Telegram Web Link
﴿ فَانظُر كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُفسِدينَ ﴾

وفحوى الخطاب يقول: احذروا أيها المكذبون لمحمد، الجاحدون لما جاء به من ربه: أن يصيبكم ما أصابهم بطريق الأولى والأحرى؛ فإن محمداً صلى الله عليه وسلم أشرف وأعظم من موسى، وبرهانه أدل وأقوى من برهان موسى عليه السلام .

[ تفسير القرآن العظيم - ابن كثير ]
﴿ وَقالَا الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي فَضَّلَنا عَلى كَثيرٍ مِن عِبادِهِ المُؤمِنينَ ﴾

وهذا عنوان سعادة العبد: أن يكون شاكراً لله على نعمه الدينية والدنيوية، وأن يرى جميع النعم من ربه؛ فلا يفخر بها، ولا يعجب بها، بل يرى أنها تستحق عليه شكراً كثيراً.

[ تيسير الكريم الرحمن - السعدي ]
﴿ وَوَرِثَ سُلَيمانُ داوودَ

أي: في الملك والنبوة، وليس المراد وراثة المال؛ إذ لو كان كذلك لم يخص سليمان وحده من بين سائر أولاد داود ... فإن الأنبياء لا تورث أموالهم.

[ تيسير الكريم الرحمن - السعدي ]
﴿ فَتَبَسَّمَ ضاحِكًا مِن قَولِها

قال الزجاج - رحمه الله - : أكثر ضحك الأنبياء - عليهم السلام - التبسم، وقوله : ضاحكاً أي : مبتسماً.

[ معالم التنزيل - البغوي ]
﴿ وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِىَ لَآ أَرَى ٱلْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ ٱلْغَآئِبِينَ ﴿٢٠﴾ لَأُعَذِّبَنَّهُۥ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَا۟ذْبَحَنَّهُۥٓ أَوْ لَيَأْتِيَنِّى بِسُلْطَٰنٍ مُّبِينٍ ﴾

في هذه الآية دليل على تفقد الإمام أحوال رعيته، والمحافظة عليهم، فانظر إلى الهدهد مع صغره كيف لم يخف على نبي الله سليمان حاله، فكيف بعظام الملك، ويرحم الله عمر؛ فإنه كان على سيرته، قال : لو أن سخلة على شاطئ الفرات أخذها الذئب ليسأل عنها عمر .

[ الجامع لأحكام القرآن - القرطبي ]
﴿ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذابًا شَديدًا أَو لَأَذبَحَنَّهُ أَو لَيَأتِيَنّي بِسُلطانٍ مُبينٍ﴾

أي: حجة واضحة على تخلفه. وهذا من كمال ورع نبي الله سليمان - عليه السلام - وإنصافه؛ أنه لم يقسم على مجرد عقوبته بالعذاب أو القتل؛ لأن ذلك لا يكون إلا من ذنب، وغيبته قد تحتمل أنها لعذر واضح؛ فلذلك استثناه لورعه وفطنته.

[ تيسير الكريم الرحمن - السعدي ]
﴿ فَمَكَثَ غَيرَ بَعيدٍ فَقالَ أَحَطتُ بِما لَم تُحِط بِهِ وَجِئتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقينٍ ﴾

في هذه المكافحة التنبيه على أن أضعف الخلق قد يؤتى ما لا يصل إليه أقواهم ؛ لتتحاقر إلى العلماء علومهم ، ويردوا العلم في كل شيء إلى الله تعالى رحده ، وفيه إبطال لقول الرافضة : إن الإمام لا يخفى عليه شيء ، ولا يكون في زمانه من هو أعلم منه !

[ نظم الدرر - البقاعي ]
﴿ إِنِّى وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَىْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ أَعْمَٰلَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴾

عن أَبي بَكْرةَ -رضي اللَّه عنه- قَال: لَمَّا بلَغ رسول اللَّه - صلَّى اللَّه علَيه وسلَّم- أنَّ أَهل فَارِس ملَّكُوا علَيهِم بنت كسرى قال: «لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة».

[ معالم التنزيل - البغوي ]
﴿ أَلّا يَسجُدوا لِلَّهِ الَّذي يُخرِجُ الخَبءَ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وَيَعلَمُ ما تُخفونَ وَما تُعلِنونَ ﴾

أي: يعبدوا الذي له الكمال كله بالسجود الذي هو محل الأنس، ومحط القرب، ودارة المناجاة، وآية المعافاة؛ فإنهم لو سجدوا له سبحانه لاهتدوا، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ففات الشيطان ما يقصده منهم من الضلال.

[ نظم الدرر - البقاعي ]
﴿ قالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقتَ أَم كُنتَ مِنَ الكاذِبينَ ﴾

في قوله: (أصدقت أم كنت من الكاذبين) دليل على أن الإمام يجب عليه أن يقبل عذر رعيته، ويدرأ العقوبة عنهم في ظاهر أحوالهم بباطن أعذارهم؛ لأن سليمان لم يعاقب الهدهد حين اعتذر إليه، وإنما صار صدق الهدهد عذرا.

[ معالم التنزيل - البغوي ]
﴿ قالَت يا أَيُّهَا المَلَأُ أَفتوني في أَمري ما كُنتُ قاطِعَةً أَمرًا حَتّى تَشهَدونِ ﴾

واستدل بالآية على استحباب المشاورة والاستعانة بالآراء في الأمور المهمة.

[ روح المعاني - اﻷلوسي ]
﴿ وَإِنّي مُرسِلَةٌ إِلَيهِم بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرجِعُ المُرسَلونَ ﴾

قال قتادة : «رحمها الله ورضي عنها، ما كان أعقلها في إسلامها وفي شركها! علمت أن الهدية تقع موقعا من الناس». وقال ابن عباس وغير واحد: «قالت بلقيس ملكة سباء لقومها: إن قبل سليمان الهدية فهو ملك فقاتلوه، وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه».

[ تفسير القرآن العظيم - ابن كثير ]
﴿ وَإِنّي مُرسِلَةٌ إِلَيهِم بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرجِعُ المُرسَلونَ ﴾

قالت بلقيس ملكة سباء لقومها : إني أجرب هذا الرجل - تعني نبي الله سليمان - بهدية من نفائس الأموال، فإن كان ملكاً دنيوياً أرضاه المال، وإن كان نبياً لم يرضه المال، وإنما يرضيه دخولنا في دينه، فبعثت إليه هدية عظيمة.

[ التسهيل لعلوم التنزيل - ابن جزي ]
﴿ فَلَمّا جاءَ سُلَيمانَ قالَ أَتُمِدّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيرٌ مِمّا آتاكُم

إنما جعلت بلقيس قبول الهدية أو ردها علامة على ما في نفسها، على ما ذكرناه من كون سليمان ملكا أو نبيا؛ لأنه قال لها في كتابه: (ألا تعلوا عليَّ وأتوني مسلمين)، وهذا لا تقبل فيه فدية، ولا يؤخذ عنه هدية، وليس هذا من الباب الذي تقرر في الشريعة عن قبول الهدية بسبيل، وإنما هي رشوة وبيع الحق بالباطل، وهى الرشوة التي لا تحل. وأما الهدية المطلقة للتحبب والتواصل فإنها جائزة من كل أحد وعلى كل حال.

[ الجامع لأحكام القرآن - القرطبي ]
﴿ بَل أَنتُم بِهَدِيَّتِكُم تَفرَحونَ ﴾

فالمعنى: أنتم تفرحون بما يهدى إليكم لقصور همتكم على الدنيا، وحبكم الزيادة فيها، ففي ذلك من الحط عليهم ما لا يخفى.

[ روح المعاني - اﻷلوسي ]
﴿ قالَ يا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُم يَأتيني بِعَرشِها

قال أبو جعفر: وأولى الأقوال بالصواب في السبب الذي من أجله خص سليمان بسؤاله الملأ من جنده بإحضاره عرش هذه المرأة دون سائر ملكها عندنا -ليجعل ذلك حجة عليها في نبوته، ويعرفها بذلك قدرة الله، وعظيم شأنه- أنها خلفته في بيت في جوف أبيات؛ بعضها في جوف بعض، مغلق، مقفل عليها، فأخرجه الله من ذلك كله بغير فتح أغلاق وأقفال، حتى أوصله إلى وليه من خلقه وسلمه إليه، فكان لها في ذلك أعظم حجة على حقيقة ما دعاها إليه سليمان، وعلى صدق سليمان فيما أعلمها من نبوته.

[ جامع البيان لتأويل القرآن - الطبري ]
2025/07/08 23:32:23
Back to Top
HTML Embed Code: