Telegram Web Link
قال : وذكر عمر بن عبد الله باجمّال الشّباميّ : أنّ آل باذيب خرجوا من البصرة إلى حضرموت في أيّام الحجّاج ، وبقيت طائفة منهم بالبصرة ، ولهم حافّة عظيمة بالبصرة ، يقال لها : حافّة الأسد ـ بالسّين ، لغة في الأزد ، بالزّاي ـ ولمّا وصلوا حضرموت .. آواهم أمير شبام وأجلّهم ، وكان فيهم قضاة الدّين وقضاة الدّولة بشبام ، وقد اجتمع منهم في زمن واحد سبعة مفتون ، وقاضيان : شافعيّ وحنفيّ) اه
وهذه فائدة نفيسة ، ونقل عزيز نحتاجه في كثير من المواضع ، ونضرب عليها بنغمات متعدّدة ، وبعيد أن ينتشر فيها الإسلام والمسلمون ثمّ لا يبنى بها جامع إلّا في آخر القرن الثّاني ، هذا ما لا يتمعنى بحال ، لا سيّما وأنّها كانت دار إقامة زياد بن لبيد الصّحابيّ المشهور ، كما في «مفتاح السّعادة والخير» لمؤلّف «القلائد» ، وغيره (١).
وفي سنة (٥٣٢ ه‍) عمّر مقدّم جامع شبام (٢) ، وجدّد منبره بأمر الملك المنصور الرّسوليّ ، وذلك المنبر هو الّذي يخطب عليه إلى اليوم. وكانت هذه العمارة على يد عبد الرّحمن بن راشد في ولاية نصّار بن جميل السعديّ (٣).
وفي موضع من «صفة جزيرة العرب» لابن الحائك [ص ١٦٩] يقول : (وأمّا شبام : فهي مدينة الجميع الكبيرة ، ويسكنها حضرموت ، وبها ثلاثون مسجدا ، ونصفها خراب ، أخربته كندة ، وهي أوّل بلد حمير ثمّ. وساكن شبام : بنو فهد من حمير) اه
وأقول : أمّا فهد .. فهو ابن القيل بن يعفر بن مرّة بن حضرموت بن أحمد بن قحطان بن العوم بن عبد الله بن محمّد بن فهد بن القيل .. إلى آخر النّسب.
وسيأتي بيت نشوان مع ما يتعلّق به عمّا قليل.
أمّا مسجدهم الباقي بين منازلهم الخاصّة في جانب خبّة شبام الغربيّ المسمّى
______
(١) وينظر : «أدوار التاريخ الحضرمي» (٨٧) نقلا عن «البرد النعيم» للخطيب.
(٢) هذه العمارة الأولى القديمة والتي بعدها كانت سنة (٥٣٩ ه‍) ، كما في «شنبل» (ص ٣٥).
(٣) كانت عمارة الجامع وتجديد المنبر سنة (٦٤٣ ه‍) ، كما في «شنبل» (ص ٩٢).
525
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#مجموع_بلدان_اليمن

الرحمن فكان يعرف بذلك ، توفي بالكوفة سنة ٦٣ ترجمه الشرجي في طبقات الخواص وابن الجوزي في صفوة الصفوة ، قال : ومات #مسروق في الكوفة سنة ٦٣ وأسند عن عمر وعلي وابن مسعود وخبّاب وزيد بن ثابت و #المغيرة وعبد الله بن عمرو وعائشة. وكان علي بن المديني يقول : لا أقدّم على مسروق أحدا من أصحاب ابن مسعود.
ومرّة بن شراحيل #الهمداني ترجمه ابن الجوزي في صفوة الصفوة قال : ويقال له مرة الخير ومرة الطيب سمي بذلك لعبادته ، قال : أسند مرّة عن أبي بكر وعمر وعلي وابن مسعود وغيرهم.
ومنهم يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني ترجمه ابن الجوزي في صفوة الصفوة اسند عن معاذ وأبي الدرداء وغيرهما.
ومنهم عمر بن ذر الهمداني شيخ سفيان الثوري ترجمه أبو نعيم في حلية الأولياء.
ومنهم القاسم بن مخيمرة كوفي الأصل نزل الشام ، ترجمه في صفوة الصفوة وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز وأسند عن عبد الله بن عمرو بن العاص وعن خلق من التابعين ، وعن #الأوزاعي عن القاسم أنه كره صيد الطير أيام فراخه ، حكى هذا ابن الجوزي في صفوة الصفوة.
ومنهم طلحة بن مصرّف الهمداني اليامي وزبيد بن الحارث الهمداني اليامي سيأتي ذكرهما في #يام.
ومن فضلاء #همدان من ذكرناهم في بطون همدان كالعلّامة اسماعيل المقري الشاوري ، وشاور من بطون همدان ذكر في حجة عند الكلام على بلاد بني شاور.
وذكرنا في أرحب من بطون همدان حجر بن قيس المدري وغيره.
كما ذكرنا في حاشد وبكيل وغيرهما من بطون همدان كأبي إسحق السبيعي وغيره.
ومن قبائل همدان في حضرموت آل كثير ومساكنهم بين #شبام و #سيون ومريمة و #القارة وجفل وباطن السرير وبعضهم في الجبال في #نجد آل كثير
ويقال لهم #الشنافر وهم آل جعفر بن الضويمر وآل جعفر بن طالب وآل عامر بن سالم بن يماني وآل طالب بن مرعي.
وهمدان الشام في جهة #صعدة وقد ذكروا.
وهمدان الجوف وقد مرّ.
وآل همدان من قبائل بني نوف في الجوف.
وعزلة #همدان من ناحية ملحان.
وهمدان صنعاء ناحية معروفة وهم من جشم ووادعة وبنو مكرم وبلادهم تتصل من شماليها ببلاد عيال سريح وبلاد عمران وبلاد ثلا ، ومن شرقيها ببلاد أرحب وبناحية بني الحارث ومن جنوبيها بناحية البستان ومن غربيها بناحية شبام كوكبان ومن ضمن هذه الناحية ما كان يعرف قديما بمخلاف ماذن وهو يشمل وادي ضهر وضلع وريعان كما أفاده الهمداني في صفة الجزيرة في آخر كلامه على حضور وقد تقدم في حضور.
ومن قرى هذه الناحية حاز والحقّة فيهما آثار جاهلية ، وخلقة وطوضان وجربان والجايف والعرة وبيت نعم ومدام والحطاب وضروان وغير ذلك.
ومن حصونها حصن حاز وطيبة قلعة في وادي ضهر وكان القسم الشمالي منها مفصول بخندق ويعرف بقلعة دورم.
وحصن فدة في وادي ضهر وقصر ذو سيدان وهو المعروف اليوم بدار الحجر ولم يبن في اليمن مثل هذه الدار فيما أعلم لأنها رأس صخرة عظيمة مشرفة على وادي ضهر ، وفي قلب الضخرة بئر من زمن الجاهلية منحوتة في الصخر الأصم بعيدة الغور وبالقرب منها مسجد عمّره الإمام يحيى بن الإمام محمد بن يحيى حميد الدين.
وفي سفح دار الحجر حمام أصلي. ومن قبائل وادي ضهر بيت الأنف وبيت إدريس نسبهم في بني أمية ، وبنو #المكرمي نسبهم في حمير من ولد مسور المنتاب ، وقد تقدم ذكر وادي ضهر وريعان و #ضروان في مواضعها من هذا الكتاب.
355
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#تاريخ_الشحر_بافقيه

فأجازه بها ، فطلب منه الشيخ عبد الرحمن أن يجيزه بالإجازة المذكورة فأجازه بذلك ، وكانت له أحوال فاخرة وكرامات ظاهرة ، قال الفاكهي : ومناقبه أفردتها برسالة ، جاور بمكة المشرفة سنينا ومات بها رحمه‌الله وكان لا يقبل من أحد شيئا ، وحكي أن الشريف أبو نمي سلطان #مكة أرسل إليه مائة دينار فلم يقبلها واستحى ذلك الرّجل أن يردها على الشّريف ، فبقيت عنده حتى مات الشيخ عبد الرحمن نفع الله به ، فأخبر الشريف عند ذلك فأمره أن يدفعها إلى السيد الشريف عبد الله بن الفقيه باعلوي الآتي ذكره ، قال الفاكهي : وسمعت من لفظ شيخنا صاحب الكرامات الباهرة والمجاهدات المعلومات الظّاهرة ولي الله عبد الرحمن العمودي نفع الله به ، يقول : أن شخصا من آل #العمودي يخرج من مقبرة المعلاة ، وهو من السبعين الألف الشافعين (١) ولا أعلم في المعلاة من العموديين أجل منه ، وإن كان بها عمّه وآخرون منهم ، بل سمعت منه أيضا ما دلّ دلالة صريحة [أن](٢) أباه الشيخ عمر المدفون ب #القنفده من السّبعين الألف #الشافعية (٣) ولا يستعظم هذه المنقبه عليه وعلى أبيه إلّا جاهل بحالهما ، ولو من مخالطيه ، ومن نظمه هذه الأبيات في القهوة قوله :
أسرار قهوتنا خذها مبيّنة
تعين سالكنا في الليل ما سهرا
وتشرح القلب والأعضاء تنشطها
وتذهب الهم والأحزان والكدرا
فاشرب فديتك منها ما قدرت له 
وقم نصحتك بالأسحار ما يسرا
واخلص لنا (٤) نية مهما شربت لها
وكن كسوبا (٥) بها الخيرات مدخرا
واقتد بشرابها من مضى خلفا
ذوي الصّلاح ولا تقتد بمن خسرا
واسأل الهك أن يفضل برحمته 
على نبيك خير الخلق والبشرا
______
(١) الأصل : الشافعية.
(٢) ساقط من الأصل.
(٣) كذا في الأصل وفي النور : الشافعين وقد سبق مثله.
(٤) النور : لدى.
(٥) النور : كئيسا.
وفيها (١) : كانت وفاة أحمد شاه ب #أحمد_أباد قتيلا.
وفيها (٢) : جاء #جنكزخان إلى #سرت ، وأحرق دورها وخربها وخرب أهلها ، ثم صالحه صاحب #سرت خداوند #خان وذهب إلى #بروج.
______
(١) النور السافر : ٢٤١.
(٢) النور السافر : ٢٤١.
361
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#الضيف في حكم المضيف":
عن تقاليد الضيافة في
#اليمن

ترتبط تقاليد الضيافة في اليمن باعتبارات اجتماعية لا تقتصر إحالاتها على قيمة الكرم فحسب، إذ لها دورها الفاعل في الحفاظ على تماسك البُنية الاجتماعية. وهي تمثّل واحدة من أهم الصفات التي تتكامل بها مكانة الفرد، والعائلة، والقبيلة. وفي سياق ذلك، يتحقق نوعٍ من تشبيك الصداقات والعلاقات الودية بين الأفراد والجماعات. وتمثّل هذه التقاليد مدخلاً مهمّاً للتعاطي مع الإشكالات الاجتماعية، كما تمثّل منطلقاً لمناقشة ما يمكن مناقشته من قضايا الخلافات. ومن خلالها، يتم الوصول الى حلول ودية لكثير منها.

#عبده_منصور_المحمودي
استاذ جامعي وشاعر وناقد، اليمن

ترتبط تقاليد الضيافة في اليمن باعتبارات اجتماعية لا تقتصر إحالاتها على قيمة الكرم الممتدة في التاريخ العربي والثقافات الإنسانية، بل تحيل ــ بمعية ذلك ــ على قيَمٍ أكثر ارتباطاً بخصوصية المجتمع اليمني، وأكثر عمقاً في بُنيته، ونسيج العلاقات بين أفراده، بوصفها من الثوابت الاجتماعية، التي لا يمكن التفريط فيها. لذلك تحظى باهتمامٍ شعبي، ولا تزال سائدة حتى اليوم، في كثيرٍ من المناطق اليمنية، لا سيما بعض المناطق الشرقية، من محافظتي "مأرب"، و"الجوف".
استضافة العابرين
من أبرز الاعتبارات الاجتماعية المرتبطة بتقاليد الضيافة في اليمن، عدم التمييز في مستوى الضيافة ونوعيتها، بين الضيف المعروف للمضيف، والضيف العابر الغريب عنه.
تبدأ استضافة الغرباء والعابرين، من اللحظة التي يظهرون فيها لمجموعة من أبناء منطقة، أو قرية من القرى اليمنية، وهم في طريقهم إلى مكانٍ آخر يقصدون فيه حاجتهم. يقترب منهم أفراد تلك المجموعة، مع إطلاقهم عياراتٍ نارية في الهواء، مشفوعة بعبارات ترحيبية ودعوة الضيافة. وهنا، ليس أمام العابرين سوى التوقف، والتفاوض على دعوة الضيافة، واتخاذ موقفٍ منها قبولاً أو اعتذاراً.

يخضع تحديد نوعية موقف العابرين من دعوة الضيافة، لخصوصية الوقت الذي يتزامن مع تقديمها والتفاوض عليها. فإن تزامن التفاوض والعبور مع وقت تناول الغذاء، أو مع دخول الليل، فإن قبول الدعوة أمرٌ حتميٌّ لا مناص منه. أمّا في غير ذلك، فأمام الضيف فرصة أن يتقدم بالشكر، ويطلب من المضيف السماح له باستئناف طريقه إلى حيث يريد، لا سيما وأن المنطقة ليست مقصد سفره. وبذلك، يُلبى طلبُه، بعد أن يتم تزويده، بما قد يحتاج إليه، من الماء والقهوة والطعام .
سلاح الضيف "في حكم المضيف"
مع سماعهم أصوات الطلقات النارية ــ التي يكون قد أطلقها أفراد المجموعة المعترضة طريق العابرين لاستضافتهم ــ يتأهب أهل القرية لاستقبال الضيف. وفور وصول أحد أفراد تلك المجموعة إليهم لإشعارهم بالأمر، يخرج الرجال المتواجدون في القرية بأسلحتهم، ويتجهون إلى ساحتها، التي اعتادوا على التجمع فيها، حينما يرغبون في مناقشة أمرٍ من أمورهم العامة.
يسير الضيوف خلف مجموعة الاستقبال تلك، التي تتقدمهم إلى الساحة العامة، ثم ينضم أفرادها إلى أهاليهم، الذين يكونون قد شكّلوا فيها صفّاً واحداً. سرعان ما يتشكّل مقابله صف الضيوف، الذين يطلقون عبارات الشكر ردّاً على عبارات الترحيب، التي تتزامن مع جولة ثانية من إطلاق الرصاص في الهواء.
من أبرز الاعتبارات الاجتماعية المرتبطة بتقاليد الضيافة في اليمن، عدم التمييز في مستوى الضيافة ونوعيتها، بين الضيف المعروف للمضيف، والضيف العابر الغريب عنه. ويخضع تحديد موقف العابرين من دعوة الضيافة، لخصوصية الوقت الذي يتزامن مع تقديمها والتفاوض عليها. فإن تزامن مع وقت تناول الغذاء، أو مع دخول الليل، فإن قبول الدعوة أمرٌ حتميٌّ لا مناص منه.
بعد ذلك، يتقدّم شيخ القبيلة أو عاقل القرية ، ومن بعده أهلها صفّاً واحداً، إلى صف الضيوف لمصافحتهم. وتترافق هذه الخطوة الإجراء الخاص بأخذ أسلحة الضيوف، وما في حوزتهم من أدوات ومؤن. ويمثّل هذا الإجراء حتميّة ليس من حق المضيف التنازل عنها، ولا من حق الضيوف الاعتراض عليها، ولا الامتناع عن تنفيذها. كما لا يحق لهم التساؤل، عن الوجهة التي أُخذت إليها أشياؤهم، إذ تبقى في حوزة المضيف، وبحكمه، وفقاً لمضمون المثل الشعبي القائل: "الضيف بحكم المضيف"( 1). وبعد انتهاء فترة الضيافة، واستعداد الضيوف للمغادرة، يتم توديعهم بالمراسيم نفسها التي استُقبلوا بها. وفي سياق ذلك، تُعاد إليهم أشياؤهم كاملة غير منقوصة.
قطعة لحم خاصة بالنساء
في صدارة مراسيم الضيافة في اليمن يأتي تقديم الذبائح، تعبيراً عن مكانة هذه العادة في الثقافة الاجتماعية، وتجسيداً لمدى الاهتمام بالضيف والإعلاء من شأنه ومكانته.

وبناءً على عدد الضيوف، يتم تحديد عدد الذبائح. وحتى لو كان الضيف شخصاً واحداً، فلا بد من ذَبْح رأسٍ من الغنم على الأقل. فإن تجاوز عدد الضيوف أربعة أشخاص، فإن عدد الذبائح يزيد، إذ يُذبح لكل خمسة ضيوف رأسٌ من الغنم، وهو العدد الذي يُلزم تكرارُه الزيادة في عدد الذبائح.
يتقدّم شيخ القبيلة أو عاقل القرية، ومن بعده أهلها صفّاً واحداً، إلى صف الضيوف لمصافحتهم. ويترافق ذلك مع أخذ أسلحة الضيوف، وما في حوزتهم من أدوات ومؤن. ويمثّل هذا الإجراء حتميّة ليس من حق المضيف التنازل عنها، ولا من حق الضيوف الاعتراض عليها، ولا الامتناع عن تنفيذها. وبعد انتهاء فترة الضيافة، يتم توديعهم بالمراسيم نفسها. وتُعاد إليهم أشياؤهم كاملة غير منقوصة. 


تتولى النساء عملية طهي طعام الضيافة، بما في ذلك لحوم الذبائح، التي يتم تقديمها كاملةً إلى الضيف. وقبل أن تمتد الأيدي إلى المائدة، يجب ألّا يغفل الضيف عن القيام بخطوة مهمة، تتمثل في أن يقوم بنزع أفضل قطعة من لحم الذبيحة الناضجة، ثم يوجه بإعادة هذه القطعة إلى النساء اللواتي قمن بطبخها( 3 ). يظهر المضيف نوعاً من المعارضة الشكلية، لكن إصرار الضيف يمضي في تحقيق رغبته.
واجبٌ جمعي وتحفّظٌ احترازي
تتجلّى في تفاصيل تقاليد الضيافة في اليمن، خاصية الواجب الجمعي الفاعل في إنجازها، إذ "يتقاسم الناس عبء الضيافة لضيوفهم مهما بلغ عددهم وفق تنظيم محدد ومتفق عليه سلفاً" 3.
كما تتجلّى هذه الخاصية، في التزامهم بتوفير نوعٍ من الأريحية للضيوف، لا سيما الذين لا يكونون على معرفة بهوياتهم. بمعنى ألّا يسألوهم عن أسمائهم ولا عن المناطق التي ينتمون إليها. وإن فعلوا ذلك، فليكن بطريقة غير مباشرة، بعد تناول الطعام، أو في لحظات المغادرة والتوديع. ويُعدّ الحرص على هذا الأمر من أهم تقاليد الضيافة، وعلى المضيف أن يراعيها مع ضيوفه بدقة، بما فيهم أولئك الذين يكون على عداءٍ معهم.
الضيافة أيامٌ ثلاثة
تصل مدة الضيافة عادة إلى ثلاثة أيّام. وعلى ذلك، فهناك عوامل فاعلة في استكمال هذه المدة، أو الاكتفاء بيوم أو يومين منها. ذلك لأنها محكومة بنوعٍ من التناسب مع نوعية المكان والمقصد الذي يسعى إليه الضيف. كما أنها محكومة أيضاً بصفة الضيف، معروفاً لمضيفه، أو غريباً عنه.
وبذلك، فإن الحال التي يكون فيها مقصد الضيوف هو المنطقة أو القرية نفسها، التي يُستضافون فيها، فإن العادة تقضي بحتمية استكمال مدة الضيافة أيّامها الثلاثة. بعدها، يمكن البدء في مناقشة الأمر الذي جاء الضيوف من أجله

.
قبل أن تمتد الأيدي إلى المائدة، يجب ألّا يغفل الضيف عن القيام بخطوة مهمة، تتمثل في أن يقوم بنزع أفضل قطعة من لحم الذبيحة الناضجة، ثم يوجِّه بإعادة هذه القطعة إلى النساء اللواتي قمن بطبخها
.
أمّا إن لم يكن مقصد الضيوف المنطقة أو القرية التي استجابوا لدعوة استضافتهم فيها، فإن مدة الضيافة، يمكن أن يحكمها اتجاهان: الأول يكون فيه الضيوف على معرفة بأهل القرية، وفي هذه الحال باستطاعتهم مناقشة أمر مغادرتهم مع المضيفين في اليوم التالي. وعلى ذلك، تبقى قوة الحسم في يد المضيف. فبإمكانه أن يسمح لهم بالمغادرة، وبإمكانه الإصرار على بقائهم واستكمال ضيافتهم يومين آخرين.
أما الاتجاه الثاني، فهو الذي تنتفي فيه هذه المعرفة بين الضيوف والمضيف. وفيه يمكن للضيوف طلب السماح بالمغادرة في اليوم التالي، فتكون الاستجابة لهم أكثر يُسراً مما هي عليه في الاحتمال السابق.
الضيافة والنسيج الاجتماعي
لتقاليد الضيافة في اليمن دورها المحوري، الفاعل في الحفاظ على تماسك البُنية الاجتماعية. إذ تمثّل واحدة من أهم الصفات التي تتكامل بها شخصية الفرد، كما تتكامل بها مكانة العائلة والأسرة والقبيلة التي ينتمي إل
ي
ها.
تتجلّى في تقاليد الضيافة خاصية الواجب الجمعي، إذ "يتقاسم الناس عبء الضيافة وفق تنظيم محدد ومتفق عليه سلفاً". كما تتجلّى هذه الخاصية في التزامهم بتوفير الأريحية للضيوف، لا سيما الذين لا يكونون على معرفة بهوياتهم، بمعنى ألّا يسألوهم عن أسمائهم ولا عن المناطق التي ينتمون إليها. أما الأمر الأكثر أهمية، فكامنٌ في ما تمثّله هذه التقاليد من ترسيخ للأمن والاستقرار بين المتخاصمين والأعدا

ء

وفي سياق هذه الحيوية الاجتماعية للتقاليد، يأتي ما يترتب على اطراد المحافظة عليها، من تحقيقِ نوعٍ من تشبيك الصداقات والعلاقات والصلات الودية بين الأفراد والجماعات. وبذلك، تمثّل هذه التقاليد مدخلاً مهمّا للتعاطي مع الإشكالات الاجتماعية، كما تمثّل منطلقاً لمناقشة ما يمكن مناقشته من قضايا الخلافات، ومن خلالها يتم الوصول إلى ما يمكن الوصول إليه من حلول ودية لكثير من النزاعات والخصومات.
أمّا الأمر الأكثر أهمية في هذا السياق، فكامنٌ في ما تمثّله تقاليد الضيافة من ترسيخ للأمن والاستقرار بين المتخاصمين والأعداء. ذلك، لأن تواجد الشخص في منطقة عدوه يمثل خطراً عليه، فيما لو قضى ليلته في نُزُلٍ عادي، بينما يكون في وضعٍ أكثر أماناً، حينما يبيت في بيت أحد أعدائه، لأن العدو في هذه الحال ملزم بتأمين ضيفه.
_
_
د. حمود العودي، "التراث الشعبي وعلاقته بالتنمية في البلاد النامية. دراسة تطبيقية عن المجتمع اليمني". ط1، دار العودة، بيروت، 1986، ص161. 
نفسه، ص162. 
نفسه، ص273. 
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#عقبة_ثره

ياصالون طالع #ثرة .. وقف للمظبا يركبين !؟

نبذه عن عقبة ثرة :

تنفيذ مشروع طريق مكيراس - لودر في السلطنة العوذلية عام 1961،

«لقد ظل مشروع بناء طريق يصل بين مكيراس ولودر في السلطنة العوذلية حلما يداعب عقول كل من يهمهم أمر مستقبل محميات عدن الغربية، لتطوير التجارة وتنميتها، ولأغراض إدارية وأمنية. والسلطنة العوذلية هي عضو في حكومة الاتحاد الفدرالي لإمارات جنوب الجزيرة العربية.. والآن فقد حقق هذا الحلم.. كما أن سكان تلك السلطنة في الاتحاد الفدرالي يجنون ثمرات هذا المشروع المفيد، من خلال زيادة التجارة وتنميتها. وقريبا زار صاحب السعادة الحاكم العام السر شارلس جونستن مكيراس ولودر ليفتتح هذه الطريق الجبلية التجارية التي ستسمح لأول مرة للسيارات أن تمر منها وتستعملها كأداة مواصلات هامة بين هاتين المدينتين وبين سكان هذين المركزين (مكيراس ولودر). وتبلغ مسافة هذه الطريق ثلاثة وعشرين ميلا.. وأخذ بناؤها سنتين.. وبلغت تكاليف الصرف على هذا البناء تسعين ألف جنيه إسترليني، أي (1.800.000 شلن). وقد قدم هذا المبلغ إلى عدن كقسم من مجموع ثلاثمائة وعشرة آلاف جنيه إسترليني، أي (6.200.000 شلن) قدم كإعانة من وزارة المستعمرات لتطوير وبناء الطرقات في محميات عدن الغربية، ضمن مشروع تطوير وتحسين المستعمرات. وتقطع مسافة 6 أميال في جانب الجبل ذي الهوة السحيقة، بارتفاع يبلغ 4000 قدم، من الهضبة السفلى في لودر إلى هضبة مكيراس العليا، ويبلغ ارتفاعها 7000 قدم فوق سطح البحر. ولم يحدث في الماضي أن بنيت طريق فوق جبل عال.. وكانت الوسيلة الوحيدة للمواصلات- الموجودة آنذاك بين منطقتين- هي مجرد ممرين للمشاة يتعرجان ذات اليمين وذات الشمال.. وحتى الآن فإن الجمال والحمير يعتبران وسيلة لنقل التموينات المختلفة من البترول وزيت الديزل وزيت الوقود إلى مكيراس، كما أنها تحمل الخضروات إلى لودر. وفي الأيام الأخيرة حلت المواصلات الجوية محل هذه الطريق البرية.. فسهلت المواصلات، ولكنها- كوسيلة من وسائل المواصلات لحمل المؤن والبضائع- كانت تكلف مبالغ باهظة. إن بناء هذه الطريق هو (معجزة هندسية) دلت على الإقدام والجرأة والإيمان بالانتصار على المصاعب الطبيعية. لقد شق منحدر طوله ستة أميال في جانب من صخرة كبيرة عمودية ترتفع حول منعطفات ضيقة كـ (سَم الخياط) ، وعددها يربو على 45 منعطفا.. وحول ليات و(لفات) خطيرة، ويصل هذا المنحدر إلى الهضبة العليا. وكان يجب أن تحفر وتثقب وتنسف بـ (الديناميت) كل قدم في هذه الطريق لأنها صخرية.. واستعمل في هذا حوالي 80.000 رطل من (الجلجنايت) لنسف الصخور. وكان سطح الجبل صلب، وكانت الصخور صعبة المراس لاينفذ إليها الإزميل إلا بعد لأي شديد. وكان هناك عمل شاق آخر ألا وهو نقل المعدات الثقيلة والسيارات المطلوبة لهذا المشروع. فزيادة على نقل البلدوزر كانت هناك سيارة كبيرة وصهريج كبير متحرك للماء وسيارة حمول لرمي الحجارة المستخرجة من الصخور، وأربع قاطرات.. وكان المطلوب من هذه كلها أن توضع في مكانها اللائق وسط صعوبات ومنعطفات ومنحدرات خطيرة.. وكان على السيارات أن تشق طريقها بنفسها بوصة بعد بوصة، وبحذر شديد.. وإحدى الصعوبات الموجودة كانت وجود اللفات والليات الضيقة جدا.. وكان على مئات من الأطنان من الحجارة والصخور أن تصفى من القسم الأكبر من منعطف واحد، وأن ترمى كالشلال إلى القسم الأسفل من الطريق الذي قد انتهى البناء فيه.. ومن ثم يصفى هذا القسم الأسفل من هذه الحجارة. وجرت العادة أن يبدأ العمل في طريق كهذه من أعلى إلى أسفل، وربما أنه لم يكن هناك بد مما ليس منه بد، لصعوبة نقل المعدات الثقيلة إلى أعلى هضبة مكيراس.. فكان لابد أن يبدأ العمل من أسفل ويستمر إلى أعلى.. وأم المشاكل كانت تحدث في تصفية الطريق من الحجارة في الهضبة السفلى كلما استمر العمل إلى أعلى الهضبة. إن نسف الصخور الصلبة بالديناميت كان أخطر عمل في هذا المشروع.. وكان لاينتهي أيضا، وكان العمل يتطلب الجرأة والشجاعة والإقدام.. فكان هناك بلدوزر ضخم حمولته 26 طنا تتقدم رويدا رويدا بعد نسف مئات من الأطنان من الصخور، لتنقل الصخور المتناثرة وترميها لتصفي الطريق.. وهكذا كان العمل يجري في الطريق المرتفعة. وكان عدد أولئك الذين يعملون في هذا المشروع الجبار 40 عاملا باستثناء المشرف العام على بناء الطريق والمستر إتش.سي شيبرسن، الذي انضم إلى إدارة الأشغال العامة من الخارج.. فقد كان جميع العمال محليين، ومعظمهم قدم من أرض العواذل.. ولكن بعضهم جاء من مناطق أخرى، إما من عدن أو الاتحاد الفدرالي- بمن فيهم ناسف الصخور بالديناميت الذي يحمل إذنا خاصا بهذا العمل، وهو من رجال الشيخ عثمان.. وسائق البلدوزر الخبير والقدير وهو من سلطنة يافع السفلى.. وقد تعلم المهارة في عمله من المشرف العام على بناء الطريق عندما كانا يعملان معا في بناء طريق أبين قبل وقت مضى.
ومع أن هذا المشروع الكبير كان يتطلب الحذر الشديد- لأنه كان يتضمن أخطارا عدة- فلم تحدث أية إصابات حتى الأسابيع الأخيرة.. ولكن وقع حادث واحد- يؤسف له- وهو فقدان عامل، وقعت عليه صخرة كبيرة كانت تتدحرج من الجبل، ووقع هذا الحادث عندما كانت المنعطفات الأخيرة في الجبل تحفر وتثقب. وفي أعلى المنحدرات كان مهندسو الجيش الملكي قد بنوا القسم من الطريق المؤدية إلى مكيراس. حقا لقد كان هذا المشروع مجهودا تعاونيا وعملا جريئا حقق معجزة هندسية في أعالي الجبل.. فقد جهزت حكومة صاحبة الجلالة (الملكة إليزابث الثانية) المال، وجهزت حكومة الاتحاد الفدرالي رجال الأمن.. كما قدمت التعاون الشامل في جميع المسائل العملية المتعلقة بالعمل.. أما حكومة عدن فقد قدمت المهندسين ورجال البناء، عن طريق إدارة الأشغال العامة. أما الجيش فقد قدم مساعدة ثمينة في بناء القسم الأعلى من الهضبة.. أما سلطنة العواذل فقد قدمت العمال الذين عملوا في بناء هذه الطريق.. لقد تعاون كل هؤلاء لإنجاز مشروع مفيد أثبت أهميته الآن.. ذلك أنه جاء برخاء اقتصادي وتجاري في السلطنة العوذلية».
ربما تحتوي الصورة على: ‌‌‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏ و‏طبيعة‌‌‏

الكاتب: ناصر محمد
ناصر الوحيشي العوذلي
2025/07/13 20:25:10
Back to Top
HTML Embed Code: