Telegram Web Link
الله عنك،

وجزاك عن أمة محمد خيراً"، وقد روى البيهقي عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ، فَقَالَ: "السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَتَاهُ".

4️⃣ رابعاً: ويُشرع لزوار المدينة من الرجال زيارة مقبرة البقيع والسلام عليهم والدعاء لهم وهي المقبرة الرئيسة لأهل المدينة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتقع جنوب شرق المسجد وقد جاء في صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَيَقُولُ: *«السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَدًا، مُؤَجَّلُونَ، وَإِنَّا، إِنْ شَاءَ اللهُ، بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللهُمَّ، اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ»*، وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها أن جبريل قال له: إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ"، قَالَتْ: قُلْتُ: كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: *"قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ"*.

5️⃣ خامساً: زيارة مقبرة الشهداء بجوار جبل أحد؛ للسلام عليهم والدعاء لهم ففي صحيح البخاري عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ بَعْدَ ثَمَانِي سِنِينَ، كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ، ثُمَّ طَلَعَ المِنْبَرَ فَقَالَ: *«إِنِّي بَيْنَ أَيْدِيكُمْ فَرَطٌ، وَأَنَا عَلَيْكُمْ شَهِيدٌ، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الحَوْضُ، وَإِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَيْهِ مِنْ مَقَامِي هَذَا، وَإِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوهَا»*، قَالَ: فَكَانَتْ آخِرَ نَظْرَةٍ نَظَرْتُهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

6️⃣ سادساً: الذهاب إلى مسجد قباء للصلاة فيه اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم وتحصيلاً لأجر عمرة ففي مسند أحمد بسند صحيح عن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ - يَعْنِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ - فَيُصَلِّيَ فِيهِ كَانَ كَعَدْلِ عُمْرَةٍ»*، وفي سنن ابن ماجه عن سَهْل بْن حُنَيْفٍ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءَ، فَصَلَّى فِيهِ صَلَاةً، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ»*، وفي الصحيحين عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: *«كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ كُلَّ سَبْتٍ، مَاشِيًا وَرَاكِبًا»* وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «يَفْعَلُهُ»، ومسجد قباء هو أول مسجد بني في الإسلام.

فهذه جملة الأشياء التي تُشرع زيارتها في المدينة، وأما ما عدا ذلك من الآثار التاريخية الإسلامية فلا يزار على أساس التعبد والقربة وإنما من باب السياحة والاكتشاف والتفكر.

وأختم بالتنبيه أن الزيارة ووقت البقاء في المدينة ليس محدداً في النص الشرعي.

سائلاً الله أن يتقبل من الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*فيراه حسناً*

من أقبح ما يكون أن يُزيَّن للإنسان سوء عمله فيراه حسناً، يغتاب ويراها حسبة، يرتشي ويراها مكافأة وهدية، ينهب ويغش ويخدع ويكذب ويرى ذلك ذكاء ورجولة، يسب وينطق البذاءة ويراها شجاعة، يظلم الورثة ويراه قوة شخصية، يتركه الناس اتقاء فحشه ويرى ذلك هيبة، يخذل المظلوم ويراه حسن تصرف، يساند الظالم والمجرم ويبرر له ويرى ذلك فطنة وحكمة،

وهكذا تنعكس عنده الأمور حتى يرى المعروف منكراً، والمنكر معروفاً وقد قال تعالى: *{قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}* [الكهف: 103، 104]، وقال تعالى: *{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا}* [فاطر: 8]، فعلى الإنسان أن يحذر ويتنبّه، ويكثر من دعاء الله أن يريه الحق حقاً ويرزقه اتباعه، ويريه الباطل باطلاً ويرزقه اجتنابه.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*كبار السن*

لهم علينا حق خاص: بالإحسان إليهم، وحسن التخاطب معهم، والإكرام لهم والتوقير، وأن نبدأهم بالسلام، وتقديمهم في المشي، والمجلس والكلام، والحرص على مراعاة مشاعرهم، وجبر خواطرهم، وتوفير احتياجاتهم، والقيام لهم بما يلزم من الرعاية الاجتماعية والأسرية والصحية، والاستئناس بالجلوس معهم وسماع حديثهم، واستشارتهم، والاستفادة من خبراتهم، وإبعادهم عن الشعور بالعزلة، والدعاء لهم بالخير والتمتع بطول العمر في طاعة وصحة، فكل ذلك من الإكرام المأمور به شرعاً

وقد روى أبو داود بسند حسن عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ،..»*، وروى الترمذي بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه قال: جَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبْطَأَ القَوْمُ عَنْهُ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا»*، وروى ابن حبان بسند صحيح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ»*.

ويتأكد هذا الحق بالنسبة للأقارب وبخاصة الوالدين قال تعالى: *{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}* [الإسراء: 23، 24]، وروى الترمذي بسند صحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«... وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الجَنَّةَ»*؟.

فلنستمسك بتوجيهات شريعتنا الإسلامية العظيمة، والتأدب بآدابها الكريمة في مختلف مجالات حياتنا، وليتذكّر الواحد منا أنه كما يدين يدان، وأن الجزاء من جنس العمل.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
----------------
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*س/ ما هو الفضل في صيام أيام البيض؟ وفي أي أيام الشهر تكون أفضل؟*

ج/ التطوع لله بالصيام عبادة عظيمة وطاعة جليلة، تشتمل على فضائل كبيرة ومنح جليلة ففي المتفق عليه واللفظ لمسلم عَنْ أَبِى سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ إِلاَّ بَاعَدَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»*، وفي سنن النسائي بسند صحيح عن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِأَمْرٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، قَالَ: *«عَلَيْكَ بِالصِّيَامِ؛ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ»*، وفي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ»*، قَالَ: *«فَيُشَفَّعَانِ»*، وغير ذلك من الفضائل.

📝 وصوم أيام البيض في الشهر كالتطوع بصوم الشهر كاملاً، ومن فعل ذلك كل شهر فكأنما تطوع بصيام الدهر ففي المتفق عليه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ»*،

وروى الترمذي بسند صحيح عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ صَامَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِهِ {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}* [الأنعام: 160]اليَوْمُ بِعَشْرَةِ أَيَّامٍ»*.

📝 ومن فضلها: أن صومها يذهب قسوة الصدر وما يحصل له من كدر فقد روى النسائي بسند صحيح عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا يُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ؟ صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»*.

📝 وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يواظب على صيامها ويوصي بذلك ففي المتفق عليه واللفظ للبخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: *«صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ»*، وفي صحيح مسلم عن أَبي الدرداءِ رضي الله عنه قَالَ: أوصاني حَبِيبي صلى الله عليه وسلم بِثَلاثٍ لَنْ أدَعَهُنَّ مَا عِشتُ: *«بِصِيَامِ ثَلاثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وبِأنْ لا أنَامَ حَتَّى أُوتِرَ»*.

📝 والأفضل أن يصومها في أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر كما ورد في بعض الأحاديث فقد روى أبو داود وابن ماجه بسند صحيح عَنْ قتادة بن مِلْحَانَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ: ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ، قَالَ: وَقَالَ *«هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ»*، وروى الترمذي والنسائي بسند حسن عن أبي ذر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِذَا صُمْتَ شَيْئًا مِنَ الشَّهْرِ، فَصُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ»*.

📝 ولا مانع من صومها في غير الأيام المذكورة في أول الشهر أو وسطه أو آخره متتابعة أو متفرقة لإطلاق كثير من الأحاديث ففي صحيح مسلم عن مُعَاذَة الْعَدَوِيَّة أَنَّهَا سَأَلَتْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: *«أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؟» قَالَتْ: «نَعَمْ»، فَقُلْتُ لَهَا: «مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ كَانَ يَصُومُ؟» قَالَتْ: «لَمْ يَكُنْ يُبَالِي مِنْ أَيِّ أَيَّامِ الشَّهْرِ يَصُومُ»*. فيجوز صومها في سائر أيام الشهر، ولكنها في وسطه أيام البيض أفضل؛ فلنحرص على الصيام والدعاء لأنفسنا وبلدنا وسائر بلاد المسلمين.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*الجار*

إن الجار له حق عظيم، جاءت الوصية به في الكتاب والسنة، وهو حق آكد من حقوق عامة المسلمين: بالإحسان إليه بما يشمل سائر أنواع النفع المادي والمعنوي من السلام والبشاشة عند اللقاء، والإجابة عند الدعوة، والإشارة عليه عند الاستشارة، ونصرته إذا ظُلِم، ومناصحته إذا أخطأ، وشكره إذا أحسن، والتسامح معه، وتفقده وإعانته عند الحاجة، وحفظه في حال غيبته وستره وصيانة عرضه، وتهنئته إذا فرح، وزيارته إذا مرض، وتعزيته إذا أصيب وغير ذلك من أنواع الإحسان فقد وصى الله بالجار فقال تعالى: *{وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ}* [النساء: 36]،

بل إن جبريل عليه السلام كرَّر الوصية للنبي صلى الله عليه وسلم بالجار حتى ظن أنه سيجعله أحد الورثة ففي مسند أحمد بسند صحيح عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَهْلِي أُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِذَا أَنَا بِهِ قَائِمٌ، وَإِذَا رَجُلٌ مُقْبِلٌ عَلَيْهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ لَهُمَا حَاجَةً، فَجَلَسْتُ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لَهُ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، ثُمَّ انْصَرَفَ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ قَامَ بِكَ هَذَا الرَّجُلُ، حَتَّى جَعَلْتُ أَرْثِي لَكَ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، قَالَ: *«أَتَدْرِي مَنْ هَذَا؟»*، قُلْتُ: لَا، قَالَ: *«ذَاكَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ سَلَّمْتَ عَلَيْهِ لَرَدَّ عَلَيْكَ السَّلَامَ»*. وأصل الحديث في الصحيحين،

وأخرج الترمذي بسند صحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«خَيْرُ الأصحاب عند الله: خَيْرُهم لصاحبه، وخَيْرُ الجيران عند الله: خيرُهم لجاره»*، وروى ابن حبان بسند صحيح عَنْ ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَتَى أَكُونُ مُحْسِنًا؟، قَالَ: *«إِذَا قَالَ جِيرَانُكَ: أَنْتَ مُحْسِنٌ، فَأَنْتَ مُحْسِنٌ، وَإِذَا قَالُوا: إِنَّكَ مُسِئٌ، فَأَنْتَ مُسِئٌ»*،

وحسن الجوار للجار هو دليل على قوة الإيمان بالله تعالى ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى شُرَيْحٍ الْخُزَاعِىِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: *«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ ...»*، وأخرج الطبراني بسند حسن عن أنس رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: *«مَا آمَنَ بي من بَاتَ شَبْعانٌ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وهو يَعْلَمُ بِه»*،

فلنتفقد أحوال بعضنا ونعيش روح التكافل وندخل السرور على ذوي الحاجة والفاقة؛ فإن رحمتنا ببعضنا سبب لتنزل رحمات الله علينا.

وإنه لمن المؤسف أن يصل الحال ببعض الجيران أن مطلبه الوحيد من جاره أن يكف أذاه عنه، ألا فليعلم مثل هذا أنه ضعيف الإيمان مهما صلى وصام واجتهد في العبادة أقسم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ثلاث مرات ففي المتفق عليه عن أبي شريح رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *«واللهِ لا يُؤْمِن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن»*، قيل: مَن يا رسول الله؟ قال: *الذي لا يأمَن جارُه بَوائِقَهُ»*، أي لا يسلم من شره وأذاه، إنه موعود بالوعيد الشديد ففي رواية لمسلم: *«لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ»*؛ فالحذر من أذية الجيران، ولنحرص على حسن التعامل، وأداء الحقوق.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*فاشقق عليه*

دعاء نبوي عظيم يدعو كل صاحب منصب ومسؤولية أن يستشعر هذه الأمانة، وأن يقوم بحقها ويسعى بكل جهد فيما يخدم البلاد وينفع العباد، والعمل على رفع المعاناة ودفع المشقة والضرر ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ»*.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
هنيئاً لهم:

{فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146].
*س/ ما هو فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟ ومتى يبدأ؟*

ج/ 📌 *قد وردت الأحاديث الصحيحة في فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة* فقد أخرج الحاكم والبيهقي بسند صحيح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«إِنَّ مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ»*، واليوم يبدأ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وبعض المحدثين صحح أو حسّن رواية ذِكر ليلة الجمعة من قول أبي سعيد رضي الله عنه ففي سنن الدارمي بسند صححه جماعة من المحدثين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: *"مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ"* .
📌 وبناءً عليه فيبدأ وقت القراءة من غروب شمس يوم الخميس وينتهي بغروب شمس يوم الجمعة، وإن كان الأفضل أن يقرأها يوم الجمعة، فلا تفوتنا أي جمعة دون الظفر بهذا الفضل العظيم. وفقني الله وإياكم.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ ما هي عقوبة من يتولى مسؤولية ولا يقوم بحقها؟*

ج/ إثمه عظيم وعقوبته كبيرة والوعيد الوارد في ذلك شديد، وهو يتحمّل إثم الضرر الذي يأتي على الناس من جهة إهماله وتقصيره وعدم قيامه بالأمانة،

فالمنصب والقيادة والإدارة أمانة ومسؤولية وقد قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}* [الأنفال: 27]، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ في أمانة المسؤولية والقيادة: *«.. وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا»*، وفي صحيح مسلم عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: *«مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِي أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ لَا يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ، إِلَّا لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ»*،

وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ»*،

فليحذر كل صاحب مسؤولية من عدم المبالاة بمعاناة الناس وآلامهم، أو الوقوع في أي فساد أو تقصير أو تلاعب بالمال العام، وليقم بواجبه تجاه المنصب الذي تولاه.

سائلاً الله أن يولي على البلاد الأخيار ويصرف عنها الأشرار.

🖋 د. بندر الخضر
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*ثبات وصمود*

ثبات غزة وفلسطين، قوة وعزة، ونصر ورفعة، وحدث عظيم يشتمل على دروس جليلة، وفوائد كبيرة منها: أن من اعتز بالله أعزه الله؛ فهو مصدر العزة وواهبها قال تعالى: *{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}* [فاطر: 10].

ومنها: من نصر الله نصره الله وثبّته قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}* [محمد: 7]، وقال تعالى: *{إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}* [آل عمران: 160].

ومنها: وجوب اليقين بكل الوعود الشرعية مهما عظم التآمر؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه مهما بلغ الحال بالأمة لا بد أن تبقى طائفة ثابتة على الحق لا تنكسر، ولا يضرهم من خذلهم.

ومنها: أهمية جمع الكلمة، ورصّ الصفوف، والبعد عن التنازع؛ حيث طبَّقوا هذا عملياً فأيَّدهم الله، وقد قال تعالى: *{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}* [الأنفال: 46].

ومنها: أهمية الدعاء وتأثيره العظيم، وعدم الاستهانة بأي مساندة تقدمها لإخوانك.

ومن الدروس: مكانة إعداد العدة، وأثر القوة في دفع العدوان؛ فهم قد بذلوا كل ما في وسعهم للدفاع عن دينهم ومقدساتهم امتثالاً لأمر الله؛ فخذل الله أعداءهم قال تعالى: *{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}* [الأنفال: 60]،

فلنستفد إيجابياً من مثل هذه الأحداث، ولنحمد الله ونشكره على نعمته وفضله،

ونكثر من دعائه والتضرع إليه لأنفسنا وبلداننا وإخواننا المرابطين المجاهدين، وأن يعجل بتطهير المسجد الأقصى من تسلط اليهود، وإجرامهم.

🖋️ د. بندر الخضر.
*س/ هل ورد ما يدل على أن بعد ظهر يوم الأربعاء من أوقات استجابة الدعاء؟*

ج/ 📝 نعم ورد ما يدل على أن ما بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء هو من أوقات استجابة الدعاء في حديث رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد في المسند بسند حسنه جماعة من المحدثين عن جابر رضي الله عنه *أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلَاثًا: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ"* قَالَ جَابِرٌ: *«فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ، إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ»*،

ففهم جابر رضي الله عنه أن هذا من أوقات استجابة الدعاء وكان يتحرى الدعاء فيه.

فعلينا أن نغتنم سائر أوقات استجابة الدعاء في الدعاء لأنفسنا وبلدنا وأمتنا، وأن يعجل بصلاح أحوال بلدنا وسائر بلاد المسلمين.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
للاشتراك في قناة الواتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v

للاشتراك في قناة التليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*س/ هنالك حديث يذكر أعمالاً إذا قام بها الشخص في يوم الجمعة كان كفّارة له، فما هي هذه الأعمال؟*

ج/ يوم الجمعة هو يوم عظيم، وهو عيد الإسلام الأسبوعي، وله فضائل كثيرة؛ مما يستلزم الحرص على اغتنامه والتأدب بآدابه، والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه، وتلاوة سورة الكهف، والإكثار من الدعاء ففيه ساعة إجابة، وأما المشار إليه في السؤال فقد ورد في ذلك أكثر من حديث، منها ما في صحيح البخاري عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى»*،

وروى أحمد وأبو داود بسند حسن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَاسْتَاكَ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ، فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ، ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْكَعَ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا»*،

وروى أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه بسند صحيح عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ، فَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ وَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرُ سَنَةٍ، صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا»*.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
___
تليجرام
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
واتس
https://whatsapp.com/channel/0029VaJvd8w0wajzWcU6373v
*رفع المعاناة*

السعي في نفع الناس ورفع المعاناة عنهم في أي مجال من مجالات حياتهم العامة أو الخاصة عبادة عظيمة وطاعة جليلة؛ فإن الله غفر لامرئ أزاح الشوك عن طريق المسلمين، وغفر لامرئ كان يتجاوز عن المعسرين وقد أخرج الطبراني بسند حسن عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ فقال: *«أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس، وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم، أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً، أو تَقْضِي عنه دَيْناً، أو تَطْرُدُ عنه جُوعاً...»*،

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *« ... وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ...»*.

وفي المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: *«مَنْ كَانَ في حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ»*،

وروى الطبراني في المعجم الأوسط بسند حسن عن عُمَرَ بْن الْخَطَّابِ رضي الله عنه قال: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: *«إِدْخَالُكَ السُّرُورَ عَلَى مُؤْمِنٍ أَشْبَعْتَ جَوْعَتَهُ، أَوْ كَسَوْتَ عُرْيَهُ، أَوْ قَضَيْتَ لَهُ حَاجَةً»*،

ولا تستقل أي شيء في ذلك ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً، فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ»*.

وفق الله الجميع.

🖋 د. بندر الخضر
*تنبيه*

بعض الشباب فيما يتعلق بالتعزية يبادر في نشرها على وسائل التواصل العامة، ويباغت بعض أقارب الميت بالخبر، خاصة فيما يتعلق بالحوادث وموت الفجأة، والواجب هو التأنّي وترك الأمر لذويه حتى يعلنوا أو يتواصلوا مع من يقوم بذلك، وقد يكون الخبر غير صحيح، أو فيه شيء من الصحة ويضاف إليه ما ليس منه فلم العجلة والحرص على السبق في النشر وعدم التثبت؟ وقد أخرج مسلم في صحيحه عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: *«كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»*، وفي سنن أبي داود بسند صحيح عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَمُوا»*.

سائلاً الله أن يرحم موتانا وموتاكم أجمعين، وأن يرفع درجتهم في عليين، ولا يحرمنا أجرهم ولا يفتنا بعدهم ويغفر لنا ولهم.

🖋️ د. بندر الخضر.
*تنبيه وتذكير*

شعبان هو آخر فرصة في العام لمن كان عليه قضاء من رمضان ولم يقضه، ولا يجوز تأخيره حتى يدخل رمضان الآخر من غير عذر ففي صحيح مسلم عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، قالت: *«كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلَّا فِي شَعْبَانَ، الشُّغْلُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»*.
وفيه دلالة على أنه لا يؤخر إلى ما بعد رمضان، وهو كتأخير الفريضة إلى وقت الثانية من غير عذر.

وفق الله الجميع

🖋د. بندر الخضر.
*س/ دخلت بين بعض الإخوة لحل خلاف بينهم له فترة طويلة، فلو أمكن بيان ما هو أجر تنازل الأخ لأخيه، والتفاعل مع تقريب وجهة النظر لأجل حل الخلاف؟*

ج/ ابتداءً أقول: ينبغي حرص كل واحد على أداء حق غيره، كما هو حريص على الحصول على حقه، وهذا مع الجميع، سواء كانوا من الأقارب أو الأباعد، ولا يظن أحد أنه سيكسب من إطالة أمد المشكلة، بل في ذلك الضرر، وإيغار الصدور، والمزيد من التباعد والتنافر، وحصول الجفاء، وربما القطيعة،

وليبشر كل من يكون حريصاً على حل الخلاف، والتجاوب مع ما يراه المصلحون من حلول؛ ليبشر بعظيم الأجر وجزيل الثواب، ويمكن إجمال الخير الذي يُستَجلب من ذلك فيما يلي:

*أولاً*: أنه من إصلاح ذات البين وقد قال تعالى: *{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ}* [الأنفال: 1]، وأخرج أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟»*، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: *«صَلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ»*.

*ثانياً*: فيه حفظ لمودة القرابة ومحافظة على الصلة؛ فإن بقاء الخلاف يورث الضغائن بين الأولاد والأحفاد، ويجعلهم لا يقدّرون صلة القرابة حق قدرها، وفي صلة الأقارب: شيوع المحبة، وتيسير الأمور، وبركة الرزق، وزيادة العمر، وعمران الديار، ومغفرة الذنب، ورضوان الله، ودخول الجنة، ولقد كرر الله الأمر بأداء حقهم فقال تعالى: *{فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ}* [الروم: 38]. وقال تعالى: *{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى}* [النحل: 90]، وقال تعالى: *{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}* [الأنفال: 75]، وفي صحيح مسلم عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ»*.

*ثالثاً*: في حل الخلاف السلامة مما قد يقع بسبب ذلك من قطيعة، وقد قال تعالى: *{فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}* [محمد: 22، 23]، وروى أحمد بسند حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: *«إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ كُلَّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَلَا يُقْبَلُ عَمَلُ قَاطِعِ رَحِمٍ»*.

*رابعاً*: من رضي مع أخيه وقريبه بالحلول التي تنهي الخلاف، حتى لو كان فيها بعض الغبن عليه؛ أبدله الله خيراً، وعوّضه بأعظم مما ترك؛ فقد روى أحمد بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا لِلَّهِ إِلَّا بَدَّلَكَ اللَّهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ»*.

*خامساً*: يكونون قدوة حسنة للمجتمع: في إيثار حفظ الأخوة، وعدم تقديم الدنيا عليها، ولهم أجر كل من اقتدى بهم ففي صحيح مسلم عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ»*.

فهذه بعض الأجور، والمنافع المترتبة على تقارب الأخ مع أخيه في حل الخلاف، وغيرها كثير؛ فينبغي الحرص على ذلك، وأن نتذكر بأننا راحلون عن هذه الدنيا، وأنّ الذي يبقى هو ما قدّمه الإنسان من خير، وحسن عمل، وجميل تعامل، مع الناس عموماً، ومع ذوي قرابته خصوصاً، وقد روى أحمد بسند صحيح عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرِ الضَّبِّيِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: *«الصَّدَقَةُ عَلَى الْمِسْكِينِ: صَدَقَةٌ، وَالصَّدَقَةُ عَلَى ذِي الرَّحِمِ، اثْنَتَانِ: صَدَقَةٌ، وَصِلَةٌ»*.

وفق الله الجميع.

🖋د. بندر الخضر.
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*فاشقق عليه*

دعاء نبوي عظيم يدعو كل صاحب منصب ومسؤولية أن يستشعر هذه الأمانة، وأن يقوم بحقها ويسعى بكل جهد فيما يخدم البلاد وينفع العباد، والعمل على رفع المعاناة ودفع المشقة والضرر ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ»*.

وفق الله الجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
*س/ ما هي عقوبة من يتولى مسؤولية ولا يقوم بحقها؟*

ج/ إثمه عظيم وعقوبته كبيرة والوعيد الوارد في ذلك شديد، وهو يتحمّل إثم الضرر الذي يأتي على الناس من جهة إهماله وتقصيره وعدم قيامه بالأمانة،

فالمنصب والقيادة والإدارة أمانة ومسؤولية وقد قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}* [الأنفال: 27]، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ في أمانة المسؤولية والقيادة: *«.. وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا»*، وفي صحيح مسلم عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: *«مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِي أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ لَا يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ، إِلَّا لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ»*،

وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *«اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ»*،

فليحذر كل صاحب مسؤولية من عدم المبالاة بمعاناة الناس وآلامهم، أو الوقوع في أي فساد أو تقصير أو تلاعب بالمال العام، وليقم بواجبه تجاه المنصب الذي تولاه.

سائلاً الله أن يولي على البلاد الأخيار ويصرف عنها الأشرار.

🖋 د. بندر الخضر
___
http://www.tg-me.com/dr_alkhader
*فرصة الخير*

إذا آتاك الله منصباً، أو جاهاً ومشيخة، أو مكانة وتأثير، فهي فرصة عظيمة لكسب الثواب الجليل؛ من خلال تسخير ذلك في نفع البلاد ورفع المعاناة، وصلاح الأحوال، وبذل الخير للناس، فالمنصب مؤقت والموفق من ترك الأثر الطّيب والذِّكر الجميل، والإسهامات النافعة للمجتمع،

وأيضاً الجاه والمكانة يرفعها الإنسان ويحفظ شأنها بالمشاركة الإيجابية في هموم ناسه ومجتمعه: مساندة لمظلوم، وإعانة لمريض ومحتاج، وشفاعة في خير، وسعي في بِر ومعروف، وبذل جهد في نفع وصلاح، ومن أعرض عن ذلك؛ فإنه يعرّض النعمة للزوال وربما أصبح بلا مكانة ولا تأثير، وهيأ الله غيره ممن ينفع الله به ويكسب عظيم الثواب وجليل الأجر

وقد قال تعالى: *{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}* [النساء: 114]، وروى الطبراني بسند حسن عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«مَا مِنْ عَبْدٍ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَأَسْبَغَهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ جَعَلَ شَيْئًا مِنْ حَوَائِجِ النَّاسِ إِلَيْهِ فَتَبَرَّمَ؛ فَقَدْ عَرَّضَ تِلْكَ النِّعْمَةَ للزَّوَالِ»*، وروى البيهقي والطبراني بسند حسن عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: *«إِنَّ لِلَّهِ عبادًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، يُقِرُّهُمْ فِيهَا مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنْهُمْ، فَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ»*،

فينبغي اغتنام أي فرصة تأثير بتسخيرها في نفع العباد وخدمة البلاد بالمنصب والإدارة، أو الجاه والمكانة، أو القلم والكلمة أو غير ذلك. والموفق من وفقه الله.

سائلاً الله التوفيق للجميع.

🖋️ د. بندر الخضر.
2025/07/04 20:15:23
Back to Top
HTML Embed Code: