من لعنَ الأشعريَّة عُزِّر به أفتى أبو إسحاق الشيرازي ، والدامغاني الحنفي ، وهذا الذي استحسنه ابنُ تيمية من الفقيه أبي محمد :
قال ابن تيمية : ثمَّ ولَّى النظَّام وسعوا في رفع اللعنة ، واستفتوا من استفتوه من فقهاء العراق ، كالدامغاني الحنفي ، وأبي إسحاق الشيرازي ، وفتواهما حجة على من بخرسان من الحنفية والشافعية . وقد قيل : إنَّ أبا إسحاق استعفى فألزموه ، وأفتوا بأنه لا يجوز لعنتهم ، ويعزَّر من يلعنهم ، وعلَّل الدامغاني : بأنهم طائفة من المسلمين . وعلَّل أبو إسحاق - مع ذلك - : بأن لهم ذبا ورَدا على أهلِ البدع المخالفين للسنة ، فلم يمكن للمفتي أن يعلل رفع الذم إلا بموافقة والحديث .

واستحسن ابن تيمية فتوى أبي محمد ، فقال : فيها أشياء حسنة ، منها :

وأما لعن العلماء لأئمة الأشعرية فمن لعنهم عزر . وعادت اللعنة عليه فمن لعن من ليس أهلا للعنة وقعت اللعنة عليه .

[ مجموع الفتاوى ٤ / ١٦ - ١٧ ]

https://www.tg-me.com/hanbley
في ليالي رمضان الأخيرة ، سأل أحدُ الأخوة عن « عبد الرحمن دمشقية » .

فقلت له أبتغي بذلك وجه الله :

لا تسمع له ، واضرب عن فيديوهاته صفحا ، ولا يغرنَّك حديثه عن السَّلف ، ولا التمسُّك بهم ، فإن ثني الرُّكب للعلم لا تكن عند أمثاله ، فإني رأيت عنده شطحات علميَّة ، وأقوالا شاذَّة ، وألفاظا محدثة في كُرَّاسِه الجديد ، ومثلُك - مبتدئ - لا يحسن له السماع منه .

والله ولي التوفيق
قال سويد بن عبد العزيز : كان أبو الدرداء إذا صلى الغداة في جامع دمشق اجتمع الناس للقراءة عليه فكان يجعلهم عشرة عشرة وعلى كل عشرة عريفا، ويقف هو في المحراب يرمقهم ببصره ، فإذا غلط أحدهم رجع إلى عريفه فإذا غلط عريفهم رجع إلى أبي الدرداء يسأله عن ذلك.


[ معرفة القراء للذهبي صـ ٢٠ ]
ما رأيت أحدا خاض بأعراض العلماء تكفيرا وتضليلا إلا أسقطه الله من قلوب الناس ، وعاد حقيرا يتخبط بهواه الذي يظنه دين ، لعمري ما يفرح إبليس كما يفرح بتصوير الهوى دينا وسنة ، ومن نظر في التاريخ ، والمساجلات التي فيها الطعن واللمز والتكفير والتضليل في حق العلماء الربانين الذين اتخذتهم الأمة أئمة متبعة ، يجد خصومهم في الدرك الأسفل من التاريخ ، وليس لهم قولا يتبع ، ولا رأيا يشار إليه ، ولا نصيب لهم إلا الهمل لأقوالهم ، وأرائهم ، وكتبهم إن كان ذلك .

أخي الحبيب لا يغرَّنك طول لحية المتحدث ، ولا حَبك حديثه ، ولا دعواه التمثل بالسنة ، ولا كثرة المتابعين له على التلغرام واليوتيوب ، ما دام يطعن بالعلماء الذين أجمعت الأمة على إمامتهم ، فهؤلاء خنفشاريون ، قد أشغلوا أنفسهم بأولياء الله تعالى ، زعما منهم أنهم على علم .

https://www.tg-me.com/hanbley
قال الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب : « ولله در النووي في جمعه كتاب الأذكار ، فعلى الحريص على ذلك به ، ففيه الكفاية للموفق » .


[ الدرر السنية ٤ / ٣١٩ ]

https://www.tg-me.com/hanbley
#النووي

النَّاظر في كتاب " درر السنيَّة " لمشايخ نجد يجدها تمتلئ بأقوال النووي ، استئناسا ، واحتجاجا ، وإرشادا ، ونعته بالإمامة ، فإنهم مطبقون على إمامته وفضله ؛ يقولون في (١٥ / ٣٠١ ) : « كما ذكر الإمام أبو زكريا النووي وغيره ».


وإذا ذكروا قوله قالوا : « قال النووي رحمه الله تعالى »

وقالوا في ( الدرر السنية ٣ / ٣٣٢ ) : « فعليك يا أخي بتدبر كتاب الله ، وبإدمان النظر في الصحيحين ، وسنن النسائي ، ورياض النووي ، وأذكاره ، تفلح وتنجح» .



وقالوا في موطن ( ١ / ٢٢٨ ) : « ثم إنا نستعين على فهم كتاب الله ، بالتفاسير المتداولة المعتبرة ، ومن أجلها لدينا : تفسير ابن جرير ، ومختصره لابن كثير الشافعي ، وكذا البغوي ، والبيضاوي ، والخازن ، والحداد ، والجلالين ، وغيرهم ، وعلى فهم الحديث ، بشروح الأئمة المبرزين : كالعسقلاني ، والقسطلاني ، على البخاري ،  والنووي على مسلم ، والمناوي على الجامع الصغير »



ولو ذكرنا استئناسهم من الكتب الأخرى بتعريفات النووي وأقواله لطال المقال ، ولكن هذا يكفي في بيان إمامة الإمام النووي عند ممن جاء بعده من أهل العلم ؛ ولا يضر جهلها من السِّفلة السافلين .


https://www.tg-me.com/hanbley
ما وهبَ اللهُ عبداً القرآن ، وصدقَ العبدُ بأخذِه ، إلا وهبَه اللهُ معه التَّواضعَ للمؤمنين ، قال تعالى : وَلَقَدۡ ءَاتَیۡنَـٰكَ سَبۡعࣰا مِّنَ ٱلۡمَثَانِی وَٱلۡقُرۡءَانَ ٱلۡعَظِیمَ ۝٨٧ لَا تَمُدَّنَّ عَیۡنَیۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦۤ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا مِّنۡهُمۡ وَلَا تَحۡزَنۡ عَلَیۡهِمۡ وَٱخۡفِضۡ جَنَاحَكَ لِلۡمُؤۡمِنِینَ .


والجناحُ هو الجانبُ .
قال ابن تيمية :

حتى تجد خلقا من مقلدة الجهمية يوافقهم بلسانه وأما قلبه فعلى الفطرة والسنة وأكثرهم لا يفهمون ما النفي الذي يقولونه بألسنتهم ؟ بل يجعلونه تنزيها مطلقا مجملا . ومنهم من لا يفهم قول الجهمية . بل يفهم من النفي معنى صحيحا ويعتقد أن المثبت يثبت نقيض ذلك ويسمع من بعض الناس ذكر ذلك . مثل أن يفهم من قولهم : ليس في جهة ولا له مكان ولا هو في السماء : أنه ليس في جوف السموات وهذا معنى صحيح ؛ وإيمانه بذلك حق ولكن يظن أن الذين قالوا هذا النفي اقتصروا على ذلك وليس كذلك .


[ مجموع الفتاوى ٤ / ٥٨ ]
قابلت عددا من أهل الدين ممن وقع في محنة؛ فكلهم يقول: "لولا القرآن والأذكار لذهبت عقولنا".

#منقول
المُجاملاتُ الكاذبةُ سببٌ بتفكُّك العلائق ، إذ أنَّها بطبعِها لا تطول ، وإن طالت فعند إنتهائها تتبدلُ طعناتٍ كثيرةٍ شديدةٍ على المُختلفين ، قيل : دعوا المجاملاتِ على طرفِ الحياةِ ليعرفَ المذنبُ أنَّه مذنبُ ، ويعرفَ الحقيرُ أنِّه حقيرُ .


المجاملاتُ لها سوءُ منقلب ، وتورثُ سوء طويَّة حتى يُجبلَ عليها جِبلًّا آخرين ، ويتوارثُه جيلٌ يرثون معه الكذبَ ، والجُبنَ ، والخَور ، ليت شعري متى يعرفُ الفاسدُ أنَّه فاسدٌ في ظلِّ وابلٍ من المجاملاتِ المختلقة ، أيعيشُ المجاملُ عُمرَه كلَّه هكذا ، يناقضُ باطنُه ظاهرَه ، وظاهرُه باطنَه ، يعيشُ إمَّعةً لا رأيَ له ، ولا نظرةَ له ، يقولُ الكذبَ وهو من العالِمين !
قال تعالى : {وَیَرَى ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ إِلَیۡكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلۡحَقَّ وَیَهۡدِیۤ إِلَىٰ صِرَ ٰ⁠طِ ٱلۡعَزِیزِ ٱلۡحَمِیدِ } .

قال ابن القيم : وكلُّ مؤمن يرى هذا ، ولكنَّ رؤية أهل العلم لونٌ ، ورؤية غيرهم له لونٌ .

[ مدارج السالكين ٢ / ٧٢ ]
إنَّ للقرآنِ سطوةً على القلوبِ لا مِثل لها ، ينزلُ عليها كوابلِ غيثٍ ليتنفضَ القلبُ ويهتزَّ ويربوَ ، وإلا فطَل .
روى أبو نعيم في حلية الأولياء بسنده عن التابعي الجليل معاوية بن قرة رحمه الله أنه كان يقول:
"اللهم إن الصالحين أنت أصلحتهم، ورزقتهم أن يعملوا بطاعتك فرضيت عنهم، اللهم كما أصلحتهم فأصلحنا، وكما رزقتهم أن عملوا بطاعتك فرضيت عنهم فارزقنا أن نعمل بطاعتك وارض عنا".


[
حلية الأولياء ٢٩٩/٢]
ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﻳﺸﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﺑﻴﺪﻩ ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﺑﻬﺎ ﺑﺎﻟﻴﻤﻨﻰ = ﻣﺜﺎﻝ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻪ( الشيخ رفاعي سرور) ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺼﺤﻮﻥ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺑﻤﻌﺮﻭﻑ ﻳُﺰﻳّّﻦ ﻃﻐﻴﺎﻧﻬﻢ.

عمر رفاعي سرور
{ ۞ ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۚ مَثَلُ نُورِهِۦ كَمِشۡكَوٰةࣲ فِیهَا مِصۡبَاحٌۖ ٱلۡمِصۡبَاحُ فِی زُجَاجَةٍۖ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوۡكَبࣱ دُرِّیࣱّ یُوقَدُ مِن شَجَرَةࣲ مُّبَـٰرَكَةࣲ زَیۡتُونَةࣲ لَّا شَرۡقِیَّةࣲ وَلَا غَرۡبِیَّةࣲ یَكَادُ زَیۡتُهَا یُضِیۤءُ وَلَوۡ لَمۡ تَمۡسَسۡهُ نَارࣱۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورࣲۚ یَهۡدِی ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن یَشَاۤءُۚ وَیَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَـٰلَ لِلنَّاسِۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ }


[سُورَةُ النُّورِ: ٣٥]
من جميلِ ما قالَه ابن القيم عن تدبر القرآن ومنافعِه ، ما سطَّره في « مدارج السالكين » ؛ وكأنَّ كلامَه يصبُّ من السماءِ على قلبِه ، ليصلَ الورَقَ ، وتبصرُه عيوننا ، ويعقلُه من له حظٌّ وفيرٌ ، فقال - رحمه الله - :   فليس شيء أنفع للعبد من معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته من تدبُّر القرآن وإطالة التأمُّل له ، وجمع الفكر على معاني آياته ، فإنَّها تطلع العبد على معالم الخير والشرِّ بحذافيرهما ، وعلى طرقاتهما وأسبابهما وغاياتهما وثمراتهما ومآل أهلهما ، وتَتُلُّ في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النَّافعة ، وتثبِّت قواعد الإيمان في قلبه ، وتشيِّد بُنيانه وتوطِّد أركانه ، وتريه صورة الدُّنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه ، وتُحضره بين الأمم وتريه أيَّام الله فيهم ، وتبصِّره مواقع العبر ، وتشهده عدل الله وفضله ، وتعرِّفه ذاته وأسماءه وصفاتِه وأفعالَه ، وما يحبُّه وما يبغضه ، وصراطه الموصل إليه ، وما لسالكيه بعد الوصول إليه والقدوم عليه ، وقواطعَ الطريق وآفاتِها ، وتعرِّفه النفسَ وصفاتها ، ومفسدات الأعمال ومصحِّحاتها ، وتعرِّفه طريق أهل الجنة وأهل النار وأعمالَهم وأحوالَهم وسيماهم ، ومراتبَ أهل السعادة وأهل الشقاوة ، وأقسام الخلق واجتماعهم فيما يجتمعون فيه وافتراقهم فيما يفترقون فيه .

وبالجملة تعرِّفه الربَّ المدعوَّ إليه ، وطريق الوصول إليه ، وما له من الكرامة إذا قدم عليه .

وتعرِّفه في مقابل ذلك ثلاثة أخرى : ما يدعو إليه الشيطان ، والطريق الموصلة إليه ، وما للمستجيب لدعوته من الإهانة والعذاب بعد الوصول إليه .
وقال : فلا تزال معانيه تُنهض العبد إلى ربه بالوعد الجميل ، وتحذره وتخوِّفه بوعيده من العذاب الوبيل ، وتحثُّه على التضمُّر والتخفُّف للقاء اليوم الثقيل ، وتهديه في ظلم الآراء والمذاهب إلى سواء السبيل ، وتصدُّه عن اقتحام طرق البدع والأضاليل ، وتبعثه على الازدياد من النِّعم بشكر ربه الجليل ، وتبصره بحدود الحلال والحرام وتقِفُه عليها لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل ، وتثبت قلبه عن الزيغ والميل عن الحق والتحويل ، وتسهل عليه الأمور والصِّعاب والعقبات الشاقة غاية التسهيل ، وتناديه كلَّما فترت عزماته وونى في سيره : تقدَّم الركب وفاتك ، فاللحاق اللحاق ، والرحيل الرحيل ! وتحدو به وتسير أمامه سير الدليل ، وكلما خرج عليه كمين من كمائن العدو أو قاطع من قطاع الطريق نادته : الحذر الحذر ! فاعتصم بالله واستعن به وقل : حسبي الله ونعم الوكيل .
أهلُ الدُّنيا معرَّضون للفتنِ أكثرَ من أهل العلمِ الرَّاسخين لما وهبَهم الله من بصيرةٍ وحكمة ، لأنَّ العلمَ يبصِّر السالكَ طريقَه ، ويرشدُه إلى سفينةِ النَّجاة ، قال تعالى : { فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ فِی زِینَتِهِۦۖ قَالَ ٱلَّذِینَ یُرِیدُونَ ٱلۡحَیَوٰةَ ٱلدُّنۡیَا یَـٰلَیۡتَ لَنَا مِثۡلَ مَاۤ أُوتِیَ قَـٰرُونُ إِنَّهُۥ لَذُو حَظٍّ عَظِیمࣲ (٧٩) وَقَالَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ وَیۡلَكُمۡ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَیۡرࣱ لِّمَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰاۚ وَلَا یُلَقَّىٰهَاۤ إِلَّا ٱلصَّـٰبِرُونَ (٨٠) }
إنَّ الله يعطي غيركَ ما لو كان عندكَ لأهلكَك أو فتنكَ ، قال تعالى : وَأَصۡبَحَ ٱلَّذِینَ تَمَنَّوۡا۟ مَكَانَهُۥ بِٱلۡأَمۡسِ یَقُولُونَ وَیۡكَأَنَّ ٱللَّهَ یَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن یَشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَیَقۡدِرُۖ لَوۡلَاۤ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَیۡنَا لَخَسَفَ بِنَاۖ وَیۡكَأَنَّهُۥ لَا یُفۡلِحُ ٱلۡكَـٰفِرُونَ .
2024/04/29 11:10:05
Back to Top
HTML Embed Code: