"الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء"؛ دائمًا ما يحاول أن يسلّط تركيزنا على ما نفتقده، ليصرف أنظارنا عن النعم التي لا تُعد ولا تُحصى، ويوهمنا بأن الأبواب مغلقة، والطرق مسدودة، وأننا غير مقبولين عند الله، حتى تمتلئ أفكارنا بالظلام والضوضاء، ويغرق القلب في دوامة من الخوف، والقلق، والتشتت، والحزن، واليأس، فنقنط من أنفسنا ومن رحمة الله، فنضل!

لكن "والله يعدكم مغفرة منه وفضلًا والله واسع عليم"؛ بيدك النجاة من هذه الدوامة، بأن تتأمل في سعة الله وكرمه وعطائه، وفي كم مرة أنجاك، وآنس قلبك، وآمن مخاوفك، وأعطاك وأنعم عليك حتى دون طلب. أن تتأمل في صفاته، ومغفرته الواسعة، وخزائنه التي لا تنفد، وأنه عليم بحالك حتى لو أخفيت آلامك عن الجميع. فهو أرحم الراحمين، ومن وسع وعوده تخرج من ضيق وعود الشيطان، إلى سَعة رحمة الله.