لماذا لا تجيبون على من يرد على المنطق؟

لأنه لا يستطيع الرد علينا إلا باتباع المنطق 😁
فلو رددنا عليه ونحن جادّون لكان حالنا حال الرجل في المقطع
تتصل به ابنته على هاتفه
فتخبره أنه ترك هاتفه 😃
هي إنما تكلمه من خلال هاتفه!
فالرجل إذا كان صاحيا يجب أن يعرف أن هذه مزحة
ولكن لغفلته يرجع فيتفاجئ بضحكة ابنته!!😁😁

على أن المفارقة
أن الجماعة الزاعمين الرد على المنطق باتباع المنطق
ليس لديهم من الشعور الذي يجعلهم مدركين
أنهم إنما يتبعون المنطق!
فيزعم أنه جاد في رده!

وتجاهل صاحب المنطق هو تجاهل الرجل العاقل الصاحي!

وهذا العمق من الجهل إنما يحصل للمرء لأن المنطق ليس شيئا مثل الهاتف يستطيع المرء إدراكه بالنظر إليه فقط!
فلأجل أن الكثيرين منهم لا يعرفون عماذا يتحدثون يزعمون أنه يردون على المنطق!

هكذا خلاصة الحال

طيب
فهل يرد أهل المنطق عليهم؟

نعم
قد يفعلون
فكيف يكون ردهم؟
يكون بالتنبيه والإيقاظ
كما ترى في المقطع 😂😂

فائدة في التنبيه

تعلمون أن الأمر إذا كان بديهيا فلا يقام عليه دليل
لأن الدليل لإثبات المسألة
وما دام الأمر بديهيا فلا يحتاج إلى إثبات
ولكن قد يخفى ذلك البديهي لأجل غفلة الإنسان
فيساق له ما يكون ظاهره أنه دليل
والقوم يسمونه التنبيه

والتنبيه يعمل في الحقيقة كما هو في المقطع
هو لا يثبت المسألة
وإنما ينبه المدرك ويوقظه
يجعله يفتح عينيه
يجعله يفتح عقله
فإذا فتح أدرك الواقع بنفسه
لا بما يسوقه الرجل من الكلام الذي نسميه التنبيه

طيب يا أخي
لماذا لا تقرر جوابك على ردودهم وإيراداتهم بتقرير محترم

الجواب:
ذلك سنضطر إليه يوما ما
فإذا بقي في المرء نشاط سيفعله إن شاء الله
ونسأل الله التوفيق

ولكن الوضع في الحقيقة كما ترى في المقطع
الأخ المستدل على أن البرازيل لا يزرع فيها التين😁😁
هو مثال المغالط الذي يزعم أنه يرد على المنطق

فجواب مثله في الحقيقة ما تراه في المقطع
لا التقرير المحترم 😃😃

في جواب ذلك الأخ الذي يقول:
لماذا لا تقرر جوابك على ردودهم وإيراداتهم بتقرير محترم
بعد أن قلنا في المنشور السابق، نقول:

ثم يا أخي الكريم
ليس كل شيء يُبيَّن ويقرر بتقرير
وإلا لكان حالنا حال هذا الأخ الذي يذكر لنا أول ما يفعله عند الاستيقاظ 😂😂😂

وعلى تفنن واصفيه بوصفه
يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف

صلى الله عليه وسلم

مشكلة اختلاف المصطلحات

قد يكون مصطلح موضوعا لمعنى في فن ولمعنى آخر في فن آخر
فينبغي في مثله الاحتياط وأخذ كل معنى في محله
وإلا يكون حالنا حال هذا الرجل في المقطع
على أن الذي في المقطع ينتبه للاختلاف بسبب الواقع الذي يفرض نفسه على المرء
بخلاف العلوم فإنها مسألة الفهم والذهن

مثل "القول" في المنطق بمعنى المركب، وفي النحو بمعنى مطلق اللفظ
وبالفعل حصل به اشتباه كبير
فغير واحد من الناس فهم من القول في قول المناطقة للتعريف أنه قول شارح
أنه لفظ، مع أنه في حقيقة الأمر معلوم تصوري يوصل إلى مجهول تصوري
فهو معنى وليس لفظا
فإن أطلقوه على اللفظ فلدلالة اللفظ على المعنى، لا لأن المراد من القول في (القول الشارح) هو اللفظ

بخلاف النحاة أخذوه بمعنى مطلق اللفظ
مثل قولهم في الكلمة أنها قول مفرد!

فإن أخذت مصطلح المناطقة بمعنى النحاة أخطأت
كذلك إن أخذت مصطلح النحاة بمعنى المناطقة
فلا يبقى لقولهم (قول مفرد) معنى! لأن معناه حينه (مركب مفرد)!!

حين تناقش واحدًا في فرع
وهو يخالفك في الأصل الذي يتفرع منه ذلك الفرع

يحصل كثيرا جدا
أن الناس لأسباب وأغراض وأوهام كثيرة
يخوضون نقاشات مع أناس يختلفون معهم في أصول المسائل التي يناقشونهم فيها
وتلك النقاشات دائما تكون عقيمة
وإن حصل بها نفع فنفع عارضي اتفاقي

فلا يمكن التفاهم الحقيقي إلا بعد الاتفاق على الأرضية التي منه ينطلق نقاشك

المقطع يظهر لنا عدم جدوى محاولة التفاهم في فرع مع من يخالفك في أصل ذلك الفرع!
هنا رجل يريد أن يطعم ثعلبا ويقدم له قطعة خبز

وأنت حين تريد أن تطعم ثعلبا ينبغي أن تسلم أولا أنه يأكل اللحم
فتقديم طعام موقوف ومتفرع على الاتفاق على نوعية الطعام الذي ينبغي تقديمه
فإن لم تراع هذا
يحصل لك ما حصل في المقطع
فالثعلب بدل أن يعض على الخبز عض على يد الرجل 😆😆

مثال توضيحي على أن الشر/العيب مفهوم عدمي

الرجل يعيب الخرفان أن كلها تصيح حول حرفي الباء والميم
ويقول حتى الخاء لا يصيحون به مع أنه قريب من اسمها الخرفان

هنا الخرفان المساكين 😁 لا عيب فيهم
وإنما الرجل يتصور فيهم العيب بمقارنة صوتهم بأصوات يمكن أن تخرجها
فعدم قدرتها، أو عدم إخراجها تلك الأصوات عيب
فالعيب (وإن أحببت قل: الشر) هنا مفهوم عدمي
أي مفهوم نلاحظه بانعدام مفهوم وجودي آخر
وهو إخراج صوت الخاء مثلا
أنه لا يوجد في الخرفان
فصار هذا عيبا

ويبقى في الأخير ما قيمة هذه الملاحظة
هل تستحق الاعتداد والاعتبار أم لا

فقد تكون لها قيمة بالفعل
وقد لا تكون لها أية قيمة

الإخوة الذين يعملون على إخراج الكتب
هذه الطريقة ليست صحيحة
هنا المصنف ذكر معنيين للحدوث الزماني
ثم الشارح يقول بنفسه بوضوح: هذان تفسيران للحدوث الزماني.

فما معنى أن يعلق عليه المحقق ناقلا معنى الحدوث الزماني من كتاب تعريفات الجرجاني!؟
ثم النقل أيضا كما ترون مختل، فإن الكلام في التعريفات عن الحدوث الذاتي أولا، ثم ذكر تعريف الحدوث الزماني ثم أتبعه بقوله: (والأول) يعني الحدوث الذاتي، (أعم مطلقا من الثاني) يعني من الحدوث الزماني، وكما ترون هذا المعنى يتبين -إن كان ولا بد أن ننقل كلامه- بنقل كلامه كاملا، أما بهذه الصورة فالقارئ لا يدري ماذا يقصد بهذه القطعة!؟

مثال بسيط لفائدة الكتب الحواشي
جاء في المواقف (فالمتحيز هو الجوهر، ونعني به المشار إليه بالذات) إلخ
فقال السيد عند قوله: (المشار إليه) أي الذي يشار إليه.
فعلق السيالكوتي على قول السيد قائلا: يعني أن المراد بالمشار إليه ما يقبل الإشارة.
وهو أن البيان يكون على قدر الحاجة
فالسيد يريد أن يقول ما أوضحه السيالكوتي فأوضحه بكلامه (أي الذي يشار إليه)
وكما ترى، حتى هذا الكلام، بعد إيضاح السيد لا يظهر جليا، بمعنى أن القاري قد لا يفهم جيدا ماذا يقصد السيد بتفسير (المشار إليه) بقوله: الذي يشار إليه.
فيأخذ السيالكوتي بيد القارئ المبتدي ويوقفه عند غرض السيد.
وهكذا يأخذك المحشي إلى مراد الشارح والماتن ويرتقي بك، وهذا يتكرر إلى أن تتعرف على مرادات القوم، ويطول بك هذا الأمر حتى تحشر في زمرتهم.

وأحيانا لا ينفع الكلام
فالطرف المقابل يكون أجهل من أن يخاطب
بل أنزل من أن يعاتب!!