يقول الكاتب جورج أورويل " أن تثق بالحاكم دون شروط تلك هي السذاجة التي تصنع الاستبداد " ، أما مصطفى محمود فقد كتب بأن الساذج هو من يظن أن السياسة أخلاق وأن الإعلام حقيقة وأن الحرب عدالة !

أما ميكافيلي فكان ينظر للسذاجة من زاوية أخرى فقال " الحاكم الساذج يُذبح قبل أن يفهم ما حدث " ، ويشرح المثل الانجليزي الشهير السذاجة بأن تمشي في المطر ثم تلوم السماء !

وليم شكسبير قال بأن الساذجون يخلقون المآسي لا لأنهم أشرار ، بل لأنهم لا يلاحظون أنها قادمة ، وقيل أيضًا عن السذاجة بأن تؤمن بأن التغيير سيأتي فقط لأنك تريد ذلك !

لون من ألوان مأستنا

تلقت المستشفيات الإسرائيلية تعليمات للاستعداد لاستقبال الأسرى الإسرائيليين ، ومنسق الرهائن والمفقودين جال هيرش يجري اجتماع تنسيقي مع مسؤول كبير في الصليب الأحمر

وزير الخارجية الأمريكي يؤكد وجود اجتماعات حاليًا لمناقشة الترتيبات اللوجستية الخاصة بالاتفاق حسب وصفه ، ويعرب عن أمله بإنهائها بسرعة

وزير الخارجية الأمريكي يؤكد موافقة حركة حماس على مبادئ اليوم التالي المطروحة في خطة ترامب من حيث المبدأ

وزير الخارجية الأمريكي : سنعرف بسرعة كبيرة إذا كانت حماس جادة أم لا ، المرحلة الثانية ستتعلق ببنود نزع السلاح والانسحاب من القطاع

نسأل الله التمام على خير والفرج القريب ، وأن تحظى غزة وشعبها بفرصة حياة تليق بها ، العوض والفرج قادم لا محالة

في تقديري ، ستجري محاولات ناجحة غالبًا في القاهرة وبعلم وعناية كل الأطراف لتعديل خرائط الإنسحاب المطروحة لصالح خرائط أكثر ليونة مثل التي تم التوصل لها في يوليو الماضي قبل إنهيار المفاوضات ، وذلك مقابل المصادقة على تسليم كل الأسرى الأحياء والأموات

من الواضح أن الأمريكي والإسرائيلي يعلنان صراحة بأن تسليم كل الأسرى خطوة على الطريق وهي ليست كافية وحدها ، وبأن خطة إنهاء الحرب لن تتم دون تطبيق مرحلتها الثانية المتعلقة بملف السلاح واليوم التالي وغيرها ، وهذا معروف ضمنًا وعلنًا عند كل الأطراف منذ البداية مهما جرت محاولات لتأويله ، وبفهمي المتواضع فإن تسليم كل الأسرى ضمن ما هو مطروح يعد بمثابة إشارة واضحة على وجود تفاهمات مبدأية بين حركة حماس والوسطاء وتركيا على الملفات الحساسة بما فيها السلاح ، حماس لن تستعد لتسليم كل الأسرى ضمن خطة لا تقبلها ، وإعلان حماس بأن الملفات الوطنية ستناقش تحت عدسة الإجماع الوطني والقرار الدولي هو نوع من رفع التفرد والمسؤولية عنها ، ونسبه للكل الوطني والقرار الدولي الجاهز أصلًا لتسوية كل الملفات

عدت لسوق دير البلح بعد غياب طويل ، السلع والأسعار مشجعة إلى حد ما وتنذر بانفراجة أكبر ، لم أكن أتوقع أن أعود لأسواق النزوح ، ولكنني واثق بأنها عودة مؤقتة ، وبأن الغياب عن مدينة غزة هذه المرة لن يطول

وفي نفس الوقت تلقيت أنباء صعبة عن مأواي الذي لجأت إليه في غزة بعد تدمير منزلي ، تعرض خلال الأيام الماضية للقصف المدفعي من قبل العدو ثم للنهب من قبل اللصوص ، والحمدلله على كل حال

أما عن النزوح ، فلا توجد كلمات تصف شعور الحياة في الخيمة في الصحراء حرفيًا ، ولا يوجد شيء يصف كارثة الحكم على معظم شعب غزة بالعيش في الخيام لسنوات طويلة حتى بعد انتهاء الحرب ، علمًا أن الخيمة كانت هدف صعب المنال للكثيرين عند نزوحهم ولا زالت

وهنا تبرز أهمية دخول المساكن المؤقتة "الكرافانات " مع تقدم مراحل خطة ترامب وفي الطريق نحو إعادة الإعمار ، وهذه مهمة الدول الفاعلة في المنطقة " مصر ، قطر ، تركيا ، السعودية ، الإمارات "

{ وَیَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَۖ قُلۡ عَسَىٰۤ أَن یَكُونَ قَرِیبࣰا }

إنطلقت هذا المساء جولة المفاوضات غير المباشرة بين وفدي حماس وإسرائيل في شرم الشيخ ، المفاوضات تهدف للاتفاق على تفاصيل وآليات تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب والتي تتعلق بصفقة التبادل ، وكذلك التفاهم على الاستحقاقات المتعلقة بها مثل قوائم الأسرى وخرائط الإنسحاب وتدفق المساعدات وغيرها ، وبكل واقعية فإن التموضع التفاوضي لحركة حماس سينخفض بعد تسليم الأسرى لحده الأدنى ، وستتولى بعدها الدول الراعية والوسيطة والمعنية قيادة ملف غزة وملفاته التفاوضية والسياسية بالتنسيق مع الأطراف الفلسطينية المختلفة بما فيها السلطة الفلسطينية وحركة حماس التي اعترفت مؤخرًا على لسان موسى أبو مرزوق بشرعية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني ، وبشراكة السلطة الفلسطينية ، وبعدم أحقية أي طرف بالتفرد بالقرارات الوطنية

نقطة هامة أريد اللفت لها ، وجود تركيا في المشهد كان ضروريًا لطمأنة هواجس الحركة من ما بعد تسليم الأسرى ، وقبول الحركة بخطة ترامب وبتسليم كل الأسرى دفعة واحدة لم يكن ليتحقق دون وجود تفاهمات بين الحركة وتركيا وقطر تضمن لها التزام هذه الدول بتوفير الضمانات اللازمة من واشنطن لاستكمال المفاوضات بعد تسليم الأسرى وتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه من خلالها مقابل دفع ثمن إنهاء الحرب المتعلق بالأسرى والسلاح وغيرها

تنحي حركة حماس عن التفرد في المشهد التفاوضي يعد تغيير استراتيجي في الموقف التفاوضي الفلسطيني رغم أنه تأخر كثيرًا ، لطالما كان واضحًا أن تصدر حركة حماس للمشهد كان يسهل على نتنياهو رفض أي شيء ، ويسهل عليه التعنت لأبعد الحدود ، وكان يُخرج هذا الفيتو في وجه أي دولة تنتقد عدوانه وتطالبه بالتوقف ، أما حين يصبح الحديث الآن بين المجتمع الدولي ودول الإقليم من جهة ، وبين إسرائيل من جهة ، وبدون أسرى وبتوافق على حقيقة أن غزة لا تملك سلاحًا كما لمح موسى أبو مرزوق أيضًا ، فإن المشهد سيتغير بالكامل

ومن الجميل أن الرواية التي كنا نطالب بها رأينا بدايات لتبنيها ، إسرائيل نزعت معظم سلاح قطاع غزة البدائي المتواضع خلال الحرب ، وشعب غزة أعزل لا يستحق أن يتم استكمال ذبحه بذريعة غير موجودة

عاجل | مصادر للجزيرة: لقاء الوسطاء مع وفد حماس اتسم بالإيجابية .

‌‏وزير الخارجية المصري: المبعوث الأميركي "ويتكوف" سينضم إلى محادثات شرم الشيخ غدا

أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري بأن كل الأطراف وافقت على خطة ترامب والعقبات الآن هي في التطبيق ، وأضاف بأن مفاوضات شرم الشيخ تبحث في تفاصيل الأدوار التي يمكن للدول لعبها في غزة ، وأفادت تقارير رسمية بنية الوفد الأمريكي بقيادة ويتكوف الإنخراط في مفاوضات شرم الشيخ يوم الغد

حماس: تم اليوم تبادل كشوفات الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم وفق المعايير والأعداد المتفق عليها

الحديث عن العودة إلى شمال غزة لا يحتاج إلى كثير من الجدل، فهي تحصيل حاصل لانسحاب جيش الاحتلال من المناطق التي لا يمكن لأي اتفاق أن يستقر دون إخلائها.
المؤشرات الصادرة اليوم من مصادر قطرية وتركية وإسرائيلية وأمريكية تؤكد أننا نسير نحو تنفيذ الصفقة بخطى ثابتة، وأن المرحلة الأولى قد تدخل حيّز التنفيذ قريبا.

لذلك، لا داعي للقلق أو التشكيك.
العودة قادمة بإذن الله، وكل خطوة تُنجز اليوم تقرّب أهلنا أكثر إلى بيوتهم ومدنهم.