قناة للقصائد الحسينيه 88606

Forwarded from قناة الولاية (مُحَمَّد العَلَوي)

▪️لقطات أُخرى مُؤلمة مِن زيارةِ إمامِ زمانِنا لجدّهِ الحسين عليه السلام

:
❂ يقولُ إمامُ زمانِنا في زيارة الناحية المقدّسة مُخاطباً جدّهُ الحسين: (السلامُ على الأئمةِ السادات، السلامُ على الجيوب المُضرّجات، السلامُ على الشفاه الذابلات، السلامُ على النُفوس المُصطَلَمات، السلامُ على الأرواح المُختَلَسات، السلامُ على الأجسادِ العاريات، السلامُ على الجُسوم الشاحبات، السلامُ على الدماء السائلات، السلامُ على الأعضاء المُقطّعات، السلامُ على الرُؤوس المُشالات، السلامُ على النِسوة البارزات..)

هذه العبائر مِن الزيارة تُحدّثُنا عن أنحاءٍ مِن الآلام التي كانت في يوم عاشوراء، وترسمُ لنا صُوَراً مِن الأوجاع التي مَرَّ بها الحسينُ وآلُ الحسين في يوم عاشوراء

[توضيحات]
✸ قوله: (السلامُ على الأئمةِ السادات) السلامُ هنا مُوجّهٌ إلى ساداتِ الخَلْقِ وهم الأئمة المعصومون فقط لأنّ كلمة (الإمام) لا تُطلَقُ بمعناها الحقيقيِّ الكامل إلّا على الأئمة المعصومين الأربعة عَشَر ونحنُ عندنا ثلاثةٌ مِن الأئمة المعصومين كانوا في كربلاء يوم عاشوراء وهم سيّد الشهداء، وإمامُنا السجّاد، وإمامُنا الباقر الذي كان عُمرهُ أربعَ سنين في يوم عاشوراء فالزيارة هنا تُوجّهُ السلامَ إلى هؤلاء الأئمة الثلاثة المعصومين الذين كانوا في كربلاء ثُمّ بعد ذلك مُباشرةً تبدأ الزيارة في الحديث عن الآلامِ التي جَرَت على الحسين وعلى عائلة الحسين وصحبِهِ الأبرار وهذا الترتيب للعبائر فيه إشارة، وهي أنّ الإمامَ المعصوم هو الوحيد الذي يُحيط بحقائق الأشياء وهو الأعلمُ بآلالام والمواجع التي جرت على الحسين وآلِ الحسين يومَ الطفوف ولذلك جاء السلامُ في الزيارة على الأئمة المعصومين أوّلاً، وبعد ذلك مُباشرةً جاء الحديثُ عن آلام يومِ الطفوف

✸ قوله: (السلامُ على الجيوب المُضرّجات) الجيوبُ جمعٌ لِجيب وهو فتحةُ الثوب التي مِن خلالها يستطيع الإنسانُ أن يُدخل رأسَهُ في ثوبِهِ ويلبسَ ثوبه كما يُقال عن المرأة عند المُصيبة بأنّها شقّت جيبها، يعني شقّت فتحة الثوب الهاشمي الذي تلبسُهُ فوق ملابسها تعبيراً عن لوعتِها وآلامها وأمّا وصفُ الزيارة لهذه الجيوب بأنّها (مُضرّجات) فهذا الوصف يشمل الأحياء والأموات مِن الذين كانوا في واقعة الطف فالذين قُتِلوا قطْعاً ضُرِّجت جُيوبهم بالدماء، وكذلك الذين قُتِلوا ثمّ بعد ذلك قُطِعت رُؤوسهم فقطعاً هؤلاء سالت الدماءُ على صُدورهم وسالت على جُيوبهم وثيابهم

وأمّا الأحياء: فأوّلُ عُنوانٍ في الأحياء مِن أصحاب الجيوب المُضرّجات في كربلاء هو إمامُنا السجّاد فالروايات تُحدّثُنا بأنّ إمامنا السجّاد لمّا وضعوا الجامعة في عُنُقِهِ نبتت الجامعةُ في عُنق الإمام وكانت الدماءُ تسيلُ مِن عُنقِه حتّى ضُرِّجت ثيابُهُ بالدم! ولذلك لمّا وصل الركبُ الحسينيُّ إلى الشام وهناك رأى إمامُنا السجّاد المِنهال ابن عمر.. طلَبَ الإمامُ مِن المِنهال أن يُعطيه خِرقةً أو ثوباً عتيقاً كي يجعلُهُ حائلاً بين الجامعة وبين عُنُقِهِ الشريف
فقد كانت الجامعةُ على طُول الطريق مِن كربلاء إلى الشام نابتةً في عُنقِ إمامِنا السجاد! ولذلك ورد في رواياتِنا أنّهُ بعد شهادة إمامِنا السجّاد حين كان إمامُنا الباقر يُغسّلُ أبّاهُ السجّاد، وكان قد وضع سِتاراً بينه وبين أصحابه.. فإنّ أصحابَ إمامِنا الباقر سَمِعوا الإمام ينشجُ نشيجاً عالياً فحين سألوه مِن وراء الستار ما الخبر يا ابن رسول الله؟! قال لهم: هذا أثرُ الجامعة لا زال في عُنُقِ والدي!

فحين تقول الزيارة: (السلامُ على الجُيوب المُضرّجات) فهذه الجيوب ليست فقط جيوب الّذين استشهدوا يوم الطفوف، وإنّما تشملُ الأحياء أيضاً بل تشملُ حتّى الأطفال الذين ضُرِبوا بالسياط وكلُّ هذه الصُور والّلقطات المُوجعة تدخلُ في آلام الحسين وهذه الظُلامة تقودنا أيضاً إلى ظُلامة الزهراء، فهي صاحبةُ الجيب المُضرّج أيضاً..! فإنّ المِسمار حين ينبتُ في صدر فاطمة فقطعاً سيُسيلُ الدمَ مِن صدرها وسيُضرِّجُ جيبَ ثوبها بالدم

✸ قوله: (السلامُ على الشِفاه الذابلات) العبارة واضحة في أنّ شِفاه الرجال والنساء والأطفال قد ذَبُلت مِن العطش، ولكنّ المِصداق الأوضح لهذه الفقرة مِن الزيارة هي شِفاهُ الحسين فقد كانت شِفاهُ الحسين هي الأكثرُ ذُبولاً لأنهُ هو آخرُ واحدٍ قُتِل مِن أهل بيته، فهو أكثرُ مَن تحمّلَ الآلامَ بين مَن قُتِلوا وقد ترك العطشُ أثراً بليغاً على سيّد الشهداء فهُناك عِدّةُ أعضاءٍ آذاها العطش عند الحسين:

• فقد آذى العطشُ عينيه إلى الحدِّ الذي كان يرى فيما بينهُ وبين السماء كالدخان مِن شدّة العطش، كما تُخبرنا الروايات، وقد ورد في بعض النُسخ لزيارة الناحية المُقدّسة هذه العبارة: (السلامُ على العيون الغائرات)

●➼‌┅═❧═┅┅───┄
🔘 @alwilaya

413 viewsمُحَمَّد, 03:16