Telegram Web Link
حملة المليون ( #لا_إله_الا_الله )

أهداء و نيابة عن
١- (النبي محمد و آل بيته الأطهار عليهم السلام)
٢- (آل الصدر الكرام)
٣- (المؤمنين و المؤمنات)

العدد المنجز :/(٤٤٦,٧٤٣ )
#لحفظ_وتعجيل_قائم_ال_محمد (عج)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لمشاركة ،ارسال عدد التهليل عبر: @hs1998
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
السنة الثانية على التوالي نقوم بحملة مليون #صلاة_على_محمد_وآل_محمد
بذكرى أستشهاد( السيد الشهيد ونجليه)
لحفظ وتعجيل فرج #المهدي_المنتظر( ع)
#نيابة عن #السيد_الشهيد_ونجليه
(قدسة ارواحهم الطاهرة)
العدد المنجز / ٣٥,٠٠٠
للمشاركة ارسال عدد الصلوات (@hs1998 )
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_

.
👍3
تم حجز #الختمة_عدد(٢١٥)
أهداء الى #الأمام_الحسين_الشهيد وأهل بيته وانصاره (عليهم السلام)
#نيابة_عن_شهداء_آل_الصدر_الكرام
وجميع أموات المؤمنين والمؤمنات
#لحفظ_الأمام_المهدي_المنتظر( عج)
ـــــــــــــــــــــ
#عظم_الله_اجورنا_واجوركم
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين(عليه السلام)
قال #رسول_الله (صلى الله عليه وآله):
إنّ الّذي ليس في جوفه شيء من القرآن
كالبيت الخرب.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ميزان الحكمة ج٣ ص٢٥٢٢
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#الختمة_عدد(٢١٦)
أهداء الى الامام كريم أهل البيت #الحسن_المجتبى (عليه السلام)
#نيابة_عن_شهداء_آل_الصدر_الكرام
وجميع أموات المؤمنين والمؤمنات
#لحفظ_الأمام_المهدي_المنتظر( عج)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1/
2/
3/
4/
5/
6/
7/
8/
9/
10/
11/
12/
13/
14/
17/
18/
19/
20/
26/
27/
28/
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المشاركة مراسلة ( @hs1998 )
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 229 ـــــــــــــــــــــــــــــ الليالي لا يُحتمل أن تكون أفضل من النهار، مضافاً إلى أنَّه هل المراد ما بين الليالي أيضاً؟ هذا إذا كانت متتابعةً دون ما إذا لم تكن متتابعةً، نظير قوله: سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 230
ـــــــــــــــــــــــــــــ
متتابعةٌ، بل مجتمعةٌ فعلًا كلّها، فهل يمكن ذلك أو لا؟

وفي الحقيقة إذا عمّمنا معنى الليالي إلى معانٍ أُخر من قبيل: أنَّها مجازيّةٌ في اللغة، أو أنَّ الزمان الذي هو الليل الاعتيادي يكون حصّةً من الليل، والبلاء حصّةٌ من الليل، وحجب الظلمة حصّةٌ من الليل، وهلمّ جرّاً ....

وعليه يمكن أن تكون مجتمعةً كلّها دفعةً واحدةً، فمثلًا أنا الآن فعلًا في عشر ليالٍ، كما يقال عن الجنين: إنَّه في ظلماتٍ ثلاثٍ، أي: دفعةً واحدةً، فكذلك الإنسان قد يكون في ليالٍ عشرٍ أو أقلّ أو أكثر، وخاصّةً فيما إذا لم نفهم من العشرة التحديد، بل العدد الإجمالي، كما في السبعين‏ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً.

والمهمّ الآن أني سأذكر مثالًا جمعت فيه عشرة أنواع من البلاء لإنسانٍ مسكينٍ يمكن أن يكون نموذجاً موجوداً، وقد تكون أشكال البلاء على الآخرين أيضاً متعدّدةً، لكنّها بشكلٍ آخر.

فيعيش هذا الإنسان في عشر ليالٍ مجتمعةٍ في ليلٍ واحدٍ أو حالٍ واحدٍ، فنتصوّر شخصاً في حال المرض والفقر وبيته بعيدٌ، وفي أُسرةٍ مشاكسةٍ، ثُمَّ تتعدّد ابتلاءاته، فهو في ليل الزمان، وليل الوحدة، وليل الفقر، وليل الجوع، وليل المرض، وليل عدم الطبيب، وليل عدم الدواء، وليل بعد المسافة، وليل الحرّ أو البرد، وليل همّ أُسرته اقتصاديّاً، وليل صعوبة زوجته أخلاقيّاً وهكذا، فيمكن أن يكون الإنسان هكذا، ويمكن أن توجد نماذج كثيرةٌ من أعلى أنواع البشر إلى أدناها.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 231
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 231
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قوله تعالى: وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ:
قرئ بالفتح والكسر، وبالفتح أشهر، وبالكسر أفصح.

قال في (الميزان): يقبل الانطباق على يوم التروية ويوم عرفة.

وهو الأنسب على تقدير أن يُراد بالفجر وليالٍ عشرٍ فجر ذي الحجّة والعشر الأُول من لياليها.

وكأنَّ هذا مختاره، إلّا أنَّه فسّر الشفع؛ لأنَّه أعطى يومين، ولم يفسّر الوتر، وهو غير ظاهرٍ من عبارته، ولعلّ مراده عيد الأضحى، وهو العاشر بعد التروية وعرفة.

قال: وقيل: المراد صلاة الشفع والوتر في آخر الليل.

وقيل: مطلق الصلاة، فمنها شفعٌ ومنه وترٌ (كصلاة الوتر والمغرب).

وقيل: الشفع يوم النحر، والوتر يوم عرفة.

وقيل: الشفع جميع الخلق؛ لأنَّه قال: وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (وقيل في الفلسفة: كلّ ممكنٍ زوجٌ تركيبي).
والوتر هو الله تعالى. وعلى هذه الأقوال روايات‏ ....

ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 232
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
نسألكم الدعاء
ـــــــــــــــــــــــــــــ
.
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 231 ـــــــــــــــــــــــــــــ قوله تعالى: وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ: قرئ بالفتح والكسر، وبالفتح أشهر، وبالكسر أفصح. قال في (الميزان): يقبل الانطباق على يوم التروية ويوم عرفة. وهو الأنسب على تقدير أن يُراد بالفجر…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 232
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إن قلت: لماذا كانت الليالي نكرةً؟
قلنا: لأنَّها عندئذٍ تصير للعهد، مع أنَّه يوجد معهودٌ.

فإن قلت: لماذا يستفاد العهد فقد ننكر ذلك؟
قلنا: إنَّها حين تدخل على الجمع تكون للعهد، وحين تدخل على المفرد تكون للجنس ما لم تقم القرينة على الخلاف.

فإن قلت: فكيف بقوله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ وقولنا: (الأقربون أولى بالمعروف‏).

قلنا: الخبر هنا نكرةٌ. فإن قال: (الرجال القوّامون) كان بمعنى العهد.
ولكن مادام الخبر اسم جنسٍ نكرةً، كان قرينةً على الجنسيّة في الألف واللام.
وهذا لا يتحقّق في الخبر المعرّف بها.

فإن قلت: (عشر) مفردٌ.

قلنا: أوّلًا: إنَّها بمنزلة الجمع.

ثانياً: إنَّ المهمّ هو الجمع في الكلمة السابقة، كما لو قال: (الأقربون أولى بالمعروف) فيصير للعهد أولى.

وقيل: المراد الزوج والفرد من العدد.
وفي الإقسام بهما تذكيرٌ بالعدد؛ لما في ضبط المقادير به من عظيم النعمة من الله سبحانه.
وقيل: الشفع والوتر جميع المخلوقات؛ لأنَّ الأشياء إمّا زوجٌ وإمّا فردٌ.
وقيل: الوتر آدم شفع بزوجته.
وقيل: الشفع الأيّام والليالي، والوتر اليوم الذي لا ليل بعده، وهو يوم القيامة.
وقيل: الشفع الصفا والمروة، والوتر البيت الحرام.
وقيل: الشفع أيّام عاد، والوتر لياليها.
وقيل: الشفع أبواب الجنّة وهي ثمانيةٌ، والوتر أبواب‏
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 233
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
1
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 233
ـــــــــــــــــــــــــــــ
جهنّم وهي سبعةٌ، إلى غير ذلك، وهي كثيرةٌ، أنهاها بعضهم إلى ستّةٍ وثلاثين قولًا، ولا يخلو أكثرها من تحكّمٍ‏.

ولنا أن نعلّق على قضية التحكّم التي أفادها السيّد الطباطبائي (قدس سره)، فنقول: في الحقيقة كلّ واحدٍ من هذه الأقوال يصلح أن يكون- بحسب اصطلاح علم الأُصول- حصّةً من الشفع أو حصّة من الوتر، فكلّ المعاني بهذا الشكل تكون صادقةً ولا مشاحة في البين، وإنَّما يحصل التحكّم فيما إذا قلنا: هذا هو المقصود فقط، ورفضنا الأقوال الأُخرى، فهنا يحصل التحكّم.

لكن إذا قلنا: إنَّ المقصود مفهومٌ عامٌّ منطبقٌ على كلّ تلك المعاني، فالشفع بالمعنى الكلّي الذي هذا منه وذاك منه وذلك منه إلى آخره، والوتر أيضاً كذلك، فكلّها يمكن أن تكون صادقةً، ولا ضرر في ذلك، فهذا شفعٌ وذاك شفعٌ، في مختلف العوامل وعلى مختلف الرتب والمستويات، فلا تحكّم من هذه الناحية، حتّى الله جلّ جلاله يدخل في هذا الموضوع، ولا ضير في ذلك، لكن بشرط أن لا نقول: إنَّ هذا الرأي هو الرأي الوحيد أو السديد، بل يوجد رأيٌ آخر معه أو أُطروحةٌ أُخرى يمكن أن نقولها.

فأقول: إنَّ الشفع إنَّما هو شفعٌ عامٌّ كلّي ينطبق على كلّ شفعٍ، والوتر إنَّما هو وترٌ عامٌّ أيضاً ينطبق على كلّ وترٍ، لكن مع ذلك له درجةٌ من الانتزاع؛ لأنَّ بعض حصص الشفع وبعض حصص الوتر تكون ملفتةً للنظر في درجةٍ من درجات التفكير.

فنحن إذا أخذناها من ناحيةٍ متشرّعيّةٍ فالأظهر أنَّها صلاة الليل في هذه الدرجة من درجات التفكير، فالشفع والوتر عبارةٌ عن صلاة الليل، وإذا أخذناها من ناحيةٍ عقليّةٍ فالأظهر هو الأعداد؛ لأنَّها جميعاً
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 234
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
الفاتحة مع الصلاة على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين.....

اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم الشريف يا رب ياكريم.....
#إهداء إلى السيد الشهيد ونجليه....
وجميع أموات المؤمنين والمؤمنات
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
2
حملة المليون ( #لا_إله_الا_الله )

أهداء و نيابة عن
١- (النبي محمد و آل بيته الأطهار عليهم السلام)
٢- (آل الصدر الكرام)
٣- (المؤمنين و المؤمنات)

العدد المنجز :/(٤٤٦,٧٤٣ )
#لحفظ_وتعجيل_قائم_ال_محمد (عج)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لمشاركة ،ارسال عدد التهليل عبر: @hs1998
#فريق_محبو_حفيد_الأمام_الحسين_ع_
نسالكم الدعاء في حالة ملحة جداً
جزاكم الله خير

ـــــــــــــــــــــــــــــ
👍2💔1
منة المنان/ السيد محمد الصدر
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 233 ـــــــــــــــــــــــــــــ جهنّم وهي سبعةٌ، إلى غير ذلك، وهي كثيرةٌ، أنهاها بعضهم إلى ستّةٍ وثلاثين قولًا، ولا يخلو أكثرها من تحكّمٍ‏. ولنا أن نعلّق على قضية التحكّم التي أفادها السيّد الطباطبائي (قدس سره)،…
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 234
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إمّا زوجٌ أو فردٌ، وإذا أخذناها من ناحيةٍ فلسفيّةٍ فالأظهر هو الخلق، فكلّ هذه المخلوقات ازدواجيّة إلَّا الله سبحانه وتعالى؛
فإنَّه هو الواحد الأحد، وإذا أخذناها من ناحيةٍ منطقيّةٍ فالشفع الكبرى والصغرى، والوتر النتيجة، وإذا أخذناها من ناحيةٍ فقهيّةٍ فالشفع العقود؛
لأنَّها متكوّنةٌ من إيجابٍ وقبولٍ، والوتر الإيقاعات؛
لأنَّها من طرفٍ واحدٍ، وإذا أخذناها من ناحيةٍ تأريخيّةٍ فالشفع الوالدان، فكلّ شخصٍّ له والدان، والوتر من ولد بدون أبٍ أو بدون أبوين من قبيل: عيسى (ع)؛
إذ سببه الولادي واحدٌ، وهو أُمّه مريم، وآدم (ع) وكذلك الكبش الذي فُدي به إسماعيل، وكذلك الأفعى التي انقلبت لها عصا موسى، وكذلك الأسد الذي انقلبت له الصورة في حادثةٍ عن الإمام الهادي (ع) وهكذا، فليس لهذه الأُمور أبٌ ولا أُمٌّ، بل هو وترٌ وحده. وإذا أخذناها من ناحيةٍ لغويّةٍ كانت عامّةً لكلّ شفعٍ ووترٍ، وكلّ تلك الأُمور من مصاديقها، ونستطيع أن نطبّق حصص الشفع والوتر في كثيرٍ من الميادين.

وقد قلت ذلك مراراً وأقول دائماً: إنَّ هذا الدرس إنَّما هو فتحُ بابٍ للفكر البشري عامّةً وللفكر الإمامي خاصّةً، كما أنَّ كتابي) ما وراء الفقه) فتح باباً للسير في هذا الصدد، ولا أمدح نفسي هنا، بل لم تكن الحوزة إلى حين طباعة الكتاب ملتفتةً إلى ما فيه، فما وراء الفقه معنىً كلّي قابلٌ للانطباق على حصصٍ لعلّها لا متناهيةٌ، فكلّ شي‏ءٍ وجدناه خارج الفقه ممّا يرتبط بالفقه فهو مما وراء الفقه في الحقيقة ويحسن الالتفات إليه عموماً، سواء ذكرته أنا في الكتاب أم لم أذكره، فهو بابٌ ينفتح منه ألف بابٍ.

****

قوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ:
بالمضارع يريد إعطاء صورةٍ متحرّكةٍ، ولو كان في الماضي لكانت‏

ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 235
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 235
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الصورة ثابتةً، فليس المراد خروج الليل تماماً، خلافاً لما قال السيّد الطباطبائي في (الميزان) من: أنَّه كقوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ.

و (يسر) من سرى يسرى، قال الراغب: السُرى سير الليل، يُقال: سرى وأسرى.

قال تعالى: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ‏ وقال تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا.

أقول: السراية الانتقال، ومنه سرى النهر أي: انتقل ماؤه، وسرت النجاسة أي: انتقلت من المحلّ النجس إلى المتنجّس.

وعلى كلا التقديرين يُشار به إلى حركة الزمان، فبدلًا من أن يكون السُرى بالليل، يكون الليل نفسه يسري مجازاً.

أو هو من السير، فيسر يعني: يسير، وخاصّةً إذا أخذناه بدون ياءٍ.

وأمّا إذا أخذناه بالياء فيكون من اللفظ المقلوب، كأنَّ الياء التي كانت قبل الراء قد أصبحت بعدها: إمّا باعتبار اللفظ القرآني وحده أو باعتبار اللغة نفسها؛ فإنَّها لا تخلو من قلب الألفاظ.

ولا شكّ أنَّ (يسير) و (يسري) معناهما متشابهٌ إلى حدٍّ معتدٍّ به.

قال العكبري: (والوتر) بالفتح والكسر لغتان.

و (إذا) ظرفٌ، والعامل فيه محذوفٌ، أي: أقسم به إذا يسر (وقلنا في مثله: إنَّه قيدٌ للمقسوم به لا للقسم) والجيّد إثبات الياء، ومن حذفها فلتوافق رؤوس الآيات‏.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 236
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 236
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ولا شكّ أنَّ وجود الياء هو الأفصح، وبعض القرّاء يثبتونها، إلّا أنَّ الإشكال فيها من حيث النسق، وهو رؤوس الآيات.

إذن لابدّ من التطرّق في المقام إلى مادّة (يسر) وقلنا: إنَّ هيئته فعلٌ مضارعٌ، ولا حاجة إلى الإطالة فيها، لكن مادّته يوجد فيها أكثر من أُطروحةٍ:
الأُطروحة الأُولى: أُطروحتها الظاهرة والأقرب إلى اللغة، أي من: سرى يسري، ونقلنا المعنى عن الراغب آنفاً، قال: السرى سير الليل، وهذا موجودٌ في الأدب نحو قول الشاعر:
سرى يخبط الظلماء والليل عاكفٌ‏
غزالٌ بأوقات الزيارة عارفٌ‏ يُقال: سرى وأسرى، وكأنَّ المزيد أو الرباعي بمعنى الثلاثي، وإن كنت لا أتعقّل ذلك؛ لأنَّ (أسرى) معناها: أسرى غيره، فيكون متعدّياً، لا أنَّه يكون لازماً، لكن ظاهر عبارة الراغب أنَّه لازمٌ مثل (سرى).

لذا ورد في القرآن متعديّاً نحو قوله: أَسْرَى بِعَبْدِهِ‏ و فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ‏، أي: أسرى عبده، وأسرى أهلك، ويكون ذلك أوضح حينما تكون هذه الباء زائدة، وإلَّا فإنَ‏ عَبْدِهِ‏ و أَهْلِكَ‏ بمنزلة المفعول به؛ لأنَّ الفعل رباعي، وينبغي أن‏
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 237
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 237
ـــــــــــــــــــــــــــــ
يكون متعدّياً.

وقوله تعالى: فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ‏ من هذه الناحية له معنىً آخر، وهو: أن أخرج مع أهلك، أنت أسر وأهلك أيضاً أسرِهم، إلّا أن هذا غير موجودٍ في قوله تعالى: أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا فالله أسرى النبي (ص) أي: حمله على السراية والسري، وهو السفر ليلًا أو الشخوص ليلًا بالاصطلاح القديم.

فأوضح أُطروحات هذه المادّة هو السير ليلًا.

ثُمَّ إذا كان (يسري) بمعنى السير ليلًا، فلا بأس أن نقول: إنَّ الليل يسير ليلًا، أي الليل يسير في الليل، وهذا مجازٌ لطيفٌ جدّاً في أنَّ حركة الليل في الليل، أي: الحركة الزمانيّة ومحاولة الوصول إلى نهاية الليل، كأنَّ الليل يمشي في الليل، فكأنَّ الليل شخصٌ يمشي في الليل.

الأُطروحة الثانية: أن يكون (يسري) من السراية، والسراية هي الانتقال من مكانٍ إلى آخر، ومنه سرى النهر، أي: انتقل ماؤه، وسرت النجاسة، أي: انتقلت من المحلّ النجس إلى المحلّ الملاقي أو المتنجّس، ونحو ذلك من الأُمور.

وعليه فالليل إذا كان يسري، كان المراد أنَّه ينتقل ويتحرّك زمانيّاً، وهذا أيضاً من المعاني اللطيفة.

الأُطروحة الثالثة: ولعلّها أضعف الأُطروحات، لكن نتعرّض لها من باب الأُطروحة الشاذّة، وهي أنَّ (يسري) بمعنى: (يسير) أي: يمشي، فإن قرأناها بدون ياءٍ) يسرِ) كما هي قراءة حفصٍ عن عاصمٍ، فتكون حينئذٍ متكوّنةً من ياءٍ وسينٍ وراءٍ، وتصبح على هذه الأُطروحة مكوّنةً من ياءٍ وسينٍ وياءٍ وراءٍ، أي: (يسير).

ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 238
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 238
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وإن قرأناها بالياء- كما هو الأفصح على ما سوف أقول- فحينئذٍ يصير من القلب؛ لأنَّ الياء في الأصل بعد الراء (يسري) فنجعلها من خلال القلب قبل الراء فتكون (يسير)، والقلب في اللغة وإن كان قليلًا، لكنّه ليس ببعيدٍ وليس بنادرٍ، فكثيرٌ من الموادّ يبقى لها نفس المعنى لو قُلبت، وهذا منها.

لكن قضيّة القلب إمّا أن ننظر لها قرآنيّاً بمعنى: أنَّ القرآن استعمل يسري بمعنى: يسير، يعني استعمل أحد وجهي القلب بالوجه الآخر، وإمّا أن نقول: إنَّ هذا موجودٌ في أصل اللغة؛ لأنَّ يسري ويسير بمعنىً واحدٍ، غاية الأمر أنَّ فيه إشعاراً أنَّه يسري في الليل، وإلّا فإنَّ استعماله في مطلق السير لا بأس به، فيكون هذا القلب موجوداً في اللغة والقرآن، وإنَّما استعمله القرآن تبعاً للغة.

أقول: أنا سمعت من يقرأها من القرّاء المصريّين بالياء، ومن حذفها فإنَّما لتوافق رؤوس الآي، أي: النسق القرآني، لأنَّ الآيات الأُخرى تنتهي بالراء: وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ* وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ.

وفي الحقيقة إذا أخذنا المحصّلة والفكرة العامّة نواجه صعوبةً في كيفيّة الجمع بين رؤوس الآي، أي: بين النسق وبين ما هو فصيحٌ في كلمة (يسري).

وفي جواب هذه المشكلة عدّة أُطروحاتٍ:
الأُطروحة الأُولى: أن نقبل بعدم وجود النسق، أي: إنَّ النسق في الآيات السابقة موجودٌ، لكنّ الله تعالى لحكمةٍ هنا حذف النسق، ففي قوله: وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ يكون الوقف ضروريّاً عند السكون.

وأمّا قوله: وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ فهو نسقٌ آخر يختلف عمّا سبقه، أي: إنَّ الآية لها
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 239
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 239
ـــــــــــــــــــــــــــــ
نسقها الخاصّ بها.

الأُطروحة الثانية: أن نقرأ الآيات كلّها بالكسر وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ* وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ إمّا بعنوان أنَّنا نجيز الحركة مع الوقف، كما أنا أقوله في الفقه على نحو الاحتياط الاستحبابي، ولا بأس بالحركة مع الوقف، ولا بأس بالسكون مع الدرج، لكنّه أحسن في الجملة، وليس متعيّناً، فلربما نزل القرآن بها؛ بقرينة وجود الياء في (يسري) ليصبح بالكسرة لا بالسكون، حتّى يكون كلّه مستقيماً.

وإمّا أن نقول- وليس أُطروحةً جديدةً-: إنَّ من الضروري أن لا نقف، وينبغي أن نقرأ الجميع بالدرج حتّى يكون كلّه بالكسر وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ* وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ* وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ حتّى لا يكون إيجاد الكسرة غلطاً.

الأُطروحة الثالثة: ما عليه قراءة حفصٍ عن عاصمٍ، وهي القراءة المشهورة، وهو أنَّنا نقول: يسرْ بالسكون، أي: نحذف الياء ونحذف الكسرة التي أوجدتها الياء.

وهذا أضعف الاحتمالات حسب فهمي؛ لأنَّه غير فصيحٍ جزماً، وحفص وعاصم هما المسؤولان أمام الله عن هذا التعبير؛ إذ إنَّ غير الفصيح لا نستطيع أن نحمله على القرآن.

نعم، يبقى من الناحية الفقهيّة شي‏ءٌ واحدٌ، وهو أنَّ قراءة حفصٍ وعاصمٍ مشهورةٌ في زمن المعصومين (عليهم السلام)، وقد سكتوا عنها وأقروّها، إذن يجوز لنا أن نقرأها، ونستطيع أن نقول: إنَّ القرآن نزل بهذا الترتيب، أي: بسكون الراء في (يسر) مع أنَّ هناك حرفاً محذوفاً عن علمٍ وعمدٍ، فالحرف حذفناه.

والحركة: إمّا أن تكون بالكسرة إشارةً إلى الياء المحذوفة، وإمّا أن نحذف الياء والإشارة إليها، وهي الكسرة ونُبقي على السكون، وهذا يصعب الالتزام به في الحقيقة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 240
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 240
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قوله تعالى: هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ:
الحجر العقل، قال الراغب: وسُمّي ما أُحيط به الحجارة حجراً (ومنه الحجرة أي: الغرفة؛ لأنَّها محاطةٌ بالحجارة) وبه سُمّي حجر الكعبة (حجر إسماعيل) وديار ثمود قال تعالى: وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ‏.

وتصوّر من الحجر معنى المنع لما يحصل فيه (من منع اللصوص أو منع المعتدين) فقيل للعقل: حجرٌ؛ لكون الإنسان في منع منه ممّا تدعو إليه نفسه، وقال تعالى: هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ.

وقال في (الميزان): والاستفهام للتقرير يعني: أخذ إقرار المخاطب.

فكأنَّه بمنزلة الجملة الخبريّة بمعنى: وليس ذلك قسم لذي حجرٍ، بل أهمّ منها؛ لأنَّ الخبريّة لا تفيد الإقرار.

وقال أيضاً: وجواب الأقسام المذكورة محذوفٌ يدلّ عليه ما سيذكر من عذاب أهل الطغيان والكفران في الدنيا والآخرة وثواب النفوس المطمئنّة.

وأضاف: وحذف الجواب والإشارة إليه على طريق التكنية أوقع وآكد في باب الإنذار والتبشير.

أقول بقيت بعض الأُطروحات:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
منة المنان في الدفاع عن القرآن، ج‏2، ص: 241
#السيد_الشهيد_محمد_الصدر
ـــــــــــــــــــــــــــــ
#فريق_محبوا_حفيد_الإمام_الحسين_ع_
#تابع.. 👇🏻
3
2025/10/20 02:47:00
Back to Top
HTML Embed Code: