Telegram Web Link
#تفسير النور

قوله تعالى:
‏ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَی اللَّـهِ يَسِيرٌ (الحديد:٢٢)

‏- "نبرأها" من البرء بمعنی الإيجاد والخلق، ومنه: "برأ النسمة"، تفيد هذه الآية أنّ الله سبحانه هو الذي خلق السماء والأرض، وهو الذي بإرادته ومشيئته يحدث ما يحدث فيها من مصائب وزلال وما يترتّب عليها من آثار وأضرار تصيب الإنسان والطبيعة.

‏- ورد في كتب التاريخ أنّ يزيد استشهد بعد استشهاد الإمام الحسين (ع)، علی مسمع أسری أهل البيت بقوله تعالی: «وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ...» (سورة الشوری: الآية ٣٠)، فأجابه الإمام السجّاد (ع)، بأنّ هذه الآية لم تنزل في أهل بيت رسول الله (ص)، ثمّ تلا الآية التي هي محلّ البحث.

‏وقد ورد في الحديث: "البلاء للظالم أدب، وللمؤمن امتحان، وللأنبياء درجة، وللأولياء كرامة". [ بحار الأنوار، ج٦٤، ص ٢٣٥.]

‏التعاليم:
‏١- الحوادث الطبيعيّة كالسيل والزلازل والبراكين التي تؤدّي إلی خراب المزارع والبساتين والمنازل: «مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ»، وتؤدّي كذلك إلی أضرار وخسائر بشريّة: «وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ»، كلّها تجري وفق قوانين محدّدة سلفاً لا محل فيها للفوضی أو الخروج عن دائرة التنظيم الإلهيّ: «إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا»

‏٢- عالم الوجود كلّه خاضع لقواعد وقوانين دقيقة، مقرّرة قبل وقوعها: «مَا أَصَابَ...إِلَّا فِي كِتَابٍ»

‏٣- لا توجد حادثة تطرأ في عالم الإمكان تفاجئ الله، ومن دون أن يكون علی علمٍ مسبقٍ بها: «فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا»

‏٤- لا ينبغي أن يعجب الإنسان من إحاطة العلم الإلهيّ بكلّ ما يحدث في عالم الطبيعة من أحداث: «إِنَّ ذَلِكَ عَلَی اللَّـهِ يَسِيرٌ».


🕯قناة تفسير
وعلوم القرآن 🕯
https://T.me/tafsir_eulumalquran
1
عن أمیرالمؤمنین (علیه السلام)

- فَحَمَلَتِ الْمَلَائِکَةُ جَسَدَ آدَمَ (علیه السلام) وَ وَضَعُوهُ عَلَی بَابِ الْجَنَّةِ وَ هُوَ جَسَدٌ لَا رُوحَ فِیهِ وَ الْمَلَائِکَةُ یَنْتَظِرُونَ مَتَی یُؤْمَرُونَ بِالسُّجُودِ وَ کَانَ ذَلِكَ یَوْمَ الْجُمُعَةِ بَعْدَ الظُّهْرِ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَمَرَ الْمَلَائِکَةَ بِالسُّجُودِ لآِدَمَ (علیه السلام) فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِیسَ لَعَنَهُ اللَّـهُ.‌

✍️ [تفسير اهل البيت عليهم السلام ج١، ص٢٤٢ - بحارالأنوار، ج١٥، ص٣٢].




🕯قناة تفسير
وعلوم القرآن 🕯
https://T.me/tafsir_eulumalquran
#اشارات_وتعاليم

قوله تعالى:

{ ‏أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَ ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَ لا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ } (الحديد:١٦)

🔸️‏إشارات:

‏- يأنِ من "آن"، بمعنی مطلق الزمان.

‏- بيّن الله سبحانه في هذه الآية أنّ سبب الخشوع هو ذكر الله: «أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ»، كما بيّن سبحانه أنّ سبب قسوة القلب هو طول البعد عن كتاب الله: «فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ». وقد ورد في بعض الروايات أنّ طول فترة غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) تؤدّي إلی قسوة القلب وبعد الناس عن الدين. [ تفسير نور الثقلين]

‏- يدعو الله في بعض الآيات كما في هذه الآية التي هي محلّ البحث، إلی عدم التشبّه ببعض الفئات من الناس، وأن يتّخذوا آخرين قدوةً وأسوةً، وفي ما يأتي نعرض لبعض هذه الآيات ونشير إلی دلالتها:

‏أ- الدعوة إلی:

‏- أن يكونوا مع الصادقين: «وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ» [التوبة: ١١٩]

‏- وإلی الالتحاق بالصالحين: «وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ»، [سورة يوسف: الآية ١٠١.]٣«وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ» [المنافقون: ١٠].

‏- وإلی أن يكونوا مع الأبرار: «وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ» [آل عمران:١٩٣].

‏- وإلی أن يكونوا مع الصابرين: «وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ»
[آل عمران: ١٤٦].

‏- وإلی أن يكونوا مع النبيّ ومن أتباعه الحقيقيّين: «لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» [سورة الأحزاب: الآية ٢١.]٧، و«قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ». [الممتحنة: ٤]

‏- وإلی شكر نعمه عليهم: «كُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ» [الأعراف: ١٤٤].

‏- وإلی أن يكونوا من أهل العبادة والعبوديّة: «وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ» [الحجر: ٩٨].

‏- وإلی أن يكونوا عاملين بأوامر الله وتعاليمه: «كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ» [آل عمران: ٧٩].

‏- وإلی أن يكونوا من المسلّمين لله تعالی في الأمور كلّها: «وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ» [ النمل: ٩١].

‏- وإلی أن يكونوا من أهل الإيمان: «وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» [يونس: ١٠٤].

‏- وإلی أن يكونوا قائمين بالقسط عاملين بالعدل: «كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ»
[النساء: ١٣٥].

‏- وإلی أن يكونوا قائمين بأمر الله: «كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ» [ المائدة: ٨].

‏- وإلی أن يكونوا أنصاراً لدين الله: «كُونوا أَنصَارَ اللَّـهِ» [الصفّ: ١٤].

‏ب- هذا جانب الإيجاب، وأمّا جانب السلب، فهو يدعو المؤمنين إلی أن لا يقتدوا أو لا يتّصفوا:

‏- بصفات المنافقين: «وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ» [الأنفال: ٢١].

‏- ولا يكونوا مرائين: «وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ» [الأنفال: ٤٧].

‏- ولا يكونوا ممّن ينقضون العهود والمواثيق: «وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا» [النحل: ٩٢].

‏- وينهاهم عن إيذاء النبي ّوإزعاجه: «لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَی» [الأحزاب: ٦٩].

‏- ويحذّرهم من نسيان الله: «وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ» [الحشر:١٩].

‏- ويدعوهم إلی عدم اليأس وترك القنوط: «فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ»، [سورة الحجر: الآية ٥٥.]٢٢«لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ» [الزمر:٥٣].

‏- وأن لا يكونوا كافرين غير شاكرين: «لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ» [آل عمران:١٥٦].

‏- وأن لا يكونوا من أعوان الظالمين والمجرمين: «فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ» [القصص: ١٧]

‏- ولا يكونوا من أهل الشك والتردّد: «فَلاَ تَكُن مِّن الْمُمْتَرِينَ» [آل عمران: ٦٠].

‏- ولا يكونوا من المعادين للحقّ والحقيقة: «وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا» [النساء:١٠٥].

‏- ولا يكونوا من أهل الغفلة والجهل: «وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ»، [سورة الأعراف: الآية ٢٠٥.]٢٨«فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ» [الأنعام:٣٥].

‏- ولا يكونوا ممّن يكذّب بآيات الله ودلائل وجوده: «وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ» [يونس: ٩٥
].
2👍2
Audio
🔸️حديث الجمعة

تدبرات في مناسك الحج (للحاج وغير الحاج)
Audio
وصية الإمام الباقر لاصحابه
1👍1
#أدعية

🍃بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ سُبْحَانَ مَنْ مَلَأَ الدَّهْرَ قُدْسُهُ سُبْحَانَ مَنْ يَغْشَى الْأَبَدَ نُورُهُ سُبْحَانَ مَنْ أَشْرَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ ضَوْؤُهُ سُبْحَانَ مَنْ يُدَانُ بِدِينِهِ كُلُّ دِينٍ وَ لَا يُدَانُ بِغَيْرِ دِينِهِ سُبْحَانَ مَنْ قَدَرَ بِقُدْرَتِهِ كُلَّ قَدَرٍ وَ لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ قَدْرَهُ سُبْحَانَ مَنْ لَا يُوصَفُ عِلْمُهُ سُبْحَانَ مَنْ لَا يَعْتَدِي عَلَى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ سُبْحَانَ مَنْ لَا يَأْخُذُ أَهْلَ الْأَرْضِ بِأَلْوَانِ الْعَذَابِ سُبْحَانَ الرَّءُوفِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ مَنْ هُوَ مُطَّلِعٌ عَلَى خَزَائِنِ الْقُلُوبِ سُبْحَانَ مَنْ يُحْصِي عَدَدَ الذُّنُوبِ سُبْحَانَ مَنْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ فِي الْأَرْضِ وَ لَا فِي السَّمَاءِ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْوَدُودِ سُبْحَانَ الْفَرْدِ الْوَتْرِ سُبْحَانَ الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ‏ .

🔸قناة تفسير وعلوم القرآن🔹
T.me/tafsir_eulumalquran
2025/07/14 00:29:37
Back to Top
HTML Embed Code: