Telegram Web Link
.
من وجوه التربية القرآنية للمؤمنين على الاتزان عند تقرير حكم فقهي؛ العناية بردّ ما قد ينفتح من فهم السوء بسبب ذكر هذا الحكم!

فيُحاط سياق الحكم الفقهي بذكر ما يدفع توهم ما، ربما توهمه القارئ، ويأتي قبل السياق وبعده بما يدفع تشويشات المبطلين.

وهذه طريقة دعوية ليس ينبغي أن يغفل عنها المصلح الفقيه، وهو يقرر الأحكام الفقهية للناس، فيتنبه إلى بعض الأحكام الفقهية التي قد ينفذ منها مبطل وتحدث زعزعة في قلوب المتلقين من أهل الإسلام.

ولقد رأيت بعض كرام العلماء يذكر الحكم من أحكام الشريعة؛ ثم لا يبالي على أي نحو ألقاه، ولا على أي وجه ذكره، ولا يأبه بنفار من ينفر من الناس، ولا يعصم كلامه بعواصم تمنع دخول المبطلين، ثم لعله يظن بعد ذلك أن هذا من فعل أهل العزة بالدين والقوة في الحق!

وإنما الذي ينبغي أن يكون عليه الفقيه المصلح، أن يجمع بين الاستهتار بالملامة في ذات ﷲ، وبين الحكمة في بث علوم الوحي.

وأنا ضارب لك مثلًا من طريق القرآن في ذلك، وكيف أُحيط الحكم الشرعي بعواصم تمنع ذلك الذي ذكرت.
- فمن ذلك قوله ﷻ: ﴿یَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالࣲ فِیهِۖ قُلۡ قِتَالࣱ فِیهِ كَبِیرࣱۚ﴾!
فقد جاء بيان حرمة القتال في الشهر الحرام، وتأكيد تحريمه وأكبريته.
ولكن انظر كيف اقترن مع هذا البيان ما يسد وليجة القدح في أهل الإيمان، ويصاغر من المبطل:
١- فقال ﷻ: ﴿وَصَدٌّ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ﴾، فلئن كان بعض أهل الإيمان قد أخطأ وزلّ فإن زلل أهل الكفر أعظم، وفعلهم أجرم.
ولا يصح أن يُجعل المؤمنون غرضا لسهام النقد ثم يسكت عن الطغاة المتجبرين.
ولا يصح أن تكون حرمات الشريعة حابسة لأهل الإيمان، ثم يأمن المبطل الذي ينتهك كل الحرمات.
وأيضا فلما كان النقد مقابلًا للتشجيع فربما أوهن في النفس، ولذا اقترن نقد المؤمنين بنقد أعظم لخصومهم من المشركين.

٢- ثم جاء التأكيد على عظيم جرم المشركين ﴿وَلَا یَزَالُونَ یُقَـٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ یَرُدُّوكُمۡ عَن دِینِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَـٰعُوا۟ۚ﴾، ولم يُعطف في السياق في هذا الموضع تأكيد على تحريم الفعل الذي كان من المؤمنين، واكتفي بتلك الإشارة الأولى في أصل تقرير الحكم الفقهي.

٣- ثم جاء تحذير المؤمنين من الانكسار لمكر الكفار وتحقيق مبتغاهم بفتنة المؤمنين ولم يأت تحذيرهم من القتال في الشهر الحرام! فقال ﷻ: ﴿وَمَن یَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِینِهِۦ فَیَمُتۡ وَهُوَ كَافِرࣱ فَأُو۟لَـٰۤئكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِۖ وَأُو۟لئكَ أَصۡحَـٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِیهَا خَـٰلِدُونَ﴾.

٤- ثم جاء السياق القرآني مادحا للمؤمنين المجاهدين الذين اجتهدوا فأخطأووا: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَٱلَّذِینَ هَاجَرُوا۟ وَجَـٰهَدُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أُو۟لَـٰئكَ یَرۡجُونَ رَحۡمَتَ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾.
فإن المنقود ربما هبط قدره في نفوس المستمعين، فإذا اقترن النقد بالمدحة اتزن الأمر، وأقيم الحق وروعي الخلق.

والعلم عند الله.
‏"مِن أعظم أسباب الفرَج التي يُوفقك الله إليها: الدعاء وطول المُناجاة؛ وأعظمُ سببٍ يُطلِقُ لسانك بالدعاء ويُقبِل بقلبك عليه يقينُك أنّه لا أرحم ولا أكرم من الله؛ يسمعُ دُعاءك في كل وقتٍ، ويعلمُ حالك وما في صدرك قبل أن تدعوه، والناس لا يعلمون بحالك ولا يسمعونك في كل وقت".
"ليس للعابد مستراح إلا تحت شجرة طوبى، ولا للمحب قرار إلا يوم المزيد".

ابن القيم.
"واستحبَّ الأئمة أن يكون للرَّجل عددٌ مِن الرَّكعات يقوم بها مِن اللَّيل لا يتركها، فإن نشط أطالها وإن كسل خفَّفها، وإذا نام عنها صلَّى بدلها مِن النّهار، كما كان النَّبيّ ﷺ، إذا نام عن صلاة اللَّيل، صلَّى في النَّهار اثنتي عشرة ركعةً".

-ابن تيميِّة رحمه الله
"ومِن لطائفِ أسرار اقتران الفرج باشتداد الكرب، أنّ الكربَ إذا اشتدّ وعظُمَ وتناهى وجدّ الإياس من كشفِه من جهة المخلوقِ ووقعَ التعلُّقُ بالخالقِ وحده، ومَن انقطعَ عن التعلّق بالخلائق وتعلّقَ بالخالق، استجابَ اللهُ له".

- ابن رجب الحنبلي.
ٰ
قال النبي ﷺ لسعيد بن زيد: «أُوصيكَ أن تستحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومك».
‏﴿ ما لكم لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وقارًا ﴾

قال ابن القيم -رحمه الله- :
"ومن وقاره أن تستحي منهُ في الخلوة، أعظم مما تستحي من أكابر الناس!".
الله الله بالدعاء لإخوانكم المستضعفين في غزة فقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وتكالبت عليهم الأمم، فاللهم فرّج عنهم واحقن دماءهم وثبّت أقدامهم واربط على قلوبهم يا حي يا قيّوم.
‏﴿ فإمّا نذهبنَّ بكَ فإنّا منهم منتقمون..
أو نرينّك الذي وعدناهم فإنّا عليهم مقتدرون!
فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراطٍ مستقيم..
وإنه لذكرٌ لك ولقومك وسوف تُسألون! ﴾
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله:

"وإذا رأى أنه لا ينشرح صدره، ولا يحصل له حلاوة الإيمان ونور الهداية؛ فليكثر التوبة والاستغفار، وليلازم الاجتهاد بحسب الإمكان، فإنّ الله يقولُ: {والَّذينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}، وعليه بإقامة الفرائض ظاهرًا وباطنًا، ولزوم الصراط المستقيم، مستعينًا بالله، متبرئًا مِن الحول والقوة إلّا به".
" اللهُ لا يقبلُ من العملِ إلّا ما أريدَ بهِ وجهُهُ وهذا حقيقةُ قولِكَ: ﴿ إيَّاكَ نَعْبُدُ ﴾"

-ابن تيمية رحمه الله
"الدعاء في جوف الليل غير مُقيّد بالصلاة، بل من دعا في هذا الوقت استجيب له، سواء كان في صلاة أو خارجها، لأن الله قال: (هل من داعٍ فأستجيب له؟)، وهذا يشمل كل داعٍ ".

-مجموع الفتاوى
" من قال لأخيه «ادعُ لي» كان هو وأخوه
من المتعاونين على البر والتقوى".
‏قال ابن تيمية رحمه الله:

"مَنْ اعتَاد على التَّسبيح قَبل نَومِه أُعطِيَ نشَاطًا فِي قَضاء حاجَاتِه، وقُوَّة فِي عِبادته".
Forwarded from براء !
اليوم يُستَشعر فضل الله، ويقال بملء الفم: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ}.. ذهب البأس أهلَ غزة، وثبت الأجر إن شاء الله!
Forwarded from HAMID TM
من كانت لله نيته، فليشهد الله منه استمراره، ففتح أبواب المعابر هذه الأيام للشاحنات، سيوفر البضائع وتنخفض الأسعار، والانفاق سيتيح للناس الشراء بوفرة وبسعر معقول.
كما أن المرء لا يدري ما يُستقبل لغزة، وهل ستتوقف الحرب نهائيا، فيكون انفاقك ادخارا لشدائدها.

وإذا توقفَت فباب التبرع بعد الحرب يدخل في عموم فضل حديث "من خلف غازيا في أهله بخير".

ولا يُقتصر ذلك على تبرعات الاطعام واللباس، بل لابد من هبّات طبية، ونفسية لآثار الحرب، وعمرانية، وتعليمية...إلخ.
وهو باب جهاد لا ينبغي إغفاله، بالركون للقعود.
"كلنا لنا حاجة وطلب، وكلنا مقبل على حاله ومدبر، فسبحان من جعل في الإقبال على الخلق مجلبة لنفورهم وباعثًا لانكماش قلوبهم، وجعل في الإقبال عليه والتماس محبته مجلبة لرضاه ورضى قلوب خلقه".
منقول.
"فإذا أرادَ الله بعبدٍ خيرًا ألقاه في ذنبٍ يكسره"

- ابن القيم
"من رحمة الله بنا أن جعل اللؤم في الناس منتشرًا، والجحود فيهم مستشريًا، حتى لا تسكن النفس لسوى ربها، ولا تأنس بغير خالقها، ولا زال العبدُ في نقصٍ من معرفة ربه ما دام يعتمد في سدّ جوعة قلبه على المخلوقين".
2025/10/19 07:12:57
Back to Top
HTML Embed Code: