Telegram Web Link
إنّ ترك فَحوى النّقد وقرائنه وبيّناته وإثباتاته المستحكمة والوطيدة للنّفور من جشرة الأسلوب أو عتوّ العبارة إنّما هو من الحيل النّفسيّة للإسفاف والهروب.
لا جَرَمَ أنّ إجلاء الحلال للنّاس خير من تركهم يحسبونه إثمًا وجريرةً ويمتَهنونه هوى ونهمة.
وإنّما تشريع ذرائع الحلال عند لدانة الدّيانة بوّابة غُيِّبت عن كثير منّا في هذا العصر، وإنّه من بواعث استِطارة حالة النّفاق العمليّ بين خُلّان الهدي الظّاهر، وللّه من بعد المشتكى.
إنّ رزيئة من يتعجّلون في العلم أنّهم يظنّون أنّ الزّارِع إذا كان حصيفًا أو محنّكًا أو جِهبذًا فطنًا استطاع أن يبذر بَذْرة شجرة التّين فتطلع تينة تؤتي أكلها من غدٍ، ثمّ يجيء من يحسب نفسه يفهمها ليقول: إنّ هذا تعجّل، فينبغي لها في الأقل سنة أو سنتين.
وإنّ ذلك الزّارع الطّاعن في السّن الحاذق صاحب الخبرة الّذي انشرمت يداه وكمئت وتثلَّمت من (بسْتّنة) التّين يضرب بسمةً من هناك ويعدّ السّنوات، ثمّ يتأكّد أنّه لا رادّة ولا جدوى !!!!
لسان شكوى فئام من النّاس وحالهم: إنّما المثلبة فيك والعوار والمطعنة أنْ تعرف ما لا نعرف، فهلّا جهلت مثلما جهلنا وتنيّحت واستنحت ؟
إنّما النّفس في ذودها الميكانيكيّ التّلقائيّ غير اليقظ عن توقيرها الذّاتي بالوعة بل مجرّة أعجوباتٍ لا تخلُص ولا تنضَب !!!
للّه دَرّ تِيكُمُ الاستهلالات والأرومات الّتي فضحت عرَج المتعالم وقذاه.
- إنّ فقهك بالفرقان ليس الفرقان.
- إنّ استيعابك للحديث ليس الحديث.
- إنّ نَعْتَك لما تستنجد به دليلًا لا تدل.
- إنّ أكثر العلم صعودًا وسَمَقًا درايتك للفروق، في حين أنّ المتماثلات فإنّما هو في مُكْنة من هو أقلّ النّاس.
- إنّ عدم قَبولك واعتراضك واستنكارك فحسب لا يطعن ولا يدحض ولا يقدّم ولا يؤخّر، وإنّك إذا ردّدته دون قرينة ولا بيّنةٍ فإنّما هو سقمٌ مستفحلٌ وعدوى مستتبّة.
- إنّ معرفتك للحكمة ليس الحكمة.
- لا يُدرّس متعالمًا إلّا متساهلٌ في حقّ العلم يروي الجرداء والقاحل ويحكي القردة والخنازير الجوهر، وإنّه من عاثَ على البوّابة ردّ إلى ياخور البهائم.
- صِر أدنى النّاس وستُلاقي لك أنصارًا ومُجيرين، وصِر أصلحهم وستُلاقي خصومًا وشانئين وكاشحين ومناوئين، فذركَ الاحتجاج بقَبولهم أو غضبهم واستشاطتهم.
- إنّ تحليق القطيع يطير على الرّجحان في تُجاه الغريزة، وإنّ العلم عن يمينها، فكن على إدراكٍ متى ستظعن عن جماعة الطّغام والعفاشة والدّهماء.
- إنّ من تعجّل الفاكهة وهي ثمرة من قبل وقتها لمج حصرمًا وَشرْيًا وحنظلًا ثمّ مجّه، وإنّنا في عَوَزٍ في هذا العصر إلى ضميمةٍ أو تذنيبٍ يُبيّن حال من تعجّل الفاكهة فراح يقتات أوراق الشّجر ويزْدردها وعَصَّ غصنها أو واح يلحَس جذرها.
- للّه من بعد المشتكى.
لو أنّ ذلك (الطُويلب) الفتى الغرّ وهو يتوغّل في (كرنفال) النّقد دونما مُعَدَّاتٍ ولا تجهيزٍ ويتكلّف كلام الكبير الكهدل الّذي لا يفقه له قعرًا أنّه الصّبيّ الصّغير الّذي وضع في قدميه (سكربينة) والده أو نعله وراح يركض سعيًا (فأناخَ!) بين الرّجال، وجاءت منه استدارة لصنوانه الصّبيان، فتنيّح زهوًا وغرورًا بنظرك الغيلة في مُقَلِهم وغبطة حتّى أعجبته نفسه بحجاه وكياسته وألمعيّته ونهى نفسه لموجز السّبيل واختِزالها الّذي لم يدركه أحدٌ منهم هو ما تضمره أعين الكبار الّذي حسب روحه بينهم وصِنوهم بل المتصدّي لهم والرّادّ عليهم لطمر رأسه في الثّرى خجلًا.
ليته يعرف الاكتراب الّذي يلتفّ على أساتيذه حالما يُشاهدونه (وقد كان في مُكنته أن يحضر منه بعد الاصطبار والتّزوّد والظّفر والذّخيرة شيء) أنّهم قنطوا أن يكون منه حين شرّق للنّقد من قبل الاكتساب وراح ينقد المناهج والوسائل وعلومًا بناصيتها ويُماري في جدوى حِرفٍ بكلّها لم يذق منها ما يُعبّئ فِلْجانًا، لطمر رأسه في الثّرى ندامةً !!!
يتحدّث الطَّبِيْبُون عن خمس حالات فعليّة يمرّ عليها المُصابون بالأمراض العسيرة والمعصوصِبة، مثل السّرطان، بعد إعلامهم بحالتهم:
(إنكار ذلك، أو المقاومة، أو الاستشاطة والسّخط، أو التّشبّث بقشّة، أو الاستسلام)
وإنّما هذه الأطوار الخمس هي نفسها ما يعبر عليه كلّ من شيّد فكرةً وآمن بها إيمانًا مُكتنزًا أكمَه ثمّ أدرك أنّ الحقيقة كانت متباينة أو نقضيها بالكُلّيّة !!!
إنّك تجد الفاعل في الحياة الغابرة (مرفوع) ساطِعًا أو تقديرًا في أيّ حال، لكن لا يرفَع في الحياة الباقية إلّا الفعل الطّاهر، أو يجرّ إلى النّار سحبًا فيُنصَب.
يقول: "بعد منتصف الليل تبدأ أول معارك القلب اما بالحنين أو المواجع وكلاهما قاتل ."
****
أردّ: جَيْرِ، إنّ هذا قويمٌ لا اعوجاج فيه ولا تخفّج، وإنّنا نحن مخلوقاتٌ خوّارة في الطّيسل أكثر من النّهار، وإنّ ذلك يعرفه طالبو العلوم والممرّضات والمعتقلين والعشّاق.
وإنّهم كلّهم أجمع يتناغمون مع أنّ اللّيل إنّما هو مكان لا زمان.
وأقول إنّ الطّيسل حِرزٌ مكتظٌّ بالأسئلة.
هي القضيّة، فقعِّدها !!!
🙏1
Forwarded from جَمْهَرَة المَوْعِظَة. (فوز الزعبي)
والّذي نفسي بيده إنّني لا أرفع في وسطي غيلةً وضغينةً على مؤمن، لكنّني حالما أصغي السّمع إلى نفرٍ من النّاس، أو أطالع جزءًا ممّا يُسطّرونه، أتحسّس في نفسي حجم تهتارِهم وبلادتهم ونزقهم !!!!
يا عمّي إذا ما بدّك تقدّر أنّ الوهّاب لم يفطِرك كما الدّواب والبهائم والأنعام، فصار لزامًا عليكَ أن تُقدّر عقول النّاس، فليس جميع النّاس يأخذون الأفيون، ويزدَردون العاقُول، ويُترِعون بطونهم بالأعلاف !!!!
مالك القناة الأخ نور الدين \ 2019
إنّما الغفلة من حيث هي فإنّها مذْؤُومة ومنبوذة بالكُلّيّة، ومع ذلك إنّ التّغافل في بعض القصد مأثور.
وإنّما الحلم مع المَكِنَةِ مدحة، في حين أنّه إذا نافثَته الذلّة وخادَنته أمست خنوعًا وهوانًا لا يمتدح.
وإنّ الشّجاعة إن كانت من غير الإزماع تحوّلت نزقًا وعُتهًا وبلَهًا.
سأل، وسأصوغ ما سأل: متى تكون المبالغة عاديّة ومتى تكون غير جائزة.
إذا قلت إنّه آل سعود خسيسين وصهاينة هل هذي مبالغة مقبولة أم غير مرخّصة، علمًا إنّه أكيد موجود منهم مُش على ذلك ؟


الجواب: ما دام واضحًا للنّحارير والأريبين والعصاميين والّذين ازدانوا بالرّشد والنُّهى (وذرْكَ من المعتوهين والنّوكى والدّراويش والمُضرّجين بالتّهتار والبلادة ومن لا يعقِل ولا يفقه) أنّه ليس المُراد الشّمول، فلا ضير فيه ولا لَبس ولا أبّهة.
بيدَ أنّ العرب سليقةً، وإنّه لتأزيرٌ وترسيخ، تتحدّث على ذلك، ولا أستثني هذه الاستناءات الخرقاء والجوفاء الّتي يستخدمها الإنس في هذا العصر اللّبك لخلل عقولهم.
وإنّ ذلك جرى في التّعبير القرآنيّ، وهو أكثر التّعبير علوًّا واستقامة، لمّا قال: تُدمّر كلّ شيء بإذن ربّها.
وإنّ من المعلوم أنّها لم تدمّر السّماء والأرض، بل إنّها لم تدمّر مستقرّاتهم ومقاطنهم، وهذا ما أكّدته الآية الّتي بعدها: فأصبحوا لا يرى إلّا مساكنهم.
وإنّ الشّيء في اللّغة كلّ شيءٍ خطرَ في بالك، وإنّ اللّه شيء.
وذلك أنّ التّعبير القرآنيّ يُحدّث اللّوذعيين والحصيفين واللّبيبين والمتوقّدين رشادًا يفهمون منه أنّ الشّمول ليس المقصود أرومةً، ولا يمجّ هذا إلّا أعجميٌّ أو مقصور عقلٍ سقيم أو من اكترص ذلك.
😍1
كلامٌ مهم لكلّ المسلمين، وإنّني أطلب منكَ يا أخَيّ الحبيب، أن تحرص على سماع هذا التّسجيل أيّما حرص.
اسمعه؛ فإنّه يزيدك حصانة دينيّة.
🙏1
إنّ بؤس العَزْب يعود في الرّاجح إلى أنّه لا يلقى من يُقرّعه ويوجّه له تثريبًا وتعذيلًا وتوبيخًا إلّا نفسه.
إنّما الزّيجة تُناولك مطيّة لا نظير لها ألبّتة حتّى تضع عليها أشكال إخفاقك كلّها.
ليس مستطاعًا أن تلقى شيئًا غلطًا كلّه، بل إنّك لا تكاد تلقى في الحياة الغابرة الباطل الصّرف ألبتّة، ولا تجده إلّا مضغوثًا وملتوتًا ببعض الحقّ نزُرَ أو ازداد وموشوجًا به، لكن ما كان خطؤه وغيّه وترّهته أكثر من صحّته وسلامته وحقّه أردِف -ولا مناص- بالباطل، ولا يردع ذلك من أنّ يُفلِّتَ الحقّ من الباطل عند النّقد الدّقيق العلميّ.
يسأل، وسأصوغ سؤاله: لقد أردتُ قراءة الكشّاف للزمخشريّ فقال لي أحدهم إنّ هذا الرّجل معتزليٌّ كافر وعنده طامّات كبيرة، وهو لا يمتلك علمًا شرعيًّا، وأنّ الكشّاف ضالٌّ ومضلّ، ونصح لي ألّا أقرأه، فما قولك في ذلك ؟

الجواب: إنّ من قال لكَ ذلك إنّما هو من المعتزين إلى الفرقة السّلفيّة المُعاصرة الّتي تسلخ سمة العلم من كلّ مخالفٍ في جذر عقديّ، فإنّ جار اللّه الزّمشخري (وإن كان عنده ابتداع قبيح نمجّه) عنده علمٌ مدرارٌ وحقٌّ ربيل، وهو لُغويٌّ حاذقٌ وجِهبِذ من فحول اللّغة، ومثل أنّ الكشّاف إنّما يستقلّ باطلًا فهو يستقلّ، أيضًا، حقًّا ونفعًا وعائدة، لكنّ الباطل والغيّ هذا لا يستطيع رؤيته أيّ أحد، بل من يفقه الباطل فيبصره بين ثنايا كلامه، وإنّك إذا كنت ممّن لا يستطيعون الاستخراج فلا أنصح لك بقراءته ألبتّة، بل ربّما يكون عليك وزرًا وجريرةً وجُناحًا.
وإنّ جار اللّه أبا القاسم الزّمشخريّ رجلٌ عالمٌ مسلمٌ مبتدع عنده من الغلواء ما عنده، ولكنّه ليس كافرًا، وما أفظع جرأتهم في التّكفير، هذا واللّه أعلم، ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه.
1
2025/10/01 17:52:10
Back to Top
HTML Embed Code: