Telegram Web Link
208- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا علي، قال أخبرنا عبد الله، قال أبنا وهيب أو غيره، عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه قال: من عدَّ كلامَه من عمله، قل كلامه.
209- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال ثنا ابن المبارك، عن جرير بن حازم عن رجل، عن فاطمة بنت عبد الملك قالت:
اشتهى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يومًا عسلًا، فلم يكن عندنا، فوجهنا رجلاً على دابة من دواب البريد إلى بعلبك، فأتى بعسل، فقلت يومًا: إنك كنت ذكرت عسلًا، وعندنا عسل، فهل لك فيه؟ قال: نعم، فأتيناه به، فشرب، ثم قال: من أين لكم هذا العسل؟ قالت: وجهنا رجلًا على دابة من دواب البريد، بدينار إلى بعلبك، فاشترى لنا عسلًا، فأرسل إلى الرجل فجاءه، وقال: انطلق بهذا العسل إلى السوق، فبعه، واردد إلينا رأس مالنا، وانظر إلى الفضل فاجعله في علف دواب البريد، ولو كان ينفع المسلمين قيئي لتقيأت.
210- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، قال ثنا حفص بن عمر، قال: كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى أبي بكر بن عمر بن حرام( ) :
أما بعد، فقد قرأت كتابك الذي كتبت به إلى سليمان، وكنت مبتلى بالنظر فيه دونه،
كتبت تسأله أن يقطعك من الشمع، مثل الذي كان يُقطَع لمن كان قبلك، وتذكر أن الشمع قد نفد، ولعمري لطالما رأيتك تخرج من منزلك إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة المظلمة الوحلة بغير ضياء، فلعمري لأنت يومئذ خير منك اليوم، والسلام عليك.
211- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية، قال ثنا حفص بن عمر، قال: كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى أبي بكر بن عمرو بن حزم.
أما بعد، فقد قرأت كتابك الذي كتبت به إلى سليمان [59/أ] وكنت المبتلى بالنظر فيه دونه، كتبت تسأله أن يقطعك من القراطيس من الذي كان يقطع لمن كان قبلك، وتذكر أن القراطيس التي قبلك قد نفذت، وقد قطعت لك دون ما يقطع لمن كان قبلك، فأدق قلمك، وقارب من أسطرك، واجمع حوائجك، فإني أكره أن أخرج من أموال المسلمين ما لا ينتفعون به، والسلام.
212- عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا يحيى بن عبد الملك، عن أبي عثمان الثقفي قال: كان لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه غلام يعمل على بغل له يأتيه بدرهم كل يوم، فجاء يومًا بدرهم ونصف، فقال: أما( ) بدا لك؟ قال: نفقت السوق، قال لا، ولكنك أتعبت البغل، أجمه ثلاثة أيام.
213- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا يحيى بن عبد الملك، قال ثنا نوفل بن فرات، قال: كانت بنو أمية ينزلون فلانة بنت مروان على أبواب القصور، فلما ولي عمر رضي الله عنه قال: لا يلي إنزالها أحد غيري، فأدخلوها على دابتها إلى باب قبته، فأنزلها، ثم طبق لها وسادتين، أحدهما على الأخرى، ثم أنشأ يمازحها، ولم يكن من شأنه المزاح قال: فقال: أما رأيت الحرس على الباب؟ فقالت: بلى، فربما رأيتهم عند من هو خير منك. فلما رأى الغضب لا يتحلل عنها قال: أخذ في الجد وترك المزاح، فقال: يا عمة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قُبض فترك الناس على نهر مورود، فولي ذلك النهر بعده رجل فلم يستنقص منه شيئًا، ثم ولي ذلك النهر بعد ذلك الرجل رجل آخر فلم يستنقص منه شيئًا، ثم ولي ذلك النهر بعد ذلك الرجل رجلٌ آخر فكرى منه ساقية، ثم لم يزل الناس يكرون منه السواقي حتى تركوه يابسًا ليس فيه قطرة، وايم الله لئن أبقاني الله عز وجل لأسكرن تلك السواقي حتى أعيده إلى مجراه الأول. قالت: فلا يُسبُّوا عندك إذًا، قال: ومن يسبهم؟ إنما يرفع إليَّ الرجلُ مظلمته فأردها عليه.
214- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا علي بن إسحاق، قال أخبرنا عبد الله، قال أنبا عمر بن سعيد، عن مجاهد أنه شهد وفاة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فمر بعبادي( ) [59/ب] أو نبطي( )، وهو يثير على ثورين له، فقام حين مررت به، فقال له العبادي أو النبطي: من أين أقبلت؟ أشهدت وفاة هذا الرجل؟ قال: نعم، فذرفت عيناه، وترحم عليه، فقلت له: لم ترحَّمُ عليه وليس على دينك؟ فقال: إني لا أبكي عليه أو عليكم، ولكني أبكي نورًا كان في الأرض، فطفئ.
215- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا علي بن إسحاق، قال أبنا عبد الله، قال أبنا هشام بن الغاز، قال: نزلنا منزلًا مرجعنا من دابق، فلما ارتحلنا مضى مكحول ولم يعلمنا أين يذهب، فسرنا كثيرًا حتى رأيناه، فقلت: أين ذهبت؟ قال: أتيت قبر عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وهو على خمسة أميال من المنزل، فدعوت له، ثم قال: لو حلفت ما استثنيت: ما كان في زمانه أحد أخوف لله عز وجل من عمر، ولو حلفت ما استثنيت، ما كان في زمانه أحد( ) أزهد في الدنيا من عمر رضي الله عنه.
216- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا علي، يعني ابن إسحاق، قال أبنا عبد الله، قال أبنا علي بن مسعدة، قال حدثني رياح بن عبيدة، قال: كنت قاعدًا عند عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فذكر الحجاج، فشتمته ووقعت فيه، فقال عمر: مهلاً يا رياح، إنه بلغني أن الرجل ليظلم بمظلمة، فلا يزال المظلوم يشتم الظالم وينتقصه حتى يستوفي حقه
ويكون للظالم الفضل عليه.
217- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أحمد بن الحجاج، قال أبنا عبد الله، قال أبنا هشام بن الغاز، قال حدثني مولى لمسلمة بن عبد الملك، قال حدثني مسلمة، قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بعد الفجر في بيت كان يخلو فيه بعد الفجر، فلا يدخل عليه أحد، فجاءت جارية بطبق عليه تمر صيحاني، وكان يعجبه التمر، فرفع بكفه منه فقال: يا مسلمة، أترى لو أن رجلاً أكل هذا ثم شرب عليه من الماء، فإن الماء على التمر الطيب، أكان يجزيه إلى الليل؟ قلت: لا أدري، فرفع أكثر منه، قال: قال: فهذا؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، كان فيه( ) دون هذا حتى ما يبالي أن لا يذوق طعامًا غيره، قال: فعلى ما يدخل النار، قال مسلمة: فما وقعت مني موعظة ما وقعت هذه.
218- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا علي بن إسحاق، قال أبنا عبد الله، قال أبنا محمد بن أبي حميد المديني، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة [60/أ] قال: شهدت عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، محمد بن قيس يحدثه، فرأيت عمر يبكي حتى اختلفت أضلاعه.
219- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا علي بن إسحاق، قال أخبرنا عبد الله، قال أخبرني أبو الصباح، قال حدثني سهل بن صدقة، مولى عمر بن عبد العزيز بن مروان، قال حدثني بعض خاصة آل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حين أفضت إليه الخلافة سمعوا في منزله بكاءً عاليًا، فسأل عن ذلك البكاء، فقيل: إن عمر خيَّر جواريه، قال:
قد نزل بي أمر قد شغلني عنكن، فمن أحب أن أعتقه أعتقته، ومن أمسكته لم يكن منه شيء، قال: فبكوا إياسًا منه.
220- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال، ثنا علي بن إسحاق، قال أبنا عبد الله، قال أبنا إبراهيم بن نشيط، قال حدثني سليمان بن حميد المزني، عن أبي عبيدة القرشي أنه دخل على فاطمة بنت عبد الملك، فقال لها: ألا( ) تخبريني عن عمر؟ قالت: ما أعلم أنه اغتسل من جنابة، ولا من احتلام منذ استخلفه الله عز وجل حتى قبضه.
221- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أسود بن عامر، قال أبنا أبو بكر، عن عاصم بن أبي النجود قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، فجاءه خصمان قال: فرفع أحدهما صوته، فقال له: مه! مه! حسب المسلم من الصوت ما اسمع به جليسه.
222- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعاني، قال سمعت محمدًا عمِّي يحدث، قال: قال عمر بن عبد العزيز: كأن من لم يلِ( ) لم يذنب.
223- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا هاشم بن القاسم، قال ثنا محمد بن طلحة، عن حماد، قال: نادى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في مسجد دمشق بأعلى صوته: لا طاعة لنا في معصية الله عز وجل.
224- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا حسين بن محمد، قال ثنا ابن عياش، عن محمد بن المهاجر، عن العباس بن سالم اللخمي قال: بعث عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى أبي سلام الحبشي فحُمل إليه على البريد ليسأله عن الحوض، فقدم به عليه، فسأله، فقال: سمعت ثوبان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن حوضي من عدن إلى عمان البلقاء، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وأكاويبه عدد النجوم، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، أول الناس ورودًا عليه [60/ب] فقراء المهاجرين». فقال عمر بن الخطاب: من هم يا رسول الله؟ قال: «هم الشعث رؤوسًا، الدنس ثيابًا، الذين لا ينكحون المتنعمات( ) ولا تفتح لهم أبواب السدد».
فقال عمر بن عبد العزيز: لقد نكحت المتنعمات؛ فاطمة بنت عبد الملك، وقد فتحت لي السدد إلا أن يرحمني الله عز وجل، والله لا جرم لا أدهن رأسي حتى يشعث، ولا أغسل ثوبي الذي يلي جلدي حتى يتسخ( ).
225- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا عبد الرزاق، قال ثنا معمر، عن قتادة، في قوله عز وجل: {وآثارهم} قال: خطاهم. قال: وكتب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: لو كان الله عز وجل تاركًا لابن آدم شيئًا لترك ما عفت الرياح من أثره.
226- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا علي بن حفص في تفسير ورقاء، عن ابن أبي نجيح، مجاهد، قوله عز وجل: {ما قدموا}: أعمالهم، {وآثارهم}: خطاهم.
227- حدثنا عبد الله، قال ثنا أبي، قال ثنا أسباط بن محمد، قال ثنا عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، في قوله عز وجل: {ونكتب ما قدموا وآثارهم}، قالك ما سنُّوا.
2025/07/08 21:50:15
Back to Top
HTML Embed Code: