Telegram Web Link
ينبغي لك أن تكتسب الجراءَة المُكتَنزة والتّوغّن للتّدبّر في كلّ شيء، وتنزيل كلّ فكرة (مهما كانت عندك من المسلّمات) على منضدة التّنقيب والتّحليل والتّأمّل والمعاينة والتّحصيص، فإنّك إذا بلغت فيها اليقين فهي، إذن، مستوصبة لن تقدر المِرية والدّهمة ولا الشّكوك أن تنازل يقينك، فضلًا عن أن تطبحه، وإنّها إذا كانت غير ذلك فإنّك استحوذت من الجراءة على ما يحرّشك أن تنبش عن الحقّ من غير الاكتِنات ولا القنوع بنصفِ تفكيكٍ أو إجابة (وميراجٍ) الرّاسخ المطلق.
الأخ نور الدين \ 2022
لقد كان مفتي السّعوديّة في معترك السّعوديّة مع اليمن ينشد بالمقاطعة والدّعاء، ولقد شارك في هذا المعترك بكلماته أيّما مشاركة، لكنّه في حرب غزّة ظلّ صامتًا لم يتحدّث بكلمة واحدة ألبتّة، بل كان ينادي بطاعة ابن سلمان، وهو من المداخلة.
أليست دماء المسلمين في سائر أصقاع البسيطة تتكافأ دونما محاباة أو تزلّف ؟
إنّني أطلب ممّن يرى أحدًا لا يريد التّرحّم عليه دون تكفيره ألّا يكتسحه، فإنّه حقّه، ولا يحرم الإنسان منه، وإنّ اللّه أمرنا أن نحكم على الظّاهر، في حين أنّ الباطن له هو سبحانه، واللّه المستعان.
(ألم ترَ إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجِبت والطّاغوت ويقولون للّذين كفروا هؤلاء أهدى من الّذين آمنوا سبيلًا)

قال ابن القيّم إنّ من حكم بغير ما أنزل اللّه هو من الطّاغوت.
إنّ من سيماءات شدّة الإيمان في القلب عدم مَكِنة القلب على حبّ النّصرانيّ وإنْ كان غير معادٍ للإسلام، فإنّه كذّب بما أنزل على محمّد، وثمّ بُون فسيحٌ بين الحبّ والإحسان، وثمّ فرق واسعٌ بين عدم الحبّ والإنصاف، ومتى فقد الإنسان البعد بينهما لن يفهم المقصد، فكيف بالّذي يجعل النّصرانيّ نتاج خلقه الحسن أفضل من مسلمٍ بكلّه لا بجزءٍ منه ؟
فجعل الإنسانيّة هي الفيصل، وأمّا الكفر فهو لا يستحقّ حتّى مخالفة مروريّة، وللّه من بعد المشتكى.
يأتي الرّد بعد دقائق إن شاء اللّه.
جَمْهَرَة المَوْعِظَة.
يأتي الرّد بعد دقائق إن شاء اللّه.
نتضرّع إلى اللّه أن يهدي الشّيخ عثمان الخميس ممّا هو فيه من باطل، وأن يعدل عنه جهرًا، فإنّ اللّه من بعد ذلك رؤوف رحيم.
***
لا تشمتوه، بل ادعو له بالهداية يكن أصلح عملًا وخير مستقرًّا، واللّه المستعان.
الدّعاء الدّعاء يا أصدقاء لأولئك الألى أينما رأوا جماعة جذلانة ومبتهجة أو منزّلةً للدّعابات والفكاهات ومحبورة كان أقصى همّهم وعقبى لذّتهم التّكدير عليهم والتّنكيد والتّشويش واختلاق الموعظة والأبّهة والاتّزان.
الأخ نور الدين 2020
لقد اعترفت بريطانيا بدولة فلسطين، لكنّها ما انفكّت تموّل السّلاح لبقرتها الحلوب، وهي كانت سببًا رئيسًا في سفك هذه الدّماء المسلمة كلّها، فكيف ينسى كثيرٌ من الفلسطينيين والعرب ولا سيّما المعتزين إلى فتح ذلك ويمتَدحونها ؟
لقد خُلّدت خطوات زوجة إبراهيم أمّنا هاجر بين جبلين وهي تنبش عن قليل من الماء تروي به ظمأ ابنها إسماعيل وأواره، فآضت شعيرة السّعي في الحجّ حتّى يوم التّناد باقية، فهل يجعل المولى سبحانه أقدام المشرّدين على وجوههم في غزّة هاشم تحت نِير الاحتلال الزّنيم والمسغبة والمخمصة منذ عامين عجافين دون أن يجعل آيةً كونيّة ترسّخ هذه الآثار ملحمتها وشكيمتها ؟
ولا يُرضي النّاس كلّهم إلّا مُخاتلٌ مجبولٌ على المخاتلة والمراءاة والنّفاق ذو ثلاثة وسبعين وجهًا، ولا يُستَغوى كلّ النّاس في كلّ حين ألبتّة.
من ذا المنبوذ الّذي أعطَب على هذا الجيل مفهوماتٍ كثيرات حتّى آضَ مستشريًا ومستطيرًا أنّه إذا وجد التّفضيل يعني التّحقير والتّخبيس أو الاضطهاد ؟
هِنَّاكَ أشياء عديدات ناوأتني أيّما مناوأةٍ وكلّما عزمتُ أن أستهدِفها شاهدتُ أمرًا متاخمًا يُخلِّي كلامي فيها يتبدّى أنّه ردٌّ على فلانٍ من النّاس وعلّان، وإنّما هذه أشياء لا أحبُّها أُرومةً، ولا أحسبها تستحقّ أن أُدخل الضّير إلى أحدٍ من إخواني مع أنّني أحسب أنّها مهمّة لشدّة تفاقمها وتضاعف مآلاتها أو تقعيدها الخطأ وليس في ذاتها ونفسها ألبتّة…
راحَ أبو يحيى البصريّ في جماعةٍ من المسلمين خطيبًا فنزّل عليهم العظة العصاميّة والعبرة السّنيّة، فاستعبرت الجماعة كلّها وولولت وناحت، فلّما فرغ من صلاته نظر إلى قرآنه فلم يلقه، فقال: أراكم كلّكم تستدمعون وتندبون، فمن ذا الّذي نهبَ الفرقان ؟

وإنّ النّاس كلّهم اليوم يتبرّم من هذا المشهد العلميّ والأخلاقيّ السّلوكيّ والتّربويّ البئيس الّذي نحن فيه، فمن ذا الّذي عمّره ويُعمّره ؟
إنّ المتزمّتين والمتعصّبين والمغالين والمتشطّطين والمتعنّتين والعاطفيين والمتطرّفين والمُتصلّبين الّذين لا يدركون القسط من أنفسهم، هم الآخرون أبدًا !!
إنّني أحاول أن أتحايل على هذا المَرض، فيضحك منّي ويستهزِئ بي، ويعطيني سبعةً من أعراضه ويقهقه من شدقيه…
يا إلهي، أمَا من مناصٍ منه ؟
😢1
إنّما علمكَ يتزايد ويُنيف فيُنيف معه إنصافك وقسطك تماشيًا، وإنّه ينقص فيتصاعد معه جَوَرك وضيمك وتزمُّتُك وتعنّتك وتسلّطك وظلمك مؤكّدًا.
ولا تأتِ إليّ متحذلقًا مقرِّعًا ورافضًا واضعًا مطيّة أنّ فلانًا فقيهٌ طالحٌ ومتزمّت من قبل أن ترى أنّى كانت حاله وهو جاهل، فإنّك إذا لقيت علمه لم يبدّل فيه زَبَلَةً، فإنّ قصدك أصاب، وأمّا ما دون ذلك فإنّ رفضك باطلٌ لا أرومة له ولا قرينة.
ومثلك كمثل من يجحد بأنّ عقّارًا معيّنًا ينزّل الحرارة نتاج أنّ أحدًا تعاطاه ولمّا قسنا حرارته وجدنا أنّها تسعة وثلاثون، في حين أنّ الحقيقة أنّه من قبل هذا العقّار كانت حرارته أعلى بدرجتين.
هل وصلت ؟ وللّه من بعد المشتكى.
لقد نعتني أحد الحدّاديّة (تكرّمًا!) قبالة جمهوره بأنّني (مفلسٌ!) من اللُّغة أيّما إفلاس ومُعدم، وقال إنّ هذا الأرعن لا يعرف الكتابة الصّحيحة، "فضلًا عن" أن يعرف النّحو أو (منه!) خصاصة، فكيف له، إذن، أن (يُفسِّر) القرآن ؟
طيّب، بربّكم، إنّ هذا الّذي منعته (دِمْنته!) وغيلته ووحَرُه أن ينصفني ولو (مقلًّا!) أو على مضضٍ بأيّ أداةٍ أو عتادٍ سأحاجّه ؟ بل هل يُحاجّ ابتداءً "فضلًا عن" (يعرف!) المحاجّة ؟
لماذا يصرّ بعضهم -هداهم اللّه وغفر لهم- على (تعريةِ!) عقولهم وتجرِيدها من لَبُوس التّؤدة والقسط والكِياسة، ويصرّون على أن ينزّلوا أنفسهم في ميدانٍ (يسخر!) منهم ويقهقه ملء شدقيه من تَهتارهم وإلْهادهم وافتئاتهم واهتماطهم ؟
(ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ على ألّا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى...)

****
فردّ عليه أحد الحدّاديّة ممّن يستقلُّ عقلًا وحلمًا بتسع كلمات بليغاتٍ وذلقات فحسب، وقال: إني أحبك في الله لكن امحُ المنشور ولا تفضحنا !!!
ربّ يسّر وأعن.
يُعيّرون (أهلَ الحديث) بأنّهم مجسّمة أو حشويّة، وأنّهم قيليلو أدبٍ حينما يصفون اللّه، ويقّرعونهم ويبكّتونهم تبكيتًا مغلّظًا ساخرًا، في حين أنّهم يثنون على ابن تيميّة ويحبّونه ويستشهدون بأقواله، ويقولون إنّه شيخ الإسلام.
هو ابن تيميّة مُش من أهل الحديث ولا إيه يَعَم ؟ فأين نصيبه من التّعذيل والجلد ؟
ربِّ يسّر وأعن.
***
ملحوظة: إنّ تجسيم اللّه ردّة، وإنّ الزّعم أنّ أهل الحديث مجسّمة زعمٌ باطل، بل يثبتون للّه ما أثبته لنفسه، فإن كنت تفتري عليهم وتريد أن تقوّلهم أنّهم جعلوا اللّه، والعياذ باللّه، كما البشر، فهذا أمرك أنت وليس أمرهم.
1
إنِّني -وعلى طريقة قل لي من تتابع بشغفٍ أقل لكَ من أنتَ- أظنّني (وإنّني لستُ مشعوذًا ولا متكهّنًا ولا عرّافًا ولا منجّمًا) أستطيع تعريف ثقافة فُلان، وحجم وعيه وحصافته وعلمه اللُّغويّ وكينونة فكره من معرفة هُوْيَّة كاتبه المُفضَّل.
#اجتبي، يا صديقي، هُويَّة كاتبك المُفضَّل بعنايةٍ مركَّزة؛ فإنّه دليل النّاس إليك.
الأخ نور الدين 2020
ما رأيك بصاحب الأغاني وابن أبي الحديد ؟

إنّ صاحب الأغاني، أبا الفرج، يقصد الافتئات والتّزوير والبهيتة ليُحقّر كبار عترة السّنة ويزدري منهم، ويحرّف تاريخهم ويُؤالس به، وهو مكتظٌّ بالخزعبِلات والهرطقات والضّلالات، وهو من فرق أهل الشّيعة، وأظنّه من العلاهيّة، ولا أنصحُ لمن ليس عندهم باع من العلم أن يقرؤوا له بتّةً، فسيُدخل عليهم المِريات والفالعات، ولن يستقيم حال عقلهم.
وأما الآخر فإنّه يبخّس من بعض الصّحابة ويلمز بهم ويعرّض، وزعم بعضهم أنّه من الرّافضة، ولكنّه معتزليٌّ شافعيّ، وهو يمتلك قريحة عظيمة، وهو عالمٌ مُتقِن، وفيه بلاغةٌ مسموكة ورزينة يعرف كيف يحبِك، وإنّني امتدحت، من قبلُ، بلاغة المعتزلة وفصاحتهم ومُكنتهم على المُحاجّة والمناظرة، ولكنّهم ليسوا على عقيدة سليمة، بل إنّ فيها غيًّا وفيها من التخفّج والجنوح ما تقشعر منه قلوب المتّقين، ولربّما أنّ بعضهم حكمه أنّه مرتدّ عن ملّة محمّد العاقب صلوات ربّي عليه كما حكم بعض من المداخلة، ولا أنصح لغير العارف بالعقيدة المُعتزليّة القراءة له ألبتّة، واستنكف عن ذلك وتورّع يكن خيرًا لك وأهدى سبيلًا.
2
2025/10/01 13:01:19
Back to Top
HTML Embed Code: