Telegram Web Link
يتحدثون عن الإيديلوجيا عند الحديث عن علو الإسلام أو ذكر ما يشير لذلك، ويطالبون بأن ينزل ويتساوى مع غيره..

يقررون ذلك بطريقة لا تقبل النقاش، ويجعلون رغبتهم في عدم علو الإسلام إيديلوجيا مطلقة يبنى عليها كل شيء، فيتبنون بدورهم ما نهوا عنه!

للمزيد مقال سابق:

أنت مؤدلج!
https://www.tg-me.com/ttangawi/690
https://www.tg-me.com/ttangawi/691
https://www.tg-me.com/ttangawi/692
كثيرا ما يكون الشكر أصعب من الصبر، والبلاء قد يدفع المرء للعودة إلى الله، فإذا رفع عنه البلاء { نسي ما كان يدعو إليه من قبل}

لما فتحت قبرص بكى أبو الدرداء رضي الله عنه.. نعم في موضع الفرح والنصر بكى، فقيل له ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟ قال : ما أهون الخلق على الله إذا هم تركوا أمره ، بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى

هكذا يكون من غايته العبودية لله، يراقبه في كل الأحوال ولا ينفك عن خشيته والسعي لمرضاته {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}

نعم لله عاقبة الأمور، هو الذي يصرف الدهور، يعز من يشاء ويذل من يشاء، بيده الملك إنه على كل شيء قدير

#رسائل_الشكر
#رسائل_العبودية
#رسائل_النصر
﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٥۰)﴾.

يقول السعدي رحمه الله :

﴿٥۰﴾ ﴿أفحكم الجاهلية يبغون﴾؛ أي: أفيطلبون بتولِّيهم وإعراضهم عنك حكم الجاهلية؟ وهو كلُّ حكم خالف ما أنزل الله على رسوله؛ فلا ثمَّ إلاَّ حكم الله ورسوله أو حكم الجاهلية؛ فمن أعرض عن الأول؛ ابتُلي بالثاني المبني على الجهل والظلم والغي، ولهذا أضافه الله للجاهلية، وأما حكم الله تعالى؛ فمبنيٌّ على العلم والعدل والقسط والنور والهدى. ﴿ومن أحسنُ من الله حكماً لقوم يوقنونَ﴾: فالموقنُ هو الذي يعرِف الفرقَ بين الحكمين ويميز بإيقانه ما في حكم الله من الحسن والبهاء، وأنَّه يتعيَّن عقلاً وشرعاً اتِّباعه، واليقين هو العلم التامُّ الموجب للعمل.

#رسائل_العبودية
#كمال_الشريعة
رحلت وفيك ألوان الجروح
وخلفك سيرة الحب الفسيح

أريت الناس بالتسليم بنتا
تقول لها ألا يا روح روحي

ووجهك قد أضاء أبا ضياء
عليه وداعة الأمل المريح

دعوت بذلك الدنيا وقامت
أعاجمها وأثنت بالصريح

وعدت اليوم للأخرى بغدر
من الصهيون ذي الفعل القبيح

وحسبك أن ظفرت بذكر خير
وفزت من المآثر بالربيح

وأنك مضرب الأمثال فينا
من الأفعال والقول النجيح

ختمت حياة سعي في اصطبار
وأختم عنك قولي بالفصيح

صلاة الله مع أزكى سلام
على من جاء بالدين الصحيح


رحمه الله وغفر له وانتقم للمظلومين

#شعر
Forwarded from رسائل..
جعلت الشريعة للضروريات مكملات من الحاجيات لو انعدمت بالكلية لما قامت الضروريات، وللحاجيات كذلك تحسينات تكملها

يفيد معرفة ذلك في ضبط تصورنا عن تقديم الأهم، فنعي أن تقديم الأهم لا يعني إسقاط ما يحوطه ويسند قيامه، وإلا سقط

ومن صور القاعدة أنه لا بد لمن يشتغل بما يعم نفعه من شيء مما يخصه نفعه، كالتزود بالذكر والنوافل لمن يقوم بالدعوة والدفاع عن الدين، فإنه لو انعدم حظه الخاص من التزود لانهارت قوته وذهب نفعه العام

يقول الشاطبي:

"كل حاجي وتحسيني إنما هو خادم للأصل الضروري ومؤنس به ومحسن لصورته الخاصة، إما مقدمة له أو مقارنا أو تابعا، وعلى كل تقدير فهو يدور بالخدمة حواليه فهو أحرى أن يتأدى به الضروري على أحسن حالاته

وذلك أن الصلاة مثلا إذا تقدمتها الطهارة أشعرت بتأهب لأمر عظيم، فإذا استقبل القبلة أشعر التوجه بحضور المتوجه إليه، فإذا أحضر نية التعبد أثمر الخضوع والسكون، ثم يدخل فيها على نسقها بزيادة السورة خدمة لفرض أم القرآن، لأن الجميع كلام الرب المتوجه إليه، وإذا كبر وسبح وتشهد فذلك كله تنبيه للقلب وإيقاظ له أن يغفل عما هو فيه من مناجاة ربه والوقوف بين يديه، وهكذا إلى آخرها. فلو قدم قبلها نافلة كان ذلك تدريجا للمصلي واستدعاء للحضور ، ولو أتبعها نافلة أيضا لكان خليقا باستصحاب الحضور فى الفريضة

وفى الإعتبار فى ذلك أن جعلت أجزاء الصلاة غير خالية من ذكر مقرون بعمل، ليكون اللسان والجوارح متطابقة على شىء واحد، وهو الحضور مع الله فيها بالإستكانة والخضوع والتعظيم والإنقياد، ولم يخل موضع من الصلاة من قول أو عمل لئلا يكون ذلك فتحا لباب الغفلة ودخول وساوس الشيطان.

فأنت ترى أن هذه المكملات الدائرة حول حمى الضروري خادمة له ومقوية لجانبه، فلو خلت عن ذلك أو عن أكثره لكان خللا فيها، وعلى هذا الترتيب يجرى سائر الضروريات مع مكملاتها لمن اعتبرها "

#فقه_الدعوة
#المقاصد
#الشاطبي
Live stream started
Live stream finished (58 minutes)
من أهم ما نستعد به لرمضان: التوبة من الذنوب والمعاصي العالقة..

انظر في نفسك الآن.. هل من ذنب عالقٍ عندك؟ هل من ذنبٍ مستمرٍّ معك كأنه عادة لا تتركه؟
(تفكر في أخلاقك وتعاملاتك وما تقضي به وقت فراغك، في لباسكِ وكلامك..)

اعزم أن تترك الذنب وتتوب لله عنه، اتخذ الآن قراراً أن تتركه لله ولا تعود إليه بعون الله، قرارك هذا غالٍ جداً ومهم وأساسيّ في إقبالك على الله وصفاء قلبك واستعدادك للخير الذي أنت مقبلٌ عليه بإذن الله..

قال تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا}، أي أن هناك بعضاً من الصحابة ضعفوا بسبب سيئاتٍ سابقةٍ كانت طريقاً للشيطان إليهم..

فأثر الذنب ليس بإثمه فقط، إنما بما يتركه في النفس والقلب من أثر، بما يقلله من الإيمان ونحن لا نشعر، والاستمرار على الذنب يورث اعتياده وعدم ملاحظة أثره وتراكماته..

 قيل للحسن: لا نستطيع قيام الليل، قال قيدتك خطاياكم..
وقال الفضيل : " إذا كنت لا تستطيع قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محبوس قد قيدتك ذنوبك”..

فبادر الآن بالتوبة، ولو ضعفت وعدت فتب مباشرة، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، ولو تبت في اليوم ألف مرة فلا تتوقف ولا تيأس، بل اعزم على نفسك وجاهدها، واستبدل الإثم في يومك بالمباح أو النافع، والتجئ لله صادقاً في دعائك واستعن به، واستغفره..
له الحمد الرحمن الرحيم..
Forwarded from رسائل..
لا يمكن أن يخطئ صاحب بصيرة في القرآن والسيرة في إدراك أن الإسلام جاء ليهيمن على تصور الإنسان لهذا الوجود، وفهمه لعالم الشهادة في ضوء عالم الغيب، وتوحيد مرجعيته في معرفة الصواب والخطأ وردها إلى الله تعالى وحده

ولا ينبغي أن يخطئ صاحب بصيرة أيضا فهم حقيقة الفكر السائد لدي كثير من البشر اليوم، وأنه يأتي على نقيض ذلك تماما، حيث يسوغ اعتناق أي نظام فكري بشرط أن لا يفرض نفسه ويهيمن على الصواب المطلق، ولا مشكلة مع الإسلام إن أدخله صاحبه في هذا الإطار وقدمه على أنه إسهام بشري ضمن بقية الإسهامات، لا على أنه حق رباني وغيره باطل، وهذا في الحقيقة يجرد الإسلام من حقيقته! ويتناقض أشد التناقض مع حديث القرآن عن طبيعة هذا الدين وما يطلبه ممن اعتنقه!

ومن أشد من يحتاج للتبصر في هذا اليوم بعض النخب التي تهتم بإسهام علوم الشريعة في حل مشكلات الإنسان المعاصر، خاصة ممن يحتك بغير المسلمين من فلاسفة وقانونيين، إذ يلحظ عند بعضهم لغة التوسل لوضع الإسلام موضع المشاركة وقبوله كمكون غير مهيمن، جنبا إلى جنب مع الأديان والفلسفات الأخلاقية والقوانين الوضعية، وهم بذلك يحسبون أنهم يحسنون للإسلام، في حين يجردونه من أهم خصائصه!

نفهم أن يتبنى بعض غير المسلمين هذا الطرح وأنه بذلك يكون أقرب وأعقل ممن يناصب الإسلام العداء ويشوهه، ولكن أن يتحول هذا الموقف إلى أطروحة شرعية يقدمها مسلم، فهذا أمر مغاير تماما، حين يقدمه مسلم فهو يفقد هويته ويتحول إلى موقف أشبه بالموقف العلماني الذي يلغي هيمنة الدين ويجعله مجرد مكون ثقافي

وليتذكر هؤلاء أن شدة الغربة واحتدام الصراعات الفكرية تتطلب تقوية النفس ونصرة الحق، والضعف في هذا ليس كالضعف في غيره، والإسلام هو دين الله تعالى، وواجبنا معه البلاغ، ليس منتجا شخصيا يصوغه المفكر كما شاء!

وحقيق بأصحاب البصائر ان يصححوا فهم الإسلام وطبيعته المهمينة لجميع الناس، فتشويه هذه الحقيقة أمر شائع لا يقتصر على النخب، بل صار يبث على أنه ثقافة عامة لتقزيم قيمة الإسلام في نفوس الناس وتحجيم تأثيره على الحياة العامة، حذرا من أن يفسد بدمغه للباطل جو إلغاء الهيمنة للدين الحق

ومن الطرق النافعة في معرفة بطلان هذه النظرة للإسلام أن يقرأ العاقل المشهد على أنه هيمنة مضادة، فالذي يحدث الآن ليس اختفاء لفكرة الهيمنة تماما، بل نقل لها من الدين إلى نظام فكري بشري آخر ليهيمن هو على تفكير الناس وطريقة تحليلهم لمشاكلهم، فتحييد الدين أصبح هو الإطار المهيمن الذي لا يجوز الاقتراب منه، وإعطاء الدين صفة الهيمنة أمر مجرم في هذا الفكر أشد التجريم !

إن هذه الفكرة هي بذاتها فلسفة حياة وطريقة تفسير لكل شيء، وكونها مهيمنة بهذه الطريقة وحاكمة على غيرها عند أهلها يجعلها بمنزلة الدين المهيمن عندهم، والخضوع فيها هو لأهواء البشر ليكون الإنسان هو المتفرد في تقرير مصيره وفق ذلك، مترنما بتراتيل التعايش والتعددية التي تقصي هيمنة الحق، وكأن ما يحدث ليس صورة أخرى لهيمنة الفكرة، مع كونها غير مبرهنة ولا مبررة عقليا بأي صورة كانت، فالعبودية لغير الله أسخف فكرة وأشد جهل في الوجود..

#رسائل_العبودية
#رسائل_الوعي
#دحض_الأباطيل
الحمد لله على نعمة بلوغ الشهر الكريم

بارك الله لنا ولكم فيه، وبلغنا صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه، وجعلنا من عتقائه من النار

اللهم صلي وسلم على نبينا محمد
يقول تعالى : ﴿ بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ﴾ [البقرة - ١١٢]

قال الطبري :

" وَخَصَّ اللَّه جَلّ ثَنَاؤُهُ بِالْخَبَرِ عَمَّنْ أَخْبَرَ عَنْهُ بِقَوْلِهِ : { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } بِإِسْلَامِ وَجْهه لَهُ دُون سَائِر جَوَارِحه ; لِأَنَّ أَكْرَم أَعْضَاء ابْن آدَم وَجَوَارِحه وَجْهه ، وَهُوَ أَعْظَمهَا عَلَيْهِ حُرْمَة وَحَقًّا ، فَإِذَا خَضَعَ لِشَيْءِ وَجْهه الَّذِي هُوَ أَكْرَم أَجْزَاء جَسَده عَلَيْهِ فَغَيْره مِنْ أَجْزَاء جَسَده أَحْرَى أَنْ يَكُون أَخْضَع لَهُ " انتهى

وفي هذا فضل السجود الذي يوضع فيه الوجه على الأرض، ومعه بقية الأعظم السبع، وإذا كان ذلك بصدق وإحسان كان معه الخضوع لله في سائر الأقوال والأعمال، بحيث يكون مذعنا منقادا مستسلما، لا معارضا معاندا مستكبرا، فلهذا عند مولاه الوعد بالأجر والأمن من الخوف والحزن.. نسأل الله من فضله

#رسائل_العبودية
#رسائل_القرآن
#رسائل_التدبر
أهلاً وسهلاً بكم في لقاءات *"منابر رمضانية"* 🌙
لنغتنم شهر الخير والبركة 🌟
بكل ما فيه من نفحات إيمانية تملأ القلوب .
يسعدنا ويشرفنا استضافة فضيلة الشيخ
*د.طارق بن طلال عنقاوي*
في لقاء مميز بعنوان:
*"أنوار آيات الصيام"* 📖
ندعوكم جميعًا لحضور اللقاء عن بعد 💻
يوم الاربعاء 12 رمضان 🗓️
من الساعة 5:00 مساءً إلى 5:45 مساءً ⏱️
عبر الرابط التالي:
https://meet.google.com/dwd-oart-ymu
Live stream finished (34 days)
Forwarded from رسائل..
#إضاءة_منهجية (١١) : أنت صاحب موقف مسبق! (١/٢)

هكذا يقولون: تخلص من مواقفك المسبقة.. عليك أن تتسائل .. عليك أن تشك.. بغير ذلك لن تتيقن ولن تكون عقلانيا!

هذه التعبيرات أو ما يشبهها تطرح كثيرا كأسلوب لزعزعة موقف الإنسان في ما نشأ عليه، وربما طرحت كذلك على المسلم لتشكيكه في دينه أو ثوابته عموما، وثمة مغالطة كبيرة في تعميم هذه الفكرة، وتوظيفها للتسوية بين المختلفات والتشكيك في القطعيات، ولنكشف ذلك فيما يلي:

أولا: ليس كل ما نشأ عليه الإنسان في مرتبة واحدة من الصحة والبطلان والقطعية والظنية، وبالتالي ليس كل ما نشأنا عليه يستدعي الشك وذم التمسك به لمجرد أنه مما نشأنا عليه، فإن مما نشأنا عليه ما لا يقبل عاقل الشك فيه أصلا كالقضايا الفطرية والعقلية القطعية، فمن الذي يشك في كون الجزء أصغر من الكل، أو الواحد مع الواحد يساوي اثنين، أو في ضرورة السبب للمسبب!

ثانيا: التفكير السليم والعقلانية هو البناء على الفطرة والضرورات العقلية وإدراك ما يترتب عليها، أي أن ننطلق من الحقائق الثابتة ثم نستخدم قواعد العقل لبناء المعارف، فنستدل مثلا بمبدأ السببية وعدم التناقض وإدراك التلازمات بين مقدمات الأدلة ونتائجها لتتطور المعرفة، وهذا الطرح بعمومه حين يشكك في ما علمناه وتوصلنا إليه وفق هذا التفكير السليم، هو في الحقيقة مرض ووسوسة! ولذلك:

ثالثا: نجد أن القرآن أمر بالتفكر في الآيات ليتيقظ الإنسان لما تقتضية الفطرة ونظر العقل الصحيح، فيتنبه لما يلزم من تلك الآيات من معارف، فيرى فيها آثار صفات الخالق، ويشعر بعظيم حقه، ويتجه لتوحيده.. ومن حاد عن هذا السبيل قيل له في استنكار {أفي الله شك فاطر السماوات والأرض}، فالشك في وحدانية الله وفي صحة الرسالة ليس أمرا عاديا يتفق مع العقل والفطرة، لأنها ثابتة بأدلة قطعية، بل لا بد للشك في ذلك من وسوسة وخلل في منهج التفكير، وهذا لا يختص بهذه الأصول الكبار، بل أن ما تستلزمه من طاعة الله ورسوله والتسليم لأحكام الله وتصديق خبر الوحي بتفاصيله يدخل في ذلك، لأن ما استلزمه القطعي قطعي.

وبهذا تتنبه لمغالطة بعضهم بأن يورد لتأييد هذا الطرح الآيات التي تتضمن الدعوة لإعمال العقل والتفكر، فنقول: ما سبق من التفكر الصحيح الموافق للفطرة والآيات الدالة على صحة حقائق الدين وصدق الرسالة هو المقصود بهذه الآيات، ولم يدع القرآن للشك في الفطرة والنظر السليم! بل ذلك مرض، ولذلك حين ورد في القرآن ورد مورد الاستنكار، ففي الشك في الوحدانية {أفي الله شك فاطر السماوات والأرض} ، وفي الشك في صدق الرسول المخالف لما علم من حال صدقه: {قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون}، والآيات في هذا المعنى كثيرة.

إذا: التفكيرالسليم والعقلانية هو البناء على الفطرة والضرورات العقلية وإدراك ما يترتب عليها والانطلاق نحو التوحيد والطاعة، وليس البقاء في المربع الاول والشك فيه بشكل مرضي

رابعا: تصحيح الطرح منهجيا بشكل عام هو أن يقال: العبرة بالفطرة والدليل العقلي السليم وما يترتب على ذلك، فإن كانت النشأة عبارة عن بقاء على ذلك، فمن المرض واللاعقلانية استدعاء الشك فيه، وإذا كان الإنسان قد نشأ على تغيير للفطرة وتصورات محدثة غير مستندة للأدلة، فعليه أن يبحث عن أدلة ليتحقق ولا يعتمد على مجرد الاعتياد والنشأة. وبناء على ذلك:

خامسا: لا يصح إيراد هذا الطرح على نشأة المسلم، فالإسلام دين الفطرة والبراهين العقلية، لذا فإن مجرد النشأة عليه لا تستدعي الشك، ولنزد بيان هذا من وجوه:

الوجه الأول: أن أصول الإسلام من اعتقاد كمال الله ﷻ وتوحيده والخضوع له، هي قضايا فطر الله ﷻ الناس عليها أو على ما يستلزم إدراكها ولو إجماليا، ولذا فإن المستمر على الفطرة لديه دليل فطري، وهذا معلوم بالنصوص، كما في قوله تعالى: {فطرة الله التي فطر الناس عليها}، وبالتجربة والواقع يجد كل الناس نزعة الإقرار بكمال الله ووحدانيته، بل حتى الملاحدة ينزعون لذلك في اعتراضاتهم على الأحكام مثلا، فيجعلون عدم الظلم في حق الله مقدمة في اعتراضاتهم على بعض الأحكام الشرعية التي يتوهمون أن فيها ظلما..فينبغي الانتباه إلى مغالطة تصوير المسلم بصورة الخالي من البرهان وتجاهل برهان الفطرة.

الوجه الثاني: أن كون إيمان الشخص مبنيا على البراهين العقلية لا يستلزم أن يكون قادرا على استحضار صياغة معينة لتلك البراهين، أو التعبير عنها في صورة استدلال يقيم الحجة على الغير، فوجود معنى الدليل في نفس الإنسان شيء، وتصوره على شكل دليل شيء، وتقديمه للغير شيء آخر، والوجود كاف للتيقن.

الوجه الثالث: أن القرآن مليء بالبراهين العقلية، فكل مسلم يقرؤه ويفهمه هو في الواقع يستقي تلك البراهين وتثبّته، بغض النظر عن قدرته على تصورها في صورة براهين وصياغتها..

يتبع..
2025/07/05 11:43:41
Back to Top
HTML Embed Code: