حركة الشمس والقمر والليل والنهار أمر يشهد الناس حدوثه شيئا فشيئا ويعلمون أن الحادث لابد له من محدِث؛ ولهذا سلك طائفة من العقلاء في إثبات الصانع الاستدلال بالزمان بحدوث أجزائه شيئا بعد شيء فإن هذا لا يمكن أحد أن ينازع فيه.

ابن تيمية.

﴿وَلَوۡلَاۤ أَن یَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةࣰ وَ ٰ⁠حِدَةࣰ لَّجَعَلۡنَا لِمَن یَكۡفُرُ بِٱلرَّحۡمَـٰنِ لِبُیُوتِهِمۡ سُقُفࣰا مِّن فِضَّةࣲ وَمَعَارِجَ عَلَیۡهَا یَظۡهَرُونَ ۝٣٣ وَلِبُیُوتِهِمۡ أَبۡوَ ٰ⁠بࣰا وَسُرُرًا عَلَیۡهَا یَتَّكِـُٔونَ ۝٣٤ وَزُخۡرُفࣰاۚ وَإِن كُلُّ ذَ ٰ⁠لِكَ لَمَّا مَتَـٰعُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۚ وَٱلۡـَٔاخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلۡمُتَّقِینَ ۝٣٥﴾

قال أبو السعود:
استئناف مبين لحقارة متاع الدنيا ودناءة قدره عند الله عز وجل والمعنى: أن حقارة شأنه بحيث لولا أن لا يرغب الناس لحبهم الدنيا في الكفر إذا رأوا أهله في سعة وتنعم فيجتمعوا عليه لأعطيناه بحذافيره من هو شر الخلائق وأدناهم منزلة.

هذه الدار ليست بدار لذة وإنما غاية سعي العبد فيها الخلاص من الآلام .. فليس للعبد فيها حظ سوى الآلام والتخلص منها فهو يكابد من الآلام والمتعبات والمؤذيات ما يدفع به آلاما أشق عليه منها كما أفصح القائل عن ذلك:
أصبحت في دار بليات أدفع آفات بآفات ...

ابن القيم.

قلت يوما في مجلسي: لو أن الجبال حَمَلت ما حُمّلت لعجزت؛ فلما عدت إلى منزلي، قالت لي النفس: كيف قلت هذا، وربما أوهم الناس أن بك بلاء، وأنت في عافية في نفسك وأهلك؟! وهل الذي حملت إلا التكليف الذي يحمله الخلق كلهم ؟! فما وجه هذه الشكوى ؟!

فأجبتها: إني لما عجزت عما حملت، قلت هذه الكلمة، لا على سبيل الشكوى، ولكن للاسترواح، وقد قال كثير من الصحابة والتابعين قبلي: ليتنا لم نخلق ! وما ذاك إلا لأثقال عجزوا عنها، ثم من ظن أن التكاليف سهلة فما عرفها.

ابن الجوزي.

 إنني رجل حبب إليّ العلم من زمن الطفولة فتشاغلت به، ثم لم يحبب إليّ فن واحد منه، بل فنونه كلها، ثم لا تقتصر همتي في فن على بعضه، بل أروم استقصاءه، والزمان لا يسع، والعمر أضيق، والشوق يقوى، والعجز يظهر، فيبقى وقوف بعض المطلوبات حسرات.

ابن الجوزي.

[لُباب الفقه على مذهب الإمام أحمد]

مما صدر مؤخرا للشيخ عبد الله المزروع -حفظه الله- كتاب بديع في تأليفه، محرر في تقريره، إذا قرأت متنه فكأنك تقرأ في متون الأصحاب كالدليل، وإذا قرأت في حواشيه فكأنك تقرأ في تعليلات واستدلالات الكشاف وشرح المنتهى، وهو متن شامل للفقه، ضمنه التقاسيم والأنواع الفقهية، والتعاريف والشروط والأركان والواجبات مع ذكر ضوابط في كل باب، معنونا لكل مسألة.
وقد أحسن إذ جعل الكتاب فيه حياة المعاصَرة، فتراه يحيل إلى بعض الفوائد التي يلتقطها من مؤلفات الحنابلة المعاصرين ككتب الشيخ القعيمي (الحواشي السابغات وفيض الجليل) وكالدلائل والإشارات، وغيرها، ولم يعتذر بقدم كتابته للكتاب، بل كأني به يعرض كتابه بين الفينة والأخرى إلى ما استجد في الباب، فالكتاب صالح للمبتدئ في الحصر ومعرفة كليات الأبواب الفقهية، ولغيره في تنبيهاته، ومقارناته بين كتب الأصحاب، وكذا في الاستدلال والتعليل.

جزى الله مؤلفه خيرا وبارك فيه.

"فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْئَسْ مِنَ الْجَنَّةِ".

رواه البخاري.

مما ينبغي أن يعرف ما قد نبهنا عليه غير مرة أن شهادة الكتب المتقدمة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - إما شهادتها بنبوته، وإما شهادتها بمثل ما أخبر به هو من الآيات البينات على نبوته ونبوة من قبله، وهو حجة على أهل الكتاب وعلى غير أهل الكتاب من أصناف المشركين الملحدين، كما قد ذكر الله هذا النوع من الآيات في غير موضع من كتابه.
كما في قوله تعالى:
{أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} 
وقوله:
{فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك}.
وقوله:
 {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}.

ابن تيمية.

"ولَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنَ النَّارِ ".

رواه البخاري.

دين الله موضوع فوق التقصير ودون الغلو، فهو أن يكون المؤمن المذنب خائفا لما وعد الله من العقاب على المعاصي، راجيا لما وعد، يخاف أن يكون المعاصي التي ارتكبها قد أحبطت أعماله الحسنة، فلا يتقبلها الله منه عقوبة له على ما ارتكب من معاصيه، ويرجو أن يتفضل الله عليه بطوْله فيعفو له عما أتی به من سيئة، ويتقبل منه حسناته التي تقرب بها إليه فيدخله الجنة، فلا يزال على ذلك حتى يلقى الله وهو بين رجاء وخوف.

محمد بن نصر المروزي

قال عبد الله الغماري عن حمدون بن الحاج:

له حاشية على شرح المكودي وله ولوع بالاعتراض عليه حتى إن مولانا الإمام الوالد رضي الله عنه ذكر لي أنه رأى الشيخ المكودي في المنام يشتكي إليه من اعتراضات المحشي ويطلب منه أن ينتصر له.

من أراد الاطلاع على تفاسير السلف الصالح .. التي تثلج الصدر وتُطلع الفاضل على حقيقة التفسير الصحيح فعليه بتفاسير السلف الصالح، ومن تفرّقت عليه أو عزّ وجودها عليه فعليه بالعِدِّ الجامع لها وهو تفسير الإمام محمد بن جرير الطبري، وقد لخّص خلاصته صاحبنا العلامة الشيخ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن الخطيب أبي حفص عمر بن كثير الدمشقي فقد أتقن هذا القدر على أحسن وجوهه .. إذ قد تكفّل بذلك على أكمل وجوهه.

ابن النقاش الدكالي ( ت ٧٦٣ )

"أهواء أهل التدين أصعب علاجا من أهواء أهل الجهالة..."

بعض كتب أصول الفقه المفقودة للحنابلة:
١- العلم للخلال ( ت ٣١١ )
٢- جزء في أصول الفقه لأبي الحسن التميمي ( ت ٣٧١ )
٣- شرح أصول الفقه لابن حامد ( ت ٤٠٣ )
٤- الكفاية في أصول الفقه للقاضي أبي يعلى ( ت ٤٥٨ )
٥- المفردات في أصول الفقه لأبي الحسين ابن أبي يعلى ( ت ٥٢٦ )
٦- غرر البيان في أصول الفقه لابن الزاغوني ( ت ٥٢٧ )
٧- الهداية في أصول الفقه لعبد الرحمن بن محمد بن علي بن محمد الحلواني ( ت ٥٤٦ )
٨- العدة أو العمدة في أصول الفقه لابن الجوزي ( ت ٥٩٥ )
٩- الراجح  فِي أصول الفقه لأبي الفتح بن أبي الوفا الجيلي ( ت بعد ٦٢٠ )
١٠- الحاوي في أصول الفقه لداود بْن عبْد اللَّه بن كوشيار  ( ت بعد ٦٩٠ )
١١ ، ١٢- الوافي و المقنع في أصول الفقه لابن حمدان ( ت ٦٩٥ )
١٣، ١٤ - تحقيق الأمل في علمي الأصول والجدل وتسهيل الوصول إِلَى علم الأصول لعبد المؤمن القطيعي ( ت ٧٣٩ )
١٥- أصول الفقه لابن قاضي الجبل ( ت ٧٧١ )
١٦- حجة المعقول والمنقول في شرح الروضة في علم الأصول لابن المجاور ( ت ٧٧٢ )
١٧ ، ١٨- المختار وشرحه الاختيار في شرح المختار لابن الحبال ( ت آخر القرن الثامن )
١٩- مرقاة الوصول إلى علم الاصول للبرهان ابن مفلح (ت ٨٨٤ )
٢٠- شرح قطعة من مختصر الطوفي في أصول الفقه للمرداوي ( ت ٨٨٥ ).

وصف ابن المبرد لكتاب ابن الحبال الأصولي:
قال في ترجمته:
صنف كتابا في الأصول سماه "المختار" وشرحه في مجلدين في كتاب سماه "الاختيار في شرح المختار" وهو كتاب جيد يدل على كثرة علمه وغزارة فهمه وينقل فيه نقلا جيدا، ينقل فيه عن الشيخ موفق الدين، والشيخ شمس الدين بن أبى عمر، وولده الشيخ نجم الدين، والشيخ تقى الدين، والشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية، شمس الدين ابن مفلح، وتقى الدين ابن مفلح.

من مقابح هذه الحياة أنّ الإنسان إمّا أن يفرّ عن جميع الخلق ويعتزل عنهم، وإمّا أن يخالطهم ويصاحبهم، وعلى كلا التقديرين فالضرر لازمٌ.

الرازي.

عن كتب الرازي في علم الكلام:

لا شك أن الاقتصار في هذا الفن على كتبه ضلال بيّن كما أن لا شك في اشتماله على علوم جمّة وقواعد جليلة مهمة.

أبو حفص القلشاني التونسي الأشعري ( ت ٨٤٧ )