسِ مِن مَغْرِبِهَا، وأَمْرَ العامَّةِ، وخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ ". أخرجه مسلم (٢٩٤٧)
( وخويصة أحدكم )
( وخويصة أحدكم )
" الصلاة على النبي ﷺ من أبرك الأعمال وأفضلها وأكثرها نفعًا في الدين والدنيا ".
- السخاوي
- السخاوي
قال النبي ﷺ: "لو تَعْلَمُونَ ما أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، ولَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ". - صحيح البخاري
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
كَثُرَتْ النُّذُر المُحذِّرة من سحائب سود في الأفق، قد لا ينجو من عواصفها وأعاصيرها وشدة أمطارها وسيولها إلا الصادقون المصلحون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، المتبرئون من ظلم الظالمين وإفساد المفسدين..
فابحث عن نجاتك أيها الراجي، وفتّش عن سفينة نوح وكن قريباً من أهلها واركب معهم إذا عمّ السيل وطمّ، ولا تكن مع الظالمين، وابتعد عن أهل الفجور والانحلال، ولا يغرنّك المستهزئون والساخرون، فكذلك كانوا يفعلون مع نوح عليه السلام، وسيندمون قريباً حين يرون أنه لا عاصم من أمر الله إلا من رحم..
فالتوبة التوبة،
والاستغفار الاستغفار،
والنجاة النجاة؛
فإن الموت حق،
وإن لقاء الله حق،
وإنّ عذاب الله حق،
وإنّ الجنة حق،
وإن النار حق،
فانجُ بنفسك،
فإنه "ما من أحد إلا سيكلمه ربّه ليس بينه ولا بينه ترجمان يترجم له" كما في الحديث الصحيح.
وإنّا لن نُسأل عن أنفسنا فقط بل كما قال النبي ﷺ: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
اللهم إنّا نسألك العافية،
ونسألك أن تنجي المستضعفين من المؤمنين في كل مكان..
ونسألك أن ترحم أهل غزة وتنصرهم،
اللهم إنّا نبرأ إليك ممن ضيق عليهم وأعان عليهم ولو بكلمة..
فابحث عن نجاتك أيها الراجي، وفتّش عن سفينة نوح وكن قريباً من أهلها واركب معهم إذا عمّ السيل وطمّ، ولا تكن مع الظالمين، وابتعد عن أهل الفجور والانحلال، ولا يغرنّك المستهزئون والساخرون، فكذلك كانوا يفعلون مع نوح عليه السلام، وسيندمون قريباً حين يرون أنه لا عاصم من أمر الله إلا من رحم..
فالتوبة التوبة،
والاستغفار الاستغفار،
والنجاة النجاة؛
فإن الموت حق،
وإن لقاء الله حق،
وإنّ عذاب الله حق،
وإنّ الجنة حق،
وإن النار حق،
فانجُ بنفسك،
فإنه "ما من أحد إلا سيكلمه ربّه ليس بينه ولا بينه ترجمان يترجم له" كما في الحديث الصحيح.
وإنّا لن نُسأل عن أنفسنا فقط بل كما قال النبي ﷺ: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
اللهم إنّا نسألك العافية،
ونسألك أن تنجي المستضعفين من المؤمنين في كل مكان..
ونسألك أن ترحم أهل غزة وتنصرهم،
اللهم إنّا نبرأ إليك ممن ضيق عليهم وأعان عليهم ولو بكلمة..
مغالطة التعميم المتحيز -والتي كثيرًا ما تُسوّق تحت عباءة " النصيحة "- أن يأتي أحدهم ويُشير إلى النقاط السوداء في الصفحة البيضاء، فيقول: (لأن صفحتك بيضاء، أشير لك على ما فيها من سواد). ثم لا يلبث في حديثه وإسهابه وتقريراته أن يظل يُضخّم هذا السواد، ويُعيد صياغة المشهد حتى تنقلب الصورة في ذهن القارئ، فيبدو كأنه يقول: (صفحتك سوداء، وأُشير لك إلى ما فيها من نقاط بيضاء)!
Forwarded from قناة | توّاق
••
•| شهوة النقد بعباءة النصيحة |•
من الظواهر اللافتة عند ملامسة مفاصل الواقع التربوي والعلمي: نزعة التهوين والتقليل، والتعليق الساخر على المشاريع العلمية والبرامج التربوية، حتى وإن كانت نيات أصحابها صالحة، وأهدافها نبيلة، فتجد البرنامج التربوي قد نبت في بيئة جافة، وسُقي بدموع الساعين، ثم ما إن يبدأ في الإزهار، حتى تتكاثر عليه عيون الناقدين، وهذه الظاهرة لم تعد حالةً فردية أو هامشًا عارضًا، بل تحوّلت عند بعضهم إلى “عادة ذهنية” و”نفسية تفاعلية”، لا تكاد ترى مشروعًا نافعًا إلا ويتبع التعليق عليه تنفّس ساخر ممزوجاً بسُكّرِ التقوى، أو مقارنة جارحة، أو لمزٍ ينقض البناء باسم التقييم.
ولعلّ الأخطر في هذا الباب أن هذه اللغة المغموسة في “القيل والقال” لم تكتفِ بساحات الواقع، بل هاجرت إلى الفضاء الافتراضي ووجدت فيه موئلًا خصبًا، تُمارس فيه بأريحية “النقد المستتر”، و”المقارنة الناقمة”، و”التحليل غير المسؤول”، وكل ذلك تحت راية “النية الحسنة” و”الحرص على المصلحة”.
وتحت هذه اللافتات المُلطفة، يتسرب داء القيل والقال، لا ككلام عرضي عفوي، بل كمنهج تنظيري، يفتّ في عضد المشاريع، ويضعف ثقة الطاقات، ويزرع في العقول الصغيرة أن النقد قبل الفهم، وأن الشك قبل التثبّت، وأن الظن السيئ “حرصٌ شرعي” ما دام مغلّفًا بمصطلحات شرعية، وإن أخطر ما في هذا المسلك أن “النيات الحسنة” لا تكفي لتبرير خللٍ منهجيٍّ في النقد، فكم من مريدٍ للخير لم يُصبْه، وكم من ناصحٍ جَرّ بعفويته تشويهًا، لا تقويمًا.
وليس النقد في ذاته مذمومًا، بل هو ضرورة حضارية، ومقومٌ أصيل في البناء العلمي، لكن الإشكال كل الإشكال حين يتحوّل النقد إلى شهوةٍ نفسية، لا إلى غيرةٍ منهجية، وحين يصبح حضور “الخلل” في المشروع، هو مدخل التقييم الوحيد، دون اعتبار لميزان المصالح، أو للجهود المتراكمة، أو لسياقات الزمان والمكان، لكن الحقيقة أن هذه النبرة ليست انطلاقًا من معيار علمي، بقدر ما هي تفريغ لانطباع نفسي لم يُضبط بمنهاج شرعي ولا خلقٍ علمي.
و القلوب أوعية، فإذا امتلأت بشهوة الحديث عن الناس، فرغت من هَمّ الحديث إلى الله” لكن هذه الظاهرة – وإن كانت مشهودة في الواقع – قد تضخّمت أضعافًا حين استُصحبت في العوالم الافتراضية، حيث يُمكن لواحدٍ أن يُجهز على جهد سنين، بتغريدةٍ عائمة، لأن هذا العالم الافتراضي، تتسارع فيه الأحكام، وتنتشر التهم، وتُخزّن الكلمات في أرشيفٍ رقميٍّ لا ينسى، فيكون الأذى فيه مضاعفًا، والبقاء للقول الأشد، لا للأصدق. ونحن في زمن أصبحت فيه اللغة سريعة، وساحات الرأي مفتوحة، لكن القلوب أضيق من أن تتحمّل رؤية نجاح الغير بهدوء، فاستفحلت أمراض النقد المسموم، وتلبّسها لباس الحرص، وغُلفت في ظاهرها بلغة “التقويم”، لكنها في باطنها تحمل كثيرًا من غياب الورع، وضيق الصدر، وحبّ التصدر.
وهنا يحسن أن نتوقف عند مشهد قرآني عظيم، يعيد إلينا ميزان الإنصاف عند اختلاف الرؤية، وخصوصًا في ساحة المشاريع الكبرى: ﴿قال يا ابنَ أُمَّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، إني خشيتُ أن تقول فرّقتَ بين بني إسرائيل ولم تَرْقُب قولي﴾ هذا الحوار النبوي بين موسى وهارون عليهما السلام، فيه من الدروس ما يُذهل العاقل، فموسى – وهو نبيٌ كريم – عاد ليجد قومه قد فُتنوا، فغضب لله، ولامَ أخاه على ما بدا له تقصيرًا، لكن انظر إلى رد هارون، الذي لم يدخل في دائرة الدفاع عن الذات، ولا استدرجته العاطفة إلى التبرير، بل قدّم النية، والخشية من مآلات الفُرقة، وحذر من أن تُستغل الواقعة شماتةً من الأعداء، ونص الإمام السعدي في تفسيره: "﴿وكادوا يَقْتُلونَني﴾؛ أي: فلا تظنَّ بي تقصيرًا، ﴿فلا تُشْمِتْ بيَ الأعداء﴾: بنهرِك لي ومسِّك إيَّايَ بسوءٍ فإنَّ الأعداء حريصون على أن يجدوا عليَّ عثرةً أو يطَّلعوا لي على زَلَّة، ﴿ولا تجعلني مع القوم الظالمين﴾: فتعامِلُني معاملتهم." “فلا تشمت بي الأعداء” قاعدة أخلاقية كبرى في نقد العمل الإصلاحي: أن لا يُقدّم نقدك هدية مجانية لأعداء الدين، وأن لا يكون نقد القريب سببًا لشماتة الغريب، حتى وإن كنت محقًا في أصل الملاحظة، ومع ذلك استحضر حديث هارون- عليه السلام- في لحظة النزاع الداخلي خطر أن تتحوّل الخصومة إلى مادة شماتة لأعداء الرسالة، فما بالك بمن يبسط الخلافات التربوية والاختلافات الإدارية والملاحظات على المشاريع العلمية في كل فضاء، دون اعتبارٍ لعدوّ يتربص، ولا جاهلٍ يتأثر، ولا مبتدئٍ قد يتراجع؟!
أليس من العقل والديانة، أن نزن كلماتنا بموازين النبل، وأن لا نُسلم أخطاء المصلحين لأفواه المشككين، وأن ننتصر للحق دون أن نهدم جسور الثقة بين أهل الحق أنفسهم؟فلئن كان الإصلاح فرضًا، فـ “حسن البيان” في الإصلاح أدبٌ واجب، وإن القسوة في الطرح لا تدل بالضرورة على صدق الغيرة.
اجعل النقد شُعلة بناء لا نارَ حطب، واكتم الظنون كما تكتم الزلات، ورحم الله من أصلح وهو يُجِلّ، ونصح وهو يتألّم، ووعظ وهو يتقي الله أن يُشمت بالأخيار.
••
•| شهوة النقد بعباءة النصيحة |•
من الظواهر اللافتة عند ملامسة مفاصل الواقع التربوي والعلمي: نزعة التهوين والتقليل، والتعليق الساخر على المشاريع العلمية والبرامج التربوية، حتى وإن كانت نيات أصحابها صالحة، وأهدافها نبيلة، فتجد البرنامج التربوي قد نبت في بيئة جافة، وسُقي بدموع الساعين، ثم ما إن يبدأ في الإزهار، حتى تتكاثر عليه عيون الناقدين، وهذه الظاهرة لم تعد حالةً فردية أو هامشًا عارضًا، بل تحوّلت عند بعضهم إلى “عادة ذهنية” و”نفسية تفاعلية”، لا تكاد ترى مشروعًا نافعًا إلا ويتبع التعليق عليه تنفّس ساخر ممزوجاً بسُكّرِ التقوى، أو مقارنة جارحة، أو لمزٍ ينقض البناء باسم التقييم.
ولعلّ الأخطر في هذا الباب أن هذه اللغة المغموسة في “القيل والقال” لم تكتفِ بساحات الواقع، بل هاجرت إلى الفضاء الافتراضي ووجدت فيه موئلًا خصبًا، تُمارس فيه بأريحية “النقد المستتر”، و”المقارنة الناقمة”، و”التحليل غير المسؤول”، وكل ذلك تحت راية “النية الحسنة” و”الحرص على المصلحة”.
وتحت هذه اللافتات المُلطفة، يتسرب داء القيل والقال، لا ككلام عرضي عفوي، بل كمنهج تنظيري، يفتّ في عضد المشاريع، ويضعف ثقة الطاقات، ويزرع في العقول الصغيرة أن النقد قبل الفهم، وأن الشك قبل التثبّت، وأن الظن السيئ “حرصٌ شرعي” ما دام مغلّفًا بمصطلحات شرعية، وإن أخطر ما في هذا المسلك أن “النيات الحسنة” لا تكفي لتبرير خللٍ منهجيٍّ في النقد، فكم من مريدٍ للخير لم يُصبْه، وكم من ناصحٍ جَرّ بعفويته تشويهًا، لا تقويمًا.
وليس النقد في ذاته مذمومًا، بل هو ضرورة حضارية، ومقومٌ أصيل في البناء العلمي، لكن الإشكال كل الإشكال حين يتحوّل النقد إلى شهوةٍ نفسية، لا إلى غيرةٍ منهجية، وحين يصبح حضور “الخلل” في المشروع، هو مدخل التقييم الوحيد، دون اعتبار لميزان المصالح، أو للجهود المتراكمة، أو لسياقات الزمان والمكان، لكن الحقيقة أن هذه النبرة ليست انطلاقًا من معيار علمي، بقدر ما هي تفريغ لانطباع نفسي لم يُضبط بمنهاج شرعي ولا خلقٍ علمي.
و القلوب أوعية، فإذا امتلأت بشهوة الحديث عن الناس، فرغت من هَمّ الحديث إلى الله” لكن هذه الظاهرة – وإن كانت مشهودة في الواقع – قد تضخّمت أضعافًا حين استُصحبت في العوالم الافتراضية، حيث يُمكن لواحدٍ أن يُجهز على جهد سنين، بتغريدةٍ عائمة، لأن هذا العالم الافتراضي، تتسارع فيه الأحكام، وتنتشر التهم، وتُخزّن الكلمات في أرشيفٍ رقميٍّ لا ينسى، فيكون الأذى فيه مضاعفًا، والبقاء للقول الأشد، لا للأصدق. ونحن في زمن أصبحت فيه اللغة سريعة، وساحات الرأي مفتوحة، لكن القلوب أضيق من أن تتحمّل رؤية نجاح الغير بهدوء، فاستفحلت أمراض النقد المسموم، وتلبّسها لباس الحرص، وغُلفت في ظاهرها بلغة “التقويم”، لكنها في باطنها تحمل كثيرًا من غياب الورع، وضيق الصدر، وحبّ التصدر.
وهنا يحسن أن نتوقف عند مشهد قرآني عظيم، يعيد إلينا ميزان الإنصاف عند اختلاف الرؤية، وخصوصًا في ساحة المشاريع الكبرى: ﴿قال يا ابنَ أُمَّ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، إني خشيتُ أن تقول فرّقتَ بين بني إسرائيل ولم تَرْقُب قولي﴾ هذا الحوار النبوي بين موسى وهارون عليهما السلام، فيه من الدروس ما يُذهل العاقل، فموسى – وهو نبيٌ كريم – عاد ليجد قومه قد فُتنوا، فغضب لله، ولامَ أخاه على ما بدا له تقصيرًا، لكن انظر إلى رد هارون، الذي لم يدخل في دائرة الدفاع عن الذات، ولا استدرجته العاطفة إلى التبرير، بل قدّم النية، والخشية من مآلات الفُرقة، وحذر من أن تُستغل الواقعة شماتةً من الأعداء، ونص الإمام السعدي في تفسيره: "﴿وكادوا يَقْتُلونَني﴾؛ أي: فلا تظنَّ بي تقصيرًا، ﴿فلا تُشْمِتْ بيَ الأعداء﴾: بنهرِك لي ومسِّك إيَّايَ بسوءٍ فإنَّ الأعداء حريصون على أن يجدوا عليَّ عثرةً أو يطَّلعوا لي على زَلَّة، ﴿ولا تجعلني مع القوم الظالمين﴾: فتعامِلُني معاملتهم." “فلا تشمت بي الأعداء” قاعدة أخلاقية كبرى في نقد العمل الإصلاحي: أن لا يُقدّم نقدك هدية مجانية لأعداء الدين، وأن لا يكون نقد القريب سببًا لشماتة الغريب، حتى وإن كنت محقًا في أصل الملاحظة، ومع ذلك استحضر حديث هارون- عليه السلام- في لحظة النزاع الداخلي خطر أن تتحوّل الخصومة إلى مادة شماتة لأعداء الرسالة، فما بالك بمن يبسط الخلافات التربوية والاختلافات الإدارية والملاحظات على المشاريع العلمية في كل فضاء، دون اعتبارٍ لعدوّ يتربص، ولا جاهلٍ يتأثر، ولا مبتدئٍ قد يتراجع؟!
أليس من العقل والديانة، أن نزن كلماتنا بموازين النبل، وأن لا نُسلم أخطاء المصلحين لأفواه المشككين، وأن ننتصر للحق دون أن نهدم جسور الثقة بين أهل الحق أنفسهم؟فلئن كان الإصلاح فرضًا، فـ “حسن البيان” في الإصلاح أدبٌ واجب، وإن القسوة في الطرح لا تدل بالضرورة على صدق الغيرة.
اجعل النقد شُعلة بناء لا نارَ حطب، واكتم الظنون كما تكتم الزلات، ورحم الله من أصلح وهو يُجِلّ، ونصح وهو يتألّم، ووعظ وهو يتقي الله أن يُشمت بالأخيار.
••
هل أدلك على شيء من نعيم هذه الدنيا؟
افتح قائمة التشغيل هذه:
https://youtube.com/playlist?list=PLZ367n_2aO0MCxRDbdFLmKsw7-lAhOcom&si=QvG-DFxpC4aFGXaL
ثم خذ في الاستماع إليها من البقرة حتى الناس، شخصيًا وصلت إلى سورة الأعراف ووجدت من المعاني في هذه التلاوة التفسيرية ما لا أحصيه..
افتح قائمة التشغيل هذه:
https://youtube.com/playlist?list=PLZ367n_2aO0MCxRDbdFLmKsw7-lAhOcom&si=QvG-DFxpC4aFGXaL
ثم خذ في الاستماع إليها من البقرة حتى الناس، شخصيًا وصلت إلى سورة الأعراف ووجدت من المعاني في هذه التلاوة التفسيرية ما لا أحصيه..
YouTube
صلاة التراويح | ١٤٤٦هــ
Share your videos with friends, family, and the world