Telegram Web Link
﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾
” استئناف جاء معترِضا بين ذكر دلائل وحدانية الله تعالى بذكر عظيم قدرته على تكوين أشياء لا يشاركه غيره في تكوينها. فالجملة معترضة بين جملة ﴿يُغْشِى الَّليْلَ النَّهَارَ﴾ وجملة ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرسلُ الرِّياحَ﴾؛ جرى هذا الاعتراض على عادة القرآن في انتهاز فُرَص تهيُّؤ القلوب للذِّكرى “

العلامة الطاهر بن عاشور (تـ 1393هـ)
﴿وَلِيَبْتَلِيَ الله مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ﴾

” التمحيص: تخليصُ شيءٍ من شيء وتصفيتُه، فناسَبَ تعليقه بالمقصود من الإنسان وهو القلب. وأما الابتلاء فراجع إلى علم الله تعالى، فناسبَ تعليقه بالأعمّ وهو الصدرُ “

➖️ تقييد الإمام البسيلي (تـ 830هـ) عن الإمام ابن عرفة (تـ 803هـ)
﴿فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ الله وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَالله يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾

” الوهن أشد ممّا عُطف عليه، فهو أخصُّها، فالترتيب حسَن إذ هو تأسيس؛ لأن نفي الأخص أعمّ من نفي الأعم.
وحُذِفَ مِن الثاني «لِمَا أَصَابَهُمْ» لدلالة الأول عليه.
ودلّت الآية على أن من ترك شيئا لله أو فعله له، من غير مشقّة عليه في ذلك، يسمّى صابراً. “

➖️ تقييد الإمام البسيلي (تـ 830هـ) عن الإمام ابن عرفة (تـ 803هـ)
﴿وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ الله مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾

” عبر عن هذا بالاسم في قوله «مُعذِّبهم»، وفي التي قبلُ بالفعل في قوله «لِيُعذِّبهم»، وأكّده باللام دون الثاني.
ووجه ذلك أن وجوده عليه السلام فيهم أقوى من دفع العذاب من استغفارهم، فأتى في الأول بالنفي الأخصّ، لأن الاسم أخص من الفعل لدلالته على الثبوت، ونفي الأخص أعم من نفي الأعم، ونفي الأعم أخص من نفي الأخص “

➖️ تقييد الإمام البسيلي (تـ 830هـ) عن الإمام ابن عرفة (تـ 803هـ)
﴿وَلِيُمَحْصَ الله الذِينَ آمَنُواْ وَيَمحَقَ الْكَافِرِينَ﴾

” عبّر عن وصف الإيمان بالفعل، وعن وصف الكفر بالاسم، إشارةً إلى سَعَةِ الرحمة، أي: من اتصف بأدنى الإيمان بالفعل مغفور له، ومن اتّصف بأخصّ الكفر هو المغضوب عليه.“

➖️ تقييد الإمام البسيلي (تـ 830هـ) عن الإمام ابن عرفة (تـ 803هـ)
Forwarded from عبدالله الشهري
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الرسائل الإلهية في طيات الابتلاء
Forwarded from زيد اولاد زيان (زيد اولاد زيان)
” إذا رأينا من فعَل شيئا مُختلَفا فيه وهو يعتقد تحريمه أنكرنا عليه؛ لأنه منتهِك للحِرمة من جهة اعتقادِه، وإن اعتقد تحليلَه لم نُنكر عليه لأنه ليس عاصيا وليس أحد القولين أولى من الآخر، وهذا أولى، إلا أن يكون مُدرَك القول بالتّحليل ضعيفًا جدّا ينتقِضُ قضاء القاضي بمِثلِه “

الإمام عمدة أهل التحقيق شهاب الدين القَرافي المالكي (تـ 684هـ)
﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ﴾

” أتى بثُمّ، لأن ما يوجد حين الحُكمِ من الحرج معفوّ عنه لأنه جِبلّي “

➖️ تقييد الإمام البسيلي (تـ 830هـ) عن الإمام ابن عرفة (تـ 803هـ)
﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾

” ذكَر أربع جهات، ولم يذكُر جهتَيْ فوق وتحت؛ لُطفا من الله سبحانه بإنزال الرحمة من فوق وتثبيت الأرجل على الحقّ من تحت “

➖️ تقييد الإمام البسيلي (تـ 830هـ) عن الإمام ابن عرفة (تـ 803هـ)
” كلُّ ما ورَد في القرآن «وَإِذ»، فـ«اذكُر» فيه مُضمَر، وكل ما في القرآن من حُسبان فهُو من العدد، إِلّا ﴿حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاءِ﴾ فَإِنَّهُ الْعَذَاب، وكل ما في القرآن من حسرةٍ فهي الندامة، إِلَّا ﴿لِيَجْعَلَ اللهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ﴾؛ فَإِن مَعْنَاهُ الحزن، وكل ما ورد في القرآن من «الْحَمد لله» فهُوَ إخبار بمعنى الأمر، لأنّ مثلَ هَذَا تعليمٌ للعباد وتقَوُّلٌ على ألسنتهم “

➖️ القاضي أبو البقاء أيوب الكفوي الحنفي (تـ 1094هـ)
﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ﴾ [الأنعام]

﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ﴾ [الأعراف]

” ﴿إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ﴾، وفي سورة الأعراف: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ﴾.
ابن العربي عن الطرطوشي: هذه الآية دخل فيها أمة محمد ﷺ في الخطاب، وهي أمة مرحومة معصومة في الدنيا، إنما تعاقَب في الآخرة، فلم تؤكَّد هذه العقوبة بلام التوكيد، وآية الأعراف لبني إسرائيل، فناسَبَ التأكيد فيها “

➖️ تقييد الإمام البسيلي (تـ 830هـ) عن الإمام ابن عرفة (تـ 803هـ)
الحقُّ عندنا أن الطاعات محصورة في نوعين :

التعظيم لأمر الله، والشفقة على خَلق الله.

فكلُّ ما كان أقوَى في كونه جهلا بالله كان أعظمَ في كونه كبيرة، وكل ما كان أقوى في كونه إضرارا بالغير كان أكثر في كونه ذنبا أو معصية، فهذا هو الضبط.

#شذرات_من_مفاتيح_الغيب
عيد مبارك سعيد 🎈
تقبل الله منا ومنكم
شكراً لمن عَظُمَت منّا مواهبُه
وإن تُعَدَّ فليس العدّ يُحصيها
عمّا قريب ترى الأعيادَ مُقبِلةً
من الفُتوح ووفدُ النصر حاديها
وتبلغَ الغايةَ القصوى بشائرُها
فقد أَظلَّتْ بما تَرْضَى مَبادِيها
فاهْنأ بما شئتَ من صُنْع تُسَرّ به
وانوِ الأماني فالأقدار تُدنيها
مولاي خُذها كما شاءت بلاغتُها
ولو تُباع لكان الحسنُ يَشْريها
أرسلتُها حيثُما الأرواحُ مُرْسَلة
نوادِرا تنشر البُشْرَى أماليها
جاءت تُهنّيك عيد الفطر مُعْجَبَةً
بحُسنها ولسانُ الصدق يُطْرِيها
البِشر فى وجهِها واليُمْن في يدِها
والسِّحر في لفظها والدُّر في فيها

الإمام ابن زَمرك الغرناطي (تـ بعد 790هـ) من قصيدة طويلة بحضرة الخليفة في عيد الفطر
الاحتجاب هي الكلمة التي أطلقها أندريه غرين (André Green) على الطريقة التي نُخفي بها أنفسنا والتي تحمل أيضًا معاني «الاختباء» و«الحَجب»، التي قد توحي بجعل التجربة غامضة؛ أي إضافة غموض إلى التجربة بالاختباء منها (والهروب يمكن أن يجعل ما تهرب منه يبدو خارقا). إن صورة الذات التي يمكن للمرء قَبولُها والتي ينشغل بصُنعها والحفاظ عليها، يمكن أن تكون في الواقع، صورة «سيئة». فغرين نفسُه، وهو كاتب، قد يكون مؤمنا مغاليا، إن جاز التعبير، بفكرة الخطيئة الأولى، كان يشغله ذلك التناقُض الواضح في هروب المرء من نفسه؛ فمهما استطاع المرء أن يهرب، لا يمكنه أن يهرب من طبيعته المفترضة.
ويكتب غرين في تصديره لكتابه، الذي وُفِّق في اختيار عنوانه (Ways of Escape) (طرُق الهروب)، أنه ضمّ أجزاءً «عن بعض الأماكن المضطربة في العالم، حيث وجدتُ نفسي متورّطا بلا أي سبب وجيه، رغم أنني يمكن أن أرى الآن أن أسفاري كانت وسيلة للهروب، مثل الكتابة تمامًا. وكما ذكرت في مكان آخر من هذا الكتاب: "الكتابة نوع من العلاج، وأنا أتساءل أحيانًا كيف يتمكّن هؤلاء الذين لا يكتبون أو يؤلِّفون الموسيقى أو يرسُمون، أن يتفادَوا الجنون، والكآبة، وهلع الخوف، المتأصِّلة في الحالة البشرية". ويذكُر أودن Auden أنّ "الإنسان يحتاج إلى الهروب، حاجته إلى الطعام والنوم العميق"»

➖️ آدم فيليبس (Adam Philips)
[فوائت الحياة]
” ينبغي لطالب العلم أن تكون نيّته في التعلم أن يتعلم أمور دينه، وأن ينفع الناس بعلمه، ولو قصد بالتعلم أن يصير من أعيان الناس، ومن أهل الفضل والتعليم لم يضُرّه ذلك، فإن أهل العلم هم خيرة الله من خلقه، وهم القصد، قال الإمام أحمد، وقد سُئل: من الناس؟ قال: «مَنِ الناس إلا من قال حدّثنا وأخبرنا» “

➖️ الإمام يوسف بن حسن ابن المبرد المقدسي الحنبلي (تـ 909هـ)
” وقد سفَرْتُ فيه عن نُكَت تُسْتَغرَبُ وتُسْتَبْدع، وكرعتُ في مشاربَ من التحقيق لم يورَد لها قَبْلُ في أكثر التصانيف مَشْرَع، وأودعْتُه غَيْرَ ما فصل، ودِدتُ لو وجدتُ مَن بَسَط قبلي الكلام فيه، أو مُقتدًى يُفيدُنيه عن كتابه أو فيه، لأكتفي بما أَروِيه عمّا أُرَوِّيه “

➖️ شيخ الإسلام القاضي عياض (تـ 544هـ) في نهاية «الشّـفـا»
” جعلتُ حقًّا عليّ أن أُبدي في تفسير القرآن نُكَتا لم أرَ من سبقني إليها، وأن أقِف موقف الحكَم بين طوائف المفسّرين تارةً لها وآونة عليها، فإن الاقتصار على الحديث المُعاد، تعطيل لفيض القرآن الذي ما لَه من نفاد، ولقد رأيت الناس حول كلام الأقدمين أحدَ رجُلين: معتكف فيما شاده الأقدمون، وآخَر آخذ بمعولةٍ في هدم ما مضت عليه القرون، وفي تلك الحالتين ضرّ كثير، وهنالك حالة أخرى ينجبِر بها الجناح الكسير، وهي أن نعمَد إلى ما أشاده الأقدمون فنهذّبه ونزيده وحاشا أن ننقُضه أو نبيدَه، علما بأن غمص فضلهم كفران للنعمة، وجحد مزايا سلَفِها ليس من حميد خصال الأمّة، فالحمد لله الذي صدّق الأمل، ويسّر إلى هذا الخير ودلّ “

➖️ العلامة الطاهر بن عاشور (تـ 1393هـ) في بداية «التـحـريـر»
” الفروقات بين الأديان مهما كانت حاسمة في بعض ظروف القتال اليوم، فإن هناك انقسامات أخرى يمكنها أيضًا خلق النزاعات وسفك الدماء.
على سبيل المثال، أدّت الاستغاثة بالدولة أو بالقومية دورًا رائدا في الحرب الدموية الهائلة في أوروبا بين عامي 1914 و1918، والخلفية الدينية المسيحية المشتركة لم تتمكّن من عمل أي شيء من أجل وقف الألمانيين والبريطانيين والفرنسيين من تمزيق بعضهم بعضًا. الهوية التي كانت هي الدافع في ذلك الوقت هي الهوية القومية، مع الحماسة الوطنية الهائلة التي ولّدتها “

➖️ أمارتيا سِن
” ممّا يظهر أن أكثر المواضع التي يَستعمل القياسَ فيها القائلون بالقياس في الشرع ليس يستعملونه في استنباط حكم مجهول عن معلوم، على جهة ما يُستنبط عن المقدمات المعقولة مطلبٌ مجهول، لكن في تصحيح إبدال الألفاظ في مكانٍ مكانٍ ونازِلةٍ نازلةٍ، فإنّ الأنواع التي يُسمّونها بالقياس المخيل والمناسب وقياس الشبه هي قرائن تدل عندهم على إبدال الألفاظ، وليست أقيِسة “

➖️ القاضي أبو الوليد بن رشد (تـ 595هـ)
2025/06/27 10:39:46
Back to Top
HTML Embed Code: