🪶
يا عجبًا! يخرُج رمضانُ وما أنبْتَ؟ هذا والله هو العمى!
فاجتهدْ في لحاق القوم؛ فقد جَدُّوا، ولا ترضَ لنفسك دون ما أَعَدُّوا، وتنصّت لحادي الرحيل فها هو يَحْدو.
يا عجبًا! يخرُج رمضانُ وما أنبْتَ؟ هذا والله هو العمى!
فاجتهدْ في لحاق القوم؛ فقد جَدُّوا، ولا ترضَ لنفسك دون ما أَعَدُّوا، وتنصّت لحادي الرحيل فها هو يَحْدو.
- مخطوط النُّور - لابن الجوزي
🪶
بَابُهُ مَفْتُوحٌ لِلطَّالِبِينَ , وَجَنَابُهُ مَبْذُولٌ لِلرَّاغِبِينَ؛ وَفَضْلُهُ يُنَادِي: يَا غَافِلِينَ، وَإِحْسَانُهُ يُنَادِي الْجَاهِلِينَ , فَاخْرُجُوا مِنْ دَائِرَةِ الْمُذْنِبِينَ , وَبَادِرُوا مُبَادَرَةَ التَّائِبِينَ , وَتَعَرَّضُوا لِنَسَمَاتِ الرَّحْمَةِ تَخَلَّصُوا مِنْ كَرْبِكُمْ , وَسَارِعُوا إِلَى مغفرة من ربكم.
بَابُهُ مَفْتُوحٌ لِلطَّالِبِينَ , وَجَنَابُهُ مَبْذُولٌ لِلرَّاغِبِينَ؛ وَفَضْلُهُ يُنَادِي: يَا غَافِلِينَ، وَإِحْسَانُهُ يُنَادِي الْجَاهِلِينَ , فَاخْرُجُوا مِنْ دَائِرَةِ الْمُذْنِبِينَ , وَبَادِرُوا مُبَادَرَةَ التَّائِبِينَ , وَتَعَرَّضُوا لِنَسَمَاتِ الرَّحْمَةِ تَخَلَّصُوا مِنْ كَرْبِكُمْ , وَسَارِعُوا إِلَى مغفرة من ربكم.
ابن الجوزي | التبصرة
كَان مِن دُعَـاء داوُد عَلَـيه السَّـلام:
«اللهُمّ اجعَلني مِن أحبـائِك فإنّك إن أحببتَ عبدًا غـفرتَ ذَنبه وإن كانَ عظيمًا وَقـبِلتَ عَملهُ وَإن كَان يَـسيرًا».
«اللهُمّ اجعَلني مِن أحبـائِك فإنّك إن أحببتَ عبدًا غـفرتَ ذَنبه وإن كانَ عظيمًا وَقـبِلتَ عَملهُ وَإن كَان يَـسيرًا».
[المحبة لله سُبحانَه/ لابن جُنيد].
🪶
إنَّ شهر رمضان قد انصرم وانمحق.
وتشتت نظامه بعد أن كان اتسق.
فكأنكم به قد رحل وانطلق.
يشهد لمن أطاع وعلى مَنْ فَسَق.
فأين الحزنُ لفراقه وأين القلق؟.
إنَّ شهر رمضان قد انصرم وانمحق.
وتشتت نظامه بعد أن كان اتسق.
فكأنكم به قد رحل وانطلق.
يشهد لمن أطاع وعلى مَنْ فَسَق.
فأين الحزنُ لفراقه وأين القلق؟.
- وداع رمضان لابن الجوزي
﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾ [الرعد: ٤١]
قال ابن عباس: «ذهاب علمائها، وفقهائها، وخيار أهلها».
- تفسير الطبري (٥٧٨/١٣).
قال ابن عباس: «ذهاب علمائها، وفقهائها، وخيار أهلها».
- تفسير الطبري (٥٧٨/١٣).
نهاركم تلعبون، وليلكم ترقدون، والفرائض ما تؤدون، أما الأموال فتجمعون والحقُّ فيها ما تُخرِجون، وأما الصلاة فتضيعون وإذا صليتم تنقرون !
- ابن الجوزي | التبصرة
- ابن الجوزي | التبصرة
🪶
فرحم اللهُ امرءًا بادر خلاصه في باقي ساعاته، والتفت إلى وقته واجتهد في مراعاته، واستعدَّ لسفره بإخلاص طاعاته، واعتذر في بقيّة شهره من سالف إضاعاته، واعتبر بمَنْ أمَّلَ أن يرى مِثلَ شهره هذا قبل وفاته .
فرحم اللهُ امرءًا بادر خلاصه في باقي ساعاته، والتفت إلى وقته واجتهد في مراعاته، واستعدَّ لسفره بإخلاص طاعاته، واعتذر في بقيّة شهره من سالف إضاعاته، واعتبر بمَنْ أمَّلَ أن يرى مِثلَ شهره هذا قبل وفاته .
- وداع رمضان لابن الجوزي
🪶
وينبغي أن يكون الاجتهاد في أواخر الشهر أكثر من أوله لشيئين:
أحدهما: لشرف هذا العشر وطلب ليلة القدر.
والثاني: لوداع شهر لا يدري هل يلقى مثله أم لا؟!
وينبغي أن يكون الاجتهاد في أواخر الشهر أكثر من أوله لشيئين:
أحدهما: لشرف هذا العشر وطلب ليلة القدر.
والثاني: لوداع شهر لا يدري هل يلقى مثله أم لا؟!
- ابن الجوزي رحمه الله
🪶
إنَّ الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق، فلا تكن الخيل أفطن منك، فإنّما الأعمال بالخواتيم !
إنَّ الخيل إذا شارفت نهاية المضمار بذلت قصارى جهدها لتفوز بالسباق، فلا تكن الخيل أفطن منك، فإنّما الأعمال بالخواتيم !
- ابنُ الجَوزي رحمه الله
🔻
مَنْ أفسد بالمعاصي أيامَ عَشْرِه، ندم حين الأخذ بالنواصي يوم حشره!
مَنْ أفسد بالمعاصي أيامَ عَشْرِه، ندم حين الأخذ بالنواصي يوم حشره!
📖 مخطوط النور لـ ابن الجوزي
﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادي عَنّي فَإِنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ ..﴾ [البقرة: ١٨٦]
الإجابةُ مقابِلةٌ للدعاءِ في الآيةِ، والدعاءُ محمولٌ على النوعَيْن:
- الأول: دعاءُ العبادةِ، والمرادُ به: الصيامُ وما يتعلقُ به مِن أعمالِ بِر مِن قراءةِ القرآنِ والصلاةِ، والصدَقةِ والذكْرِ، والإجابةُ هنا القَبُولُ للمُخْلِصِ الصادقِ المُتبِعِ بالثوابِ العظيمِ عندَ اللهِ سبحانَهُ.
وشرطُ القَبُولِ والإثابةِ على العملِ الصالحِ: هو العملُ بأمرِ اللهِ كما أرادَ اللهُ، وذلك لقولِه: ﴿فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي﴾، والاستجابةُ للهِ طاعتُهُ، بامتثالِ أوامرِه، واجتنابِ نواهيه، قاله مجاهدٌ والربيعُ، وابنُ جُرَيْجٍ وابنُ المبارَكِ.
- الثاني: دعاءُ المسألةِ، وهو الذي تُختَمُ به الأعمالُ غالبًا بطَلَبِ القَبُولِ والاستغفارِ من النقْصِ، وما يسبِقُ العبادةَ ويصاحِبُها مِن دعاءٍ للهِ بطلبِ العَوْنِ والتسديدِ يدخُلُ في هذا النوعِ.
وقد جعَلَ اللهُ السؤالَ في الآيةِ بمعنى الدعاءِ، فقال: ﴿وإذا سَأَلَكَ عِبادِي﴾، ثم قال: ﴿دَعْوَةَ الدّاعِ﴾.
الإجابةُ مقابِلةٌ للدعاءِ في الآيةِ، والدعاءُ محمولٌ على النوعَيْن:
- الأول: دعاءُ العبادةِ، والمرادُ به: الصيامُ وما يتعلقُ به مِن أعمالِ بِر مِن قراءةِ القرآنِ والصلاةِ، والصدَقةِ والذكْرِ، والإجابةُ هنا القَبُولُ للمُخْلِصِ الصادقِ المُتبِعِ بالثوابِ العظيمِ عندَ اللهِ سبحانَهُ.
وشرطُ القَبُولِ والإثابةِ على العملِ الصالحِ: هو العملُ بأمرِ اللهِ كما أرادَ اللهُ، وذلك لقولِه: ﴿فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي﴾، والاستجابةُ للهِ طاعتُهُ، بامتثالِ أوامرِه، واجتنابِ نواهيه، قاله مجاهدٌ والربيعُ، وابنُ جُرَيْجٍ وابنُ المبارَكِ.
- الثاني: دعاءُ المسألةِ، وهو الذي تُختَمُ به الأعمالُ غالبًا بطَلَبِ القَبُولِ والاستغفارِ من النقْصِ، وما يسبِقُ العبادةَ ويصاحِبُها مِن دعاءٍ للهِ بطلبِ العَوْنِ والتسديدِ يدخُلُ في هذا النوعِ.
وقد جعَلَ اللهُ السؤالَ في الآيةِ بمعنى الدعاءِ، فقال: ﴿وإذا سَأَلَكَ عِبادِي﴾، ثم قال: ﴿دَعْوَةَ الدّاعِ﴾.
- التفسير والبيان لأحكام القرآن (٢٣٩.٢٣٨/١).
قال رسول الله ﷺ: "سبق المفردون". قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: "الذاكرون الله كثيرا والذاكرات".
📚رواه الإمام أحمد
قال عاصم الأحول :
" كان عامة كلام ابن سيرين سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده "
📚الزهد لأحمد بن حنبل
📚رواه الإمام أحمد
قال عاصم الأحول :
" كان عامة كلام ابن سيرين سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده "
📚الزهد لأحمد بن حنبل
قال ابن رجب الحنبلي :
"ألا إن شهركم قد أخذ في النقص،
فزيدوا أنتم في العمل، فكأنكم به وقد انصرف،
فكل شهر فعسى أن يكون منه خلف،
وأما شهر رمضان فمن أين لكم منه خلف ؟!".
"ألا إن شهركم قد أخذ في النقص،
فزيدوا أنتم في العمل، فكأنكم به وقد انصرف،
فكل شهر فعسى أن يكون منه خلف،
وأما شهر رمضان فمن أين لكم منه خلف ؟!".
📘لطائف المعارف (١/ ١٨١)
إن قصرت في استقبال رمضان فأحسن وداعه
قال رسول اللهﷺ :
إنما الأعمال بخواتيمها،إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء
إذا طاب أعلاه، طاب أسفله،وإذا خبث أعلاه
خبث أسفله"
📚رواه الإمام أحمد في المسند
وقال ابن تيمية:العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات
قال رسول اللهﷺ :
إنما الأعمال بخواتيمها،إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء
إذا طاب أعلاه، طاب أسفله،وإذا خبث أعلاه
خبث أسفله"
📚رواه الإمام أحمد في المسند
وقال ابن تيمية:العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات
﴿وما كان اللهُ مُعذبهُم وهم يستغفرون﴾..
- قال ابن تيمية :
"الله سبحانه لا يعذب مستغفراً".
-وقال بكر بن عبد الله المزني:
"إنكم تَستكثِرُون من الذنوب؛ فاستكثرُوا من الاستغفار.. وإنَّ الرَّجل إذا أَذنَب ذنبًا ثم رأى إلى جَنبِه استغفارًا سرَّهُ مكانه".
- قال ابن تيمية :
"الله سبحانه لا يعذب مستغفراً".
مجموع الفتاوى
-وقال بكر بن عبد الله المزني:
"إنكم تَستكثِرُون من الذنوب؛ فاستكثرُوا من الاستغفار.. وإنَّ الرَّجل إذا أَذنَب ذنبًا ثم رأى إلى جَنبِه استغفارًا سرَّهُ مكانه".
الزهد لأحمد بن حنبل.
كان من دعاء الصديق رضي الله عنه:
«اللهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك».
«اللهم اجعل خير عمري آخره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك».
- مصنف ابن أبي شيبة
عن عمر رضي الله عنه أنه كان يدعو:
«اللهم اجعل غنائي في قلبي ورغبتي فيما عندك، وبارك لي فيما رزقتني، وأغنني عمّا حرمت علي».
«اللهم اجعل غنائي في قلبي ورغبتي فيما عندك، وبارك لي فيما رزقتني، وأغنني عمّا حرمت علي».
- مصنف ابن أبي شيبة
🔻
المُوفَّق مَن تَلَمَّح قِصَر الموسم المعمول فيه، وامتداد زمان الجزاء الذي لا آخِر له = فانتَهَبَ حتى اللحظة، وزاحم كلَّ فضيلة، فإنها إذا فاتت فلا وجه لاستدراكها.
المُوفَّق مَن تَلَمَّح قِصَر الموسم المعمول فيه، وامتداد زمان الجزاء الذي لا آخِر له = فانتَهَبَ حتى اللحظة، وزاحم كلَّ فضيلة، فإنها إذا فاتت فلا وجه لاستدراكها.
ابن الجوزي البغدادي
👍1
كان الحسن البصري يدعو فيقول :
اللهم آت نفسي تقواها
وزكها أنت خير من زكاها
أنت وليها ومولاها .
اللهم آت نفسي تقواها
وزكها أنت خير من زكاها
أنت وليها ومولاها .
[ الزهد لأحمد بن حنبل 1679 ]
الطعن في العلماء بحجة الجرح والتعديل
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله، شيخ قاسم، رأينا من يطعن في الشيخ أبي إسحاق الحويني، وتعجبت كيف يشمتون بموته، وقد رأيت من يقول أن هذا من عمل السلف وأنه داخل في الجرح والتعديل، فما هو الصواب فيما نراه بارك الله فيكم؟ هل فعلا الطعن في الشيوخ علم؟ وهل علينا ترك الأخذ عنه؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
الطعن في العلماء بحجة الجرح والتعديل إنما هو مطية لأسباب كثيرة يريدها المداخلة، فجعلوا من الطعن واللمز مهنة لهم كما قال العلامة بكر أبو زيد الذي انقلب عليه المداخلة :«أنك ترى الجراح القصاب كلما مر على ملأ من الدعاة اختار منهم ذبيحا، فرماه بقذيفة من هذه الألقاب المرة، تمرق من فمه مروق السهم من الرمية، ثم يرميه في الطريق، ويقول: أميطوا الأذى عن الطريق، فإن ذلك من شعب الإيمان؟!».[تصنيف الناس بين الظن واليقين(ص 22)].
فما يفعلون بعيد عن علم الجرح والتعديل لأمور:
-الجرح والتعديل بمعناه الخاص داخل تحت علم رجال الحديث، وهو مختص ببيان حال رواة الحديث والحكم على درجة حالهم بألفاظ مخصوصة مدونة عندهم، وهذا العلم انتهى مع أصحابه، قال السيوطي :«إن كثيرا ممن جرحهم لا رواية لهم فالواجب فيهم شرعا أن يسكت عن جرحهم ويهمله. وثانيا إن الجرح إنما جوز في الصدر حيث كان الحديث يؤخذ من صدور الأحبار لا من بطون الأسفار فاحتيج إليه ضرورة للذب عن الآثار ومعرفة المقبول والمردود من الاحاديث والاخبار». [الرفع والتكميل (ص65)].
-لا يذكرون إلا السيئات ولو كان الرجل له من النفع الكبير، عن محمد بن سيرين قال :«ظلما لأخيك أن تذكر فيه أسوأ ما تعلم منه، وتكتم خيره». [الزهد لوكيع (ص775)]. وانتقد الذهبي عمل ابن الجوزي في ترجمة أبان بن يزيد العطار، قال الذهبي :«وقد أورده أيضا العلامة أبو الفرج ابن الجوزي في الضعفاء، ولم يذكر فيه أقوال من وثقه. وهذا من عيوب كتابه، يسرد الجرح، ويسكت عن التوثيق». [ميزان الاعتدال (1/ 16)].
-يختارون أسوأ الألفاظ وأقبحها، عن المزني قال:«سمعني الشافعي يوما وأنا أقول: فلان كذاب. فقال لي: يا أبا إبراهيم، اكس ألفاظك أحسنها، لا تقل: كذاب، ولكن قل: حديثه ليس بشيء». [الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ ت الظفيري (ص231)].
-يحكمون على الرجل بالبدعة لمجرد أنه جالسَ من يخالفهم! مع أن شيخهم الرحيلي جالس علماء المجلس العلمي وهم أشاعرة! لكن العلماء لم يردوا رجلا لمجرد هذا، فداود بن أبي هند إمام السنة وموسى بن سيار من أئمة القدرية كانا صديقين، وسليمان التيمي إمام أهل السنة والفضل الرقاشي إمام المعتزلة كانا صديقين، ومحارب بن دثار أحد أئمة أهل السنة، وعمران بن حطان أحد أئمة الصفرية من الخوارج كانا صديقين. [رسائل ابن حزم (2/ 113)]. ولم يطعن العلماء في من كان من أهل السنة لمجرد صداقته مع مبتدع حتى لو كان فعله خطأ.
-يردون علم الرجل لمجرد خطأ له بل لمخالفتهم له، مع أن ابن سيرين يروي عن عمران بن حطان وهو من الخوارج. [مسند أحمد (41/ 10 ط الرسالة)]. وعن معبد الجهني وقد رمي بالقدر. [سنن الدارقطني (1/ 307)]. وسئل مالك :«كيف رويت عن داود بن الحصين، وثور بن زيد، وذكر غيرهم، وكانوا يرمون بالقدر؟ فقال: إنهم كانوا لأن يخروا من السماء إلى الأرض، أسهل عليهم من أن يكذبوا كذبة». [إكمال تهذيب الكمال - ط العلمية (2/ 41)]. وقال ابن تيمية :«والله قد أمرنا ألا نقول عليه إلا الحق، وألا نقول عليه إلا بعلم، وأمرنا بالعدل والقسط، فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني -فضلا عن الرافضي- قولا فيه حق أن نتركه أو نرده كله، بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من الحق.». [منهاج السنة النبوية (2/ 342)].
-من العجيب شماتتهم في موت من يخالفهم حتى لو قتل على يد الصهاينة! قال ابن تيمية:«ألا ترى أن أهل السنة وإن كانوا يقولون في الخوارج والروافض وغيرهما من أهل البدع ما يقولون، لكن لا يعاونون الكفار على دينهم، ولا يختارون ظهور الكفر وأهله على ظهور بدعة دون ذلك». [منهاج السنة النبوية (6/ 375)].
-يبالغون في تزكية علمائهم لغيرهم، ومعلوم أن التزكية لا تعصم، بل الأعجب أن الشيخ الألباني أثنى على الحويني! فقد ذكر أنه قوي في الحديث[سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (2/ 720)]. وكان دائما يلقبه بالأخ!. بل الألباني أثنى على سيد قطب والمودودي!. [الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام (ص91)].
فالشيخ الحويني من أهل السنة، وعالم من علماء الحديث، ونقول كما قال ابن عثيمين :«لا يكن همكم أن تقولوا: العالم الفلاني أيش فيه! العالم الفلاني أيش فيه! لا، دعوا هذا، اتجهوا لطلب العلم والعمل به ودعوا الناس، العلماء ما منهم أحد معصوم، كل يخطئ ويصيب، فمن أخطأ لم نقبل خطأه ومن أصاب قبلنا صوابه..». [لقاء الباب المفتوح (225/ 32)]. ثم ذكر الأدلة على ذلك من القرآن والسنة.
المجيب: د. قاسم اكحيلات.
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله، شيخ قاسم، رأينا من يطعن في الشيخ أبي إسحاق الحويني، وتعجبت كيف يشمتون بموته، وقد رأيت من يقول أن هذا من عمل السلف وأنه داخل في الجرح والتعديل، فما هو الصواب فيما نراه بارك الله فيكم؟ هل فعلا الطعن في الشيوخ علم؟ وهل علينا ترك الأخذ عنه؟
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم.
الطعن في العلماء بحجة الجرح والتعديل إنما هو مطية لأسباب كثيرة يريدها المداخلة، فجعلوا من الطعن واللمز مهنة لهم كما قال العلامة بكر أبو زيد الذي انقلب عليه المداخلة :«أنك ترى الجراح القصاب كلما مر على ملأ من الدعاة اختار منهم ذبيحا، فرماه بقذيفة من هذه الألقاب المرة، تمرق من فمه مروق السهم من الرمية، ثم يرميه في الطريق، ويقول: أميطوا الأذى عن الطريق، فإن ذلك من شعب الإيمان؟!».[تصنيف الناس بين الظن واليقين(ص 22)].
فما يفعلون بعيد عن علم الجرح والتعديل لأمور:
-الجرح والتعديل بمعناه الخاص داخل تحت علم رجال الحديث، وهو مختص ببيان حال رواة الحديث والحكم على درجة حالهم بألفاظ مخصوصة مدونة عندهم، وهذا العلم انتهى مع أصحابه، قال السيوطي :«إن كثيرا ممن جرحهم لا رواية لهم فالواجب فيهم شرعا أن يسكت عن جرحهم ويهمله. وثانيا إن الجرح إنما جوز في الصدر حيث كان الحديث يؤخذ من صدور الأحبار لا من بطون الأسفار فاحتيج إليه ضرورة للذب عن الآثار ومعرفة المقبول والمردود من الاحاديث والاخبار». [الرفع والتكميل (ص65)].
-لا يذكرون إلا السيئات ولو كان الرجل له من النفع الكبير، عن محمد بن سيرين قال :«ظلما لأخيك أن تذكر فيه أسوأ ما تعلم منه، وتكتم خيره». [الزهد لوكيع (ص775)]. وانتقد الذهبي عمل ابن الجوزي في ترجمة أبان بن يزيد العطار، قال الذهبي :«وقد أورده أيضا العلامة أبو الفرج ابن الجوزي في الضعفاء، ولم يذكر فيه أقوال من وثقه. وهذا من عيوب كتابه، يسرد الجرح، ويسكت عن التوثيق». [ميزان الاعتدال (1/ 16)].
-يختارون أسوأ الألفاظ وأقبحها، عن المزني قال:«سمعني الشافعي يوما وأنا أقول: فلان كذاب. فقال لي: يا أبا إبراهيم، اكس ألفاظك أحسنها، لا تقل: كذاب، ولكن قل: حديثه ليس بشيء». [الإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التوريخ ت الظفيري (ص231)].
-يحكمون على الرجل بالبدعة لمجرد أنه جالسَ من يخالفهم! مع أن شيخهم الرحيلي جالس علماء المجلس العلمي وهم أشاعرة! لكن العلماء لم يردوا رجلا لمجرد هذا، فداود بن أبي هند إمام السنة وموسى بن سيار من أئمة القدرية كانا صديقين، وسليمان التيمي إمام أهل السنة والفضل الرقاشي إمام المعتزلة كانا صديقين، ومحارب بن دثار أحد أئمة أهل السنة، وعمران بن حطان أحد أئمة الصفرية من الخوارج كانا صديقين. [رسائل ابن حزم (2/ 113)]. ولم يطعن العلماء في من كان من أهل السنة لمجرد صداقته مع مبتدع حتى لو كان فعله خطأ.
-يردون علم الرجل لمجرد خطأ له بل لمخالفتهم له، مع أن ابن سيرين يروي عن عمران بن حطان وهو من الخوارج. [مسند أحمد (41/ 10 ط الرسالة)]. وعن معبد الجهني وقد رمي بالقدر. [سنن الدارقطني (1/ 307)]. وسئل مالك :«كيف رويت عن داود بن الحصين، وثور بن زيد، وذكر غيرهم، وكانوا يرمون بالقدر؟ فقال: إنهم كانوا لأن يخروا من السماء إلى الأرض، أسهل عليهم من أن يكذبوا كذبة». [إكمال تهذيب الكمال - ط العلمية (2/ 41)]. وقال ابن تيمية :«والله قد أمرنا ألا نقول عليه إلا الحق، وألا نقول عليه إلا بعلم، وأمرنا بالعدل والقسط، فلا يجوز لنا إذا قال يهودي أو نصراني -فضلا عن الرافضي- قولا فيه حق أن نتركه أو نرده كله، بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من الحق.». [منهاج السنة النبوية (2/ 342)].
-من العجيب شماتتهم في موت من يخالفهم حتى لو قتل على يد الصهاينة! قال ابن تيمية:«ألا ترى أن أهل السنة وإن كانوا يقولون في الخوارج والروافض وغيرهما من أهل البدع ما يقولون، لكن لا يعاونون الكفار على دينهم، ولا يختارون ظهور الكفر وأهله على ظهور بدعة دون ذلك». [منهاج السنة النبوية (6/ 375)].
-يبالغون في تزكية علمائهم لغيرهم، ومعلوم أن التزكية لا تعصم، بل الأعجب أن الشيخ الألباني أثنى على الحويني! فقد ذكر أنه قوي في الحديث[سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (2/ 720)]. وكان دائما يلقبه بالأخ!. بل الألباني أثنى على سيد قطب والمودودي!. [الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام (ص91)].
فالشيخ الحويني من أهل السنة، وعالم من علماء الحديث، ونقول كما قال ابن عثيمين :«لا يكن همكم أن تقولوا: العالم الفلاني أيش فيه! العالم الفلاني أيش فيه! لا، دعوا هذا، اتجهوا لطلب العلم والعمل به ودعوا الناس، العلماء ما منهم أحد معصوم، كل يخطئ ويصيب، فمن أخطأ لم نقبل خطأه ومن أصاب قبلنا صوابه..». [لقاء الباب المفتوح (225/ 32)]. ثم ذكر الأدلة على ذلك من القرآن والسنة.
المجيب: د. قاسم اكحيلات.