Telegram Web Link
إياد القنيبي :
لإخواننا في غزة حقٌّ ثابتٌ في المناصرة فرضَتْه رابطة الإيمان..

ولمن يقاتل في غزة ضد أعداء الملة والأمة كذلك حق ثابتٌ في المناصرة على عمله هذا،

وفي الوقت ذاته، أي تصريح يمجد الهالك الخميني ويُثني على أذنابه المعاصرين ممن حرَّفوا الدين وولغوا في دماء وأعراض المسلمين، فهو تصريحٌ آثمٌ ضالٌّ فاسد..

سواءٌ صدرت هذه التصريحات الآثمة من سياسيين أو من غيرهم..

فهي مردودةٌ في وجه أصحابها، ونبرأ إلى الله منها، ولا تمثل عشرات آلاف من نحسبهم في الشهداء، والجرحى والمعتقلين.

والمسلمون تتكافأ دماؤهم، لا فضل لغزِّيٍّ على سوريٍّ ولا عراقيٍّ ولا يمنيٍّ ولا أحوازيٍّ..
بل هي أمة واحدةٌ والحدود تراب..

وأكلُ الميتةِ بقدْرٍ للمضطر لا علاقة له بالثناء على الميتة والخنزير والموقوذة والمتردية والنطيحة و وصف لحمها بأنه حلالٌ طيب!

والمنتظر مِن إخواننا مِمَّن لا يرضون بمثل هذه التصريحات من داخل نفس الصف -ونجزم بأنهم موجودون وكثرٌ أيضاً- المنتظر منهم أن ينكروا هذه التصريحات ويتبرؤوا منها. فإن الإثم بلا إنكار مظنَّةُ الحرمان من معية الرحمن، وتأخر النصر، بل والحرمان منه.

وهذا كله يجب ألا يغير من موقفنا:
1. أن واجب نصرة أهلها في أعناقنا، لا يعفينا الله تعالى منه بضلال من ضل وخطأ من أخطأ.
2. وأن مَن تآمر عليهم واصطف في صف الصهاينة ضدهم فهو خائنٌ عدوٌّ لله ولرسوله وللمؤمنين.
3. وأن الذين ينتظرون أي زلة ليُنَفِّروا عن نصرة أهل غزة، ويحرضوا على مقاتليها، ويبرروا بها أفعال أسيادهم الموالين لأعداء الأمة، هم منافقون مرجفون، ليسو من الأمة في شيء.

ومرجعنا في هذا كله دين ربنا، ندور معه حيث دار. ونسأل الله لنا وللجميع الهداية والسداد، ولأهلنا في غزة فَرَجاً قريباً ومخرجاً.

د. إياد قنيبي

http://www.tg-me.com/galam5
الإسراف في رخص الاستضعاف
للمكره أحكام خاصة تبيح له استثناءً ما حرّم في حال السلامة. وقدر الرخصة بقدر الإكراه.. وفي عالم الدعوة بالذات، أسرف بعضهم في الترخص بما أحدث في وعي الأمة فتقا يوشك ألا يلتئم؛ كمدح بعضهم معطلي الشرع ، حتى تكون لهم عند السلاطين يد، رغم أنهم لو سكتوا لأمنوا أذاهم، وهم في "غفلة" عن أنّ كلمتهم قد أهدرت أعمارا أفنيت في بيان أنّ العالمانية والإسلام لا يلتقيان، وأنه لا ولاية لمن لم يسس الأمة بكتاب الله.. ومن جنس هذا الإسراف الذي يذهب بوعي الأمة ويخرق حقائق الدين ، وصف الخميني بالإمامة، وكأنّ صاحب هذه العبارة يجهل مآل هذه الشناعة في دين الناس ودنياهم !!
اتقوا الله، ولا تجمعوا على الأمة ذهاب الدين والدنيا .. فباب الإكراه رخصة تؤتى بقدَرها..
هذه نصيحة، حتى لا تكون كلماتنا كحصان طروادة تُخترق بها الحصون ..
اللهم نصرك لعبادك المستضعفين في غزة وإدلب وكل أرض يستضعف فيها أهل الإسلام.

د. سامي عامري

http://www.tg-me.com/galam5
اجتمعت الشهر الماضي بأحد أساتذة اللاهوت في إحدى الكليات اللاهوتية الكاثوليكية في واحدة من المدن الغربية الكبرى. ومما أقر به في هذا اللقاء ظاهرة نفور الشباب من دراسة اللاهوت نظاميا، حتى إن عدد الطلبة عنده لا يتجاوز عدد أعضاء هيئة التدريس، كما إشار إلى إغلاق عدد كبير جدا من الكنائس في هذه المدينة بسبب قلة مرتاديها ..
وفي أثناء حديثه، كانت أسماء كثير من الدعاة الذين اجتمع حولهم اليوم الشباب تمر أمام خاطري. وهم نخبة من المصلحين بارك الله في جهودهم في إحياء القلوب وإنماء الوعي في زمن انفراط عقد أهل العقائد الأخرى ونفور شبابهم من الدين ورموزه..تذكرت أصحاب الدورات العلمية والتربويّة النافعة مثل دورات  الشيخ أحمد السيد والشيخ حسين عيد الرازق والدكتور أحمد عبد المنعم، وغيرهم ممن جمعوا الشباب على حب الدين في زمن الملهيات.. ومن كان من الآباء قريبا من أبنائه، يعلم جيدا عسر إقامة الأبناء على جادة الحق، وصرفهم عن التفاهة، وحملهم على الهم للدين.
ملحوظة: لست ممن يرون أن جهود التعليم والتزكية كافية (وحدها) لاستعادة حكم الله في الأرض، ومع ذلك أنا أرى أن الأمة لن تفلح دون جنس هذه المشاريع التي تهيء الشباب لمواجهة جاهليات العصر؛ فإنّ الدين لا ينتصر بمسلم عليل الخلُق، تعوزه التزكية، أو كليل العقل، بلا فهم.

د. سامي عامري

http://www.tg-me.com/galam5
‏لا زال الغرب يعلمنا ويدرسنا دروسه الراسخة: مقتل ٧ منهم أعظم من مقتل ثلاثين ألفا منا!!

ولا ألومهم، وهل يلام الذئب على طبعه في النهش، أو يلام الثعلب على طبعه في المكر!!

إنما يلام هذا الذليل الرخيص المنكوس الذي سيحدثنا يوما عن حقوق الإنسان والعدالة الدولية والمواثيق الأممية!!

محمد إلهامي

http://www.tg-me.com/galam5
في الوريد!
رمضان شهر الفنّ والمسلسلات -حتى لكثير ممّن يصلّون القيام في المساجد-.. ساعات طوال يتلقّى فيها المشاهد رسائل عالمانية خفية بل وصريحة، وهو مستسلم لتدفق الأحداث وتشويق النهايات..أبطال" المسلسلات و"نجومها" لا يردّون أمرهم إلى الشرع وحده في هذه المسلسلات، وإنّما الأمر إلى العرف وقيم العصر وأهواء النفس.. الأمر أكبر من لقطات العري أو الإيجاءات الجنسية، الأمر متعلّق برسالة هذه المسلسلات في الفصل بين الحياة والوحي في كل التفاصيل.
هذه المعاني التي تفصل الواقع عن الوحي، والقيم عن الشرع، لا تتبخّر مع نهاية كل حلقة، وإنّما تكمن خفيّة في أعماق النفس، وتعبّر عن نفسها لاحقًا في قضايا الأمّة والنوازل العظيمة، حيث الإسلام "وجهة نظر"، وإقامة كيان لا يعرف غير الشريعة مرجعيّة، مجرّد اختيار سياسي مصلحي لا حرج في مخالفته أو حتى محاربته..
الشيطان يكمن في التفاصيل.. والعلمنة تسري في الوريد الذي لا يبدي ممانعة عند حقنه بقيم العالمانية .. وكيف تستقيم النفس التي أنيط بها أمر إقامة الشرع على الحق إذا كان وريدها مستباحًا، بلا وعي؟!
#حتى_لا_تكون_فتنة

د. سامي عامري

http://www.tg-me.com/galam5
‏"انتصرت حماس!"

كتب لاعب كرة القدم الإسرائيلي السابق ألون مزراحي في حسابه على منصة X (رابط التغريدة):

"ما يزداد وضوحاً في هذه اللحظة الفارقة هو أن حماس، الحركة الفلسطينية الصغيرة، لم تهزم إسرائيل فحسب، بل الغرب برمته. لقد انتصرت حماس في ساحة المعركة، وانتصرت في معركة الرأي العام. لقد تمكنت الحركة من الاستفادة بشكل مذهل من قراءتها للعقلية الإسرائيلية، واستخدمت كل ما لديها بكفاءة عالية.

لقد كسبت قلوب الناس حول العالم لصالح القضية الفلسطينية.

لم يتم تدمير حماس أو تفكيكها، لقد احتفظت تقريبًا بكل أسير اختطفته قبل 6 أشهر، ولم تستسلم لأي ضغوط، وظلت مقاومتها فعالة وفتاكة، في قطاع صغير محاصر قُصف وصار أثرًا بعد عين!

سينظر التاريخ إلى معارك الأشهر الستة الماضية باعتبارها واحدة من أكثر الإنجازات عبقرية في التاريخ العسكري كله، هذا كله لا يمكن أن يصدق!

ومن خلال هذه الحرب بهذه الطريقة، ومن دون أن تفكر أو تشعر، جعلت إسرائيل من حماس أسطورة المقاومة التي ستعيش في ذاكرة العالم الثقافية على مر العصور.

لم يكن أحد ليصدق أن جنود حماس قادرون على تحقيق ذلك، لكنهم فعلوا، وغيروا التاريخ إلى الأبد، لن تختفي قضية فلسطين في الظل مرة أخرى. لقد انتصرت حماس".

حيا الله الرجال، شهد لهم العدو قبل الصديق.

#أمة_واحدة
#لا_يضرهم_من_خذلهم
#طوفان_الأقصى

منار الأمة

http://www.tg-me.com/galam5
Forwarded from د. سامي عامري
تقبّل الله منّا ومنكم الصيام والقيام..
عيدكم مبارك، وعيد الصامدين أمام صهاينة العجم والعرب في غزّة والسودان..
عيدكم مبارك، وعيد معلّمي الناس، القائمين لله بالحجة، القابعين في سجون الطغاة أو الثابتين على الحق على أرض المسلمين المغتصبة من أنظمة العلمنة...
عيدكم مبارك...
لا كلمات تفي بما يحمل القلب ويضج به من
مشاعر الفرح؛
إذ الشرع طلب ذلك،
ومشاعر الحزن والألم والولاء لطوائف من المسلمين أكلهم الجوع،
وقضمهم العري والعراء،
وحاصرهم الخذلان،
ونهبهم العدو واستحر فيهم القــ ت ل؛
إذ الله ألزم بذلك.

يا أخي،
المسلمون جسد واحد إذا أبرقت الثنايا ببسمة فرح مباح فلا يعني أن القلب بالأحزان لا ينساح،
وإذا تهلل الوجه بابتهاج مناسبة مشروعة لا يلغي تلك الحروب المشتعلة بالآلام والجراح!
ألا
بركات الله نرجوها لكل مسلم تفيض سعادة وحبورًا،
وسلام الله نهديه لمسلمي المعمورة نشيد ببطولة الفرسان ونواسي به مستضعفيهم.
عيدكم مبارك أحبتي الكرام و
#لا_غالب_إلا_الله
#إضاءات_أبي_المقداد

http://www.tg-me.com/galam5
يجلس ذلك المراهق السفيه خلف لوحة المفاتيح، شبعان ريّان متكئًا على أريكة الراحة والكسل، خالي الوفاض من كل فضيلة، ولا يكاد يُحكم مسألة في باب فقهي أو أصولي، ولا يدري كوعه من بوعه من كرسوعه، ثم هو قد نصّب نفسه قاضيًا على الناس والعلماء وطلبة العلم والمجاهدين
سخط عن هذا ومنهجه فأدخله النار، ورضي عن ذاك فأدخله الجنة.
وذلك في مسائل معقدة حريٌّ أن تجتمع لها المجامع الكبار وجهابذة العقول، وقد يُحجمون عن الخوض فيها لاشتباكها وفداحة الخوض فيها.
يالجرأة هؤلاء الصبيان!

محمد عبده المنزلاوي

http://www.tg-me.com/galam5
ومع كل نقاش وخلاف يتضح بما لا يدع مجالا للشك أن أعمق آفات أمتنا هو الفكر الإرجائي والذي من مفرداته وأدبياته:

١. دع الخلق للخالق ( في تأصيل ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)
٢. الله أعلم بالقلوب ( في تأصيل عدم الحكم على الخطأ بالخطأ وتسويغ المنكرات وتسوية العصاة ببقية الناس)
٣. ترك المُنكَر والإنكار على المُنكِر، ونقد أي طريقة للعلاج أو التصحيح.
٤. تعظيم قدر الإيمان المنسلخ من العمل، وهو ما يسمى إخراج العمل عن مسمى الإيمان.
٥. الرضا عن الواقع بكل ما فيه من سلبيات وآفات وطوام، وتقزيم وتشويه كل منهج إصلاحي.

وهذا الفهم القميء هو أصل كل بلايانا وركوننا للدنيا ورضانا بالدون.
معه تنمو وتزدهر البدع وتستشري الموبقات، ويستوي المصلح مع المفسد.

محمد عبده المنزلاوي

http://www.tg-me.com/galam5
فتحت تويتر متأخراً اليوم
فوجدت عدداً كبيراً من تغريدات الأصدقاء وغيرهم ممن أعرفهم ولا أعرفهم تجيب عن سؤال اختيار المذهب الفقهي، وكيف يختار المسلم أو من يريد أن يسير في طلب العلم مذهبه الفقهي، فاستغربت سبب طرح الموضوع بهذه الكثرة، ثم تنبهت إلى أن الدفعة الخامسة في البناء المنهجي طلبت ممن اجتازوا المستوى التمهيدي أن يسجلوا في موقع البرنامج وأن من متطلبات التسجيل اختيار المذهب الفقهي الذي سيدرسه الطالب في البرنامج
والحقيقة أني سعدت جداً جداً بهذا، وهو مؤشر لمدى وصول البرنامج إلى شرائح واسعة، ومدى الأثر الذي يحدثه في نفوس طلابه، ومدى التحفيز الذي ينشره عند عموم طلاب العلم والمهتمين للكتابة فيما يشغل هموم شباب المسلمين ويعنيهم، ويبتعد بهم عن المسائل التي لا طائل منها وعن إضاعة الوقت في متاهات الجدال والمراء، ويضع أقدامهم على الطريق الصحيح لطلب العلم والفقه في الدين والعمل لدين الله تعالى
فالحمد الله الحمد الله
اللهم بارك بالبناء المنهجي وآل البناء المنهحي من القائمين عليه ومن طلابه
وبارك بالشيخ أحمد الذي سخرته وأعنته ونفعت به الناس

وكالعادة، وبسبب الطبيعة السائلة والمشوهة للمعرفة والعلم التي تفرضها مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تحدث في الأمر كثير من الناس، فأجاد من هم أهل للإجادة، وتجرأ كثيرون للأسف وخاضوا في مساحات لا يحسنون الخوض فيها، وانتقل الحال بالبعض إلى افتعال معارك دونكيشوتية* لا معنى لها ولا طائل منها، وخلطوا بين قليل من العلم وكثير من الجهل وقلة الأدب، ولذلك أنصح إخواني وأخواتي من طلاب البناء المنهجي أن يتحروا وينظروا عمن يأخذون العلم، وليتخيروا لأنفسهم الصالحين من طلاب العلم المشهود لهم بالديانة والإتقان والحرص على الناس، وأن يبتعدوا عن من لا يعرف لهم مثل هذا، ثم أنصحهم ثانياً وأحذرهم أن يُذهب الله أعمالهم وأجورهم جراء خوضهم فيما لا يعلمون وفيما يجهلونه، وفيما يردون به المهالك من المزاح والهزل في مواضع الدين والعلم
وليتذكروا دائماً الغايات العظيمة التي من أجلها يطلبون العلم ويتعلمون الدين، وأن يستحضروا الإخلاص دوماً في هذا وتنقية القلب مما قد يشوبه من الغايات الدنيئة والفاسدة، كالرياء والعجب والمراء والجدال والتعالم

بلغكم الله، ووفقكم، وفتح عليكم، وجعلكم من حملة هذا الدين والباذلين من أجله.

سامر إيبش

http://www.tg-me.com/galam5
أخ فاضل معروف من غزة.
السَّلام عَليكم ورحَمة اللَّه وبَركاته
حَياكم اللَّه وبيَّاكم..
يَا أخوةَ الدِّين والعَقيدة نَستنصركم يَا أحبَابنا..
منٰ كانَ بإمكانِه دعٰم النَّازحين وعَوائل الأيتَام والمُحتاجين..
نرٰجو التوَاصل عَلى حِسابي هَذا وفَقكم اللَّه وتَقبل مِنكم وَجزاكم اللَّه عَنا خَير الجَزاء..

@Hukhattab

سَاهموا فِي تَخفيف مَعاناة إخوَانكم..
لَا تنسُونا مِن صَالح دُعائكم
#القنافذ_لا_تعطي_ورودا

أيها المسلم السني: ليس بالضرورة أن تصطف مع إحدى الطائفتين؛ إما مع إيران ومحور الشيعة، أو مع أمريكا ومحور التطبيع، فتطبل لإحداهما، فلا تكن طبالا لأحد، وليس في القنافذ أملس، وإنما عليك بالاصطفاف أولا وأخيرا مع وجودك وثوابتك ومصلحتك .
ومن الغباء أن تبني مواقفك فقط على العنصرية الطائفية، ولهذا ينبغي تجنبها، لكن القنافذ قنافذ، فلا تنتظر منها أن تعطيك ورودا، فوجب الحذر.

د. رشيد بنكيران

http://www.tg-me.com/galam5
Forwarded from أقلام مسددة
هل نحتفي بمشاركة جماعة "حزب الله" -إذا شاركت في الحرب ضد قوات الاحتلال-؟

بعد أسابيع من نزيف دماء إخواننا في غزة، وعدم مشاركة جماعة "حزب الله" إلى هذا الوقت بالقدر الذي يوازي التعريف الذي عرّفوا به أنفسهم بأنهم جنود الأقصى ومحررو فلسطين، أو يوازي قدر المعركة والدماءِ التي نزفت والمجازر التي ارتكبت،
إلا أن هذه المشاركة باتت الآن موضوعة على الطاولة أكثر من أي وقت مضى.
وينبعث سؤال بسبب ذلك حول الموقف من مشاركتهم من جهة الفرح والاحتفاء أو السكوت أو المعارضة؟

ولا شك أن هذا السؤال من أكثر الأسئلة المسببة للاختلاف بين طائفة من المهتمين بقضايا الأمة الإسلامية عامة وبقضية فلسطين وسوريا خاصة،
فبعض إخواننا في فلسطين يقولون: الأعداء يضربوننا، ونعيش إبادة حقيقية على مرأى العالم، والأمة خذلتنا، ولم يقف معنا إلا هذه الجماعات الشيعية، أفتستكثرون علينا الفرح بما يخفف عنا لمجرد كونهم من الشيعة؟
وإخواننا في سوريا يقولون: نحن مع قضيتكم فهي قضية المسلمين جميعاً، ونحن أكثر من يشعر بمأساتكم لأننا نعيش مثلها، ولكن: ألا ترون مقدار الجرائم والمجازر التي ارتكبتها هذه الجماعة في حق أطفالنا ونسائنا والتي لا تقل عن مستوى جرائم قوات الاحتلال بل تزيد؟
ألا تتقون الله في دمائنا وحقوقنا بتجنب الثناء على قتلة أطفالنا ونسائنا كما نتقي الله في دمائكم وحقوقكم؟

وسأُبيّن في هذا التعليق المختصر ما أرجو أنه الحق:

بدايةً، هناك فرق بين الحفاوة المتعلقة بالأثر الإيجابي للمشاركة من جهة تخفيف الضغط عن إخواننا في غزّة وتشتيت قوات الاحتلال،
وبين الحفاوة المتعلقة بتزكية المشاركين وإضفاء ألقاب الثناء عليهم أو على فصيلهم، سواء بتسميتهم بالشهداء أو بغير ذلك من ألقاب الثناء الشرعية،
فالمساحة الأولى هي مساحة اجتهادية، لا حرج على من شارك فيها بالتفاعل الإيجابي؛ خاصة وأنّ مقدار الألم الحاصل من مجازر الاحتلال كبير جدا، فيجب تفهّم شعور الفرح بكل ما يخفف شيئا من هذه الآلام، وليس من يعيش تحت القصف والموت كمن لم يعش.

وأما المساحة الثانية ففيها إشكال على مختلف المستويات، وذلك كما يلي:

١- أن هذه الجماعة ارتكبت مجازر شنيعة ومروعة ضد أهلنا في سوريا؛ ولا يمكن فصل ما يجري في فلسطين عما يجري في سوريا -إذا كنّا نتحدث عن أمة إسلامية ذات جسد واحد-، فهم جُناة سفاكون للدماء موغلون في هذا السبيل إلى نهايته؛ فكيف ننسى ذلك أو نتجاهله؟!

٢- أنّ الفصائل الشيعية المسلّحة لديها إيمان عميق بمركزية الصراع مع السنّة أكثر من إيمانها بمركزية الصراع مع الاحتلال أو القوى الغربية، وهذا الإيمان مبنيّ على مرتكزات عقدية وفكرية وليس مرتبطاً بمجرد الاحداث، ومن لا يعرف أصول القوم ولا تاريخهم فليقرأ حتى لا يقع في الوهم.

٣- أنّ هذه المرحلة الحرجة والحساسىة في تاريخ الأمة تتطلب وضوحاً في الهوية.
والهويةُ مرتبطة بالمرجعية والعقيدة والتاريخ ارتباطاً وثيقاً.
والإشكال بيننا وبين هذه الجماعة وأمثالها إشكالُ عقيدة ومرجعية وتاريخ.
وعلى قدر وضوح هذا المعنى عند هذه الجماعات واستهتارهم بنا وبدمائنا، ومع كونهم يعدون أنفسهم لسدّ أي فراغ قد ينشأ في المنطقة بسبب الحروب كما فعلوا في العراق وغيرها،
إلا أنه لا يزال غير واضح لكثير من المخدوعين من أهل السنة.
٤- أن إضفاء الألقاب الشرعية المتعلقة بالتدافع بين الحق والباطل كلقب (الشهداء في سبيل الله) إنما يكون للذين يقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا، وأما هذا الفصيل فلا يقاتل لذلك.
وهذا ليس خوضاً في النيّات بل لأن التاريخ الحديث شاهد على بواعث حركة هذه الجماعة وولائها وغاياتها، فضلاً عن شواهد التاريخ القديم.

والخلاصة، أنّه لو حصلت مشاركة حقيقية من هذه الجماعة، فإن حفاوة من يحتفي بذلك أمرٌ اجتهادي؛ غير أنه ينبغي ألا ننسى بسببها جرائمهم، ولا حقيقة دوافعهم، ولا طبيعة هويتهم المحارِبة لهويتنا على طول الطريق.

فإن قال قائل: ليس هذا وقت نشر الكلام الذي يفرق الأمة ويمزق صفوفها ويلهينا عن قضية غزة!
فأقول:
• نحن أحوج ما نكون إلى الوحدة واجتماع الكلمة ونبذ أسباب الخلاف، ولذلك فليس هذا وقت استفزاز مشاعر الأمّة بتمجيد من ارتكب المجازر والجرائم في حقها؛ فهذا من أبرز ما يؤدي إلى الفرقة.
• وليس هذا وقت ارتكاب أسباب تأخير النصر باللبس بين الحق والباطل والخلط بين الخبيث بالطيب.
• وأما الفُرقة بيننا وبين هذه الجماعات فلسنا من ابتدأها ولا من أثارها، بل هم الذين ابتدؤوها بتاريخ مليء بلعن صحابة نبينا ﷺ والطعن في عرض زوجته ومفارقة سنته ﷺ، ثم زادوا من هذه الفُرقة في السنوات الأخيرة بحربهم الشرسة على إخواننا في سوريا -التي لم تكن دفاعا عن النفس وإنما كانت حرباً دينية وسياسية اقتحموها بأنفسهم ضد أهل السنة- وارتكبوا فيها أبشع المجازر وأقبحها؛ فعن أي وحدة تتحدث وقد فعلوا كل ذلك ولا يزالون؟

ونسأل الله سبحانه أن ينصر إخواننا في غزة ويفرج همهم ويهلك عدوهم.

أحمد يوسف السيد

http://www.tg-me.com/galam5
Forwarded from د. سامي عامري
الأصل (النسخة الإنجليزية من صحيفة ידיעות אחרונות) والترجمة العربية "بالألوان"..
العربي الجاهلي قال -مغاليًا في رفض الذلة على طريقة الجاهليين.. وجهنم لا تطيب لأحد-:
لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ ***بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ
ماءُ الحَياةِ بِذِلَّةٍ كَجَهَنَّم ***وَجَهَنَّمٌ بِالعِزِّ أَطيَبُ مَنزِلِ
2024/05/14 17:47:31
Back to Top
HTML Embed Code: