‏«عندما تخور قواك، ويستنزف الهمُّ طاقة إشراقك، فتلجأ إلى ترداد لا حول ولا قوَّة إلا بالله فاعلم أنَّك هُديت إلى ركنٍ حصين؛ ذلك بأنَّ استشعار معنى الحوقلة بحدِّ ذاته يرمِّم صدوع القلب، فكيف بك عندما تلمس أثرها على أيَّامك»

«ما أسألك إياه يا رب هو التسليم، أن أترك نفسي لأقدارك دون أن تتناهشني الأسئلة، أن أدعوك بالخير دون أن يتعلق قلبي بشيء بعينه، أن يكون هواي حيث قضيت، ورضاي حيث أردتَ، وأن أريد ما يرغبه الإنسان بطبعه دون أن يكون سروري بالحياة التي منحتني إياها مرهونًا به؛ ألَّا آسى على ما فاتني من الدنيا، ولا يُضلني ما آتيتَني منها»

شيماء هشام سعد

قال رسول الله ﷺ
«..أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري»

قال ابن تيمية رحمه الله:

"إذا نزل الربيع بأرض أحياها أما النور فإنه ينتشر ضوءه عن محلِّه فلمَّا كان الصدر حاويًا للقلب جعل الربيع في القلب والنور في الصدر لانتشاره" 🌱

أكثر ما يبعثه القرآن على النفوس؛ تخليصها من التعلق، وتسليمها لمُجريات الأقدار التي يجريها الله سبحانه على عباده.

«من يُؤتَ صديقًا صالحًا في غمراتِ هذه الدنيا، يذكره بالله كلما ضعُف، ويُحيي في نفسه الأمل كلما ذبل، ويستنهِضه كلما خبا؛ فقد أوتيَ خيرًا كثيرًا، واستكثر من أعوان الخير على نفسه»

لاسم "الحي القيوم" تأْثيرًا خاصًّا في إجابة الدعوات وكشف الْكربات ولهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إِذا كربه أمر قال: يا حيُّ يا قيوم برحمتك أستغيث
‏وقال ﷺ لابنته فاطمة رضي الله عنها:
‏ما يمنعُك أن تسمعي ما أوصيك به، أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.

«فتّش أنى شئتَ في العبارات المواسية، والجمل المؤنسة، التي تخفِّف وطأة الكرب، وتبدِّد وحشة الغم، فلن تجد أصدق وعدًا، ولا أهنأ على القلب من قول الحق سبحانه العزيز القدير: ﴿سَيَجعَلُ اللهُ بَعدَ عُسرٍ يُسرًا﴾»

«أعلمُ أنَّ اللهَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ وأنَّ اللهَ قد أحاطَ بكلِّ شيءٍ علمًا».

ومقتضى هذا العلم السكينة والاستسلام له؛ إذ ليس قادرًا دون علمٍ فيضيعك، ولا عالمًا دون قدرةٍ فيعجز عن إمضاء ما فيه نفعُك.

﴿فانظر إلى آثار رَحمةِ الله كيف يُحيي الأرض بعد موتها﴾

«وآثار رحمة الله هو المطر وما ينشأ عنه من اخضرار للأرض واهتزاز بالزروع.

فإذا كانت (آثار) رحمة الله في الدنيا بهذا البهاء والبداعة، وهو الذي قد أمسك من رحماته تسعًا وتسعين جزءًا، فكيف برحمته في الآخرة، وكيف بالنظر إلى وجهه سُبحانه؟»

﴿وأُفوِّضُ أمري إِلى الله إِنَّ الله بصيرٌ بالعباد﴾

في تفسير الطبري: وقوله: ﴿وأفوض أمري إلى الله﴾ وأسلِّم أمري إلى الله، وأجعله إليه وأتوكل عليه فإنَّه الكافي من توكَّل عليه.

#تلاوة

«لا تنشغل بتمام الإنجاز.. بل بخشوع القلب يرجو القبول، فإن لقيت الله تعالى.. وإن لم تشهد الإنجاز.. أذهلك ما يوجبه القبول؛ حالة قلبك.. لا ما يُشير له الجموع»

سماع القرآن عبادة صامتة، تفعل في قلبك الأعاجيب دون أن تشعر، يكفيك فقط أن تستمع وتنصت!

#تلاوة

«ورغمَ كلِّ هذا لم أتعوَّد أن أقول: هذا ليسَ عدلًا؛ لأنَّ استيائي وفقدان احتمالي ليسا الميزان الذي يُوزنُ به العدل والاستحقاق، ما لم يكن ينبغي أن يحدث وما كنتُ أستحقُّ من الحياة، لأنني جئتُ هذا العالم كامتحانٍ لا كمكافأة.

تعلمتُ أن أؤمنَ بأنَّ الحياةَ رحلةٌ وأننا لسْنا مُؤمَّنين ضدَّ حوادثِ المرور، ولا نملكُ إلا أن نختارَ الوجهةَ الصحيحةَ ونُحسنَ القيادة، ونُسلِّم حين نكتشف أننا كنا نقودُ إلى أقدارِنا دونَ مكابح.»

رئيفة

ابذل كل الأسباب اليوم، حتى إذا قُدِّر لك أن تدخل الغار غدا تقول حينها مطمئنا بكل يقين: (إن الله معنا).

وكل تقصيرٍ يحصل اليوم، سيقدح -حينئذٍ- في تمام ذلك اليقين، ويُنقِص من تلك الطمأنينة التي ترجوها بين أمواج المخاوف.

وكما قال رسولنا الناصح الأمين ﷺ: (بادروا بالأعمالِ فتَنًا كقطعِ اللَّيلِ المظلم)

«ازرع ورودَكَ في دارٍ حللتَ بها
حتى يشمَّ عبيرَ الوردِ مَن زارا

أغلى الكنوز وراءَ المرءِ يتركُها
‏ريحٌ تطيبُ إذا ما فارقَ الدارا»

يا الله!
أنا بالقرآنِ عرفتك.. فلا تُزحزحني عنه، ثبّتني يا الله عليه حتى ألقاكَ به؛ فأكون من أهلكَ وخاصتكَ، مع السفرةِ الكرامِ البررة.

﴿قال سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء﴾: هذا عقل.
‏﴿قال لا عاصمَ اليوم من أمر الله إلا من رحم﴾: هذا وحي.
‏﴿وحال بينهما الموج فكان من المغرَقين﴾: هذه نتيجة.

‏فمن قدَّم عقله على الكتاب والسنة غرق في بحور الأهواء والبدع، ومن تعوَّد معارضة الشرع بالعقل لا يستقرّ بقلبه إيمان.

استنباط بديع لابن تيمية رحمه الله

«واعلم أنَّ في سيرتك محطَّات؛ مرة يُكتب لك فيها العطاء، ومرة يُكتب لك فيها المنع..

والمنع عطاءٌ لو فطِنت!»