📚بين العاصد والعابد📚


حدثت مشكلة بين العاصد والعابد نتيجة هذا الحديث
حيث أن (العابد) الذي قال ( لا إله إلا الله) ومات على ذلك يرجو أن يدخل الجنة وإن زنى وإن سرق .

ولكن رجاءه وطلبه هذا اصطدم باعتراض ( العاصد) الذي يرفض دخول هذا العابد الجنة وحكم عليه بالنار وبئس القرار!!

واعتراض العاصد يتلخص في أمرين هما :
أولا :
أيها العابد كيف ستدخل الجنة وأنت لم تعمل شيئا سوى قول ( لا إله إلا الله) !؟

وثانيا :
أتمنى منك أيها العابد قبلما تفكر بدخول الجنة أن تقول لي : مو صنف لك تقول لا إله إلا الله وتموت عليها وأنت قد زنيت أو سرقت !!؟؟


والآن .. نفتح المجال ل(العابد) ليحاول إقناع ( العاصد) ويرد على اعتراضاته ويتفق معه ويخرجوا لطريق وتنتهي المشاكل بينهما فالصلح خير.


..

(رسالة عابد)

صديقي العاصد ..
بلغني عنك اعتراضك عن الحكم لي بدخول الجنة
وكان وجه اعتراضك : كيف أدخل الجنة وأنا لم أعمل شيئا سوى قول ( لا إله إلا الله) !!!؟

فإن كان هذا الكلام قد صدر منك فأرجو أن تفتح قلبك لرسالتي هذه التي توضح لك ما خفي عنك .

صديقي العاصد :
الله عليك المستعان !
هل تظن أن قولي لكلمة ( لا إله إلا الله) مجرد قول عابر أو شعار زائف
هل تظن أني قلت :( لا إله إلا الله )بطرف لساني وأنا غارق في أوحال الشرك بحيث لساني يقول ( لا إله إلا الله) وقلبي معلق بغير الله وجوارحي تصرف العبادة لغير الله ..!!!
لو كان الأمر هكذا كما جاء على بالك ودار في خلدك لما كان لقول ( لا إله إلا الله) قيمة لأن أقوال الكذابين المنافقين ليس لها اعتبار قال الله تعالى عن المنافقين : (( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون))

أنا - يا صديقي - قلت ( لا إله إلا الله) صادقًا وليس كاذبا قلتها مخلصًا لله تعالى

ولعل المشكلة التي جعلتك تظن هذا الظن أنك لم تطلع على صحيح البخاري بصورة مكتملة ولو اطلعت عليه لوجدت ضوابط قول ( لا إله إلا الله) وقد سردناها لك في الرسالة السابقة تحت عنوان ( جذور الكلمة الطيبة) فراجعها
ويمكنك مراجعة رسالة أخرى بعنوان :
( الكلمة .. سلاح وموقف) على الرابط التالي :

https://www.tg-me.com/Alkhndek/842

واعلم أنه لا عبرة بقولها إلا لمن قالها صادقا مخلصا من قلبه متبرئا مما يضادها من الشرك جعلني الله وإياك من الموحدين الصادقين المخلصين.

ومعنى قولي ( لا إله إلا الله ) إني أعلنت انتمائي لأمة الإسلام فشهدت على إثرها بأن محمدا رسول الله وأقمت أركان الإسلام واجتنبت الشرك وبقيت على هذا الحال حتى توفاني الله مسلما موحدا كما قال الله (( ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)) .


فأرجو أن تتفهم وضعي ولا تسمح للظنون أن تحكم مغيبًا عليّ وعلى مستقبلي

تحياتي .


...

📌الاعتراض الثاني :

بعد رسالة العابد السابقة نرجو أن يكون العاصد قد أزال من رأسه مفهومه الخاطئ لقول ( لا إله إلا الله)

وتبقت لنا مشكلة أخرى وهي :
أنه حين قرأ عن هذا العابد أنه وقع في الزنى أو السرقة ومات على ذلك فهو بحسب عقيدة العاصد كافر محروم من دخول الجنة وإن قال ( لا إله إلا الله)!!

ونظرا لهذه العقيدة لن نتمكن من إجراء حوار مباشر بين ( العابد والعاصد)
لأن العاصد متهور في إصدار الأحكام لا يخاف الله ولا يخاف لومة لائم !!
فكيف سيتحمل العابد أن تطلق عليه أحكام الكفر ويحرم من دخول الجنة بقرار عصيدي من الصعوبة إقناعه بالتراجع عنه !!؟؟

ونتيجة لذلك سنبدأ بالجلوس مع ( العاصد) لنطلع على وجهة نظره ..

وحتى ينجح لقاؤنا معه دعونا نرتب لذلك اللقاء ونتدارس آراءه المحتملة وردوده المتوقعة ونعد لكل حالة جوابها

الاحتمال الأول ...

يتبع ..


..

🚨الاحتمال الأول :

يحتمل أن العاصد يريد أن يقول :
على من وقع في الزنى أو السرقة ألا يقول لا إله إلا الله ولا يتعب نفسه بقولها والموت عليها لأنه لن يدخل الجنة.

قد تقولون :
هذا احتمال غير معقول ومش لهذه الدرجة !!!؟
لكننا نضعه مجرد احتمال .. وبعدين هذا الزمان ممكن تتوقع أي حاجة !!

فضعوا هذا الاحتمال في الحسبان .. فما الذي ستجيبون به لو طرحه عليكم !!؟

📌الجواب :
سنقول له هذا كلام ظاهر البطلان

ولا يخفى على شريف علمكم
أن بعض المسلمين الأوائل كانوا قبل الإسلام قد وقعوا في الزنى والسرقة وشرب الخمور بل وكانوا يعبدون الأصنام والأوثان ثم دخلوا الإسلام وقالوا ( لا إله إلا الله)
فصار دخولهم للإسلام ماحيا لذنوبهم السابقة كلها وبشروا بالجنة

ليس فقط أولئك الذين طالت أعمارهم فهاجروا وجاهدوا ونزلت الفرائض والأحكام فقاموا بها
بل حتى الذين استشهدوا في بداية الدعوة أو قبل نزول الأحكام

وقد نزل قول الله تعالى : (( وما كان الله ليضيع إيمانكم) ) في حق من ماتوا قبل تحويل القبلة حين ظن البعض أن صلاتهم إلى بيت المقدس ذهبت هباء.

ومثل ذلك من ماتوا قبل تحريم الخمر

وهذا ( الأصيرم) جاء مسلما يوم أحد فدخل المعركة فقاتل فقتل شهيدا ولم يعش في الإسلام إلا سويعات

ألا ترى إلى سحرة فرعون قالوا ( آمنا برب موسى وهارون) فتعرضوا للقتل صلبا من فرعون فكانوا في الصباح سحرة كفرة وفي المساء شهداء بررة.

📌الإسلام يجب ما قبله :
إن الكافر إذا دخل الإسلام غفر الله له ما سبق من ذنوبه

وهذا من ترغيب الكفار في الإسلام وليس تجريئا لهم على ارتكاب الجرائم حال كفرهم كما يظنه الجهلة حين يعتبرون الدعوة للتوبة والمغفرة تجريئا للعصاة والمجرمين

قال الله تعالى :
(( قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ..))
وقال سبحانه : (( عفا الله عما سلف))


وقال سبحانه :(( فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ..)) .



يتبع ...
الاحتمال الثاني .

..

