" #المهاجرة " ورحلة #الغربة والاقتلاع
المرأة حين تدفع ثمنا مرتفعاً لتشظيات المجتمع
#بلال_قائد
تقوم العلوم الاجتماعية على حقيقتين أساسيتين الأولى أن الإنسان كائن اجتماعي، والأخرى أن السلوك الإنساني "يتشكل في أنماط منتظمة ومختلفة التأثير داخل المجتمع" لأن الثقافة تعتبر من أساسيات تشكيل المجتمع والواقع الاجتماعي، ولعل تعريف "إدوارد تايلور" الذي يقول " كل مركب يشتمل على المعرفة والمعتقدات والفنون والأخلاق والقانون والعرف، وغير ذلك من الإمكانيات أو العادات التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع" هو الأقرب إلى ما نحن بصدده في هذه السطور وما سنشير إليه في هذه الإطلالة في رواية "المهاجرة".
ومن المعروف أن الرواية العربية تناولت الكثير من القضايا التي طرأت في مجتمعاتها منذ أن ظهر الفن الروائي والكتابة السردية الحديثة ومنها قضية الهجرة والاغتراب و"الاقتلاع"، وبالطبع السرد اليمني لم يشذ عن هذه القاعدة وإن كانت القليل من الروايات تناولت قضية الهجرة والغربة وسنجد في موسوعة" الآثار المتبادلة للهجرة اليمنية الجزء السادس دراسة وافية عن أدب الهجرة.(*)
تعتبر قضية الهجرة والاقتلاع من أبرز القضايا التي تناولها الأدب اليمني بوصفها ملمحا مهماً في العصر الحديث، إذ أنها تعكس تجارب الذين اضطروا إلى ترك ديارهم بحثًا عن حياة أفضل، أو هربًا من الحروب والنزاعات أو تم اقتلاعهم من جذورهم التي نشأوا فيها وعليها بسبب موقف سياسي اتخذوه أو اتخذته الدولة الأصلية التي تعود جذورهم إليها كما حدث في حرب الخليج الأولى، وتعد رواية "المهاجرة" من قلائل الاعمال الروائية الأولى يمنياً التي أعطت مفهوم "الاقتلاع" بُعداً جديداُ ،بعد رواية "تصحيح وضع" للكاتب أحمد زين.
فالرواية الصادرة العام2024م للكاتبة شذى الخطيب، تبرز شخصية "كنده" كنموذج لهذه التجربة من غربة وهجرة و "اقتلاع" من الأرض والاغتراب النفسي عن الوطن، رغم أن قرار الهجرة الأخير أتخذ عن وعي بعكس قرارات الهجرة والاقتلاع السابقة التي وجدت نفسها فيها دون رغبتها، وبالرغم من أن الرواية تعتبر رواية نسوية لأنها تناقش * كل ما يخص المرأة، إلا أنني آثرت أن أتناول القضية البارزة في الرواية وترك مسألة النسوية لقراءة أخرى.
الهجرة والاقتلاع
ما الذي نريده عند القراءة، ومحاولة تحليل وعي الكاتبة عبر شخصياتها، فالوعي الذي نقرأه عبر شخصيات الرواية والاحساس بالاختلاف سواء في الخلفية الثقافية لها أو التجربة هو ما يقودنا إلى استنتاجاتنا والتي ربما تتماهي مع رغبتنا في اللا وعي، وبالرغم من أن الحدث الذي تجد كنده نفسها فيه هو قضية تخص المرأة إلا أن الوعي أو اللا وعي يقودها إلى الاهتمام بالهم الجمعي للمجتمع:
"نستطيع القول إن المرأة في إبداعها محاصرة بين قضيتها وقضية المجتمع، أزمتها الخاصة والأزمة التاريخية للمجتمع، ولعل هذا التقاسم غير المخطط بصورة مسبقة يبين لنا أن المرأة تترك قضيتها الخاصة ضمن القضية العامة(1) وسيلمح القارئ اغتراب الذات الساردة عما حولها وتركيزها على القضية العامة لأسباب الاغتراب وتحليلها من خلال اطلاعها على تاريخ هجرة اليمنيين.
يقول جبرا إبراهيم جبرا "إن الروائي يموضع نفسه عند مفصل التجربتين الفردية والجماعية" والروائي ينظر إلى أعماق نفسه وبالتالي إلى أعماق الإنسان الذي يصنع الفرق، حيث تبدأ رحلة كنده بالهجرة برفقة أسرتها من الأرض التي ولدت نشأت فيها، ومن ثم اقتلاعها وأسرتها بفعل حرب الخليج وترحيل اليمنيين المقيمين في المملكة العربية السعودية بفعل القرار السياسي حينها، وعودتهم لليمن بعد رفض الأب الاستمرار في الإقامة تحت رعاية "الكفيل" ورفضه كذلك الهجرة لأمريكا وهو الخيار الذي اتخذه بعض اليمنيين وقتها. حاولت كنده أن تتكيف مع الوضع الجديد في مدينة صنعاء، لتكتشف عدم قدرتها على الاستمرار لتقرر الهجرة ناحية أمريكا لتستكمل دراستها ولتبتعد عن المجتمع الذي رأت أنه لم يصل لمرحلة الانفتاح حتى تتقبله هي! لا أن يتقبلها.
كما يعتبر الكثيرون أن الهجرة والاقتلاع تعتبر من سمات هذا القرن، لأسباب كثيرة منها الحروب والديكتاتوريات التي أسامت شعوبها الذل والفقر والجهل، تصور الرواية معاناة كندة وهي تترك كل ما تعرفه وتحبه من أهل وأرض وثقافة، متوجهة نحو المجهول "أمريكا"، ويبرز شعور الاغتراب والوحدة الذي تعاني منه، إذ تصف كنده شعورها بالضياع والانفصال عن محيطها الاجتماعي والثقافي عن طريق الصراع النفسي الداخلي والذي يظهر فيه الصراع الاجتماعي الذي تعيشه، كما يظهر الحنين وارتباطها بوطنها الأصل، وهو الذي لا يزال يشكل جزءًا
المرأة حين تدفع ثمنا مرتفعاً لتشظيات المجتمع
#بلال_قائد
تقوم العلوم الاجتماعية على حقيقتين أساسيتين الأولى أن الإنسان كائن اجتماعي، والأخرى أن السلوك الإنساني "يتشكل في أنماط منتظمة ومختلفة التأثير داخل المجتمع" لأن الثقافة تعتبر من أساسيات تشكيل المجتمع والواقع الاجتماعي، ولعل تعريف "إدوارد تايلور" الذي يقول " كل مركب يشتمل على المعرفة والمعتقدات والفنون والأخلاق والقانون والعرف، وغير ذلك من الإمكانيات أو العادات التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع" هو الأقرب إلى ما نحن بصدده في هذه السطور وما سنشير إليه في هذه الإطلالة في رواية "المهاجرة".
ومن المعروف أن الرواية العربية تناولت الكثير من القضايا التي طرأت في مجتمعاتها منذ أن ظهر الفن الروائي والكتابة السردية الحديثة ومنها قضية الهجرة والاغتراب و"الاقتلاع"، وبالطبع السرد اليمني لم يشذ عن هذه القاعدة وإن كانت القليل من الروايات تناولت قضية الهجرة والغربة وسنجد في موسوعة" الآثار المتبادلة للهجرة اليمنية الجزء السادس دراسة وافية عن أدب الهجرة.(*)
تعتبر قضية الهجرة والاقتلاع من أبرز القضايا التي تناولها الأدب اليمني بوصفها ملمحا مهماً في العصر الحديث، إذ أنها تعكس تجارب الذين اضطروا إلى ترك ديارهم بحثًا عن حياة أفضل، أو هربًا من الحروب والنزاعات أو تم اقتلاعهم من جذورهم التي نشأوا فيها وعليها بسبب موقف سياسي اتخذوه أو اتخذته الدولة الأصلية التي تعود جذورهم إليها كما حدث في حرب الخليج الأولى، وتعد رواية "المهاجرة" من قلائل الاعمال الروائية الأولى يمنياً التي أعطت مفهوم "الاقتلاع" بُعداً جديداُ ،بعد رواية "تصحيح وضع" للكاتب أحمد زين.
فالرواية الصادرة العام2024م للكاتبة شذى الخطيب، تبرز شخصية "كنده" كنموذج لهذه التجربة من غربة وهجرة و "اقتلاع" من الأرض والاغتراب النفسي عن الوطن، رغم أن قرار الهجرة الأخير أتخذ عن وعي بعكس قرارات الهجرة والاقتلاع السابقة التي وجدت نفسها فيها دون رغبتها، وبالرغم من أن الرواية تعتبر رواية نسوية لأنها تناقش * كل ما يخص المرأة، إلا أنني آثرت أن أتناول القضية البارزة في الرواية وترك مسألة النسوية لقراءة أخرى.
عاشت كنده عدة تجارب حب غير مكتملة وفيها ظهرت أثر البيئات المختلفة لقصص الحب وبالرغم أنهم من دول يمثل المظهر المحافظ أهم خصائصها، فمن ممدوح الذي أحبته وتقدم لها ورفض أهله الزواج بها، إلى هشام الذي أنهى قصة الحب بسبب اجرائها عملية في جسدها وهو الذي يمثل أساس المرآة عند الرجل، في إدانة للموروث في البيئة اليمنية
الهجرة والاقتلاع
ما الذي نريده عند القراءة، ومحاولة تحليل وعي الكاتبة عبر شخصياتها، فالوعي الذي نقرأه عبر شخصيات الرواية والاحساس بالاختلاف سواء في الخلفية الثقافية لها أو التجربة هو ما يقودنا إلى استنتاجاتنا والتي ربما تتماهي مع رغبتنا في اللا وعي، وبالرغم من أن الحدث الذي تجد كنده نفسها فيه هو قضية تخص المرأة إلا أن الوعي أو اللا وعي يقودها إلى الاهتمام بالهم الجمعي للمجتمع:
"نستطيع القول إن المرأة في إبداعها محاصرة بين قضيتها وقضية المجتمع، أزمتها الخاصة والأزمة التاريخية للمجتمع، ولعل هذا التقاسم غير المخطط بصورة مسبقة يبين لنا أن المرأة تترك قضيتها الخاصة ضمن القضية العامة(1) وسيلمح القارئ اغتراب الذات الساردة عما حولها وتركيزها على القضية العامة لأسباب الاغتراب وتحليلها من خلال اطلاعها على تاريخ هجرة اليمنيين.
يقول جبرا إبراهيم جبرا "إن الروائي يموضع نفسه عند مفصل التجربتين الفردية والجماعية" والروائي ينظر إلى أعماق نفسه وبالتالي إلى أعماق الإنسان الذي يصنع الفرق، حيث تبدأ رحلة كنده بالهجرة برفقة أسرتها من الأرض التي ولدت نشأت فيها، ومن ثم اقتلاعها وأسرتها بفعل حرب الخليج وترحيل اليمنيين المقيمين في المملكة العربية السعودية بفعل القرار السياسي حينها، وعودتهم لليمن بعد رفض الأب الاستمرار في الإقامة تحت رعاية "الكفيل" ورفضه كذلك الهجرة لأمريكا وهو الخيار الذي اتخذه بعض اليمنيين وقتها. حاولت كنده أن تتكيف مع الوضع الجديد في مدينة صنعاء، لتكتشف عدم قدرتها على الاستمرار لتقرر الهجرة ناحية أمريكا لتستكمل دراستها ولتبتعد عن المجتمع الذي رأت أنه لم يصل لمرحلة الانفتاح حتى تتقبله هي! لا أن يتقبلها.
كما يعتبر الكثيرون أن الهجرة والاقتلاع تعتبر من سمات هذا القرن، لأسباب كثيرة منها الحروب والديكتاتوريات التي أسامت شعوبها الذل والفقر والجهل، تصور الرواية معاناة كندة وهي تترك كل ما تعرفه وتحبه من أهل وأرض وثقافة، متوجهة نحو المجهول "أمريكا"، ويبرز شعور الاغتراب والوحدة الذي تعاني منه، إذ تصف كنده شعورها بالضياع والانفصال عن محيطها الاجتماعي والثقافي عن طريق الصراع النفسي الداخلي والذي يظهر فيه الصراع الاجتماعي الذي تعيشه، كما يظهر الحنين وارتباطها بوطنها الأصل، وهو الذي لا يزال يشكل جزءًا
أساسيًا من هويتها وتفكيرها، والرغبة في الاندماج والبعد عن البيئة اليمنية التي تقيد المرأة وتكبلها بمحظورات عفا عليها الزمن حسب رؤيتها.
تحديات الاندماج
تمثل تجربة كنده نموذجًا لمشاعر الاغتراب والانفصال عن الأرض والمحيط الاجتماعي والثقافي الأصلي، فالرواية من خلال قصص الحب وآخرها التي تعيشها مع العراقي "قتادة" تصور معاناتها وشعورها بالضياع والوحدة أثناء اقامتها في بلد المهجر وهروبها من المحيط اليمني، تتوالى اسئلتها والتي من خلالها تحاول أن تجيب عن سؤال الهجرة واقتلاع السنوات من حياتها وحياة الآخرين ممثلاً بقتادة الأستاذ العراقي الذي تزوجته لاحقاً، فاليمن والعراق يعيشان نفس المحنة.
عاشت كنده عدة تجارب حب غير مكتملة وفيها ظهرت أثر البيئات المختلفة لقصص الحب وبالرغم أنهم من دول يمثل المظهر المحافظ أهم خصائصها، فمن ممدوح الذي أحبته وتقدم لها ورفض أهله الزواج بها، إلى هشام الذي أنهى قصة الحب بسبب اجرائها عملية في مكان حساس من جسدها وهو الذي يمثل أساس المرآة عند الرجل، في إدانة للموروث في البيئة اليمنية.
تظهر الأنثى المتشيظة تحت السائد المجتمعي الذي تعيشه كنده بين الحنين إلى الوطن الأصلي والرغبة في الاندماج في المجتمع الامريكي والبعد عن كل ما هو عربي بسبب المضايقات والتلميحات التي تتعرض لها بسبب نمط حياتها التحرري من وجهة نظرهم، وهو ما يسبب صراع داخلي يعكس مشاعر الاغتراب والانقسام بين الهوية الأصلية التي تلاحقها والهوية التي اختارت أن تعيشها، التي تعكس القهر النفسي الذي تعيشه والذي تكون الأم أحد أسبابه حيث تمارس على ابنتها الضغوط كلما واتتها الفرصة.
كما تبرز التحديات التي تواجه المهاجرين في محاولة الاندماج في المجتمع الجديد، والتكيف مع نمط الحياة المختلف، رغم الاستعداد الذي يتظاهرون فيه وهو ما يخلق تحديات تعزز شعور الاغتراب والانفصال عن المحيط الجديد ويصابون بتذبذب بين بيئتهم السابقة والتي يحاولون الهروب منها وبين ببيئتهم الجديدة والتي يقبلون عليها.
ويبدوا أن الرواية جاءت على شكل شهادة عن هذا المجتمعات، بالرغم أن الكاتبة حاولت أن تعيد تشكيل الخطاب الروائي "القضية" حتى يبتعد قليلاُ عن الواقع وتمارس القليل من التخييل ،حتى تستقيم الرواية وتبتعد عن المباشرة والصورة الواقعية، وهو ما ظهر بدايةً من العنوان الكاشف للمضمون بشكل جلي، وهو ما أكده اختيار الرومانسية كخط أساسي للرواية، ما جعل القارئ يتوقع سير الأحداث من خلال تسلسلها النمطي، فالرواية سارت على نفَس واحد بالرغم من وجود تقنية الـ "فلاش باك" في بعض المسارات.
صورة المرأة المثقفة
"مؤمنة أن الحجاب بصورته الحالية من غطاء أسود وعباءة ونقاب فرض اجتماعي أكثر منه عبادة، فما إن كنت أخرج عن دائرة المجتمع السعودي أو اليمني حتى أخلعه، وأعيش حرة طليقة من دون قيد"صـ32
"ضمير المتكلم" هو صوت الراوي الذي أتاح لها أن تتحرك بحرية في السرد، فالبطلة من خلال سلوكها وهو الرفض المعلن لما يسمى العادات والتقاليد التي يتم تضخيمها، ومن خلالها يتم تجاهل النصوص الدينية وأثرها على حقوقها، ولهذا تسعى أن تكون ذاتها حاضرة في كل حواراتها الداخلية والخارجية، فهي المرأة التي تعرف ما تريد في مرحلة ما من حياتها ولا تخلو تصرفاتها من تأسيس لحق المرأة في اختيار طريق حياتها، فهي أي البطلة من اختارت أن تهاجر وتكمل دراستها العليا وأن تقيم في بلد المهجر بعيداً عن أخويها اللذين يقيمان في نفس الدولة معها، وقد حاولت أن تعبر عن نفسها "كنده" وعن بنات جيلها والتي لاحقاً ستعيد التفكير في اختياراتها في استعادة للصورة النمطية التي وضعها فيه المجتمع والأسرة من خلال الضغط عليها للزواج ،حتى لا تقيم وحدها؛ فالمرأة لا يؤمن جانبها إذا اقامت لوحدها! وبالرغم أن كنده أستاذة جامعية وراشدة في إحالة للصورة النمطية التي تظهر المرأة كمتهمة بنظر والدتها في عاطفتها وبالتالي أمام المجتمع الذي يصدر الأحكام بحقها، فعلى طول الرواية والبطلة تحمل هم تفكير والدتها ومجتمعها الذي هاجرت منه بعد أن جربت أن تعيش فيه ولم يناسب تفكيرها وعقليتها، حتى في المجتمع الذي ولدت فيه "السعودية".
تحديات الاندماج
تمثل تجربة كنده نموذجًا لمشاعر الاغتراب والانفصال عن الأرض والمحيط الاجتماعي والثقافي الأصلي، فالرواية من خلال قصص الحب وآخرها التي تعيشها مع العراقي "قتادة" تصور معاناتها وشعورها بالضياع والوحدة أثناء اقامتها في بلد المهجر وهروبها من المحيط اليمني، تتوالى اسئلتها والتي من خلالها تحاول أن تجيب عن سؤال الهجرة واقتلاع السنوات من حياتها وحياة الآخرين ممثلاً بقتادة الأستاذ العراقي الذي تزوجته لاحقاً، فاليمن والعراق يعيشان نفس المحنة.
عاشت كنده عدة تجارب حب غير مكتملة وفيها ظهرت أثر البيئات المختلفة لقصص الحب وبالرغم أنهم من دول يمثل المظهر المحافظ أهم خصائصها، فمن ممدوح الذي أحبته وتقدم لها ورفض أهله الزواج بها، إلى هشام الذي أنهى قصة الحب بسبب اجرائها عملية في مكان حساس من جسدها وهو الذي يمثل أساس المرآة عند الرجل، في إدانة للموروث في البيئة اليمنية.
تظهر الأنثى المتشيظة تحت السائد المجتمعي الذي تعيشه كنده بين الحنين إلى الوطن الأصلي والرغبة في الاندماج في المجتمع الامريكي والبعد عن كل ما هو عربي بسبب المضايقات والتلميحات التي تتعرض لها بسبب نمط حياتها التحرري من وجهة نظرهم، وهو ما يسبب صراع داخلي يعكس مشاعر الاغتراب والانقسام بين الهوية الأصلية التي تلاحقها والهوية التي اختارت أن تعيشها، التي تعكس القهر النفسي الذي تعيشه والذي تكون الأم أحد أسبابه حيث تمارس على ابنتها الضغوط كلما واتتها الفرصة.
كما تبرز التحديات التي تواجه المهاجرين في محاولة الاندماج في المجتمع الجديد، والتكيف مع نمط الحياة المختلف، رغم الاستعداد الذي يتظاهرون فيه وهو ما يخلق تحديات تعزز شعور الاغتراب والانفصال عن المحيط الجديد ويصابون بتذبذب بين بيئتهم السابقة والتي يحاولون الهروب منها وبين ببيئتهم الجديدة والتي يقبلون عليها.
ويبدوا أن الرواية جاءت على شكل شهادة عن هذا المجتمعات، بالرغم أن الكاتبة حاولت أن تعيد تشكيل الخطاب الروائي "القضية" حتى يبتعد قليلاُ عن الواقع وتمارس القليل من التخييل ،حتى تستقيم الرواية وتبتعد عن المباشرة والصورة الواقعية، وهو ما ظهر بدايةً من العنوان الكاشف للمضمون بشكل جلي، وهو ما أكده اختيار الرومانسية كخط أساسي للرواية، ما جعل القارئ يتوقع سير الأحداث من خلال تسلسلها النمطي، فالرواية سارت على نفَس واحد بالرغم من وجود تقنية الـ "فلاش باك" في بعض المسارات.
بدأت هجرة اليمنيين إلى أمريكا قبيل الحرب العالمية الأولى، وقد أنتسب البعض منهم إلى الجيش الأمريكي، وأصبحوا مواطنين أمريكان بعد نهاية الحرب، انتساب اليمنيين للجيوش المختلفة لم يكن جديداً عليهم، أصبح مع الوقت إحدى مصادر الرزق المهمة "المرتزقة" قد يكون لفظا قاسياً، ولكن لا يوجد مصطلح آخر أكثر صدقاً منه
صورة المرأة المثقفة
"مؤمنة أن الحجاب بصورته الحالية من غطاء أسود وعباءة ونقاب فرض اجتماعي أكثر منه عبادة، فما إن كنت أخرج عن دائرة المجتمع السعودي أو اليمني حتى أخلعه، وأعيش حرة طليقة من دون قيد"صـ32
"ضمير المتكلم" هو صوت الراوي الذي أتاح لها أن تتحرك بحرية في السرد، فالبطلة من خلال سلوكها وهو الرفض المعلن لما يسمى العادات والتقاليد التي يتم تضخيمها، ومن خلالها يتم تجاهل النصوص الدينية وأثرها على حقوقها، ولهذا تسعى أن تكون ذاتها حاضرة في كل حواراتها الداخلية والخارجية، فهي المرأة التي تعرف ما تريد في مرحلة ما من حياتها ولا تخلو تصرفاتها من تأسيس لحق المرأة في اختيار طريق حياتها، فهي أي البطلة من اختارت أن تهاجر وتكمل دراستها العليا وأن تقيم في بلد المهجر بعيداً عن أخويها اللذين يقيمان في نفس الدولة معها، وقد حاولت أن تعبر عن نفسها "كنده" وعن بنات جيلها والتي لاحقاً ستعيد التفكير في اختياراتها في استعادة للصورة النمطية التي وضعها فيه المجتمع والأسرة من خلال الضغط عليها للزواج ،حتى لا تقيم وحدها؛ فالمرأة لا يؤمن جانبها إذا اقامت لوحدها! وبالرغم أن كنده أستاذة جامعية وراشدة في إحالة للصورة النمطية التي تظهر المرأة كمتهمة بنظر والدتها في عاطفتها وبالتالي أمام المجتمع الذي يصدر الأحكام بحقها، فعلى طول الرواية والبطلة تحمل هم تفكير والدتها ومجتمعها الذي هاجرت منه بعد أن جربت أن تعيش فيه ولم يناسب تفكيرها وعقليتها، حتى في المجتمع الذي ولدت فيه "السعودية".
ركزت الرواية كثيراً على نقد السلبيات التي تراها من خلال عيون وعقل كنده، منها انغلاق اليمنيين والعرب على أنفسهم، فهم لا يريدون أن يتعلموا حتى لغة البلد المضيف خوفاُ من انسلاخهم عن بيئتهم وتقاليدهم الأمر الذي يؤكد أنهم ضعفاء ويخافون من أن تقتلعهم الغربة من ذواتهم وتحميهم بنفس الوقت "من مغريات الحياة في أمريكا
متاجرة بالنساء
"بدأت هجرة اليمنيين إلى أمريكا قبيل الحرب العالمية الأولى، وقد أنتسب البعض منهم إلى الجيش الأمريكي، وأصبحوا مواطنين أمريكان بعد نهاية الحرب، انتساب اليمنيين للجيوش المختلفة لم يكن جديداً عليهم، أصبح مع الوقت إحدى مصادر الرزق المهمة "المرتزقة" قد يكون لفظا قاسياً، ولكن لا يوجد مصطلح آخر أكثر صدقاً منه". صـ17، وهو الرأي الذي خلق لها مشاكل في بيئتها اليمنية هناك والتي أحياناً تجد نفسها داخلها دون رغبة منها، هذا الرأي المبني على خلاصة استنتجتها كنده.
ركزت الرواية كثيراً على نقد السلبيات التي تراها من خلال عيون وعقل كنده، منها انغلاق اليمنيين والعرب على أنفسهم، فهم لا يريدون أن يتعلموا حتى لغة البلد المضيف خوفاُ من انسلاخهم عن بيئتهم وتقاليدهم الأمر الذي يؤكد أنهم ضعفاء ويخافون من أن تقتلعهم الغربة من ذواتهم وتحميهم بنفس الوقت "من مغريات الحياة في أمريكا"صـ20، كما استطاعت أن تضع فكرة المتاجرة باليمنيات ذوات الجنسية الأمريكية من خلال إعادتهن لليمن وتزوجيهن بمبالغ كبيرة.
كما استطاعت الكاتبة أن تّوصل وضع المرأة في المجتمع اليمني كهامش بالرغم أنها البطلة، وهذا يُبين أن التحولات في الرواية ليست خاصة بالمرأة فقط، بقدر ما تناولت بنية المجتمع كله، وسواء أقامت الكاتبة بذلك قاصدة أو غير قاصدة ألا أنها عبرت من خلال شخصياتها في الرواية باختلاف مستواهم في المجتمع عن مستوى الوعي الحاضر لدى المرأة في إنتاج ذاتها أو تغيير الصورة النمطية الموجودة في الذهن الجمعي للمجتمع عنها.
وربما " لهذا دلالة خاصة تبين أن العملية الإبداعية هي قدرة في التغيير، وأن الكتابة الإبداعية تهتم بإنتاج قيم جديدة وزعزعة المعايير الجامدة التي تحاصر المجتمع بشكل عام، وليس للمرأة على نحو خاص، ولذا نخلص إلى القول:
إن تحرر المرأة هو تحرر للمجتمع، وبالتالي لا يمكن فصل قضية المرأة عن القضايا العامة للمجتمع ومشكلاته التاريخية"(2)
الهوامش
(*) الهجرة والمهاجرون في أدب اليمن المعاصر- محمد عبد الوهاب الشيباني
- الرواية صادرة من دار نشر عناوين العام2024م
- شذى الخطيب- روائية يمنية من مواليد مدينة عدن ومقيمة في القاهرة، وهي متخصصة في الإرشاد والتوجيه النفسي والتربوي، وصدر لها سبع روايات ومجموعة قصصية واحدة.
- الرواية وصلت للقائمة القصيرة لجائزة محمد عبدالولي في نسختها الثانية للعام 2022م.
- 1-2-هشام علي- دراسات-المرأة اليمنية وتحديات العصر- منشورات المدى للثقافة والنشر1995م.
•••
بلال قائد
كاتب وشاعر عضو اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين، نشر العديد من النصوص والاستطلاعات والتحقيقات في المجلات العربية والمواقع. باحث مشارك في بحث للجامعة الامريكية في بيروت.
#خيوط
"بدأت هجرة اليمنيين إلى أمريكا قبيل الحرب العالمية الأولى، وقد أنتسب البعض منهم إلى الجيش الأمريكي، وأصبحوا مواطنين أمريكان بعد نهاية الحرب، انتساب اليمنيين للجيوش المختلفة لم يكن جديداً عليهم، أصبح مع الوقت إحدى مصادر الرزق المهمة "المرتزقة" قد يكون لفظا قاسياً، ولكن لا يوجد مصطلح آخر أكثر صدقاً منه". صـ17، وهو الرأي الذي خلق لها مشاكل في بيئتها اليمنية هناك والتي أحياناً تجد نفسها داخلها دون رغبة منها، هذا الرأي المبني على خلاصة استنتجتها كنده.
ركزت الرواية كثيراً على نقد السلبيات التي تراها من خلال عيون وعقل كنده، منها انغلاق اليمنيين والعرب على أنفسهم، فهم لا يريدون أن يتعلموا حتى لغة البلد المضيف خوفاُ من انسلاخهم عن بيئتهم وتقاليدهم الأمر الذي يؤكد أنهم ضعفاء ويخافون من أن تقتلعهم الغربة من ذواتهم وتحميهم بنفس الوقت "من مغريات الحياة في أمريكا"صـ20، كما استطاعت أن تضع فكرة المتاجرة باليمنيات ذوات الجنسية الأمريكية من خلال إعادتهن لليمن وتزوجيهن بمبالغ كبيرة.
كما استطاعت الكاتبة أن تّوصل وضع المرأة في المجتمع اليمني كهامش بالرغم أنها البطلة، وهذا يُبين أن التحولات في الرواية ليست خاصة بالمرأة فقط، بقدر ما تناولت بنية المجتمع كله، وسواء أقامت الكاتبة بذلك قاصدة أو غير قاصدة ألا أنها عبرت من خلال شخصياتها في الرواية باختلاف مستواهم في المجتمع عن مستوى الوعي الحاضر لدى المرأة في إنتاج ذاتها أو تغيير الصورة النمطية الموجودة في الذهن الجمعي للمجتمع عنها.
وربما " لهذا دلالة خاصة تبين أن العملية الإبداعية هي قدرة في التغيير، وأن الكتابة الإبداعية تهتم بإنتاج قيم جديدة وزعزعة المعايير الجامدة التي تحاصر المجتمع بشكل عام، وليس للمرأة على نحو خاص، ولذا نخلص إلى القول:
إن تحرر المرأة هو تحرر للمجتمع، وبالتالي لا يمكن فصل قضية المرأة عن القضايا العامة للمجتمع ومشكلاته التاريخية"(2)
الهوامش
(*) الهجرة والمهاجرون في أدب اليمن المعاصر- محمد عبد الوهاب الشيباني
- الرواية صادرة من دار نشر عناوين العام2024م
- شذى الخطيب- روائية يمنية من مواليد مدينة عدن ومقيمة في القاهرة، وهي متخصصة في الإرشاد والتوجيه النفسي والتربوي، وصدر لها سبع روايات ومجموعة قصصية واحدة.
- الرواية وصلت للقائمة القصيرة لجائزة محمد عبدالولي في نسختها الثانية للعام 2022م.
- 1-2-هشام علي- دراسات-المرأة اليمنية وتحديات العصر- منشورات المدى للثقافة والنشر1995م.
•••
بلال قائد
كاتب وشاعر عضو اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين، نشر العديد من النصوص والاستطلاعات والتحقيقات في المجلات العربية والمواقع. باحث مشارك في بحث للجامعة الامريكية في بيروت.
#خيوط
#السلوك #الجندي
وَلم يشْعر بهم #الْمَنْصُور حَتَّى
دخلُوا وأمسكوه
وأخرجوا ابْن أَخِيه فقعدوه على سَرِير الْملك وصبحه البوابون وَجعل عَمه حَيْثُ كَانَ
وَلزِمَ ابنيه #التامور بيومه و #شمس الدّين بعد أَيَّام وَلزِمَ ابْن عَمه #النَّاصِر وَقد كَانَ جمَاعَة من الْعَسْكَر حملوه على الْقيام فخادعه #الْمُجَاهِد بِذِمَّة فَلم يكد يستتم قراة #الذِّمَّة حَتَّى هجم عَلَيْهِ دَاره وَصَاح الصائح من الْحصن بنهبه ثمَّ نهب بَيت وَلَده شمس الدّين وَبَيت التامور وَابْن عَمه شرف الدّين وَلم يَأْتِ صبحي صبح الْيَوْم حَتَّى صَار بالسجن جمَاعَة خَمْسَة هم #الْمَنْصُور وَابْنه التامور والناصر وَابْنه وَابْن اخيه وَالسَّادِس الشمسي لحق بعد ايام وَبَعض حَرِيم الْمَنْصُور بَنَاته الَّذين كن مَعَه بالحصن ونهبت بيُوت الْمَذْكُورين وكشفت #حرائمهم كشفا #شنيعا فِي ذَلِك الْيَوْم بِعَيْنِه وَلزِمَ #خَالَته جِهَة النّوبَة بعد ايام يسيره وَقد نهب بَيتهَا وَفرق بَين الْمَذْكُورين فِي الْحَبْس حبس كلا مِنْهُم بِموضع
وَقَامَ مَعَه اتم الْقيام الامير #الْغَرِيب بِالْمَعْرُوفِ ب #الفارس_الاليكي وَهُوَ أحد الْأُمَرَاء المعتبرين الواصلين الى #الْمُؤَيد لكنه لم يلقه اذ قدم بعد مَوته وَذَلِكَ انه قدم طَرِيق الْحَج فاستراب مِنْهُ #عمر بن يُوسُف ابْن مَنْصُور وَعمل عَلَيْهِ حِيلَة افضت الى اذيته
ففرجها الله بقتْله وتخلص الامير على وَجه جيد وَاجْتمعت بِهِ فِي #الْجند فرايت رجلا لبيبا عَاقِلا وَخرج مخرجا فَذكر عَنهُ بِهِ شجاعة جَيِّدَة وَسمعت من يذكرهُ بِكَثْرَة الصَّدَقَة ومواظبة الصَّلَاة
ثمَّ حصل النزاع بَين #الْمُجَاهِد وَبَين ابْن عَمه #الْمَنْصُور وَذَلِكَ ان الْمَنْصُور كَانَ اطلع ولدا لَهُ يُقَال عبد الله الى حصن #الدملوة وَكَانَ بِهِ خَادِم يعرف ب #ريحان #الدِّمَشْقِي
قدر الله مَوته وَقت طُلُوع الْوَلَد فطلع ابْن #الْمَنْصُور الى #الدملوة بخداع وَقت الْمَوْت وَاسْتولى على الْحصن واستفحل أمره بِرَجُل #حبشِي يُقَال #ياقوت يلقب ب #الافتخار فظبط الْحصن
واطلق للمرتبين مَا يحتاجونه فَلَمَّا حبس #لْمُجَاهِد اباه واخوين لَهُ هما التامور وَالشَّمْس والناصر وَابْنه وَابْن أَخِيه وَكَانَ عَددهمْ ثَمَانِيَة اذ فيهم #حرمتان ابنتان للمنصور تمنع عبد الله عَليّ الدملوة ولقب بِالْملكِ #الظَّاهِر وَلم تزل الْمُحَاربَة بَينه وَبَين #الْمُجَاهِد اعني عسكريهما واما هما فَلم ينزل عَن حصنيهما وَصَارَ عَسْكَر هَذَا تغير على بلد هَذَا وعسكر هَذَا
وَلم يشْعر بهم #الْمَنْصُور حَتَّى
دخلُوا وأمسكوه
وأخرجوا ابْن أَخِيه فقعدوه على سَرِير الْملك وصبحه البوابون وَجعل عَمه حَيْثُ كَانَ
وَلزِمَ ابنيه #التامور بيومه و #شمس الدّين بعد أَيَّام وَلزِمَ ابْن عَمه #النَّاصِر وَقد كَانَ جمَاعَة من الْعَسْكَر حملوه على الْقيام فخادعه #الْمُجَاهِد بِذِمَّة فَلم يكد يستتم قراة #الذِّمَّة حَتَّى هجم عَلَيْهِ دَاره وَصَاح الصائح من الْحصن بنهبه ثمَّ نهب بَيت وَلَده شمس الدّين وَبَيت التامور وَابْن عَمه شرف الدّين وَلم يَأْتِ صبحي صبح الْيَوْم حَتَّى صَار بالسجن جمَاعَة خَمْسَة هم #الْمَنْصُور وَابْنه التامور والناصر وَابْنه وَابْن اخيه وَالسَّادِس الشمسي لحق بعد ايام وَبَعض حَرِيم الْمَنْصُور بَنَاته الَّذين كن مَعَه بالحصن ونهبت بيُوت الْمَذْكُورين وكشفت #حرائمهم كشفا #شنيعا فِي ذَلِك الْيَوْم بِعَيْنِه وَلزِمَ #خَالَته جِهَة النّوبَة بعد ايام يسيره وَقد نهب بَيتهَا وَفرق بَين الْمَذْكُورين فِي الْحَبْس حبس كلا مِنْهُم بِموضع
وَقَامَ مَعَه اتم الْقيام الامير #الْغَرِيب بِالْمَعْرُوفِ ب #الفارس_الاليكي وَهُوَ أحد الْأُمَرَاء المعتبرين الواصلين الى #الْمُؤَيد لكنه لم يلقه اذ قدم بعد مَوته وَذَلِكَ انه قدم طَرِيق الْحَج فاستراب مِنْهُ #عمر بن يُوسُف ابْن مَنْصُور وَعمل عَلَيْهِ حِيلَة افضت الى اذيته
ففرجها الله بقتْله وتخلص الامير على وَجه جيد وَاجْتمعت بِهِ فِي #الْجند فرايت رجلا لبيبا عَاقِلا وَخرج مخرجا فَذكر عَنهُ بِهِ شجاعة جَيِّدَة وَسمعت من يذكرهُ بِكَثْرَة الصَّدَقَة ومواظبة الصَّلَاة
ثمَّ حصل النزاع بَين #الْمُجَاهِد وَبَين ابْن عَمه #الْمَنْصُور وَذَلِكَ ان الْمَنْصُور كَانَ اطلع ولدا لَهُ يُقَال عبد الله الى حصن #الدملوة وَكَانَ بِهِ خَادِم يعرف ب #ريحان #الدِّمَشْقِي
قدر الله مَوته وَقت طُلُوع الْوَلَد فطلع ابْن #الْمَنْصُور الى #الدملوة بخداع وَقت الْمَوْت وَاسْتولى على الْحصن واستفحل أمره بِرَجُل #حبشِي يُقَال #ياقوت يلقب ب #الافتخار فظبط الْحصن
واطلق للمرتبين مَا يحتاجونه فَلَمَّا حبس #لْمُجَاهِد اباه واخوين لَهُ هما التامور وَالشَّمْس والناصر وَابْنه وَابْن أَخِيه وَكَانَ عَددهمْ ثَمَانِيَة اذ فيهم #حرمتان ابنتان للمنصور تمنع عبد الله عَليّ الدملوة ولقب بِالْملكِ #الظَّاهِر وَلم تزل الْمُحَاربَة بَينه وَبَين #الْمُجَاهِد اعني عسكريهما واما هما فَلم ينزل عَن حصنيهما وَصَارَ عَسْكَر هَذَا تغير على بلد هَذَا وعسكر هَذَا
تغير على بلد هَذَا وَاسْتَشَارَ #الْمُجَاهِد فِي أول خُرُوجه وقعوده بِحَدِيث #الدملوة فَأَشَارَ عَلَيْهِ نور الدّين بن حسن وَقد تَركه صَاحب بَابه الا يعرض للدملوة بحصار وَلَا غَيره وَيبدأ بتمهيد قَوَاعِد الْبِلَاد والعسكر فَمَتَى كمل ذَلِك أدْرك من #الدملوة مَا اراد فَلم يقبل بل أمره بتجهيز الْعَسْكَر اليها فَفعل فلبثوا عَلَيْهَا نَحْو شَهْرَيْن فخادعهم #الظَّاهِر بِأَن اعطي عمرَان #المغلسي مَالا فارتفع عَن المحطة وتلاحق النَّاس بِهِ منهزمين وَتركُوا كثيرا من أَمْوَالهم وخيامهم وَكَانَت الدولة فِي أَيَّام #الْمَنْصُور قد انضربت وَحدث بأيامه قضيتان مِنْهُمَا الزام #الْيَهُود لبس العمايم الصفر والاخرى عزمه على اعادة الْوَقْف الى الْحُكَّام ثمَّ اخلاص الدِّرْهَم اخلاصا جيدا وَكثر الْقَتْل والنهب وَطَالَ الْحَرْب وَكَانَ مُعظم ذَلِك بِنَاحِيَة #جبا من ارْض #المعافر بِموضع يعرف ب #النشمة وَلم يزل يتزايد حَتَّى قتل مَا لَا يكَاد ينْحَصر بَين الْفَرِيقَيْنِ غز وعرب
وَقطعت رؤوسهم وطيف بهَا الْبِلَاد ثمَّ فِي أول صفر من سنة ثَلَاثَة وَعشْرين نَهَار الاربعاء ثَانِي الشَّهْر توفّي الْملك #الْمَنْصُور بدار الامارة وعقب ذَلِك نزل حسن ابْن الاسد من #ذمار بعسكر فحط على #الْجند واخذها للظَّاهِر بربيع الاول وَتقدم #تعز وَحط عَلَيْهَا سَبْعَة أَيَّام ثمَّ ارْتَفع عَنْهَا فِي الْيَوْم السَّابِع منكسرا بعد أَن قتل من أَصْحَابه مَا يزِيد على مائَة رجل
وَقتل من أهل تعز نَحوا من اثنى عشر رجلا وَسلم الله #الْجند عَن النهب حِين اخذت اذ كَانَ بهَا ابراهيم ابْن شكر حِين قدم اليها ابْن الاسد وَمَعَ ذَلِك كَانَ خيرا اعني ابْن #الاسد شَفَقَة على الْمُسلمين وَلَوْلَا اختلال #البحرية باختلال من هُوَ حِينَئِذٍ يسكن #الْجند وَهُوَ حاكمها الْمَعْرُوف بِابْن قَيْصر وَمَعَهُ جمَاعَة لَا بورك فيهم لم يطق ابْن الْأسد على الْجند وَلَا تعز ولبث ابْن الاسد بالجند يَوْمَيْنِ يمهد قاعدتها فنهب عسكره قَرْيَة #اليهاقر مَا ظهر وَمَا بطن ونهبوا فِي #قرامد مَا ظهر لَا غير وَصَالَحَهُ ساير
وَقطعت رؤوسهم وطيف بهَا الْبِلَاد ثمَّ فِي أول صفر من سنة ثَلَاثَة وَعشْرين نَهَار الاربعاء ثَانِي الشَّهْر توفّي الْملك #الْمَنْصُور بدار الامارة وعقب ذَلِك نزل حسن ابْن الاسد من #ذمار بعسكر فحط على #الْجند واخذها للظَّاهِر بربيع الاول وَتقدم #تعز وَحط عَلَيْهَا سَبْعَة أَيَّام ثمَّ ارْتَفع عَنْهَا فِي الْيَوْم السَّابِع منكسرا بعد أَن قتل من أَصْحَابه مَا يزِيد على مائَة رجل
وَقتل من أهل تعز نَحوا من اثنى عشر رجلا وَسلم الله #الْجند عَن النهب حِين اخذت اذ كَانَ بهَا ابراهيم ابْن شكر حِين قدم اليها ابْن الاسد وَمَعَ ذَلِك كَانَ خيرا اعني ابْن #الاسد شَفَقَة على الْمُسلمين وَلَوْلَا اختلال #البحرية باختلال من هُوَ حِينَئِذٍ يسكن #الْجند وَهُوَ حاكمها الْمَعْرُوف بِابْن قَيْصر وَمَعَهُ جمَاعَة لَا بورك فيهم لم يطق ابْن الْأسد على الْجند وَلَا تعز ولبث ابْن الاسد بالجند يَوْمَيْنِ يمهد قاعدتها فنهب عسكره قَرْيَة #اليهاقر مَا ظهر وَمَا بطن ونهبوا فِي #قرامد مَا ظهر لَا غير وَصَالَحَهُ ساير
#إدام_القوت
ريال ، ولمّا احتاج ورثته لبيعها .. لم تنفق إلّا على واحد من #آل_باهرمز بألفين من الرّيالات فقط ؛ لأنّ آل شبام ـ بما بقي في قلوبهم من هيبة الدّين والورع ـ تحاموها ، وإلى الآن وهم يتحامون عن شراء التّمر الّذي يجمعه من #المكس صاحب السّدّة ؛ مع أنّه أرخص من غيره بثلث القيمة.
وبلغني أنّ لبعضهم رسائل في سير آل #شبام وأخبارهم الشّاهدة بالتّقوى والورع ، وهي من أنفع ما يكون لهم لو تدارسوها على عادتهم في درس يوم الثّلاثاء الّذي رتّبه الحبيب أحمد بن عمر #بن_سميط ، ـ متنقلا في ديارهم ؛ سياسة في حضورهم ـ ؛ إذ هي خير حافز للأحفاد على ترسّم آثار الأجداد ، ومن كلامه المنثور : إنّ شباما كانت بلاد المنقود (١) ، وأنّ أحد أهل شبام أخذ دراهم من أحمد ناصر #اليافعيّ ، فهجروه حتّى ردّها.
وأنّ ثمانين حملا من الحوير وردت شباما ، وفيها حمل لأحد #آل_كثير بن سلامة ، فاشتروها بأسرها إلّا ذلك الحمل لم يأخذه أحد وعاد به صاحبه.
وفي كلامه ثناء كثير على محمّد بن عوض #باذيب ، وعلى أخيه عبود ، وأنّه حصل عليهما خلل فشاورا الحبيب عبد الله #الحدّاد فقال لهما : بيعا جميع ما معكما ولو لم يخلف لكم إلّا حليّ نسائكم ، فباعاه وقضيا ما عليهما من الدّيون ، وبقيت ثلاث مئة ريال ، فذهبا إلى الحاوي ، ولمّا وصلا .. قال محمد لعبود : إن وافقتني .. أعطينا الحبيب عبد الله مئة واقتنعنا بالمئتين ، فوافقه ، فقبلها الحبيب وأشار على محمّد بالسّفر إلى #الشّحر ، وبقي يتردّد إليها ، ويقيم بها شهرين أيّام الموسم ، ويمرّ في ذهابه وإيابه ب #الحاوي.
ولمّا علم الحبيب عمر البارّ بقصّة المئة .. قال لمن حضره : أيصحّ أنّ أحدا يتصدّق بثلث ماله؟! وكان عنده دلّال من آل #باخيضر. فقال : إن كان من آل شبام .. فنعم.
______
(١) أي : أن أهلها ينتقدون ما خالف الشرع والأدب.
ريال ، ولمّا احتاج ورثته لبيعها .. لم تنفق إلّا على واحد من #آل_باهرمز بألفين من الرّيالات فقط ؛ لأنّ آل شبام ـ بما بقي في قلوبهم من هيبة الدّين والورع ـ تحاموها ، وإلى الآن وهم يتحامون عن شراء التّمر الّذي يجمعه من #المكس صاحب السّدّة ؛ مع أنّه أرخص من غيره بثلث القيمة.
وبلغني أنّ لبعضهم رسائل في سير آل #شبام وأخبارهم الشّاهدة بالتّقوى والورع ، وهي من أنفع ما يكون لهم لو تدارسوها على عادتهم في درس يوم الثّلاثاء الّذي رتّبه الحبيب أحمد بن عمر #بن_سميط ، ـ متنقلا في ديارهم ؛ سياسة في حضورهم ـ ؛ إذ هي خير حافز للأحفاد على ترسّم آثار الأجداد ، ومن كلامه المنثور : إنّ شباما كانت بلاد المنقود (١) ، وأنّ أحد أهل شبام أخذ دراهم من أحمد ناصر #اليافعيّ ، فهجروه حتّى ردّها.
وأنّ ثمانين حملا من الحوير وردت شباما ، وفيها حمل لأحد #آل_كثير بن سلامة ، فاشتروها بأسرها إلّا ذلك الحمل لم يأخذه أحد وعاد به صاحبه.
وفي كلامه ثناء كثير على محمّد بن عوض #باذيب ، وعلى أخيه عبود ، وأنّه حصل عليهما خلل فشاورا الحبيب عبد الله #الحدّاد فقال لهما : بيعا جميع ما معكما ولو لم يخلف لكم إلّا حليّ نسائكم ، فباعاه وقضيا ما عليهما من الدّيون ، وبقيت ثلاث مئة ريال ، فذهبا إلى الحاوي ، ولمّا وصلا .. قال محمد لعبود : إن وافقتني .. أعطينا الحبيب عبد الله مئة واقتنعنا بالمئتين ، فوافقه ، فقبلها الحبيب وأشار على محمّد بالسّفر إلى #الشّحر ، وبقي يتردّد إليها ، ويقيم بها شهرين أيّام الموسم ، ويمرّ في ذهابه وإيابه ب #الحاوي.
ولمّا علم الحبيب عمر البارّ بقصّة المئة .. قال لمن حضره : أيصحّ أنّ أحدا يتصدّق بثلث ماله؟! وكان عنده دلّال من آل #باخيضر. فقال : إن كان من آل شبام .. فنعم.
______
(١) أي : أن أهلها ينتقدون ما خالف الشرع والأدب.
ومنه (١) : أنّ محمّد لعجم من السّابقين ؛ لأنّه سبق سلفه.
ومنه : أنه لمّا توفّي أحمد بكار لعجم .. قال والدي : توفّي وهو خير من بالبلد.
ولمّا توفّي عبد الله بن عمر لعجم .. قال الحبيب أحمد بن عمر بن سميط : إنّه من الأخيار الّذين يدفع الله بهم البلاء ، ومن الّذين يحييهم ويميتهم الله في عافية ، وكانت وفاته بسبب #الوباء الّذي وقع ب #شبام و #سيئون و #بور في سنة (١٢٥٠ ه).
ومنه : أنّ الحبيب محمّد بن زين بن سميط قال : ما تحقّقت أنّ أحدا يحبّ للمسلمين ما يحبّ لنفسه إلّا عبد الله بن زين #الحبشيّ صاحب #ثبيّ ، وبكّار بن عوض #لعجم ؛ فإنّ هذا يقوم إليّ في الدّرس ويقول : تكلّم في كذا ؛ فإنّ النّاس واقعون فيه.
ومنه : أنّ الشّيخ أحمد صلعان ممّن ترجم له الحبيب محمّد بن سميط ، وأن محمّد #صلعان كثيرا ما يستشهد بحكم ابن عطاء الله يكاد يحفظها ، وأنّ القرآن معجون بمحمّد بن عقبة سديس.
ومنه : أنّ المرحوم محمّد بن أحمد #بايوسف ـ جدّ آل بايوسف ـ من الصّالحين ، وكذلك ولده أحمد.
ومنه : أخبرني عبد الله باسعود عن الحبيب جعفر بن أحمد بن زين قال : أدركنا أهل #شبام ثلاث طبقات : أوّل طبقة لباسهم كوافي بيض وأردية شمال ، وثاني طبقة كوافي سوسي وملاحف بيض ، وثالث طبقة كوافي #صنعانيات من نصف ريال وملاحف سود.
قال : ومن بعد توسّعوا مصانف وكوافي #صنعانيّات من ريالين.
ومنه : أنّه لمّا توفّي عمر بن أحمد #معاشر .. قال : إنّه من الّذين يمشون على الأرض هونا ، وقال مثل ذلك لمّا مات أحمد بن محمّد جبر.
ونقل الشّيخ عليّ بن عبد الرّحيم بن قاضي في ترجمته لنفسه : أنّ والده تولّى
______
(١) أي : من كلام ابن سميط.
521
ومنه : أنه لمّا توفّي أحمد بكار لعجم .. قال والدي : توفّي وهو خير من بالبلد.
ولمّا توفّي عبد الله بن عمر لعجم .. قال الحبيب أحمد بن عمر بن سميط : إنّه من الأخيار الّذين يدفع الله بهم البلاء ، ومن الّذين يحييهم ويميتهم الله في عافية ، وكانت وفاته بسبب #الوباء الّذي وقع ب #شبام و #سيئون و #بور في سنة (١٢٥٠ ه).
ومنه : أنّ الحبيب محمّد بن زين بن سميط قال : ما تحقّقت أنّ أحدا يحبّ للمسلمين ما يحبّ لنفسه إلّا عبد الله بن زين #الحبشيّ صاحب #ثبيّ ، وبكّار بن عوض #لعجم ؛ فإنّ هذا يقوم إليّ في الدّرس ويقول : تكلّم في كذا ؛ فإنّ النّاس واقعون فيه.
ومنه : أنّ الشّيخ أحمد صلعان ممّن ترجم له الحبيب محمّد بن سميط ، وأن محمّد #صلعان كثيرا ما يستشهد بحكم ابن عطاء الله يكاد يحفظها ، وأنّ القرآن معجون بمحمّد بن عقبة سديس.
ومنه : أنّ المرحوم محمّد بن أحمد #بايوسف ـ جدّ آل بايوسف ـ من الصّالحين ، وكذلك ولده أحمد.
ومنه : أخبرني عبد الله باسعود عن الحبيب جعفر بن أحمد بن زين قال : أدركنا أهل #شبام ثلاث طبقات : أوّل طبقة لباسهم كوافي بيض وأردية شمال ، وثاني طبقة كوافي سوسي وملاحف بيض ، وثالث طبقة كوافي #صنعانيات من نصف ريال وملاحف سود.
قال : ومن بعد توسّعوا مصانف وكوافي #صنعانيّات من ريالين.
ومنه : أنّه لمّا توفّي عمر بن أحمد #معاشر .. قال : إنّه من الّذين يمشون على الأرض هونا ، وقال مثل ذلك لمّا مات أحمد بن محمّد جبر.
ونقل الشّيخ عليّ بن عبد الرّحيم بن قاضي في ترجمته لنفسه : أنّ والده تولّى
______
(١) أي : من كلام ابن سميط.
521