قال الإمام الآجري رحمه الله:

"وأما أهل السعادة: فهم الذين سبقت لهم من الله الحسنى، فآمنوا بالله وحده، ولم يشركوا به شيئا، وصدقوا القول بالفعل، فأماتهم على ذلك، فهم في قبورهم ينعمون، وعند المحشر يبشرون، وفي الموقف إلى الله تعالى بأعينهم ينظرون، وإلى الجنة بعد ذلك وافدون، وفي نعيمها يتفكهون، وللحور العين معانقون، والولدان لهم يخدمون، وفي جوار مولاهم الكريم أبدا خالدون؛ ولربهم تعالى في داره زائرون، وبالنظر إلى وجهه الكريم يتلذذون، وله مكلمون، وبالتحية لهم من الله تعالى؛ والسلام منه عليهم يكرمون، ﴿ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم﴾

فإن اعترض جاهل ممن لا علم معه، أو بعض هؤلاء الجهمية الذين لم يوفقوا للرشاد، ولعب بهم الشيطان وحرموا التوفيق فقال: المؤمنون يرون الله يوم القيامة؟

قيل له: نعم؛ والحمد لله تعالى على ذلك،

فإن قال الجهمي: أنا لا أؤمن بهذا.

قيل له: كفرت بالله العظيم.

فإن قال: وما الحجة؟

قيل: لأنك رددت القرآن والسنة وقول الصحابة رضي الله عنهم، وقول علماء المسلمين، واتبعت غير سبيل المؤمنين، وكنت ممن قال الله تعالى ﴿ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى، ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا﴾"

[الشريعة للآجري ٢/‏٩٧٦ — الآجري (ت ٣٦٠)]

رزقنا الله وإياكم لذة النظر إلى وجهه الكريم

.

ولمثلها فليعمل العاملون

‏🔻‎#مستراح_منه 🔻

عبارة يقولها السروري والمدخلي والإخواني والمدجن والخارجي عند موت شيوخ وعلماء يشتركون معهم في كثير من العقيدة، ويخالفونهم في السياسة.

ثم إذا بيَّن أحد الناس ضلال جهمي؛ صاحوا كلهم به: {لحوم العلماء مسمومة}
محمد بن شمس الدين

الدروز يدربون الأطفال والنساء في السويداء على حمل السلاح، وأبناء السنة يتراكضون خلف الرفاهية بحجة تعبنا من الحرب.

-منقول-

نذكركم بالأخ

عندما تمدح شيخك وتروج له وتنشر الفوائد من دروسه لسنوات، ثم إذا اختلفتم يصبح جاهلًا وتقول أنه لا يعرف حتى كيف يقرأ القرآن؛ فأنت أمام ثلاثة خيارات:

إمّا أنك منافق كنت تعلم جهل شيخك ومسبقًا ولكنك سكتَّ عنه ونسبت له العلم كذبًا وزورًا،

وإمّا أنك شديد الغباء لدرجة أن يضحك عليك شخص جاهل لا يعرف كيف يقرأ القرآن لسنوات حتى قلت عنه أنه أعلم أهل زمانه،

أو أنك -وهذا الأقرب- سفيه، قليل أدب، كذاب، فاجر في الخصومة، ناكر للمعروف.

قال الحسن: إنما عَاتب الله أولي الألباب لأنه يحبّهم.

المحبة لله تعالى (176)

『المشركون أعرف بالله من الجهمية النفاة』

قال ابن القيم رحمه الله:

"إن القرآن مملوء من ذكر الصفات والعلو على الخلق والاستواء على العرش، وتكلم الله وتكليمه للرسل واثبات الوجه واليدين والسمع والبصر والحياة والمحبة والغضب والرضا للرب سبحانه، وهذا عند النفاة مثل وصفه بالأكل والشرب والجوع والعطش والنوم، كل ذلك مستحيل عليه تعالى من أعظم المنفرات عنه، ومعارضته فيه أسهل من معارضته فيما عداه، ولم يعارضه أعداؤه في حرف واحد من هذا الباب مع حرصهم على معارضته بكل ما يقدرون عليه،

فهلا عارضوه بما عارضته به الجهمية والنفاة، وقالوا: قد أخبرتنا بما يخالف العقل الصريح، فكيف يمكننا تصديقك؟

بل كان القوم على شركهم وضلالهم أعرف بالله وبصفاته من النفاة والجهمية، وأقرب إلى إثبات الأسماء والصفات والقدر والمشيئة والفعل من شيوخ هؤلاء الفلاسفة وأتباعهم من السيناوية والفارابية والطوسية."

[مختصر الصواعق المرسلة ١/‏١٢٤]

قال المروذي: قيل لأبي عبد الله: أتعرف عن يزيد بن هارون، عن أبي العطوف، عن أبي الزبير، عن جابر: «إن استقر مكانه فسوف تراني وإن لم يستقر فلا تراني في الدنيا ولا في الآخرة»؟

فغضب أبو عبد الله غضبا شديدا، حتى تبين في وجهه، وكان قاعدا والناس حوله، فأخذ نعله وانتعل، وقال: أخزى الله هذا! لا ينبغي أن يكتب هذا،

ودفع أن يكون يزيد بن هارون رواه، أو حدث به، وقال: هذا جهمي، هذا كافر، أخزى الله هذا الخبيث، من قال: إن الله لا يُرى في الآخرة، فهو كافر.

[المنتخب من علل الخلال ١/‏٢٧٧]

=====

من تلاعب الجهمية الأشعرية بآثار السلف وحملها على مرادهم الباطل «أثر قتادة نموذجا»

الحمد لله، أما بعد:

أما زعم البيهقي الأشعري أن السلف لم يفسروا هذه الآيات والأخبار فقد رد عليه الأخ -وفقه الله- في منشوره وبين بطلان ذلك.

وأما ما رواه البيهقي عن قتادة ليدعم قوله، فإنه قد جاء عن قتادة أيضا ذكر تفسير الآية من وجه آخر، وليس المراد من ترك التفسير في الرواية الأولى التفويض الذي يقصده أو يشير إليه البيهقي الأشعري كما سنبين إن شاء الله.

• قال عبد الله بن أحمد في السنة (١١٥٧): حدثني عبيد الله بن عمر القواريري، إملاء، نا معاذ بن هشام، نا أبي، عن قتادة، نا النضر بن أنس، عن ربيعة الجرشي، في قول الله عز وجل: ﴿والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه﴾ [الزمر: ٦٧] قال: «ويده الأخرى خلو ليس فيها شيء».

• قال الذهبي في صفات رب العالمين (١٢٢): « وروى أبو داود السجستاني أظن في «المراسيل» له: ثنا ابن مثنى: نا معاذ بن هشام: نا أبي عن قتادة قال: ذكر لنا أن حبرا أتى النبي ﷺ فقال النبي ﷺ: أين الخلائق يوم القيامة؟ .فقال: السماوات على هذه الخنصر، والأرضين على هذه التي تليها. فقال نبي الله ﷺ: «صدق الحبر». ورواته ثقات ».
[ هذا مرسل وأصل الحديث في الصحيحين تفسيرا للآية]

• وقال صاحب الدر المنثور (٧/‏٢٤٨): « وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رحمه الله: ﴿والسماوات مطويات بيمينه﴾. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رحمه الله: ﴿والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه﴾ قال: كلهن في يمينه ».

- قلت: هكذا أورد رواية قتادة، ولعلها إن سلمت من السقط فهي معطوفة على رواية الضحاك يعني كلاهما قالا نفس الكلام. [والأمر يحتاج زيادة مراجعة]

فليس المراد من تركه تفسير الآية -إن صح عنه- التفويض كما تزعم الجهمية الأشعرية، بل يحمل على أمرين:

1- إما أنه لم يفسرها لأنه لم يبلغه تفسير أهل العلم لها في ذلك الوقت، ثم بلغه بعد فرواه وقال به.

• قال الترمذي في سننه (٥/‏٦٧): وأما الذي روي عن مجاهد وقتادة وغيرهما من أهل العلم أنهم فسروا القرآن، فليس الظن بهم أنهم قالوا في القرآن أو فسروه بغير علم، أو من قبل أنفسهم، وقد روي عنهم ما يدل على ما قلنا: أنهم لم يقولوا من قبل أنفسهم بغير علم.
(٢٩٥٢): حدثنا الحسين بن مهدي البصري، قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة قال: « ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئا ».

• وقال البغوي في الجعديات (١٠٢٢): حدثنا إبراهيم بن هانئ، نا أحمد، نا عبد الصمد، نا أبو هلال قال: سألت قتادة عن مسألة، فقال: «لا أدري» . قال: قلت: قل برأيك. قال: «ما قلت برأيي منذ أربعين سنة» . قلت: ابن كم كان يومئذ؟ قال: «كان ابن نحو من خمسين سنة».

وهذا فيه إبطال تأويلات الجهمية ومقالاتهم التي لم يقلها السلف بل قالوا خلافها، ومن ضمنها التبعيض الذي ذكره البيهقي.

2- أو أنه لم يفسرها لأن معناها ظاهر معلوم متعارف عليه في لغة العرب فمجرد قراءتها تفسير لها.

• قال الدارقطني في الصفات ت الغنيمان (٦١): حدثنا محمد بن مخلد، ثنا عيسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري أبو العباس، قال: سمعت أبي يقول: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: «كل شيء وصف الله به نفسه في القرآن فقراءته تفسيره لا كيف ولا مثل».
- قال قوام السنة كما في العلو (١/‏٢٦٣): «أي هو هو على ظاهره لا يجوز صرفه إلى المجاز بنوع من التأويل».
- قال الذهبي في العلو (١/‏٢٥١): « يعني أنها بينة واضحة في اللغة لا يبتغى بها مضائق التأويل والتحريف، وهذا هو مذهب السلف مع اتفاقهم أيضا أنها لا تشبه صفات البشر بوجه إذ الباري لا مثل له لا في ذاته ولا في صفاته ».

وقتادة والسلف عامة رحمهم الله لم يقولوا قط بالتفويض الذي ينسبه إليهم الأشاعرة الجهمية زوروا بل قالوا بخلافه كما بينا، ولكن من تسلط بالتحريف على كتاب الله عز وجل فلن يسلم منه كلام السلف والله المستعان.

#الأشاعرة
#الجهمية

من كرامات أعلك أهل الأرض
طبعا هذه الكرامة لا تحصل عليها إلا بعد ختم 52 علم على الأقل

قال الفضيل بن عياض:

إذا علم الله عز وجل من الرجل أنه مبغض لصاحب بدعة غفر له، وإن قل عمله.

ولا يكن صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا نفاقا.

ومن أعرض بوجهه عن صاحب بدعة ملأ الله قلبه إيمانا،

ومن انتهر صاحب بدعة آمنه الله يوم الفزع الأكبر،

ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مائة درجة.

فلا تكن تحب صاحب بدعة في الله أبدا.

[شرح السنة للبربهاري ١/‏١٣٨]