Telegram Web Link
الوسائد في الديار تشتاق إلينا أكثر مما يطغى علينا الآن من أشواق، ترتجف بردًا وحيدة، تبحث عن كل تلك الرؤوس التي تُلقى بين يديها بعد يوم مليء بالتعب، تبحث عن من تهدهِد روحه حتى ينام.
تشتاق إلى الأطفال، إلى رفع رأس طفل صغير برفق ليتم وضعها من تحته فيصبح تحت أمانتها إلى أن يرغب في الاستيقاظ، إلى أن تستلقي بجواره بعد أن تعلم الجلوس على السرير؛ كي لا يسقط.
يراودها حنين بالغ إلى جميع تصرفاتهم الطفولية، عدم رغبتهم في النوم ليلة العيد، مشاركتهم للدمى معها، لمخاوفهم من صباح المدرسة الأول، لكل ما يمكن أن يجدّ عليهم في الحياة، تفتقد رائحتهم بشدة وتقسم أنها لن تنزعج منهم ثانيًة أبدًا حتى وإن أقيمت حرب الوسائد.
وسادتي الآن تحرس الليل وحدها دون رائحتي، دون أن تطلب مني أن أفك قيد الضفائر وأسمح لشعري بالانسياب عليها؛ كي تلملم الليل عنه وترعاه.
تفكر بي ولا تدري إن ما كنت سعيدًة هذه الأيام أم لا!. تشتاق أن نمضي أنا وهي ليلًة كاملة ونحن نفكر في احتمالات الحب، كيف أنك قد تعترف صباحًا ونتقصى امكانية حدوث العديد من الأشياء.
تمضي الليالي محاولًة إقناعي أن الموت حياة أخرى وأني حين أخسر أحدًا بالتأكيد سيكون في مكان أفضل، تفعلها كثيرًا وهي تحاول التخفيف من حدة بكائي، أضمها إلى صدري بشدة، تطبطب على قلبي وترتق جراحه إلى أن أنام.
تخفف من توتر التفكير في الدروس المتراكمة قبل النوم،رهبة ما قبل امتحان الصباح، تجتهد حتى تقنعني بأخذ قسط من الراحة وأنني بالتأكيد سأكون الأفضل، تواصل الاستماع إليّ وأنا أكرر ما سأقوله في معاينات البحث عن وظيفة ولا تنفك عن قول نعم في كل مرة أسألها فيها، هل سأكون جديرة بتلك الوظيفة؟، تضحك عليّ قليلًا وأنا أحاول ألّا أتلعثم، بعدها تمضي ليلة كاملة وهي تخبرني بأنها هنا وأن بامكاني أن أغمض عيني عن العالم قليلًا وهي ستتكفل بالباقي.
تتمكن من مواساة شهور الاكتئاب المتتالية، تحترم رغبتي في أنني لا أود فعل شيء سوى أن أرتمي بين ذراعيها، تحزن لحزني وتسعد لسعادتي، تفضل موسيقاي وإن لم أفعل شيئًا سوى إعادة تشغيل ذات اللحن ألف مرة، ترقص معي على أنغام خفيفة ليلًا بعد كل انتصار وهي تؤكد لي بأنني الأفضل وأوضح لها بأنها لطالما كانت السبب.
ستظل الوسائد تحرس الأرواح ليلًا، من ظلام الذاكرة، تخبطات الأفكار، ما يجب علينا إنجازه صباحًا، ما فشلنا به اليوم وحتى من ما حققناه.

هديل هشام
Forwarded from دفء، زينب قاروط (زَينَب)
لحظة واحدة،
من الـ ٣٠ سحرًا
أضع فيها تمرة حبك في جوع قلبي الشديد
هي كل ما أريد.

- الشيخ محمّد باقر كجك
في القرى حين لم يتعلم إلا القليلين القراءة والكتابة كانوا يبتدعون أساليبًا ضمنية لمعرفة إن كانت الرسائل تحتوي على أفراح أم أتراح، كانوا يبتُرون أطراف الأوراق زعمًا منهم بأنّها هكذا ستدل على وفاة شخٍص ما وأنّه وإن أُرسلت الرسالة كما هي فبالتأكيد هُنالك خبرٌ سار.
أنا أعلم جيدًا بأنّكِ قارئة قريتنا الوحيدة لذلك لطالما نزعت جزءًا من أوراقي؛ حتى لا تهرب في الطريق أولًا وحتى تعلمي بأنني أموت هنا بسبب هذا الغياب، لطالما كانت الرسائل لا تحتوي إلا على اسمي، لا أعلم كم عدد الأسماء التي اخترعتها لهم وأنها على صلة بكم لكنني لم أتمكن من كف نفسي عنكِ، من أن أجمع أطراف الأوراق المبتورة وأنجبك بجواري هُنا، من أن أمعن النظر في جميع الوجوه العائدة وأنا أحاول قراءة كل ما تحمله في تعابيرها وكأنها رسائلك.
سيدتي، كل ما لا يمكنك أن تشاركيني إيّاه غريب وأنا غربتي في كل أرض لا أراك بها حتى وإن كُنا نقطن في ذات البلاد..

هديل هشام
Forwarded from فَراشَـة!💚 (Abeer Babiker)
كان الوداعُ باردًا في آخر مرّة!

'أذكُر أنني وضعتُ عطري المُفضّل، أو فلنقُل أنه ليسَ جيّدًا بما يكفي، لكنّه كان منكِ !
طلبتِ منّي أن نفتَرق بدون ضجّة، كما ارتَبطنا، بدون صخب يُذكر..
تُدركين أنك الأولى بالنّسبة لي، في كُل شيء، تعلمين أن حُبّي لكِ لا يشُوبه إلا قليلٌ من غُبار الغيرة !
حبيبتي ..
إنه لأمرٌ طبيعي أن أغار !
كيف لكِ أن تُسمّي الأمر قلّة ثقة ؟
كيف آلت الأمور بنا أصلًا إلى هنا ، إلى مفترق الطُّرق هذا ؟ '

' لم يكُن الوداع بارداً عزيزي
لقد خُدعنا
فقد كان يجمعُ الحطَب في الفناءِ الخلفي لقلبينا ليبدأ بإشعال النار ، كُنا باردين جداً من الخارج ، عمَّ الصمت و لكن باتَ الحريق هائلاً في الداخل حتى طلبُ الإستغاثة لن يُجدي نفعاً .
أحبُّ دائماً أن أُهديكَ عطراً ، لم أعد أتذكر كم زُجاجة عِطر أهديتك إياها ، ينتابُني الحزن قليلاً حين تبدأ بإستعماله لتُعطِّر به سيارتك أحياناً و لكني أعود لتفسير الأمور بطريقتي ، بالتأكيد لا يسعُك التنفُّس إلا على رائحتي أو على عطرٍ بديل عني أهديتُك إيّاه !
أنتَ الأول و الأخير عندي فقَبلك لم أكن ، و بعدك لا أريد أن أكون ، في الواقع أنا أغارُ عليك أكثر من غيرتك عليَّ و أحاولُ ضبط نفسي قدر الإمكان و أعتقدُ أني نجحتُ في ذلك و لعلِّي فشلت فقط في معرفة جواب سؤالك الأخير " كيف آلت الأمور بنا أصلاً إلى هنا ! "
كيف ! '


' تَساءلتُ كثيرًا كيف سَمحنا لأنفُسنا بالوصول لهذا البرد في علاقَتنا!
لطالما كُنّا معاطِف بَعضنا، لا ينفَك أحدُنا يُدفِيء الآخر
علامَ تُريدينَ إنهاء الأمر هكذا ؟
وأنا أعلم تمامًا أن البَراكين تنفجِر فيكِ كل دَقيقة !
لقد صدقتِ القول، لا يَسعني التنفّس وأنتِ لست هنا، لذا دومًا أستَخدم عطورك التي تُهدينَها لي ، حتى وإن فَرغت الزُّجاجة أبتاع واحدة أخرى، لقد أدمنتُك كمُدخّن لا يقوى على العيش بسَلام بدون عُلب سجائِره
أنا المُدخّن وأنتِ عُلب السجائِر !
كنت تدّعين البرود وعدم المبالاة إذًا، مثلي تمامًا
ستُكابرين ، وأكابِر..
أعلم ذلك جيّدًا، لكن عزيزتي في خِضمّ كل هذا "ما لينا غير بعض"! '

' أنا !
نسيتُ من أنا مُذ التقينا ، مُذ عشقتُك من النظرة الأولى و ناجيتُ الله عنكَ في السجدة الأولى بعد أن تيقنتُ بأنّهُ لا منفذ من عشقِك .
أنتَ من سمح للإنفصال أن يمتطي حِصانه الأسود و يأتي مُسرعاً لينتصر علينا دُون مبارزة ، أنتَ من جافيتني في مشاعرك ، تصور أنك لليوم ما وقفت أمامي و أخبرتني بأنك تٌحبني على مرمىً من ناظِري ، عيناي تتمنى رؤية شفتيك تبُوح بها !!
قد أكون عُلبة سجائر ! تنظر إليكَ بإستغراب في كل مرة تُقرر فيها التدخين ! تسألُ نفسها ألف سؤال و هي في يدك
كيف اِئتمنتِ نفسكِ مع رجُل احترف التدخين !
اعتاد على حمل القدّاحة و الكبريت !
به شغفٌ لمشاهدة النار خمس مراتٍ في الساعة أو أكثر !
هل يصلحُ حقاً لكلِّ ما تُكابدين من أجله !
و في خِضمّ هذا كلّه " إنت متأكد إنو إحنا ينفع نستمر؟ " '

' تغلّبتِ عليّ هذه المرّة
سأبوح لكِ بالحروف الساحِرة لقائنا القادِم
أظنّك تتساءلين : " أهناك لقاء قادم ؟ "
الكثير يا عزيزتي، الكثير !
اخلَعي قناع الكِبر هذا، لقد خلعتُ خاصّتي لأخبرك : " إنو إحنا لازم نستمر "
لا مفَر لكِ مني ولا مفر منكِ لي ! '

' سنلتقي
سنختلف و نتفِق و نَتشاجر و نتصالح
ونلتقي !
صدقني نحنُ لا نقوى على شيء سوى عشقِ بعضنا ، و لا يٌمكننا البقاء إلا بعشقِ بعضنا ، سنكون الخاتمة الأجمل لكل شيء " الرِّيدة اللّيك جواي أكبر من مُجرد حُب عابر! "
لا مفَر لقلبك مني و لا مفر لي من عشقِك !❤️ '

- عَبيـر بابِكـر
- هديل هشام
أُردف إليكِ الآن قليلًا من تخاطرات الذهن العقيمة، تلك التي لن تنجبِك هنا مهما أبديت من التزام بمواقيت ذكراكِ اليومية.
أثق تمام الثقة أنك تفكرين بي في هذهِ الأثناء وأن ما تم تداوله إلى أن بلغ مسمعك قد يثير بداخلك الكثير من الغيرة أو الشك ولكنه لن يندرج أبدًا مهما زعمتي تحت مسمى الخيانة؛ لأننا ببساطة لم نعد على وفاق مع العِشق.
أعترف بأنني على علاقة صريحة بالعديد من أجمل ما يمكن لعينٍ أن ترى، أحسبك ستعرفين بعضهن رغم عدم سماحي لهن بالتواصل معكِ ولكنك ستتوقعين؛ لأنني لم أشكك يومًا في دهائك. دهائك الذي اختار كل شيء ورفض مجرد أن يتقبلني؛ لأنه زرع بداخلك فكرة أننا لن نصلح لكنه إلى اليوم لم يكشف لنا عن السبب؛ لذلك عاقبتني بالنفي بعيدًا عن مجرى حواسك فلم تعد لك المقدرة على الإحساس بِكل هذا الحب.
من وقتها وأنا أردد "أحبكِ" كثيرًا لكل من قد تجمعني الحياة بها، بنبراتٍ وطرق مختلفة محاولًا اكتشاف تلك العلّة، تنتابُني دهشة بالغة حين أجدهن سعيداتٍ بها، وكأنهن امتلكن العالم، فما بالها لم تحرك أيّ ساكنٍ بِك!
أرى كم ترقص قلبوهن من وقع كلماتي عليهن، وكيف أنهن يحاربن ليظفرن بهذا القلب، قلبي الذي تعلق بالوهم أكثر مما تعلق بي.
يقول إحسان عبد القدوس "في حياة كلّ منا وهم اسمه الحُب الأول" فكيف أوقف الهديل الذي لطالما كان حاضرًا وأنا أختلي بِعينيكِ من أن ينشد حروف اسمك، وأطلعه على أن كل ما كان شاهدًا عليه وهمٌ كبير؟
أنا لا أودّ منكِ شيئًا ولا حتى أن تكوني لي، فقط ابتعدي قليلًا، لا تفسدي حياتي أكثر، لا تقفي بيني وبين كل ما أرى..

هديل هشام
15/3/2024
ولكنني علمت أني أحبه بشدّة حين أصبحت أهرول بكل حروفي إليه؛ كي يقرأها قبل أيّ شخٍص آخر حتى وإن كنت أنا، بمعانيها المبعثرة، افتقارها إلى علامات الترقيم، تشبعها بالأخطاء الإملائية والمعاني الدسمة، لم أترك أي شيءٍ في الحُسبان بل أردته فقط أن يقرأ. كتلميذٍة نجيبة ترفع يدها عاليًا في الصف معلنًة عن أنها أول من إنتهت من كتابة الدرس، بذلك القدر الذي كنُا نصل إليه من الشغف والبهجة أنا أحبه..
هديل هشام
28/3/2024
أخبروني بأنّ الحياة ستَستمر ولن تقف ذات يوٍم عندك، هي تسير بي مهما أبديت من رفٍض لذلك، لكنّه قلبي، قلبي وحده من امتنع عن التزحزح من تحت قدميك واختار المكوث.
أوجه أصابع الاتهام يوميًا إلي، ماذا لو أننا بقينا وانتظرنا مجيئك أكثر؟، لربما كنتَ معي الآن هنا، لكن كيف يمكن لهذا الاحتمال أن يلتهمني هكذا وأنت مُذ رحلت لم يخطر لك حتى أن تتأكد ما إن كنتُ لا زلت على قيدِ الحياة أم لا؟، وهذا أكثر ما خيب أملي فيك وأوجعني.
الحياةُ سيئة يا عزيزي وأنا كم سائني أن أسوّل لنفسي كل هذا السُوء حتى وإن كنتَ أنتَ الأسوأ..

هديل هشام
29/3/2024
Channel photo updated
Forwarded from رسائل (Hadeel)
أُفكر في عدد المرات التي افترقنا فيها
تجاهلي لبعضها عمداً
نسياني لجُزءٍ منها سهواً
والبقيّة تَترنح في الذاكرة

الفُراق الأول
فصلت بيننا الأمكنة
حينها سيطر عليّ اليقين
بأننا أبداً لن نعُد
وداعٌ مُنقطع الأمل
وجميع وعودك بأن الصُدفة
التي جمعتنا لن تتخلى عنّا
لم أُصدقها
تفرغت جميعُ المشاعر
فلم أعُد أريد التفكير
في ماذا سيحدث لي بعدك !
تلك كانت المرة الأولى
التي أُقبل فيها بصدر رحب على المجهول
دون أن أُعِدّ عُدّتي وعتادِي

الفُراق الثاني
كان إثر صُدفة جمعتنا
تلك التي آمنت أنتَ بها
وأعلنتُ أنا إلحَادي عليها
لكنني لا أُنكر إحساسي يومها
بأننا سنلتقي
لقاءٌ دامَ لرُبع ساعة
روى شوق أحد الغُرف الأربعة
ومكثتْ باقي الغُرف
تودُّ لو أنك فقط قد أمسكت بِبَابها !
من يومها يا عزيزي
وغرف قلبي قد أعلنت عصيّانها عليّ
لا زالت أبوابُها تتأرجح
لا هي مُغلقة ولا مفتوحة
عدا ذلك الباب في الرُبع الأخير
أزهر !

الفُراق الثالث
المرة الأولى بالنسبة للزمان
رُبما أراد أن يُجرب حظّه فينا
بعد أن حكى له المكان عن أفعاله
وكيف أنّه قد تغلب علينا لمَرتين
بمُنتهى السُهولة و اليُّسر
حقيقةً
كان ذلك الفُراق أصعبهم وقوعاً عليّ
تلك المرة الأولى التي أُدرك فيها
بأنّه لا فرصة لي معك
شهر ونصِف لم نتحدث فيها
لم أعرف عنك شيئاً
شهر ونصِف بلا أي رغبة في التحدث
بلا أي اهتمام بمُتطلبات حياتي
لم أنعم بالنوم طيلة تلك المُدّة
استصعبتُه فيها كثيراً
لطالما خطرت لي ليلاً
أستيقظُ على رأس الساعة
كأنّ شيئاً ثقيلاً وضع على قلبي !
وأوقفه عن أداء مهامه !

الفُراق الرابع
لا أتذكر السبب خلفه
ولكنه كان أطولهم أجلاً
شهران مُتتاليان
أكبرُ إنجاز لي
في رحلة تجاوزي لك
غير أنيّ لا أستذكر أبعادهم
أستحضّر ليلة عودتنا بعدها فحسب
السابع والعشرين من شهر رمضان المُعظّم
رسالةٌ منكَ بعد الواحدة صباحاً
بعد أن غادرتُ سجادتي واستودعتك لربيّ
واستودعتُ شأننا له؛ لأجل أن يفصل بيننا
كنتُ تعِبة في تلك الليلة
ولم يُخيل لي أبداً أن تُباغتني بِسؤال
لا أدري لمَ إنتابني يقينٌ وقتها
بأنّ فُرصتنا لم تنتهي !

الفُراق الخامس
أعلنت الدولة عن إيقاف
خدمة الإنترنت
لم أمتلك شجاعةً كافية لأُهاتفك
أو لأبعث لك برسالة نصيّة
كان فُراقنا عُنوةً
رغم ذلك لا أُنكر
إحساسي غير المُفسر بالراحة
لعلّ إنتصار الزمان أخيراً قد أعجبني !

الفُراق السادس
اشتاقت إلينا الأمكنة
عادت لتُمارس حقّها في إبعادنا
تلك المرة وجدتني مطمئنة
بأننا وإن عزّ اللقاءُ
سنعود بالتأكيد و نلتقي
فأثرتُ حيرتها بما يكفي
وامتعضتُ عليها فرحتها

الفُراق السابع
أكثرهم غرابةً بالنسبة لي
نحنُ اقتربنا من بعضنا بما يكفي
بتنا شبه حبيبين
لمَ الفُراق إذاً !
أنتَ صمت و أنا لم أسأل
وافترقنا هكذا والتعجُب يطرح نفسه !

الفُراق الثامن
وقعتُ طريحةً لِتجاهُلك
هذه المرة تمتلك وجعاً
بنكهة خاصة
بِوصفة سريّة
مع الكثير الكثير من التوابل الحارة
احتجبتُ فيها عن الدنيا
تركتُ لك الحياة
وألقيتُ بنفسي في منفى اعتزالك
لا أنسى إصراري على ضرورة
أن تكون تلك المرة الأخيرة
أزفت الآزفة وقتها
وقامت قيامة قلبي

الفُراق التاسع
كان نتاج غضبي الزائد
ورداً مني على أفعالك تلك
لم أقوى على المُجادلة
ولا على احتدام النقاش
فأخبرتُك بأني سأُمارس
أحقيّتي في الصمت
رُغم أنك لم تسمح لي بذلك
وتَتالت أعذارك الواهية
وعدم رغبتك في أن تترُكني
لا أُنكر بأن هذا قد كان انتصاراً لي
فقد واجهتُك واتخذتُ موقفاً ضد أفعالك
وتلك هي المرة الوحيدة
التي أخبرتني فيها علناً
"أُريدك"

الفُراق العاشر
كالعادة ظننتُ أنّه الأخير
وتيقنتُ بأنّه لن يكون كذلك
قررتُ أن آخذ أنفاسي قليلاً
أن أتدارك لهفة قلبي عليك
وأختلي بنفسي لشهر
مُتأكدة بأنك ستطمئنُ علي
ولن تسمح لي بفعل ذلك
وكالعادة أيضاً جرت الأمور
خلاف اعتقاداتي
عشرون يوماً مرت عليّ
من دون سؤال منك
خمسة أيام فقدتُ فيها السيطرة
وتمكنتْ مني الرغبة في محادثتك
وفي اليوم السادس و العشرين
سلمتُ نفسي إليك
وأعلنتُ انسحابي

ختاماً
إلى الرجل الذي
لا زال يفترقُ عني مراراً و تكراراً
ظنّاً منه بأن النهاية
يجب أن تكون كذلك
وأن تمرّدنا على الزمان و الأمكنة
لن يُجدي نفعاً
أرهَقني ما يحدث بيننا
أرّقني بِشدة
هذهِ الرُوح مُنهكة من رحلة
الذهاب و العَودة
فاجعلها تستقر رجاءً

Hadêêl...
26/12/2020
أوقفوا عداد الزمن رجاءًا، أبعدوا الساعات من أمامي، توقفوا عن الحديث، اتركوني وحدي لدقائق؛ لأتمكن من التقاط أنفاسي فثمّ شيءٌ ثقيل يُطبق باحكام على صدري، وأنا أُقسم أنني لا أودّ الهرب، سأُكمل كل الذي تريدون مني مُعايشته، سأنفذ مطالبكم جمعاء بدون نقاش، سأشعر بكل ما تطلبون، سأسقط لن أمانع ولن أُكَذِبْ كذبتكم إن قلتم بأنني سأستطيع النهوض، سأبكي ملء الأرض دموع، لن أُشكك في أن الحزن واجب كي نعيش، سأتقبل أي شيء وكل شيء، لن أجادل أعدكم ولن أشكو من تعب، لكن دعوني أغمض عينيّ الآن وآخذ بعضًا من شهيق، فحتى هو لن أطمع بالكثير منه، دعوني أطفئ مفاتيح عقلي قبل أن ينفجر من كثرة الأسئلة التي يُمليها علي، وحتى هي لن أزعجكم بها، لن أتسبب بأي أضرار لكم ولكن اقبلوا استرحامي هذا، دعوني أتنفس لمرة واحدة أخرى فقط حتى لو تم احتسابها على أنها النفس الأخير..

هديل هشام
31/3/2024
تتسائل ضي رحمي عن أشياء تشبه البيت ولا يساور تفكيري سوى أمي ومقدرتها على أن تُخرج أفضل نُسخة مني في كل مرة نتشارك الآراء فيها، وهي تقف إلى جواري حتى أتمكن من اتخاذ جميع القرارات العصيّة وهي على ثقٍة كاملة بأنني أستطيع.
تستمر في دفعي إلى الأمام بلا تخاذل أو تهاون حتى أتمكن من تحقيق ما أريد، تُعلمني كيف أخلص الأشياء من زيفها وأعيدها إلى حقيقتها. تطوقني بأمان الدنيا ولا تطيق أن يصيبني أيّ مكروٍه مهما كان، تخبرني كم أنني ذكي ومجتهد ويمكنني التغلب على العثرات وأنني بالتأكيد سأجد جميع الثغرات المناسبة.
أمي أو كما أحب أن أناديها -نوارة البيت- لطالما ظلّت صاحبة الفضل الأول في كل ما تمكنت من تحقيقه إلى هذا اليوم، إيمانها بي هو الوحيد الذي يجعلني أثابر على الوقوف على قدمي، وسكينة حضورها هي من تشبه البيت..

هديل هشام
Forwarded from رسائل (Hadeel)
“ Wish me the best “
كانت تلك أول جملة
تُوجِهُهَا إليّ بِلُغة أخرى
وقفتَ قبل رحيلك وقُلتها
لم تستدر لتُخبرني بها وجهاً لوجه
لم تُعطني الحق في أن أراك
لِمَرة ختامية وأنت تُحدثني بلُغة أخرى
لا تنفكُّ تلك الجملة تُذكرني بنفسها
بين الحين والآخر
ولا أتوقف عن سؤال نفسي بعدها
ماذا كان سيحدث يومها
لو لم أكن قد تمنيت لك الأفضل!

لعلّه
ما كان سيتم قبولك لتلك المنحة
في بلد مجاور
ما كنا سنفترق ولا كنت سترحل
ولَكُنتُ حظيّت بفُرصة اقتراب كاملة
قد يُباغتك الحُب في أي لحظة
وقد تراني جميلة في يوم!
إن ارتديت فُستانيّ الأخضر مثلاً
لِمرة ثانية!
لكُنَا لا زلنا نبتدئ اليوم
مُنذ السادسة صباحاً بمُكالمة!
كنت ستأتي متأخراً لمُقابلتي
وسأستمر في انتظارك
ما كنتُ سأُعاتبك على الثلاثين دقيقة
التي تتأخرها
وسنلتقي في السابعة وأربعين دقيقة كالعادة

هل لاحظت !
"كنت ستأتي"

أتدري !
إن سُمِح لي بالندم على شيء واحد
سأندم على أني تمنيت لك التوفيق يومها
وعلى أنني كنتُ أول من تُخبرها
بأنه قد تم قبولك وهنأتك
أوليتني التزمتُ الصمت فقط
ولم أُهنئِك على شيء
لا أدري من أين أتيت بتلك القوة وقتها
لأتمكن من إيصالك للمطار
وتسليمك بيديّ هاتين للمسافة
لِتفصل بيننا!

بالأمس صادفتُ صديقتنا
سألتني عنك بعد كل هذه السنين
هذا القلب الذي شقَقتهُ أنت لِتخرج منه
وخِطّتهُ أنا بعدها بِمَدامعِي
أتَتْ هي وحلت عُقده الخيط
سحبته شيئاً فشيئاً وذكرتني بك

قد نكون انفصلنا
لكنّ اسمينا لا زالا مُرتبطين،
هُناك على حافة الشِفاه
لا يتم اللفظُّ بهما إلا معاً
تعال خُذ اسميّنا من أفواههِم
اِملأ بهمَا حقائبك
واحتجب باسمِي مع اسمِك خلف الغياب
وابتعد !

وإن حدث حقاً وأتيت
وَراودك الفضول لرُؤيتِي
خُذ سجل عندك عُنواني
الذي ارتحلتُ إليه بعدك

أنا ماكثة في تلك الزاوية
التي تركتني فيها مُنذ أعوام
مُرتديةً قميصيّ الوردي
تَنورتي الرمادية
شالي الأسود
لا زلت مُمسكة بحقيبتي
ذات اللونين الأسود وَالأبيض
لا زلتُ واقفة تحت تلك الشجرة
أستمع إليك وَأنت تؤكد عليّ
بضرورة الإلتجاء إليك
إن احتجتُ لأيّ مُساعدة
ولكن كيف سأحتاج إليها
وأنا بالأصل لا زلتُ هُناك!
بالقرب من "كان"
قد أصبحتُ من أخواتها!
أمتلك هويّة فعل ماضٍ ناقص
حتى حسرتي الآن ناقصة
ينقصُّها ماضينا
وَأنت!
Hadêêl...
قالت "ليست لديّ موهبة، ولا أعتقد أني أنتمي إلى هذا العالم"
لذا..
لنوضح بعض الأمور،
مختلفةٌ أنتِ عن باقي النساء
عن البشرية أجمع
عن السابقين واللاحقين
وتلك حقيقةٌ لا مجاز فيها،
أراكِ مُنيتي وسماء أُمنياتي
وأتمنى فقط لو أصبِحُ فنجان قهوة
لتتناوليني ثلاث مراتٍ في اليوم،
فقد أثير بكِ شغفًا مثلها
فَهل لديّ فرصة..؟

كما أن جمال الأشياء يتمركز في بساطتها
وأنت متقنةٌ لذلك،
البساطة هي سركِ الأوحد،
موهبتك التي نسعى إلى تعلمها
ولكننا قد نحتاجُ
إلى بعض الدروس الخصوصية
فَهل تسمحين..؟

أما حين تضحكين،
تعودين للخلف
واضعة يدكِ اليُمنى لا إراديًا على وجهك
يُزين خاتمٌ فِضي إبهامك
أحببتهُ عليكِ
أهنئه لانتصاره بأحد أناملك،
أهنئ ذلك الحِجل أيضًا في قدمك اليُمنى،
فستان أزرق إرتديتيه هذا الاسبوع
لندع الأزرق لكِ ولنمضي في صمت.

أشعر بأن كل ما يجب علينا فعله،
هو مُحاوطتِك بإطار
إخبار الجميع أنك لا تقدرين بثمن
الوقوف أمامك وعدم النقاش.

أَأُخبرك سِرًا..!
خاسرٌ كل من قال أنكِ غامضة
من حكم عليك من الخارج
من لم يتوطد فيكِ
من فاتتهُ مراقبة عينيك الناعستين
اسمحي لي أن أُفتن بهما فحسب
يا فتنتِي وفاتنتِي وفتونِي..

هديل هشام
لا تعليق
ولا ألف كلمٍة بامكانها التخفيف عني
ولا عشرةُ آلاف عناق سيُجدي،
أوليتكِ التزمتي الصمت
تركتيني أُصدق خيالاتي
أفسرُ ما بيننا بطريقتي،
لم أكن على قدر كافٍ
من الاستعداد للمواجهة،
أن أستمع إليكِ وأنتِ تُخبرينني
بأنني عبءٌ ثقيل
وأنكِ مللتِ من إنتظار رحيلي،
كيف أقنعتِ حِبالك الصوتية بقول هذا!
دعستي على كبريائي بقدميكِ هكذا دون اكتراث!
ما عُدت أعرف معنى الثقة بالنفس،
وفي أي الطُرق عليَّ أن أسير،
وإلى أين وإلى متى سأسير!
تاهت خُطاي
وأنا ما عهِدتُكِ بكل هذه القسوة!

اكتشفت أني كنتُ أحيا على صمتك،
أقنع نفسي بأنك تُحبينَنِي و لكنكِ تخشينني قليلًا،
أخترعُ وعودًا وأردِدُها لفترة
حتى تستند بجدار الصدق،
فاطمئنُ بأنكِ لي،
عشتُ على الاطمئنان
استمسكتُ بأطراف خيط البقاء،
لا أخافُ الغرق، بل بي رهبةٌ
تجعلني على يقين
بأن لا أنثى سواكِ يمكنها أن تحتويني،
فلِم حكمتي علينا بالوضوح!
جلبتي عُنصر الشفافية ليحكم!
أنا لم أشتكِ
ولم أطلب منكِ شيئًا،
تبدين أنانية اليوم،
تأتين بكل ثقة لتقتلعِي الطُمأنينة مني
من أعطاكِ الحق في تدميري بهذهِ الطريقة!

هديل هشام
رحل الجميع منذ زمن
لم يتمكن أحد من أن يفهمني مثلك،
بعقليتي المُتبلدة
بصمتي المُستمر
وثرثرتي في مواضيع فارغة في بعض الأحيان
قد أكون أحد الأعباء الثقيلة عليهم
لذلك رحلوا !
تركوني أسيّر دفة الحياة وحدي
أبحر نحو الشمال بلا رفاق
ولكن الآن يداي تؤلمانني بشدة
فَهلا تأتي قليلًا؛ لتُساعدني..!

هديل هشام
رسائل
وفي إحدى المُحاولات اليائسة جدًا لتقليد نصٍ ما، أعتقد أن بامكاني أن أُصرح عن ما دار بيننا من خلاله..! الرابعة والعشرون بتوقيت العُمر، عامٌ على فراقنا، تخرجت من الجامعة بتخصُص طبيبة صيدلانية، أي أنهم الآن ينادوني "بِالدكتورة وفاء" ولكنني لا اشتاق إلا لذلك…
مرَّت الأعياد بيننا ولأول مرة لم نُمضي لياليها سويّة، لم تكن حُجّتنا أن النوم لا يجوز له أن يكون خيارًا في ليلة العيد، وأننا سنأخذ قسطًا من الراحة بعد العودة من صلاة العيد. مضت الليالي وهي خالية منك وأشرقت الشمس والحياة تخلو من تلك الأغنية التي تُحب إرسالها إليّ في كل عيد.
Forwarded from رسائل (Hadeel)
في ليلة العيد أكتب مُعايدة أُخرى، أضمُّها إلى صدري، أعِدها بأنها ستصِل ولن تلحق بإخوتها تحت الوسادة.

في ليلة العيد، تأتيني على هيئة أُمنيات مُستحيلة
"يمكن يضرب لي بعد صلاة العيد!"
"يمكن يبقى أول واحد يعايدني السنة دي برسالة!"
"يمكن يفقدني لو ما رسلت أنا!"
"يمكن يعترف!"

بينما يقضي العُشاق ليلة العيد في تبادل الأمنيات واستحضار العهود، أُمضي ليلتي مع الممكن وغير الممكن.
وبين الممكن وغير الممكن
"أبتسم خِلسةً"
"وأُحبك فقط"

هديل هشام
12/5/2021
Forwarded from رسائل (Hadeel)
النص الأول الذي خطّطتُه
بقلم منك
تعمدتُ أن أدُّس فيه "أُحبك"
في كل سطر
مُتغاضية عن كل ما عليّ
أن آخذه بالحُسبان
من خطوات كتابة النص المُتقن
من أخلاقيات الكتابة
رميتُ بكل ذلك في الزاوية
واكتفيتُ بحُبك وحسب

سأُطلعك على ما أردفتُه عنك
إلى ما وجهتُه إليك
حين اختلائي بقلم حبر منك

لم نلتقي مُنذ أمد بعيد
وأنا أمتنع عن طلب موعد منك
وأتحجَجُ بكبريائي
ولكنني حقاً أتوّق
لأن تأخُذني في نُزهة
وأن تتنازل قليلاً عن غرورك
لأجل إسعادي

بالأمس
حين تراكم الشوق على كتفيّ
واستلقى على خصيلات شَعري
كأنّ كُل الكون تَحته !
ظلّ يُردّد اسمك على مهل
يتلذَذُ به حرفاً حرفاً
يردّدُ ذلك الإقتباس
الذي لا أنفكُ عن الولوج إليه
في كُل مرة ينجحُ فيها ذلك الشوق
في الإقتراب منّي والإختباء
في خصائل شعري

"أشتاقُك حتى وأنا أشتاقُك
وبعد أن أشتاقك
يحصل أن يُحاصرني الشوق ثانيةً
كأنني لم أفِ إشتياقك
حقّ أن يكون شوقاً
يعكسُ نُور صعقتيّ
بِجمَال إشتيّاقك!"

أنا لأجل إسكاته
أُحاول إقناعهُ
بأننا خرجنا في كلمة
تصوّر !
جمعتنا كلمة حين
لم تجمعنا الحياة !
تعاونت معنا مخارج الحُروف
رتبت لنا موعداً مُستعجل
هُناك يا عزيزي
على أشباه الأسطر
وقف كلينا على الهَمزة
في "أُحبك" وضمَمتني إليك
فضمدّت جراح الأوقات
التي مرت عليّ من دُونك

تأرجحنا قليلاً على "الهمزة"
ثم اختبئنا عن هذا العالم
في جوف "الحَاء" التي كُسرت
من تدافع الأشواق عليها
وتراكم اللقاءات
التي كان يجدر بنا أن نلتقيها
ولم نفعل !

هُناك تحديداً أخبرتُك كم أنني
أتذكر كل أوقاتك
التي تُسلف لي عنها
التي تُشركُني في مُجريات أحداثها
وكم أنها ترتدُ على قلبي
بأثار غريبةٍ طويلة الأمد
هذهِ الأمواج التي أقِف أعلاها
وأدعي أنني أتقنتُ رُكوبها
وأنني معكَ الآن على القمة
تنحدر بي إلى قاع مُحيط قلبك
لأغرق فيك بُسرعةٍ غير مسبُوقة

حتى حين أردتُ الخُروج
حين رفعتُ مرساتي من مُحيطك
وأردتُ مغادرة نطاقك
نُطقت "البَاء"
فَعصفت بِنا رياح
الضمّ المؤبد
فأطبقتَ عليّ بذراعيك
لِتحميني !
فلم أعُد أقدر أن أجزم
بأنّي أستطيع البقاء
من دونهما لدقيقة !

عزيزي إن "أُحبك"
التي جمعتنا
وهي لا تحمل أي
حركة قصيرة على "كافها"
ولا تُخبرُنا إن كنتُ أنا من فتَحتُها
"أُحبكَ"
مثلما فتحتُ نوافذ قلبي
لِتعصف بي
أم أنتَ من أنزل عليها حُكم الكسر
"أُحبكِ"
مثلما أنزلتَ أشرعة سفينتك
لتنضّم إلى رحلتي و تبقى معي
لا نستطيعُ أن نعرف منها
مَن منّا قد استبق الآخر
واعترف !

هي فقط تُحكم قفل باب "بَائها"
وتأبى خُروجنا منها
هذهِ الكلمة
أحنُ عليكَ وعليّ
من كلينا !

في النهاية
تسحبُنا تلك الكاف إلى الأسفل
نُغادر شفاه الشوق
ونعود أدراجنا إلى الداخل
نستقرُّ في حلق العِشق
نتناول -تُفاحة آدم- المُخبَأة هُناك
نُحاول ارتكاب جُرمٍ
يسمح بنفينا هُناك إلى الأبد
كي نواصل العيش
مكتفين ببعضنا فحسب

Hadêêl...
16/12/2020
2025/06/29 15:55:01
Back to Top
HTML Embed Code: