Telegram Web Link
اليوم بعون الله نعود مجددا مع سلسلة "ولتصنع على عيني" وموعدنا هذا الأسبوع مع اسم الله العليم
#ولتصنع_على_عيني
#العليم
#غزة
#الأمة_تئن


🤍 العليم 🤍

دخلت سماح المطبخ لتحضر الإفطار، وشعرت بشيء غريب، ومع قليل من التأمل حولها، أدركت ما فعله ابنها.
ذهبت إليه لتجده يستعد للذهاب إلى المدرسة، فقالت: كيف كانت وجبة البيض بالنقانق يا بُني، هل أعجبتك؟
سفيان بتوتر: عن ماذا تتحدثين يا أمي؟
سماح: أتحدث عن تلك الوجبة التي طبختها في منتصف الليل رغم تنبيهي بعدم الطبخ ليلا، ألم أخبرك سابقا أنك مهما أخفيت آثارك فإن الله سيكشف سترك لأنك تماديت في عصياني وقد تُعرضنا جميعا للخطر؟ على كل حال، سنتحاسب بعد عودتك بعون الله.

وبمجرد أن خرجت سماح، دخل معاذ مباشرة وقال: لقد اكتشفت سرك مجددا، أليس كذلك؟ لقد حذرتك أن أمي ستعلم، لكنك لا تستمع إلى أحد.
رد سفيان: لقد اجتهدت في إخفاء كل آثاري ولا أعلم كيف تكتشف الأمر في كل مرة، فهذا الأمر أصبح يثير جنوني.
معاذ: أخبرتك أنها تعرف كل شيء، وأحيانا قبل حدوثه. فقد مررت الآن من جوارها وأنا أبحث عن حقيبتي، ودون أن أسألها، وجدتها تخبرني بمكانها! ولا أعلم كيف علمت أني أبحث عنها؟

...

كثيرا ما يتعجب الأبناء من حال الأم ومعرفتها بما يدور في أذهانهم، وكذلك علمها بما فعلوه خفية عنها، غافلين أن الله قد وهب الأنثى عامة، والأم خاصة، قدرة فطرية على ملاحظة التفاصيل الدقيقة لأبنائها.
ولأنها أكثر من يقضي وقتا معهم في طفولتهم، وأكثر من يشاهد مواقفهم على مر الأيام والسنوات، فقد فهمت طبيعة كل منهم، وأصبحت قادرة على توقع سلوكياتهم مما رأته منهم سابقا، كل هذا وهي مخلوق مثلهم، ليس لها من علم الغيب شيء.

فإذا كانت هذه المعرفة الفطرية البسيطة قد أدهشت أبناءها، فكيف بعلم العليم الخبير الذي لا تخفى عليه خافية؟

وهو ما أدركه إبراهيم عليه السلام حينما كان يبحث عن الله رب هذا الكون.
يقول الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام:
{قَالَ أَتُحَـٰجُّونِّی فِی ٱللَّهِ وَقَد هَدَىٰنِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشرِكُونَ بِهِۦۤ إِلَّا أَن یَشَاءَ رَبِّی شَیـٔا وَسِعَ رَبِّی كُلَّ شَیءٍ عِلمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [الأنعام ٨٠]
حين جاء المشركون يجادلون إبراهيم عليه السلام في يقينه بالله، وانشراح صدره للتوحيد، وحاولوا إخافته بآلهتهم، سألهم مستنكرا: أتجادلونني في الله الذي هداني؟

لقد مر إبراهيم عليه السلام برحلة طويلة يبحث فيها عن الله ربه وخالقه، حتى وجده في قلبه، وعقله، وفي كل تفاصيل الكون من حوله... وجده حينما أنار الله بصيرته، وهداه إليه.
أبعد كل هذا يجادلونه، ويحاولون إخافته بتلك الأصنام بعدما وجد الله؟ وماذا يخاف؟ ومن الذي يخافه بعدما لامس الإيمان بشاشة قلبه؟ ألا يعلمون أن لا أحد يستطيع مسّه إلا إذا شاء الله أمرا؟

لذا أكمل قائلا: {وَسِعَ رَبِّی كُلَّ شَیءٍ عِلمًا}،
أي أحاط علمه سبحانه بكل شيء مهما صغر أو خفي، فله علم الغيب كله، وهو الذي يعلم عواقب الأمور إن كانت إلى خير أو شر، فعلمه وسع كل شيء، ولا يشاء إلا ما فيه الخير والصلاح لنا، من منظور رحمته الربانية وعدله المطلق.

قالها إبراهيم بثقة ويقين، رغم الابتلاء الذي كان يعصف به مع قومه، قالها مذكرا لهم بالله وعظمته، وكأنها تمهيد منه ليخبرهم أن ذاك اليقين بعلم الله ومشيئته هو مصدر الأمان الذي تسلل إلى روحه ومنع وجود أي خوف، فأكمل قائلا: {وَكَیفَ أَخَافُ} [الأنعام ٨١]}،

كيف يخاف من احتواه الله بالأمان واستشعر معيته وعلمه بحاله في كل خطوة؟
كيف يخاف من آمن بالله، وعلم أن بيده ملكوت السماوات والأرض؟
كيف يخاف من أيقن أنه لن يصيبه شيء إلا بمشيئته سبحانه وبتدبيره وحكمته؟
وكيف له أن يخاف من البشر ومعه رب البشر، الذي أحاط بعلمه كل شيء.

ذلك العلم الذي لم يُبن على ملاحظات أو خبرات حياتية، بل هو علم الخالق بتفاصيل مخلوقه، فكما أن صانع الآلة هو أعلم بما صنع، فكيف سيكون علم من خلق كل شيء؟


سوزان مصطفى بخيت

لمتابعة السلسلة عبر قناتي العامة، أو قناة السلاسل والدورات.

💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞
#نبض_الأمة

«‏في هذا الوقت وتحت نيران القصف المدفعي والجوي،
تئن بطون أهالي غزة من الجوع والعطش…

ورغم شدة البلاء وقسوة الوجع، تُجبر عشرات العائلات في منطقة الكرامة شمال غرب غزة على مغادرة منازلها،
هربًا من الغارات الإسرائيلية التي لا ترحم، ولا تفرّق بين طفل وامرأة.
يسيرون نحو المجهول، بلا مأوى، بلا وجهة،
ينامون على الأرصفة
، وكل ما يحملونه في قلوبهم هو رجاء واحد النجاة من الموت.

لكن حتى الرجاء بات ينهشه الخوف… والخذلان.»

أنس الشريف

يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم:
“المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه،
ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته،
ومن فرّج عن مسلم كربة، فرّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة،
ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة.” [رواه مسلم]

حملة الإغاثة

🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷

لإرسال نبض أقلامكم:
https://www.tg-me.com/HeartbeatOfGaza_bot

رابط القناة:
https://www.tg-me.com/HeartbeatOfGaza
‏«وتظُنُّ أنك لا تُعاقَبُ بذنبكَ
وأنت حُرمتَ قيام الليل
ووردَكَ من القرآن
حُرمتَ السُّننَ الرواتب
وانعقدَ لسانُكَ عن ذكرِ الله!
طُبعَ على قلبِكَ شيئاً فشيئاً وأنت لا تشعر!
وتظنُّ أنكَ لا تُعاقَبُ لأنكَ لست مُبتلى في دنياك!

وأي ابتلاءٍ أشدُّ من أن يُحرمَ الإنسانُ الوصلَ مع الله؟»
لماذا لا نشعر بالإقبال الإيماني في ذي الحجة كرمضان مع أن هذه الأيام أفضل من رمضان؟

الذي يظهر أن مرد ذلك الأسباب الأربعة الآتية:

أولا: العبادة في رمضان شعائر ظاهرة؛ ففي النهار صيام واجب، وفي الليل صلاة التراويح، والنفس تتشجع للشعائر الظاهرة ما لا تتشجع في غيرها، خاصة لمن كان ينشط مع الجماعة ويتكاسل إذا انفرد.

ثانيا: العبادة في رمضان محددة، وتدور حول الصيام والقيام، أما العبادة هنا فمفتوحة غير محددة، لإطلاق الحديث العمل الصالح دون تقييد، والنفس وإن اشتهت التوسيع إلا أن التقييد يجعلها تنتظم بمقدار من العمل لا تنقص عنه.

ثالثا: العناية الربانية في رمضان أكمل؛ إذ إن أبواب الجنة مفتوحة فتفتح أبواب الحسنات المفضية إليها تبعا لذلك، فيكون أداء العبادات سهلا، وتغلق أبواب النار فتغلق أبواب السيئات المفضية إليها، فيكون ترك السيئات سهلا، والشياطين مصفدة فلا يوجد كبير مجاهدة.
أما هنا ففعل العبادات وترك السيئات لا يخلو من مشقة، ومقاومة وساوس الشيطان لا تخلو من مجاهدة على القانون المعتاد طيلة العام.

رابعا: النفس تستفز لما كان مخفيا، وفي رمضان أخفيت ليلة القدر فترى الأمة شرقا وغربا تحيي ليالي العشر كلها التماسا لها، أما هنا فاليوم الفاضل هو عرفة، ولا خلاف أنه التاسع، فالناس مطمئنون لإدراكه، ولو جاء النص النبوي أن في عشر ذي الحجة يوما يكفر الله به سنتين لمن صامه.. لرأيت استنفارا إيمانيا عند الخاصة والعامة.

والمقصود أن يعلم المسلم أن العمل في هذه الأيام أفضل من العمل في العام كله بما في ذلك رمضان ليله ونهاره باستثناء ليلة القدر، ولا تحتكم لحجم الإقبال النفسي؛ ولكن لوضوح المفاضلة في النص النبوي.
فأدرك نفسك والله يتولاك ويرعاك.

http://www.tg-me.com/mastal
من أعظم نعم الله في مواسم الطاعات: أن يُذوّقك حلاوتها، ويملأ قلبك بمحبة تلك الأيام.

فإن كان هذا في بلاد المسلمين حيث تُبهجك المآذن والخطب والتلاوات والمحاضرات…
فكيف بمن حُرم من كل ذلك في بلاد الغير مسلمين، ثم أكرمه الله بأن يحيي في قلبه لذة المواسم؟
أي فرحة ستكون في قلبه؟ وأي نعمة تلك التي أنزلها الله عليه؟

فاللهم عمر قلوبنا بحبك، واملأها سكنا وسكينة وطمأنينة، في مواسم الطاعة وسائر الأيام.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
‏إنَّ للغَيبة وجوهاً لا ينتبه إليها النَّاس، فانتبه أنتَ!

#رسائل_من_التابعين
لو مشغول ٢٢ ساعة في اليو...
حسين عبد الرازق
لو مشغول ٢٢ ساعة في اليوم، ماذا تفعل من الخير في ساعتين يوميا /حسين عبد الرازق

للمشغول!.. ما الذي يمكن أن تفعله في ساعتين 2 فقط في اليوم؟؟
هذا مقطع خاص للمنشغلين ومن ملأت أوقاتهم، ومع ذلك يحب الخير ويريد أن يستثمر وقته في رضا الله..
Forwarded from || غيث الوحي ||
.
هذه رسالة وصلتني على البوت
الأمر جدٌ لا هزل
والتأخر عن الصدقة بالمال لا عذر فيه لمستطيع
#ولتصنع_على_عيني
#العليم
#غزة
#الأمة_تئن

ذلك العلم الذي لم يُبن على ملاحظات أو خبرات حياتية، بل هو علم الخالق بتفاصيل مخلوقه، فكما أن صانع الآلة هو أعلم بما صنع، فكيف سيكون علم من خلق كل شيء؟

العليم... الذي يعلم عدد الأنفاس، وعدد الإنس والجن والطير والحيوان، وعدد ذرات الرمال.
العليم... الذي وسع علمه كل شيء من قبل أن تبدأ الخليقة وحتى بعد قيام الساعة، وقام بتدوين علمه في اللوح المحفوظ ليكون شاهدا يوم الحساب.

يقول رسول الله صلوات الله وسلامه عليه: (إنَّ أولَ ما خلق اللهُ القلمُ، فقال لهُ: اكتبْ،
قال: ربِّ وماذا أكتبُ؟
قال: اكتُبْ مقاديرَ كلِّ شيءٍ حتى تقومَ الساعةُ.) [صحيح أبي داوود]

(أي: فأَمَرَ اللهُ تعالى القَلَمَ أن ْ يكتُبَ، فكتَبَ القَلمُ أفْعَالَ العِبادِ كلَّها؛ حَسَنَهَا وسَيِّئَها، وثَوابَ الطَّاعاتِ، وعِقابَ السَّيِّئاتِ، وقدْ خلَقَ اللهُ ذلك وأمَرَ بكَتْبِهِ، وصارَ مَوضوعًا على اللَّوْحِ المحفُوظِ؛ لِيَظلَّ جارِيًا إلى يَومِ القِيامةِ، وقدْ كُتِبَ ذلك وفُرِغَ منه وحُفِظَ) [شرح الدرر السنية]

فدوّن القلم كل شيء…
علمُه بكل شيء…
بأفعال العباد، حسنها وسيئها، بعواقب الأمور، بأسرار القلوب وخواطرها…

هو العليم بما كان، وبما لم يكن، وبما سيكون، وبما لا يكون لو كان كيف كان يكون...
قال تعالى: {لَو كَانَ فِیهِمَا ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبحَـٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلعَرشِ عَمَّا یَصِفُونَ} [الأنبياء ٢٢] فوجود آلهة غيره أمر ممتنع، ومع ذلك، هو يعلم ما سيؤول إليه الأمر لو وجدت آلهة، من فساد ودمار...

وهو العليم بما هو واجب، فيعلم نفسه، وأسمائه، وصفاته، وكل ما يتعلق بذاته جل جلاله.

فإن كان هذا مبلغ علمه سبحانه...
أترونه يخفي عليه أمرنا؟
أتحسبونه لا يدري بما يسكن قلوبنا المنهكة؟
أتظنونه لا يعلم آثار آلامنا؟ ولا يراها في أفكارنا، وسلوكياتنا، وأحلامنا وملامحنا؟

يقول الله تعالى:
{وَعِندَهُۥ مَفَاتِحُ ٱلغَیبِ لَا یَعلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَیَعلَمُ مَا فِی ٱلبَرِّ وَٱلبَحرِ وَمَا تَسقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا یَعلَمُهَا وَلَا حَبَّة فِی ظُلُمَـٰتِ ٱلأَرضِ وَلَا رَطب وَلَا یَابِسٍ إِلَّا فِی كِتَـٰب مُّبِین} [الأنعام ٥٩]
فها هو سبحانه يخبرنا عن نفسه، عن مبلغ علمه في ذلك الكون الفسيح، وأنه وحده من يملك مفاتيح الغيب وخزائنه، لا يعلمها إلا هو.
يعلم ما في البر، ما ظهر منه وما بطن، ويعلم ما في البحر، أعماقه وظلماته.
وتلك الأشجار التي تتساقط أوراقها، ورقة تلو الأخرى، لا تسقط منها ورقة واحدة في أي مكان أو زمان إلا ويعلم مبدأها ومنتهاها.
وكل حبة صغيرة في أعماق الأرض لا تغيب عن علمه، فكل شيء، دقيقه وجليله، قد كُتب في كتاب مبين.

لكننا، لقصور علمنا، ننسى ونغفل، ونحكم على الأحداث بمنظارنا البشري القاصر، كما حدث مع الملائكة حينما أخبرهم الله بأنه سيجعل في الأرض خليفة:


سوزان مصطفى بخيت

لمتابعة السلسلة عبر قناتي العامة، أو قناة السلاسل والدورات.

💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞
#تأملات_ووقفات

أشياء كثيرة حطمت قلوبنا… لكنها في الحقيقة أصلحت رؤيتنا،
أظهرت لنا خبايا نفوسنا، وكشفت لنا ما لسنا أهلًا له بعد،
وحثتنا على التداوي، لجبر قلوبنا وكسورنا وضعفنا…

حتى أتتنا عشر ذي الحجة…
تحمل في أيامها الشفاء لجراحنا، والجبر لقلوبنا، وتصحيحا لرؤيتنا، ونورا لطريقنا.
فيا لها من فرصة عظيمة، بل هدية ربانية…
فلنغتنمها قربة له سبحانه،
لعلها تكون بابا يُفتح لنا، وميلادا جديدا لأرواحنا المتعبة.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
آية من كتاب الله، إذا جعلها العالِم والمصلح -الذي تحققت له المكاسب- بين عينيه يفلح بإذن الله.
«والذي نفسي بيده، ما وجدتُ من العلم في كلامٍ أكثر مما وجدتُه في هذه الكلمات الأربع: (سبحان الله، الحمدلله، لا إله إلا الله، الله أكبر).

وما ازددتُ فيها تأملا، إلا ازددتُ أخذا من معينها الذي لا ينضب!

ولو علم الناس ما فيها من العلم، والهدى، والبركة.. وما تورثه في النفس من معاني العبودية: لكان لهم معها شأنٌ مختلف!»

غيث الوحي
Forwarded from يوميات من غزة
في هذه الأرض المثقلة بالحجارة المكسورة، وتحت هذا السقف المهترئ الذي بالكاد يحجب الريح، وبين خيوط البرد التي تتسلل إلى عظامنا... أكتب لكم اليوم لا لأحدثكم عن النزوح وحده، بل عن بصيص حياة جاءنا في عتمة هذا الليل الطويل.

زوجتي... رغم الألم، رغم التعب، رغم الخيمة التي تضيق بنا وبهمومنا... تحمل في أحشائها حياة جديدة، قلبًا صغيرًا ينبض داخلها، روحًا لم تعرف بعد عن الحرب شيئًا، ولم تذق من مرّ هذا العالم سوى ما يلامسها عبر قلوبنا المرتجفة.

أعلم أن الطريق صعب، وأن القادم مجهول... لكنني اليوم، رغم كل هذا الحزن، أشعر بيد الله التي تربّت على قلوبنا، تخبرنا أن في رحم المحن تولد المعجزات.
أقول لكم: نعم، نحن في نزوح، والريح تعصف بخيمتنا، والطعام قليل، والخوف كثير... لكننا نحيا، وسنحيا، وسنُكمل الطريق.
وهذا الطفل القادم... سيكون شاهدًا أن الحياة لا تموت، مهما ثقل الألم، ومهما ضاق بنا المكان.

يا رب، احفظ لنا هذا الجنين، واجعله آية أمل في زمن التيه... واجعل قدومه بردًا وسلامًا على قلوبنا التي أرهقها الخوف والانتظار.
واجعل له بيتًا يأويه، وسماءً تظله، وأرضًا لا تُخذل.
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
#ولتصنع_على_عيني
#العليم
#غزة
#الأمة_تئن

لكننا، لقصور علمنا، ننسى ونغفل، ونحكم على الأحداث بمنظارنا البشري القاصر، كما حدث مع الملائكة حينما أخبرهم الله بأنه سيجعل في الأرض خليفة:
{وَإِذ قَالَ رَبُّكَ لِلمَلَـٰىِٕكَةِ إِنِّی جَاعِل فِی ٱلأَرضِ خَلِیفَة قَالُوا أَتَجعَلُ فِیهَا مَن یُفسِدُ فِیهَا وَیَسفِكُ ٱلدِّمَاءَ وَنَحنُ نُسَبِّحُ بِحَمدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّی أَعلَمُ مَا لَا تَعلَمُون} [البقرة ٣٠]

فها هو جل شأنه يخبر ملائكته أنه سيجعل خليفة في الأرض، خليفة تُسَخَّر له الأرض بما فيها من مخلوقات، تعينه على حمل أمانة الخلافة، فتعجّب الملائكة، وكأن لديهم معرفة بتجارب سابقة حدث فيها إفساد في الأرض فقالوا: أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء؟

لم يستطيعوا بعلمهم المحدود إدراك الحكمة، وهم يسبحون بحمد الله ويقدّسونه، فكيف يخلق من يُفسد؟
فما كان من الله إلا أن قال: {إني أعلم ما لا تعلمون} ... فقط.

فهو سبحانه يعلم ما سيكون عليه هذا الخليفة، ويعلم الخير العظيم الذي سيتحقق بخلافته، ذلك الخير الذي يفوق الشر بمراحل.
وعلمه هذا مقرونا بحكمته سبحانه؛ فلا يفعل شيئا إلا في المكان والزمان والكيفية الأنسب.
ومن ثمرة هذه الخلافة التي نعايش آثارها: أن خرج منها الأنبياء والصديقون، والشهداء والصالحون، وتحققت معاني العبودية لله في صور ما كانت لتتحقق لولا أن خُلِق آدم ليكون خليفة في الأرض.

ثم حين بدا من كلام الملائكة أنهم يظنون أنفسهم أفضل من آدم لأنهم يسبحون ويقدسون، بيَّن الله سبحانه فضل آدم، وأظهر لهم قصور علمهم:
{وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلأَسمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُم عَلَى ٱلمَلَـٰىِٕكَةِ فَقَالَ أَنبِـُٔونِی بِأَسمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُم صَـٰدِقِینَ} [البقرة ٣١]

كان هذا الاختبار الحقيقي، والدليل القاطع على عجزهم، حين طُلب منهم أن يُخبروا بأسماء لم يعلموها.
فما كان منهم سوى أن سبّحوا الله، وأقروا بعجزهم، وقالوا:
{قَالُوا سُبحَـٰنَكَ لَا عِلمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمتَنَا إِنَّكَ أَنتَ ٱلعَلِیمُ ٱلحَكِیمُ} [البقرة ٣٢]
أقرّوا أن الله علّم آدم ما يحتاجه، بحكمته، لأنه سيكون في الأرض، بينما الملائكة لا تحتاج إلى هذا العلم.

ثم عقب سبحانه مؤكدا تلك المعاني:
{أَلَم أَقُل لَّكُم إِنِّی أَعلَمُ غَیبَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلأَرضِ وَأَعلَمُ مَا تُبدُونَ وَمَا كُنتُم تَكتُمُونَ} [البقرة ٣٣]
فهو عليم بكل ما غاب عنا، وبما نشاهد، وبما نُظهر ونخفي.

في هذه القصة مثال يتكرر في حياتنا كثيرا؛ حينما نعترض أو نجزع من حدث ما، لقصور علمنا، وننسى علم الله المحيط، المقرون بحكمته ومشيئته.

لذا يطمئننا الله تعالى، ويبث في قلوبنا الأمان:
{مَا أَصَابَ مِن مُّصِیبَةٍ إِلَّا بِإِذنِ ٱللَّهِ وَمَن یُؤمِن بِٱللَّهِ یَهدِ قَلبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیءٍ عَلِیم} [التغابن ١١]

كل تلك المصائب والابتلاءات التي تحيط بنا، لم تقع إلا بإذنه ومشيئته لحكمة لا يعلمها إلا هو.
فكم من بلاء أحاط بنا، لكنه كان مغلفا بلطفه، لينقذنا من بلاء أعظم.


سوزان مصطفى بخيت

لمتابعة السلسلة عبر قناتي العامة، أو قناة السلاسل والدورات.

💞 نسَيْنا أو تَنَاسَيْنا، سَتَزهَرُ هَا هُنَا بِذْرَةُ الإيمَان 💞
Forwarded from براء !
سفكت دماء المسلمين في الأشهر الحرم، وقُتِّلَ الأطفال والنساء، وذُلَّ الشيوخ والعجزة، فمن لم يمت اليوم بقصف، هلك قهرا وجوعا..

والله لو علم المسلم حقيقة ما هم عليه من المسكنة والعوز والحاجة.. لقاسمهم في ماله وطعامه، ولو ضيّق على أهله، إن كان في قلبه حياة!

وإن المرءَ ليخاف من ربّه ويستحي منه، وقد أقبل على الطاعة، وشمر عن سواعد الجد في العبادة، مع دخول العشر، واستشعار حرمة الأشهر.. ثم إخوانه يستصرخونه، ويسألونه الغوث -بعد الله- ولا مدد..

كيف والله يقول: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}


انصروا إخوانكم، وقدموا بين يدي دعوات عرفة قربات:


https://www.tg-me.com/baraagk/3259
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
2025/06/30 22:36:36
Back to Top
HTML Embed Code: