Telegram Web Link
لقدِ اشتاق سمعي منك لَفظاً
وأوحشني خِطابُك بعد بيني
فاودِعْ طيب لفظك لي كتاباً
لأسمع ما تُخـاطبني بعيني
موقعي عندكَ لا أعلمُهُ
آهِ لَو تعلمُ عندي مَوقِعَكْ
نامتِ الأَعيُنُ إِلّا مُقلةً
تسكُبُ الدمعَ وترعى مضجَعَكْ
لم ألقَ ذا شجنٍ يبوح بحبّه
إلّا حسبتك ذلك المحبوبا
حذرًا عليك وإنّني بك واثقٌ
أن لا ينال سوايَ مِنك نصيبا
غَبْتُمْ وأَنْتُمْ حَاضِرُونَ بِمُهْجَتِي
فَبِمُهْجَتِي أَفْدِي الحُضُورَ الغُيَّبا
حديثُهُ أو حَديثٌ عنْهُ يُطْرِبُنِي
‏هذا إذا غابَ أو هذا إذا حَضَرَا
‏كِلاَهُمَا حَسَنٌ عندي أُسَرُّ به
‏لكنَّ أحلاهُما ما وافَقَ النّظرا
أَلا يا مُمرِضي بِالهَجرِ عِدني
فَما لي غَير قُربِكَ مِن عِلاجِ
لَحى اللهُ العَواذِل كَيفَ لاموا
وَقَدُّكَ أَهيَفٌ وَالطّرفُ ساجي
سروريَ أن تبقى بخيرٍ ونعمةٍ
وإني من الدنيا بذلك قانعُ
فما الحبُّ إن ضاعفته لك باطلٌ
ولا الدمعُ إن أفنيته فيكَ ضائعُ
إذا مرّ يوم ولَم أتَذكّرْ
‏به أن أقولَ صَباحُكِ سكّر
‏فلا تعْجَبي مِن ذُهولِي وصَمْتِي
‏ولا تَحْسَبِي أنّ شيْئا تغَيّرْ
‏فحِينَ أنَا لَا أقُول أُحبّك
‏فَمَعنَاهُ أنّي أُحبّكِ أكثَرْ
ولما رأيتُ البدرَ في الليلِ ساطِعًا
تذكّرتُهُ.. والشيُ بالشيِ يُذكَرُ!
يحلو المساءَ مع الذين نُحبّهم
وتطير أشواقُ القلوبِ وِدادا
أرواحهم معنا ستبقى هاهنا
حتى وإن لم نلتقي أجسادا
إنِّي أُحِبُّكِ حُبًّا لا نَفادَ لهُ
ما دامَ في مُهجَتِي شَيءٌ مِن الرَّمَقِ
أراكَ فَلا أغضُّ الطَّرف كي لا
يكون حجابُ رؤيتِك الجفونُ
ولو أنّي نظرتُ بكلِّ عينٍ
لَما استوفَتْ محاسنَك العيونُ
ورائِحَةُ الشَّوقِ عندَ اللِّقاء
كَرائِحَةِ الأرضِ بعدَ المَطَر
فكُنْ لي سُليمانًا على عَرشِ أضلُعي
‏سَآتيكَ مِنْ أقصَىٰ المسَافَاتِ هُدهُدا
ما الحبُ إلا الغيرة.
فمَن فقدَ غيرتَهُ على شخص فقدْ فقدَ حبَّه
‏وإذا لقيتُك لا تَسَل عن حالتي
‏فملامحي بالشوق خيرُ بياني
‏واسمع عيوني كَلما لاقيتني
‏فأنا عيوني في اللقاءِ لساني
رُدَّت الروح على المُضنَى معك
أحسن الأيام يومٌ أرجعك
مرّ من بعدك ما روَّعني
أترى يا حلو بُعدِي روَّعَك؟
موقعي عندك لا أعلمه
آه لو تعلم عندي موقعك
وأهفو إليك مع الأمنيات
كما يرتمي الفكر نحو السما
وأظما إليك فتروي المنى
خيالي ويزداد روحي ظما
وأبكي ويبكي خيالي معي
نشيداً يباكي الدجى الأبكما
‏وَقَالَ العَقلُ دَعهُ وَلَا تَزُرهُ
وَقَالَ القَلبُ فَلتَذهَب إِلَيهِ
حَدِيثُ العَقلِ مَوضُوعٌ وَلَكِن
حَدِيثُ القَلبِ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
إِذا جئتَ فامنَحْ طَرفَ عَينَيكَ غيرَنا
‏لكي يَحسبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ
2025/07/03 14:05:56
Back to Top
HTML Embed Code: