Telegram Web Link
دامي : دِين لاخر مرة احذرج
لا تخشين بسالفه اكبر منج
هالرجال الي يمه حگ و راح اخذه منه و من التاخذه !

هذا الخَسيس اطلبه ابو
و اطلبه ابن
و اطلبه سنين من عمري راحت و اني اشحذ خلايا دماغي بس
بالحقد !
ما عشت لحظة راضي على نفسي
و لا متمتع بشبابي
و من فكرت انسى و اتجاوز
عشت كم شهر مرتاح لحدما ضربني بفلذة گلبي
و هدم حياتي !
حتى زواجي و استقراري فَلشه !
من غير محاربته الي بالشغل و بألف ياعلي يله لزمت عليه
هاللزمات و صار زردومه بأيدي

لا تكونين حجر عثرة بـ طريقي
اكثر من وحدة قبلج رادت تجرب حظها وياه
ولمن ساومتها بمستقبلها و خلفتها و سمعتها انسحبت !

انتِ شفرقج عنهن !

مسحت دموعي الي خذلتني و ما ردت ابين اله ضَعفي و
كسرتي ..
همست : فرقي عنهن ما عندي شي اخسره
كلشي حلو نوخذ مني على وكت ..
و لا عندي شي معتزة بي !

نَصيحه الك لا تساومني .. راح اخذ اركان
و ثاراتك عود صفيهن وياي !

درت وجهي اريد اطلع ..

صاح ورايه : راح ادمرج
اخذ راحتج
اخذ امانج
اقلق مضجعج
و اسلب فلذة كبدج
و احتمال قبل ما يحط بذرة بداخلج اقتلع گلبج و بأيدج اخليه !

انتِ مستعدة ...

قبل لا انطق سالت دموعي خلسّة !
و بصوت مَكسر مثل النفس الي تگسر داخل ريتي
همست : مستعدة .........

بعد شهر ..

اعاين لنفسي بـ المراية و اتساءل هاي منو ؟

و تذكرت مقولة لمحمود درويش : هل انا حقاً انا ؟

واني هنا اعرف الجواب ، اعرف هاي الانسانة الي گدامي مو
دِين
دِين الي دخلت دنيا مو دنيتها و راح تعاصر عداوة لا نهاية الها

اتلمسّ وجهي بأنامل ايديه ..
ناعم .. و تزينه مساحيق تجميل بذاك الحساب
اعاين لايدية و خاتم الالماس يطوق بُنصري و تذكرت انزعاج
امي جي ما جابلي ذهب
فمثل ما گالي هو ما يحب الذهب و اللون الاصفر
اباوع اظافري الي رتبوهن بطريقة عمري ما حلمت بيها
شعري المسدول على اكتافي بعناية ..
شخصية ثانيه ما اعرفها ..

وين دين الي اعرفها ؟
ببشرتها الشاحبه و الاهلّة المرسومة تحت عينها
بشفايفها المفطرة و يابسه مثل ارض قاحلة ما جاسها المطر
من سنين ..
بملمس ايديها الخشن و الاظافر المقصوصة ويه حد الجلد .
بشعرها الفوضوي .
حتى زرقة عيوني اختفت و تحولت لشيء من الرماد
تماماً مثل روحي ...

اعاين لنفسي مثل دُمية
و هالدمية راح يمتلكها شخص ظالم تاريخة اسود
و راح يتلاعب بيها كيفما يشاء

قاطعني صوت أمي و هي تصلي ع النبي
و ترقيني بسور سليمان ..

صاحت : طالعة لّعابة

اجت دُنيا و الضحكة شاكه حلكها
نست مصيبتها بساع !

صاحت : عزاا طاللعة تخبلين
علياء : و عليمن هالعزا يمه ..

صدك دِين مو چن اركان تأخر ، اتصلتي بي

دِين : اتصلتِ كال نص ساعة والحجي يوصلج
حضروا روحكم ..

مطت شفايفها مراضية ، جي محد من اهله اجه ويانا

اساساً هو منو يدري ..
مسويلهم سبرايز ابن ريسان

صاحت دُنيا : اجى السايق و وياه حمايه
اي عيني ليش لا .. مثل الملكات ..

اعاين الها طفلة شمدريها الملكة شلون انسحلت بهالزواج
لخاطرها

امي كالت خلينا نطلع عايني كل الي بالمركز يباعون عليج راح
يطكونج عين ..

ضحكت على تفكيرها و بگلبي اندعي گون يطكوني عين و
تطيح بأركان ابو النسوان

امشي و أحس بـ رجلي احس انشلت ..
و فكري راح هناك شحسوي و شلون حصارحه بمرضي و
عقدتي
بهاي السالفة ..
بـ الختله امي دحست بجنطتي قطعة قماش بيضة مطرزةً
تشبه الچفيه !

صحت : هاي شنو امسح بيها خشمي

بعصبية ردت : راح الطم ولج يمه لشوكت ضلّين هيج
هاي عودينه رجلج يفهمج عليها !

طَنين صار بأذني و احس فهمت السالفة و اجتني رغبة
استفرغ !

تعوذت من الشيطان و مشيت بخطواتي نحو الموت
و شكد حاولت اضم دموعي مكدرت
شقن طريقهن بوجهي ..و قضي الامر .

طلعنا برا ، انتبهت هذا مو عمو شاكر !

صاحت امي ليش وكفتي امشي نصعد !

صحت : لا تصعدون ..
هذا مو شاكر
امي بأمتعاض كالت : هسه شاكر ماهر هو سايق يوصلنا
للفندق

قلبي ممرتاح للشغلة ..
كتله الحجي وين !

الولد يحجي بثقة ؛ الحجي صار عنده ظرف و الباشا دزنه
بمكانه ..

اعاين منا ومنا ماكو احد منطقة هادئة عدا كم شخص
يتمشى من بعيد

علياء : ييمعودة دفضينا عاد

صحت : موبايلي وين !

التهت امي تدور بجنطتها
وعيني على دُنيا الي واكفه بلا حول او قوة

انفتحت باب السيارة وطلعوا منها ثنين شباب تقدموا بخطوة
سريعة باتجاهي

دا اريد احجي محسيت الا واحد منهم جذبني و شالني حطني
بالسيارة
و اللاخ اعترض طريق امي و دنيا

امي تصيح و دنيا تبجي و اني اصيح جوه السيارة يعوفوني انزل


ضربت هذا الي لازمني ملخته باظافري و لا قبل يهدني
توحشت عليهم انگلبت طرزان و استمريت اضربه
لكن البدلة اعاقتني
ملخت روحي بجيت مفاد ..

انتم منو ؟ "صحت "
محد يجاوب و كأنهم صم بكم عمى !

اخر شي وصلنا لمنطقة ما اعرفها بس مو بعيدة كلش ع المركز

فتحولي الباب و طلبوا مني انزل
نزلت ..
و الف فكرة سيئة راودتني ..
بأيدهم وصلوني لبيت صغيرون مشتمل و شكد رفضت
ادخل..
بجيت توسلت استنجدت بيهم ما بيهم ن
خوة

اتشاهدت و فتت ..
حَسيت خلص هاي نهاية حياتي
هذهِ جزاتي لان مسمعت الكلام
و لان مشيت بطريق مجهول و معروفة نهايته
دخلت بـ ثار مو ثاري
و انتقام ميخصني

نهايتج سوده مصخمة يا دين !

انفتح الباب .. ما شفت غير شعاع ضوه مستطيل انعكس بي
طوله بشكل يرهب !

ركزت بعيوني لحد ما لمحته ، لابس قميص ابيض
و بنطرون اسود ..
اهسهس بخفوت : كاشخ و جاي يگتلني !
و اتخيل شلون راح ينصبغ قميصه الابيض بلون دَمي
المحترك !

فهو كالياها بعظمة لسانه !
وعد الدين حُر و كلمة رجال راح اندمج
وقبل لا تشيلين بذرة منه و اقتلع گلبج و احطه بايدج

رَجف گلبي داخل ظلوعي و احاول اتمسك بشيء من
الشجاعة !
و اغالط نفسي و قلبي و أكول ما يسويها

لمحت حربة بأيده !
صرخت و حاولت انهزم لكنه ثبتها بخاصرتي ..

شاغت روحي من الألم و صرخت بصوت طلع من گلبي !

احس طلعت روحي و خلص متت !

فَتحت عيني ، مُستغربة هذا حلم ......

هاي علياء تعاين الي مخلوسة و هذا بابا عيونه متروسه دمع ..

شلون كابوس هذا ..
اشو الألم لسه موجود بخاصرتي !
عاينت لروحي بعدني بفستاني .. الابيض
و هاي ريحة مستشفى اعرفها ..
شلون انساها ..
تذكرت من جابو فاروق يلفظ انفاسه الاخيرة گدام عيوني

امي تتسائل : سلامتج يوم ، بس فهميني شصار
منو هذا الكواا... الي اخذج

بابا كعدت تعبان و محتضن راسه بين جفوف اديه

امي صاحت : الله لاينطي العافيه الي سوه بيج هيج
جان راح يصير بيج سكر !

بعدني بحالة من اللاوعي و امي استلمتني حاصل فاصل

زردومي مشحوط اريد استوعب لحظات و تذكرت كل شي ..

اخر شي من حط عينه بعيوني و شَدني من خصري
و بالايد الثانيه ضغط على جرحي حيييل !

حَطيت عيني بعينه اريد استوعب شديسوي
لبرهة حَسيته ديعذبني !
صرخت : الله يخليك لاااا و اتلاوي بجسمي اريد انهزم
صاح : بس اركدي لج خاصرتج تنزف يالكائنات !
يحجي و يضغط على جرحي و عيونه مدري شدور بالمكان !
تعبت و خانتني رجلّيه ، طحت بين اديه و الألم يدك بگلبي

صرخ : لا يا الله .. اني شسويت !

نَزلت عيني على ايده الضاغطة على جرحي و شفت كمية الدم
الي يسيل بغزارة ، لوث الفستان و صبغ ايده !
مَتحملت المنظر و محسيت الا حلكي نشف و ماعت روحي
بين ايديه ..

رجعت من ذاكرتي على صوت امي و هي تهزني
دِين حاجيني وين رحتي !

همست بطلاع الروح : اااخ اشتعل عمي مو أذيتيني !

ابتسمت و كالت : اي هسه اطمئنيت من رجع لسانج يلعلع ،
يمه شكد خفت من كالو سكرج هابط !

بابا وبخها بلطف : شبيج يا مره تهزين بيها و هي مجروحه !

همست : مجروحة ..

بابا خياطين بخاصرتج ، ما دكليلي شنو الصار
اشو خطيبج ما يحجي و ماخذ الامور بأريحيه و برود و لاچن
مرته رادت تروح من بين اديه .

أَحس هوسه براسي شكبرها ، كلتلهم منو جابني هنا

امي رفعت اكتافها بعدم دراية و كالت : مندري

بس اجانه اتصال كالوا بتكم بالمستشفى

بعدين گامت تنحب و تولول من هول التجربة و شلون عبالها
راح تلگاني مكتولة لو بيه شي

لزمت جف ايدها المستريح على فراشي و ابتسمت بخباثة :
هاا علياء خفتي عليه
طلع عندج مشاعر تجاهي و تحبيني ..

علياء : لج رعنة لشوكت اكلج لا دكليلي علياء
وبعدين شنو يمه قابل اكرهج اني
مو شكيتي هالبطن و طلعتي منها !

عوجت حلكي ما راضية و علقت : عبالي حدكولين شِكيت
كلبج و طلعت !

علياء بنفاذ صبر : يوووو بحلك الموت و لسانها مترين !

همست و آني اغمض عيوني متألمة : متخلصين مني و لا من
لساني ..

همست : احجيلي يوم منو منعول الصفحة الي اخذج من باب
الصالون ، احس اركان يعرفه و ماينطينا نشده !؟

فرَقت شفايفي دا احجي و سمعت صوته صاح : عداوة
شخص متربصلي بس راح ياخذ جزاءه العادل !

عاينت هذا اركان بذاك وجهه العبوس و عيونه البيهم كومة
لؤم .. سلم بتعالي و طلب يكعد يسولف ويايه على انفراد ..

اكره من يعامل اهلي مثل النكرة و لو بيه شويه عافية جانت
حطيتله حد !

بس گولة بيبي فوزية لو طاح الاسد كثرت الواوية !!

و انه طحت و تولاني هالواوي ..

جَرله كرسي و كعد بصفي : ابتسملي ابتسامة تخوف
و همس بخفوت : متوقعت راح تلتقين بعدوي بهالسرعة
و حتى اكون صريح وياج ما حذرتج مسبقاً بأنه راح يوصلّج قبل
عرسنا ..
بس ردت اشوفج تصمدين لو تفلتين بالحمرة مثل الي قبلج !

بسري اكول ، مايدري اني اعرفه لادم من زمان و بيناتنا اكثر
من موقف حصل !

حَطيت عيني بنص عينه و همست : لو نفرض شردت بالحمرة
و هذا حقي لان مجنت متصورة فداحة الخطر الي اني بي ، راح
تتركني اروح بحال سبيلي
و تعتبر الي سَويته من اجلنا دفعة بله عن نفسك
عمل يشفعلك بآخرتك !

اطلق ضحكة مستفزة و أردف بعدين : لا والله اني ما ادور دفع
بلاء ، انه رجال اكابل الاقدار مگابل و اتگاون وياها
وازيدج من الشعر بيت ما دور لاخرتي شيء
و لا اسوي اعمال خيرية مجاناً ..
لو فكرتي تنسحبين من المهمة ثقي و الخلقج اردها الج
اضعاف و امحيج انتِ واهلج من الوجود
كلش سهل عندي ادوسكم بقندرتي
انتم و الي يطلع وراكم ..

احس گلبي راح يطلع من م
كانه ..
و ضاق بيه الهوا و عجزت اتنفس
لساني ثكل و ارتعشت اطرافي
هذا راح يموتني ناقصة عمر .....

في مكانٍ آخر

جده .. حاجيني شبيك ليش تتراجف مثل السعفه
دخيلك يا داحي باب خيبر ، احفظ ابن گلبي
تعال ليه يوسف .. ابنك يريد يموت ناقص عمر !

يتوسد حضن جدته ، و كل شي بيه يتراجف
مثل طفل خائف من كابوس يلحك وراه ..
بأستثناء گلبه فـ النار واجه بي وج و كطعت نياطه

و الجده محتارة بأمرها فمن مدة ما شافته هيج رچيچ
و يهتز بداخل حضنها مثل مهفة خوص
حارت وياه شلون تعرف الي بي فهو صامت و لسانه عاجز عن
النطق !

تحاول تعرف علّته .. منظره الاشعث ليش
و شنو هالدم الصابغ هدومه !

صاحت منهارة و بصبر خلّصان !
اشو عاينلي و كافي ضام راسك بشليلي ..

وين جنت يا معثور .. بس لا كصبت هذاك الرجال

شال راسه و الدنيا لاعبه فراره بي
صاح : ياريت اكتلة بأيدي و انهي معاناتي
بس احس الموت مكافأة مجزية

جده اكرهه ..
اخذ كل شي مني و ما زال ياخذ

بعبوس صفنت عليه تحاول تفرزن الكلمات
و عبث كلشي ما فهمت !

صاحت : شتقصد يجده
شسوه بعد هالمشعول الصفحه !
و رجعت عاينت لقميصه الملطخ

بجت و توسلّت بي يحجي

بصوت مكسور ..
باكها جده .. مثل الكحلة من بطن العين
البحر الي اشتهته سَفينتي
باكه و خرق السفينه و خلاني غركان

......

بعد مرور فترة ..

دِين ..
نايمة و عيوني للسكف و اتحسّر على نعيم الفگر الي جنت بي !
اشتاق لسريري القديم المجرقع .. و لركعه الرطوبه التارسه
السكف..
لحديقتنا الصغيره و ريحة القداح .

لايام الشحططة بالدوائر و المولات ..
ادور شغل .. اشتاقيت للمناكر ويه شذى منو الها اللكمة
الاخيرة بالماعون ، حتى لنصير و لفلفولته الزايده الي يغازلني
بيها اشتاقيت

صافنة .. هسه كلشي بيدية
علاء الدين و مصباحه تحت أمري لكني امرأة تَعيسه ..
امرأة بعد ايام راح تروح برجليها لمنصة الاعدام
راح يمددها الجلاد و يذبح شبابها مثل اضاحي العيد
يا ترى لو متت و اندثرت بمقبرة حزني
راح اعيش حياة منصفة بالعالم الآخر ..

جَفلني صوت امي و هي تحثني اكوم ابدل
لان راح اركان و وياه ثنين شهود و يجبون السيد يعقدلنا
و اروح وياه سُكيتي .. احتراز امني يعني !

خطرلي آدم و الي سواه قبل فترة
يا ترى شعر بالذنب تجاهي
لوبعده مصر يطين عيشتي

اوووف رايحة لعالم ثاني
عالم اجهل شنوو بي
حتى امه و خواته ما اعرفهن ..
يا ترى شنو ردة فعلهم من يشوفوني

يمكن امه تنجلط .. لا صايره و لا دايره
ابنها الوحيد يخش عليها و يكللها اتزوجت
وهاي مرتي ...

هففف لشوكت اضل افكر
بلكت الله امه تطلع حبابه مثل بيبي فوزية
و تهون عليه شوفته و العيشه وياه
واحد متعجرف ، ظالم و متطرف

رگعتني امي بصوت زالزالي خلاني اطفر من السرير
و اتناوش الكوستم الابيض و اروح ابدل
لبسته و طلعت جني بطل حليب
لاسيما ببشرتي الشاحبه و الي مبينه مريضة و كايمة من وجعه
!

تجهزت شلون مجان و صفنت على شعري شلون ارتبه
ضفرته ضفيرة صفح ، و تركت وجهي بـ بؤسه و الحزن المخيم
عليه !

فـ لمن ارسم شفاهي هل لأترك قُبلة على خد قاتلي
و لماذا ادس الكحل الاسود في عيني
و الليالي الطويلة تركت سمائِها تحت مُقلتي عيني
فهذا البحر الازرق يشتكي غياب زرقتهِ و صفاء ماءه
و هذا الوجه يبكي .. و لن يستطيع احد رثاءه

::

اسمع اصواتهم بره .. منتظرين انزل و تم المراسيم
اروح و اجي ادور مهرب .. و الكه بيبان الدنيا كلها مقفله
بوجهي !

شلت راسي للسماء و طلبت من ربي يقويني
و يصبرني على الايام الجاية
و خاصتاً هذهِ الليلة المدري شلون حتمر !

فتحت جنطة ايدي و تأكدت من وجود الحبوب بيها
متأملة بهالشريط يخفف وطأة عذابي

رجعت سديت جنطتي و طلعت مسلمة امري بيد الله
لكني انصدمت بالمشهد الي شفته كدامي

دُنيا و اركان و امي ماخذين زاوية و يتبسبسون
دُنيا منزله راسها و الواضح تبجي
و اركان جاحظه عيونه عليها و يحجي بجديه
و امي كامشه ذراعه و نظراتها كلها توسل

سمعوا خطواتي عاينولي بصدمة و صوتهم انكتم !
دُنيا باوعتلي بنظره حزينه
و عافتنه و ركضت للمطبخ

صحت : شكو ؟
يتبع
#الفصل الحادي عشر

آنه أردْ ألوگ لحَمَد ما لوگ أنه لغيره
يَجفلّني بَرد الصُبُح،
وتلَجْلج اللَيرة.
يا ريل بأول زغرنا
لَعبْنا طُفيرّه
وهودَر هواهم ولَك
حدْر السنابل گطا .........

لـ #مظفر_النواب


قبل 12 سنة ..

جالسة على مندر قديم و متهالك معتزة بي في هذا أثر من
بيبيتهاالمرحومة ..
عند عتبة دارهم الصغير و الي يطل على فرع ضيق بذاك
الزقاق القديم الي مفطرة جدرانه و ريحة العث
و المياه الراكدة معشعشه بي ..

تمسك غصن صغير و ترسم اشياء بمخيلتها على الارض ..
لهناك و سمعت صوت جاي من كهوة الحجي حامد براس
الفرع ..

اخذها الفضول تركز بـ الصوت الي يمتلك حسجة حَنينة و هو
يدندن ..

آنه ارد الوگ لحمد ما لوگ انه لغيره
يجفلني برد الصبح ، و تلجلج الليرة ..

ماعرفت شيقصد بس الصوت فزز احساس غريب
منو هذا حمد .. و شنو قصته !

فززها صوت ابوها و هو يوبخها للمرة الالف من كعدة الحوش
..

فهي لم تعد هذيج الطفلة الي مجلبه بذيال حبوبتها
راحت الحبوبه و تركتلها الامور الي تقاسمنها سوه

كعدة الحوش ..
جمع بتلات الورد و استخلاص العطر
و حب الاستطلاع على الرايح و جاي بفرعهم !

صاحت ممتعضة : بابا والله ضايجة خليني شوي بعد
اسمع الصوت الجاي من كهوة حجي حامد
شلون صوت حلو و كله حنية !

ضحك ابوها و ضل صافن عليها لبرهة صاح :
هذا ياس .. و الاغنية اسمها الريل و حمد

دِين :- منو هذا حمد ..
نصى بمستواها و كعد بجانبها ساند ظهره المتعب على باب
البيت و كعد يرويلها قصة العاشگة المخذولة و الي هربت من
ديرتها و محبوبها حمد ..

و شلون ما تكدر تشوف نفسها ويه رجال غيره
فما يلوك للعاشك الا المعشوگ ..

صفنت و ترسخت كل كلمة كالها ابالها
و اخذتها عقيدة تمشي عليها
هي ما راح تاخذ الى الشخص الي تلوكله و ما تلوگ لغيره ...
فهذا القلب النقي يحرم عليهِ شخص يدخلّه بالاكراه.

::

الوقت الحاضر :-

سمعوا خطواتي واحس صوتهم انكتم !
دُنيا باوعتلي بنظره حزينه
و عافتنه و ركضت للمطبخ

صحت : شكو ؟

علياء : ماكو ، مدكوليلي وين صرتي ؟

-لا تغيرين الموضوع ماما !
شبيها دنيا و ليش باجية ؟

عاينت لاركان : شعندك وياها هااه

عدل سترته و استقام بوكفته و كال : شعندي وياها قابل
شفتها مقهورة و تبجي عليج رحت اواسيها ؟!

ضحكت بسخرية ممصدگه كلامه !

-انتَ .. تواسيها ؟
لا اكيد صايرلك شي !

اقترب مني و نظراته تحذيرية : لا تتمادين ويايه .
لا ادفنج هنا انتِ و الي يطلع وراج و امشينا نفضها لان روحي
صارت بخشمي !

اعاين لامي وجهها صار ينطي الوان و ركضت وراه كمشت
ذراعه و تتوسل بي : على كيفك يمه
ترى جاهله و ما تعرف تصفط الحجي زين !

نكت ايدها بقوة و ردة فعلة وياها عصبتني

صحت احاول اغثه : و انتِ شكو تصيحيله يمه !
انتِ وياه نفس الجيل تقريباً ، جوز انتِ اصغر بعد

اتسعت عيونها و عضّتلي شفتها !

هو احتقن وجهه احمر عافنه و راح للصالة يتراجف

و اني احس بنشوة الانتصار بعد ما اكلت رزالة ناشفه من امي
..

بعد لحظات مَدري شگد احس الاصوات تجيني مو واضحه و
انعدم جزء من الرؤية عندي و صرت أحسّ نفسي مُغيبة من
الواقع ..

استشعرت ايد علياء و هي ترص ايدي ، انتبهت اثاري وصلني
السرة و لازم اسوي الي عليه و لگيت نفسي انطقها و يه دمعة
يتيمة سالت على خَدي !

-نعم و انتَ وكيلي !

طلعت الجملة بصوت متحشرج و لو بيه جان حفرت الارض
بأيدي و ضميت روحي بيها
و لا گلتها و لا وَديت روحي لعالم ثاني ، عالم راح يخليني
اتحسّر على كل بؤس عشته بحياتي ..

امي تهلهل .. و ابوي يكفكف بدموعة
اعاين الهم و اتسائل : يعني شنو خلصت خبزتي بهذا البيت و
برجليه راح اروح لغير دنيا و غير ناس

شبيه احس بثقل هالعالم جاثم على صدري
و ليش احس بـ القهر ناحية اهلي
احسّ بسرعة فرطوا بيه و ارجع و اغالط نفسي بنفسي
و اكول هذا قراري !

بس .. حَسيت اكو نغزة چبيرة بگلبي
شعور صعب يتفسر مثل الي مسوي جُرم
او مرتكب خيانه .. زين المن
و ليش ما خطر على بالي غير وجهه المليان قَسوة
و عيونه المعبّايه ظلام ..

وَبخت نفسي و استعانيت بمبادئي
فهذهِ الشيء الوحيد النزيه بحياتي
ما اريد افقد ما علمتني اياه بيبي فوزية

اخذتني رجليه لدُنيا الي بعد ما لمحتها
و گلت اواسيها بالرغم من اني محتاجة من يواسيني
لكيتها تبجي بصمت ، جريتها لحضني
و دخلت بنوبة بكاء مسموعة ، مكدرت امنع نفسي كابلتها و
بجيت

دخلت امي و رزلتنا ثنيناتنا مبررة انه هذا فال سيء
دنيا ودها ما تطلع من حضني لكن هذا المكتوب
و ان كنت طول هال16 سنة ام الها ، راح افاركها بـ عرس

راح السيد و استدعانا والدي ..
امشي برجلين تتراجف و احس دقت ساعة الصفر

شفته كاعد و يمسح بشواربه مترهي ،
اشحت بنظري عنه، مدا اكدر اتخيل
هذا رجلي .. بعدما ساومني باضعف حالاتي و
استغل حاجتي
لمصالحه الشخصية ..

صاح بابا : يلا دِين تجهزي بويه حتى تروحين ويه رجلج

من كال رجلج اجيت استفرغ بنصهم

لكن اركان عنده رأي آخر و قرر يعتقني اليوم لبين ما يرتب
وضعه وياخذني ..

احسّ رجعتلي الحياة و اكدر اتنفس طبيعي
صح زواجي امر مفروغ منه سواء اليوم او باجرً
بس كل دَقيقة تمر و هو بعيد عني الها ثمن جبير بداخل روحي
..

طلعت ابشر دُنيا الي انتهت من البواجي سوده عليه
تاركة خلفي ام و اب مصدومين و وجوهم تتلاطم
مادري ليش مستعجلين اصير ابيته ،
و كأن اركان ريسان راح يمنحهم عضوية بالانضمام لعائلته ، ما
يدرون هالرجل لايطيقني و لا يطيقهم
وكل الي بيناتنا هو اتفاق ينتهي بتنفيذ الوعد و احضار طفل
وريث لهذا العالم .....

::

في مكانٍ آخر ..

-راح تضل هيج تحرك بروحك مثل عود البخور و غيرك متونس
على ريحة شعواطك !

-عادي جَده تعودت ، هو دائماً سابقني بخطوة !
انه بس اريد اعرف جدي الله يرحمه من يا ملّة جابلنا هالمرة و
خلفتها ..

-الله يرحم الميتين جده ، الي صار صار و ما ينفع لا اللوم و لا
البچي ، و انتَ يا جده اذا بنفسك هالبنيه روحله ..
و دافع عن عن الشي الي ملكه گلبك قبل ما تملكه فلوسه !

-ما اظن اخذته خاطر فلوس جده ، هذا مسويله لعبة من لعباته
..

ربتت الجده على كتفه و قدمتله نصيحة اخيرة : تريد ترتاح
وليدي تخلى !

-شتخلى جده ، كل عقلج هالناقص اخذ من عدنا كل شي
انه مو خنيث و اتركله حقي ، اااخ و لو ما اسم جدي جان من
زمان فَضيت الشركة وياه و فركشت كلشي ، بس مو من
حقي اضيع اسم جدي و والدي و اسم عائلتنا ..
هالاسم الي صار علينا نقمة بدل ما نتمتع بخيرة ..
و الله لو ما اعرف جدي ريسان رجال مستقيم و يخاف الله ،
جان گلت موكلنا حرام ..

دَمعت عيونها و تذكرت ريسان و الي سواه ..
فمهما بلغت استقامته و صلاته و صومه
ما يمحن أثر السواه .. و هالاثر لاحكهم لليوم
و راح من وراه الاخضر بسعر اليابس ..

همست بـ انكسار : الله يسامحه .. و يسامحها
جده حاول تنسى و تبدي صفحه جديدة
حرام تضيع شبابك و الفرص الي تجيك
بحقد و انتقام ما يشفن الغليل و عيونك ..

صاح بـ انفعال : ، انتِ منين جبتي هاي القابلية شلون كدرتي
تتخطين و تنسين الي سوته امه بيج !
نسيتي عذاباتها و دَم عمتي ياسمين !

اتسعت عيون الجده و بجزء من الثانية امتلئت محاجرها بـ
الدموع فهو بقصد او بغير قصد صحى جروحها النايمة و الي
خلصت سنين عمرها عبث تحاول تنساهن ..
ارتمت بنفسها على القنفه الي وراها . فما عاد حيلها يتسع
لمزيد من الوجع
و دخلت بنوبة اختناق .. و وجع مضني بگلبها !
فركت صدرها و جاهدت حتى تلتقط انفاسها ..

بندم صاح -اسف جديتي ، الله ياخذني من حجيت هيج والله
مو قصدي ..
شبيج يا بعد عيني .. متوجعة من شي !؟

حاول ياخذها بحضنه لكنها مَنعته و دفعته بخفة بـ چف اديها
الي شاخت عليه عذابات السنين و طلبت منه يرحل
ويتركها تواري سوءة جروحها لوحدها ..

و هو ما اصر ، لان يعرف بنفسه تجاوز الخط الاحمر فمهما
بلغت معزته عندها ، ما يحقله يطرق باب اوصدته على
مشاعرها من عقود ..
لئلا يستفحل عليها الحقد و الكراهية و تخسر ما بنته بأيمانها
كل هالسنوات ..
مَسحت عيونها الغايرة بنص الجلد بطرف شيلتها
و شكد حاولت تصمد امام اشواقها فشلت ..
ما لكت روحها الا بخضم نحيب مكتوم و دموع لاذعة
يا ترى متى اللقاء و يه التحبهم الروح ..
ترثي فقيدتها بدموع :

بعدهن بـ الركن ضحكاتج بـ هالبيت
نارج ما طفت مستعره هاا والله
صوتج ينسمع كل ما يمرنه اسكوت
وصوتج بي صدى ينسمع مو مره
ياريت الكبر لو يفتح البيبان
حتى افتح حضن للكبر والعشره
غيابج حيل ما يرحم وچبيره النار
البگلبي الج يمكن شبه جمره
انشم ابريحتچ كل ما يهزنه الريح
لان الريح شايل روحج الخضره

::
دين

حاطه راسها بـحضني و أمسّد بخفه على شعرها
و افليلها مثل من جانت صغيرونه ..
تحب هاي الحركة تساعدها تهدأ لمن تتوتر لو تتعصب ..
احسها تتراجف جوه حضني و دموعها تجري سكته ،
و انه ما خليت سؤال ما سألته
ليش هيج حالتها ..
لا مقتعنت بـ تبرير اركان علبو مقهورة على فراكي
قبل مَدة من ردنا نتزوج اول مرة جانت تركص من الفرح ،
عجيب هسه شجاها ؟!
شالت راسها من حضني و عاينتلي بنظرة حَزينة ..

صحت : احجي يروح امج ، ليش عيونج الحلوة حزينة ؟!

همست : دِين لا تتزوجينه !؟
ابقي يمي ..

عقدت حواجبي مستفسرة : شهالحجي هذا دنيا
مو وكته ابد و لا راح يفيد بشي ..

صاحت بـ انفعال : الا وكته !
ليش ما گلتيلي مجبوره عليه و ما تحبي ؟
ليش ما گلتيلي انتِ ضحيتي علمود.....

سكتت !

احس شاطت روحي ، اني مكايله الها سبب زواجي
و ما تدري انه سويت هيج لخاطرها و حتى اطمطم ع سالفه
الولد الميت ..
اساساً هي ما تدري بي ميت !

معقولة امي حاجتها بالحقيقة و انهارت بشعور الذنب تجاهي !

عاينتلها و حثيتها تواصل حديثها الي قطعته ..
و تساءلت فيما اذا كانت سامعه شي ؟

شالت عيونها وراي شافت امي دخلت !
و اكتفت بالصمت ما حبت تكمل
كالت
تريد تنام و طلبت نطلع ثنينا من الغرفة !

اخذت امي جريتها برا و بدأت استجوبها : انتِ ليش حاجيه
لدنيا ؟

علياء و ملامح الاستغراب تعلو وجهها : شحاجية ؟

-اتقربت منها و بخفوت حجيت : انتِ كايلتها الولد مات ؟
و اني تزوجت لخاطرها !

اتسعت عيون امي و رأساً نكرت و اردفت بـحلفان يكسر
الظهر : كفيلج الله لا حاجية و لا جبتلها طاري
بس سمعت بالصدفه سوت هيج لخاطر عملة ابوج
لذلك انقهرت و استهظمت و راحت تحجي ويه اركان
و تطلب منه ما يتزوجج
بس هو الله يسلمة انطاها المقسوم و وبخها بدون ميفهم
السالفه ..

لذلك يمكن انقهرت و اخذت على خاطرها ..
و انتِ شفتينا و ماردنا نعكر مزاجج و نكسر فرحتج !

ابتسمت بسخرية و صحت : بعدج دكولين فرحتي !!

دكت علياء على راسها معربة عن نفاذ صبرها : راح تموتيني
على وكت !
شتردين انتِ فهميني ؟
بنص الخير و تتمضكين ..

رجال كامل مكمل اصل و فصل و مال وجاه
شدورين اكثر من هيج حاجيني ؟

عاجبج الفكر الي عايشه بي
عاجبج الشحططة و الركض بالعبرية
و حرشة ارباب العمل و مضايقاتهم
ما تريدين الستر فهميني !

صافنة على كلامها و احاول افهمها
معقولة اني طلعت من بطنها
شالتني تسع شهور جوه گلبها
معقولة هذهِ الي تغذيت عليها
و كبرت جوه احشائها و رضعت حليبها !

ليش ما ورثت منها هاي الصفات
القلب الجلد و القسوة و حب الملذات

ليش ما جاي احس بـ الانتماء الها
وليش مجاي تحسّ بمعاناتي
وهي شافت اركان شلون يعاملني و يعاملهم بـ نظرة دونية ..
و تعرف كلش زين هالزواج عبارة عن صفقة و تبادل منفعة !

ليش حاسبته عليه فرحة و لازم اتعايش وياه
على هذا الاساس ..

هواي حجت لدرجة نص كلامها تجاهلته
و سَديت اذاني عنه .. فالنقاش ضايع وياها
و طريقنا اني وياها بالتفاهم مسدود ..

في مكانٍ آخر. ..

-استاذ ابن اخوك برا يريد يشوفك ؟

نهض من مكتبة بفزة ، مجاي يتخيل الي سمعه للتو
صحيح ..

عاينلها بتمعّن و صاح : ابن اخوية ؟!

بـ ارتباك اجابت : أأقصصد استاذ ادم ؟!

افتر من مكتبه و صار مايعرف شنو يسوي
رجع دار بصره لـ الشاشة الكاميرات الي تعرض كل ركن من
اركان الشركة ..
و صفن بـ الشاب الي واكف وكفه اباب المكتب و منتظر منه
يدخلّه ..

جته حالة من الاختناق ، فتح ربطة عنقه كمحاولة لـ التقاط
بعض الانفاس ..
فما عاد الهواء الموجود بالغرفة يتسع لرئتيه ..
و عقله ديسافر بي لآخر لقاء جمعهم سوا
و الي انتهى بطريقة كارثية جان على وشك يفقد حياته بيها ..
فـشكد جان يملك من دهاء و مكر و عبقرية في قلب
الطاولات لصالحه ..
يبقى هـ الشاب يتفوق عليه بالقوة البدنيه و المناورات الذكية
..

قاطعه صوت السكرتيرة و هي تسأله للمرة الثالثة : استاذ
اخلي يدخل او لا ..

على مضض وافق تدخله فهو غير مستعد لخسارة هَيبته
كدامها ..

راح بخطوة سريعة جلس خلف مكتبه الفخم متظاهر
بالتماسك و اللامبالاة ..
اخذلة حُزمة من الاوراق و الي يكاد يجزم هو مدا يقراها لكنه
تظاهر بالانغماس فيها لئلا تلتقي عيونهم
و تفضح كل الاسرار المُظلمة ..
فهو يعرف كلش زين احدى مواهب ابن اخوه الي يمتلكها
بالاضافة للعبة المكاسرة الا وهي قراءة ما تضمره العيون ..

سمع وقع خطواتهِ ، و الي اشبه بالهزة الارضية بـ النسبة اله ..
مَد ايده الاخرى و فتح جرارة بهدوء يخفي بيها سلاح ابو البكرة
مخلي للطوارئ تحسباً اذا هجم على خوانيگه مثل اخر مرة
سواها ..

صاح بصوت رعبه : شيل ايدك اركان فآني مجاي الوث ايدي
بيك !؟

اتسعت عيونه و بداخله يحجي : المن جاي بعد كل هالمدة
الطويلة ...؟

و بـ غرور واضح تسائل : وجهك لو وجه الگمر ابني اخويه ، لازم
جاي تبارك لعمك بمناسبه زواجه !

ابتسم ادم بسخرية : انصحك ، انسحب فهذا الزواج راح يعجل
بنهايتك ..

امتعض من اسلوبه الفض و نهض من كُرسيه بعصبية
و تجمع كل ظلام الدنيا بمقلة عيونه !

كرر سؤاله بطريقة لخ : المن جاي !
تهدد .. ما رح يفيد
هددت مرتي ..هم مفاد !
هالمرة احسنت الاختيار شدكول ابو صخر " شدد على الاسم
الاخير"

غلّت الدم بعروك الشاب و بياض عيونه تحول للون الاحمر
فكم مرة عليه ان يأدبه حتى ما يلفظ هالاسم المحضور !

طُفر عليهِ مثل الفهد فلا احد يضاهيهِ بالسرعه
چلب بخوانيگه و عصر شرايين ركبته حتى شاهد الموت
ارتسم بداخل احداقه !

صاح و هو كاز على سنونه : ولك ناقصصص كم مرة أكلك لا
تجيب طاري صخر على لسانك يا قاتل !

امسك بيديه و بـ الف ياعلي فك روحه منه
سعل اكثر من مرة و هو يحاول يشهك حفنة هوا
بعد ما وصلّة للموت و رجع !

-مو اني كتلته ... انتَ ليش غبي مجاي تفهم

صاح الاخر و دمه محترك : لك كل الادلة تكول انتَ قتلته ..
حسبالك تخلص مني و مجنت محسب وليدي بحضني ،
خسيس

-شتريد هسه ادم ؟
اتفقنا و توصلنا لحل يرضي جميع الاطراف
جاي بـ ارضي و تتهجم عليمن !

-هاي مو ارضك بس انتَ تذكر
اني وياك و للاسف شركه بكل شي

حتى حياتك و مصيرك مشاركك بيهِ ..

و اليوم جاي و جايبلك عرض ..
جاي امنحك فرصة ذَهبية
ما اتصور بصالحك لو رفضتها ...

عقد حواجبه و صا
ح : شنوو ؟؟!

::
بعد ايام قليلة ..

سيطر نوع من الكآبة على بيتنا ، تفككت اللمة البسيطة الي
جانت تجمعنا فلا اني نفسيتي تتحمل ارجع اتشاقى و اضحك
و أفتعل المشاكل ويه علياء و لاهم الي بادروا بـ تحسين
نفسيتي فكل واحد بينا ماخذ زاوية بالبيت و صفنة تجيبه و
صفنه توديه
اما دُنيا فهذهِ بحث اخر دخلت بحالة من العزلة و بس تبجي و
كأن راح اروح للمنفى و شكد حاولت اغير مودها عجزت ..

رَن جهازي يعلن عن وصول رسالة ..
رسالة لطالما انتظرها قلبي
و لطالما احتاجيها ، رفرفت اجنحة روحي لبرهة
لكني سرعان ما اتذكرت وضعي و الي اني بي ..

-انزلي جوه اريد احاجيج؟
شيء ضروري والله

رفضت العرض و بنفس الوقت عقلي يحثني انزل و اشوف
شيريد مني ..

ارسلتله كلماتي العارية و الي تبين شكد تلعثم عقلي و
اصابعي بكتابتها ..

-كول الي تريد دكوله هنا ؟!

ضغطت ارسال و رحت افكر : بـ الله هذا جواب
شبي رايده و مستحية امداني
لو اي لو لا شبيه اتفرهدت مثل بتلات بيبي فوزية

وصل : مسج آخر و هالمرة بلغة تهديد

-انزلي دا اكلج .. و داعت جديتي ما ائذيج
بس اذا صعدت اوعدج ما يصير خير ..

هسهست بخفوت : و الله يسويها ابو راس اسطواني
و راح عقلي يتذكر شكله اخر مرة من عصبي
و شلون سحلني بتك ايد !

كتبتله - خمس دقايق بعد مع الحرص على التباعد الاجتماعي !

ادم : لازم بيج كورونا ..

-اي مال بيت ريسان الله يخلّصني منهم

-عرمة و لا ينكدر الج

-نازله ....

نزلت و هاي اول مرة تستوقفني المرايا
و اعاين لنفسي و اتأكد من شكلي اذا جان مقبول
و اشتغل عندي حسّ الندم و التفكير بمسألة اني مرأة متزوجة
و ما يجوز الي دا اسويه ..

طلعت لكيته گدامي مرتجي على سيارته
و كاشخ ذيج الكشخة ..
اشحت ببصري عنه فما اريد اقع بالحرام و لو كان بقدر نملة ..

التفتت يمين و يسار ..
و بأحساس مخيف جثم على صدري
جتفت اديه و عيوني بـ الارض : تفضل ؟!

امشي نروح لمكان نحجي !

شلت عيوني اله بصدمة : اسفة ، ما اروح وياك منا لهنا ...
كول الي تگوله هنا !

زين امشي ليغاد الناس دتباوع علينا و انتم جدد بالمنطقة ..
و بسري اكول : و اني اصبحت مرة متزوجة بعد عيني !!

مشيت ليغاد شوي و سار خلفي !

وكفت امامه و الشمس ضربت بوجهي ..
شلت ايدي بحركة اغطي عيوني الي ما عادت تستحمل
الضوه ...

قلص عيونه عليه و اخذله صفنة مدري وين ودته !

نفذ صبري و صحت : تحجي لو ارجع لبيتنا ؟!

-دين لا تتزوجين اركان ، لاخر مرة اطلبها منج !
صدگيني ايً كان السبب الي خلاج تاخذين هيج قرار
ما يستحق تضحين بنفسج هيج تضحية
انتِ ما تعرفين شنو هذا الرجال و شلون يعامل النسوان
بحياته ..

بتساؤل اجبته ؛ انت شعليك ، ليش هلگد مهتم
ان جان السبب ثأرك فاني نطيتك وعد تاخذ ثارك مني

-ابداً مو الثار ، دين اني ..

-انتَ شنو ؟! فهمني ؟

-اني ما اكدر اخليج تسوين بنفسج هيج
دا تمشين برجليج للمجهول !

اقترب خطوة و ابتعدت خطوتين للوراء
فـ ابداً ما عجبني تهربه
و لا يعجبني شخص ما يعرف شنو يريد
ادري بي يضمر شعور بداخله تجاهي
اذن ليش ما يعترف بي !!

هالشي خلآني اتعصب منه
اساساً شمتوقعه منه ؟
طرقت ابوابه مرتين و فَشلني

و شمتوقعة من نفسي و اني اساساً ارتبطت بأسم رجال آخر

و شمتوقعة من هذا اللقاء .. و من جية ادم
هل ليساعدني ؟!
و اني اهلي عجزوا يساعدوني او يهونوها عليه على الاقل !!

خَلص ماكو اي جدوى من وكفتي هنا
حملت نفسي و بلاية ما انطق كلمة استداريت و مشيت !!

حسيت بخطواته تسارعت وراي و صوته يناديني اوكف

تجاهلته !

شدني من ذراعي و جذبني نحوه
و بحركة عفويه ضربت ايده و حَذرته ما يعيدها
و يتجرأ يـلمسني !

-عوفني !

-شتردين اكلج ؟!
يا بنت الناس حسي
الاحساس اقوى تعبير من الكلام
وادري انتِ تعصبتي لان ما حجيت

لملمت شتات كبريائي و بعبثية رَديت : ما اعرف عليمن
تحجي !
و بشنو تريد احسّ كل الي اعرفه فات الاوان
مُساعدتك اجت بالوقت الضايع !!

عفته .. و سرت و دموعي جرت مخذوله !

يصيح وراي : لا عيونج و لا ريحتج فارگني
منين طلعتيلي .. خَربتي كل الي بنيته لسنين
خبلتيني ..

التفتت معصبة عليه و ما اعرف ليش عصبت !

-سد عيونك و خشمك لو شفتني !

انداريت و مشيت ..
و مثل جاهل رجعت التفتت اله و بسبابتي احذره : و لا دكول
شي بعد ..
ما راح اسمعك ..

::

رجعت بذاكرتي و اني اشهگ و ضامة راسي بحضنه و لو ادري
فرط بيه بكل سهولة
و ما كلف نفسه عناء يتمسك بيه اكثر او على القليلة يوجد فد
طريقة يخلصني بيها من العذاب المحتم الي اختاريته لنفسي
من أجلهم ..

بس ما الي احد غيرة من بعد بيبي فوزية و فاروق الله يرحمهم
..
حَسيت بحضنه يهتز ، و عرفت دا يبجي على بَچيتي ..
يمسّد على شعري بحنية و بأيده الثانيه مطوقني ..

كافي .. كافي يبعد ابوج عساني متت و لا شفتج بهالشوفه ..

شلت عيوني اله ، ضايعة و مخذوله من الدنيا و من الحظ و
البخت ..
شمعنى اني اختبر هيج تجربة ..
وين اولي بـ نفسي و بهمومي
قبل ايام حَسيت بشعور يشبه اول ل
محة امل
رفرف گلبي و لو لدقائق معدودة كدرت اسرق وقت من هذا
الزمان الي و محد يساومني عليه..

جان غلط افرح بي ادري
ويمكن هاليوم دا انال عاقبة افعالي
فـ الي مثلي خلص انتهت خُبزتها من العاطفة ..
لاني بعت نفسي .. بما فيه اجنحة قلبي
و كل زقاق بروحي صار مُلكه

قاطعني صوتها المرأة الي اسمها امي
وهي تحثني اكوم اتهيأ فـ زوجي على وَشك الوصول
و لازم أسير ايدي بأيده نحو مذبحي ..

كمت من حضن والدي و شعور البرد مغلفني
فـ الاحضان العاجزة ما تدفيك و لا تكدر تواسيك
مثل الي يدفي جذعة و رجليه متروكه بالعراء ..

مسحت دمعي و كفكفت مياه انفي
ملامحي يعتليها الخراب و مدري ليش تذكرت بيتنا القديم ..
هذا الكابوس الي يُلاحقني مثل ظل و كأن ما اكتفى
من الشفته منه ، احس اليوم ورثني بؤسه و ارتسمت دهاليزه
على محياي ..

صرخت علياء : صخام بوجهي لج خلقتيش هاي ؟
روحي غسلي وجهج !
البسي شي مرتب .. لج بدخلتج و لابسه اسود عليمن ؟
فوزيه طلعت من كبرها و ردت ماتت !!

الرجال صام صام و يفطرله على ارملة !

بشار : علياءءء ، انت شنو من ام
مجاي تشوفين حالتها ارحميها

راحتله دُنيا بدموع تحجي : خلصص بابا ، ممجبورة اختي
تعيش هالعذاب ، حررها و اتحمل نتيجة افعالك ..

محسيت الا بصوت الصفعة الي تلقّتها على وجهها
و بلحظة تحول خدها الايسّر الى دويرة حمرة !

صحت : باباااا
بعدني ما رحت ، تضربها هالشكل !

لزمت خدها و الخذلان كله تجمع بعينها ، عافتنا و راحت
لغرفتها !
جلس والدي منهك و كأن هو الي تلقى الصفعة
بس مو صفعة ايد لا فالضرب بالكلام اقوى !

ردت اروح اواسيها و اذا بـجرس الباب يرنّ
انخطف گلبي و عرفت وصلوا
رجعت عاينت لبابا بضعف و عيوني تتوسله لا تفتح !

بس ... هل نداء العيون يُسمع ؟!

امي ركضت قبلنا و فتحتله الباب جاي و وياه رَجل اكبر منه
بالسن بس علامات الراحة و العز كلها موجوده بي
لابس لبس عرب و كرهته لمن طاحت عيونه عليه يتفحصني
مثل البضاعة من فوك ليجوه !

عرفنه عليه و گال هذا خاله اخو امه و اسمه ابو حرب
و بمثابة الاب الروحي اله ..
رحبوا اهلي بي و بعدلهم شويه يشدون محرك مال طائرة و
يطيرون ..

بـ اقتضاب مبالغ حجوا ويه اهلي و استعجلوني اطلع
جرتني امي لحضنها طبعت بوسه سريعة بجبيني
وشاورتني و وصتني اكون سباعية و اخلص الامور بسرعة !
شَعرت بالاستقراف و احس قفصي الصدري حيتهشم من كثر
ما گلبي ورّم منها ..

تمشيت بـ اتجاه بابا الي اصبح كالجليد مُتصنم بمكانه
مثل الي جَته لحظة ادراك متأخرة ..
بحيث بسته يله حرك بؤبؤ عينه ..
لمحت دمعة على طارف رمشة ..
استخطيته و رجعت لعاطفتي الجيّاشة ، طلبت منه يدير باله
على نفسه و لا يشعر بالذنب تجاهي
فكل شي صار الي مقدّر و مكتوب ..

ركضت للغرفة لگيت دُنيا بارمة روحها برم باللحاف و تبجي
بنحيب حاولت و توسلت بيها تحاجيني
لكن ما شفت رد منها ..
حضنتها من ورا اللحاف و استودعتها عند ربي ..

طلعت لكيت اركان ينافخ و يتبسبس ويه خاله
كتله آني جاهزة !
عاين الي من فوك ليجوه
اومأ برأسه و اشرلي اطلع ..

امشي و راسي يلتفت كل شويه الهم
و هنا ادركت اني ودعت عالم بسيط
حتى الهموم العشتها بي بسيطة مقارنه بالعالم الخارجي و الي
منتظرني هناك ..

::

مشت بينا السيارة لـ مادري وين ..
اي والله بصراحة ماعرف وين رايحة و شنو الي منتظرني فـ
حتى اهله ما اعرفهم كل الي اعرفه عنده امه رقم واحد بدنيته و
عنده اخت كبيرة غير شقيقة
و اخت اصغر منه و خواته ثنينهم متزوجات و تحت رعايته ..

لهناك و انتبهت نظرات خاله الي بالمراية الامامية نرفزتي
فهذهِ النظرة اعرفها جيداً نظرة ازدراء نظرة استنقاص نظرة بأن
ديوصلي رسالة شعندج ضايجه و انت ليش خذتي ؟!
غير لفلوسه !!

مهتميت درت وجهي و ركزت بـ الجامة و الشوارع و اللافتات
..
فهذهِ عادة اعشقها .. اركز بتفاصيل الشوارع
بـ الازقة بالناس الي تمشي ..
الجو جان عصرية حلو و بدأ يدفه
و الشتا يودعني بـ آخر ايامه !
عَجيب هالفصل شگد احبه بس ما يحبني !
دائماً يأتيني بالنوائب ..
يحطهم بحضني و يرحل عني بلاية وداع ..
و اضل انتظره مثل عاشگة تتأمل خير بـ عودة معشوكها عسى
ان يجيني مرة محمل بفرحة تقشع غيوم گلبي ..
عسى ان ينجبر خاطري بيوم ...
مَحسيت الا توقفت السيارة امام فندق كبير و معروف بـ
بغداد !
شلت راسي ف بس بالاحلام كنت اتخيل راح افوته ..
و اليوم راح افوته و اني بأحلك كوابيسي ..

امشي و رجل تضرب بـ رجل .. احس باقيلي شوية و اتمدد
بنص العالم و اصيح ضموني عنه !
انه غبيه و مو كد هالتجربة ، و راحت عيوني تدور على مخرج
من المأزق الي آني بي !
لكن اين المفر و هذا الرجل محتام على ريحة جاهل !

احسه مجرد من المشاعر ، عيونه قاتمة و بيها قسوة كبيرة ..
فمن يوم ارتبطنا لليوم ما عاين بوجهي
ولا سمعني اطراء و لا غازلني و لا حتى احس منجذب الي ..

قطبان متنافران نحن
فلا يوجد بيننا اي قاسم مُشترك !

دَخلنه بعد ما وَدعنا خاله الغثيث و الي ما اعرف
المن جاي من الأساس !؟

ج
ِلست على طرف السرير و اطرافي ترجف ضامة ايديه بـ
حضني و عيوني بدأت تغوش ..

بسري عرفت مفعول الحبوب اشتغل ، الحمدلله هسهست !

نزع سترته و خلاها بعناية على الكُرسي !
فتح ربطة عنقه و كذلك صفطها فوك الستره
على هالحسبة يضل للصبح يصفط بهدومه
تمنيته يشوف كنتوري و هوسه الصيفي و الشتوي
و مليان تكوكه ضايعه مال جواريب !!

فتح اول دكمتين من قَميصه و آني خرطت احس
حستفرغ بنص الغرفة ..
لو لا انه راح دا يشرب مي !
و انه احس لساني لزك بسقف حلگي من الهبطة !
طلع كومة من الادوية طَشرها بـ اهمال على سطح الميز و راح
عيونه تدور على فد شي معين سَحب اكثر من حبة و تناولها و
الصمت سيد الموقف داخل هذهِ الغُرفة !

تقرب جَر الكُرسي و كعد امامي !
صُفن علية لـ فترة من الوقت و كأنه يدرسني جيداً
و اني اعاين بخوف و تساؤل و كأني مُقبلة على امتحان ما ..

آخر شي قرر يقطع سلسلة الصمت و الحديث المتبادل بين
العيون:

اركان : اول مرة انتبهلج تدرين !

بصوت مُرتجف أجبته : شلون يعني ، تزوجتني على عما
عيونك !!؟

ابتسم و اردف : حتى و انتِ بهذا الموقف لسانج عرم !

اشو تعالي .. ارد احاجيج !

هنا أَحس خلاص فقدت ثباتي و كل الاتزان الي دا اتظاهر بي
راح بالهوا و صار بح !

لاسيما و بدأت احس بتنميل اطرافي و صرت اشوف وجهه
ثنين .. و كل الي اتمناه بـ هذهِ اللحظة هو ان يبتعد عني و
ادخل بـ سبات عميق !!

لـمحته وكف و استقام ..
و صار يتقرب بـ اتجاهي

بـشق الانفس طلع حسي : الله يخليك .. بس

بس شنو گال و هو يعايلني بـ غضب ؟!
و احس وجهه صار اسود مدري يتهيألي

طفرت من مكاني و تحولّت للجهة الثانية من السرير
و رفعت ثنين اديه بالهوا : لا تقترب أكثر ارجوك ..

صاح و نظراته تلتهمني : شبيج ولج !
عَليش جاية تتعززين ؟!

لابستلي ثوب اسود
و وجهج يتجده بي شهر ليگدام !
موزين مني اعاين لوحدة مثلج ..

اخذتني الدوخة و اشتغل مفعول الدوة
لساني ثگل و مدا يعيني احجي او ادافع عن نفسي

همست : الله يخليك وخر .. انه مااكدر اسويها
اني انسحب من هذا الاتفاق !!

اطلق ضحكات بلون الشّر و أردف : آخر عمري جاهلة
تضحك على شيباتي ..

وصل ليمي و ماعندي اي مفر !

مد ايده و لمس خدي ..

أشحت بوجهي بعيد عنه ... صرخت : لا تلمسني أكلك !!

قلّص عيونه عليه مستغرب حالتي و نبرة صوتي الثگيلة !

شبيج انتِ .. شاربه شي !

اتسعت عيوني و الدموع فَيضت وجهي !

اتسعت عيونه و مدري شأخذ فكرة !

مَحسيت الا شال ايده بالهوا و بكل قوة صفعني !
شعرت بطقطقة عنقي !
و احس وصلة من وجهي طارت ويه ايده ..

لزمت وجهي اعاينله مرعوبه ..
رَجع جر شعري و جذبني اله و هو يهمس من تحت اسنانه ..
احجي ولج حقيرة ، منين تعرفين ادم !!!!!!

يتبع
#الفصل الثاني عشر -

چن حمد..
فضة عرس..
جن حمد نَرگيله
امدگدگ بمي الشذر،
ومشلّه اشليله
ياريل..
ثـگل يبويه..
اوخِل أناغيله
يمكن أناغي بحزن منغه..
و يحن الـگطه

لـ مظفر النواب

قبل 8 سنوات ..

-اوووي خرب ببليسج شگد تقرين ، ياازي عاد !

-لعد شترديني اسوي ، اعوف قرايتي و مستقبلي و أحير بـ
الحُبچيات !
شالت كتابها و تلوح بي بالهوا و بنبرة توبيخ صاحت : عايني
لهذا .. هذا يفيدج بمستقبلج
هذا الي يوصلج مو فلان و علتان و مكالمات تالي الليل ..

-دروحي شگد حقنه ، انتِ و شعاراتج الرنّانه دنشوف وين
توصلّج بعدين ، و الله لو بيج حظ طيحيلج برجال متريش ،
يصرف عليج و على اهلج
و يعيشج ملكة ..

-قصدج ابيع روحي ، ما ادري ليش احس امي دَتحاجيني !
اسمعيني شذى ، عندي امتحان عندج كلمة حلوة كوليها
ماعندج فاركي اريد ادرس .."

شذى : امنيتي اعرف هذا التاخذينه شلون شكله
شنو مواصفاته الي راح ياخذ گلب دِين و يخليها تعدل عن
تفكيرها ..

لفتها السؤال ، سَدت كتابها و أخذتلها صفنه طويلة تفكر
ابتسمت و گالت ...
هو صعب الا اذا كان يشبه حمد !

شذى بـعبوس : حمد ؟؟
ياهو هذا ؟

هزت راسها و ابتسمت ...
اردفت :
طويل ، اسمر و يشبه اهل گبل
بالنخوة و المرؤءة و الگلب الصافي
يضمني بنص گلبه حتى لو جنت مليانه اشواك ..

قهقهت شذى بضحكة سخرية و اردفت : هذا العنصر غير
متاح ببلدك ..

فتحت كتابها و بخفوت هسهست : انتِ سألتي و اني جاوبت
...

الوقت الحاضر :-

مد ايده و لمس خدي ..

أشحت بوجهي بعيد عنه ... صرخت : لا تلمسني أكلك !!

قلّص عيونه عليه مستغرب حالتي و نبرة صوتي الثگيلة !

شبيج انتِ .. شاربه شي !

اتسعت عيوني و الدموع فَيضت وجهي !

جحظت عيونه و مدري شأخذ فكرة عني

مَحسيت الا شال ايده بالهوا و بكل قوة صفعني !
شعرت بطقطقة عنقي !
و احس وصلة من وجهي طارت ويه ايده ..

لزمت وجهي اعاينله مرعوبه ..
رَجع جر شعري و جذبني اله و هو يهمس من تحت اسنانه ..
احجي ولج حقيرة ، منين تعرفين ادم !!!!!

انصدمت.. و بسري العن بروحي و بـ ادم و بالصدفة الي
جمعتني بهيج عائلة ..

رجع شدد بقبضة ايده على شعري و احس انشلعت وصلة من
راسي ..

عاينتله .. بس اهدأ ؟! و بأيدي أإشرله بـ توسل
-و الله اشرحلك كل شيء ؟

اركان : شتشرحيلي بت الزفرة !
اليوم لو أشرب من دَمج هم ما يشفى غليلي
آني شلون ما فكرت بيها وعبرت عليه ..

انتزعت نفسي من عنده بـالگوة و رحت اتخذتلي زاوية ختلت
بسدها !

صحت و احسّ نار تطلع من وَجهي :
الله يخليك بـلا ما تضرب راح افهمك
اني ما اعرفه .. انه اشتغلت عدهم فترة و بَطلّت !

ضحك و ملامحة مليانه شّر : بَطلّتي لو دزج تجسسين عليه و
تجيني بهذا الفيلم الهندي مال اختج الكح.....
و ابوج الكو....

فتحت عيوني مَصدومه ، هذا وين رايح بأفكاره !
عزه العزاني شلون ما فكرت بيها !!

مدّ ايده على حزام بنطلونه ، و آني خرطت العافية !

بـچيت فـ الدموع الشيء الوحيد الي املگه بهذهِ اللحظة

احسّ انعدمت الرؤية و اطرافي خدرت و كل قوة ما عندي !

جَر حزامة و اجه بـ اتجاهي ..
و نظراته توعدني بشيء من الجحيم ..

صرخت ضامة وجهي : الله عليك لا تسويها
و روح اخوية ماكو شي من الي ببالك
اصلاً بطلت من يمه قبل لا تصير سالفة بابا و دنيا

و قبل لا اجيك رحتله ، و ما قبل يساعدني !

احجي بسرعة و انفاسي متقطعة و أخشى لو كلامي يوصله مو
مفهوم ..

اجه وكف فوك راسي و احس بهذه اللحظة راح اموت

صاح بصوت رَجفني :
و هسه اني المفروض اصدكج ؟!
مثل ما صدگت لعبة الاختطاف
و تهديده الج و الجرح الي بخاصرتج ..هه
هذا اذا ما طلع هذا هم كلاو من كلاواتكم

رَجع شَدني من ذراعي و صرخ : لج كح... تحجين لو احجيج
بطريقتي ...

لج هذا الكوا.... تعرفين قبل كم يوم اجاني شيريد ؟!

اهز براسي و فقدت القدرة على الكلام و التبرير ..

اركان : ما تعرفين مووو !
ما تعرفين اجه ديساومني اعوفج
و يتنازل عن نسبة من اسهمه بشركتي الحالية
تعرفين معنى الرجل من يتنازل عن حقه لاجل مرة !

شنو الي يخلي الرجال يسوي هيج غير انه اكو بينكم شي مو
نظيف !

صفعني بقوة لدرجة طحت على وجهي بـ ارضية الغرفة
،حسيت ألم بعيني من قوة الضربة !

زحفت بيه ما بيه اريد اوصل للباب ..
لكنه اقوة و انشط مني بهذا النزال
فشنو المتوقع مني و اني بالعة حبوب مخدره و منومة لأجل
اخلص من عبء هذهِ الليلة ..
ركض و قطع طريقي و قرفص و هو يسألني : شصاير بيناتكم
دِين ؟
سولفيلي عن الشي الي يجمعكم اي كان
و صدگيني راح اصفح عنج ..

شلت راسي بصعوبة بالغة فصرت احسّ عنقي ما عاد يگدر
يحمله ..
همست : والله العظيم گلتلك الحقيقة
الرجل اشتغلت عنده فترة
و من صارت سالفه الخطف هددني مثل ما هدد نسوانك
گبل .. و كالي انسحبي لو اخذ روح ابنج !

ابتسم بـخبث : اااي و ليش ما گلت
يلي تعرفينه قبل !

-ما شفت داعي اكلك
و لا صارت مناسبة نحجي !

غرس اصابيعه بذراعي و جرني و كام على حيله ...

صاح بعدني مامقتنع !
بس راح انطيج فرصة تثبتيلي ...

يبتسم و هو يعاين بـ اتجاه السرير ..

هزيت رأسي رافضة ، فهاي الروح فاض بيها و حملّتها ازيد
من طاقتها ..
صحت : اني ما اكدر .. اني مريضة
اني غلطت لما وافقت على عرضك و مستعدة اعوضك بأي
طريقة الا الزواج و المعاشرة ..

اذا لمستني هسه محتمل اموت ..

بـعبوس و انفعال أجاب : هيييه لج ، استقري عاد
ششايفة نفسج !
و بعدين سوالف المسلسلات هذهِ ما يعبرن عليه

امشي گدامي يلاااا

يدفع بيه .. و گأني بَهيمة
و يرمقني بنظرات وَحشية
مستعجل و ينافخ مثل الي عنده مهمة و يحاول ينجزها
انسان لا عنده شعور لا رَغبة ، روبورت مكوك على فد سبب
واحد ...

و آني .. اني بنية دولبها الوگت
علّم عليه الزمان و اهله ..
لا عشت مثل الجهال
لا كبرت مثل الي بكبرون ..
جنت اتلاوة ويه الوكت ملاوه ..

جذبت من گلت اني ما أحسّ
و بس موت فاروق فجعني ..
اني اليوم مفجوعة بـ روحي و بقرار اتخذته على عجالة ..

انداريت لآخر مرة و احسّ كل شي بيه خذلني
بـ توسل ناجيته بأن يعفيني من هذهِ الليلة ..

قلّص عيونه عليه و يحك بلحيته مثل الي دَيفكر بشي ..

چتف اديه و صاح : تدرين لو جايتني من البداية و كايلتلي
جان نظرت بأمرج هيج .. هيج اني خذتج لسبب
فلا تتوقعين منغر بجمالج او شبابج ..

بس من بعد جية آدم لمكتبي و طلب مني اتركج
هنا نطاني دافع أكمل الي بديت بي
و انطيه ضربة اخرى ...

أقترب مني و همس يم أذاني : هسه اطمنت ابني ما راح
يصير علي شي ، دام سلاحه الوحيد امه ..

درت وجهي عليه و بـجزء من الثانية هجم عليه ..
دَفعني و انقض عليّ مثلما تنقض الذئاب على فَريستها
و شكد جاهدت .. و قاومت بالدفاع عن ما تبقى بي

فـ بصفعة من عنده حَسيته طفى عيوني !
استسلمت لنوبة اغماء ...
و رحت ابحر بعالم حالك الظلام
عالم أسير فيهِ وحدي ابحث عن نفسي الي ضاعت بهذاك
البيت ..

و صرت اشوفني اتضائل و حجمي يصغر شيء فشيء
الى ان اصبحت طفلة ذات العشرة اعوام
بملابسي المتهالكة .. و اقدامي الشبعانه تراب أثر اللعب
بالشوارع ..
و صرت اشوف ادين هذاك الشاب ..
و هي تتجول بكل شبر بجسدي الهزيل

مديت جفوف اديه الضعيفة و حاولت ابعده ..
لكني فَشلت ..
حَسيت جسمي ينسحب لفوهة ظلام كبيرة
و احسني احتضر على فراش الموت ...

تساءلت ويه نفسي : هل دا اموت؟!
احس بـألم فضيع اعتراني ..
لكني خائفة من ان افتح اجفاني و أواجههُ

اطلّقت آهآت يَتيمة
و دموع عقيمة ..
و صراخ غير مسموع ..

اريد علامة تبين بأني مازلت على قيد الحياة ..
حَسيت ارتخت عضلاتي ..
و تَبخر الشد و اختفت اللمسات ..
لكن الألم حاضر و بقوة ..

مو مهم ..
شنوخذ مني .. اني بس اريد انام

او

على سبيل الراحة اموت .

.......

في مكانٍ آخر ..

ينتظر امام منزلها بعد ما ارسل عشرات الرسائل التي لم تصل
.. فقرر انو يروح لعتبة دارها
و يعترف الها بما يثقل وجدانه ..
جان خايف .. جان يتعثر .. جان يتحسر
على مَضيعة الوقت الي ارتكبها بحق مشاعره

جان رافض فكرة انه تخلّى بلا ما يحس
تخلى عن كراهيته و حقده .. و جلّ ما يتمناه يعيش بمقلة
عيونها ..

جان يلوم نفسه على الوقت الي فرط بي و هو حاير ما يعرف
شنو يريد بس من بعد آخر لقاء وياها
و نظرة عيونها و بَحة صوتها .. عَصبيتها و انفعالها
تجاه تصرفه البارد .. عرف هي تبادله نفس الشعور
مثل الي اجاه الضوء الاخضر ..

اطلق تنهيدات متتالية فبدأ صبره ينفذ امام
انتظاره گبال شَقتهم فـ الناس بدأت ترمقه بنظرات كلها
تساؤل ..
شعنده هذا الشاب المدلل واكف امام هاي البناية ؟
فلا هيئته و لا سيارته توحي بأنه من هاي المنطقة !

زَفر اخر ذرة صبر و حمل نفسه و راح ..
فزحمة يضل واكف اباب عمارة نسوانها طابه و طالعة ..

راح ، بس گلبه ما مرتاح
چن يعرف اكو ضيجة خلك و كسرة جناح ..

ضاق نفسه .. و اشتاق لام لسان عَرم و عيون وكاح ..

::

دِين //

مغمضة عيوني و أَحس اكو ثقل على جَبيني
و حرارة تطلع من كل مسامة بجلدي ..
دايخة و أَحس بيه بعد نوم ..

فتحت عيوني مَدري الساعة شگد بس گدرت اميز الدنيا صبح
من الشمس الي مضوية اركان الغرفة ..
خَذتلي صفنة على السكف و راح عقلي يسترجع الصار
و اخر شي صار بيني و بينه ...
فَزيت من مكاني و هي طفرة من السرير و اتلمس بثوبي
بعده موجود .. لحظات و ادركت اكو ألم
أكو صخونة ... نزلت دَمعتي و عقلي رافض يصدك الصار

اتقربت بتوجس لحافة السرير، و ببطء شلت اللحاف
سقط نظري مرعوبة و آني اشاهد اثار الانتهاك ..

صرخت بصوت مسموع و نزلت على الارض الطم على صدري
..
يعني سواها ...
اختنكت .. و رحت اتقيأت كل حزني و ضياعي ..
ابجي تارة و أصفن تارة أخرى مثل الي جته لحظة ادراك
ادراك بأنه خسر بمعركة و نوخذ أعز شي منه كغنيمة ..
جسمي مكسّر و نفسيتي تقطعت لأوصال ..
لطمت على وجههي ، ملشت شعري مثل ام فقدت ضناها ..
اي هاي اني ف
قدت نفسي بأبشع طريقه ..
مرتجية على البانيو و احلق بعيوني بأرجاء الحمام
و كل شوية تراودني فكرة بأن انهي حياتي بطريقة ما
جنت بعراك ما بين رجاحة عقلي و براثن الشيطان

و راج يجَمّلي الموت و يصورلياه كـ مرهم لجروحي
بلعت ريگي .. و تعوذت منه !

و على طاري الشيطان سمعت انفتح الباب !
و دَخل هذا الحقير ..
انتفضت من مكاني و أحس عميت بغضب روحي
طلعت من الحمام و توالت هجماتي عليه
سَبيته و غلطت عليه ..
و ضربته لكنه امسك بمعاصم يديَّ و صرخ في وجهي

-اهدئي و خلينا نتفاهم

-انت واحد حقير شلون تسوي بيه هيج
لك بس رجلك ما بستها و كتلك اعفيني !

-شعفيج بويه ، بعقلج شي
ترى انتِ مرتي و ما غصبتج على شي
متفقين و ماشين حسب الخطة
انتِ الي تبدلّت احوالج بلحظة ..

دين :- غبية .. اعترف اتخذت قرار بتهوّر
ما حسبت حساب هيج !
اتوسلت بيك ، شرحتلك آني مريضة
بس انتَ ماشيت حقدك و افكارك
و دَخلتني بـ لعبة مو لعبتي !

عصر ايديه و حجه بـلغة تهديد : لا تصيحين و خلينا نتفاهم لا و
روح ابويه صوتج اكتمة للابد فهمتي لولا!

سَكتت مو خوفاً انما ازدراءً للوضعية كلها
فبعد الي صار بيه ما اتوقع عندي شيء اخاف عليه

نفض ايدي .. وراح يتمشى بـ اتجاه كُرسي مركون اشبه
بأمنياتي ..
فتح دگمة سترته ..
استراح و حط رجل على رجل ..

و آني .. واكفة كالذليل
فما عندي شي استريح عليه
و نار الدنيا كلها مسوية حفلة بـ روحي

صافن عليهِ و يجر بدخان جگارته
و ينفث النفس بـطريقة عَبثية :
اخيراً نطق :

أسمعيني دِين .. انه رجال آخر همي النسوان
كلشي بالحياة جَربته و اكو شغلات تحديتها للموت
الا النسوان .. ما عندي اسهل من فوتتهن و طلعتهن من
حياتي ..
و اعتقد هالشي خلاني اوصل الي أوصلّة ..
ماعرف انتِ عليمن مسوية هاي الزوبعة ، عندج علم كم وحدة
تتمنى تكون بمكانج اليوم ..

لج غَبية .. استوعبي الي صار
اسمج ارتبط بأسمي و راح اصدق زواجنا بالمحكمة شرط
تجيبيلي جاهل ..

ضحكت بسخرية و اردفت : هو المثلك و شايل هالغرور
و العنجهية شيسوي بالجاهل !
الابوة يرادلها حنية ، عطف هشاشة قلب
و أنتَ قلبك حجر !
و الا شلووون ......

بعبوس أجاب : شلون شنو ؟

-ولا شي !

صرخ : تحجين لا اترس حلگج بارود !

همست بخفوت : انت قتلت طفل ..
و الادهى من هذا قتلت اخوك ..

رَجع ظهرة للكرسي و بادر بحرق جگارة اخرى

-وان يكن ، ترى القتل عدنا عادة !
حجي ريسان الكل تحلف بصلاته و مات و اثر دم بركبته !

اتسعت عيوني ممصدگه الي سمعته اذاني ..

ششنو ؟! لا اكيد تشاقى .. فدوة گول انت تشاقى

اطلق ضحكات ممتتالية و عيونه امتلئن بالدموع ..

شاف وجهي المرعوب و قرر يتوقف عن مزاحه ..

صاح : مو أكولج غبية هالصدكتي بساع !

كام وكف و اقترب مني ..
خفضت بصري لئلا يشاهد الخوف الي تجمع بمقلة عيوني ،
رصيت قبضتي يدي على أمل احتمل قُربة
الي يوصلّني للهلاك ..

همس : لا تصدكين خرافات آدم
فهو انسان مريض ، و عقلة ضرب من مات ابنه و شردت
مرته !
انسان سايكو يعلق فَشله باحتواء مصيبته على شماعة
نجاحي ..

و آني رجل يهوى الرقص على جروح اعداءه ..

بعبوس تساءلت : عدوك !؟
هذا ابن اخوك مو صح ..

هز رأسه بعلامة نفي وكال : تؤ .. انه ماعندي غير اخت وحدة ..

مد ايده و رفع حنكي و اني معدتي تلوب من لَمسته
عرفت المعنى الحرفي للاستقراف ..

همس : لا تشوفين نفسج فرد شي
اذا حبلتي هالشهر وعد مني ما اجيسج بعد ..

بس اذا اخفقتي ، هنا عذريني احتمال نكرر التجربة !
ابعدت وجهي عنه و اندفعت بنفسي ليوره !

همست : الله يخليك اتركني
على الاقل بس اليوم .. خليني ارتاح احس بروحي مريضة

باوعلي بصفنه طويلة و اومأ براسه و كال : يجرالج .

عافني و طلع ..
اصارع جروحي ..
و افكاري و المصايب الي جايتني تهلهل ..
و ضلّت جملته مال القتل عادة تفتر بأروقة دَماغي
و أعترف خفت ..
فآني انسانه مثلمة مثل زجاجة عتيقة و لا بيه كمشة ايد
تعبانه و مـشيت بدرب وعر بس الله يستر منه ..

عاينت للفراش و رحت كففت ذاك الاثر
و دخلت جوه المي .. اغسل ذنوبي و الي اقترفته بحق نفسي ..
رَحت اجلف نفسي بكل قوة و ادس اظافري بـ جلدي
مثل الي يريد ينتزع كل جسم غريب عالق بي .

و هيج .. مرت الايام
شمرني ابيت من بيوته و هو راح مدري وين هج ..
و الحمدلله انه هج !
عشت عُزلة رَهيبة اغلقت جوالي من اول يوم صار الي صار و
امتنعت عن الاحتكاك بأي بشر و اعرف هسه اهلي بحالة
انتظار و قلق لكن وضعي ما يسمع احاجيهم
فالمشاعر السلبية و شعور الكراهية جاثم على صدري و لا اريد
يوصلّهم شعوري ..
اي هاي آني تعودت ادوس على نفسي
و اچملها فوق طاقتها في سبيل راحتهم

اما اركان فبعد هذيج الصبحية ما اجه و لا شفت طوله
الى ان طرق بابي و قرر ياخذني اتعرف على اهله ..

و بالرغم من امتناعي و نفسيتي المزفته إصر
و ارغمني ولازم امه تشوفني و ابوس اديها و اتبارك بيها
بس العجيب انه كالي امي شتحجي تسكتين
مهما كانت ردة فعلها ..

هنا اشتغل عندي جهاز الانذار ، يعني امه مبين مراح ت
رضى
بيه بس اني ممجبورة اتحمل التحجي و اسكت
بلكي داست ابطني؟

تساءلت : شنو امك مخليه معايير معينة لزوجتك المستقبلية
!
و خايف تشوفني و تنصدم ؟!

ببرود أجاب : شي أكيد ..
فآني و انتِ شنو القاسم الي بيناتنا
لا انتِ من ثوبي و لا تلوگيلي
وحقها لو حجت هذهِ أم و تتمنى تشوف وحيدها
ياخذله وحده من مستواه على القليلة وحده مثل امه ..
يتكشخ بيها گدام رَبعه و ناسه ، بس انتِ ...؟

جَتفت ايديه و أحس ضربني بالصميم ، تظاهرت بـ اللامبالاة و
حجيت : مو ملاحظ نفسك هواي تماديت بـ جرحي ، بالاذلال و
الاهانة ..

و انه تعلّمت ارد الاهانة كلش زين لصاحبها و اچملها بعد ،
بس اني لهنا دا اكول انتَ صرت زوجي
احترمك و احاول اسكت عن كل الي دكوله بلكي اكسّر عينك ،
كولة بيبي فوزية ..

صمت لفكرة و عيونه تدرسني ..
يمكن حسّ كم هو جاحد بمعاملتي اله
و بدل ما يقدم فد اعتذار
لكيته يصيح و هو ممتعض : اهووو لا تحجين هواي
اني ليش اكره النسوان لان ينكنكن و ياخذن بالسالفة و يجيبن
..

صحت : بس اني ما حجيت شيء ، انت الي جنت تحجي
و من دق الباب سمع الجواب .

مد ذراعة و شد صفحة شعري و من ينفعل احسّ وجهه
يتحول لونه اسود .

صرخ ؛- حسّج ما يعلى عليه
تربية الدرابين الضيگة و البيوت التعبانه انسيها !
عُرفي شلون تحجين لا ارجع اربيج لان الظاهر امج الخدامة
بالبيوت ما عرفت تربيج ..

هَدني .. بنترة
عدل وكفته و رَتب سترته ..

شديت قَبضة اديه واحس غليان كُمت اغلي
علّيت نبرة صوتي و بلهجة تحذيرية هددته : امي لا تجيب
طاريها على لسانك ..
امي هذا شغلها مو عيب لو شالت وسخ ناس ماعرفوا
يشيلون وسخهم !
امي وكلت ناس لگمة نظيفة و جاهدت حتى تبيض وجوه
نسوانكم بعزايمكم !
شيء اكيد امي مارادت تصير خدامه ، شي اكيد جانت تحلم
تصير مثلكم بس كلمن يمد رجليه على گد غطاه !

انت يا باشا عبالك تذلّني لو كلت اني بنت الدرابين الضيگة و
امي جانت تخدم بالبيوت وابوي يشتغل عندك

لا .. ابداً تكون غلطان لو فكرت هيج
انه فخورة بيهم على هذا وضعهم
و لو الله ينطيني حرية اختيار اهلي هم جان اختاريتهم ..

هاي اخر مرة احذرك و لا عبالك من تضربني راح اختل
و اخاف .. لو تكتلني كتلة موت لو تسويني وصل
ما اسكت على اهانة اهلي !

و مثل ما اني عندي شغلات بحياتي تكسر مجاذيفي
ترى انتَ عندك بعد و أكثر مني ، انت بنفسك گلت
ماكو مرأة سمعت بماضيك و بلاويك و قبلت.

اقترب مني و عيونه تهدد بـ شر
لكني سبحان الله ما عدت اخاف
وكل دقيقة تمر علّيه و اني يمه ينسلخ مني الخوف

همس : راح اعديها الج
اكول زعطوطة و ما تفهم
يعني بمزاجي ، بس و غلات تسّواهن
عيديها مرة لخ و جربي تتناطحين وياي، لو تخلين راسج براسي
احط طلقة براسج و اكتمج للابد ..

امشي ولي من خلقتي و حضري نفسج اجيج فد ساعة
نروح لاهلي و بس الله يعيني على هذا البلاء الي جبته لروحي ..

راح و سَد الباب بقوة و انه غَميته و دعيت الله يخلصني منه ،
بس شلون ؟! و لگيتني اتلّمس ببطني
اي لازم اصير حامل لو بيدي هسه اصير حامل و اجيب ابنه و
انطي اله و يفكني منه للابد ..

وبدل ما ادعي الله ، ادعي الله يرزقني بجاهل
طفل يخلّصني من هالعذاب ..
يال سخرية القدر من يكون مَصيرك بيد جنين لم يخلق بعد .

::

اجاني بسيارة حجي شاكر
صاعد ليكدام و انه صعدت ليوره .. و مثل كل مرة سولّتي
ادقق بالشوارع بالمارّة .. بالارصفة اليتيمة
و انسى اركز وين وصلت بينا السيارة ..
فززني صوته و هو يوجهني ..

اركان : راح نوصل ، كلام هواي ما حبه
الي بيني و بينج ما يطلّع ، شلون صارت القسمة
حجايتين مو اكثر بنت موظف عنده بالشركه

باقي الامور اتركيها الي ..

بعدين التفت صفن بوجهي لحظات بعدها كال :
ملابسج ما تعجبني .. عودين اوصي ايفان ترتب جهرتج

رفعت حاجبي و ردت اهلهل لوما جتني خزرة تحذيرية من
عنده ..

دار وجهه سكت و بعدين گال : نسابتنا دائماً عدنا
فكوني ثگيله .. مراعية .. و حجاياتج موزونه
رعونتج و لسانج الفالت ابلعيه ..
ما اريد تالي عمري اتعيّر بمرة ..

زفرت انفاسي بنفاذ صبر و بلّشت افور من تعليماته ..

وصلنه أَخيراً لمنطقتهم و للقصر الي يسمونا بيتهم
و بدأت المقارنات تشتغل داخل عقلي ما بين بيوتنا و بيوتهم
..
اخفضت بصري و تعوذت من شيطاني فمو من طبعي احسد
ناس الله رزقهم ..

نزل هو و نزلت وراه امشي و أتلفت و احس وجودي كلش
غلط بهذا العالم ..
و أجهل تماماً الي منتظرني لكني متأملة خَير بأمه لان اني
عندي عادة احب النسوان الكبار بالعمر و احس وجودهم بركة
بالبيت و اعشق سوالفهن مال گبل
لو من يذبلهن شطر دارمي و نكعد ثنيناتنا نتباجى ..

اخذتني رجليه بلا ما احسّ لبابهم
دخل اركان و جذبني من ايدي ..

و شكد حاولت امنع نفسي من استراق النظر للبيت مكدرت..
جان واسع و مرتب بشكل بس احسّه بارد و يفتقر للدفو

ديلا على اساس بيتنا شلون جان دافي ..

دخلت لصالة طولانية بيها جلسة عربية بفخامة ..
كاعدة بيها مرة عجوز سبعينيه و لافه شيلتها بطريقة العمامة
مع دنبوس كبير بجا
نبها يتدلى منها حجر فيروز !

اول ما لمحت ابنها دَخل ، كامت على حيله متكأة على عكاز ..

صاحت : هلا .. يبعد بيتي ..

مشى بـ اتجاهها بخطوة سريعة و اخذها بحضنه باسها بقوة و
باس اديناتها الموشومة برسومات مخضرة

تعجبت ، معقولة اركان عنده عاطفة ؟
لو حب الام شيء بديهي يولد بالفطرة ..

بعد احضان و سلام حار انتبهت الي
تجعد جبينها و اختفى بريق عيونها

صاحت : منهو هاي ؟

عاينت لاركان الي جَبينه صار يتصبب عرق
و بتلعثم واضح اجاب : هذهِ مرتي يمة !

صرخت : و غُمةةة !!

بسري گلت : انه اخوك ، انعلست لعد و بعد بيتي قبل شوية ..

احسها كامت ترجف و حلكها نشف صاحت : ولك سويتها..
تزوجتلك فرخة و جايبها الي

رجعت تعاين الي و تتفحصني نوب ردت كالت : هي هاي
جيبتك الي ؟!

جنها قمچي و تريد تموت !!!

صحت : حجية والله مابيه شي صحتي عال العال

خزرني اركان و هي عاطت : چب حسج ما اسمعه
فوكاها عرمة و لسان

ضميت شفايفي و دنكت و بسري اكول : هو اني شحجيت ؟

السؤال الي دائماً يراودني بعد كل جملة احجيها و تطيح
مصيبة بسببها !

كعدت على حيله و دكت على صدرها و اشكال النعاوي
و الدعاوي علبو شلون عرسّ بلا ما يشورها
و لا تمشي بمشيته و لا تختارله العروس الي تشوفها مناسبة
الها و الهم ..
وكل شوية تلتفت الي و تطحني بطن تنمر
ابو الزمير
الصفرة
جنها جني ..
اخر وحدة حبيتها ، ياريت انگلب جني و اسودنكم و أخلي
طشّاركم مالي والي ..

اي اني ما سكتت الها ، اذا هي تسواهن
فآني اتحداهن .. بس بگلبي
فما تجرأت انطق كلمة ، جنت مستلمتها بداخلي !

أشرلي اركان بـ حاجبه بمعنى تعاي اوكعي عليها

انافخ و بداخلي اصيح اللهم طولج يا روح ..
رحت عودين اطيح عليها و ابوسها
اشو هاي نطتني دَفعة بعكازتها زرفت صدري ..

صرخت متألمة و افرك بالمكان ..

ومن حلاة روحي صيحت : خالة شبيج ما دكوليلي عليش
زعلانه ..
شنو هو جاهل و تختاريله عروس

هنا احس اقترفت كارثة كونية هو خزرني و يعضلي شفه
وهي تولّتني غلط و فشار بأحلامي ما سامعته ..

اعترف كلش استهضمت و بسري اندعي كون تطلّكني منه و
يتفركش كل شي ..

هو صرخ بيها صوت : يماا اسكتي و اني افهمج
ترا البيه مكفيني !!

صاحت بتشفي : ادري وينه ابن بشِيرة عنك
ما فركش هالزيجة الطايح حظها
لو عافك عبنها سالفة سگط من ساسها

و هسه تلگي فطَيم محنية اديها

اخ يا كسرتي ريسان تعال شوف ابنك شصخم بينا

وكف يرعد من العصبية و دفر المندر الي گدامة
اجه جرني و سحبني وراه يسب و يلعن و يكفر

شگد حقدت عليه ، زنديق و ماعنده اي مخافة لرب العالمين
صعدني لغرفته دفعني بقوة لدرجة تعثرت و ردت اوكع كدامه

صرخ بوجهي : لج بنت الكلب مو كتلج لسانج ابلعيه هااه انتِ
ليش ما تسمعين الكلام

اشرتله بأديه بمعنى بس على كيفك و هو اني شگلت

اقترب مني و عيونه تطلق لهيب احمر : شكلتي هااه .. شگلتي

ولج منو هاي التتجرأ ترادد تسواهن
لا ضرتها سوتها
و لا ابنها و لا بناتها
تجين انتِ حشرة صعلوكة توكفين بوجهها و تعصبيها

صرخت فما عاد بيه اتحمل : هيييه ، بسك عاد
ما تستحي على شيبتك حجاية والثانية تسب و تكفر و تغلط

ادري شسويت سبيت العنب الاسود
تتنمر عليه و ضربتني بعكازها

شتريد مني اكلها رحم الله والديج ما قصرتي !

بعدين اذا هلكد شايفني صغيره بعينك شكو كاتل نفسك
تخلف مني جاهل

اذا اني صعلوكة و نكرة شلون ترضى عالبطن يكبرلك بيها
جاهل هاااه ؟؟!

فتح عيونه و شال ايده بالهواء
وراحت عيني تتبع الصفعة الي سقطت على فص عيني
الايسر

احس انزرف گلبي من الوجع .. صرخت بكل ما بي
عييييني
عيييني انشلعت الله لايوفقك !!!

في مكانٍ آخر ..

-اروحلك فدوة يا جدة لا تسوي بروحك هيج ، مو قسمتك
وليدي افهم

-اخذها ... الناقص اخذها برمشة عين
كله صوجي اني السبب
جتني اول مرة و كسرتها
صوجي رحت حليتها زيادة بعينه
اني قدمتها اله ... اني اني

-ولك جده يازي عاد كافي تدك على صدرك
يمااا الولد راح يروح !!

-جده ابوس ايدج خلصيها منه
انه مو كفو ، انه دفعتها بأيدي للنار
شلون فاتتني و رَحتله اطلب منه يتركها
ولج جده بأيدي نطيته سلاح و كتله أكتلني ..

-اوف يمه ، يا عذاب گلبج يا فطيم
حتى حرثتج طلعت عليج
يا من تعب و يامن شگا و يا من على الحاضر لگه ...

::

دِين ...

يومين مروا عليه اشبه بلي عايش بحفرة ظلمة
فالجزء الايسر من وجهي مضبّر و ممنوع عليه اشوف الضوء
بعد الضربة الي اكلتها تأذت عيني و صار بيها نزيف شعيري
و محتمل يضعف بصري و هاي اول بوادر زواجي الميمون
و تذكرت الصور الي راوانياهم ادم لنساء اركان و شلون انتهى
بيهن المطاف
بجروح و ندوب عقلية و جسمانية ..

هو من جابني من الدكتور ما صعدلي
و وصه عاملة عدهم تصعدلي الوجبة و احتياجاتي
و الادوية اني اشربها ..
و منع خواته من الزيارة حالياً تحت اي ظرف
لان ما يريد يشوفن ما اقترفته يداه
فنص وجهي اكتسب اللون الازرق ..

صافنه على شُباك بلكونه مُطله على الشارع
و من بعيد بأستطاعتك تشوف شويه من النهر
المنطقة راقية و بي
نه يطمني عنهم
و يطمنهم عني ..
جردني من كل شيء
من عالمي و اهلي من طَبعي
من كلامي .. و خايفه بعد شنو اخسر بعشرتي وياه

مجنت اتخيل هذا راح يكون حالي
و هذا الرجال الي راح ارتبط بي
جنت اتخيل روحي اخذ حمد ..
حمد الي شالت حبه بنت وياها للممات
شنو من حمد الي حبته هيج حب ..
تالي اجاني القطار
و حمد ما اجه ..
وينه طير الكطا يدورلّي عليه

نزلت دمعتي .. على احلامي الي دفنتها بأيدي
و هناك سقطت عيوني عليها !!
رجف گلبي .. معقولة الي داشوفه صدك لو حلم

حجية فطيم ،؟
شجابها لهنا ؟
#الفصل الثالث عشر

*ملاحظة كل مشهد كُتب في هذا الفصل هو حقيقي لم يتم
التلاعب بهِ
فقط اضفت بعض اللمسات التي لا تُغير جوهر المشهد .

مو حزن لكن حزين
مثل ما تنگطع جوّا المطر
شدّة ياسمين

لـ مظفر النواب.

قبل عقود مَضت ..

-روحي خيه التحجينه هذا حرام
الله ياخذ و الله ينطي المرحومة ياهو مالتها
ما اكتفيتي منها بـ الگبور و ما ارتاحت منج !

-احب على رجليچ خيه ، اي انه غلطت عماني الحب و غيرتي
على رجلي و ماجنت اظن راح يچتلها
انه استاهل الموت بس لا تعابوني بخلفتي
كل واحد احطة مثل فلگة گمر و بنيتچ تجي تچتله بالمهد ..

فطيم انتِ ام و جربتي لوعة الضنا
وج انه دفنت سته جوه التراب ...

فطيم - وحدي الله يا مرة شهالحجي هذا ؟
انتِ انسانه مؤمنه و الماتو ذول مو قسمتج خية
بعدج بحيلج و تجيبين بكدهم مرتين ..

انهارت تسواهن و نزلت تبوس رجلين ضَرتها بأن تسامحها و
تصفح عنها و بقلب أُم ملچومة تريد
حگ اولادها السته و الي كل ظنها بأن اختهم المرحومة قتلتهم
وهم بالمهد انتقاماً لروحها التي سلبت منها ظلماً و بهتاناً .

فطيم و هي تنزل لمستواها شدت ذراعها و ساعدها على
النهوض ..
-بسج خية التسوينه بروحج حرام
خلي عينج بعين الله ..

تسواهن - خلي عينج بعيني انت و كولي مسامحتج
انه ادري لو سامحتيني يا فطيم يركد بحضني جاهل

-الله الي يسامح خيه .
انه منو ؟ انه عبدة ذليلة راح دم بنيتها عزيزته هدر
شلون ترديني اسامحج و انتِ بيدج ودتيها لمنيتها

اتسعت عيون المرأة القوية ، كفكفت دموع الذل
و خلعت قناع بؤسها !

حطَت عيونها بعين ضرتها و بـ تحدي صاحت : و حك دم
السته الخذتهم بنتج المسودنه ..
اضل وراج وراج لحد ما ادفن تارثتج كلها جوه التراب.

اطلقت فطيم ابتسامة هادئة بعدين گالت : اي هَيج من الاول
طلعي بوجهج الثاني ..
حاقدة و گلبج اسود
روحي و اعلى ما بخيلج اركبي ما خاف منج انه دام تارثتي جوه
ايد ابو خيمة الزركه ..
وثار بنيتي لاحكج للموت ..

......

الوقت الحاضر :-

اعاين الها و ممصدكه الي اشوفه و مَدري ليش فرحت
لشوفتها ، فدوة لهذا الكوستم النيلي و الربطة المشدودة من
النص جنها كليجة امي ..
تمشي حانية ظهرها و مبين على هالظهر تكسّرت بلاوي و
ضيم و قهر ..

احسّ بـ راحة عَجيبة من اشوفها رغم عدد المرات الي التقيت
بيها قليلات بس حسيت شكد يهمها امري،

مستغربة من جيتها و خصوصاً تسواهن ضرتها و بينهم و بين
اركان عداوة و راح عقلي يفسّر و يحلل
معقولة جتي تشوفني ؟!
او دزها حتى تشوفني ...

وَبخت نفسي على تفكيري و ليش افكر بي اصلاً
مو هو الي دفعني للنار بأيده و عَجل بحرقي
لفضت افكاري عنه و رحت ..

بَدلت بسرعة نفنوف مرتب و مَشطت شعري الي مشاف
المشط من ايام و طلعت اريد اتلگاها و اسلم عليها ..

نزلت اول بايتين و تلگتني العاملة سَدت الطريق عليه
و كالت : ماما يكول لا تنزلين !

رفعت حاجبي متخوصرة : و ماما ياهو مالتها بيه
وخري حبيبتي خل اشوف ضرت عمتي و اقوم بالواجب ..

كملت دَربي و توجهت لغرفة الضيوف ، لكيتها جالسة بحيرة و
كدامها ضيافة ما لمستها و جفوف ايديها بحضنها ..

بلهفة يَتيم ركضت بأتجاهها و هي لَبت ندائي بـاحساس أم و
فتحتلي ذراعاتها على مصراعيها
ضميت وجهي بحضنها و هي لفتني لف و همست بنحيب ..
-عمت عيني عليج حبوبة ، هاي شمسوين بيج الما يخافون
الله ..

دَمعتي مو رخيصه بس هالمرأة عَجيبة كلشي يهون داخل
حضنها و لگيتني اناشغ و اسولفلها الصار بسرعة بسرعة قبل
لا تجي غراب البين ..

طَبعاً ما ذكرتلها روحة ادم الي صارت بلاء على راسي
و ماردت اچمل همومها ، مسحت دمع عيني اليمنى بسبابتها
الخشنة و همست : بسج بنيتي .. بسج حبوبة لا تجي و تشوفج
لابده بحضني و يشتغل عدها حسّ المؤامرة ..

جرت جف ايدي و خلّت رقم مكتوب بورقه و گالت اتصلي بيه
وقت فراغج و كون رجلج ما موجود

اخذت الرقم ضَميته بفتحة نفنوفي من فوگ (حركة تعلمتها
من امي) أومأت براسي موافقه و وعدتها اتصل ..

صاح صوتها من وراي رَعبني : بيمن تتصلين يالصُفيرة ؟

تلعثمت و ضاعت علومي عاد حجية فَطيم انقذت الموقف
من كالتلها : بيمن يعني تتصل برجلها يشوفلها چارة لعيونها
خما ضل مضبره هيج !

تسواهن :- ما يطكها عرج !

شلونج فطَيّم عاش من شافج حبيبة ؟!

-الحمدلله خيّة ، جيت ابارك لاركان ..
و اشوف عروسته و اقوم بالواجب !

تسواهن بعدم اقتناع :- والله زمن صرتي تعرفين الواجب يم
يوسف .. و تذكرين شريچتج بجية

بعدين لوما مكلفة رويحتج ، هيج هيج هالفرخة ما تضل عدنا
يطلكها و انه ازوجة ست البنات ..

فطيم : افاااا ما مَرجية منج هاي الحجاية ، علاش تطلكيها منه
اشو صغيرة و تگل للفلك ولك ..

تسواهن و هي تضرب عكازها بـ الارض بعلامة غضب : فلك
فلكها من يوم الدشت الرجال هج من البيت ..

فطيم و
هي تعوج حلكها : على يا مال اشو كاتل الفرخة كتلة
موت فوكاها هو الزعلان و ما يلفي ع البيت ..

اعاين الهن وحدة ترفع و حدة تكبس و لو اعوفهن بعد خمس
دقايق تصير مالش من الروس ..
قررت انهي هذهِ المساجلة و ادخل بـ النص

صحت : خالة تسواهن اسويلج كهوة بلكي يتعدل مزاجج شويه
لان مبين مكعديج من النوم قبل وكت و روحج واصلة لخشمج.
.

اتسعت عيونها و الشعواط طلع من اذانها صاحت : جعل
يطلعون روحج من خشمج يالقمجي ..
امشي ولي من خلقتي يلااا

طأطأت راسها فطيم بـ اسف فهي تعرف تماماً بما راح يحل
على رأسي ..

مشيت وصاحت وراي قبل لا اطلع : اوكفي حبوبة
هذا نكوط عرسج ..

اعاين فتحت جزدانها و اخرجت سوار كلش حلو
طلبت امد ايدي ، لبستنياه و بوستني

كالت : ارفع الزحمة اني ...
وراي درب طويل و السايق ينتظرني

تسواهن : بعد وكت خية ، ضلّي تعللي يمنا ، صار زمن ما
شفناج ..

صاحت و هي مستعده للرحيل : انه اجيت اسوي الواجب يم
اركان عبنج ما قصرتي و جيتي بفاتحة صخر ..

من كالت صخر انمرد گلبي و احس كلامهن مليان شد و عت و
بسامير و حَسيت ذني وراهن قصة چبيرة ، شكد جانوا
يجاملون بعض بس العيون تضمر حقد و كراهية و بفضولي
الارعن الي ما ابطل منه صَممت اعرف شوراهن على الاقل
اسلي نفسي احسن مما مكابلة النافذة و اعاين للشارع الي
محد يتجرأ يفوت بي ..

راحت فطيم و هي توصيها عليه و دكللها هالله .. هالله بالبنية
عروس و مضبرة هيج ياهو الي يرضاها.
لكن عبث فهذهِ العجيز مناوية تجيبها البر و كرهتني من اللحظة
الاولى الي شافتني ويه ابنها .
اخذتلي صفنة اتذكر حوشنا القديم و اني لابده بسد بيبي
فوزية و كل شوية تمد ايديها بجيب نفنوفها الموَرد و
تناوشني جكليته لو حامض حلو ..
لو تسولفلي فد سالوفة ورباطها چبير ..

فززتني بصوتها العالي :- شعندج بعدج واكفة
امشي ولي من جدامي لا بارك الله بخلقتج ..

تركتها تدردم و صعدت لغرفتي ..
احس بملل و كآبة و اشتياق لاهلي
احس الي مثلي ممتعودة تنحبس و تضل بالبيت اني مثل
الطير كل يوم احط بمكان ...

طلعت رقم حجية فطيم و افكر يا ترى شتريد مني ؟
و معقولة يكون سبب جيتها اني او دَ تحذرني من فد شي !

كعدت و اليأس فاض بيه ، قررت اخيراً افتح جوالي
بعد ما لگيت روحه طالعه خليته على الشحن و بدا يُمطر
اشعارات من امي و ابويه و دُنيا
و من رقم مجهول ، يرسلي مقاطع من اغنية محمد عبد الجبار
!
ضحكت و الله بطران الاخ و عايش بالعالم الموازي ..

اخر شي سقط نظري و رجف گلبي من لمحت اسمه
بين الاسماء..
ادم مع كومة رسائل راسلها من ايام اكثرها لازم نحجي !
اني اسف ..
دين لا تخربين حياتج
لا تتزوجينه ..
اتزوجتي !
خليتي يلمسج مو ...
غبيه !
و ربج ما اعوفج ...
اخرها .. بسيطة بأحلامج اخليج تخلفين منه !

رسائله عبارة عن ندم ممزوج بيأس و تهديد بقلّة حيلة !
مَحسيت الا دموعي جرت .. دموع منهكة ماعرف عليش جاي
تنزل ؟!

معقولة اني حَبيته ؟!
هه ، معقولة طحت بهيج نگره و هيج مشاعر معقدة !
اني لحد الان مجاي اعرف ليش دا اتأثر بكلامه
وليش مقهورة و ليش اعمق نقطة بداخلي تمنّت لو مد ايده و
انتشلني !

بس هيهات .. اني ما اصدك
منو يكول ما تكون هذهِ لعبة من العابة ويه اركان
يريد يكسره بيه ، او يذلّة على سبيل المثال
ممكن شاف التهديد و الثأر مجاب نتيجة وياي
جرب يستخدم اسلوب التأثير على المشاعر ..
احس راسي حينفجر من كثر التفكير
لزمت رسائله و حذفتهم كلهم ..
و نطيته حضر !

خزنت رقم حجية فطيم بأسم وهمي و تلفت الورقة
و قررت خلص لازم اطلع و اروح اشوف اهلي
او اجوب الشوارع او اي كان
شي يطلعني من الحالة الاني بيها ..
لان داحس اني بحالة جهاد وية نفسي
حرب افكار داخلية لا تنتهي ..

في مكانٍ آخر :-

-دَبرلي حل !
انتَ مو دكتور ... اذا ما اشربه راح اموت
دا اجاهد نفسي جهاااد ...

-استاذ تخيل معدتك الآن بگد حبة الحمص
راح تنهيها لو شربت !
و انت رافض العلاج بنفس الوقت ..

-تعرف ليش رافض العلاج ، و ادري ما عندي وقت ..
شكد اشتريت شغلات بحياتي الا روحي عاجز اشتريها
و الشيء الوحيد الي ينَسيني الي اقترفته ما جاي أكدر اخذه ..

اخر شي جنت اتوقعه .. نهايتي تكون هيج سهلة و ما بيها
تحدي ، الرجل الي الارض تخاف من يمشي عليها
صار يستجدي قطرة تروي ضمأ عجزة و ما يحصلها
راح يروح الذيب و يتركها للجلاب الضالّة ..

-استاذ الاعمار بيد الله ..
لكن الحذر واجب .. الشرب ممكن على لحظة يقتلك !

———————

دين //

وصلت لأهلي ..
عاينت بعتبة الباب و شفت احذيتهم كلهم موجودة
تنهدت بأرتياح يعني كلهم بـ البيت و راح اشوفهم

ضغطت ع الجرس و بعد لحظات انفتحت الباب
جانت دُنيا و اكفه ع الباب تفرقت شفايفها و شهكت
ممصدگه ..
جريتها لحضني ابوس و اشمها فهذهِ أبنة روحي
تناشغ بحضني و على حسّها اقترب والدي و علياء
و بدموع و اشتياق لَفوني بحضنهم ..

دخلنا متحاضنين سوه و سدينا بابنا و تمنيت بهذهِ اللحظة
الباب بعد ما ينفتح و ابقى يمهم طول العمر

فمهما كان حالن
ه رَث و وضعنا المادي تعبان
الا ان بيتنا كان يمتلك دفو و لحظات ننجمع بيها سوه
نتقاسم اللُكمه و الضحكة و السالفة اداهر امي و اضحك ابوي
و اكرص دُنيا من خدودها و تضوج
لو اعض ايديها و اقشمرها اكولها سَويتلج ساعة ..

جانت جلّ همومي شلون الكالي شغله
شلون ادبرلي لِبسه لباجر
شلون اتعارك ويه علياء ع المصرف

هموم بسيطة تشبهني و اشبهها ..
هسه اني وين و وين اخذني القدر ..
شنو ثأرات و ارواح تُزهق بكل سلاسة و كأن الموضوع مجرد
رواية تروى ..
شنو تاريخ مُظلم و كراهية و دجل ..

اني وين وَديت نفسي ؟

قاطعني صوت والدي يستفسر عن ضمادة عيني ..

اجبته بلا مبالاة .. وكعت !

امي تعاين و نظراتها تسولف الي يعجز و يخجل لسانها
يسولف بي !

والدي طأطأ راسه غير مقتنع ..
اما دُنيا فهي جريئة و ما تعرف تجامل.

صاحت : لا حادث و لا شيء .. رجلها كاتلها و كولو دنيا كالت !

عاطت بيها امي تحاول تسكتها و اشتغل المخازر بالعيون ..
اما والدي كعادته اكتفى بالصمت و ملامح الندم تعتلي وجهه .
.

لحظاتي عدهم مسروقة ..
لذلك فكرت ما اخرب الجو و اوترة
انهيت التوتر بجملة .. شبيكم ما تصدكون
ترى جديات وكعت و الا اركان شعليه الرجال ما عنده هيج
اسلوب .. ملاك و حاط بالارض
عسل و امه اعسل منه ، دللتني دلال المسعدات
تمنيتج يا علياء يمهم جان صرتن صديقات ..

حركت علياء شفايفها يمنى و يسرى بعدم اقتناع و صاحت :
لمن هم هيج خوش ناس شبي رجلج تسودن علينا و حرم علينا
نجيج لو نوصلّج

دُنيا : غير احنا مو گد المقام ، ارتاحي هسه من شمرتي بنتج
هالشمرة خلي يفيدنج الفلوس ..

بعبوس تساءلت و عيونه تفتر عليهم : فلوس ؟!
فلوسيش؟
و انه حتى مهر ما طلبت ؟!

بابا كام و عافنه ..
و امي تعصبت و ضلّت تعيط على دُنيا

و دُنيا دخلت بحالة هستيرية و ترادد وياها
واني بنصهم مثل الاطرش بـالزفة
اخر شي صحت بيهم صوت كلمن وكف بمكانه و انخرس :-

-تحجون لو أكلب البيت على راسكم
فلوسيش التحجون عنها !

دُنيا لزمتني من ذراعي و بأنفاس لاهثة كالت : انتِ مطلبتي
مهر بس امي طلبت منه
شاللها مبلغ و نطاها ..
بعيني شفتها !

مَحسيت غير علياء جرت دُنيا و تولتها وين التوجعها
خلصتها منها بالگوه و بگلبي احس صار نزيف من الخيبة ..

دنيا ركضت لبدت بغرفتها و اني ضلّيت واكفة بنصهم
الي يتسمون امي و ابويه ..

انتحبت بنصهم و صحت : انتم ليش هشكل ذليتوني
ليش طلبتو منه مهر !

بابا :- اسئلي امج الشريفة ، انه عرفت قبل ايام
و كلتلها ترجعهم لو طلاكها يصير ..

عاينت لامي : شلون تاخذين منه و بأي حق ؟!

علياء :- نسيبي و طلبت منه مساعدة لا عيب و لا حرام
حق ضيمي و تربيتي الج ، لو صرتي بنص الخير و استحيفتي
هالخردة بينا !؟

اتسعت عيوني و عقلي رافض يصدك هاي المرأة انجبتني
بيوم و شالتني تسع شهور ببطنها !

هزيت رأسي و بأسف صحت : انتِ هم أم ؟!
انه خايفة اكون مو بنتج والله
التفتت لوالدي و صحت : انتَ متأكد هاي امي
هاي الي رضعت حليبها ؟!

كعد بابا يفرك صدره و القهر يعتلي ملامحه !

عيني عليه و لاول مرة ما اشعر تجاهه بشي غير الاسف

صحت : انتم عميتوا علينا بزواجكم ، مو كد الخلفة ليش
خلفتونا ؟'
و انتَ يا بابا طول عمرك عاجز تحمينا !؟

صاحت امي بأستعلاء :-

على كيفج عيني السفيرة عزيزة ، شسوينالج
دزيناج تجدين بالتقاطعات ، لو تشتغلين بملهى
زوجناج رجال الكل تحلم بظفره !

ابتسمت بمرارة و احسّ لو اشرحلها معاناتي منا لباجر
ماراح تفهم و لا تشعر بيه .. فالسكوت هو الابلغ بهيج مواقف .
.

عفتهم غارقين بخيباتهم و توجهت لدُنيا ..

الي لكيتها ميته من البواجي و ارنبة خشمهاصايرة گلوب أحمر
..
صحت :- ميلي شوية خلي ننام سوه مثل ايام گبل ..

تزحزحت شوية و سوتلي مكان ، دخلت بالفراش و تمازحت
وياها : صايرة طعرة ذاك اليوم جنت هالكدود انيمج بحضني ،
هسه صرتي بكدي مرتين

صاحت منزعجة : اووو شكد تداهرين ادري قابل زقجة مثلج
خاشة بالغسل ..

ضربتها على راسها بخفة : عوبة لا تتنمرين !

دنيا :- غير تربيتج !

-نعلعلا شرفي على هاي التربية السكط
تعاي حطي راسج بحضني خلي افليلج ..
حطت راسها بحضني ، فتحت ضفائرها
وصرت افليلها و اغنيلها مقطع من اغنية احبها :

ياريل،
طلعوا دَغَش..
والعشـگـ جذابي
دگ بيّه كل العمر..
مايطفه عطابي
نتوالف ويه الدرب،
وترابك
ترابي
هودر هواهم،
ولك،
حدر السنابل گـطه ..

توصف شعوري ويه اهلي ..
ويه الوكت الي ما نصفني ..
ويه الاحلام الي عشمتني بـ جيته و ما اجه
فارس احلامي ..
حمد ..
الي حيطبع بوسته على شفايفي و استيقظ من سُباتي
من امراضي و العقد من خوف الطفولة و دهاليزها

حَسيت حضني يهتز و عرفتها جاي تبجي

همست : شبيج يا بعد روحي ، ليش تبجين
اذا على سالفة علياء فآني مزعلانة منها
جنت متوقعة بأي لحظة تخزيني و تمد ايديها لأركان

شالت راسها من حضني و تجر بخشمها
كالت : دِين انتِ انسانة نقية
حرامات احنه اهلج !
حملناج فوق طاقتج و مكتفينا تالي دفعناج للنار
عائلتنا مصلحجية و منافقة
اتسعت عيوني مصدومة فهذا مو كلام طفلة عمرها 16 سنة
لو هو الجيل تغير و صار عنه ادراك مُبكر ..

وَبختها بلطف : دن دن حبيبي ما يصير هيج نحجي على اهلنا ..
اني ترى جنت اشتغل بأرادتي محد غصبني و زواجي من اركان
كذلك ..

صفنت عليه و بعدين همست :دِين انتِ لازم تعرفين شغلة ...

هزيت راسي بتساؤل : شنو حبيبي ..

-م... و قاطعنا صوت اتصال ..
اسمه ظاهر على شاشة التلفون و احسّ اجاني مغص

فتحت خط : هلو اركان ..

-خر.... بصخمان !
انتِ وين ؟!

-بالسينما .. وين يعني غير عند اهلي

-احجي عدل لا اجي ادوس على حلكج ، ليش ما كلتيلي طالعه
و لا مبلغة امي
شنو انتِ يابه ، ما الج چبير ؟!

-على كيفك عيني ، و الله ما اجه ابالي و انت ماكو
ونسيت ابلغ الحجية اوعدك ما تتكرر ..

بسري ( نعلت شيب الخلّفه ) بس شسوي گلت اسايره

هدأت نبرته و كال : لا تجين وحدج
راح ادزلج شاكر ..

همست : ماشي مثل ما تحب ..

سَديته منه و لگيت امي واكفه تعاين بنظرات فاحصة
مثل الي يراقب الوضع ..
كمت من يم دُنيا بعد ما بوستها و وعدتها نبقى على تواصل ..
طلعت للصالة و لكيت بابا على نفس الكعده
ما ادري انقهر منه لو عليه ..

بعد ساعة من الصمت المُدوي بيناتنا ، حملت نفسي و
طلعت بلا ما اودعهم او اسلم عليهم
طلعت و بگلبي غَصة شكبرها من عدهم
و ما مستعدة هسه اسامحهم عليها ..

رَجعت لبيتنا و لكيته ينتظرني و احس شكله مال واحد مريض
و هموم الدنيا كلها طايحة على راسه ..
تجاهلت وَضعه و صعدت لغرفتي بعد ما الحجية سَمعتني كم
كلمة ..

صعد وراية و بفضول سألني على جيه ام يوسف ( جدة ادم ) و
عن السوارة الي هدتها اليه ..
حسيته تعصب كلش و انتزع السواره مني و داس عليها
كسرها وصل ..
و بسبابة تَحذير منعني اخذ اي شيء منها او من غيرها ..
و بلغني بعد ايام يصادف يوم جمعة يجتمعن خواته
وهذا تقليد عدهم كل جمعة ينجمعون سويه ..

عوجت حلكي و هسهست : الله يثخن لبنكم ..
و تذكرت المصيبة زياد جنت ناسيته يربي
وناسية ماخذ اخت اركان ، يعني زياد هم راح يجي

الطم بداخلي و اكول هاي شلون طلابه و شيفضها
اني مستعدة اصمت طول عمري بس زياد كون ما يفضحني
والله لو يدري اركان لا يثرمني ثرم ..

الي عرفته اركان عنده اخت غير شقيقه جيهان اكبر منه بعشر
سنين و عدها ولد باول كلية و الثاني بالمتوسطة ..

و عنده ايفان عمرها 27 سنة المدللة مال البيت
صار عندي فضول انثى انو اشوفها ، البنية الي خطفت عقل و
قلب زياد ..
و اعتراني التساؤل شعجب لهسه مصار عنده شيء ؟

::
مَرت الايام و عيوني تحسّنت شلت الضمادة و بقى خيال أثر
خفيف تحت عيني مع بعض الشعيرات الدموية على بياض
عيني ..

حَسيت دخلت بحالة كآبة رَهيبة
و طلبت من اركان يشغلني وياه او بغير مكان المهم اطلع و
اشتغل ..
رفض رفض قاطع لاسيما و هو منتظر طفل مني
و ان وجودي ابيته اله سبب واحد لا غير
بعد ما ذكرني بهذا الشي حَسيت بالرعب ماذا لو مصار عندي
طفل هالشهر يعني يكررها وياي
و هالمرة شلون ادبرها لمجرد التفكير اختنك و احس بالقرف ..
بچيت بجي مصاير بيومها و احتاجيت انسان احجي وياه و
اشكيله همومي ..
مالگيتني غير اطلع رقمها و ادك عليها بلاية وعي ..

غريبة .. من بعد عينج يا يممة
و هاي اني عندي أُم لكني اجثوا بهمومي عند عتبة امرأة غريبة .
..

جاني صوتها الرَخيم : الو .. منو وياي

همست بتلعثم و خجل شديد : الو .. خالّة ؟؟

هي رأساً عرفتني : هاي انتِ حبوبة !

ابتسمت من بين دموعي حلو تصيحلي حبوبة

كلتلها اني دِين و ماعرف ليش ياخالة اتصلت بيج
بس حيل مضايقة و مختنكه ..

اجاني صوتها المُتعب : اسم الله عليج بنيتي من الخنگه ..
جنت منتظرة اتصالج
بالي يمج شلون صرتي و عيونج الحلوة شلون صارت ..

همست محرجة : اروحلج فدوة خالة انتِ الحلوة
اني زينة تحسّنت بفضل الله ..

صمتت لبرهة بعدين صاحت : عمتج شلونها وياج
و رجلج شلونه خما بعد أذاج ..

-لا ماكو شي ، بس اني محتصرة احس روحي بشيشه و
مقفول عليه اختنكت جانت حياتي احسن رغم العدم الي
عايشه بي و هسه كل شي يمي و ضايعه و احسّ راح اموت ..

-اسم الله يوم لا تحجين هيج ما تضيك الا تفرج بعدين
وانتِ مبين عليج عاقلة و صابرة والا ما ركدتي كل هالمدة عد
تسواهن ..

ضحكت ..
اردفت : تريد طلگني منه بأي ثمن هذا على اساس كاتله
روحي عليه ماتدري كله اتفاق..

سكتت و حَسيت لساني فلت و جفصت !

صاحت بتساؤل : شلون يعني اتفاق ..

-هيج .. هيج خالة الله عليج انسي الموضوع
اني بس حبيت افضفض شوية ..

-لايكون بخاطرج حبوبه بس اني لازم اشوفج
اكو حجي لازم تسمعينه .. اكيد متخيله الحياة بيت تسواهن
شد و عت بالكلام و گدرتها بس تحجي عليج
لو تهددج !
تسواهن گول و فعل .. و دام ما راضية عليج مرة لابنها
راح تسوي المستحيلات حتى تفرقكم ..

همست : الي يطلع بيدها خل تسويه ماعندي شي اخاف منه .
. و ياحبذا لو تطلكني

كالت بنبرة جدية : ياحبذا لو طلكج و يا دار مدخلك شر .. بس
هاي ما تسلك الدروب الواضحه
هاي المرة مستعدة تذ
ب على راسج ستين تهمة
و طلكج بسواد وجهج بنيتي اترجاج لازم اشوفج

فكرت لبرهة بطلبها الغريب و خطرلي ادم خاف هو دازها ؟
بعدين كلت مستحيل هو يحب جديته و يحترمها مو مال
يدخلها بهاي المعمعة ..
وافقت على طلبها و گلبي متوجس من الجاي
دا احس روحي داخل مسلسل بوليسي و بأي لحظة يكمشني
القاتل و يعجني عجن ..

لفضت افكاري السلبية و توصلّت لقرار انو اشوفها و اعرف
راسي من رجلّيه على الاقل اعرف الناس العايشه يمهم و
شلون اتعامل وياهم ..

اتفقنا نلتقي ببيتها بعد ما حرّصت عليها محد يعرف و اولهم
ادم ، ماريد تصير مشكلة او اي اصطدام بيناتنا ..

بيومها الليل ما نمته اطكطك من الخوف مثل الي كاتله واحد
چيف راح التقي بالمره وره ظهره
رغم هو بعيد عني عايش بعالمه الخاص و قليل يتواجد كل
وكته للعمل و اذا يجي ينغص عليه عيشتي و يسألني على
موعد شهريتي يخليني اخرط العافية ..

و جنت مكرسة كل وقتي بالدعاء لاكون فعلاً حامل
و اخلص منه بأقرب و قت ..
طلع الصُبح و جان الوقت مبكر و شفته أنسب شي
اروح هسه ، هيج وقت ادم بالشغل و اركان بالشغل و
تسواهن ام جنجول بفوطتها هم نايمة ..

تسحبت بهدوء من البيت ..
و طلعت مثل الحرامي ..

اخذت تكسي و بوجهي لبيت خالة ام فطيم و حاطة گلبي بين
اديه ..

وصلت ، رنيت الجرس طلعلي صوت گمزني منو !
صخام ما انتبهت اكو حاكية همست قريب منها بصوت محرج
: هاي اني خالة .. دين

شلت راسي اتفحص البيت و الشمس ضربت عيني
المتصاوبة صمطتها صمط ..
حطيت ايدي و ضليت اعاين ماشاء الله هم حلو بيتهم
و ملغم تلغم كاميرات حتى بالتشجير حاطيلهم وحده جنها
بزون ماد راسه ..
و اني مثل الهبله اسوي للكاميرا بأيدي : هلو
عودين حتى تشوفني الحجية ..

فتحتلي البيت خالة فطيم و استغربت شعجب ماعدها عاملة
تساعدها ..

و سألتها بفضول : كالت نجيبهم بالشهر مرتين
الباقي تتكفل بي بشيرة و نويرة ..
منو بشيرة و منو نويرة ما عرفت ..

دخلت البيت امشي وراها ، و ابسمل و احوقل
جان تصميمة يختلف مطبخ مفصول حار و بارد مرتب بس
لونه يسطر ..

حاطين طاولة طعام بالنص ..
ايدي على جنطتي لابستها بشكل مايل
وعين اتلفت خايفة ..

كلتلها خالة خلينا نكعد نسولف هنا

ضحكت و كالت : ماكو احد علاش خايفة حبوبة
خشي جوه اسويلج ستكين چاي ..

ضحكت : فدوة للستكين بس والله جاية بالبوكه
و لان انتِ عزيزة ما رفضت طلبج بس والله خايفه

صاحت : محد يكدر يجيس شعرة منج و انتِ ابيتي
بعدين لا تضلّين ساكته و تخلين ايده تاخذ على ضربج

عاينت بتفحص لجهة وجهي اليسرى شافت اثر خفيف
صاحت : عسا ايده بالكسر كون !
وينه وين الزواج هالمسربت ..

بگلبي اكول حل بي و ابو زايد

كعدنا بالمطبخ و بدت هي بالحديث كالت
محد موجود بالبيت نويرة طالعة تسوك ويه امها

و نبيل يم صاحبه ..
و ادم .. سكتت
بعدين كالت مت عيني بالشغل رغم وضعه معاجبني و
مريض..

احس برعشة خفيفة بمعدتي من كالت مريض ..

اعتراني الفضول اسأل شبي و سكتت !
مايخصني ..

باوعتلي بنظرة عتب و كالت شجابج على هاي الناس بنيتي ..
حظج المصخم

دزمت جف ايديها و بتوسل حجيت : خالة فدوة لا تخوفيني
احجيلي شنو الي منتظرني و الي مخوفج منهم عليه ..

صفنت عليه و بعيونها هواية حجي تكتل الدمع داخل عيونها و
جاهدت حتى تخفي نبرة صوتها المُنكسرة

كالت : يشهد الله اول ما شفتج دخلتي بنص گلبي
عبن حركاتج و سوالفج و الطريقة الي تسولفين بيها تشبه
انسانة عزيزة على گلبي ..

ابتسمت الها و گلت : الله شكد محظوظة الانسانة الي
تحبينها هلشكل ..

ابتسمت و عيونها اختفن بطيات جلد الجفن
همست : جا شلون .. هاي بنيتي و مهجة گلبي ..
احسّ اختنكت بعبرتها و انفاسها اضطربت ..

اردفت بعد لحظة صمت : راحت بعد .. لدار حقها
راحت سبّاحة الگلب ضحية للحقد و الغيرة
مالها اي ذنب غير انها جانت بنص عقل و ما تعرف كيد النسا
..

قشعر جلدي و گلبي رجف داخل ظلوعي و بدأ عقلي يفسر و
يربط الاحداث و التلميحات و غالطت نفسي
فمن المستحيل انسان يكون بهذا السوء و توصل بي للقتل ..

لكني سألت السؤال الي اخاف من جوابه ..

الله يرحمها .. شلون ماتت ..

ماتت يحبوبه ، ماتت مظلومة و دمها لليوم لاحكنا
ابد ما تهنينا ..

أحس معدتي تفور و الدمعة بطارف عيني

همست : تسواهن مو ؟!

-هي عجوز الشّر .. من دخلت بيتي سوت عايلتي طشّار
راحت بنيتي .. وراها بسنين راح وليدي ..
و راح حفيدي قبل مدة ..
و الحبل على الجرار ...
مرة بيت شر لا عدها مخافة الله و لا الها چبير ..

جان عندي يوسف و ياسة
و جابها الي ريسان من السلف ، شايفها هناك و عاشكها ..
منفصلة جانت و بتها بطولها ..
فرضها علينا فرض، سودنت الزلمة بسوالفها ، ملسونة نار و
شرار .. من ليلتها شالت بأركان ..
و جابته ثميني هالكدود " تأشر بشبر اديها "

اردفت : اسيود و يابس و يريد يموت و انه رغم كل سوالفها
و مَغثتها وكفتلها وكفة اخت و انه السهرت على ابنها
و علمتها شلون تداريه ..

و المرحوم الله يرحمة تسودن علينا بالزايد
جن
2025/10/27 03:06:17
Back to Top
HTML Embed Code: