Telegram Web Link
الحديث الرابع والثلاثون: فلسطين هي الأرض التي بارك الله مشارقها ومغاربها:

قال تعالى: { وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ } [ سورة الأعراف : 137 ]

ﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ {ﻣﺸﺎﺭﻕ اﻷﺭﺽ ﻭﻣﻐﺎﺭﺑﻬﺎ} ﻗﺎﻝ: ﻫﻲ ﺃﺭﺽ اﻟﺸﺎﻡ. رواه ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﻭاﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻭاﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬﺭ ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻭﺃﺑﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻭاﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ.

وﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ {ﻣﺸﺎﺭﻕ اﻷﺭﺽ ﻭﻣﻐﺎﺭﺑﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺭﻛﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ} ﻗﺎﻝ: ﻫﻲ ﺃﺭﺽ اﻟﺸﺎﻡ. رواه ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﻭاﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻭاﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬﺭ ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻭﺃﺑﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻭاﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ.

وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺷﻮﺫﺏ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ {ﻣﺸﺎﺭﻕ اﻷﺭﺽ ﻭﻣﻐﺎﺭﺑﻬﺎ} ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ. رواه ﺃﺑﻮ اﻟﺸﻴﺦ.
الحديث الخامس والثلاثون: فلسطين هي أرض الرقيم والكهف والفتية المؤمنة:

قال تعالى: { أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَـٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا (16) ۞ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20) وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا (21) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا (22) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) } [ سورة الكهف : 9 إلى 26 ]

ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: {ﻭاﻟﺮﻗﻴﻢ} ﻭاﺩ ﺩﻭﻥ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺃﻳﻠﺔ. رواه ﺟﺮﻳﺮ ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ.
الحديث السادس والثلاثون: فلسطين فيها الوادي المقدس الذي نادى الله فيه موسى وكلمه:

قال تعالى: { وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ (9) إِذْ رَأَىٰ نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) } [ سورة طه : 9 إلى 14 ]

وقال سبحانه: { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (17) فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ (19) } [ سورة النازعات : 15 إلى 19 ]

ﻋﻦ ﻋﻜﺮﻣﺔ رحمه الله ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﺑﺎﻟﻮاﺩ اﻟﻤﻘﺪﺱ} ﻗﺎﻝ: اﻟﻄﺎﻫﺮ. رواه اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ.

وﻋﻦ اﻟﺤﺴﻦ ﺭحمه الله ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﺑﺎﻟﻮاﺩ اﻟﻤﻘﺪﺱ} ﻗﺎﻝ: ﻭاﺩ بفلسطين ﻗُﺪِّﺱ ﻣﺮﺗﻴﻦ. رواه اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ.

وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ - ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﺑﺎﻟﻮاﺩ اﻟﻤﻘﺪﺱ ﻃﻮﻯ} ﻳﻌﻨﻲ اﻷﺭﺽ اﻟﻤﻘﺪﺳﻰ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻣﺮ ﺑﻮاﺩﻳﻬﺎ ﻟﻴﻼ ﻓﻄﻮﻱ. ﻳﻘﺎﻝ: ﻃﻮﻳﺖ ﻭاﺩﻱ ﻛﺬا ﻭﻛﺬا ﻭاﻟﻄﺎﻭﻱ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ﻭاﺭﺗﻔﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ اﻟﻮاﺩﻱ ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ. رواه اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ.
الحديث السابع والثلاثون: فلسطين فيها أرض الربوة التي أوى فيها نبيه عيسى وأمه:

قال تعالى: { وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } [ سورة المؤمنون : 50 ]

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻭﺁﻭﻳﻨﺎﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻮﺓ} ﻗﺎﻝ: ﻫﻲ اﻟﺮﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ. رواه ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺯاﻕ ﻭﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﻭاﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻭﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﻭاﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ.

وعن ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﺭاﻓﻊ، ﻗﺎﻝ: حدﺛﻨﻲ اﺑﻦ ﻋﻢ ﻷﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه، ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه: اﻟﺰﻣﻮا ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻓﺈﻧﻬﺎ الرﺑﻮﺓ اﻟﺘﻲ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ: (ﻭﺁﻭﻳﻨﺎﻫﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻮﺓ ﺫاﺕ ﻗﺮاﺭ ﻭﻣﻌﻴﻦ). رواه ابن جرير.

وﻋﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ: (ﺫاﺕ ﻗﺮاﺭ ﻭﻣﻌﻴﻦ) ﻫﻲ ﺫاﺕ ﺛﻤﺎﺭ، ﻭﻫﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ. رواه ابن جرير.
الحديث الثامن والثلاثون: فلسطين أهلها هم الذين لقوا الدجال وحدثوه ونقلوا رسالته لرسول الله ﷺ:

ﻋﻦ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻗﻴﺲ رضي الله عنها، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺟﺎء ﺫاﺕ ﻳﻮﻡ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻓﺼﻌﺪ المنبر ﻭﻧﻮﺩﻱ ﻓﻲ اﻟﻨﺎﺱ: اﻟﺼﻼﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ، ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ اﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻘﺎﻝ: " ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ، ﺇﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺩﻋﻜﻢ ﻟﺮﻏﺒﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻭﻻ ﻟﺮﻫﺒﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻤﻴﻤﺎ اﻟﺪاﺭﻱ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﻧﻔﺮا ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺭﻛﺒﻮا اﻟﺒﺤﺮ، ﻓﻘﺬﻓﺘﻬﻢ اﻟﺮﻳﺢ ﺇﻟﻰ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻣﻦ ﺟﺰاﺋﺮ اﻟﺒﺤﺮ، ﻓﺈﺫا ﻫﻢ ﺑﺪاﺑﺔ ﺃﺷﻌﺮ، ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻯ ﺃﺫﻛﺮ ﻫﻮ ﺃﻡ ﺃﻧﺜﻰ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺷﻌﺮﻩ، ﻗﺎﻟﻮا: ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺃﻧﺎ اﻟﺠﺴﺎﺳﺔ، ﻓﻘﺎﻟﻮا: ﻓﺄﺧﺒﺮﻳﻨﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﺑﻤﺨﺒﺮﺗﻜﻢ ﻭﻻ ﻣﺴﺘﺨﺒﺮﺗﻜﻢ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺪﻳﺮ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺨﺒﺮﻛﻢ ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺒﺮﻛﻢ، ﻓﺪﺧﻠﻮا اﻟﺪﻳﺮ ﻓﺈﺫا ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻮﺭ ﻣﺼﻔﺪ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﺃﻧﺘﻢ؟ ﻗﻠﻨﺎ: ﻧﺤﻦ اﻟﻌﺮﺏ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻞ ﺑﻌﺚ ﻓﻴﻜﻢ اﻟﻨﺒﻲ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻬﻞ اﺗﺒﻌﺘﻪ اﻟﻌﺮﺏ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﺫﻟﻚ ﺧﻴﺮ ﻟﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻓﺎﺭﺱ؟ ﻫﻞ ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻪ ﺳﻴﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻋﻴﻦ ﺯﻏﺮ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻫﻲ ﺗﺪﻓﻖ ﻣﻸﻯ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻧﺨﻞ ﺑﻴﺴﺎﻥ؟ ﻫﻞ ﺃﻃﻌﻢ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻗﺪ ﺃﻃﻌﻢ ﺃﻭاﺋﻠﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻮﺛﺐ ﻭﺛﺒﺔ ﺣﺘﻰ ﻇﻨﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﻔﻠﺖ، ﻓﻘﻠﻨﺎ: ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺎ اﻟﺪﺟﺎﻝ، ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻲ ﺳﺄﻃﺄ اﻷﺭﺽ ﻛﻠﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺔ، ﻭﻃﻴﺒﺔ "، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺃﺑﺸﺮﻭا ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻫﺬﻩ ﻃﻴﺒﺔ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ "، ﻳﻌﻨﻲ: اﻟﺪﺟﺎﻝ. رواه أحمد والنسائي في الكبرى وابن حبان.

وفي رواية للطبراني في الكبير: ﻋﻦ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﻗﻴﺲ رضي الله عنها، ﻗﺎﻟﺖ: ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ ﻓﺰﻉ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﺇﺫ ﺧﺮﺝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺼﻠﻰ اﻟﻈﻬﺮ ﺛﻢ ﺃﻗﺒﻞ ﻳﻤﺸﻲ ﺣﺘﻰ ﺻﻌﺪ اﻟﻤﻨﺒﺮ ﻓﻔﺰﻉ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻗﺎﻝ: " ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ، ﻟﻢ ﺃﺧﺮﺝ ﻷﻣﺮ ﺃﻓﺰﻋﻜﻢ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺗﺎﻧﻲ ﺃﻣﺮ ﻓﺮﺣﺖ ﻟﻪ ﻓﺄﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﺧﺒﺮﻛﻢ ﺑﻔﺮﺡ ﻧﺒﻴﻜﻢ ﺇﻥ ﺗﻤﻴﻤﺎ اﻟﺪاﺭﻱ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺃﻥ ﺑﻨﻲ ﻋﻢ ﻟﻪ ﺭﻛﺒﻮا اﻟﺒﺤﺮ، ﻓﺎﻧﺘﻬﺖ ﺑﻬﻢ ﺳﻔﻴﻨﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﺰﻳﺮﺓ، ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻧﻬﺎ ﻓﺨﺮﺟﻮا ﻳﻤﺸﻮﻥ ﻓﺈﺫا ﻫﻢ ﺑﺈﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺪﺭﻭﻥ ﺃﺫﻛﺮ ﻫﻮ ﺃﻡ ﺃﻧﺜﻰ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ اﻟﺸﻌﺮ، ﻗﺎﻟﻮا: ﻣﻦ ﺃﻧﺖ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﻧﺎ اﻟﺠﺴﺎﺳﺔ، ﻗﺎﻟﻮا: ﻓﺤﺪﺛﻴﻨﺎ ﻗﺎﻟﺖ: اﺋﺘﻮا اﻟﺪﻳﺮ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻪ ﺭﺟﻼ ﺑﺎﻷﺷﻮاﻕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺛﻮﻩ، ﻓﺪﺧﻠﻮا اﻟﺪﻳﺮ ﻓﺈﺫا ﻫﻢ ﺑﺮﺟﻞ ﻣﻮﺛﻖ ﻳﺘﺄﻭﻩ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﺘﺄﻭﻩ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﻦ ﺃﻧﺘﻢ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺮﺓ اﻟﻌﺮﺏ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺨﺮﺝ ﻧﺒﻴﻬﻢ ﺑﻌﺪ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻧﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﺻﻨﻊ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﺑﺎﻳﻌﻪ ﻗﻮﻡ، ﻭﻓﺎﺭﻗﻪ ﻗﻮﻡ ﻓﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﺑﻤﻦ ﺑﺎﻳﻌﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﻋﻄﺎﻩ ﺃﻫﻞ اﻟﺤﺠﺮ، ﻭاﻟﻤﺪﺭ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺑﺤﻴﺮﺓ اﻟﻄﺒﺮﻳﺔ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻣﻤﺘﻠﺌﺔ ﺗﺪﻓﻖ ﺟﻨﺒﺎﺗﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﻋﻴﻦ ﺯﻏﺮ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﺗﺪﻓﻖ ﺟﻨﺒﺎﺗﻬﺎ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﻧﺨﻞ ﺑﻴﻦ ﻋﻤﺎﻥ، ﻭﺑﻴﺴﺎﻥ؟ ﻗﺎﻟﻮا: ﻳﻄﻌﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻟﻮ ﻗﺪ ﺃﻓﻠﺖ ﻣﻦ ﻭﺛﺎﻗﻲ ﻫﺬا ﻟﻘﺪ ﻭﻃﺌﺖ اﻷﺭﺽ ﺇﻻ ﻃﻴﺒﺔ "، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻫﻲ ﻃﻴﺒﺔ - ﻣﺮﺗﻴﻦ - اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻃﺮﻳﻖ، ﻭﻻ ﻣﻮﺿﻊ ﺿﻴﻖ، ﻭﻻ ﻭاﺳﻊ، ﺳﻬﻞ، ﻭﻻ ﺻﻌﺐ ﺇﻻ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻠﻚ ﺷﺎﻫﺮ ﺳﻴﻔﻪ، ﻟﻮ ﺃﺭاﺩ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ ﻟﻀﺮﺏ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ» ، ﻗﺎﻝ ﻋﺎﻣﺮ: ﻓﻠﻘﻴﺖ ﻣﺤﺮﺭ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻓﺤﺪﺛﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻞ ﺯاﺩﺕ ﻓﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ؟، ﻓﻘﻠﺖ: ﻻ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺻﺪﻗﺖ ﺃﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﺣﺪﺛﻨﻲ، ﻭﺯاﺩﻧﻲ ﻓﻴﻪ، ﻗﺎﻝ: ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺑﺤﺮ اﻟﺸﺎﻡ ﻣﺎ ﻫﻮ؟ ﺑﺤﺮ اﻟﻌﺮاﻕ ﻣﺎ ﻫﻮ؟» ، ﺛﻢ ﺃﻫﻮﻯ ﺑﻴﺪﻩ ﻧﺤﻮ اﻟﻤﺸﺮﻕ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻣﺮﺓ ﻓﻠﻘﻴﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻓﺤﺪﺛﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻞ ﺯاﺩﺗﻚ ﻓﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ؟ ﻗﻠﺖ: ﻻ، ﻗﺎﻝ: ﺻﺪﻗﺖ ﺃﺷﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻭﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ».
الحديث التاسع والثلاثون: فلسطين مقتلة المارقين والخونة:

ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﺪﻳﺲ اﻟﺒﻠﻮﻱ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﻘﻮﻝ: «ﻳﺨﺮﺝ ﺃﻧﺎﺱ ﻳﻤﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺮﻕ اﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻴﺔ، ﻳﻘﺘﻠﻮﻥ ﺑﺠﺒﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﺠﺒﻞ اﻟﺨﻠﻴﻞ». ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻟﻬﻴﻌﺔ: ﻓﻘﺘﻞ اﺑﻦ ﻋﺪﻳﺲ ﺑﺠﺒﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺃﻭ ﺑﺠﺒﻞ اﻟﺨﻠﻴﻞ. رواه الطبراني في الأوسط بسند لا بأس به.
الحديث الأربعون: فلسطين أرض الرباط:

عن اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ رضي الله عنهما ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (ﺃﻭﻝ ﻫﺬا اﻷ ﻣﺮ ﻧﺒﻮﺓ ﻭﺭﺣﻤﺔ، ﺛﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻼﻓﺔ ﻭﺭﺣﻤﺔ، ﺛﻢ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻠﻜﺎ ﻭﺭﺣﻤﺔ، ﺛﻢ ﻳﺘﻜﺎﺩﻣﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻜﺎﺩﻡ اﻟﺤﻤﺮ، ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻭﺇﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺟﻬﺎﺩﻛﻢ اﻟﺮﺑﺎﻁ، ﻭﺇﻥ ﺃﻓﻀﻞ ﺭﺑﺎﻃﻜﻢ ﻋﺴﻘﻼﻥ). رواه اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ "اﻟﻤﻌﺠﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ" بسند جيد قوي وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
الخاتمة:

تم بحمدالله ما أردنا، وانتهى والشكر له ما قصدنا، وقد جمع قبلنا عن فلسطين وبيت المقدس والمسجد الأقصى وعسقلان كتب كثيرة، كالأربعينيات والفضائل الغزيرة، سائلين من الله الفضل والزيادة، وعظيم الأجر وفضل الشهادة، وأسٲل الجبار المنتقم أن يجعلها سهم قاتل لليهود، وسفينة نصر للمسليمن الموفون بالعهود، إن النصر والتمكين منه لعباده المخلصين مضمون، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمدلله رب العالمين.

وكتبه وأعده / حمدي محمد مقبل محمد عبدالله العباسي الوصابي
الأربعون_الفلسطينية_ـ_حمدي_العباسي.pdf
296.3 KB
.                 الأربعون الفلسطينية                  .


تأليف: حمدي بن محمد بن مقبل بن محمد بن عبدالله الوصابي العباسي
.                             ﷽                             .




الأربـــعـــون فــي الفـــتــن الـــمـــلاحــم

تصنيف / أبو محمد حمدي محمد مقبل محمد عبدالله الوصابي العباسي




.                              المقدمة                           .


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدلله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله عالم الغيب إله المؤمنين، وأشهد أن محمد عبدالله ورسوله ذو المعجزات قائد المصدقين، واغفر الله لوالدينا ومشايخنا ولجميع المسلمين، وبعد:

فٳن العلماء قديماً وحديثاً ما زالوا يؤلفون ويجمعون، يريدون ٳفادة الناس وٳن كانوا لحديث الٲربعين يضعِّفون، فجمع كل جامع منهم الٲربعين في مواضيع شتى، وبعظيم فائدتها جميع العلماء ٲفتى، وجرياً في جداول نهرهم، ونشقاً من نسيم زهرهم، ٱتبعتُ ٲمامهم الخطوات، وٱقتفيت من بعدهم الٲثرات، فجمعت ٲربعين حديثاً في الملاحم، لتبليغ الأمة بما ستواجهه في مستقبلها القادم، وٲسٲله سبحانه أن أكون أديت الأمانة، وبلغت الرسالة، وصلى الله وسلم على سيد الٲولين والآخرين، وآخر دعوانا ٲن الحمدلله رب العالمين.

وكتبه بيده مصنفه:
أبو محمد حمدي محمد مقبل محمد عبدالله عبدالرحمن الوصابي العباسي
الحديث الأول:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻳﺘﻘﺎﺭﺏ اﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﻳﻘﺒﺾ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﺗﻈﻬﺮ اﻟﻔﺘﻦ ﻭﻳﻠﻘﻰ اﻟﺸﺢ ﻭﻳﻜﺜﺮ اﻟﻬﺮﺝ» ﻗﺎﻟﻮا: ﻭﻣﺎ اﻟﻬﺮﺝ؟ ﻗﺎﻝ: «اﻟﻘﺘﻞ» . ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.

الحديث الثاني:

ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﻗﻌﻮﺩا ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺬﻛﺮ اﻟﻔﺘﻦ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﺫﻛﺮ ﻓﺘﻨﺔ اﻷﺣﻼﺱ ﻓﻘﺎﻝ ﻗﺎﺋﻞ: ﻭﻣﺎ ﻓﺘﻨﺔ اﻷﺣﻼﺱ ؟. ﻗﺎﻝ: " ﻫﻲ ﻫﺮﺏ ﻭﺣﺮﺏ، ﺛﻢ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﺴﺮاء ﺩﺧﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻲ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻲ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻨﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻨﻲ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻭﻟﻴﺎﺋﻲ اﻟﻤﺘﻘﻮﻥ، ﺛﻢ ﻳﺼﻄﻠﺢ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻛﻮﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺿﻠﻊ، ﺛﻢ ﻓﺘﻨﺔ اﻟﺪﻫﻤﺎء ﻻ ﺗﺪﻉ ﺃﺣﺪا ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﺔ ﺇﻻ ﻟﻄﻤﺘﻪ ﻟﻄﻤﺔ، ﻓﺈﺫا ﻗﻴﻞ: اﻧﻘﻀﺖ ﺗﻤﺎﺩﺕ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﻭﻳﻤﺴﻲ ﻛﺎﻓﺮا، ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻴﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻓﺴﻄﺎﻃﻴﻦ: ﻓﺴﻄﺎﻁ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻻ ﻧﻔﺎﻕ ﻓﻴﻪ، ﻭﻓﺴﻄﺎﻁ ﻧﻔﺎﻕ ﻻ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻓﻴﻪ، ﻓﺈﺫا ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻧﺘﻈﺮﻭا اﻟﺪﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻪ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﻏﺪﻩ ". ﺭﻭاﻩ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ.

الحديث الثالث:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎل: " ﻻ ﺗﻘﻮﻡ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺘﺘﻞ ﻓﺌﺘﺎﻥ ﻋﻈﻴﻤﺘﺎﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻘﺘﻠﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺩﻋﻮاﻫﻤﺎ ﻭاﺣﺪﺓ، ﻭﺣﺘﻰ ﻳﺒﻌﺚ ﺩﺟﺎﻟﻮﻥ ﻛﺬاﺑﻮﻥ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻘﺒﺾ اﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺗﻜﺜﺮ اﻟﺰﻻﺯﻝ، ﻭﻳﺘﻘﺎﺭﺏ اﻟﺰﻣﺎﻥ، ﻭﻳﻈﻬﺮ اﻟﻔﺘﻦ، ﻭﻳﻜﺜﺮ اﻟﻬﺮﺝ ﻭﻫﻮ اﻟﻘﺘﻞ، ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻜﺜﺮ ﻓﻴﻜﻢ اﻟﻤﺎﻝ ﻓﻴﻔﻴﺾ ﺣﺘﻰ ﻳﻬﻢ ﺭﺏ اﻟﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺻﺪﻗﺘﻪ، ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻌﺮﺿﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ اﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﺿﻪ ﻋﻠﻴﻪ: ﻻ ﺃﺭﺏ ﻟﻲ ﺑﻪ، ﻭﺣﺘﻰ ﻳﺘﻄﺎﻭﻝ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻴﺎﻥ، ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻤﺮ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻘﺒﺮ اﻟﺮﺟﻞ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ، ﻭﺣﺘﻰ ﺗﻄﻠﻊ اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﻣﻐﺮﺑﻬﺎ ﻓﺈﺫا ﻃﻠﻌﺖ ﻭﺭﺁﻫﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﺁﻣﻨﻮا ﺃﺟﻤﻌﻮﻥ، ﻓﺬﻟﻚ ﺣﻴﻦ (ﻻ ﻳﻨﻔﻊ ﻧﻔﺴﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺁﻣﻨﺖ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻭ ﻛﺴﺒﺖ ﻓﻲ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺧﻴﺮا)، ﻭﻟﺘﻘﻮﻣﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﻗﺪ ﻧﺸﺮ اﻟﺮﺟﻼﻥ ﺛﻮﺑﻬﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻼ ﻳﺘﺒﺎﻳﻌﺎﻧﻪ ﻭﻻ ﻳﻄﻮﻳﺎﻧﻪ، ﻭﻟﺘﻘﻮﻣﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﻗﺪ اﻧﺼﺮﻑ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻠﺒﻦ ﻟﻘﺤﺘﻪ ﻓﻼ ﻳﻄﻌﻤﻪ، ﻭﻟﺘﻘﻮﻣﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﻠﻴﻂ ﺣﻮﺿﻪ ﻓﻼ ﻳﺴﻘﻲ ﻓﻴﻪ، ﻭﻟﺘﻘﻮﻣﻦ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻭﻗﺪ ﺭﻓﻊ ﺃﻛﻠﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﻴﻪ ﻓﻼ ﻳﻄﻌﻤﻬﺎ ". ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.

الحديث الرابع:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻻ ﺗﻘﻮﻡ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺎﺗﻠﻮا ﻗﻮﻣﺎ ﻧﻌﺎﻟﻬﻢ اﻟﺸﻌﺮ، ﻭﺣﺘﻰ ﺗﻘﺎﺗﻠﻮا اﻟﺘﺮﻙ ﺻﻐﺎﺭ اﻷﻋﻴﻦ، ﺣﻤﺮ اﻟﻮﺟﻮﻩ، ﺫﻟﻒ اﻷﻧﻮﻑ، ﻛﺄﻥ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ اﻟﻤﺠﺎﻥ اﻟﻤﻄﺮﻗﺔ» . ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.

الحديث الخامس:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻻ ﺗﻘﻮﻡ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺎﺗﻠﻮا ﺧﻮﺯا ﻭﻛﺮﻣﺎﻥ ﻣﻦ اﻷﻋﺎﺟﻢ، ﺣﻤﺮ اﻟﻮﺟﻮﻩ، ﻓﻄﺲ اﻷﻧﻮﻑ، ﺻﻐﺎﺭ اﻷﻋﻴﻦ، ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ اﻟﻤﺠﺎﻥ اﻟﻤﻄﺮﻗﺔ، ﻧﻌﺎﻟﻬﻢ اﻟﺸﻌﺮ» . ﺭﻭاﻩ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.

الحديث السادس:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﻻ ﺗﻘﻮﻡ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺎﺗﻞ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻴﻘﺘﻠﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺘﺒﺊ اﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻣﻦ ﻭﺭاء اﻟﺤﺠﺮ ﻭاﻟﺸﺠﺮ، ﻓﻴﻘﻮﻝ اﻟﺤﺠﺮ ﻭاﻟﺸﺠﺮ: ﻳﺎ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻫﺬا ﻳﻬﻮﺩﻱ ﺧﻠﻔﻲ ﻓﺘﻌﺎﻝ ﻓﺎﻗﺘﻠﻪ، ﺇﻻ اﻟﻐﺮﻗﺪ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﺷﺠﺮ اﻟﻴﻬﻮﺩ ". ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.

الحديث السابع:

ﻋﻦ ﻋﻮﻑ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﻴﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺗﺒﻮﻙ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻗﺒﺔ ﻣﻦ ﺃﺩﻡ ﻓﻘﺎﻝ: " اﻋﺪﺩ ﺳﺘﺎ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ اﻟﺴﺎﻋﺔ: ﻣﻮﺗﻲ، ﺛﻢ ﻓﺘﺢ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ، ﺛﻢ ﻣﻮﺗﺎﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻓﻴﻜﻢ ﻛﻘﻌﺎﺹ اﻟﻐﻨﻢ، ﺛﻢ اﺳﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﻤﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻄﻰ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻓﻴﻈﻞ ﺳﺎﺧﻄﺎ، ﺛﻢ ﻓﺘﻨﺔ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﻌﺮﺏ ﺇﻻ ﺩﺧﻠﺘﻪ، ﺛﻢ ﻫﺪﻧﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺑﻨﻲ اﻷﺻﻔﺮ ﻓﻴﻐﺪﺭﻭﻥ ﻓﻴﺄﺗﻮﻧﻜﻢ ﺗﺤﺖ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﻏﺎﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﻛﻞ ﻏﺎﻳﺔ اﺛﻨﺎ ﻋﺸﺮ ﺃﻟﻔﺎ ". ﺭﻭاﻩ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ.

الحديث الثامن:

ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺗﻐﺰﻭﻥ ﺟﺰﻳﺮﺓ اﻟﻌﺮﺏ ﻓﻴﻔﺘﺤﻬﺎ اﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﻓﺎﺭﺱ ﻓﻴﻔﺘﺤﻬﺎ اﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﺗﻐﺰﻭﻥ اﻟﺮﻭﻡ ﻓﻴﻔﺘﺤﻬﺎ اﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﺗﻐﺰﻭﻥ اﻟﺪﺟﺎﻝ ﻓﻴﻔﺘﺤﻪ اﻟﻠﻪ» . ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.

الحديث التاسع:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﻻ ﺗﻘﻮﻡ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺰﻝ اﻟﺮﻭﻡ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻕ ﺃﻭ ﺑﺪاﺑﻖ، ﻓﻴﺨﺮﺝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺟﻴﺶ ﻣﻦ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭ ﺃﻫﻞ اﻷﺭﺽ ﻳﻮﻣﺌﺬ، ﻓﺈﺫا ﺗﺼﺎﻓﻮا ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺮﻭﻡ: ﺧﻠﻮا ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﺒﻮا ﻣﻨﺎ ﻧﻘﺎﺗﻠﻬﻢ، ﻓﻴﻘﻮﻝ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ: ﻻ ﻭاﻟﻠﻪ ﻻ ﻧﺨﻠﻲ ﺑﻴﻨﻜﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺇﺧﻮاﻧﻨﺎ، ﻓﻴﻘﺎﺗﻠﻮﻧﻬﻢ، ﻓﻴﻨﻬﺰﻡ ﺛﻠﺚ ﻻ ﻳﺘﻮﺏ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺑﺪا، ﻭﻳﻘﺘﻞ ﺛﻠﺜﻬﻢ ﺃﻓﻀﻞ اﻟﺸﻬﺪاء ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ، ﻭﻳﻔﺘﺘﺢ اﻟﺜﻠﺚ ﻻ ﻳﻔﺘﻨﻮﻥ ﺃﺑﺪا، ﻓﻴﻔﺘﺘﺤﻮﻥ ﻗﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻓﺒﻴﻨﺎ ﻫﻢ ﻳﻘﺘﺴﻤﻮﻥ اﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻗﺪ ﻋﻠﻘﻮا ﺳﻴﻮﻓﻬﻢ ﺑﺎﻟﺰﻳﺘﻮﻥ، ﺇﺫ ﺻﺎﺡ ﻓﻴﻬﻢ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ: ﺇﻥ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻗﺪ ﺧﻠﻔﻜﻢ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻴﻜﻢ، ﻓﻴﺨﺮﺟﻮﻥ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ، ﻓﺈﺫا ﺟﺎﺅﻭا اﻟﺸﺎﻡ، ﺧﺮﺝ، ﻓﺒﻴﻨﺎ ﻫﻢ ﻳﻌﺪﻭﻥ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ﻳﺴﻮﻭﻥ اﻟﺼﻔﻮﻑ، ﺇﺫ ﺃﻗﻴﻤﺖ اﻟﺼﻼﺓ، ﻓﻴﻨﺰﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ، ﻓﺄﻣﻬﻢ، ﻓﺈﺫا ﺭﺁﻩ ﻋﺪﻭ اﻟﻠﻪ ﺫاﺏ ﻛﻤﺎ ﻳﺬﻭﺏ اﻟﻤﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻤﺎء، ﻓﻠﻮ ﺗﺮﻛﻪ ﻻﻧﺬاﺏ ﺣﺘﻰ ﻳﻬﻠﻚ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﻘﺘﻠﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﻴﺪﻩ، ﻓﻴﺮﻳﻬﻢ ﺩﻣﻪ ﻓﻲ ﺣﺮﺑﺘﻪ ". ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.
الحديث العاشر:

ﻋﻦ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﻦ ﺟﺎﺑﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻫﺎﺟﺖ ﺭﻳﺢ ﺣﻤﺮاء ﺑﺎﻟﻜﻮﻓﺔ، ﻓﺠﺎء ﺭﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻫﺠﻴﺮﻯ ﺇﻻ: ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺟﺎءﺕ اﻟﺴﺎﻋﺔ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻌﺪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﻜﺌﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ، ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﺴﻢ ﻣﻴﺮاﺙ، ﻭﻻ ﻳﻔﺮﺡ ﺑﻐﻨﻴﻤﺔ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ رضي الله عنه: ﺑﻴﺪﻩ ﻫﻜﺬا - ﻭﻧﺤﺎﻫﺎ ﻧﺤﻮ اﻟﺸﺄﻡ - ﻓﻘﺎﻝ: ﻋﺪﻭ ﻳﺠﻤﻌﻮﻥ ﻷﻫﻞ اﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻳﺠﻤﻊ ﻟﻬﻢ ﺃﻫﻞ اﻹﺳﻼﻡ، ﻗﻠﺖ: اﻟﺮﻭﻡ ﺗﻌﻨﻲ؟ ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺫاﻛﻢ اﻟﻘﺘﺎﻝ ﺭﺩﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ، ﻓﻴﺸﺘﺮﻁ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺷﺮﻃﺔ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻻ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻻ ﻏﺎﻟﺒﺔ، ﻓﻴﻘﺘﺘﻠﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺠﺰ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﻠﻴﻞ، ﻓﻴﻔﻲء ﻫﺆﻻء ﻭﻫﺆﻻء، ﻛﻞ ﻏﻴﺮ ﻏﺎﻟﺐ، ﻭﺗﻔﻨﻰ اﻟﺸﺮﻃﺔ، ﺛﻢ ﻳﺸﺘﺮﻁ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺷﺮﻃﺔ ﻟﻠﻤﻮﺕ، ﻻ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻻ ﻏﺎﻟﺒﺔ، ﻓﻴﻘﺘﺘﻠﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺠﺰ ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟﻠﻴﻞ، ﻓﻴﻔﻲء ﻫﺆﻻء ﻭﻫﺆﻻء، ﻛﻞ ﻏﻴﺮ ﻏﺎﻟﺐ، ﻭﺗﻔﻨﻰ اﻟﺸﺮﻃﺔ، ﺛﻢ ﻳﺸﺘﺮﻁ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺷﺮﻃﺔ ﻟﻠﻤﻮﺕ، ﻻ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻻ ﻏﺎﻟﺒﺔ، ﻓﻴﻘﺘﺘﻠﻮﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﺴﻮا، ﻓﻴﻔﻲء ﻫﺆﻻء ﻭﻫﺆﻻء، ﻛﻞ ﻏﻴﺮ ﻏﺎﻟﺐ، ﻭﺗﻔﻨﻰ اﻟﺸﺮﻃﺔ، ﻓﺈﺫا ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ اﻟﺮاﺑﻊ، ﻧﻬﺪ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﻘﻴﺔ ﺃﻫﻞ اﻹﺳﻼﻡ، ﻓﻴﺠﻌﻞ اﻟﻠﻪ اﻟﺪﺑﺮﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﻴﻘﺘﻠﻮﻥ ﻣﻘﺘﻠﺔ - ﺇﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻣﺜﻠﻬﺎ، ﻭﺇﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻢ ﻳﺮ ﻣﺜﻠﻬﺎ - ﺣﺘﻰ ﺇﻥ اﻟﻄﺎﺋﺮ ﻟﻴﻤﺮ ﺑﺠﻨﺒﺎﺗﻬﻢ، ﻓﻤﺎ ﻳﺨﻠﻔﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮ ﻣﻴﺘﺎ، ﻓﻴﺘﻌﺎﺩ ﺑﻨﻮ اﻷﺏ، ﻛﺎﻧﻮا ﻣﺎﺋﺔ، ﻓﻼ ﻳﺠﺪﻭﻧﻪ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻻ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻮاﺣﺪ، ﻓﺒﺄﻱ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﻳﻔﺮﺡ؟ ﺃﻭ ﺃﻱ ﻣﻴﺮاﺙ ﻳﻘﺎﺳﻢ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﺳﻤﻌﻮا ﺑﺒﺄﺱ، ﻫﻮ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﺠﺎءﻫﻢ اﻟﺼﺮﻳﺦ، ﺇﻥ اﻟﺪﺟﺎﻝ ﻗﺪ ﺧﻠﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﺫﺭاﺭﻳﻬﻢ، ﻓﻴﺮﻓﻀﻮﻥ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ، ﻭﻳﻘﺒﻠﻮﻥ، ﻓﻴﺒﻌﺜﻮﻥ ﻋﺸﺮﺓ ﻓﻮاﺭﺱ ﻃﻠﻴﻌﺔ، ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺇﻧﻲ ﻷﻋﺮﻑ ﺃﺳﻤﺎءﻫﻢ ﻭﺃﺳﻤﺎء ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ، ﻭﺃﻟﻮاﻥ ﺧﻴﻮﻟﻬﻢ، ﻫﻢ ﺧﻴﺮ ﻓﻮاﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ اﻷﺭﺽ ﻳﻮﻣﺌﺬ - ﺃﻭ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻓﻮاﺭﺱ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ اﻷﺭﺽ ﻳﻮﻣﺌﺬ -». رواه مسلم.

الحديث الحادي عشر:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه ﺃﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﻫﻞ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺮ ﻭﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ؟» ﻗﺎﻟﻮا: ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ: " ﻻ ﺗﻘﻮﻡ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﺰﻭﻫﺎ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻔﺎ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺤﺎﻕ، ﻓﺈﺫا ﺟﺎﺅﻭﻫﺎ ﻧﺰﻟﻮا ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺎﺗﻠﻮا ﺑﺴﻼﺡ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻣﻮا ﺑﺴﻬﻢ، ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ، ﻓﻴﺴﻘﻂ ﺃﺣﺪ ﺟﺎﻧﺒﻴﻬﺎ. - ﻗﺎﻝ ﺛﻮﺭ ﺑﻦ ﻳﺰﻳﺪ اﻟﺮاﻭﻱ: ﻻ ﺃﻋﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﻗﺎﻝ -: " اﻟﺬﻱ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ. ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ، ﻓﻴﺴﻘﻂ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ اﻵﺧﺮ. ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ، ﻓﻴﻔﺮﺝ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﺪﺧﻠﻮﻧﻬﺎ ﻓﻴﻐﻨﻤﻮﻥ، ﻓﺒﻴﻨﺎ ﻫﻢ ﻳﻘﺘﺴﻤﻮﻥ اﻟﻤﻐﺎﻧﻢ ﺇﺫ ﺟﺎءﻫﻢ اﻟﺼﺮﻳﺦ ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ اﻟﺪﺟﺎﻝ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ، ﻓﻴﺘﺮﻛﻮﻥ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻭﻳﺮﺟﻌﻮﻥ ". ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.

الحديث الثاني عشر:

ﻋﻦ ﻣﻌﺎﺫ ﺑﻦ ﺟﺒﻞ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻋﻤﺮاﻥ ﺑﻴﺖ اﻟﻤﻘﺪﺱ ﺧﺮاﺏ ﻳﺜﺮﺏ، ﻭﺧﺮاﺏ ﻳﺜﺮﺏ ﺧﺮﻭﺝ اﻟﻤﻠﺤﻤﺔ، ﻭﺧﺮﻭﺝ اﻟﻤﻠﺤﻤﺔ ﻓﺘﺢ ﻗﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ، ﻭﻓﺘﺢ ﻗﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﺧﺮﻭﺝ اﻟﺪﺟﺎﻝ» . ﺭﻭاﻩ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ.

الحديث الثالث عشر:

ﻋﻦ ﺫﻱ ﻣﺨﺒﺮ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: " ﺳﺘﺼﺎﻟﺤﻮﻥ اﻟﺮﻭﻡ ﺻﻠﺤﺎ ﺁﻣﻨﺎ، ﻓﺘﻐﺰﻭﻥ ﺃﻧﺘﻢ ﻭﻫﻢ ﻋﺪﻭا ﻣﻦ ﻭﺭاﺋﻜﻢ، ﻓﺘﻨﺼﺮﻭﻥ ﻭﺗﻐﻨﻤﻮﻥ ﻭﺗﺴﻠﻤﻮﻥ، ﺛﻢ ﺗﺮﺟﻌﻮﻥ، ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺰﻟﻮا ﺑﻤﺮﺝ ﺫﻱ ﺗﻠﻮﻝ، ﻓﻴﺮﻓﻊ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻨﺼﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺼﻠﻴﺐ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻏﻠﺐ اﻟﺼﻠﻴﺐ، ﻓﻴﻐﻀﺐ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻴﺪﻗﻪ، ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻐﺪﺭ اﻟﺮﻭﻡ، ﻭﺗﺠﻤﻊ ﻟﻠﻤﻠﺤﻤﺔ " ﻭﺯاﺩ ﺑﻌﻀﻬﻢ: «ﻓﻴﺜﻮﺭ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻠﺤﺘﻬﻢ، ﻓﻴﻘﺘﺘﻠﻮﻥ، ﻓﻴﻜﺮﻡ اﻟﻠﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ» . ﺭﻭاﻩ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ.

الحديث الرابع عشر:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮﺓ رضي الله عنه ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: " ﻳﻨﺰﻝ ﺃﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺃﻣﺘﻲ ﺑﻐﺎﺋﻂ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ اﻟﺒﺼﺮﺓ، ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺮ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: ﺩﺟﻠﺔ، ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﺴﺮ ﻳﻜﺜﺮ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﻣﺼﺎﺭ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﺰﻣﺎﻥ، ﺟﺎء ﺑﻨﻮ ﻗﻨﻄﻮﺭاء، ﻋﺮاﺽ اﻟﻮﺟﻮﻩ، ﺻﻐﺎﺭ اﻷﻋﻴﻦ، ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺰﻟﻮا ﻋﻠﻰ ﺷﻂ اﻟﻨﻬﺮ، ﻓﻴﺘﻔﺮﻕ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺛﻼﺙ ﻓﺮﻕ: ﻓﺮﻗﺔ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﺎﺏ اﻟﺒﻘﺮ ﻭاﻟﺒﺮﻳﺔ ﻭﻫﻠﻜﻮا، ﻭﻓﺮﻗﺔ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻫﻠﻜﻮا، ﻭﻓﺮﻗﺔ ﻳﺠﻌﻠﻮﻥ ﺫﺭاﺭﻳﻬﻢ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻭﻳﻘﺎﺗﻠﻮﻧﻬﻢ ﻭﻫﻢ اﻟﺸﻬﺪاء ". ﺭﻭاﻩ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ.

الحديث الخامس عشر:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﻻ ﺗﻘﻮﻡ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺴﺮ اﻟﻔﺮاﺕ ﻋﻦ ﺟﺒﻞ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﻳﻘﺘﺘﻞ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻴﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﺗﺴﻌﺔ ﻭﺗﺴﻌﻮﻥ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ: ﻟﻌﻠﻲ ﺃﻛﻮﻥ ﺃﻧﺎ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺠﻮ ". ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.
الحديث السادس عشر:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻻ ﺗﻘﻮﻡ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺮﺝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﻗﺤﻄﺎﻥ ﻳﺴﻮﻕ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﺼﺎﻩ» . ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.

الحديث السابع عشر:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﻻ ﺗﺬﻫﺐ اﻷﻳﺎﻡ ﻭاﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻠﻚ ﺭﺟﻞ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: اﻟﺠﻬﺠﺎﻩ ". ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: " ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻠﻚ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاﻟﻲ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ: اﻟﺠﻬﺠﺎﻩ ". ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.

الحديث الثامن عشر:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻭاﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﻻ ﺗﻘﻮﻡ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻠﻢ اﻟﺴﺒﺎﻉ اﻹﻧﺲ ﻭﺣﺘﻰ ﺗﻜﻠﻢ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﺬﺑﺔ ﺳﻮﻃﻪ ﻭﺷﺮاﻙ ﻧﻌﻠﻪ ﻭﻳﺨﺒﺮﻩ ﻓﺨﺬﻩ ﺑﻤﺎ ﺃﺣﺪﺙ ﺃﻫﻠﻪ ﺑﻌﺪﻩ» . ﺭﻭاﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.

الحديث التاسع عشر:

ﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺑﻦ ﺃﺳﻴﺪ اﻟﻐﻔﺎﺭﻱ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: اﻃﻠﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺘﺬاﻛﺮ. ﻓﻘﺎﻝ: «ﻣﺎ ﺗﺬﻛﺮﻭﻥ؟» . ﻗﺎﻟﻮا: ﻧﺬﻛﺮ اﻟﺴﺎﻋﺔ. ﻗﺎﻝ: " ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻘﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﺗﺮﻭا ﻗﺒﻠﻬﺎ ﻋﺸﺮ ﺁﻳﺎﺕ: ﻓﺬﻛﺮ اﻟﺪﺧﺎﻥ، ﻭاﻟﺪﺟﺎﻝ، ﻭاﻟﺪاﺑﺔ، ﻭﻃﻠﻮﻉ اﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﻣﻐﺮﺑﻬﺎ، ﻭﻧﺰﻭﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ، ﻭﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ، ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺧﺴﻮﻑ: ﺧﺴﻒ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮﻕ، ﻭﺧﺴﻒ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻭﺧﺴﻒ ﺑﺠﺰﻳﺮﺓ اﻟﻌﺮﺏ، ﻭﺁﺧﺮ ﺫﻟﻚ ﻧﺎﺭ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻦ ﺗﻄﺮﺩ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺸﺮﻫﻢ ". ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: «ﻧﺎﺭ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻗﻌﺮ ﻋﺪﻥ ﺗﺴﻮﻕ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﺤﺸﺮ» . ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷﺮﺓ «ﻭﺭﻳﺢ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮ» . ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.

الحديث العشرون:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﻳﺨﺮﺝ اﻟﺪﺟﺎﻝ ﻓﻴﺘﻮﺟﻪ ﻗﺒﻠﻪ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻴﻠﻘﺎﻩ اﻟﻤﺴﺎﻟﺢ ﻣﺴﺎﻟﺢ اﻟﺪﺟﺎﻝ. ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪ: ﺃﻳﻦ ﺗﻌﻤﺪ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺃﻋﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺬﻱ ﺧﺮﺝ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻪ: ﺃﻭ ﻣﺎ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺅﻣﻦ ﺑﺮﺑﻨﺎ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ ﺑﺮﺑﻨﺎ ﺧﻔﺎء. ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: اﻗﺘﻠﻮﻩ. ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ: ﺃﻟﻴﺲ ﻗﺪ ﻧﻬﺎﻛﻢ ﺭﺑﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﻠﻮا ﺃﺣﺪا ﺩﻭﻧﻪ ". ﻗﺎﻝ: " ﻓﻴﻨﻄﻠﻘﻮﻥ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﺪﺟﺎﻝ ﻓﺈﺫا ﺭﺁﻩ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻫﺬا اﻟﺪﺟﺎﻝ اﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ". ﻗﺎﻝ: " ﻓﻴﺄﻣﺮ اﻟﺪﺟﺎﻝ ﺑﻪ ﻓﻴﺸﺒﺢ. ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺧﺬﻭﻩ ﻭﺷﺠﻮﻩ ﻓﻴﻮﺳﻊ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﺑﻄﻨﻪ ﺿﺮﺑﺎ ". ﻗﺎﻝ: " ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺃﻭ ﻣﺎ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﻲ؟ " ﻗﺎﻝ: " ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﺃﻧﺖ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﻟﻜﺬاﺏ ". ﻗﺎﻝ: «ﻓﻴﺆﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﻴﺆﺷﺮ ﺑﺎﻟﻤﻨﺸﺎﺭ ﻣﻦ ﻣﻔﺮﻗﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﻠﻴﻪ» . ﻗﺎﻝ: " ﺛﻢ ﻳﻤﺸﻲ اﻟﺪﺟﺎﻝ ﺑﻴﻦ اﻟﻘﻄﻌﺘﻴﻦ ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﺃﺗﺆﻣﻦ ﺑﻲ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻣﺎ اﺯﺩﺩﺕ ﺇﻻ ﺑﺼﻴﺮﺓ ". ﻗﺎﻝ: " ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺑﻌﺪﻱ ﺑﺄﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ". ﻗﺎﻝ: «ﻓﻴﺄﺧﺬﻩ اﻟﺪﺟﺎﻝ ﻟﻴﺬﺑﺤﻪ ﻓﻴﺠﻌﻞ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺭﻗﺒﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﻗﻮﺗﻪ ﻧﺤﺎﺳﺎ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﺒﻴﻼ» ﻗﺎﻝ: «ﻓﻴﺄﺧﺬﻩ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﻭﺭﺟﻠﻴﻪ ﻓﻴﻘﺬﻑ ﺑﻪ ﻓﻴﺤﺴﺐ اﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻤﺎ ﻗﺬﻓﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺎﺭ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺃﻟﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ» ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻫﺬا ﺃﻋﻈﻢ اﻟﻨﺎﺱ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻨﺪ ﺭﺏ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ» . ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.

الحديث الحادي والعشرون:

ﻋﻦ ﺃﻧﺲ رضي الله عنه ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﻳﺘﺒﻊ اﻟﺪﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﻳﻬﻮﺩ ﺃﺻﻔﻬﺎﻥ ﺳﺒﻌﻮﻥ ﺃﻟﻔﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻃﻴﺎﻟﺴﺔ» . ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.

الحديث الثاني والعشرون:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻭاﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﻟﻴﻮﺷﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﻓﻴﻜﻢ اﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ، ﺣﻜﻤﺎ، ﻋﺪﻻ، ﻓﻴﻜﺴﺮ اﻟﺼﻠﻴﺐ، ﻭﻳﻘﺘﻞ اﻟﺨﻨﺰﻳﺮ، ﻭﻳﻀﻊ اﻟﺠﺰﻳﺔ، ﻭﻳﻔﻴﺾ اﻟﻤﺎﻝ، ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻪ ﺃﺣﺪ، ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ اﻟﺴﺠﺪﺓ اﻟﻮاﺣﺪﺓ ﺧﻴﺮاﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ» . ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﻫﺮﻳﺮﺓ: ﻓﺎﻗﺮﺅا ﺇﻥ ﺷﺌﺘﻢ: [ ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻻ ﻟﻴﺆﻣﻨﻦ ﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﻪ] اﻵﻳﺔ. ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.
الحديث الثالث والعشرون:

ﻋﻦ اﻟﻨﻮاﺱ ﺑﻦ ﺳﻤﻌﺎﻥ رضي الله عنه، ﻗﺎﻝ: ﺫﻛﺮ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ اﻟﺪﺟﺎﻝ ﺫاﺕ ﻏﺪاﺓ، ﻓﺨﻔﺾ ﻓﻴﻪ ﻭﺭﻓﻊ، ﺣﺘﻰ ﻇﻨﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻃﺎﺋﻔﺔ اﻟﻨﺨﻞ، ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺣﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﺮﻑ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻨﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: «ﻣﺎ ﺷﺄﻧﻜﻢ؟» ﻗﻠﻨﺎ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺫﻛﺮﺕ اﻟﺪﺟﺎﻝ ﻏﺪاﺓ، ﻓﺨﻔﻀﺖ ﻓﻴﻪ ﻭﺭﻓﻌﺖ، ﺣﺘﻰ ﻇﻨﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻃﺎﺋﻔﺔ اﻟﻨﺨﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: «ﻏﻴﺮ اﻟﺪﺟﺎﻝ ﺃﺧﻮﻓﻨﻲ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﺇﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻴﻜﻢ، ﻓﺄﻧﺎ ﺣﺠﻴﺠﻪ ﺩﻭﻧﻜﻢ، ﻭﺇﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻭﻟﺴﺖ ﻓﻴﻜﻢ، ﻓﺎﻣﺮﺅ ﺣﺠﻴﺞ ﻧﻔﺴﻪ ﻭاﻟﻠﻪ ﺧﻠﻴﻔﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ، ﺇﻧﻪ ﺷﺎﺏ ﻗﻄﻂ، ﻋﻴﻨﻪ ﻃﺎﻓﺌﺔ، ﻛﺄﻧﻲ ﺃﺷﺒﻬﻪ ﺑﻌﺒﺪ اﻟﻌﺰﻯ ﺑﻦ ﻗﻄﻦ، ﻓﻤﻦ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﻣﻨﻜﻢ، ﻓﻠﻴﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻮاﺗﺢ ﺳﻮﺭﺓ اﻟﻜﻬﻒ، ﺇﻧﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﺧﻠﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺸﺄﻡ ﻭاﻟﻌﺮاﻕ، ﻓﻌﺎﺙ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻭﻋﺎﺙ ﺷﻤﺎﻻ، ﻳﺎ ﻋﺒﺎﺩ اﻟﻠﻪ ﻓﺎﺛﺒﺘﻮا» ﻗﻠﻨﺎ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﻟﺒﺜﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ؟ ﻗﺎﻝ: «ﺃﺭﺑﻌﻮﻥ ﻳﻮﻣﺎ، ﻳﻮﻡ ﻛﺴﻨﺔ، ﻭﻳﻮﻡ ﻛﺸﻬﺮ، ﻭﻳﻮﻡ ﻛﺠﻤﻌﺔ، ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﻛﺄﻳﺎﻣﻜﻢ» ﻗﻠﻨﺎ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻓﺬﻟﻚ اﻟﻴﻮﻡ اﻟﺬﻱ ﻛﺴﻨﺔ، ﺃﺗﻜﻔﻴﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺻﻼﺓ ﻳﻮﻡ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻻ، اﻗﺪﺭﻭا ﻟﻪ ﻗﺪﺭﻩ» ﻗﻠﻨﺎ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﺇﺳﺮاﻋﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ؟ ﻗﺎﻝ: " ﻛﺎﻟﻐﻴﺚ اﺳﺘﺪﺑﺮﺗﻪ اﻟﺮﻳﺢ، ﻓﻴﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮﻡ ﻓﻴﺪﻋﻮﻫﻢ، ﻓﻴﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﻳﺴﺘﺠﻴﺒﻮﻥ ﻟﻪ، ﻓﻴﺄﻣﺮ اﻟﺴﻤﺎء ﻓﺘﻤﻄﺮ، ﻭاﻷﺭﺽ ﻓﺘﻨﺒﺖ، ﻓﺘﺮﻭﺡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺳﺎﺭﺣﺘﻬﻢ، ﺃﻃﻮﻝ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺫﺭا، ﻭﺃﺳﺒﻐﻪ ﺿﺮﻭﻋﺎ، ﻭﺃﻣﺪﻩ ﺧﻮاﺻﺮ، ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻘﻮﻡ، ﻓﻴﺪﻋﻮﻫﻢ ﻓﻴﺮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ، ﻓﻴﻨﺼﺮﻑ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﻴﺼﺒﺤﻮﻥ ﻣﻤﺤﻠﻴﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺃﻣﻮاﻟﻬﻢ، ﻭﻳﻤﺮ ﺑﺎﻟﺨﺮﺑﺔ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻟﻬﺎ: ﺃﺧﺮﺟﻲ ﻛﻨﻮﺯﻙ، ﻓﺘﺘﺒﻌﻪ ﻛﻨﻮﺯﻫﺎ ﻛﻴﻌﺎﺳﻴﺐ اﻟﻨﺤﻞ، ﺛﻢ ﻳﺪﻋﻮ ﺭﺟﻼ ﻣﻤﺘﻠﺌﺎ ﺷﺒﺎﺑﺎ، ﻓﻴﻀﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻓﻴﻘﻄﻌﻪ ﺟﺰﻟﺘﻴﻦ ﺭﻣﻴﺔ اﻟﻐﺮﺽ، ﺛﻢ ﻳﺪﻋﻮﻩ ﻓﻴﻘﺒﻞ ﻭﻳﺘﻬﻠﻞ ﻭﺟﻬﻪ، ﻳﻀﺤﻚ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﺑﻌﺚ اﻟﻠﻪ اﻟﻤﺴﻴﺢ اﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ، ﻓﻴﻨﺰﻝ ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻨﺎﺭﺓ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﺷﺮﻗﻲ ﺩﻣﺸﻖ، ﺑﻴﻦ ﻣﻬﺮﻭﺩﺗﻴﻦ، ﻭاﺿﻌﺎ ﻛﻔﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻣﻠﻜﻴﻦ، ﺇﺫا ﻃﺄﻃﺄ ﺭﺃﺳﻪ ﻗﻄﺮ، ﻭﺇﺫا ﺭﻓﻌﻪ ﺗﺤﺪﺭ ﻣﻨﻪ ﺟﻤﺎﻥ ﻛﺎﻟﻠﺆﻟﺆ، ﻓﻼ ﻳﺤﻞ ﻟﻜﺎﻓﺮ ﻳﺠﺪ ﺭﻳﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﻻ ﻣﺎﺕ، ﻭﻧﻔﺴﻪ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻃﺮﻓﻪ، ﻓﻴﻄﻠﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺭﻛﻪ ﺑﺒﺎﺏ ﻟﺪ، ﻓﻴﻘﺘﻠﻪ، ﺛﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻴﺴﻰ اﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﻗﻮﻡ ﻗﺪ ﻋﺼﻤﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﻣﻨﻪ، ﻓﻴﻤﺴﺢ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﻭﻳﺤﺪﺛﻬﻢ ﺑﺪﺭﺟﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﺃﻭﺣﻰ اﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﺴﻰ: ﺇﻧﻲ ﻗﺪ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﻋﺒﺎﺩا ﻟﻲ، ﻻ ﻳﺪاﻥ ﻷﺣﺪ ﺑﻘﺘﺎﻟﻬﻢ، ﻓﺤﺮﺯ ﻋﺒﺎﺩﻱ ﺇﻟﻰ اﻟﻄﻮﺭ ﻭﻳﺒﻌﺚ اﻟﻠﻪ ﻳﺄﺟﻮﺝ ﻭﻣﺄﺟﻮﺝ، ﻭﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺪﺏ ﻳﻨﺴﻠﻮﻥ، ﻓﻴﻤﺮ ﺃﻭاﺋﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻃﺒﺮﻳﺔ ﻓﻴﺸﺮﺑﻮﻥ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻳﻤﺮ ﺁﺧﺮﻫﻢ ﻓﻴﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻬﺬﻩ ﻣﺮﺓ ﻣﺎء، ﻭﻳﺤﺼﺮ ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺃﺱ اﻟﺜﻮﺭ ﻷﺣﺪﻫﻢ ﺧﻴﺮا ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻷﺣﺪﻛﻢ اﻟﻴﻮﻡ، ﻓﻴﺮﻏﺐ ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﻴﺮﺳﻞ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻨﻐﻒ ﻓﻲ ﺭﻗﺎﺑﻬﻢ، ﻓﻴﺼﺒﺤﻮﻥ ﻓﺮﺳﻰ ﻛﻤﻮﺕ ﻧﻔﺲ ﻭاﺣﺪﺓ، ﺛﻢ ﻳﻬﺒﻂ ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺇﻟﻰ اﻷﺭﺽ، ﻓﻼ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻣﻮﺿﻊ ﺷﺒﺮ ﺇﻻ ﻣﻸﻩ ﺯﻫﻤﻬﻢ ﻭﻧﺘﻨﻬﻢ، ﻓﻴﺮﻏﺐ ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻴﺴﻰ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ، ﻓﻴﺮﺳﻞ اﻟﻠﻪ ﻃﻴﺮا ﻛﺄﻋﻨﺎﻕ اﻟﺒﺨﺖ ﻓﺘﺤﻤﻠﻬﻢ ﻓﺘﻄﺮﺣﻬﻢ ﺣﻴﺚ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﻳﺮﺳﻞ اﻟﻠﻪ ﻣﻄﺮا ﻻ ﻳﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﺑﻴﺖ ﻣﺪﺭ ﻭﻻ ﻭﺑﺮ، ﻓﻴﻐﺴﻞ اﻷﺭﺽ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺮﻛﻬﺎ ﻛﺎﻟﺰﻟﻔﺔ، ﺛﻢ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻷﺭﺽ: ﺃﻧﺒﺘﻲ ﺛﻤﺮﺗﻚ، ﻭﺭﺩﻱ ﺑﺮﻛﺘﻚ، ﻓﻴﻮﻣﺌﺬ ﺗﺄﻛﻞ اﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﺎﻧﺔ، ﻭﻳﺴﺘﻈﻠﻮﻥ ﺑﻘﺤﻔﻬﺎ، ﻭﻳﺒﺎﺭﻙ ﻓﻲ اﻟﺮﺳﻞ، ﺣﺘﻰ ﺃﻥ اﻟﻠﻘﺤﺔ ﻣﻦ اﻹﺑﻞ ﻟﺘﻜﻔﻲ اﻟﻔﺌﺎﻡ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ، ﻭاﻟﻠﻘﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻘﺮ ﻟﺘﻜﻔﻲ اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻭاﻟﻠﻘﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﻐﻨﻢ ﻟﺘﻜﻔﻲ اﻟﻔﺨﺬ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫ ﺑﻌﺚ اﻟﻠﻪ ﺭﻳﺤﺎ ﻃﻴﺒﺔ، ﻓﺘﺄﺧﺬﻫﻢ ﺗﺤﺖ ﺁﺑﺎﻃﻬﻢ، ﻓﺘﻘﺒﺾ ﺭﻭﺡ ﻛﻞ ﻣﺆﻣﻦ ﻭﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﻳﺒﻘﻰ ﺷﺮاﺭ اﻟﻨﺎﺱ، ﻳﺘﻬﺎﺭﺟﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻬﺎﺭﺝ اﻟﺤﻤﺮ، ﻓﻌﻠﻴﻬﻢ ﺗﻘﻮﻡ اﻟﺴﺎﻋﺔ ". رواه مسلم.

الحديث الرابع والعشرون:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " «ﻟﻦ ﺗﺬﻫﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﻴﺮ ﻟﻠﻜﻊ اﺑﻦ ﻟﻜﻊ» ". رواه أحمد بإﺳﻨﺎﺩ ﺟﻴﺪ ﻗﻮﻱ.

الحديث الخامس والعشرون:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " «ﻗﺒﻞ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺳﻨﻮﻥ ﺧﺪاﻋﺔ، ﻳﻜﺬﺏ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺼﺎﺩﻕ، ﻭﻳﺼﺪﻕ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﺎﺫﺏ، ﻭﻳﺨﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻣﻴﻦ، ﻭﻳﺆﺗﻤﻦ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺨﺎﺋﻦ، ﻭﻳﻨﻄﻖ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺮﻭﻳﺒﻀﺔ» ". ﻗﺎﻝ ﺳﺮﻳﺞ: ﻭﻳﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺮﻭﻳﺒﻀﺔ ". رواه أحمد بإﺳﻨﺎﺩ ﺟﻴﺪ.

الحديث السادس والعشرون:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: " «ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺮاﻁ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺭﻋﺎﺓ اﻟﺸﺎء ﺭءﻭﺱ اﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺃﻥ ﻳﺮﻯ اﻟﺤﻔﺎﺓ اﻟﻌﺮاﺓ اﻟﺠﻮﻉ ﻳﺘﺒﺎﺭﻭﻥ ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺎء، ﻭﺃﻥ ﺗﻠﺪ اﻷﻣﺔ ﺭﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﺭﺑﺘﻬﺎ» ". رواه أحمد بإﺳﻨﺎﺩ ﺣﺴﻦ.

الحديث السابع والعشرون:

ﻋﻦ ﻃﺎﺭﻕ ﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ، ﻗﺎﻝ: ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﺟﻠﻮﺳﺎ، ﻓﺠﺎء ﺭﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻗﺪ ﺃﻗﻴﻤﺖ اﻟﺼﻼﺓ. ﻓﻘﺎﻡ ﻭﻗﻤﻨﺎ ﻣﻌﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻠﻨﺎ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﺭﺃﻳﻨﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﺭﻛﻮﻋﺎ، ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻡ اﻟﻤﺴﺠﺪ، ﻓﻜﺒﺮ ﻭﺭﻛﻊ، ﻭﺭﻛﻌﻨﺎ ﺛﻢ ﻣﺸﻴﻨﺎ، ﻭﺻﻨﻌﻨﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺬﻱ ﺻﻨﻊ، ﻓﻤﺮ ﺭﺟﻞ ﻳﺴﺮﻉ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺴﻼﻡ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺻﺪﻕ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺻﻠﻴﻨﺎ ﻭﺭﺟﻌﻨﺎ، ﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻪ، ﺟﻠﺴﻨﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻟﺒﻌﺾ: ﺃﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﺭﺩﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺟﻞ: ﺻﺪﻕ اﻟﻠﻪ، ﻭﺑﻠﻐﺖ ﺭﺳﻠﻪ، ﺃﻳﻜﻢ ﻳﺴﺄﻟﻪ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻃﺎﺭﻕ: ﺃﻧﺎ ﺃﺳﺄﻟﻪ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺣﻴﻦ ﺧﺮﺝ، ﻓﺬﻛﺮ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺃﻥ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺗﺴﻠﻴﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻭﻓﺸﻮ اﻟﺘﺠﺎﺭﺓ، ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻴﻦ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺎﺭﺓ، ﻭﻗﻄﻊ اﻷﺭﺣﺎﻡ، ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ اﻟﺰﻭﺭ، ﻭﻛﺘﻤﺎﻥ ﺷﻬﺎﺩﺓ اﻟﺤﻖ، ﻭﻇﻬﻮﺭ اﻟﻘﻠﻢ ". رواه أحمد بإسناد حسن.
الحديث الثامن والعشرون:

عن حذيفة رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: " ﺗﻌﺮﺽ اﻟﻔﺘﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻛﺎﻟﺤﺼﻴﺮ ﻋﻮﺩا ﻋﻮﺩا، ﻓﺄﻱ ﻗﻠﺐ ﺃﺷﺮﺑﻬﺎ ﻧﻜﺘﺖ ﻓﻴﻪ ﻧﻜﺘﺔ ﺳﻮﺩاء، ﻭﺃﻱ ﻗﻠﺐ ﺃﻧﻜﺮﻫﺎ ﻧﻜﺘﺖ ﻓﻴﻪ ﻧﻜﺘﺔ ﺑﻴﻀﺎء، ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻴﻦ: ﺃﺑﻴﺾ ﺑﻤﺜﻞ اﻟﺼﻔﺎ ﻓﻼ ﺗﻀﺮﻩ ﻓﺘﻨﺔ ﻣﺎ ﺩاﻣﺖ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ، ﻭاﻵﺧﺮ ﺃﺳﻮﺩ ﻣﺮﺑﺎﺩا ﻛﺎﻟﻜﻮﺯ ﻣﺠﺨﻴﺎ، ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﻭﻻ ﻳﻨﻜﺮ ﻣﻨﻜﺮا، ﺇﻻ ﻣﺎ ﺃﺷﺮﺏ ﻣﻦ ﻫﻮاﻩ " ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.

الحديث التاسع والعشرون:

عن حذيفة رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺪﻳﺜﻴﻦ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﺘﻈﺮ اﻵﺧﺮ: ﺣﺪﺛﻨﺎ: «ﺇﻥ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﺟﺬﺭ ﻗﻠﻮﺏ اﻟﺮﺟﺎﻝ، ﺛﻢ ﻋﻠﻤﻮا ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁﻥ، ﺛﻢ ﻋﻠﻤﻮا ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ» . ﻭﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﺭﻓﻌﻬﺎ ﻗﺎﻝ: " ﻳﻨﺎﻡ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﻨﻮﻣﺔ، ﻓﺘﻘﺒﺾ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﺃﺛﺮ اﻟﻮﻛﺖ، ﺛﻢ ﻳﻨﺎﻡ اﻟﻨﻮﻣﺔ، ﻗﺘﻘﺒﺾ ﻓﻴﺒﻘﻰ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻣﺜﻞ ﺃﺛﺮ اﻟﻤﺠﻞ، ﻛﺠﻤﺮ ﺩﺣﺮﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻚ ﻓﻨﻔﻂ ﻓﺘﺮاﻩ ﻣﻨﺘﺒﺮا ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺷﻲء، ﻭﻳﺼﺒﺢ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺒﺎﻳﻌﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﺃﺣﺪ ﻳﺆﺩﻱ اﻷﻣﺎﻧﺔ، ﻓﻴﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﻓﻼﻥ ﺭﺟﻼ ﺃﻣﻴﻨﺎ، ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﺮﺟﻞ: ﻣﺎ ﺃﻋﻘﻠﻪ، ﻭﻣﺎ ﺃﻇﺮﻓﻪ، ﻭﻣﺎ ﺃﺟﻠﺪﻩ، ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺣﺒﺔ ﻣﻦ ﺧﺮﺩﻝ ﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻥ ". ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.

الحديث الثلاثون:

عن حذيفة رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺴﺄﻟﻮﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﺨﻴﺮ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﺸﺮ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻛﻨﻲ ﻗﺎﻝ: ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ ﻭﺷﺮ ﻓﺠﺎءﻧﺎ اﻟﻠﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﺨﻴﺮ ﻓﻬﻞ ﺑﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺮ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻧﻌﻢ» ﻗﻠﺖ: ﻭﻫﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ اﻟﺸﺮ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻧﻌﻢ ﻭﻓﻴﻪ ﺩﺧﻦ» . ﻗﻠﺖ: ﻭﻣﺎ ﺩﺧﻨﻪ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻗﻮﻡ ﻳﺴﺘﻨﻮﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﺳﻨﺘﻲ ﻭﻳﻬﺪﻭﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﻫﺪﻳﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺗﻨﻜﺮ» . ﻗﻠﺖ: ﻓﻬﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ اﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺷﺮ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻧﻌﻢ ﺩﻋﺎﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮاﺏ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﺎﺑﻬﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﺬﻓﻮﻩ ﻓﻴﻬﺎ» . ﻗﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻔﻬﻢ ﻟﻨﺎ. ﻗﺎﻝ: «ﻫﻢ ﻣﻦ ﺟﻠﺪﺗﻨﺎ ﻭﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﺑﺄﻟﺴﻨﺘﻨﺎ» . ﻗﻠﺖ: ﻓﻤﺎ ﺗﺄﻣﺮﻧﻲ ﺇﻥ ﺃﺩﺭﻛﻨﻲ ﺫﻟﻚ؟ ﻗﺎﻝ: «ﺗﻠﺰﻡ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺇﻣﺎﻣﻬﻢ» . ﻗﻠﺖ: ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﺇﻣﺎﻡ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻓﺎﻋﺘﺰﻝ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺮﻕ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺗﻌﺾ ﺑﺄﺻﻞ ﺷﺠﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻳﺪﺭﻛﻚ اﻟﻤﻮﺕ ﻭﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ» . ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.

الحديث الحادي والثلاثون:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮﺓ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺇﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﺘﻦ، ﺃﻻ ﺛﻢ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺘﻦ، ﺃﻻ ﺛﻢ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺘﻨﺔ، اﻟﻘﺎﻋﺪ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺷﻲ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭاﻟﻤﺎﺷﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﻋﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﺃﻻ ﻓﺈﺫا ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺇﺑﻞ ﻓﻠﻴﻠﺤﻖ ﺑﺈﺑﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻏﻨﻢ ﻓﻠﻴﻠﺤﻖ ﺑﻐﻨﻤﻪ، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﻴﻠﺤﻖ ﺑﺄﺭﺿﻪ» ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺃﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺇﺑﻞ ﻭﻻ ﻏﻨﻢ ﻭﻻ ﺃﺭﺽ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻳﻌﻤﺪ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﻔﻪ ﻓﻴﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻩ ﺑﺤﺠﺮ، ﺛﻢ ﻟﻴﻨﺞ ﺇﻥ اﺳﺘﻄﺎﻉ اﻟﻨﺠﺎء، اﻟﻠﻬﻢ ﻫﻞ ﺑﻠﻐﺖ؟» ﺛﻼﺛﺎ ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﺟﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﻥ ﺃﻛﺮﻫﺖ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪاﻟﺼﻔﻴﻦ ﻓﻀﺮﺑﻨﻲ ﺭﺟﻞ ﺑﺴﻴﻔﻪ ﺃﻭ ﻳﺠﻲء ﺳﻬﻢ ﻓﻴﻘﺘﻠﻨﻲ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻳﺒﻮء ﺑﺈﺛﻤﻪ ﻭﺇﺛﻤﻚ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻨﺎﺭ» ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.
الحديث الثاني والثلاثون:

ﻋﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: " «ﺇﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺃﻣﺮاء ﻳﻈﻠﻤﻮﻥ ﻭﻳﻜﺬﺑﻮﻥ، ﻓﻤﻦ ﺻﺪﻗﻬﻢ ﺑﻜﺬﺑﻬﻢ ﻭﺃﻋﺎﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻇﻠﻤﻬﻢ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﻲ ﻭﻟﺴﺖ ﻣﻨﻪ، ﻭﻻ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻲ اﻟﺤﻮﺽ، ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺼﺪﻗﻬﻢ ﺑﻜﺬﺑﻬﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻨﻬﻢ ﻓﻬﻮ ﻣﻨﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﻪ ﻭﺳﻴﺮﺩ ﻋﻠﻲ اﻟﺤﻮﺽ» ". ﺭﻭاﻩ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﺒﺰاﺭ، ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭاﻷﻭﺳﻂ، ﻭﺃﺣﺪ ﺃﺳﺎﻧﻴﺪ اﻟﺒﺰاﺭ ﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ اﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﻛﺬﻟﻚ.

الحديث الثالث والثلاثون:

ﻋﻦ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺑﺎﺩﺭﻭا ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﺳﺘﺎ: ﺇﻣﺎﺭﺓ اﻟﺴﻔﻬﺎء، ﻭﻛﺜﺮﺓ اﻟﺸﺮﻁ، ﻭاﺳﺘﺨﻔﺎﻓﺎ ﺑﺎﻟﺪﻡ، ﻭﻗﻄﻴﻌﺔ اﻟﺮﺣﻢ، ﻭﻧﺸﺌﺎ ﻳﺘﺨﺬﻭﻥ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺰاﻣﻴﺮ، ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﻐﻨﻴﻬﻢ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻗﻠﻬﻢ ﻓﻘﻬﺎ ". رواه أحمد والحاكم.

الحديث الرابع والثلاثون:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " «ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻣﺮاء ﻇﻠﻤﺔ، ﻭﻭﺯﺭاء ﻓﺴﻘﺔ، ﻭﻗﻀﺎﺓ ﺧﻮﻧﺔ، ﻭﻓﻘﻬﺎء ﻛﺬﺑﺔ، ﻓﻤﻦ ﺃﺩﺭﻙ ﺫﻟﻚ اﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻧﻦ ﻟﻬﻢ ﺟﺎﺑﻴﺎ، ﻭﻻ ﻋﺮﻳﻔﺎ، ﻭﻻ ﺷﺮطيا» ". ﺭﻭاﻩ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺼﻐﻴﺮ ﻭاﻷﻭﺳﻂ.

الحديث الخامس والثلاثون:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنهما ﻗﺎﻻ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " «ﻟﻴﺄﺗﻴﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﺯﻣﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻣﺮاء ﺳﻔﻬﺎء، ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﺷﺮاﺭ اﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻈﻬﺮﻭﻥ ﺑﺨﻴﺎﺭﻫﻢ، ﻭﻳﺆﺧﺮﻭﻥ اﻟﺼﻼﺓ ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻴﺘﻬﺎ ﻓﻤﻦ ﺃﺩﺭﻙ ﻣﻨﻜﻢ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻧﻦ ﻋﺮﻳﻔﺎ ﻭﻻ ﺷﺮﻁﻳﺎ ﻭﻻ ﺟﺎﺑﻴﺎ ﻭﻻ ﺧﺎﺯﻧﺎ» ". ﺭﻭاﻩ ﺃﺑﻮ ﻳﻌﻠﻰ ﻭﺭﺟﺎﻟﻪ ﺭﺟﺎﻝ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺧﻼ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭﻫﻮ ﺛﻘﺔ.

الحديث السادس والثلاثون:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻏﻄﻔﺎﻥ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻳﻘﻮﻝ: «ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻌﺎﺩﻥ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻌﺪﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎﺯ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﺷﺮاﺭ اﻟﻨﺎﺱ، ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻓﺮﻋﻮﻥ، ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﺫ ﺣﺴﺮ ﻋﻦ اﻟﺬﻫﺐ ﻓﺄﻋﺠﺒﻬﻢ ﻣﻌﺘﻤﻠﻪ ﺇﺫ ﺧﺴﻒ ﺑﻪ ﻭﺑﻬﻢ». رواه الحاكم وقال: ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ اﻹﺳﻨﺎﺩ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺟﺎﻩ. قلت: وهذا له حكم المرفوع.

الحديث السابع والثلاثون:

ﻋﻦ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﻗﺎﻝ: ﺭﺃﻳﺖ اﻟﻤﻘﺪاﻡ ﺑﻦ ﻣﻌﺪﻱ ﻛﺮﺏ رضي الله عنه ﻓﻲ اﻟﺴﻮﻕ ﻭﺟﺎﺭﻳﺔ ﻟﻪ ﺗﺒﻴﻊ ﻟﺒﻨﺎ، ﻭﻫﻮ ﺟﺎﻟﺲ ﻳﻘﺒﺾ اﻟﺪﺭاﻫﻢ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: " «ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﺰﻣﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺪﺭاﻫﻢ ﻭاﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻳﻘﻴﻢ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻬﺎ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﺩﻧﻴﺎﻩ» ". رواه الطبراني في الكبير.

الحديث الثامن والثلاثون:

ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: «ﺳﻴﺨﺮﺝ ﻗﻮﻡ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﺰﻣﺎﻥ ﺣﺪاﺙ اﻷﺳﻨﺎﻥ، ﺳﻔﻬﺎء اﻷﺣﻼﻡ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻗﻮﻝ اﻟﺒﺮﻳﺔ، ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺣﻨﺎﺟﺮﻫﻢ، ﻳﻤﺮﻗﻮﻥ ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﺮﻕ اﻟﺴﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﻴﺔ، ﻓﺄﻳﻨﻤﺎ ﻟﻘﻴﺘﻤﻮﻫﻢ ﻓﺎﻗﺘﻠﻮﻫﻢ، ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﺃﺟﺮا ﻟﻤﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ». متفق عليه.

الحديث التاسع والثلاثون:

ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ رضي الله عنه ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﻳﻜﻮﻥ ﻗﻮﻡ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﺰﻣﺎﻥ ﻳﺨﻀﺒﻮﻥ ﺑﻬﺬا اﻟﺴﻮاﺩ ﻛﺤﻮاﺻﻞ اﻟﺤﻤﺎﻡ ﻻ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺭاﺋﺤﺔ اﻟﺠﻨﺔ» . ﺭﻭاﻩ ﺃﺑﻮ ﺩاﻭﺩ ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ.

الحديث الأربعون:

ﻋﻦ ﺟﺎﺑﺮ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﺰﻣﺎﻥ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻳﻘﺴﻢ اﻟﻤﺎﻝ ﻭﻻ ﻳﻌﺪﻩ» . ﻭﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ: ﻗﺎﻝ: «ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺃﻣﺘﻲ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻳﺤﺜﻲ اﻟﻤﺎﻝ ﺣﺜﻴﺎ ﻭﻻ ﻳﻌﺪﻩ ﻋﺪا» . ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.

الخاتمة:

فلله الحمد والشكر والمنة والفضل على ما تفضل علي به من جمع هذه الٲربعين، وجعلها الله مباركة طيبة ٳنه سميع الدعاء، وجعلها سبيلاً للبيان والفقه والعلم والاستعداد، ومعالجة الأمور بأسبابها قبل حدوثها فنكون على بصيرة وسداد، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وآله وصحبه ومن تبع وعلى مراد الله ومراد رسول الله تشهد وتعبد، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمدلله رب العالمين.

وكتبه بيده مصنفه /
أبو محمد حمدي محمد مقبل محمد عبدالله الوصابي العباسي

ذلك بعد ظهر يوم الثلاثاء
1 جمادى الأولى 1445 ﮪ
.                             ﷽                             .




الأربـــعـــون فــي آداب الــمــجــالــس

تصنيف / أبو محمد حمدي محمد مقبل محمد عبدالله الوصابي العباسي




.                      المقدمة                       .


الحمدلله الذي الرحيم الرحمن، خلق الإنسان وعلمه القرآن والبيان، وأشهد أن لا إله إلا الله ذو الجلال والإكرام، والجود والعطاء والإنعام، وأشهد أن محمداً خاتم النبيين، وسيد الأولين والآخرين، وبعد:

فإن الدين عند الله الإسلام، وقد جعله أركان وواجبات وسنن وصوى ومناراً وأسهم وسنام، وجعل فيه عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق وآداب، وإن من تلك الواجبات والسنن والأخلاق والآداب ما للمجالس من آداب، مع مهمات في أحكام الجلوس والمواضع والسنن، واضحة يفهمها الجميع ومهمات يفهمها ذوي الفطن، وقد جمعت في الوريقات هذه أهم تلك الأحكام والمواضع والسنن والآداب، في أربعين حديثاً من صفات فعل رسول الله ﷺ وجوامع الخطاب، والله وحده أسأله العون والسداد، والتوفيق إلى سواء الرشاد، وبه الثقة وعليه التكلان، ومنه الرجاء وله الإذعان، وصلوات ربي وسلامه على سيد البشر، وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته وأتباعه ممن مضى وآتٍ ومن غاب أو حضر، وسلام على المرسلين، والحمدلله رب العالمين.


وكتبه بيده مصنفه:
أبو محمد حمدي محمد مقبل محمد عبدالله الوصابي العباسي
الأول:

عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه، إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذهب واحد، قال فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أخبركم عن النفر الثلاثة أما أحدهم فأوى إلى الله، فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا، فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض، فأعرض الله عنه). متفق عليه.

الثاني:

ﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺑﺎﻷﻣﺎﻧﺔ ". رواه الخرائطي والقضاعي والخطيب.

الثالث:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺧﻴﺮ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺃﻭﺳﻌﻬﺎ ". رواه أبو داود وأحمد.

الرابع:

عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: "نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر، ولكن تفسحوا وتوسعوا ". وكان ابن عمر يكره أن يقوم الرجل من مجلسه، ثم يجلس مكانه. رواه البخاري.

الخامس:

ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺇﺫا ﺟﺎء ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ ﻓﺄﻭﺳﻊ ﻟﻪ ﻓﻠﻴﺠﻠﺲ , ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻛﺮاﻣﺔ ﺃﻛﺮﻣﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻭﺃﺧﻮﻩ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻮﺳﻊ ﻟﻪ ﻓﻠﻴﻨﻈﺮ ﺃﻭﺳﻊ ﻣﻮﺿﻊ ﻓﻠﻴﺠﻠﺲ ﻓﻴﻪ ". رواه الخطيب.

السادس:

ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ اﻟﻌﺎﺹ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻝ: " ﻧﻬﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺠﻠﺲ اﻟﺮﺟﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻧﻬﻤﺎ ". رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي.

السابع:

ﻋﻦ ﺣﻨﻈﻠﺔ ﺑﻦ ﺣﺬﻳﻢ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: " ﺃﺗﻴﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺮﺃﻳﺘﻪ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻣﺘﺮﺑﻌﺎ ". رواه البخاري في الأدب.

الثامن:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﺎﻣﺔ اﻟﺤﺎﺭﺛﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: " ﻛﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺠﻠﺲ اﻟﻘﺮﻓﺼﺎء ". رواه الطبراني في الكبير.

التاسع:

ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﻧﻬﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ اﻟﺮﺟﻞ ﺇﺣﺪﻯ ﺭﺟﻠﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺮﻯ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺘﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻩ ". رواه أبو داود.

العاشر:

ﻭﻋﻦ اﻟﺸﺮﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻮﻳﺪ اﻟﺜﻘﻔﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﺮ ﺑﻲ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﻫﻜﺬا , ﻭﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﻳﺪﻱ اﻟﻴﺴﺮﻯ ﺧﻠﻒ ﻇﻬﺮﻱ , ﻭاﺗﻜﺄﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﻴﺔ ﻳﺪﻱ , ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺃﺗﻘﻌﺪ ﻗﻌﺪﺓ اﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ؟ ". رواه أبو داود وأحمد وابن حبان.
2025/07/04 04:55:43
Back to Top
HTML Embed Code: