168- حدثنا عبد الله [56/أ] قال ثنا أبي، قال ثنا علي بن إسحاق، قال أبنا عبد الله، قال أبنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، قال: الذاكر في الغافلين، كالمقاتل خلف الفارين.
169- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا علي، قال أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا عمر بن سعيد بن أبي حسين، قال أخبرني بن أبي مليكة أو غيره أن لقمان عليه السلام كان يقول: اللهم لا تجعل أصحابي الغافلين، الذين إذا ذكرتك لم يعينوني، وإن نسيتك لم يذكروني، وإن أمرتُ لم يطيعوني، وإن صمتُّ أحزنوني.
170- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا علي، قال أبنا عبد الله، قال أبنا عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل، عن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري، قال: ربما رأيت عبد الله بن يزيد وشراحيل( ) العامري وكان عداده في الأنصار، يجلس أحدهما إلى جنب صاحبه بعد العصر، ثم لعلهما لا يتكلمان، أو لا يكلم أحدهما صاحبه، حتى تغرب الشمس.
171- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن إسحاق، قال ثنا ضمرة، عن السري بن يحيى، قال: لقد ترك ابن سيرين ربح أربعين ألفًا في شيء دخله. قال السري: وسمعت سليمان التيمي يقول: لقد تركه في شيء ما يختلف فيه أحد من العلماء.
172- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا إبراهيم بن إسحاق، قال أبنا عبد الله بن مبارك، قال: قال حسان يعني ابن أبي سنان: ما أيسر الورع، ما شككتَ في شيء فدعه.
173- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا إبراهيم بن إسحاق، قال ثنا سلام بن سليم الحنفي، عن سليم بن رسيع( ) قال: كنت أقرأ على عمرو بن مرة، فكنت أسمعه كثيرًا ما يقول: اللهم اجعلني ممن يعقل عنك.
174- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال، ثنا حماد بن أسامة، قال أبنا هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، قال: مرَّ رجل برجل من العمال يتصدق على المساكين، قال: فأتى أبا هريرة، فقال: يا أبا هريرة، مررت بفلان وهو يتصدق على المساكين، فقال أبو هريرة: لكن درهم( ) أصيبه بكد يعرق فيه جبيني أحب إلي من صدقة هؤلاء ألف ومائة وألف ومائة ألف( ).
175- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال، ثنا يحيى بن سعيد، عن أبي حيان، قال حدثني أبي، قال: كان شريح إذا مات لأهله سنور أمر بها فألقيت في جوف داره، ولم يكن له مثعب( ) شارع إلا في جوف داره، اتقاء لأذى المسلمين.
176- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا عتاب بن زياد، قال ثنا عبد الله. قال عبد الله، قال أبي، وحدثنا عن ابن إسحاق، قال أخبرنا عبد الله، قال أبنا عمر بن تيري( ) الصنعاني قال حدثني هانئ البربري قال: أتى عثمان بن عفان رضي الله عنه دهقانًا من أهل فارس [56/ب] بإناء من فضة فيه تمر ولوز، فقبله فأكله( )، فكأنه وجد في نفسه، فقال: إننا نرجو أن يكون لنا في الآخرة، ولا نأكل فيه في الدنيا، قال: ودخل يومًا على عثمان رضي الله عنه دهقان من أهل فارس، فإذا هو يأكل مع امرأته وغلام له حبشي، فقال بكلامه: أيأكل هذا الكلب معكما؟ فكأن الحبشي فهمها، فكفَّ، فقال: كل، ثم قال عثمان رضي الله عنه هو لله، وأنا لله عز وجل، وما أدري أينا أفضل عند الله عز وجل؟ قال: فلما قتل عثمان، وثب الحبشي إلى قاتله فضرب أيضًا فقتل، فاختلطت دماؤهما.
177- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا هاشم بن القاسم، قال ثنا المبارك، قال ثنا علي بن زيد بن جدعان، أن أبا عثمان النهدي حدثه أن ابن مسعود قال: لأن أذكر الله عز وجل من لدن صلاة الصبح إلى أن تطلع الشمس؛ أحمد الله عز وجل وأمجده وأسبحه وأثني عليه، أحب إليَّ من أن أُعطي بأرْسانِ الخيل العراب في سبيل الله، وليس ذلك مع ذاك.
178- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا عبد الله بن يزيد، قال ثنا كهمس، عن عبد الله بن شقيق، قال: قال كعب الأحبار: إن من خير العمل سبحة الحديث، ومن شر العمل التجديف، قال قيل لعبد الله: ما سبحة الحديث؟ قال: سبحان الله وبحمده في خلال الحديث، قيل: فما التجديف؟ قال: يصبح الناس بخير فيُسألون فيزعمون أنهم بِشَرٍّ.
179- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أسود بن عامر، قال ثنا شريك، عن ليث، عن الحكم، عن أبي البختري عن علي عليه السلام، قال: طوبى لكل عبد نومة، عرف الناس، ولم يعرفه الناس، عرفه الله عز وجل برضوان، أولئك مصابيح الدجى أو الدجا( ) تُجلا عنهم كل فتنة مظلمة، أولئك ليسوا بالمذاييع البذر، ولا الجفاة المرائين.
180- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أسود بن عامر، قال ثنا شريك، عن عبد( ) الله بن يزيد، عن كميل، عن ابن مسعود، قال: يأتي على الناس زمان لو وجد الرجل الموت فيه بثمن لاشتراه.
181- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أسود بن عامر، قال ثنا شعبة، عن سماك، عن النعمان بن حميد، قال: دخلت مع خالي إلى سلمان رضي الله عنه، فصافح خالي وهو يسف خوصًا( )، وقال: إني اشتريته بدرهم، وأبيعه بثلاثة، فدرهم له، ودرهم [57/أ] لأهلي، ودرهم أتصدق به.
182-حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا يحيى بن إسحاق، قال أخبرنا ابن لهيعة، عن عياش بن عباس، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: لأن أكون يوم القيامة عاشر عشرة مساكين أحب إليَّ من أن أكون عاشر عشرة أغنياء.
183- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا يحيى بن إسحاق، قال ثنا ابن لهيعة، عن عياش بن عباس، عن كريب بن حسان قال: كنا قعودًا عند أبي مسعود الأنصاري صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، إذ خرج رجل، قد كساه معاوية بن أبي سفيان برنسًا، فهنأه القوم، فقال له أبو مسعود: خذها من طيباتك. قال: فقال له رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: خذها من حسناتك.
184- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا يحيى بن إسحاق، قال أبنا ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن أبي علقمة، قال: قال عبد الله بن مسعود: لأن أذكر الله عز وجل من حين أصبح حتى أمسي أحب إليَّ من أن أحمل على جياد الخيل من حين أصبح حتى أمسي، وذاكر الله في غفلة من الناس كالمقاتل خلف المدبرين، أو قال: خلف الكتيبة.
185- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أسود بن عامر، قال أبنا أبو بكر، عن عاصم، عن أبي هريرة، قال: يرفع للمؤمن بعد موته درجة، فيقول: يا رب، أي شيء هذا؟ فيقول: ولدك استغفر لك.
186- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أسود بن عامر، قال ثنا أبو بكر، عن عاصم، قال: قال أهل بيت لصاحبهم: اذبح لنا شاة من غنمك، قال: هل شيء من غنمي نقي( ) فأذبحه لكم، فلم يزالوا به، فلما ذبحها فإذا هي غث( )، فلما نظر إليها خرج صاح: يا محمد( )! فلما كان الليل أتاه النبي صلى الله عليه وسلم في منامه، فقال له: أبشر بالحياة، ائت عمر فقل له: قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: عهدي بك يا عمر وأنت وفيُّ العهد شديد العقد، فأتاه، فقال للبواب: قل له رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم بالباب، فلما قال له فزع [قال]( ) فقال له: كيف هيئة الرجل؟ قال: لم أر بأسًا، قال: فجلس على المنبر، فقال للناس: أنشدكم بالله، هل ترون [57/ب] مني شيئا تنكرونه؟ قال: فحلفهم بالله الذي هداكم( )، قال: قالوا: لا، فجزاك الله خيرًا، قالوا: وما ذاك؟ قال: أتاني هذا فقال: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، قالوا: استبطأك في الاستسقاء، قال فاستسقى، فقال: اللهم عجزت عنا أنفسنا، وعجز عنا حولنا [وعجزت عنا قوتنا وعجز عنا عشائرنا]( ) وعجز عنا أمصارنا، فاسقنا.
187- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا يحيى بن سعيد، عن عوف، قال ثنا سعيد بن أبي الحسن، قال: قال فلان: -قد سماه نسيه عوف- {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} الآية، قال: هم رجال في بيوعهم وتجاراتهم لا تلهيهم، بيوعهم وتجاراتهم عن ذكر الله عز وجل.