🚨الاحتمال الثاني :


في حالة استبعاد الاحتمال الأول سيكون أمامنا احتمال ثان وهو :
احتمال أن صاحب ال(عصيد ..) يريد ممن قال لا إله إلا الله ألا يقع في الزنى والسرقة وغيرهما من المعاصي لكي يدخل الجنة.

ولا شك أن هذا احتمال وارد منه

فما هو جوابكم على ذلك؟

💧الجواب :
سنقول له مباشرة :
يا سلام !!
ما أحلى هذا الكلام !!

يا له من مطلب عظيم وهدف سام !!

تخيلوا شخصًا يقول لا إله إلا الله ثم يعيش حياته لا يترك واجبا من واجبات الإسلام ولا يرتكب محرما من المحرمات

ولكن ..
ولكن الحديث يتحدث عن ( عبد ) من البشر وليس ( ملكا من الملائكة )
بمعنى أنه ليس معصوما من الوقوع في الذنوب والمعاصي
وقد قال الله تعالى عن أبي البشر عليه السلام :
(( وعصى آدم ربه فغوى))

والله تعالى هو الذي خلقه على هذه الحال ولم يجعله كالملائكة الذين (( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون))

💧الحكمة من ذلك :
ولقد خلق الله هذا الإنسان بهذه الطريقة لحكم عظيمة لا يدركها إلا أولو الألباب ومنها :
- أن تؤدى العبادة على جهة الاختيار وليس الإجبار

- ويكون الوقوع في الذنب بوابة للدعاء والتوبة والتضرع وهنا يظهر جلال أسماء الله كالغفور والرحيم والتواب ..

والحكم الحاصلة بذلك كثيرة ليس هذا موضع ذكرها

وهنا يمكن للعاقل أن يفهم معنى الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم "
نعم .. لو لم يقع من البشر الذنوب لما كان لخلق آدم عليه السلام حاجة وحكمة مع وجود الملائكة .
(( .. قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال :
إني أعلم مالا تعلمون))
قال المفسر السعدي رحمه الله :
( قال الله تعالى للملائكة: { إِنِّي أَعْلَمُ } من هذا الخليفة { مَا لَا تَعْلَمُونَ } ؛ لأن كلامكم بحسب ما ظننتم, وأنا عالم بالظواهر والسرائر, وأعلم أن الخير الحاصل بخلق هذا الخليفة, أضعاف أضعاف ما في ضمن ذلك من الشر فلو لم يكن في ذلك, إلا أن الله تعالى أراد أن يجتبي منهم الأنبياء والصديقين, والشهداء والصالحين, ولتظهر آياته للخلق, ويحصل من العبوديات التي لم تكن تحصل بدون خلق هذا الخليفة, كالجهاد وغيره, وليظهر ما كمن في غرائز بني آدم من الخير والشر بالامتحان, وليتبين عدوه من وليه, وحزبه من حربه, وليظهر ما كمن في نفس إبليس من الشر الذي انطوى عليه, واتصف به, فهذه حكم عظيمة, يكفي بعضها في ذلك.)



الاحتمال الثالث ...
يتبع

🚨الاحتمال الثالث :

يحتمل أن يقول صاحب العصيد :
إذا أردتم أن يدخل الجنة وقد وقع في الزنى أو السرقة فعليه أن يتوب إلى الله قبل موته

فأيش رأيكم بهذا القول؟

📌الجواب :
سنقول له :
كلامك هذا يدل على أن المسلم الموحد سيدخل الجنة وإن ارتكب المعاصي ما دام قد تاب منها

والأدلة على صحة هذا القول وبيان أثر التوبة في محو الذنوب كثيرة في القرآن وفي السنة
ومنها قوله تعالى :
﴿والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون۝أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين﴾ [آل عمران: ١٣٥-١٣٦]


وقال تعالى :
﴿يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير﴾ [التحريم: ٨]

وغير ذلك من الآيات.


📌تنبيه :
هذا الاحتمال هو الأكثر توقعا من العاصد لأنه عند اعتراضه على الحديث أورد  قوله تعالى :
﴿والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما۝يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا۝إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما۝ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا﴾
[الفرقان: ٦٨-٧١]

وقد اعتبر الحديث معارضا للآية
ولعلنا نناقش استدلاله بالآية لاحقا .

📌المفاجأة :
ليس وضع العاصد لهذا الاحتمال مفاجئًا لنا
ولكن المفاجأة ستقع له
وذلك حين يعرف أن البخاري رحمه الله يجعل التوبة واحدة من الاحتمالات التي يفسر بها الحديث
حيث ذكر حديث أبي ذر أن
اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻘﺎﻝ: " ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺩﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ " ﻗﻠﺖ: ﻭﺇﻥ ﺯﻧﻰ ﻭﺇﻥ ﺳﺮﻕ؟ ﻗﺎﻝ: «ﻭﺇﻥ ﺯﻧﻰ ﻭﺇﻥ ﺳﺮﻕ» ....الخ

وبعد ذكره للحديث قال معلقا عليه :

ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ : (ﻫﺬا ﻋﻨﺪ اﻟﻤﻮﺕ، ﺃﻭ ﻗﺒﻠﻪ ﺇﺫا ﺗﺎﺏ ﻭﻧﺪﻡ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ، ﻏﻔﺮ ﻟﻪ)

يا لها من مفاجأة سارة !!!
أخيرًا .. وجدنا للبخاري ما يشفع له عند صاحب ال(عصيد ..) ولعله سيغير نظرته حول البخاري !

🚨ولكن السؤال الذي يطرح نفسه :
لماذا لم يورد صاحب ال(عصيد ..) كلام الإمام البخاري حين نقل الحديث! !!!؟

أرجو ألا يحملكم ذلك على إساءة الظن به فتقولون أنه فعل ذلك متعمدًا لكي تكتمل خطته في التشكيك بالسنة النبوية والطعن بالإمام البخاري !!.

بل عليكم بحسن الظن
فلعله لم ينقل الحديث من كتاب ( الجامع الصحيح)  وإنما من وسائل التواصل
أو لعله نقله من كتاب أو موقع لأحد المستشرقين أو المستغربين الذين يجيدون فن الخيانة العلمية ومهارة اقتطاع النصوص من سياقاتها والاكتفاء بنقل ما يخدم فكرتهم دون ما ينقضها وتلك صفة من صفات اليهود
كما قال تعالى :
﴿وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون﴾ [الأنعام: ٩١]

📌رسالة :
وهنا ..أدعو العاصدين والعاصدات ألا يقعوا في فخ هؤلاء المتربصين الحاقدين

وإذا كان العاصد محبًا لأخلاق الإسلام مبغضًا لأخلاق الجاهلية فسوف تقع له هذه الغلطة (عرق أذنه!!) ولن يكررها مرة أخرى وسيعمل بأخلاق الإسلام

قال تعالى وبقوله يهتدي المهتدون :
﴿يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون﴾
[المائدة: ٨]


للموضوع بقية ..

🌴سلسلة : حوار هادئ مع تكفيري :
---------------------------

🔑 مفتاح الحوار :

🚨الاحتمال الأخير :

بعد استبعاد الاحتمالات الثلاثة السابقة يبقى معنا احتمال وحيد يمكن للعاصد أن يضعه بين أيديكم
وهو :
أن يكون هذا العابد  قد مات دون أن يتوب مما ارتكبه من الزنى أو السرقة
ولعله سيقول لكم :
ما هو حال هذا العابد حقكم ؟

ولا يخفى عليكم أن عقيدته تنص على كفر مرتكب الكبيرة وأنه إذا مات ولم يتب منها
فهو إلى النار خالدا مخلدا فيها لا ينفعه قول لا إله إلا الله
ولاصلاة ولا صيام و ..الخ!!!

فكيف ستتحاورون معه في ظل عقيدته هذه!!!؟

فهذا الاحتمال يفتح آفاقا واسعة للحوار .. ويولد عددا من مسائل الخلاف ..
ويحتاج لشيء من التركيز دون تطويل ممل ولا اختصار مخل
وفي حال نجاح المهمة وتمكنا من انتشاله من ( ثقافةالتكفير) ستنتهي كثير من السلوكيات الخاطئة والأحكام الجائرة وتتوحد الصفوف وتزول الفرقة

فنسأل الله العون والسداد
فلنتوكل على الله

تابعونا ...
ضمن جلسة شعبية حول عصيد الطباخ المجهول
في سلسلة جديدة بعنوان :

🌴حوار هادئ مع تكفيري

🌴حوار هادئ مع ( تكفيري)


🚨(1) عصيد الجنائز :

عرفنا من الرسالة السابقة أن الاحتمال الأخير الذي سيطرحه أمامنا صاحب ال(عصيد ..) هو :
أن يكون هذا العابد قد مات دون أن يتوب مما ارتكبه من الزنى أو السرقة

وعقيدة العاصد تنص على كفر مرتكب الكبيرة وإذا مات ولم يتب فهو في النار وبئس القرار
فماذا ستقولون؟
ومن أين ستبدؤون؟

💧 نقطة البداية :

أولا وقبل الدخول في قلب الحوار :
نريد منه أن يخبرنا كيف عرف أن العابد مات ولم يتب إلى الله !!؟
فالتوبة بين العبد وربه
لا تحتاج إلى مراسم عصيدية ولا قطع تذاكر من أحد من البشر ولا اعتماد من جهة حكومية ولا صك من حبر أو راهب
فقد قال الله لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام :
(( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون))

فأمر التوبة إلى الله
هو الذي يوفق لها
وهو الذي يتقبلها
قال سبحانه :
(( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون))
وقال متحدثا عن العصاة والمذنبين :
(( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم))

هذا مجرد تنبيه حتى لا يسول له شيطانه فيجعل نفسه رقيبًا على الخلق .. يحدد من الذي عصى ثم تاب ومن الذي عصى ولم يتب! !!!

💧تصريح :
التنبيه السابق مهم
لأننا إذا تجاوزنا عنه ربما تزيد (التشعوبة) عنده فيمنع المسلمين من تشييع جنازة إلا بعد حصولها على تصريح منه

- فإذا عرف أن الميت من العصاة ولم يحصل على صك التوبة والمغفرة منه فقد يحكم بعدم جواز تغسيله وتكفينه ولا تجوز الصلاة عليه ولا الدعاء له بالرحمة وربما منع من دفنه في مقابر المسلمين ليدفن في مقبرة الكفرة الفجرة مع قوم عاد والفراعنة الشداد وكفار قريش


💧محكمة :
أما لو زاد سمع الناس يدعون للميت :
اللهم اغفر له ...!؟؟
فنخشى أن يعتبر ذلك دليل إدانة على الميت ..
حيث سيكون دعاء الناس له بالمغفرة بمثابة شهادة منهم على أن الميت مات وهو مرتكب للمعاصي التي لم يتب منها
لأنه لو تاب منها لما احتاج لدعائهم !!
وإذا لم يتب منها فهو كافر لا يجوز الصلاة عليه ولا الدعاء له ..!!!
حسب قانون (المقبرة العصيدية)!!
مو حسبتموها لعبة !!!
هذه مقبرة ..
مش ملعب ..من جاء دخل!!
وين شتهربوا !!؟
ألم تسمعوا قول الشاعر :
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي.
والخلاصة :
من لم يعتصد حيًا .. عصدناه ميتًا. 

🌴حوار هادئ مع تكفيري :

🚨(2) قرار تحويل :

سنحاول التقارب معه ونقطع حبل الجدال معه ونقول له :

إذا مات مرتكب الكبيرة ولم يتب منها لا نتدخل بشأنه بل نكتفي بإصدار قرار تحويل لملف قضيته إلى محكمة الآخرة ونترك أمره لربه إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ..

أليس هذا حل مرض للجميع !!؟؟

أكيد .. إذا طرحنا عليه هذا الأمر لن يعترض عليه ولن يجعل نفسه أولى بالحكم على هذا الميت
فالميت عبد أفضى إلى ربه
يعني :
عبد وربه
مخلوق وخالقه

💧دراسة موقف :
لا أظن العاصد سيوافق على إغلاق الملف عند هذه النقطة فقد جعل نفسه قاضيًا على ذرية آدم السابقين والحاضرين واللاحقين

إنه يصدر أحكامه بحق رجال التاريخ
لا يخشى أن يصدر أحكامًا بإخراج أناس من الجنة قد حطوا رحالهم فيها منذ قرون! !!
لم يسلم الصحابة من غمزه المبطن
كما لم يسلم أهل البيت من انتقاصه غير المباشر
فكيف تريد منه أن يبقى صامتًا عن قضية حاضرة معايشة! !!؟؟

قد حاول البعض إقناعه بالصمت عمن سبق مذكرينه بقوله تعالى :
(( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون))
وبدلا من أن يعمل بها منطلقا من قوله تعالى : (( فبهداهم اقتده)) :
قال مستدلا بسياقها :
هذه الآية متعلقة بالأمم السابقة .. !!!

وكأن هذه الأمة قد أوكلها الله إليه
ينبش تاريخها
ويفرز رجالها بحسب سلالاتهم
يطمس من تاريخها مايشاء ويظهر ما يشاء !!!
يجعل من يشاء منهم في الجنة
ويجعل من يشاء في النار! !!
وتلك وظيفة حصرية له ولشلته
وحقوق الطبع محفوظة
وبضاعتها علامة تجارية مسجلة

ولا يمكنك الحصول على تصريح بممارسة (وظيفة الفرز) هذه !!
ليس لأنه يمنع من التدرب عليها ولا يخرج سر المهنة! !!!
بل .. لعدم توفر شروط التوظيف :
حيث لا زلت - أنت - مشغولا بحالك
خائفًا على مستقبلك عند الله
وذمتك ليست واسعة !!

ووظيفة الفرز تحتاج لشخص فارغ قد ضمن لنفسه الجنة ولم يبق له إلا تقرير مصير بقية البشر !!


..

🌴حوار هادئ .. مع تكفيري :

🚨(3) حكم مرتكب الكبيرة :

🔑 تمهيد :
طيب .. وماذا تتوقع أن يقول بشأن صاحبنا هذا العابد المسكين
الذي اقترحنا أن نتركه نحن ويتركه هو لربه؟

☘ ماذا سيقول ؟
رجال مسلم موحد .. وقعت عليه
ارتكب معصية ومات ولم يتب
إن جينا نركز على المعصية حقه وبس
أين سنذهب بما قام به من الطاعات والله تعالى يقول :
﴿إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما﴾ [النساء: ٤٠]

وإلا .. ماذا قلت يا خبير ! !!؟

🍂لا داعي للف والدوران فالله تعالى قد حكم عليه من سابع سماء وأنزل نص الحكم بالكتاب المحكم .. فماذا عساك أن تقول؟

☘- آمنا بالله .. ورضينا بحكم الله
وصدقنا بكتاب الله.

🍂- أهاااا .. هل تشك في أن من مات كافرا سيدخل النار خالدا مخلدا فيها!؟ وعادك تحتاج أدلة تثبت لك أن الكافر سيدخل جهنم! !!؟

☘- لا لا. .. لا أشك في دخوله جهنم .. وأدلته واضحة في القرآن وفي السنة
و لا يشك بذلك إلا حداثي شحروري أو علماني ليبرالي أو أمثالهما من المتمردين

🍂 - خلاص .. مرتكب الكبيرة إذا مات ولم يتب منها فهو كافر .. والكافر سيدخل جهنم

☘- الكافر سيدخل جهنم ..نعم.
لكن .. مرتكب الكبيرة ليس كافرا؟

🍂- من الذي قال لك ذلك! !؟
هات أدلتك على أنه ليس كافرا ..

☘- مطلب جميل منك .. عندما تكون حريصا على الدليل والبرهان بعيدا عن التقليد الأعمى
ولكن .. الأصل يا صاحبي أنك أنت المطالب بالدليل على أنه كافر
فما هو دليلك على كفره؟

🍂- قل .. ما معكش أدلة تثبت عقيدتك! !!
أما أنا فأدلتي من القرآن ومن سنة النبي صلوات الله عليه وآله كثيرة
وسأكتفي بذكر دليل من القرآن ودليل من السنة


☘- هات ما عندك.

🍂- من القرآن الآيات التي ذكرها صاحب العصيد وهي :
(( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ....))

والحديث قول الرسول صلوات الله عليه وآله :
(( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ...)) أو كما قال صلوات الله عليه وآله.

☘- أما الآيات فهي في سورة الفرقان ضمن صفات عباد الرحمن ..
ولكن .. لم يفتهم لي من أين استنبطت كون مرتكب الكبيرة كافر سيخلد في جهنم أبد الآبدين ..ممكن توضح لي من فضلك.

🍂- الآيات واضحة .. ومشكلتكم أنكم دخلتم القرآن من غير بابه الحقيقي وهم أهل البيت ..

☘- تمام يا صاحبي
أدخلني معك من الباب لأفهم كما فهمت

🍂- قال الله :
(( .. يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا))
هذا حكم واضح من رب العالمين
وقال بعدها : (( إلا من تاب ...))
فدل ذلك على أن مرتكب الكبيرة سيضاعف له العذاب ويخلد فيه
ولا يستثنى إلا من تاب.


☘- كلامك عجيب ..
ليش قفزت لمنتصف الآية! !؟
ولكي تتضح لك الصورة ارجع قليلا للوراء وقل لي : في قوله تعالى :
(( ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب ...)) لمن الإشارة بقوله :(( ذلك)) ؟

🍂- أنت .. تشتي تضيع الوقت .. تناولني أسئلة من حق صف سادس! !!

☘- المعذرة منك .. سأجيب أنا على هذا السؤال الصغير .. وإذا به سؤال كبير سأتركه لك

🍂- سابر .. اقطب

☘- أقول وبالله التوفيق :
قوله تعالى :(( ومن يفعل ذلك ..)) الإشارة ب (( ذلك) ) عائدة إلى ثلاث معاص وردت في الآية وهي :
1) الشرك (( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ..))
2) قتل النفس المحرمة :(( ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق) )
3) الزنا (( ولا يزنون))

ولأن الآية تتحدث عن مرتكب لهذه الثلاث الجرائم كان العذاب بحق مرتكبها مضاعفا قال تعالى : (( يضاعف له العذاب يوم القيامة))

ومن هنا نعرف أن الآية تتحدث عن رجل( مشرك مرتكب للزنى والقتل ) فلا يصح الاستدلال بها على (العابد) الذي يعتبر مسلما لكنه ارتكب كبيرة من الكبائر ..
العابد ليس ممن (( يدعون من دون الله إلها آخر )) هو من الموحدين القائلين ( لا إله إلا الله) الذين ثبتوا عليها في حياتهم وماتوا عليها ..

فاستدلالك في غير محله
بمعنى :
الآية في واد وأنت في واد آخر


🍂تمام ..تخارجت من الآية القرآنية
لكن .. ما الحديث ما بش معك مفر ولا مهرب!!
لأنه واضح وضوح الشمس في رابعة النهار

☘- ممكن تذكرني به؟

🍂- الحديث الذي قال فيه النبي صلوات الله عليه وآله :
(( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ....))


☘- من روى هذا الحديث؟

🍂- مانش داري من رواه؟ لكنه صحيييح .. لا تحاول تدور لك على مهرب يمين أو شمال! !!

☘- لا .. اطمئن
لن أهرب يمينا ولا شمالا ..وإنما سأهرب خطوة للأمام .

🍂- شكلك .. ناوي تقفز لجنبي ههههه! !!؟

☘- أي نعم .. هل تدري يا صاحبي أن هذا الحديث رواه البخاري! !!؟

🍂- وإذا رواه البخاري .. أيش فيه؟

☘- يعني .. ما بش عندك احتمال أن ( اليهودي من خلال البخاري يدعونا لأخلاق الجاهلية ..) !!!
وما بش احتمال أن بني أمية أدرجوا هذا الحديث على الرسول! !!؟


🍂- أهااا ..
بدأت الآن تدور لك حركات لعجزك عن الرد.

☘- لا لا .. ما عادناش حق حركات ..
قدنا (رب أوزعني )
لكن .. إذا كان حديث (( مامن عبد يقول لا إله إلا الله ثم يموت على ذلك إلا دخل الجنة)) من صنع اليهودي حسب كلامك
فلماذا لا يكون حديثك هذا من صنع اليهودي أيضا؟
وكيف تستطيع معرفة بضاعة اليهودي !!؟
هل أنت متخصص في هذا المجال! !؟
أم الذي يعجبك قلت : حديث صحييح
والذي ما يعجبك قلت :
(made in يهودي )!!
حسب مزاجك
هو (دين) أو ( سلة فرسك) !!!


🍂 - طيب يا خبير! !!
لا تخرج عن الموضوع
مادام والحديث في كتاب البخاري فهو عندكم صحيح
وهو حجة عليك

☘- سأقول لك :
مشكلتك إنك دخلت إلى صحيح البخاري من غير بابه الحقيقي ههههه

🍂- ههههه أيش من باب حقيقي .. !!؟
حتى أنتم قد معكم باب حقيقي !!!؟

☘- هااا .. الأبواب مش حق أبو أحد

🍂- تمام .. احنا الباب الحقيقي هو أهل البيت وأنتم أيش الباب حقكم! !!؟

☘- الباب حقنا هو :
العلم والصدق
العلم بالقرآن والسنة
والعلم باللغة العربية
وغير ذلك من العلوم التي تجعل الراسخ فيها يحسن التعامل مع النصوص الشرعية ويتمكن من استنباط الأحكام منها

والصدق الذي يجعل العبد متحريا للحق لا يقيده التعصب ولا يحركه الهوى
يخشى الله في أقواله وأحكامه
يجعل النص الشرعي حاكما عليه لا مجرد جسر للعبور لمصالحه ومآربه ...

وأرجو أن يجعلني الله وإياك من أهل العلم والصدق
قل : آمين.

🍂 - يا الله!

🚨للحوار بقية ..
تابعونا ...

...

⛽ السقوط من مرتبة الإيمان :


🍂 - الآن بعد هذه الهنجمة حقك .. قل لنا كيف ستتعامل مع الحديث!؟
حديث واااااضح
(( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ...))


☘ - ماذا يعني لك أنه غير مؤمن؟

🍂 - هل عادها تحتاج شرح ..!!!؟
غير مؤمن يعني : كاااافر
ك ف ر 


☘ - ليس نفي الإيمان دائما يقتضي الكفر
بل قد ينفى الإيمان ويبقى الإسلام
ألم تسمع قول الله :
(( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ...)) ؟؟ .


🍂- كيف الخبر! !؟
مسلم لم يدخل الإيمان في قلبه !!!

☘ - الدين مراتب وليس مرتبة واحدة

🍂 -  قصدك أن الدين أدوار ودرجات! !!!؟

☘ - الدين مراتب
إسلام وإيمان وإحسان
فمن نزل عن مستوى الإحسان وصل لمرتبة الإيمان ومن نزل عن مرتبة الإيمان وصل لمرتبة الإسلام


🍂 - لا يا صاحبي!!!
الإسلام هو الإيمان
والإيمان هو الإسلام .

☘ - كلامك هذا سيكون صحيحًا إذا ورد لفظ الإسلام منفردا أو ورد لفظ الإيمان منفردا أما إذا اجتمعا في سياق واحد فالإسلام غير الإيمان

🍂 - كيف الخبر هذا !!!؟

☘ - لاحظ معي قوله تعالى :(( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات ...))
فالإسلام هنا غير الإيمان .


🍂 - ولكن المسلم والمؤمن لا يصرون على ارتكاب الكبائر

☘ - هذا هو الإيمان الكامل

🍂 - وعاد باقي إيمان كامل وإيمان ناقص !!!؟


☘ - نعم ..
الإيمان مراتب وشعب
ويزيد وينقص

🍂 - الإيمان يزيد لكنه لا ينقص

☘ - ما يقبل الزيادة يقبل النقصان .
فهو قبل الزيادة كان ناقصًا
وما عمله من عمل فزاد به إيمانه :
سينقص حين يترك ذلك العمل.


..

🌴 أخوة الإيمان :

🍂 الآن ..
مرتكب الكبيرة  .. هل لا زال مؤمنا؟؟

☘ - لعلك تعرف خطورة قتل النفس
وقرأت ما ورد في القرآن والسنة من الوعيد الشديد عليها
فهي من أكبر الكبائر

🍂 نعم .. والله إني أقرأ قوله تعالى :
(( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ....)) فيقشعر جلد رأسي.

☘ أنعم بك
هذا من قوة إيمانك وخوفك من الله
لكن .. هل تتوقع أن يأتي
وصف القاتل بالإيمان ؟

🍂 هذا في مذهب الوهابييين ..
أما في القرآن فلا .

☘ هيا اسمع مني قوله تعالى :
(( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ..))
فوصف الطائفتين بالإيمان

🍂 وصفهم بالإيمان قبل وقوع القتال ..أما بعد فليسوا مؤمنين


☘ لو صاروا كفارًا لما أمرنا بالإصلاح بينهم .. ولقلنا : ينزلوا فتوت
كما سمى الطائفة الخارجة  عن الصلح بالباغية ولم يسمها الكافرة
ثم أكد الأمر كله بقوله تعالى في الآية بعدها :
(( إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم ...))

🍂 - هل جعلت الأخوة هنا .. أخوة بين القاتل والمقتول!!!؟
بالله عليك القاتل والمقتول أخوة ..!!
من أين أتيت بهذا الخبر! !!؟
اعقل يا صاحبي !!

☘ - اللهم زك لنا عقولنا
يا صاحبي! 
الله تعالى هو الذي سماهم أخوة. ..
وأنزل ذلك في القرآن
وهناك آية دلالتها أكثر وضوحًا وهي قوله الله تعالى :
(( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى ..

🍂 - الآية تقول لك :
اقتله .. دمه هدر
مش (آسف !! احنا أخوة في الإسلام !!)
لو كان بينهم أخوة لما قتل أخاه
كيف تفهم القرآن يا ...!!؟

☘ - امسك بريك يا صاحبي لا تهرول
خلاني أكمل لك قراءة الآية
قال سبحانه :
(( .. فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان ...))
ركز على قوله : (( من أخيه))
حيث جعلهم أخوة ترغيبًا في العفو
وهذه الأخوة هي أخوة الإيمان


🍂 - خلاص ..
لا تحكموا عليه بالإعدام
هم أخوة .. وكل واحد يصلح سيارته! !!
والله يا صاحبي لو من قتل أحد أقاربك ما تعفو عنه .. وربما أخرجته من الإسلام.

☘ -  القصاص حق لأولياء الدم
وإقامته لا تُسقِط أخوة الإيمان.
والأخوة لا تمنع القصاص
والقتل - مع أنه من أكبر الكبائر - لا ينزع وصف الإيمان ..
ولذلك بدأت الآية بالنداء لأهل الإيمان .


🍂 - يا صاحبي .. وأين نذهب من قوله تعالى :
(( ومن يقتل مؤمنا متعمدا ...))
آية يقشعر منها الجلد ويرتجف منها الفؤاد  ..؟

☘ - صدقت
لم ينزل في القرآن والسنة وعيد أشد من الوعيد على قتل النفس التي حرم الله

وكما نخاف من قتل النفس
علينا أن نخاف أيضًا من الحكم عليها بالكفر
فإخراج الشخص من الإسلام
أخطر علينا
من إخراجه من الحياة
نعوذ بالله من القتل والتكفير .

🍂 التكفير مجرد كلام باللسان
فأين أنت من ( أفم) لا ( دبم)

☘ التكفير ليس مجرد كلام
(( فمن قال لأخيه يا كافر فقد بها أحدهما فإن كان كما قال وإلا حارت عليه))
كما أن التكفير عقيدة تؤثر في السلوك والتعامل
فتكفير المسلم تترتب عليه نتائج خطيرة
تكفير المسلم .. معناه الحكم بحبط عمله وفسخ زواجه وسقوط شهادته ...الخ
وهل استبيحت الدماء والأموال إلا نتيجة لثقافة التكفير والعياذ بالله !!!؟


..

🌴استحقاق المغفرة :

🍂 خلاص .. مادام القتل لا يخرج من الإيمان إلى الكفر فبقية الكبائر مثله .

☘️ نعم .. أحسنت
وإذا مات مرتكب الكبيرة فله حق المسلم من التغسيل والتكفين والصلاة عليه والدفن بمقابر المسلمين والدعاء له بالمغفرة والرحمة.

🍂 ندعو له (طيبة نفس) لأسرته ..
أما إن الله سيغفر له ما أركنكش !!

☘️ الركون على الله .. الذي بيده الرحمة والمغفرة .. أما مثلي ومثلك فلا يحق لنا أن نقول فيه إلا بدليل من القرآن أو السنة .


🍂 يا سلام عليك مادام تحتاج دليل فيكفيك قوله تعالى :
(( وإني لغفار لمن تاب ...)) وهذا مات قبل أن يتوب .
فمن أين ستصرف له مغفرة !!!؟
من بيتكم !!!


☘️ ترتب المغفرة على التوبة وعد من الله ..
ولأن التوبة لا تحصل إلا في الدنيا فإن الآية لا تصلح للاستدلال على أمر الآخرة التي هي محور حديثنا


🍂 إذا لم يغفر له في الدنيا .. لن يغفر له في الآخرة


☘️ هيا .. أبصرت كيف ترجم بالغيب وتتكلم بدون دليل !!؟


🍂 ما أنت على راسك ريشة !!
وهل معك دليل على أن الله سيغفر له !؟


☘️ نعم والحمد لله .. قال تعالى :
(( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لم يشاء ....))

🍂 وكيف عرفت أن الآية تتعلق بالآخرة !!؟ على ما بنفسك!!؟


☘️ لا

🍂 ها وكيف! !!؟
الآية ما قالت في الآخرة .. فكيف عطفتها على الآخرة! !!؟


☘️ ما شاء الله عليك .. معك لسان حادة أحد من (الشريم العدني) مسكين الذي يودف لعندك ههههه !

🍂 هااا .. هذا دين .. مش لعبة خرز !!!


☘️ صدقت .. هذا دين مش لعبة خرز !!!والمسلم الواعي يتحرى لدينه .. ويحسب حسابه .
طيب يا صاحبي ..
أنت تعرف أن المشرك إذا تاب غفر الله له .

🍂 هات يابي هات !!
يا صاحبي ! هذا شيء مسلّم به ومعروف
ما يحتاج سين وجيم
من تاب تاب الله عليه ..
قال الله :(( إن الله يغفر الذنوب جميعا))
هل أنت عربي وتعرف معنى (( جميعًا)) !!!؟
جميعا .. يعني : كل الذنوب والمعاصي يا حمادي!

  ☘️ يا سلام عليك !
وأحسن حاجة فعلتها أنك ركزت على كلمة ( جميعا)
ذا الحين لو قام (حمادي) هذا وقال لك : إن الشرك لا يغفره الله ..فماذا ستقول له؟


🍂 سأقول له .. وااا حمادي : (( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين )) ..هات دليلك يا جني .. ومن أين شحصل دليل !!؟
مابه إلا إذا حصل له من الإسرائيليات ..أما من القرآن .. مابش !

☘ حبة حبة يا صاحبي
أنت داري إنك قد ودفت
لا تكن تدهش وتهنجم
ذا الحين .. سيصرعك ( حمادي) بقوله تعالى :(( إن الله لا يغفر أن يشرك به ...))
!!؟

🍂 أهوووو .. طلع حمادي جني من صدق !!
ماهذه إلا حنبة !!
إن قلنا يغفر الذنوب جميعا فالشرك داخل فيها
وإن نظرنا للآية الثانية فالشرك خارج من المغفرة ..
تشته الصدق .. هذه الآية لم تأت على بالي من قبل
وأنت فاجأتني بها


☘️ دعني أوضح لك الموضوع بهدوء
يا صاحبي .. هما آيتان
الأولى : (( إن الله يغفر الذنوب جميعا))
والثانية : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ..))
لو أن الجاهل قرأ الآيتين سيتوهم التعارض بينهما .. وربما استعجل أحد المنكرين للسنة فحكم على إحداهما بالبطلان على عادتهم في التعامل مع السنة النبوية ..!!!

🍂 يا رجال .. هاتان آيتان وليسا حديثين

☘ تمام تمام .. لكن صدقني إن بعض المنكرين للسنة جهلة بالقرآن لدرجة يمكن تتوقع منه أي حاجة غريبة .

🍂 خلاني أقول لك .. حصلت مهرب من الحنبة .. أووووه لكن : ماسبرتش.

☘ أيش حصلت؟

🍂 قد كنت أقول :
الآية الأولى تتحدث عمن يتوب
والثانية عن الذي لا يتوب
ولكن .. هذا الخبر ما يخرجناش لطريق .

أيش رأيك أنت : كيف نفهم الآيتين !!؟

☘ الفهم الصحيح لهما يكون من خلال حمل الآية الأولى على حال العصاة في الدنيا
وحمل الآية الثانية على حالهم في الآخرة

🍂 يعني المشرك إذا تاب في الدنيا غفر الله له ..وإذا مات بغير توبة فلن يغفر الله له في الآخرة .

☘️ ما شاء الله عليك .. تفهمها وهي طايرة ..
المشرك سيأتي يوم القيامة فيتبرأ من الشرك ومن آلهته التي اتخذها مع الله .. ويندم ويتحسر ..لكن ذلك ليس له اعتبار (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ...))
أما من ارتكب ما دون ذلك من المعاصي والذنوب فهو داخل تحت المشيئة (( ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء))
وقد جاءت السنة بتأكيد ذلك ففي الحديث الذي رواه البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه في قصة البيعة أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لهم :
(( تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا و لا تسرقوا و لا تزنوا و لا تقتلوا أولادكم و لا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم و أرجلكم و لا تعصوني في معروف فمن وفى منكم فأجره على الله و من أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة و من أصاب من ذلك شيئا فستره الله فأمره إلى الله إن شاء عاقبه و إن شاء عفا عنه ))

والله أعلم وأحكم

تابع .. حوار هادئ مع تكفيري ..

🌴المفاجأة الأخطر
( فهل إلى خروج من سبيل؟ )

افتتح التكفيري الحوار قائلا :
🍂 ما شاء الله عليك تبذل كل طاقتك من أجل تخارج مرتكب الكبيرة .. جعلت نفسك وكيلا على العصاة والمجرمين ..
نجا من الحد في الدنيا .. وأنت زدت طمأنته أنه من المغفور لهم الناجين من العقوبة في الآخرة.
.

☘️ افهم يا صاحبي .. أنا لم أقل أنه ناج من العقوبة إنما قلت أنه تحت المشيئة

🍂 كيف يعني تحت المشيئة ؟

☘️ يعني : إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه .. والمسألة في علم الغيب .. وكل واحد يحسب حسابه .

🍂 وأيش العقوبات التي سيعاقب بها ؟

☘️ قد يعاقب بالعذاب في القبر
وقد يعاقب بأخذ حسناته ويعذب بنار جهنم على قدر ذنوبه ثم يخرج إلى الجنة


🍂 وانعم بك !!
عادنا معترض على كلامك عن ( عذاب القبر) فاجأتني بأمر أعظم وأخطر

☘️ أنا أعرف أنك منكر لعذاب القبر .. لكن أيش المفاجأة الأخطر !؟

🍂 المفاجأة الأخطر .. إنك تقول :
أنه سيدخل النار أياما معدودات

☘️ وأيش المفاجأة بالموضوع؟


🍂 أنت داري كلام من هذا !!!؟؟
هذه عقيدة اليهود الذين قالوا (( لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ))


☘️ أنا لم أقل أن اليهود سيدخلون النار أياما معدودة ..

أنا قلت المسلم العاصي قد يدخل النار ويبقى فترة محددة
لا تخلط شعبان برمضان
ولا تجعل اليهودي والمسلم سواء
(( أفنجعل المسلمين كالمجرمين * مالكم كيف تحكمون))

🍂 أيش من كلام هذا !!!؟
أنت وافقتهم في عقيدة الخروج من النار .

☘️ أنت داري .. في واحد يقول :
إن المؤمن إذا كان يوم القيامة سيجد عند الله خيرا من الدنيا ونعيمها
أيش رأيك بكلامه هذا ؟

🍂 هذا كلام صحيح 100% أو ما أعجبك ؟


☘️ إلا أعجبني .. بس تخيل واحد لم يعجبه هذا الكلام وقال إنه كلام الكفار لأن الرجل الكافر قال :
(( ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا ))


🍂 هذا خفيف عقل .. وأيش علاقة هذا بذاك !؟
الكافر يتمنى على الله الأماني مع كفره .. أما المؤمن فقد وعده الله بالنعيم والله لا يخلف وعده

☘️ أحسنت .. وهذا يعني أن صدور القول عن كافر لا يعني بطلانه من جميع الجهات ..
وبناء عليه فمسألة الخروج من النار لا يصح إبطالها بمجرد نفي خروج اليهود من النار 


🍂 أقول لك :
من دخل النار حنب .. مابش خرجة من النار
.. يهودي وغير اليهودي

☘️ أما المشركون والكفار من اليهود وغيرهم فلا خروج لهم .. وأما عصاة الموحدين المسلمين فلو دخلوها فإن بقاءهم فيها مؤقتا وسيخرجون منها بفضل الله ورحمته

🍂 أقول لك .. مابش خروج
لا تصادم كتاب الله! !!


☘️ نعوذ بالله من مصادمة كتاب الله ..
لو تركز في كلامي لعرفت أنه لا يصادم كتاب الله.


🍂 وكيف المصادمة عندكم !!؟ هل هناك مصادمة أعظم من قولك : (سيخرجون من النار ) مع وجود آيات صريحة تتحدث عن عدم الخروج من النار

☘️ أي آيات تقصد ؟

🍂 قال تعالى :
(( وما هم بخارجين من النار )) (( يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم ))


☘️ في قوله تعالى :
(( وماهم بخارجين ..))
ممكن تقول لي : لمن يعود الضمير (هم) في الموضعين؟

🍂 وليش أنت مركز على ( هم)  .. ركز على نفي خروجهم


☘️ لا يا صاحبي ..
اعتبره سؤالا هامشيًا ولكني أريدك أن تجيب عليه


🍂 اقرأ الآيات من بدايتها وأنت ستعرف


☘️ أحسنت
والآن لنقرأ الآيات من بدايتها :
قال تعالى :
﴿ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب۝إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب۝وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار﴾ [البقرة: ١٦٥-١٦٧]


قال تعالى :
﴿إن الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعا ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم۝يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم﴾
[المائدة: ٣٦-٣٧]

🍂 هيا... قرأت الآيات من بداياتها .. هل وجدت أن هناك من سيخرج من النار! !!!؟؟



☘️ إنما أردت أن تعرف أن نفي الخروج من النار المذكور في الآيات جاء في سياق الحكم على الكفار والمشركين  .. وليس على عصاة المسلمين الموحدين ..
ولذلك لا يصلح أن تنزل هذه الآيات على المسلمين وهي متعلقة بالكفار  ..
ونفي خروج الكفار من النار لا يمنع خروج من دخلها من عصاة المسلمين .


🍂 ليش .. وأيش الفرق! !؟

☘️ الله تعالى نفى خروجهم ( هم)
ولم ينفِ الخروج من أساسه .

من أجل أن يتضح لك الفرق اقرأ هذه الآيات

قال تعالى :
﴿إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون۝قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ))
هكذا تساءل الذين كفروا وهم في النار :
(( فهل إلى خروج من سبيل)) !!؟
فجاءهم الجواب بعدم وجود سبيل لهم للخروج متضمنا تعليل ذلك
قال تعالى بعدها :
((ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير﴾

فهذا هو السبب كونهم كفار مشركون بالله
وهذا يفيد أنهم لو كانوا مسلمين موحدين لوجدوا سبيلا للخروج

بل إن محاولة الكفار الخروج من النار وإرادتهم لذلك يشعر بما رأوه من خروج بعض من كانوا فيها



🍂 يا صاحبي .. الخروج من النار بعد دخولها أمر مستحيل ما يدخل العقل


☘️ العقل السليم يعلم أن الله على كل شيء قدير فهو سبحانه الذي خلقهم أول مرة وهو الذي بعثهم بعد أن صاروا رفاتا ومنهم من مات محترقا متفحما رفاته يتطاير في الهواء فأحياه الله للحشر والحساب .. بل لو تدبرت رد الله تعالى على اليهود لعرفت أنه ليس من المستحيلات .



🍂 هل تقصد قوله تعالى :
﴿وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ..))


☘️ نعم .. انظر بماذا رد الله عليهم قال تعالى :
((... قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون﴾ [البقرة: ٨٠]


🍂 وما دلالة ذلك ؟


☘️ وجه الدلالة يظهر من عدم الاعتراض على فكرة الخروج من أساسها وإنما في جعل صدور ذلك الكلام منهم يحتمل أحد أمرين : إما امتلاكهم عهد من الله ببقائهم لأيام معدودة ففي هذه الحالة (( فلن يخلف الله عهده))

وإما (( أم تقولون على الله ما لا تعلمون))

وهذا يدل على أن الله لو عهد إليهم بالخروج من النار لحصل ذلك


🍂 طيب ... وأنت وشلتك أهل الكبائر .. هل معكم عهد من الله بالخروج! !!؟


☘️ نعم
عندنا عهد من الله على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام بأن من مات مسلما موحدا إذا كان مرتكبا للكبائر فهو تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ولكنه في النهاية  سيدخل الجنة بمغفرة الله أو بشفاعة الشافعين أو بعد استيفاء حقه من العقاب


🍂 هذه الروايات تعارض كتاب الله


☘️ كلامك مجرد دعوى
ولو شغلت عقلك لعلمت أن ما ورد في السنة النبوية من أحاديث خروج عصاة الموحدين من النار لا تتعارض مع القرآن ..بل هي منسجمة مع القرآن ...

بل القول بعدم الخروج هو الذي يعارض القرآن الكريم! !!


🍂 الآن زيدت بها! !!
عادحنا ما قد رضينا بنفي التعارض بين أحاديث الخروج من النار وآيات القرآن ..
وأنت قد قفزت لتزعم أنها منسجمة مع القرآن وجعلت من يخالفها سيجعل القرآن متعارضا .. يعني : انتقلت من مربع الدفاع إلى مربع الهجوم! !!!


☘️ صدقني .. المسألة ليست مسألة دفاع وهجوم .. المسألة مسألة محاورة هدفها البحث عن الحق بالدليل من الكتاب والسنة الصحيحة

🍂 خيرا إن شاء الله .. ولكن كيف تبلغ بك الجرأة لتزعم أن القول بعدم الخروج سيجعل آيات القرآن متعارضة! !!!؟؟ ممكن تقنعني بحقك المغامرة هذه! !!؟


☘️ اسمعني حفظك الله ..

الله تعالى وعد الطائع بالثواب
وأوعد العصاة بالعقاب
فقال سبحانه :
(( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره))

فهذا المسلم الموحد الذي ارتكب شيئا من الكبائر ولم يقم عليه الحد في الدنيا ولم يتب من تلك الكبيرة
لديه طاعات سينال ثوابها ولديه معاص يستحق عقابها
فلو حكمنا عليه  بالخلود الأبدي في جهنم فقد قطعنا عنه الثواب


🍂 ما على كلامك هذا .. الكفار والمشركون عندهم أعمال صالحة عملوها بالدنيا .. إذن يخرجوا مع الخارجين! !!

☘️ لا .. الكفار والمشركون أعمالهم الصالحة يجازون عليها في الدنيا
أما في الآخرة  فليس لها قيمة قال تعالى :(( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)) (( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين))
أما المسلم فأعماله الصالحة باقية وحسناته معتبرة .

🍂 طيب .. لكن مش شرط أن يكون جزاؤه بدخول جهنم .. فقد يعاقب بغير ذلك ..
ليش تشغلنا  بإدخاله جهنم ..!!!؟ ابصر عقوبة غيرها ولا تحنبنا بإخراجه .


☘️ كلام صحيح .. فعصاة الموحدين قد يعاقبون بعذاب القبر وقد يعاقبون بأخذ حسناتهم .. كما أن منهم من ستكون عقوبته دخول النار ..وقد ورد في القرآن الوعيد بالعذاب العظيم ودخول النار
كقوله تعالى :
(( والذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ))


🍂 لكن هذا العذاب العظيم قد يكون في الدنيا ..

☘️ تحاول التملص من آيات القرآن حتى لا تخالف هواك ..
العذاب العظيم هذا في الآخرة قال تعالى بعدها :(( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون * يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ....))


يتبع ..

🌴الخلاصة :

حول خروج عصاة الموحدين من النار إذا دخلوها :



📌 الآيات التي تنفي الخروج من النار جاءت كلها في سياق الحكم على الكفار والمشركين ..


📌 قوله تعالى:
﴿وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون﴾ [البقرة: ٨٠]
هذه الآية ليس فيها حجة لإنكار خروج عصاة الموحدين من النار

1) صدور القول من اليهود لا يعني بطلانه من جميع الجهات ومثله قولهم (( لن يدخل الجنة إلا من كان هودا ...)) فصدوره منهم لا يوجب إنكار الجنة ولا إنكار دخول أهل الإسلام إليها

2) لم ينكر عليهم فكرة الخروج من أساسها


3) أمر الله نبيه أن يقول لهم : (( أتخذتم عند الله عهدا ...)) وهذا تعليق بأمر ممكن وهو يدل على أنه لو كان معهم عهد بالخروج لخرجوا


ومثله قوله تعالى :
(( أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا * أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا ...))
فالقول ( لأوتين مالا وولدا) منفي عن الكافر ولا يشمل غيره من المسلمين لقوله تعالى : (( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم ...))

- في قوله (( أطلع الغيب )) بيان أن الكلام حول أمور الآخرة من الغيب الذي لا يمكن كشفه إلا بالوحي ومثله قوله في آية اليهود (( أم تقولون على الله مالا تعلمون)).

- في قوله :(( أم اتخذ عند الرحمن عهدا)) تعليق حصول الإنسان على الخير والولد في الآخرة بعهد الله بذلك ..
وقد وعد الله أهل الإسلام بالنعيم الوفير فقال : (( جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ...))


4) في قوله في الآية التي بعدها :
(( بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون))
المراد بمن كسب سيئة وأحاطت به خطيئته : المشرك الكافر
لأن المسلم الموحد لا تحيط به خطيئته
والإحاطة تستلزم انعدام فرص النجاة والتوحيد من أعظم أسباب النجاة من مآزق الدنيا والآخرة

🪶 أما في الدنيا :

فمثاله نجاة نبي الله يونس عليه السلام من الكرب بقوله (( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين))

بل نجاة المشركين من الشدة حين يدعون الله موحدين مخلصين :
قال تعالى :
﴿هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين۝فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق ....﴾ [يونس: ٢٢-٢٣]

فانظر كيف حصلت لهم النجاة بعد أن أحيط بهم وليس ذلك إلا بتوحيدهم ونبذهم الشرك ساعة الشدة.


- وأما في الآخرة فلم يمنع الله مغفرته ولم يحرم دخول الجنة إلا عن المشرك والكافر ..
وما عدا ذلك فخطيئته لن تحيط به وتهلكه فقد يغفرها الله له وقد يعذبه ثم يعيده للجنة لينال ثواب أعماله الصالحة.

#قرآنيون_على_درب_الرسول

🌴العهد بالخروج :


إذا كان الله قد علق حصول العذاب أياما معدودة على وجود ( العهد) منه بذلك :
فماهو العهد الذي على أساسه يخرج عصاة المسلمين من النار لو دخلوها⁉️


والجواب :
هذا العهد هو توحيد الله تعالى والبراءة من الشرك

🪶- قال تعالى :
(( ألم أعهد إليكم يابني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم))

🪶 وهو الميثاق الذي أخذه الله من بني آدم من ظهورهم

🪶 ويمكن استنباط ذلك من خلال التأمل في الموضعين الآتيين :
الأول :
قوله تعالى :
﴿ لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا﴾ مريم


الثاني :
﴿ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون﴾ [الزخرف: ٨٦]

وبتدبر الآيتين يتبين لك أن ( من اتخذ عند الرحمن عهدا) هو ( من شهد بالحق وهم يعلمون) أي شهد الشهادتين عن علم ويقين.

🪶 ومما يؤكد ذلك قوله تعالى :
﴿قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ))
فهؤلاء يبحثون لهم عن سبيل للخروج

فجاءهم الجواب بألا سبيل لهم في الخروج لأنهم مشركون قال تعالى :
((.. ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير﴾ غافر
وهذا يفهم منه أنهم لو سلموا من الشرك لوجدوا سبيلا للخروج

#قرآنيون_على_درب_الرسول

🌴 أين التعارض؟

يزعم المتمردون على السنة النبوية أن أحاديث خروج الموحدين من النار تتعارض مع آيات القرآن

ولعلنا قد بينا فيما سبق عدم وجود تعارض

بل ونزيد على ذلك أن نقول :
إن القول بعدم دخول بعض عصاة الموحدين النار لفترة محدودة يتناقض مع آيات القرآن
وإن الفهم الصحيح للآيات يقود للإقرار بصحة ما جاءت به السنة النبوية من خروج عصاة الموحدين من النار

وسوف نلخص دلائل ذلك في نقاط رئيسية كالتالي  :

🏳️ أولا :
اجتماع الوعد والوعيد :
حيث نجد أن المسلم المرتكب للكبيرة له حسنات يستحق عليها الثواب وله سيئات يستحق عليها العقاب
وبناء على ذلك :
- إن قلنا بدخوله النار خالدا خلودا أبديا فقد حرمناه من ثواب أعماله الصالحة .

- وإن قلنا بدخوله الجنة مباشرة دون جزاء فكيف نفهم قوله تعالى :
(( من يعمل سوءا يجز به))
وأمثالها من آيات الوعيد
والتي منها الوعيد بالنار

وهنا يمكنك فهم قوله تعالى :
﴿ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما﴾ [طه: ١١٢]

فلا يخاف ظلما :
بزيادة سيئاته أو معاقبته بأكثر مما يستحق

ولا هضما :
ولا يخاف الهضم بالانتقاص من حسناته

وتلك عدالة الله سبحانه وتعالى.

ثانيا : ...

#قرآنيون_على_درب_الرسول

🏳️ ثانيًا :
من جهة الإعداد :

حيث نجد أن الله تعالى يخبر في القرآن الكريم على أنه أعد النار للكافرين وأعد الجنة للمتقين
قال تعالى :
(( واتقوا النار التي أعدت للكافرين))
وقال :

﴿وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين﴾ [آل عمران: ١٣٣]
وسماها الله تعالى :(( دار المتقين))

والتقوى منزلة فوق الإيمان ولذلك يأتي الأمر للمؤمنين بالتقوى (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ...))
والمتقون لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون
قال تعالى :
﴿ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين۝ وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون﴾ [الزمر: ٦٠-٦١]

🚨بين الفريقين :
وبين الكافرين والمتقين يتردد أناس ليسوا هم من أهل الكفر
وليسوا من أهل التقوى الذين لايمسهم السوء ولا هم يحزنون
بل هم مسلمون مذنبون مهددون بالعقوبة إن لم تنلهم مغفرة الله ورحمته

وهؤلاء العصاة المذنبون حين يأتي وعد لهم بدخول الجنة فالمقصود ليس الدخول الأولي المباشر كما هو حال أهل التقوى

وحين يأتي الوعيد لهم بدخول النار فليس المقصود الدخول الذي يعقبه الخلود الأبدي

وبهذا تفهم النصوص كلها
نصوص الوعد ونصوص الوعيد
والحمد لله رب العالمين

ثالثا : ....

#قرآنيون_على_درب_الرسول