Telegram Web Link
..
.

البحث عن الاستحقاق في العطاء يذهب بك إلى تفويت الكثير من الأجور و سيصبح العطاء مقايضة لا أكثر لا أحد يجبرك على العطاء حتى في الدين و لكن الله ندب إلى الإحسان و رسوله أيضاً حتى في الحدود و المنازعات قال تعالى ( فمن عفا و أصلح فأجره على الله ) و لم يحدد ذلك الأجر كما في باقي الأعمال بل جعل لكرم الله و كرم الله لا انتهاء له ..

.
..
..
.

العلاقات المشروطة هي علاقات سامة لا استقرار فيها و لا عطاء كلها انتهازٌ و انتقام هي مستنقعٌ ضحل اسقطوك فيه باختيارك عندما ضعفت بدعوى أنك تستحق الأفضل لتسحق كل علاقاتك فإذا كنت تستحق من تعيش معهم أليس لهم نفس الاستحقاق حينها تصبح العلاقة بيئة خصبة للأنانية ..

.
..
..
.

لنتذكر أنه لولا الفروقات في الأخلاق و المواقف و العطاء لما استمرت الحياة فالتشابه يقتل متعة الحياة و العلاقات حتى في زمن الصحابة حدثت مواقف ندبت إلى الإحسان حتى مع المضرة و ما حادثة الإفك في حق أمنا عائشة رضي الله عنها إلا مثال على ذلك فقد منع أبو بكر رضي عنه ما كان يعطيه لقريبه مسطح الذي جاء بالإفك فنزلت الآية
( وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ..
..
.

المثالية ليست كلمة سيئة كما تصورها أحاديث الناس بل هي دافع إلى تحقيق الصفات الجميلة و المواقف التي لا تنسى و المسلم الحق لا يرضى أن يكون دونياً انتهازياً حقيراً مثل ما يريدونه بتصرفاتهم ليشابههم فالقرآن و السنة لم تأت بالدونية في العلاقات و المواقف و السلوك و لم تندب إليها حتى في وقوع الضرر ..

.
..
..
.

بقدر ما تعطي بقدر ما ترتفع عند الله لذلك التذمّر من النكران و الجحود يُفوتُ عليك أجوراً ستتمنى لو حصدتها في يوم لا ينفع مالٌ و لا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم و لست ملزماً بالعطاء شرعاً لا في القرآن و لا في السنة و إنما كلها ندبت إلى الترغيب و الإحسان لأجلك أولاً ثم لأهمية العلاقات الإنسانية ..

.
..
..
.

كم من أبناء عقوا أهاليهم و لم يوفقوا في برهم و لو أتيت للوالدين لوجدتهم يخافون الدعاء على ابنائهم مع عقوقهم هذه قلوبنا و تلك قلوبهم و الأعمال بالنيات حسناتٌ تريدها أم سيئات و أنت بالخيار لا أحد يضغط عليك ..

.
..
..
.

مفهوم الاحتراق في العلاقات مفهوم قاصر و من الخطأ مقارنته بالعطاء نعرف أن الاحتراق لا يخلف إلا رماد بينما العطاء بلسمٌ و ضماد ..

.
..
..
.

أن تعطي و تعفو و تتجاوز هذا لا يعني أن تكون ضعيفاً بل أنت في قمة الذوق و الرقي و الأخلاق و أنت صاحب الفضل بعد الله و لو جحدوا و ما أضاعوه حفظه الله فلماذا الندم و إضاعة الأجر ..

.
..
..
.

العطاء لا يتعارض مع الحقوق و لكن ديننا يحفظ لك حقك و يندب إلى العفو و يرغب فيه و أنت بالخيار و لكل خيار جزاء و أعلم و إن خذلت أنك أُجرت و لم تقدم ما تخجل منه كما فعلوا فهل سينجحون في أن تكون مثلهم و تأخذ حقك بنفس الدناءة حتى لا يعود هناك فرق بينكما ؟

.
..
..
.

اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية و الاختلاف ملح العلاقات ، و لكن العطاء لا يتعارض مع القوة بل أجمل العطاء و أنت في كامل قوتك و هدوءك هم يدركون ذلك و لكن ضعفك أمام النيل منهم على ممارساتهم هو من يشوه تلك القوة تذكر دائماً أن نزولك يحط من قدرك و هم يفرحون بذلك فخذ حقك و أنت في أوج أخلاقك و سموك و ألقك ..

.
..
..
.

اعتنِ جيداً باختياراتك و إن وفقك الله لاختيارٍ جميل فكن إضافةً له لا عبئًا عليه و حزناً له لأن تلك القلوب حرامٌ أن تُظلم و اعلم أن الظلم ظلمات ..

.
..
..
.

خيرك و أدبك و أخلاقك من أجمل ما تهديه لنفسك و لغيرك لتحافظ عليك و على غيرك و من أبى ذلك فأنت بالخيار في علاقتك به إن كفاك شره فهذا خير و إن وصلك شره فهنا لا تتأخر عن إقصائه بوضعِ حدِ لتلك الشرور التي تستنزف مشاعرك و طاقتك لتنعكس على صحتك فالعافية لا تُعوّض ..

.
..
2025/07/08 10:23:39
Back to Top
HTML Embed Code: