✍قال الحافظ المؤرخ العلامة الذهبي رحمه الله كما في ترجمته للصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه:
سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبيد الله ، عن السائب بن يزيد : سمع عمر يقول لأبي هريرة : لتتركن الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- [ ص: 601 ] أو لألحقنك بأرض دوس ! وقال لكعب : لتتركن الحديث ، أو لألحقنك بأرض القردة .
يحيى بن أيوب ، عن ابن عجلان : أن أبا هريرة كان يقول : إني لأحدث أحاديث ، لو تكلمت بها في زمن عمر ، لشج رأسي .
قلت : هكذا هو كان عمر - رضي الله عنه- يقول : أقلوا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وزجر غير واحد من الصحابة عن بث الحديث ; وهذا مذهب لعمر ولغيره .
فبالله عليك ، إذا كان الإكثار من الحديث في دولة عمر ، كانوا يمنعون منه ، مع صدقهم وعدالتهم وعدم الأسانيد ، بل هو غض لم يشب، فما ظنك بالإكثار من رواية الغرائب والمناكير في زماننا مع طول الأسانيد، وكثرة الوهم والغلط، فبالحري أن نزجر القوم عنه، فيا ليتهم يقتصرون على رواية الغريب والضعيف ، بل يروون - والله- الموضوعات والأباطيل والمستحيل في الأصول والفروع والملاحم والزهد ، نسأل الله العافية .
فمن روى ذلك مع علمه ببطلانه ، وغر المؤمنين ، فهذا ظالم لنفسه ، جان على السنن والآثار ، يستتاب من ذلك ; فإن أناب وأقصر ، وإلا فهو فاسق ، كفى به إثما أن يحدث بكل ما سمع . وإن هو لم يعلم ، فليتورع ، وليستعن بمن يعينه على تنقية مروياته . نسأل الله العافية ; فلقد عم البلاء ، وشملت الغفلة ، ودخل الداخل على المحدثين الذين يركن إليهم المسلمون ; فلا عتبى على الفقهاء وأهل الكلام . اه
📚سير أعلام النبلاء (ج٢ / صـ٥٩٩)
#تدوين_الفوائد_المنتقاة.
#تراجم_الأعلام.
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبيد الله ، عن السائب بن يزيد : سمع عمر يقول لأبي هريرة : لتتركن الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- [ ص: 601 ] أو لألحقنك بأرض دوس ! وقال لكعب : لتتركن الحديث ، أو لألحقنك بأرض القردة .
يحيى بن أيوب ، عن ابن عجلان : أن أبا هريرة كان يقول : إني لأحدث أحاديث ، لو تكلمت بها في زمن عمر ، لشج رأسي .
قلت : هكذا هو كان عمر - رضي الله عنه- يقول : أقلوا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وزجر غير واحد من الصحابة عن بث الحديث ; وهذا مذهب لعمر ولغيره .
فبالله عليك ، إذا كان الإكثار من الحديث في دولة عمر ، كانوا يمنعون منه ، مع صدقهم وعدالتهم وعدم الأسانيد ، بل هو غض لم يشب، فما ظنك بالإكثار من رواية الغرائب والمناكير في زماننا مع طول الأسانيد، وكثرة الوهم والغلط، فبالحري أن نزجر القوم عنه، فيا ليتهم يقتصرون على رواية الغريب والضعيف ، بل يروون - والله- الموضوعات والأباطيل والمستحيل في الأصول والفروع والملاحم والزهد ، نسأل الله العافية .
فمن روى ذلك مع علمه ببطلانه ، وغر المؤمنين ، فهذا ظالم لنفسه ، جان على السنن والآثار ، يستتاب من ذلك ; فإن أناب وأقصر ، وإلا فهو فاسق ، كفى به إثما أن يحدث بكل ما سمع . وإن هو لم يعلم ، فليتورع ، وليستعن بمن يعينه على تنقية مروياته . نسأل الله العافية ; فلقد عم البلاء ، وشملت الغفلة ، ودخل الداخل على المحدثين الذين يركن إليهم المسلمون ; فلا عتبى على الفقهاء وأهل الكلام . اه
📚سير أعلام النبلاء (ج٢ / صـ٥٩٩)
#تدوين_الفوائد_المنتقاة.
#تراجم_الأعلام.
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
Telegram
مدونة أبي أسعد الجزائري
قناة تعنى بنشر ما نقف عليه من معاني الوحيين وآثار السلف وكتب العلماء وتاريخ المسلمين.
🍃...هنيئا لك يا طالب العلم هنيئا...🍂
▫️قال العلاّمة محمد بن علي آدم الإثيوبي رحمه الله:
"الذي يطلب العلم في هذه الأيام مع وجود الفتن الكثيرة يُعتبر ولياً من أولياء الله ".
📚*الفوائد العلمية والدرر التربوية(ص: 19).
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
▫️قال العلاّمة محمد بن علي آدم الإثيوبي رحمه الله:
"الذي يطلب العلم في هذه الأيام مع وجود الفتن الكثيرة يُعتبر ولياً من أولياء الله ".
📚*الفوائد العلمية والدرر التربوية(ص: 19).
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
Telegram
مدونة أبي أسعد الجزائري
قناة تعنى بنشر ما نقف عليه من معاني الوحيين وآثار السلف وكتب العلماء وتاريخ المسلمين.
🤝2
🍂مسألة:
ﺇﺫا ﻛﺎﻥ العبد ﻟﻪ ﺣﺎﻝ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﻡ ﻣﻊ اﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻧﺰﻝ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺫﻧﺐ اﺭﺗﻜﺒﻪ ﺛﻢ ﺗﺎﺏ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ ﻫﻞ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ؟ ﺃﻭ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺭﺟﻊ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻭﺃﻧﻘﺺ ﻣﻦ ﺭﺗﺒﺘﻪ؟ ﺃﻭ ﻳﻌﻮﺩ ﺧﻴﺮا ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ؟
✍قال ابن القيم رحمه الله:
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ: ﻳﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﻪ اﻷﻭﻟﻰ، ﻓﺈﻥ اﻟﺘﺎﺋﺐ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﺐ ﻛﻤﻦ ﻻ ﺫﻧﺐ ﻟﻪ، ﻭﺇﺫا مُحِيَ ﺃﺛﺮ اﻟﺬﻧﺐ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺻﺎﺭ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻛﻌﺪﻣﻪ، ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ، ﻓﻴﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﻪ.
ﻗﺎﻟﻮا: ﻭﻷﻥ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻫﻰ اﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪ اﻹﺑﺎﻕ ﻣﻨﻪ، ﻓﺈﻥ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺇﺑﺎﻕ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ، ﻓﺈﺫا ﺗﺎﺏ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻤﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻫﻮ اﻟﺮﺟﻮﻉ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺘﻪ اﻷﻭﻟﻰ ﻣﻊ اﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﺗﺎﻣﺔ، ﻭاﻟﻜﻼﻡ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﻨﺼﻮﺡ.
... ﻭاﺣﺘﺠﻮا ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻥ اﻟﻌﺒﺪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﺧﻴﺮا ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻷﻥ اﻟﺬﻧﺐ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﻮﻑ ﻭاﻟﺨﺸﻴﺔ ﻭاﻻﻧﻜﺴﺎﺭ ﻭاﻟﺘﺬﻟﻞ ﻟﻠﻪ ﻭاﻟﺘﻀﺮﻉ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭاﻟﺒﻜﺎء ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻴﺌﺘﻪ ﻭاﻟﻨﺪﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭاﻷﺳﻒ
[ ﻭاﻹﺷﻔﺎﻕ] ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﺣﻮاﻝ اﻟﻌﺒﺪ ﻭﺃﻧﻔﻌﻬﺎ ﻟﻪ ﻓﻰ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﻭﺁﺧﺮﺗﻪ، ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﻮﺭ ﻟﺘﺤﺼﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﺇﺫ ﺣﺼﻮﻝ اﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﺑﺪﻭﻥ ﻻﺯﻣﺔ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﻩ ﻛﺴﺮﺗﻪ ﻭﺗﻀﺮﻋﻪ ﻭﺫﻟﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭاﺳﺘﻌﻄﺎﻓﻪ ﻭﺳﺆاﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ ﻭﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﻭﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻦ ﺟﺮﻣﻪ ﻭﺧﻄﻴﺌﺘﻪ، ﻓﺈﺫا ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻓﺘﺮﺗﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ اﻵﺛﺎﺭ اﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ ﻟﻪ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ اﻟﻘﻀﺎء ﺧﻴﺮا ﻟﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ.
ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻒ:
ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﺃﺣﺐ اﻷﺷﻴﺎء ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻤﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﺃﻛﺮﻡ اﻟﺨﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ.
... قالوا : ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: "ﻟﻠﻪ ﺃﺷﺪ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﺘﻮﺑﺔ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺿﻞ ﺭاﺣﻠﺘﻪ"
ﻗﺎﻟﻮا: ﻭﻫﺬا ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﺡ ﻭﺃﻛﻤﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﻩ اﻟﺮاﺣﻠﺔ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎﺩﺓ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭاﻟﺸﺮاﺏ، ﻭﻫﻰ ﻣﺮﻛﺒﻪ اﻟﺬﻯ ﻳﻘﻄﻊ ﺑﻪ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺳﻔﺮﻩ، ﻓﻠﻮ ﻋﺪﻣﻪ ﻻﻧﻘﻄﻊ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫا ﻋﺪﻡ ﻣﻊ ﻣﺮﻛﺒﻪ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮاﺑﻪ. ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﻋﺪﻣﻬﺎ ﻓﻰ ﺃﺭﺽ ﺩﻭﻳﺔ ﻻ ﺃﻧﻴﺲ ﺑﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻴﻦ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻳﺄﻭﻯ ﻟﻪ ﻭﻳﺮﺣﻤﻪ ﻭﻳﺤﻤﻠﻪ ﺛﻢ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻬﻠﻜﺔ ﻻ ﻣﺎء ﺑﻬﺎ ﻭﻻ ﻃﻌﺎﻡ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻳﺲ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻔﻘﺪﻫﺎ ﻭﺟﻠﺲ ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﻤﻮﺕ، ﺇﺫا ﻫﻮ ﺑﺮاﺣﻠﺘﻪ ﻗﺪ ﺃﺷﺮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺩﻧﺖ ﻣﻨﻪ، ﻓﺄﻯ ﻓﺮﺣﺔ ﺗﻌﺪﻝ ﻓﺮﺣﺔ ﻫﺬا؟ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻰ اﻟﻮﺟﻮﺩ ﻓﺮﺡ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻟﻤَﺜَّﻞ ﺑﻪ اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬا ﻓﻔﺮﺡ اﻟﻠﻪ ﺑﺘﻮﺑﺔ ﻋﺒﺪﻩ ﺇﺫ ﺗﺎﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻓﺮﺡ ﻫﺬا ﺑﺮاﺣﻠﺘﻪ، ﻭﺗﺤﺖ ﻫﺬا ﺳﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻳﺨﺘﺺ اﻟﻠﻪ ﺑﻔﻬﻤﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء. اه
📚طريق الهجرتين [صـ٢٣١ـ فما بعد].
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
ﺇﺫا ﻛﺎﻥ العبد ﻟﻪ ﺣﺎﻝ ﺃﻭ ﻣﻘﺎﻡ ﻣﻊ اﻟﻠﻪ ﺛﻢ ﻧﺰﻝ ﻋﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺫﻧﺐ اﺭﺗﻜﺒﻪ ﺛﻢ ﺗﺎﺏ ﻣﻦ ﺫﻧﺒﻪ ﻫﻞ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ؟ ﺃﻭ ﻻ ﻳﻌﻮﺩ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺭﺟﻊ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻭﺃﻧﻘﺺ ﻣﻦ ﺭﺗﺒﺘﻪ؟ ﺃﻭ ﻳﻌﻮﺩ ﺧﻴﺮا ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ؟
✍قال ابن القيم رحمه الله:
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻃﺎﺋﻔﺔ: ﻳﻌﻮﺩ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﻪ اﻷﻭﻟﻰ، ﻓﺈﻥ اﻟﺘﺎﺋﺐ ﻣﻦ اﻟﺬﻧﺐ ﻛﻤﻦ ﻻ ﺫﻧﺐ ﻟﻪ، ﻭﺇﺫا مُحِيَ ﺃﺛﺮ اﻟﺬﻧﺐ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔ ﺻﺎﺭ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻛﻌﺪﻣﻪ، ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ، ﻓﻴﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻞ ﺣﺎﻟﻪ.
ﻗﺎﻟﻮا: ﻭﻷﻥ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻫﻰ اﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪ اﻹﺑﺎﻕ ﻣﻨﻪ، ﻓﺈﻥ اﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺇﺑﺎﻕ اﻟﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺭﺑﻪ، ﻓﺈﺫا ﺗﺎﺏ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﺭﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻤﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻫﻮ اﻟﺮﺟﻮﻉ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺘﻪ اﻷﻭﻟﻰ ﻣﻊ اﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻮﺑﺘﻪ ﺗﺎﻣﺔ، ﻭاﻟﻜﻼﻡ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ اﻟﻨﺼﻮﺡ.
... ﻭاﺣﺘﺠﻮا ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺄﻥ اﻟﻌﺒﺪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﺧﻴﺮا ﻣﻨﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﻷﻥ اﻟﺬﻧﺐ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﺨﻮﻑ ﻭاﻟﺨﺸﻴﺔ ﻭاﻻﻧﻜﺴﺎﺭ ﻭاﻟﺘﺬﻟﻞ ﻟﻠﻪ ﻭاﻟﺘﻀﺮﻉ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭاﻟﺒﻜﺎء ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻴﺌﺘﻪ ﻭاﻟﻨﺪﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭاﻷﺳﻒ
[ ﻭاﻹﺷﻔﺎﻕ] ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﺣﻮاﻝ اﻟﻌﺒﺪ ﻭﺃﻧﻔﻌﻬﺎ ﻟﻪ ﻓﻰ ﺩﻧﻴﺎﻩ ﻭﺁﺧﺮﺗﻪ، ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﻮﺭ ﻟﺘﺤﺼﻞ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﺇﺫ ﺣﺼﻮﻝ اﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﺑﺪﻭﻥ ﻻﺯﻣﺔ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﻣﻦ ﻋﺒﺪﻩ ﻛﺴﺮﺗﻪ ﻭﺗﻀﺮﻋﻪ ﻭﺫﻟﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭاﺳﺘﻌﻄﺎﻓﻪ ﻭﺳﺆاﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻮ ﻋﻨﻪ ﻭﻳﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﻭﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﻦ ﺟﺮﻣﻪ ﻭﺧﻄﻴﺌﺘﻪ، ﻓﺈﺫا ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﻓﺘﺮﺗﺒﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬﻩ اﻵﺛﺎﺭ اﻟﻤﺤﺒﻮﺑﺔ ﻟﻪ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ اﻟﻘﻀﺎء ﺧﻴﺮا ﻟﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ.
ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻒ:
ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﺃﺣﺐ اﻷﺷﻴﺎء ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻤﺎ ﺃﺻﺎﺏ ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ ﺃﻛﺮﻡ اﻟﺨﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ.
... قالوا : ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: "ﻟﻠﻪ ﺃﺷﺪ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﺘﻮﺑﺔ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﺿﻞ ﺭاﺣﻠﺘﻪ"
ﻗﺎﻟﻮا: ﻭﻫﺬا ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﺡ ﻭﺃﻛﻤﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﻩ اﻟﺮاﺣﻠﺔ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎﺩﺓ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭاﻟﺸﺮاﺏ، ﻭﻫﻰ ﻣﺮﻛﺒﻪ اﻟﺬﻯ ﻳﻘﻄﻊ ﺑﻪ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺳﻔﺮﻩ، ﻓﻠﻮ ﻋﺪﻣﻪ ﻻﻧﻘﻄﻊ ﻓﻰ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻓﻜﻴﻒ ﺇﺫا ﻋﺪﻡ ﻣﻊ ﻣﺮﻛﺒﻪ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻭﺷﺮاﺑﻪ. ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﻋﺪﻣﻬﺎ ﻓﻰ ﺃﺭﺽ ﺩﻭﻳﺔ ﻻ ﺃﻧﻴﺲ ﺑﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻴﻦ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻳﺄﻭﻯ ﻟﻪ ﻭﻳﺮﺣﻤﻪ ﻭﻳﺤﻤﻠﻪ ﺛﻢ ﺇﻧﻬﺎ ﻣﻬﻠﻜﺔ ﻻ ﻣﺎء ﺑﻬﺎ ﻭﻻ ﻃﻌﺎﻡ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻳﺲ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻔﻘﺪﻫﺎ ﻭﺟﻠﺲ ﻳﻨﺘﻈﺮ اﻟﻤﻮﺕ، ﺇﺫا ﻫﻮ ﺑﺮاﺣﻠﺘﻪ ﻗﺪ ﺃﺷﺮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺩﻧﺖ ﻣﻨﻪ، ﻓﺄﻯ ﻓﺮﺣﺔ ﺗﻌﺪﻝ ﻓﺮﺣﺔ ﻫﺬا؟ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻰ اﻟﻮﺟﻮﺩ ﻓﺮﺡ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻫﺬا ﻟﻤَﺜَّﻞ ﺑﻪ اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻣﻊ ﻫﺬا ﻓﻔﺮﺡ اﻟﻠﻪ ﺑﺘﻮﺑﺔ ﻋﺒﺪﻩ ﺇﺫ ﺗﺎﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﻓﺮﺡ ﻫﺬا ﺑﺮاﺣﻠﺘﻪ، ﻭﺗﺤﺖ ﻫﺬا ﺳﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻳﺨﺘﺺ اﻟﻠﻪ ﺑﻔﻬﻤﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء. اه
📚طريق الهجرتين [صـ٢٣١ـ فما بعد].
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
Telegram
مدونة أبي أسعد الجزائري
قناة تعنى بنشر ما نقف عليه من معاني الوحيين وآثار السلف وكتب العلماء وتاريخ المسلمين.
▪️مسألة:
✍قال ابن القيم رحمه الله وهو يحكي مقالة من قال بأن الظالم لنفسه داخل في قوله تعالى { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا }:
ﻗﺎﻟﻮا: ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺼﻄﻔﻲ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻇﺎﻟﻤﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ؛ ﻷﻥ اﻻﺻﻄﻔﺎء ﻫﻮ اﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻦ اﻟﺸﺊ ﺻﻔﻮﺗﻪ ﻭﺧﻴﺎﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻢ.
ﻓﺠﻮاﺑﻪ: ﺃﻥ ﻛﻮﻥ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻟﻠﻪ ﻭﻭﻟﻴﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻑ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻌﺒﺪ ﻭﺗﻘﺮﻳﺐ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻻ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﻇﻠﻢ اﻟﻌﺒﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭاﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺑﻞ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺻﺪﻳﻘﻴﺘﻪ ﻻ ﺗﻨﺎﻓﻲ ﻇﻠﻤﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ،
ﻗﺎﻝ ﺻِﺪِّﻳﻖ اﻷﻣﺔ، ﻭﺧﻴﺎﺭﻫﺎ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻋﻠِّﻤﻨﻲ ﺩﻋﺎء ﺃﺩﻋﻮ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: "ﻗﻞ اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻇﻠﻤﺎ ﻛﺜﻴﺮا ﻭﻻ ﻳﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ، ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻙ ﻭاﺭﺣﻤﻨﻲ، ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ اﻟﻐﻔﻮﺭ اﻟﺮﺣﻴﻢ".
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺳﺎﺭﻋﻮا ﺇﻟﻰ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺟﻨﺔ ﻋﺮﺿﻬﺎ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻔﻘﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﺴﺮاء ﻭاﻟﻀﺮاء ﻭاﻟﻜﺎﻇﻤﻴﻦ اﻟﻐﻴﻆ ﻭاﻟﻌﺎﻓﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫا ﻓﻌﻠﻮا ﻓﺎﺣﺸﺔ ﺃﻭ ﻇﻠﻤﻮا ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺫﻛﺮﻭا اﻟﻠﻪ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮﻭا ﻟﺬﻧﻮﺑﻬﻢ} [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮاﻥ: 133-135]
.ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﺻﻔﺎﺕ اﻟﻤﺘﻘﻴﻦ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻇﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﻭاﻟﻔﺎﺣﺸﺔ؛ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳُﺼﺮُّﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭاﻟﺬﻱ ﺟﺎء ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻭﺻﺪﻕ ﺑﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ اﻟﻤﺘﻘﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﺎءﻭﻥ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺟﺰاء اﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ ﻟﻴﻜﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺳﻮﺃ اﻟﺬﻱ ﻋﻤﻠﻮا ﻭﻳﺠﺰﻳﻬﻢ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﺑﺄﺣﺴﻦ اﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ} [ اﻟﺰﻣﺮ: 33-35]، ﻓﻬﺆﻻء اﻟﺼﺪﻳﻘﻮﻥ اﻟﻤﺘﻘﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻟﻬﻢ ﺃﻋﻤﺎﻻ ﺳﻴﺌﺔ ﻳُﻜَﻔِّﺮﻫﺎ، ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻧﻬﺎ ﻇﻠﻢ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ: {ﺭﺏ ﺇﻧﻲ ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻓﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﻐﻔﻮﺭ اﻟﺮﺣﻴﻢ} [ اﻟﻘﺼﺺ: 16]، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ: {ﻗﺎﻻ ﺭﺑﻨﺎ ﻇﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﺗﺮﺣﻤﻨﺎ ﻟﻨﻜﻮﻧﻦ ﻣﻦ اﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ} [ اﻷﻋﺮاﻑ: 23]، ﻭﻗﺎﻝ ﻳﻮﻧﺲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ: {ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺇﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ} [ اﻷﻧﺒﻴﺎء: 87]، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺇﻧﻲ ﻻ ﻳﺨﺎﻑ ﻟﺪﻱ اﻟﻤﺮﺳﻠﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻇﻠﻢ ﺛﻢ ﺑﺪﻝ ﺣﺴﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻮء ﻓﺈﻧﻲ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ} [ اﻟﻨﻤﻞ: 11]، وإذا ﻛﺎﻥ ﻇُﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﻻ ﻳﻨﺎﻓﻲ اﻟﺼﺪﻳﻘﻴﺔ ﻭاﻟﻮﻻﻳﺔ، ﻭﻻ ﻳﺨﺮﺝ اﻟﻌﺒﺪ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻘﻴﻦ، ﺑﻞ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ اﻷﻣﺮاﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻟﻴﺎ ﻟﻠﻪ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﻣﺘﻘﻴﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﻴﺊ ﻇﺎﻟﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻇﻠﻤﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻻ ﻳﺨﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ اﺻﻄﻔﺎﻫﻢ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﺃﻭﺭﺛﻬﻢ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﺇﺫ ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﻭﺭﺛﺔ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﻋﻤﻼ، ﻇﺎﻟﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺗﻔﺮﻳﻄﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﻭﺗﻌﺪﻳﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻧﻬﻲ ﻋﻨﻪ، ﻛﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﻭﻟﻴﺎ ﻟﻠﻪ ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﻣﺒﻐﻮﺿﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻫﺬا ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺣﻤﺎﺭ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﺷﺮﺏ اﻟﺨﻤﺮ ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﺒﻐﻀﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺠﻬﺔ، ﻭﻳﺤﺐ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻳﺤﺒﻪ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﻮاﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺠﻬﺔ، ﻭﻟﻬﺬا ﻧﻬﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻟﻌﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻪ ﻳﺤﺐ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻧﻜﺘﺔ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﻥ اﻻﺻﻄﻔﺎء ﻭاﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭاﻟﺼﺪﻳﻘﻴﺔ ﻭﻛﻮﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ اﻷﺑﺮاﺭ ﻭﻣﻦ اﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺮاﺗﺐ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺘﺠﺰﻱء ﻭاﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﻭاﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭاﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺻﻞ اﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻫﺬا اﻟﻘﺴﻢ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﻇﺎﻟﻤﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﺁﺧﺮ. اه
📚طريق الهجرتين .
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
✍قال ابن القيم رحمه الله وهو يحكي مقالة من قال بأن الظالم لنفسه داخل في قوله تعالى { ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا }:
ﻗﺎﻟﻮا: ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻜﻢ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺼﻄﻔﻲ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻇﺎﻟﻤﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ؛ ﻷﻥ اﻻﺻﻄﻔﺎء ﻫﻮ اﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻦ اﻟﺸﺊ ﺻﻔﻮﺗﻪ ﻭﺧﻴﺎﺭﻩ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻢ.
ﻓﺠﻮاﺑﻪ: ﺃﻥ ﻛﻮﻥ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻟﻠﻪ ﻭﻭﻟﻴﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﻟﻠﻪ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻑ ﻣﻨﺰﻟﺔ اﻟﻌﺒﺪ ﻭﺗﻘﺮﻳﺐ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻻ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﻇﻠﻢ اﻟﻌﺒﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭاﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺑﻞ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺻﺪﻳﻘﻴﺘﻪ ﻻ ﺗﻨﺎﻓﻲ ﻇﻠﻤﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ،
ﻗﺎﻝ ﺻِﺪِّﻳﻖ اﻷﻣﺔ، ﻭﺧﻴﺎﺭﻫﺎ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻋﻠِّﻤﻨﻲ ﺩﻋﺎء ﺃﺩﻋﻮ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: "ﻗﻞ اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻇﻠﻤﺎ ﻛﺜﻴﺮا ﻭﻻ ﻳﻐﻔﺮ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ، ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻙ ﻭاﺭﺣﻤﻨﻲ، ﺇﻧﻚ ﺃﻧﺖ اﻟﻐﻔﻮﺭ اﻟﺮﺣﻴﻢ".
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﺳﺎﺭﻋﻮا ﺇﻟﻰ ﻣﻐﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺟﻨﺔ ﻋﺮﺿﻬﺎ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﺃﻋﺪﺕ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻔﻘﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﺴﺮاء ﻭاﻟﻀﺮاء ﻭاﻟﻜﺎﻇﻤﻴﻦ اﻟﻐﻴﻆ ﻭاﻟﻌﺎﻓﻴﻦ ﻋﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﺇﺫا ﻓﻌﻠﻮا ﻓﺎﺣﺸﺔ ﺃﻭ ﻇﻠﻤﻮا ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺫﻛﺮﻭا اﻟﻠﻪ ﻓﺎﺳﺘﻐﻔﺮﻭا ﻟﺬﻧﻮﺑﻬﻢ} [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮاﻥ: 133-135]
.ﻓﺄﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﺻﻔﺎﺕ اﻟﻤﺘﻘﻴﻦ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻳﻘﻊ ﻣﻨﻬﻢ ﻇﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﻭاﻟﻔﺎﺣﺸﺔ؛ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳُﺼﺮُّﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭاﻟﺬﻱ ﺟﺎء ﺑﺎﻟﺼﺪﻕ ﻭﺻﺪﻕ ﺑﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ اﻟﻤﺘﻘﻮﻥ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺸﺎءﻭﻥ ﻋﻨﺪ ﺭﺑﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺟﺰاء اﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ ﻟﻴﻜﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ ﺃﺳﻮﺃ اﻟﺬﻱ ﻋﻤﻠﻮا ﻭﻳﺠﺰﻳﻬﻢ ﺃﺟﺮﻫﻢ ﺑﺄﺣﺴﻦ اﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ} [ اﻟﺰﻣﺮ: 33-35]، ﻓﻬﺆﻻء اﻟﺼﺪﻳﻘﻮﻥ اﻟﻤﺘﻘﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻟﻬﻢ ﺃﻋﻤﺎﻻ ﺳﻴﺌﺔ ﻳُﻜَﻔِّﺮﻫﺎ، ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻧﻬﺎ ﻇﻠﻢ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ: {ﺭﺏ ﺇﻧﻲ ﻇﻠﻤﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﺎﻏﻔﺮ ﻟﻲ ﻓﻐﻔﺮ ﻟﻪ ﺇﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﻐﻔﻮﺭ اﻟﺮﺣﻴﻢ} [ اﻟﻘﺼﺺ: 16]، ﻭﻗﺎﻝ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ: {ﻗﺎﻻ ﺭﺑﻨﺎ ﻇﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻐﻔﺮ ﻟﻨﺎ ﻭﺗﺮﺣﻤﻨﺎ ﻟﻨﻜﻮﻧﻦ ﻣﻦ اﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ} [ اﻷﻋﺮاﻑ: 23]، ﻭﻗﺎﻝ ﻳﻮﻧﺲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ: {ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻚ ﺇﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ} [ اﻷﻧﺒﻴﺎء: 87]، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺇﻧﻲ ﻻ ﻳﺨﺎﻑ ﻟﺪﻱ اﻟﻤﺮﺳﻠﻮﻥ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻇﻠﻢ ﺛﻢ ﺑﺪﻝ ﺣﺴﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﻮء ﻓﺈﻧﻲ ﻏﻔﻮﺭ ﺭﺣﻴﻢ} [ اﻟﻨﻤﻞ: 11]، وإذا ﻛﺎﻥ ﻇُﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ﻻ ﻳﻨﺎﻓﻲ اﻟﺼﺪﻳﻘﻴﺔ ﻭاﻟﻮﻻﻳﺔ، ﻭﻻ ﻳﺨﺮﺝ اﻟﻌﺒﺪ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻘﻴﻦ، ﺑﻞ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻓﻴﻪ اﻷﻣﺮاﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﻟﻴﺎ ﻟﻠﻪ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﻣﺘﻘﻴﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺴﻴﺊ ﻇﺎﻟﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻇﻠﻤﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻻ ﻳﺨﺮﺟﻪ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ اﺻﻄﻔﺎﻫﻢ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﺃﻭﺭﺛﻬﻢ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﺇﺫ ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﻭﺭﺛﺔ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﻋﻤﻼ، ﻇﺎﻟﻢ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺗﻔﺮﻳﻄﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ ﻭﺗﻌﺪﻳﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻧﻬﻲ ﻋﻨﻪ، ﻛﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﻭﻟﻴﺎ ﻟﻠﻪ ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﻣﺒﻐﻮﺿﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻫﺬا ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺣﻤﺎﺭ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﺜﺮ ﺷﺮﺏ اﻟﺨﻤﺮ ﻭاﻟﻠﻪ ﻳﺒﻐﻀﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺠﻬﺔ، ﻭﻳﺤﺐ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻳﺤﺒﻪ اﻟﻠﻪ ﻭﻳﻮاﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺠﻬﺔ، ﻭﻟﻬﺬا ﻧﻬﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻦ ﻟﻌﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻪ ﻳﺤﺐ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻧﻜﺘﺔ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺃﻥ اﻻﺻﻄﻔﺎء ﻭاﻟﻮﻻﻳﺔ ﻭاﻟﺼﺪﻳﻘﻴﺔ ﻭﻛﻮﻥ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ اﻷﺑﺮاﺭ ﻭﻣﻦ اﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺮاﺗﺐ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﺘﺠﺰﻱء ﻭاﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﻭاﻟﻜﻤﺎﻝ ﻭاﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺻﻞ اﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻫﺬا اﻟﻘﺴﻢ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﻇﺎﻟﻤﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﺁﺧﺮ. اه
📚طريق الهجرتين .
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
Telegram
مدونة أبي أسعد الجزائري
قناة تعنى بنشر ما نقف عليه من معاني الوحيين وآثار السلف وكتب العلماء وتاريخ المسلمين.
مدونة أبي أسعد الجزائري
✍وصايا السلف بلزوم الجادة في النصيحة ومعاملة الخِلَّان. 📚جامع العلوم والحكم ص٢٢٤.
قلتُ: ولقد تظافرت الأدلة الشرعية والنقول الأثرية في النصائح والوصايا بالحرص على مراعاة الترفّق بالإخوان ولزوم الأدب معهم، لأن في الإخلال بذلك إعانة للشيطان عليهم، قال تعالى﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (٥٣)﴾.[سورة الإسراء]
قال العلامة السعدي رحمه الله:
وهذا من لطفِهِ بعباده؛ حيثُ أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدُّنيا والآخرة، فقال: ﴿وقُلْ لعبادي يقولوا التي هي أحسنُ﴾: وهذا أمرٌ بكلِّ كلام يقرِّب إلى الله؛ من قراءةٍ وذكرٍ وعلم وأمرٍ بمعروف ونهي عن منكرٍ وكلام حسنٍ لطيفٍ مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين؛ فإنَّه يؤمَر بإيثار أحسَنِهما إن لم يمكن الجمعُ بينَهما، والقول الحسنُ داعٍ لكلِّ خلقٍ جميل وعمل صالح؛ فإنَّ مَن مَلَكَ لسانه؛ مَلَكَ جميع أمره. وقوله: ﴿إنَّ الشيطانَ يَنْزَغُ بينهم﴾؛ أي: يسعى بين العباد بما يُفْسِدُ عليهم دينهم ودنياهم؛ فدواءُ هذا أن لا يُطيعوه في الأقوال غير الحسنة التي يدعوهم إليها، وأن يَلينوا فيما بينَهم؛ لينقمعَ الشيطانُ الذي ينزغ بينهم؛ فإنَّه عدوُّهم الحقيقيُّ الذي ينبغي لهم أن يحاربوه؛ فإنَّه يدعوهم ليكونوا من أصحاب السعير، وأما إخوانهم؛ فإنَّهم وإنْ نزغ الشيطان فيما بينهم وسعى في العداوة؛ فإنَّ الحزم كلَّ الحزم السعيُ في ضدِّ عدوِّهم، وأن يَقْمَعوا أنفسهم الأمَّارة بالسوء، التي يدخُل الشيطان من قِبَلِها؛ فبذلك يطيعون ربَّهم، ويستقيم أمرهم، ويُهْدَون لرشدهم. اه
ومن المناسب ذكره في هذا المقام ما ساقه الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى ﴿ﺣﻢ (١) ﺗﻨﺰﻳﻞ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻌﻠﻴﻢ (٢) ﻏﺎﻓﺮ اﻟﺬﻧﺐ ﻭﻗﺎﺑﻞ اﻟﺘﻮﺏ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻌﻘﺎﺏ ﺫﻱ اﻟﻄﻮﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﻤﺼﻴﺮ (٣)﴾ [سورة غافر]:
ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﻭاﻥ اﻟﺮﻗﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮ ﻳﻌﻨﻲ اﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺑﺮﻗﺎﻥ ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ اﻷﺻﻢ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺸﺎﻡ ﺫﻭ ﺑﺄﺱ ﻭﻛﺎﻥ ﻳَﻔِﺪ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻔﻘﺪﻩ ﻋﻤﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻼﻥ ﺑﻦ ﻓﻼﻥ، ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺮاﺏ. ﻗﺎﻝ ﻓﺪﻋﺎ ﻋﻤﺮ ﻛﺎﺗﺒﻪ: ﻓﻘﺎﻝ اﻛﺘﺐ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻓﻼﻥ ﺑﻦ ﻓﻼﻥ ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﻟﻴﻚ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻏﺎﻓﺮ اﻟﺬﻧﺐ ﻭﻗﺎﺑﻞ اﻟﺘﻮﺏ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻌﻘﺎﺏ ﺫﻱ اﻟﻄﻮﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﻤﺼﻴﺮ.
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: اﺩﻋﻮا اﻟﻠﻪ ﻷﺧﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﻳُﻘﺒِﻞ ﺑﻘﻠﺒﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ اﻟﺮﺟﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺟﻌﻞ ﻳﻘﺮﺅﻩ ﻭﻳﺮﺩﺩﻩ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻏﺎﻓﺮ اﻟﺬﻧﺐ ﻭﻗﺎﺑﻞ اﻟﺘﻮﺏ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻗﺪ ﺣﺬَّﺭﻧﻲ ﻋﻘﻮﺑﺘﻪ، ﻭﻭﻋﺪﻧﻲ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻲ.
ﻭﺭﻭاﻩ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺑﺮﻗﺎﻥ: ﻭﺯاﺩ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﻳﺮﺩِّﺩُﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﺛﻢ ﺑﻜﻰ، ﺛﻢ ﻧَﺰَﻉَ ﻓﺄﺣﺴﻦ اﻟﻨَّﺰﻉ(1)، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻋﻤﺮ ﺧﺒﺮﻩ ﻗﺎﻝ: ﻫﻜﺬا ﻓﺎﺻﻨﻌﻮا ﺇﺫا ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺃﺧﺎ ﻟﻜﻢ ﺯﻝ ﺯﻟﺔ ﻓﺴﺪِّﺩﻭﻩ ﻭﻭﺛِّﻘﻮﻩ، ﻭاﺩﻋﻮا اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﺃﻋﻮاﻧﺎ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ. اه
(1)أي ترك شرب الخمر وتاب فأحسن الترك والتوبة.
ثم اعلم أيها العبد الضعيف والناصح الحصيف أنَّك لا محالة خطَّاء، ولا شكَّ أنّك تحب من يحسن إليك بالنصيحة ويبذلها لك على وجه ترتضيه وتستشعر معه الرفق، ولين الجانب، والستر لا الهتك والتعيير، وهذه الحقيقة التي يجدها كل واحد منا في نفسه هدانا إليها سيد ولد آدم عليهما الصلاة والسلام بقوله « وَلْيَأْتِ إلى الناس الذي يجب أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ)»، و ثبت عند ابن أبي شيبة في مصنفه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:" مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُنْصِفَ اللَّهَ مِنْ نَفْسِهِ ، فَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ".
قال النووي في المنهاج (١٢/٢٣٣):
" هَذَا مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبَدِيعِ حِكَمِهِ، وَهَذِهِ قَاعِدَةٌ مُهِمَّةٌ فَيَنْبَغِي الِاعْتِنَاءُ بِهَا ، وَأَنَّ الْإِنْسَانَ يلزم أن لا يَفْعَلَ مَعَ النَّاسِ ، إِلَّا مَا يُحِبُّ أَنْ يَفْعَلُوهُ مَعَهُ " اه.
فإذا كان الأمر كذلك فليكن هِجِّيرَاك يا أخي: ربِّ اغفر لي ولوالدي، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات.
📜.......تتمة المقال👇........📜
قال العلامة السعدي رحمه الله:
وهذا من لطفِهِ بعباده؛ حيثُ أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدُّنيا والآخرة، فقال: ﴿وقُلْ لعبادي يقولوا التي هي أحسنُ﴾: وهذا أمرٌ بكلِّ كلام يقرِّب إلى الله؛ من قراءةٍ وذكرٍ وعلم وأمرٍ بمعروف ونهي عن منكرٍ وكلام حسنٍ لطيفٍ مع الخلق على اختلاف مراتبهم ومنازلهم، وأنه إذا دار الأمر بين أمرين حسنين؛ فإنَّه يؤمَر بإيثار أحسَنِهما إن لم يمكن الجمعُ بينَهما، والقول الحسنُ داعٍ لكلِّ خلقٍ جميل وعمل صالح؛ فإنَّ مَن مَلَكَ لسانه؛ مَلَكَ جميع أمره. وقوله: ﴿إنَّ الشيطانَ يَنْزَغُ بينهم﴾؛ أي: يسعى بين العباد بما يُفْسِدُ عليهم دينهم ودنياهم؛ فدواءُ هذا أن لا يُطيعوه في الأقوال غير الحسنة التي يدعوهم إليها، وأن يَلينوا فيما بينَهم؛ لينقمعَ الشيطانُ الذي ينزغ بينهم؛ فإنَّه عدوُّهم الحقيقيُّ الذي ينبغي لهم أن يحاربوه؛ فإنَّه يدعوهم ليكونوا من أصحاب السعير، وأما إخوانهم؛ فإنَّهم وإنْ نزغ الشيطان فيما بينهم وسعى في العداوة؛ فإنَّ الحزم كلَّ الحزم السعيُ في ضدِّ عدوِّهم، وأن يَقْمَعوا أنفسهم الأمَّارة بالسوء، التي يدخُل الشيطان من قِبَلِها؛ فبذلك يطيعون ربَّهم، ويستقيم أمرهم، ويُهْدَون لرشدهم. اه
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :«لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم»
قال بعضهم:
ذكر العلماء عدّة معانٍ لهذا التوجيه النبوي، والذي يناسب في هذا المقام منها أن الدعاء على العاصي بالخزي يوافق مقصود الشيطان؛ فإنه بتزيينه للمعصية يريد أن يوقعه فيما يُخزيه في دنياه وآخرته.
وقالوا: إن الدعاء على المذنب بالخزي يعين استحواذ الشيطان عليه، لأنه إذا سمع إخوانه يدعون عليه بمثل ذلك ازداد في عتوّه ونفوره، وأخذته العزّة بالإثم، ولربما أيس من رحمة الله فانهمك في المعاصي والموبقات. اه
ومن المناسب ذكره في هذا المقام ما ساقه الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى ﴿ﺣﻢ (١) ﺗﻨﺰﻳﻞ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﻌﻠﻴﻢ (٢) ﻏﺎﻓﺮ اﻟﺬﻧﺐ ﻭﻗﺎﺑﻞ اﻟﺘﻮﺏ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻌﻘﺎﺏ ﺫﻱ اﻟﻄﻮﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﻤﺼﻴﺮ (٣)﴾ [سورة غافر]:
ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻦ ﻣﺮﻭاﻥ اﻟﺮﻗﻲ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻤﺮ ﻳﻌﻨﻲ اﺑﻦ ﺃﻳﻮﺏ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺑﺮﻗﺎﻥ ﻋﻦ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ اﻷﺻﻢ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺸﺎﻡ ﺫﻭ ﺑﺄﺱ ﻭﻛﺎﻥ ﻳَﻔِﺪ ﺇﻟﻰ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻔﻘﺪﻩ ﻋﻤﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻼﻥ ﺑﻦ ﻓﻼﻥ، ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺗﺘﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺮاﺏ. ﻗﺎﻝ ﻓﺪﻋﺎ ﻋﻤﺮ ﻛﺎﺗﺒﻪ: ﻓﻘﺎﻝ اﻛﺘﺐ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻓﻼﻥ ﺑﻦ ﻓﻼﻥ ﺳﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﻟﻴﻚ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻏﺎﻓﺮ اﻟﺬﻧﺐ ﻭﻗﺎﺑﻞ اﻟﺘﻮﺏ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻌﻘﺎﺏ ﺫﻱ اﻟﻄﻮﻝ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﻤﺼﻴﺮ.
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: اﺩﻋﻮا اﻟﻠﻪ ﻷﺧﻴﻜﻢ ﺃﻥ ﻳُﻘﺒِﻞ ﺑﻘﻠﺒﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ اﻟﺮﺟﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺟﻌﻞ ﻳﻘﺮﺅﻩ ﻭﻳﺮﺩﺩﻩ ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻏﺎﻓﺮ اﻟﺬﻧﺐ ﻭﻗﺎﺑﻞ اﻟﺘﻮﺏ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻗﺪ ﺣﺬَّﺭﻧﻲ ﻋﻘﻮﺑﺘﻪ، ﻭﻭﻋﺪﻧﻲ ﺃﻥ ﻳﻐﻔﺮ ﻟﻲ.
ﻭﺭﻭاﻩ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﺃﺑﻮ ﻧﻌﻴﻢ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺑﺮﻗﺎﻥ: ﻭﺯاﺩ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﻳﺮﺩِّﺩُﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﺛﻢ ﺑﻜﻰ، ﺛﻢ ﻧَﺰَﻉَ ﻓﺄﺣﺴﻦ اﻟﻨَّﺰﻉ(1)، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻋﻤﺮ ﺧﺒﺮﻩ ﻗﺎﻝ: ﻫﻜﺬا ﻓﺎﺻﻨﻌﻮا ﺇﺫا ﺭﺃﻳﺘﻢ ﺃﺧﺎ ﻟﻜﻢ ﺯﻝ ﺯﻟﺔ ﻓﺴﺪِّﺩﻭﻩ ﻭﻭﺛِّﻘﻮﻩ، ﻭاﺩﻋﻮا اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﺃﻋﻮاﻧﺎ ﻟﻠﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ. اه
(1)أي ترك شرب الخمر وتاب فأحسن الترك والتوبة.
ثم اعلم أيها العبد الضعيف والناصح الحصيف أنَّك لا محالة خطَّاء، ولا شكَّ أنّك تحب من يحسن إليك بالنصيحة ويبذلها لك على وجه ترتضيه وتستشعر معه الرفق، ولين الجانب، والستر لا الهتك والتعيير، وهذه الحقيقة التي يجدها كل واحد منا في نفسه هدانا إليها سيد ولد آدم عليهما الصلاة والسلام بقوله « وَلْيَأْتِ إلى الناس الذي يجب أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ)»، و ثبت عند ابن أبي شيبة في مصنفه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال:" مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُنْصِفَ اللَّهَ مِنْ نَفْسِهِ ، فَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ".
قال النووي في المنهاج (١٢/٢٣٣):
" هَذَا مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَبَدِيعِ حِكَمِهِ، وَهَذِهِ قَاعِدَةٌ مُهِمَّةٌ فَيَنْبَغِي الِاعْتِنَاءُ بِهَا ، وَأَنَّ الْإِنْسَانَ يلزم أن لا يَفْعَلَ مَعَ النَّاسِ ، إِلَّا مَا يُحِبُّ أَنْ يَفْعَلُوهُ مَعَهُ " اه.
فإذا كان الأمر كذلك فليكن هِجِّيرَاك يا أخي: ربِّ اغفر لي ولوالدي، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات.
📜.......تتمة المقال👇........📜
👍1💯1🤝1
مدونة أبي أسعد الجزائري
✍وصايا السلف بلزوم الجادة في النصيحة ومعاملة الخِلَّان. 📚جامع العلوم والحكم ص٢٢٤.
قال ابن القيم رحمه الله تحت قاعدة: "مشاهد الناس في المعاصي والذنوب":
"الناس في البَلْوى التي تجري عليهم أحكامها بإرادتهم وشهواتهم متفاوِتون - بحسب شُهُودهم لأسبابها وغاياتها - أعظم تفاوُت، وجماع ذلك ثمانية مشاهد"، ثم ذَكَر في المشهد السابع مشهد الحكمة، وهو "أن يشهد – أي: العبد العاصي - حكمة الله في تخليته بينه وبين الذنب، وإقداره عليه، وتهيئة أسبابه له، وأنه لو شاء لَعَصَمَه وحال بينه وبينه؛ ولكن خلَّى بينه وبينه لحكمٍ عظيمة، لا يعلم مجموعها إلا الله"، ثم ساق ابن القَيِّم تلك الحِكَم العظيمة، ومنها:...
أنه يوجب له الإحسان إلى الناس والاستغفار لإخوانه الخاطئين منَ المؤمنين، فيصير هِجِّيرَاه: ربِّ اغفر لي ولوالدي، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، فإنه يشهد أن إخوانه الخاطئين يصابون بمثْل ما أصيب به، ويحتاجون إلى مثْل ما هو محتاج إليه، فكما يحبُّ أن يستغفرَ له أخوه المسلم، يحبّ أن يستغفر هو لأخيه المسلم". اه
اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
✍ كتبه: أبو أسعد الجزائري غفر الله له
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
"الناس في البَلْوى التي تجري عليهم أحكامها بإرادتهم وشهواتهم متفاوِتون - بحسب شُهُودهم لأسبابها وغاياتها - أعظم تفاوُت، وجماع ذلك ثمانية مشاهد"، ثم ذَكَر في المشهد السابع مشهد الحكمة، وهو "أن يشهد – أي: العبد العاصي - حكمة الله في تخليته بينه وبين الذنب، وإقداره عليه، وتهيئة أسبابه له، وأنه لو شاء لَعَصَمَه وحال بينه وبينه؛ ولكن خلَّى بينه وبينه لحكمٍ عظيمة، لا يعلم مجموعها إلا الله"، ثم ساق ابن القَيِّم تلك الحِكَم العظيمة، ومنها:...
أنه يوجب له الإحسان إلى الناس والاستغفار لإخوانه الخاطئين منَ المؤمنين، فيصير هِجِّيرَاه: ربِّ اغفر لي ولوالدي، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، فإنه يشهد أن إخوانه الخاطئين يصابون بمثْل ما أصيب به، ويحتاجون إلى مثْل ما هو محتاج إليه، فكما يحبُّ أن يستغفرَ له أخوه المسلم، يحبّ أن يستغفر هو لأخيه المسلم". اه
اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
✍ كتبه: أبو أسعد الجزائري غفر الله له
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
👍1💯1🤝1
قال ابن القيم رحمه الله وهو يذكر الخلاف في وجوب العقيقة واستحبابها:
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﻲ ﺳﻨﺔ ﻭاﺟﺒﺔ ﻳﺠﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﺃﺑﻲ ﺛﻮﺭ ﻭاﻟﻄﺒﺮﻱ، ﻫﺬا ﻛﻼﻡ ﺃﺑﻲ ﻋﻤﺮ.
ﻗﻠﺖ: والسّنة الواجبة عند ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﺎﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﺄﻛﺪ اﺳﺘﺤﺒﺎﺑﻪ، ﻭﻛُﺮِﻩ ﺗﺮﻛﻪ، ﻓﻴﺴﻤﻮﻧﻪ ﻭاﺟﺒﺎ ﻭﺟﻮﺏ اﻟﺴﻨﻦ، ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻟﻮا ﻏﺴﻞ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺳﻨﺔ ﻭاﺟﺒﺔ، ﻭاﻷﺿﺤﻴﺔ ﺳﻨﺔ ﻭاﺟﺒﺔ، ﻭاﻟﻌﻘﻴﻘﺔ ﺳﻨﺔ ﻭاﺟﺒﺔ. اه
📓تحفة المودود | صـ٧٦ـ.
#تدوين_الفوائد_المنتقاة.
#مصطلحات_الفقهاء.
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﻲ ﺳﻨﺔ ﻭاﺟﺒﺔ ﻳﺠﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻗﻮﻝ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﻭﺃﺑﻲ ﺛﻮﺭ ﻭاﻟﻄﺒﺮﻱ، ﻫﺬا ﻛﻼﻡ ﺃﺑﻲ ﻋﻤﺮ.
ﻗﻠﺖ: والسّنة الواجبة عند ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻣﺎﻟﻚ ﻣﺎ ﺗﺄﻛﺪ اﺳﺘﺤﺒﺎﺑﻪ، ﻭﻛُﺮِﻩ ﺗﺮﻛﻪ، ﻓﻴﺴﻤﻮﻧﻪ ﻭاﺟﺒﺎ ﻭﺟﻮﺏ اﻟﺴﻨﻦ، ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻟﻮا ﻏﺴﻞ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﺳﻨﺔ ﻭاﺟﺒﺔ، ﻭاﻷﺿﺤﻴﺔ ﺳﻨﺔ ﻭاﺟﺒﺔ، ﻭاﻟﻌﻘﻴﻘﺔ ﺳﻨﺔ ﻭاﺟﺒﺔ. اه
📓تحفة المودود | صـ٧٦ـ.
#تدوين_الفوائد_المنتقاة.
#مصطلحات_الفقهاء.
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
▪️من الحلل النبيلة التي ينبغي أن يتحلى بها طالب العلم :" حُلّة الصّدق".
▪️قال الخطيب البغدادي رحمه الله: وإذا أذن له المحدث في قراءة أحاديث عيَّنها له ، فينبغي أن لا يتعداها طلبا للزيادة عليها . اه
قال ابن عساكر كما في تاريخه:
ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮﻱ ﺑﺒﻐﺪاﺩ ﻣﻊ ﺃﺑﻲ اﻟﻤﻌﻤﺮ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺭﺑﺎﻁ اﻟﻌﺮﻧﺠﻲ ﺑﺒﺎﺏ اﻷﺯﺝ ﻓﺎﺳﺘﺄﺫﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﻤﺮﺿﺎ ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ اﻟﻤﻌﻤﺮ: ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻚ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ، ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻨﺎ، ﻓﻘﺮﺃﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﺷﺮﻋﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺩﺱ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ يتعلم اﻟﺼﺪﻕ ﺃﻭﻻ, ﻓﺄﺗﻤﻤﺖ اﻟﺴﺎﺩﺱ، ﻭﻗﻤﺖ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺴﺮا.
وروى ابن عساكر في تاريخه بسنده:
عن أبي ﺭﻭﺡ ﺣﺎﺗﻢ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ أنه قال : ﺃﺗﻴﺖ ﺑﺎﺏ اﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻌﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ، ﺇﻥ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺗﺄﺫﻥ ﻟﻲ ﻓﺄﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻚ، ﻓﻘﺮﺃﺕُ ﻓﺈﺫا ﻫﻮ ﺳﺘﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ: ﺃﻑٍّ ﻗﻢ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﺼﺪﻕ، ﺛﻢ اﻛﺘﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ.
وروى الخطيب البغدادي في الجامع بسنده :
عن بقية قال : " كنا عند الأوزاعي فجاء شاب فقال : يا أبا عمرو ، معي ثلاثون حديثا . قال : فجعل الأوزاعي يحدثه ويعدها . قال : فلما جاز الثلاثين قال له : يا ابن أخي ، تعلم الصدق قبل أن تعلم الحديث " .
وروى في جامعه أيضا: بسنده:
عن عبد الله بن هارون قال : " أتيت محمد بن يوسف الفريابي ، فقلت له : حدثني خمسة أحاديث ، فقال : هات ، فجعلت أقرأ عليه ، فجعل يعد ، وأنا لا أعلم ، فلما بدأت بالسادس ، قال : "اذهب فتعلم الصدق ، ثم اكتب الحديث " .
وعنه بسنده:
عن الحسين بن حربويه قال : سألت أبا عبيد القاسم بن سلام ، قلت : " أسأل عن مسألتين ، قال : ما هما ؟ قال : قلت : ( داود ذا الأيد ) ما الأيد ؟ قال : القوة ، . قلت ( أولي الأيدي والأبصار ) قال : القوة ، والأبصار : العقول . هكذا يروى في التفسير . قال : قلت : ما بال إحداهما ثبتت فيه الياء والأخرى حذفت ؟ قال : عمل الكاتب . قال: فاندفعت أسأل عن مسألة أخرى ، قال: قلت مسألتين يرحمك الله ، قال : قلت: ما أحسب حضر المجلس أحد أبعد منزلا مني .
قال: وإن كان - يرحمك الله - فالصدق " .
✍قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله في حلية طالب العلم صـ١٨٣ـ:
ﺻﺪﻕ اﻟﻠﻬﺠﺔ: ﻋﻨﻮاﻥ اﻟﻮﻗﺎﺭ، ﻭﺷﺮﻑ اﻟﻨﻔﺲ ﻭﻧﻘﺎء اﻟﺴﺮﻳﺮﺓ، ﻭﺳﻤﻮ اﻟﻬﻤﺔ، ﻭﺭﺟﺤﺎﻥ اﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺭﺳﻮﻝ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﻣﻊ اﻟﺨﻠﻖ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ، ﻭﻟﻬﺬا ﻛﺎﻥ ﻓﺮﺽ ﻋﻴﻦ ﻓﻴﺎ ﺧﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﻓﻴﻪ، ﻭﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻓﻘﺪ ﻣﺲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺑﺄﺫﻯ...ﻓﻴﺎ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ! اﺣﺬﺭ ﺃﻥ ﺗﻤﺮﻕ ﻣﻦ اﻟﺼﺪﻕ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻌﺎﺭﻳﺾ ﻓﺎﻟﻜﺬﺏ، ﻭﺃﺳﻮﺃ ﻣﺮاﻣﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺮﻭﻕ (اﻟﻜﺬﺏ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ) ﻟﺪاء ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ اﻷﻗﺮاﻥ، ﻭﻛﻴﺮاﻥ اﻟﺴﻤﻌﺔ ﻓﻲ اﻵﻓﺎﻕ.
ﻭﻣﻦ ﺗﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﻌﺔ ﻓﻮﻕ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺻﺎﺩ ﺭﺟﺎﻻ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺑﺼﺎﺋﺮ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻭﺃﻗﻼﻣﺎ ﻧﺎﻗﺪﺓ ﻓﻴﺰﻧﻮﻥ اﻟﺴﻤﻌﺔ ﺑﺎﻷﺛﺮ، ﻓﺘﺘﻢ ﺗﻌﺮﻳﻚ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻌﺎﻥ:
ﻓﻘﺪ اﻟﺜﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻮﺏ.
ﺫﻫﺎﺏ ﻋﻠﻤﻚ ﻭاﻧﺤﺴﺎﺭ اﻟﻘﺒﻮﻝ.
ﺃﻥ ﻻ ﺗﺼﺪﻕ ﻭﻟﻮ ﺻﺪﻗﺖ. اه
جاء في البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله:
قال إبراهيم: قال رجل لأحمد: هذا العلم تعلمته لله؟ فقال له أحمد: هذا شرط شديد ولكن حُبِّب إليَّ شيء فجمعته.
وفي رواية أنه قال: أما لله فعزيز، ولكن حُبِّب إليّ شيء فجمعته. اه
وفي سير الذهبي أن اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ قال: ﺳﺄﻟﺖ اﻷﻭﺯاﻋﻲ، ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻭاﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ: ﻟﻤﻦ ﻃﻠﺒﺘﻢ اﻟﻌﻠﻢ؟
ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻨﻔﺴﻲ.
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ.
ﻗﻠﺖ -القائل الذهبي رحمه الله-: ﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ اﻟﺼِّﺪﻕ، ﻭاﻟﻴﻮﻡ ﺗﺴﺄﻝ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻐﺒﻲ: ﻟﻤﻦ ﻃﻠﺒﺖ اﻟﻌﻠﻢ؟ ﻓﻴﺒﺎﺩﺭ، ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻟﻠﻪ، ﻭﻳﻜﺬﺏ، ﺇﻧﻤﺎ ﻃﻠﺒﻪ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻳﺎ ﻗﻠﺔ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﻣﻨﻪ.اه
وفي ترجمة أبي نعيم الفضل بن دكين كما في السير للذهبي :
ﺭﻭﻯ اﻟﻤﺮﻭﺫﻱ، ﻋﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻤﺎ ﺭﻓﻊ اﻟﻠﻪ ﻋﻔﺎﻥ ﻭﺃﺑﺎ ﻧﻌﻴﻢ بالصّدق، ﺣﺘﻰ ﻧﻮﻩ ﺑﺬﻛﺮﻫﻤﺎ. اه
ﻭﻣﻦ ﺷﻌﺮ الشيخ ﺷﻌﻴﺐ ﺑﻦ ﺷﻌﻴﺐ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ اﻟﺪﻣﺸﻘﻲ [ت٢٦٤ه] كما في تاريخ اﺑﻦ عساكر:
ﻭﻟﻢ ﺃﺭ ﻣﺜﻞ اﻟﺼﺪﻕ ﺃﺳﻨﻰ لأﻫﻠﻪ * ﺇﺫا ﺟﻤﻌﺘﻬﻢ ﻭاﻟﺮﺟﺎﻝ اﻟﻤﺠﺎﻣﻊ.
✍ فهذه نبذ يسيرة ونماذج متفرّقة حملني على إيرادها بيان حرص السلف رحمهم الله على التأدب بمثل هذا الأدب الجم والخلق الرفيع في جميع الشؤون والأحوال، وذلك لئلا يُغفله العاقل ويجعله آخر اهتماماته فيهلك.
اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
✍أبو أسعد الجزائري غفر الله له.
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
▪️قال الخطيب البغدادي رحمه الله: وإذا أذن له المحدث في قراءة أحاديث عيَّنها له ، فينبغي أن لا يتعداها طلبا للزيادة عليها . اه
قال ابن عساكر كما في تاريخه:
ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺒﺼﺮﻱ ﺑﺒﻐﺪاﺩ ﻣﻊ ﺃﺑﻲ اﻟﻤﻌﻤﺮ اﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺭﺑﺎﻁ اﻟﻌﺮﻧﺠﻲ ﺑﺒﺎﺏ اﻷﺯﺝ ﻓﺎﺳﺘﺄﺫﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺘﻤﺮﺿﺎ ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ اﻟﻤﻌﻤﺮ: ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻚ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ، ﻓﺄﺫﻥ ﻟﻨﺎ، ﻓﻘﺮﺃﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﺷﺮﻋﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺩﺱ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﺼﺎﺣﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ يتعلم اﻟﺼﺪﻕ ﺃﻭﻻ, ﻓﺄﺗﻤﻤﺖ اﻟﺴﺎﺩﺱ، ﻭﻗﻤﺖ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﺴﺮا.
وروى ابن عساكر في تاريخه بسنده:
عن أبي ﺭﻭﺡ ﺣﺎﺗﻢ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ أنه قال : ﺃﺗﻴﺖ ﺑﺎﺏ اﻟﻔﻀﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ ﻓﺴﻠﻤﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﻠﻲ ﻣﻌﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ، ﺇﻥ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻥ ﺗﺄﺫﻥ ﻟﻲ ﻓﺄﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻚ، ﻓﻘﺮﺃﺕُ ﻓﺈﺫا ﻫﻮ ﺳﺘﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ: ﺃﻑٍّ ﻗﻢ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﺼﺪﻕ، ﺛﻢ اﻛﺘﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ.
وروى الخطيب البغدادي في الجامع بسنده :
عن بقية قال : " كنا عند الأوزاعي فجاء شاب فقال : يا أبا عمرو ، معي ثلاثون حديثا . قال : فجعل الأوزاعي يحدثه ويعدها . قال : فلما جاز الثلاثين قال له : يا ابن أخي ، تعلم الصدق قبل أن تعلم الحديث " .
وروى في جامعه أيضا: بسنده:
عن عبد الله بن هارون قال : " أتيت محمد بن يوسف الفريابي ، فقلت له : حدثني خمسة أحاديث ، فقال : هات ، فجعلت أقرأ عليه ، فجعل يعد ، وأنا لا أعلم ، فلما بدأت بالسادس ، قال : "اذهب فتعلم الصدق ، ثم اكتب الحديث " .
وعنه بسنده:
عن الحسين بن حربويه قال : سألت أبا عبيد القاسم بن سلام ، قلت : " أسأل عن مسألتين ، قال : ما هما ؟ قال : قلت : ( داود ذا الأيد ) ما الأيد ؟ قال : القوة ، . قلت ( أولي الأيدي والأبصار ) قال : القوة ، والأبصار : العقول . هكذا يروى في التفسير . قال : قلت : ما بال إحداهما ثبتت فيه الياء والأخرى حذفت ؟ قال : عمل الكاتب . قال: فاندفعت أسأل عن مسألة أخرى ، قال: قلت مسألتين يرحمك الله ، قال : قلت: ما أحسب حضر المجلس أحد أبعد منزلا مني .
قال: وإن كان - يرحمك الله - فالصدق " .
✍قال الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله في حلية طالب العلم صـ١٨٣ـ:
ﺻﺪﻕ اﻟﻠﻬﺠﺔ: ﻋﻨﻮاﻥ اﻟﻮﻗﺎﺭ، ﻭﺷﺮﻑ اﻟﻨﻔﺲ ﻭﻧﻘﺎء اﻟﺴﺮﻳﺮﺓ، ﻭﺳﻤﻮ اﻟﻬﻤﺔ، ﻭﺭﺟﺤﺎﻥ اﻟﻌﻘﻞ، ﻭﺭﺳﻮﻝ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﻣﻊ اﻟﺨﻠﻖ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻭﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﺪﻳﺎﻧﺔ، ﻭﻟﻬﺬا ﻛﺎﻥ ﻓﺮﺽ ﻋﻴﻦ ﻓﻴﺎ ﺧﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﻁ ﻓﻴﻪ، ﻭﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻓﻘﺪ ﻣﺲ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺑﺄﺫﻯ...ﻓﻴﺎ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ! اﺣﺬﺭ ﺃﻥ ﺗﻤﺮﻕ ﻣﻦ اﻟﺼﺪﻕ ﺇﻟﻰ اﻟﻤﻌﺎﺭﻳﺾ ﻓﺎﻟﻜﺬﺏ، ﻭﺃﺳﻮﺃ ﻣﺮاﻣﻲ ﻫﺬا اﻟﻤﺮﻭﻕ (اﻟﻜﺬﺏ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ) ﻟﺪاء ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ اﻷﻗﺮاﻥ، ﻭﻛﻴﺮاﻥ اﻟﺴﻤﻌﺔ ﻓﻲ اﻵﻓﺎﻕ.
ﻭﻣﻦ ﺗﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﻌﺔ ﻓﻮﻕ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺻﺎﺩ ﺭﺟﺎﻻ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺑﺼﺎﺋﺮ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻭﺃﻗﻼﻣﺎ ﻧﺎﻗﺪﺓ ﻓﻴﺰﻧﻮﻥ اﻟﺴﻤﻌﺔ ﺑﺎﻷﺛﺮ، ﻓﺘﺘﻢ ﺗﻌﺮﻳﻚ ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻌﺎﻥ:
ﻓﻘﺪ اﻟﺜﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﻮﺏ.
ﺫﻫﺎﺏ ﻋﻠﻤﻚ ﻭاﻧﺤﺴﺎﺭ اﻟﻘﺒﻮﻝ.
ﺃﻥ ﻻ ﺗﺼﺪﻕ ﻭﻟﻮ ﺻﺪﻗﺖ. اه
جاء في البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله:
قال إبراهيم: قال رجل لأحمد: هذا العلم تعلمته لله؟ فقال له أحمد: هذا شرط شديد ولكن حُبِّب إليَّ شيء فجمعته.
وفي رواية أنه قال: أما لله فعزيز، ولكن حُبِّب إليّ شيء فجمعته. اه
وفي سير الذهبي أن اﻟﻮﻟﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﺴﻠﻢ قال: ﺳﺄﻟﺖ اﻷﻭﺯاﻋﻲ، ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ، ﻭاﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ: ﻟﻤﻦ ﻃﻠﺒﺘﻢ اﻟﻌﻠﻢ؟
ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻨﻔﺴﻲ.
ﻏﻴﺮ ﺃﻥ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ، ﻓﺈﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻟﻠﻨﺎﺱ.
ﻗﻠﺖ -القائل الذهبي رحمه الله-: ﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ اﻟﺼِّﺪﻕ، ﻭاﻟﻴﻮﻡ ﺗﺴﺄﻝ اﻟﻔﻘﻴﻪ اﻟﻐﺒﻲ: ﻟﻤﻦ ﻃﻠﺒﺖ اﻟﻌﻠﻢ؟ ﻓﻴﺒﺎﺩﺭ، ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻟﻠﻪ، ﻭﻳﻜﺬﺏ، ﺇﻧﻤﺎ ﻃﻠﺒﻪ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻳﺎ ﻗﻠﺔ ﻣﺎ ﻋﺮﻑ ﻣﻨﻪ.اه
وفي ترجمة أبي نعيم الفضل بن دكين كما في السير للذهبي :
ﺭﻭﻯ اﻟﻤﺮﻭﺫﻱ، ﻋﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻤﺎ ﺭﻓﻊ اﻟﻠﻪ ﻋﻔﺎﻥ ﻭﺃﺑﺎ ﻧﻌﻴﻢ بالصّدق، ﺣﺘﻰ ﻧﻮﻩ ﺑﺬﻛﺮﻫﻤﺎ. اه
ﻭﻣﻦ ﺷﻌﺮ الشيخ ﺷﻌﻴﺐ ﺑﻦ ﺷﻌﻴﺐ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ اﻟﺪﻣﺸﻘﻲ [ت٢٦٤ه] كما في تاريخ اﺑﻦ عساكر:
ﻭﻟﻢ ﺃﺭ ﻣﺜﻞ اﻟﺼﺪﻕ ﺃﺳﻨﻰ لأﻫﻠﻪ * ﺇﺫا ﺟﻤﻌﺘﻬﻢ ﻭاﻟﺮﺟﺎﻝ اﻟﻤﺠﺎﻣﻊ.
✍ فهذه نبذ يسيرة ونماذج متفرّقة حملني على إيرادها بيان حرص السلف رحمهم الله على التأدب بمثل هذا الأدب الجم والخلق الرفيع في جميع الشؤون والأحوال، وذلك لئلا يُغفله العاقل ويجعله آخر اهتماماته فيهلك.
اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك، والشر ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
✍أبو أسعد الجزائري غفر الله له.
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
📜 فقه الحديث ...
أخرج النسائي بسنده عَن عَمْرِو بنِ تَغلِبَ رَضِيَ اللهُ عَنه قال: قال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ مِن أشراط الساعة: أن يَفشوَ الْمالُ ويَكثُرَ، وتَفشُوَ التِّجارةُ، ويَظهَرَ العِلمُ، ويَبيعَ الرَّجُلُ البَيعَ، فيَقولُ: لا؛ حَتَّى استَأمِرَ تاجِرَ بني فلانٍ، ويُلتَمَس في الحَيِّ العَظيمِ الكاتِبُ فلا يُوجَدُ )) .
صحَّحه العلامة الألباني في صحيح سنن النسائي والشيخ مقبل الوادعي في الصَّحيح المسند.
قال العلَّامة حمود التّويجري: (قوله في رِواية النسائي: ((ويَظهَرَ العِلمُ)) معناه -والله أعلَم- ظُهورُ وسائِلِ العِلمِ، وهيَ كُتُبُه، وقَد ظَهَرَت في هَذِه الأزمانِ ظُهورًا باهِرًا، وانتَشَرَت في جَميعِ أرجاءِ الأرضِ، ومَعَ هذا فقَد ظَهَرَ الجَهلُ في النَّاسِ، وقَلَّ فيهم العِلمُ النَّافِعُ، وهو عِلمُ الكِتابِ والسُّنةِ والعَمَلُ بهما، ولَم تُغْنِ عَنهم كثرةُ الكُتُبِ شَيئًا.اه
▪️إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة ٢/١٠٩
وقال أيضا في نفس المصدر بعد أن ذكر آثارا موقوفة عن الصحابة تحت "باب ﺑﺚ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭاﻟﺘﺒﺎﻫﻲ ﺑﻪ ﻭﻗﻠﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ":
ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻣﺼﺪاﻕ ﻫﺬﻩ اﻵﺛﺎﺭ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻟﻪ ﻋﻠﻢ ﻭﻓﻬﻢ، ﻭﺑُﺚَّ اﻟﻌﻠﻢُ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﻄﺎﺑﻊ بثًّا ﻟﻢ ﻳﻌﻬﺪ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ. اه
✍ قلت:
والشيخ حمود رحمه الله وإن كان ذكر الكتب خاصّة فإن الحديث يتناول كل ما كان سببا في ظهور العلم وانتشاره ومن ذلك هذه الدروس الصوتية التي تبث مباشرة وتُسَجّل، ثم تُنشر عبر المواقع والبرامج، مُرتّبة مُرقّمة معنونة بعنوان يحوي مضمونها، فسهل الحصول عليها، وكذلك يدخل في وسائل ظهور العلم هذه البرامج من المكتبات الشاملة الإلكترونية المكتوبة والمسموعة والتي توصلك إلى المسألة المعينة من مسائل العلم وأقوال جل العلماء فيها بلمسات يسيرة، بل وأنت مضطجع على فراشك، وهذا من نعم الله سبحانه التي وجب علينا شكرها؛ وذلك باغتنامها في الخير والاستزادة منها، لكن -وللأسف الشديد-مع ذلك ترى عزوف كثير من الناس عنها، لاشتغالهم بالعلوم الدنيوية، لكونها صارت الميزان المعتبر في تقييم الأفراد والأمم دون علوم الشرع الحنيف، وهذا في حقيقته من أعظم أسباب فشو جهل الناس بأحكام دينهم واستحكام الغفلة والله المستعان، إذ (..ﻻ ﺧﻴﺮ في العلوم الدنيوية ﺇﺫا ﺻﺪّت اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ اﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑاﻟﻌﻠﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻋﻨﺪ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎﺱ اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ اﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻌﻠﻢ اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﺛﻢ ﺃﺿﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻢ اﻟﻌﺼﺮ، ﻓﺈﻧﻪ ﺧﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮ).
قال الشيخ حمود التّويجري رحمه الله:
ويُحتَمَلُ أنَّه وقَعَ في هَذِه اللَّفظةِ تَحريفٌ مِن بَعضِ النُّسَّاخِ، وأنَّ أصلَها: «ويَظهَرَ القَلَمُ» كما جاءَ في رِوايةِ أبي داوِدَ الطَّيالِسيِّ، وكَما ثَبَتَ ذلك في حَديثِ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنه، والله أعلَمُ. اه
قال الشيخ العلّامة محمد علي آدم الاتيوبي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث من كتابه البحر المحيط الثجاج ج٣٤ /صـ١٠٥ـ :
(ﻭﻳﻈﻬﺮ اﻟﻌﻠﻢ) ﻫﻜﺬا ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺴﺦ ﺑﻠﻔﻆ "اﻟﻌﻠﻢ"، ﻭاﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻳﺆﻳﺪ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ "اﻟﻜﺒﺮﻯ" ﺑﻠﻔﻆ: "ﻭﻳﻈﻬﺮ اﻟﻘﻠﻢ" ﺑﺎﻟﻘﺎﻑ، ﻓﺈﻥ ﻇﻬﻮﺭ اﻟﻘﻠﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺴﺒﺐ اﻧﺘﺸﺎﺭ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺪﻧﻴﻮﻱ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪ اﻵﻥ، ﻭﻻ ﺗﻨﺎﻓﻲ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ وغيره : "ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺮاﻁ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ اﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﺜﺒﺖ اﻟﺠﻬﻞ، ﻭﻳﺸﺮﺏ اﻟﺨﻤﺮ، ﻭﻳﻈﻬﺮ اﻟﺰﻧﺎ"، ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻪ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺟﻬﻼء ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺩﻳﻨﻬﻢ؛ ﻟﺒﻌﺪﻫﻢ ﻋﻨﻪ، ﻋﻠﻤﺎء ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺩﻧﻴﺎﻫﻢ؛ ﻻﻧﻬﻤﺎﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭاﻧﺸﻐﺎﻟﻬﻢ ﺑﻬﺎ...
قال اﻟﺸﻴﺦ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
(ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻗﻮﻳﺔ ﺇﻟﻰ اﻫﺘﻤﺎﻡ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ اﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ اﻟﺒﻼﺩ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻨﺎﺱ اﻟﻘﺮاءﺓ ﻭاﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﻭاﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻴﺔ، ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭﺕ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺗﺘﺒﺎﻫﻰ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﺘﻌﻠﻦ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻤﺤﻰ، ﻓﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻡ ﻧﺒﻮﺗﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺑﺄﺑﻲ ﻫﻮ ﻭﺃﻣﻲ، ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺫﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻮﻫﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﺻﺢ ﻋﻨﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺮاﻁ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ اﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﻈﻬﺮ اﻟﺠﻬﻞ؛ ﻷﻥ اﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﻪ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ اﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﻳﻌﺮﻑ اﻟﻨﺎﺱ ﺭﺑﻬﻢ، ﻭﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻪ ﺣﻖ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﻭﻣﺤﻮ اﻷﻣﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ اﻟﻴﻮﻡ، ﻓﺈﻥ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦاﻟﺸﻌﻮﺏ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻔﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ اﻟﻘﺮاءﺓ ﻭاﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﺇﻻ اﻟﺠﻬﻞ، ﻭاﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺇﻻ ﻣﺎ ﻗﻞ ﻭﻧﺪﺭ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻻ ﺣﻜﻢ ﻟﻪ. اﻧﺘﻬﻰ "اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ" 6/ 635
▪️...يتبع...▪️
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
أخرج النسائي بسنده عَن عَمْرِو بنِ تَغلِبَ رَضِيَ اللهُ عَنه قال: قال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ مِن أشراط الساعة: أن يَفشوَ الْمالُ ويَكثُرَ، وتَفشُوَ التِّجارةُ، ويَظهَرَ العِلمُ، ويَبيعَ الرَّجُلُ البَيعَ، فيَقولُ: لا؛ حَتَّى استَأمِرَ تاجِرَ بني فلانٍ، ويُلتَمَس في الحَيِّ العَظيمِ الكاتِبُ فلا يُوجَدُ )) .
صحَّحه العلامة الألباني في صحيح سنن النسائي والشيخ مقبل الوادعي في الصَّحيح المسند.
قال العلَّامة حمود التّويجري: (قوله في رِواية النسائي: ((ويَظهَرَ العِلمُ)) معناه -والله أعلَم- ظُهورُ وسائِلِ العِلمِ، وهيَ كُتُبُه، وقَد ظَهَرَت في هَذِه الأزمانِ ظُهورًا باهِرًا، وانتَشَرَت في جَميعِ أرجاءِ الأرضِ، ومَعَ هذا فقَد ظَهَرَ الجَهلُ في النَّاسِ، وقَلَّ فيهم العِلمُ النَّافِعُ، وهو عِلمُ الكِتابِ والسُّنةِ والعَمَلُ بهما، ولَم تُغْنِ عَنهم كثرةُ الكُتُبِ شَيئًا.اه
▪️إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة ٢/١٠٩
وقال أيضا في نفس المصدر بعد أن ذكر آثارا موقوفة عن الصحابة تحت "باب ﺑﺚ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ اﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭاﻟﺘﺒﺎﻫﻲ ﺑﻪ ﻭﻗﻠﺔ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ":
ﻭﻗﺪ ﻇﻬﺮ ﻣﺼﺪاﻕ ﻫﺬﻩ اﻵﺛﺎﺭ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻟﻪ ﻋﻠﻢ ﻭﻓﻬﻢ، ﻭﺑُﺚَّ اﻟﻌﻠﻢُ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﻄﺎﺑﻊ بثًّا ﻟﻢ ﻳﻌﻬﺪ ﻣﺜﻠﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻣﻀﻰ. اه
✍ قلت:
والشيخ حمود رحمه الله وإن كان ذكر الكتب خاصّة فإن الحديث يتناول كل ما كان سببا في ظهور العلم وانتشاره ومن ذلك هذه الدروس الصوتية التي تبث مباشرة وتُسَجّل، ثم تُنشر عبر المواقع والبرامج، مُرتّبة مُرقّمة معنونة بعنوان يحوي مضمونها، فسهل الحصول عليها، وكذلك يدخل في وسائل ظهور العلم هذه البرامج من المكتبات الشاملة الإلكترونية المكتوبة والمسموعة والتي توصلك إلى المسألة المعينة من مسائل العلم وأقوال جل العلماء فيها بلمسات يسيرة، بل وأنت مضطجع على فراشك، وهذا من نعم الله سبحانه التي وجب علينا شكرها؛ وذلك باغتنامها في الخير والاستزادة منها، لكن -وللأسف الشديد-مع ذلك ترى عزوف كثير من الناس عنها، لاشتغالهم بالعلوم الدنيوية، لكونها صارت الميزان المعتبر في تقييم الأفراد والأمم دون علوم الشرع الحنيف، وهذا في حقيقته من أعظم أسباب فشو جهل الناس بأحكام دينهم واستحكام الغفلة والله المستعان، إذ (..ﻻ ﺧﻴﺮ في العلوم الدنيوية ﺇﺫا ﺻﺪّت اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ اﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑاﻟﻌﻠﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺸﺎﻫﺪ ﻋﻨﺪ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎﺱ اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ اﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻌﻠﻢ اﻟﻮاﺟﺐ اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﺛﻢ ﺃﺿﺎﻑ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻢ اﻟﻌﺼﺮ، ﻓﺈﻧﻪ ﺧﻴﺮ ﻛﺜﻴﺮ).
قال الشيخ حمود التّويجري رحمه الله:
ويُحتَمَلُ أنَّه وقَعَ في هَذِه اللَّفظةِ تَحريفٌ مِن بَعضِ النُّسَّاخِ، وأنَّ أصلَها: «ويَظهَرَ القَلَمُ» كما جاءَ في رِوايةِ أبي داوِدَ الطَّيالِسيِّ، وكَما ثَبَتَ ذلك في حَديثِ ابن مسعود رَضِيَ الله عَنه، والله أعلَمُ. اه
قال الشيخ العلّامة محمد علي آدم الاتيوبي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث من كتابه البحر المحيط الثجاج ج٣٤ /صـ١٠٥ـ :
(ﻭﻳﻈﻬﺮ اﻟﻌﻠﻢ) ﻫﻜﺬا ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺴﺦ ﺑﻠﻔﻆ "اﻟﻌﻠﻢ"، ﻭاﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻪ ﻋﻠﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻳﺆﻳﺪ ﻫﺬا ﻣﺎ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ "اﻟﻜﺒﺮﻯ" ﺑﻠﻔﻆ: "ﻭﻳﻈﻬﺮ اﻟﻘﻠﻢ" ﺑﺎﻟﻘﺎﻑ، ﻓﺈﻥ ﻇﻬﻮﺭ اﻟﻘﻠﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺴﺒﺐ اﻧﺘﺸﺎﺭ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺪﻧﻴﻮﻱ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪ اﻵﻥ، ﻭﻻ ﺗﻨﺎﻓﻲ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻧﺲ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻣﺮﻓﻮﻋﺎ وغيره : "ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺮاﻁ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ اﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﺜﺒﺖ اﻟﺠﻬﻞ، ﻭﻳﺸﺮﺏ اﻟﺨﻤﺮ، ﻭﻳﻈﻬﺮ اﻟﺰﻧﺎ"، ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺈﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻪ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻓﺎﻟﻨﺎﺱ ﺟﻬﻼء ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﺩﻳﻨﻬﻢ؛ ﻟﺒﻌﺪﻫﻢ ﻋﻨﻪ، ﻋﻠﻤﺎء ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺩﻧﻴﺎﻫﻢ؛ ﻻﻧﻬﻤﺎﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭاﻧﺸﻐﺎﻟﻬﻢ ﺑﻬﺎ...
قال اﻟﺸﻴﺦ اﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
(ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻗﻮﻳﺔ ﺇﻟﻰ اﻫﺘﻤﺎﻡ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ اﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ اﻟﺒﻼﺩ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻨﺎﺱ اﻟﻘﺮاءﺓ ﻭاﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﻭاﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻴﺔ، ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭﺕ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺗﺘﺒﺎﻫﻰ ﺑﺬﻟﻚ، ﻓﺘﻌﻠﻦ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ اﻷﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻤﺤﻰ، ﻓﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻡ ﻧﺒﻮﺗﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺑﺄﺑﻲ ﻫﻮ ﻭﺃﻣﻲ، ﻭﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺫﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﺘﻮﻫﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﺻﺢ ﻋﻨﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﺮاﻁ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﻊ اﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﻈﻬﺮ اﻟﺠﻬﻞ؛ ﻷﻥ اﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﻪ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ اﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﻳﻌﺮﻑ اﻟﻨﺎﺱ ﺭﺑﻬﻢ، ﻭﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻪ ﺣﻖ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻜﺘﺎﺑﺔ، ﻭﻣﺤﻮ اﻷﻣﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ اﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ اﻟﻴﻮﻡ، ﻓﺈﻥ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦاﻟﺸﻌﻮﺏ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻔﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ اﻟﻘﺮاءﺓ ﻭاﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎﻫﺞ اﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﺇﻻ اﻟﺠﻬﻞ، ﻭاﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﺇﻻ ﻣﺎ ﻗﻞ ﻭﻧﺪﺭ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﻻ ﺣﻜﻢ ﻟﻪ. اﻧﺘﻬﻰ "اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ" 6/ 635
▪️...يتبع...▪️
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
مدونة أبي أسعد الجزائري
📜 فقه الحديث ... أخرج النسائي بسنده عَن عَمْرِو بنِ تَغلِبَ رَضِيَ اللهُ عَنه قال: قال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ مِن أشراط الساعة: أن يَفشوَ الْمالُ ويَكثُرَ، وتَفشُوَ التِّجارةُ، ويَظهَرَ العِلمُ، ويَبيعَ الرَّجُلُ البَيعَ، فيَقولُ: لا؛…
▪️....تتمة....▪️
و✍ قال الشيخ حمود التّويجري في كتابه إتحاف الجماعة (٢/ ٩٤):
أمَّا العِلمُ الْمَوروثُ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابِه وتابِعِيهم وأئِمَّةِ العِلمِ والهُدى مِن بَعْدِهم؛ فقَد هَجَرَه الأكثَرونَ، وقَلَّ الرَّاغِبونُ فيه والمُعتَنونَ به، وقَدِ انصَرَفَت همَمُ الأكثَرينَ إلى الصُّحُفِ والمِجَلَّاتِ، وما شاكَلَ ذلك ممَّا كثيرٌ مِنه مُشتَمِلٌ على الجَهْلِ الصِّرفِ الذي قَد ظَهَرَ في زَمانِنا، وثبَتَ فيه، وبُثَّ في مَشارِقِ الأرضِ ومَغارِبِها به غايةَ البَثِّ، ونَثَّ بينَ الخاصَّةِ والعامَّةِ غايةَ النَّثِّ، وشُغِفَ به الكَثيرُ مِنَ النَّاسِ، وسَمَّوه العِلمَ والثَّقافةَ والتَّقَدُّمَ، ومَن يَعتَني به هو الْمَهَذَّبُ الْمُثَقَّفُ عِندَهم! وقَد زادَ الحُمقُ والغُرورُ ببَعضِ السُّفَهاءِ حَتَّى أطلَقوا على الْمُعتَنين بالعُلومِ الشَّرعيَّةِ اسمَ الرَّجعيِّين، وسَمَّوا كُتُبَ العِلمِ النَّافِعِ الكُتُبَ الصَّفراءَ؛ تَحقيرًا لَها، وتَنفيرًا مِنها) . اه
و✍ قال الشيخ حمود التّويجري في كتابه إتحاف الجماعة (٢/ ٩٤):
أمَّا العِلمُ الْمَوروثُ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابِه وتابِعِيهم وأئِمَّةِ العِلمِ والهُدى مِن بَعْدِهم؛ فقَد هَجَرَه الأكثَرونَ، وقَلَّ الرَّاغِبونُ فيه والمُعتَنونَ به، وقَدِ انصَرَفَت همَمُ الأكثَرينَ إلى الصُّحُفِ والمِجَلَّاتِ، وما شاكَلَ ذلك ممَّا كثيرٌ مِنه مُشتَمِلٌ على الجَهْلِ الصِّرفِ الذي قَد ظَهَرَ في زَمانِنا، وثبَتَ فيه، وبُثَّ في مَشارِقِ الأرضِ ومَغارِبِها به غايةَ البَثِّ، ونَثَّ بينَ الخاصَّةِ والعامَّةِ غايةَ النَّثِّ، وشُغِفَ به الكَثيرُ مِنَ النَّاسِ، وسَمَّوه العِلمَ والثَّقافةَ والتَّقَدُّمَ، ومَن يَعتَني به هو الْمَهَذَّبُ الْمُثَقَّفُ عِندَهم! وقَد زادَ الحُمقُ والغُرورُ ببَعضِ السُّفَهاءِ حَتَّى أطلَقوا على الْمُعتَنين بالعُلومِ الشَّرعيَّةِ اسمَ الرَّجعيِّين، وسَمَّوا كُتُبَ العِلمِ النَّافِعِ الكُتُبَ الصَّفراءَ؛ تَحقيرًا لَها، وتَنفيرًا مِنها) . اه
مدونة أبي أسعد الجزائري
📜 فقه الحديث ... أخرج النسائي بسنده عَن عَمْرِو بنِ تَغلِبَ رَضِيَ اللهُ عَنه قال: قال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ مِن أشراط الساعة: أن يَفشوَ الْمالُ ويَكثُرَ، وتَفشُوَ التِّجارةُ، ويَظهَرَ العِلمُ، ويَبيعَ الرَّجُلُ البَيعَ، فيَقولُ: لا؛…
يقول الله سبحانه وتعالى : ﴿ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻇﺎﻫﺮا ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﻢ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﺓ ﻫﻢ ﻏﺎﻓﻠﻮﻥ﴾ [سورة الروم : (٧)]
✍ قال الشيخ العلَّامة المفسِّر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان جـ٦/ صـ٦٦:
تنبيه
اﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﺁﻳﺔ «اﻟﺮﻭﻡ» ﻫﺬﻩ ﺗﺪﺑﺮا ﻛﺜﻴﺮا، ﻭﻳﺒﻴﻦ ﻣﺎ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ.
ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻓﺘﻦ ﺁﺧﺮ اﻟﺰﻣﺎﻥ اﻟﺘﻲ اﺑﺘﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﺿﻌﺎﻑ اﻟﻌﻘﻮﻝ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺷﺪﺓ ﺇﺗﻘﺎﻥ اﻹﻓﺮﻧﺞ ﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻣﻬﺎﺭﺗﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﺮﺗﻬﺎ، ﻭاﺧﺘﻼﻑ ﺃﻧﻮاﻋﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﺠﺰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﻈﻨﻮا ﺃﻥ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻷﻋﻤﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺘﺨﻠﻒ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ، ﻭﻫﺬا ﺟﻬﻞ ﻓﺎﺣﺶ، ﻭﻏﻠﻂ ﻓﺎﺩﺡ. ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺇﻳﻀﺎﺡ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻔﺘﻨﺔ، ﻭﺗﺨﻔﻴﻒ ﻟﺸﺄﻧﻬﺎ ﺃﻧﺰﻟﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﺑﺄﺯﻣﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ اﻟﺤﻜﻴﻢ اﻟﺨﺒﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻤﻪ، ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻈﻤﻪ، ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ.
ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺿﺢ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ، ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻠﻮﻡ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﺩﺧﻮﻻ ﺃﻭﻟﻴﺎ، ﻓﻘﺪ ﻧﻔﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ اﺳﻢ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﻜﺎﻣﻞ، ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻤﻦ ﺧﻠﻘﻬﻢ، ﻓﺄﺑﺮﺯﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺪﻡ ﺇﻟﻰ اﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﺭﺯﻗﻬﻢ، ﻭﺳﻮﻑ ﻳﻤﻴﺘﻬﻢ، ﺛﻢ ﻳﺤﻴﻴﻬﻢ، ﺛﻢ ﻳﺠﺎﺯﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮا ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﻣﺼﻴﺮﻫﻢ اﻷﺧﻴﺮ اﻟﺬﻱ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺃﺑﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺬاﺏ ﻓﻈﻴﻊ ﺩاﺋﻢ، ﻭﻣﻦ ﻏﻔﻞ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬا ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻌﺪﻭﺩا ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ; ﻛﻤﺎ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻵﻳﺎﺕ اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ، ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﻧﻔﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ اﺳﻢ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﻜﺎﻣﻞ، ﺃﺛﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺤﻘﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ.
ﻭﻋﺎﺏ ﺫﻟﻚ اﻟﻨﻮﻉ اﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ، ﺑﻌﻴﺒﻴﻦ ﻋﻈﻴﻤﻴﻦ: ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﻗﻠﺘﻪ ﻭﺿﻴﻖ ﻣﺠﺎﻟﻪ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﻇﺎﻫﺮا ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭاﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﻘﺼﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺤﻘﺎﺭﺓ ﻭﺿﻴﻖ اﻟﻤﺠﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺨﺎﻟﻖ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ، ﻭاﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻭاﻣﺮﻩ ﻭﻧﻮاﻫﻴﻪ، ﻭﺑﻤﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﻨﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﺒﻌﺪﻩ ﻋﻨﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﺨﻠﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﻌﻴﻢ اﻷﺑﺪﻱ ﻭاﻟﻌﺬاﺏ اﻷﺑﺪﻱ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ اﻟﺨﻴﺮ ﻭاﻟﺸﺮ.
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﻤﺎ: ﻫﻮ ﺩﻧﺎءﻩ ﻫﺪﻑ ﺫﻟﻚ اﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻋﺪﻡ ﻧﺒﻞ ﻏﺎﻳﺘﻪ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻫﻲ ﺳﺮﻳﻌﺔ اﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﻭاﻟﺰﻭاﻝ، ﻭﻳﻜﻔﻴﻚ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺪﻧﻴﻮﻱ ﺃﻥ ﺃﺟﻮﺩﺃﻭﺟﻪ اﻹﻋﺮاﺏ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻇﺎﻫﺮا، ﺃﻧﻪ ﺑﺪﻝ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻗﺒﻠﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ، ﻓﻬﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻛﻼ ﻋﻠﻢ ﻟﺤﻘﺎﺭﺗﻪ.
ﻗﺎﻝ اﻟﺰﻣﺨﺸﺮﻱ ﻓﻲ «اﻟﻜﺸﺎﻑ» : ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺑﺪﻝ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ: ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﺑﺪاﻝ ﻣﻦ اﻟﻨﻜﺘﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﺑﺪﻟﻪ ﻣﻨﻪ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻣﻪ، ﻭﻳﺴﺪ ﻣﺴﺪﻩ ﻟﻴﻌﻠﻤﻚ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﻡ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ اﻟﺠﻬﻞ، ﻭﺑﻴﻦ ﻭﺟﻮﺩ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ اﻟﺪﻧﻴﺎ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻇﺎﻫﺮا ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺃﻥ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻇﺎﻫﺮا ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ ﻓﻈﺎﻫﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ اﻟﺠﻬﺎﻝ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺰﺧﺎﺭﻓﻬﺎ، ﻭاﻟﺘﻨﻌﻢ ﺑﻤﻼﺫﻫﺎ ﻭﺑﺎﻃﻨﻬﺎ، ﻭﺣﻘﻴﺘﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺠﺎﺯ ﺇﻟﻰ اﻵﺧﺮﺓ، ﻳﺘﺰﻭﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭاﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻭﻓﻲ ﺗﻨﻜﻴﺮ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺇﻻ ﻇﺎﻫﺮا ﻭاﺣﺪا ﻣﻦ ﻇﻮاﻫﺮﻫﺎ. ﻭﻫﻢ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺒﺘﺪﺃ، ﻭﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ﺧﺒﺮﻩ، ﻭاﻟﺠﻤﻠﺔ ﺧﺒﺮ ﻫﻢ اﻷﻭﻟﻰ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻜﺮﻳﺮا ﻟﻷﻭﻟﻰ، ﻭﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ﺧﺒﺮ اﻷﻭﻟﻰ، ﻭﺃﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺬﻛﺮﻫﺎ ﻣﻨﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻌﺪﻥ اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻣﻘﺮﻫﺎ، ﻭﻣﺤﻠﻬﺎ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻨﺒﻊ ﻭﺇﻟﻴﻬﻢ ﺗﺮﺟﻊ، اﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻡ ﺻﺎﺣﺐ «اﻟﻜﺸﺎﻑ» .
ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ: ﻭﻓﻲ ﺗﻨﻜﻴﺮ ﻗﻮﻟﻪ: ﻇﺎﻫﺮا ﺗﻘﻠﻴﻞ ﻟﻤﻌﻠﻮﻣﻬﻢ، ﻭﺗﻘﻠﻴﻠﻪ ﻳﻘﺮﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻲ، ﺣﺘﻰ ﻳﻄﺎﺑﻖ اﻟﻤﺒﺪﻝ ﻣﻨﻪ، اه، ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻇﺎﻫﺮ.
ﻭاﻋﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻌﻠﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻠﻮﻡ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺿﺤﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻏﺎﻳﺔ اﻹﻳﻀﺎﺡ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ «ﻣﺮﻳﻢ» ، ﻓﻲ اﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ﺃﻃﻠﻊ اﻟﻐﻴﺐ ﺃﻡ اﺗﺨﺬ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻬﺪا﴾، ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻌﻠﻮﻡ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﺎ ﺣﻘﺎﺭﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻏﻔﻞ ﻋﻨﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ اﻟﻜﻔﺎﺭ، ﺇﺫا ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻭاﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻧﺒﻴﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﺷﺮﻑ اﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺃﻧﻔﻌﻬﺎ ; ﻷﻧﻬﺎ ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻼء ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﺮﺿﺎﺗﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ، ﻭﺇﺻﻼﺡ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ، ﻓﻼ ﻋﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺫﻥ ; ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﺃﻋﺪﻭا ﻟﻬﻢ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ، ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺇﻋﺪاﺩ اﻟﻤﺴﺘﻄﺎﻉ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﺓ اﻣﺘﺜﺎﻻ ﻷﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺳﻌﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ، ﻭﺇﻋﻼء ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻔﺎﺭ اﻟﻐﺎﻓﻠﻴﻦ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻯ، ﻭاﻵﻳﺎﺕ ﺑﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭاﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. اه
✍ قال الشيخ العلَّامة المفسِّر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان جـ٦/ صـ٦٦:
تنبيه
اﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺑﺮ ﺁﻳﺔ «اﻟﺮﻭﻡ» ﻫﺬﻩ ﺗﺪﺑﺮا ﻛﺜﻴﺮا، ﻭﻳﺒﻴﻦ ﻣﺎ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ.
ﻭﺇﻳﻀﺎﺡ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻓﺘﻦ ﺁﺧﺮ اﻟﺰﻣﺎﻥ اﻟﺘﻲ اﺑﺘﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﺿﻌﺎﻑ اﻟﻌﻘﻮﻝ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺷﺪﺓ ﺇﺗﻘﺎﻥ اﻹﻓﺮﻧﺞ ﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻣﻬﺎﺭﺗﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﺮﺗﻬﺎ، ﻭاﺧﺘﻼﻑ ﺃﻧﻮاﻋﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﺠﺰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ، ﻓﻈﻨﻮا ﺃﻥ ﻣﻦ ﻗﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻷﻋﻤﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺘﺨﻠﻒ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻖ، ﻭﻫﺬا ﺟﻬﻞ ﻓﺎﺣﺶ، ﻭﻏﻠﻂ ﻓﺎﺩﺡ. ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺇﻳﻀﺎﺡ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﻔﺘﻨﺔ، ﻭﺗﺨﻔﻴﻒ ﻟﺸﺄﻧﻬﺎ ﺃﻧﺰﻟﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻗﺒﻞ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﺑﺄﺯﻣﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ اﻟﺤﻜﻴﻢ اﻟﺨﺒﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻤﻪ، ﻭﻣﺎ ﺃﻋﻈﻤﻪ، ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ.
ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺿﺢ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ، ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻠﻮﻡ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﺩﺧﻮﻻ ﺃﻭﻟﻴﺎ، ﻓﻘﺪ ﻧﻔﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ اﺳﻢ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﻜﺎﻣﻞ، ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻤﻦ ﺧﻠﻘﻬﻢ، ﻓﺄﺑﺮﺯﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﺪﻡ ﺇﻟﻰ اﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﺭﺯﻗﻬﻢ، ﻭﺳﻮﻑ ﻳﻤﻴﺘﻬﻢ، ﺛﻢ ﻳﺤﻴﻴﻬﻢ، ﺛﻢ ﻳﺠﺎﺯﻳﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮا ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﻣﺼﻴﺮﻫﻢ اﻷﺧﻴﺮ اﻟﺬﻱ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺃﺑﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺬاﺏ ﻓﻈﻴﻊ ﺩاﺋﻢ، ﻭﻣﻦ ﻏﻔﻞ ﻋﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬا ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻌﺪﻭﺩا ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻣﻦ ﻳﻌﻠﻢ ; ﻛﻤﺎ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻵﻳﺎﺕ اﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ اﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ، ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﻧﻔﻰ ﻋﻨﻬﻢ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ اﺳﻢ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﻜﺎﻣﻞ، ﺃﺛﺒﺖ ﻟﻬﻢ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺤﻘﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ.
ﻭﻋﺎﺏ ﺫﻟﻚ اﻟﻨﻮﻉ اﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ، ﺑﻌﻴﺒﻴﻦ ﻋﻈﻴﻤﻴﻦ: ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﻗﻠﺘﻪ ﻭﺿﻴﻖ ﻣﺠﺎﻟﻪ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﻇﺎﻫﺮا ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭاﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﻘﺼﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺤﻘﺎﺭﺓ ﻭﺿﻴﻖ اﻟﻤﺠﺎﻝ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺨﺎﻟﻖ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ، ﻭاﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻭاﻣﺮﻩ ﻭﻧﻮاﻫﻴﻪ، ﻭﺑﻤﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻋﺒﺪﻩ ﻣﻨﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﺒﻌﺪﻩ ﻋﻨﻪ، ﻭﻣﺎ ﻳﺨﻠﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﻌﻴﻢ اﻷﺑﺪﻱ ﻭاﻟﻌﺬاﺏ اﻷﺑﺪﻱ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ اﻟﺨﻴﺮ ﻭاﻟﺸﺮ.
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﻤﺎ: ﻫﻮ ﺩﻧﺎءﻩ ﻫﺪﻑ ﺫﻟﻚ اﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻋﺪﻡ ﻧﺒﻞ ﻏﺎﻳﺘﻪ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻫﻲ ﺳﺮﻳﻌﺔ اﻻﻧﻘﻄﺎﻉ ﻭاﻟﺰﻭاﻝ، ﻭﻳﻜﻔﻴﻚ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺪﻧﻴﻮﻱ ﺃﻥ ﺃﺟﻮﺩﺃﻭﺟﻪ اﻹﻋﺮاﺏ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻇﺎﻫﺮا، ﺃﻧﻪ ﺑﺪﻝ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻗﺒﻠﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ، ﻓﻬﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﻛﻼ ﻋﻠﻢ ﻟﺤﻘﺎﺭﺗﻪ.
ﻗﺎﻝ اﻟﺰﻣﺨﺸﺮﻱ ﻓﻲ «اﻟﻜﺸﺎﻑ» : ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺑﺪﻝ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ: ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬا اﻹﺑﺪاﻝ ﻣﻦ اﻟﻨﻜﺘﺔ ﺃﻧﻪ ﺃﺑﺪﻟﻪ ﻣﻨﻪ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻘﺎﻣﻪ، ﻭﻳﺴﺪ ﻣﺴﺪﻩ ﻟﻴﻌﻠﻤﻚ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﻡ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ اﻟﺠﻬﻞ، ﻭﺑﻴﻦ ﻭﺟﻮﺩ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ اﻟﺪﻧﻴﺎ.
ﻭﻗﻮﻟﻪ: ﻇﺎﻫﺮا ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﻔﻴﺪ ﺃﻥ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻇﺎﻫﺮا ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ ﻓﻈﺎﻫﺮﻫﺎ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻓﻪ اﻟﺠﻬﺎﻝ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺰﺧﺎﺭﻓﻬﺎ، ﻭاﻟﺘﻨﻌﻢ ﺑﻤﻼﺫﻫﺎ ﻭﺑﺎﻃﻨﻬﺎ، ﻭﺣﻘﻴﺘﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺠﺎﺯ ﺇﻟﻰ اﻵﺧﺮﺓ، ﻳﺘﺰﻭﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭاﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ، ﻭﻓﻲ ﺗﻨﻜﻴﺮ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺇﻻ ﻇﺎﻫﺮا ﻭاﺣﺪا ﻣﻦ ﻇﻮاﻫﺮﻫﺎ. ﻭﻫﻢ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺒﺘﺪﺃ، ﻭﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ﺧﺒﺮﻩ، ﻭاﻟﺠﻤﻠﺔ ﺧﺒﺮ ﻫﻢ اﻷﻭﻟﻰ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﻜﺮﻳﺮا ﻟﻷﻭﻟﻰ، ﻭﻏﺎﻓﻠﻮﻥ ﺧﺒﺮ اﻷﻭﻟﻰ، ﻭﺃﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺬﻛﺮﻫﺎ ﻣﻨﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻌﺪﻥ اﻟﻐﻔﻠﺔ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻣﻘﺮﻫﺎ، ﻭﻣﺤﻠﻬﺎ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻨﺒﻊ ﻭﺇﻟﻴﻬﻢ ﺗﺮﺟﻊ، اﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻡ ﺻﺎﺣﺐ «اﻟﻜﺸﺎﻑ» .
ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ: ﻭﻓﻲ ﺗﻨﻜﻴﺮ ﻗﻮﻟﻪ: ﻇﺎﻫﺮا ﺗﻘﻠﻴﻞ ﻟﻤﻌﻠﻮﻣﻬﻢ، ﻭﺗﻘﻠﻴﻠﻪ ﻳﻘﺮﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻲ، ﺣﺘﻰ ﻳﻄﺎﺑﻖ اﻟﻤﺒﺪﻝ ﻣﻨﻪ، اه، ﻭﻭﺟﻬﻪ ﻇﺎﻫﺮ.
ﻭاﻋﻠﻢ ﺃﻥ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﻌﻠﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻠﻮﻡ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻭﺿﺤﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻏﺎﻳﺔ اﻹﻳﻀﺎﺡ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ «ﻣﺮﻳﻢ» ، ﻓﻲ اﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ﺃﻃﻠﻊ اﻟﻐﻴﺐ ﺃﻡ اﺗﺨﺬ ﻋﻨﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻬﺪا﴾، ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻌﻠﻮﻡ اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﺎ ﺣﻘﺎﺭﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻏﻔﻞ ﻋﻨﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ اﻟﻜﻔﺎﺭ، ﺇﺫا ﺗﻌﻠﻤﻬﺎ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﻭاﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻣﻄﺎﺑﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﺃﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻧﺒﻴﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﺷﺮﻑ اﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺃﻧﻔﻌﻬﺎ ; ﻷﻧﻬﺎ ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﻼء ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﺮﺿﺎﺗﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ، ﻭﺇﺻﻼﺡ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ، ﻓﻼ ﻋﻴﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﺫﻥ ; ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﺃﻋﺪﻭا ﻟﻬﻢ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ، ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺇﻋﺪاﺩ اﻟﻤﺴﺘﻄﺎﻉ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﺓ اﻣﺘﺜﺎﻻ ﻷﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺳﻌﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ، ﻭﺇﻋﻼء ﻛﻠﻤﺘﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﻋﻠﻢ اﻟﻜﻔﺎﺭ اﻟﻐﺎﻓﻠﻴﻦ ﻋﻦ اﻵﺧﺮﺓ ﻛﻤﺎ ﺗﺮﻯ، ﻭاﻵﻳﺎﺕ ﺑﻤﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭاﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. اه
فهرس القناة
01 شرح الأصول الثلاثة
02 الشرح المشبع على القواعد الأربع
03 تبصير الأنام بشرح نواقض الإسلام
04 الإيمان حقيقته ونواقضه
05 أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر
06 هذه عقيدتي عقيدة أهل السنة والجماعة
07 خطب التوحيد
08 إثراء المقال في شرح رد الإمام على الجهمي الضال
09 شرح رسالة العبودية
10 القول السديد في تحقيق التوحيد
11 بذل المساعي في شرح رسالة اعتقاد الإمام الشافعي
12 البيان والتسديد بشرح الأربعين في دلائل التوحيد
13 شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل
14 التعليق على مسائل عقدية من مجموع فتاوى شيخ الإسلام
15 البيان لرسالة نواة الإيمان
16 شرح رسالة أصول السنة للإمام الحميدي
17 الإعانة على تقريب الشرح والإبانة لابن بطة
18 شرح اللمعة في الاجوبة السبعة لشيخ الإسلام
19 بيان الأدلة الظاهرة في التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة للآجري
20 المرقاة إلى مفتاح الجنة
21 عون القاري بالتعليق على شرح السنة للبربهاري
22 فصول في التوحيد
23 القول البين الأظهر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
24 توفيق رب العباد في شرح كتاب تطهير الاعتقاد من إدران الإلحاد
25 الهداية الربانية في شرح العقيدة الطحاوية
26 سياج العقيدة الإيمان بالله
27 السبيل المنجي من الفتن
28 شرح الواسطية
29 شرح رسالة الإمام محمد بن عبدالوهاب لأهل القصيم في بيان عقيدته
30 دليل السائر إلى الجنة شرح مختار في أصول السنة
31 إثبات الصورة لله تعالى ملخص من بيان تلبيس الجهمية لشيخ الإسلام ابن تيمية
32 شرح كتاب الإيمان الأوسط الكبير لابن تيمية
33 الهادي الحثيث في شرح عقيدة السلف وأصحاب الحديث
34 هداية الأنام إلى مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام
35 شرح الرسالة المفيدة المهمة الجليلة
36 شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري
37 فصول في بيان الشرك الأصغر
38 فصول في بيان الشرك الأكبر
39 الإرشاد بشرح الإقتصاد في الاعتقاد
40 تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد
41 شرح رسالة الصلاة لﻹمام أحمد بن حنبل
42 الوصية بالتوحيد
43 شرح أصل السنة واعتقاد الدين للإمامين الرازيين
44 النفحات المسكية في التعليق على الفتوى الحموية
45 التعليقات الإيضاحية على القاعدة المراكشي
46 شروح رسائل الإمام المجدد
47 شرح صريح السنة لﻹمام الطبري
48 فتح الرب الحميد بشرح تجريد التوحيد المفيد
49 الإفهام شرح بلوغ المرام
50 منحة الملك الجليل شرح صحيح محمد بن إسماعيل البخاري
51 توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم
52 التعليقات الملاح على تهذيب مقدمة ابن الصلاح
53 حل العقدة في شرح العمدة
54شرح رسالة شروط الصلاة وواجباتها وأركانها
55 الإلمام بشيء من أحكام الصيام
56 دروس في رمضان
57 التقليد والإفتاء والاستفتاء
58 فصول في التربية
59 أذكار الصباح والمساء
01 شرح الأصول الثلاثة
02 الشرح المشبع على القواعد الأربع
03 تبصير الأنام بشرح نواقض الإسلام
04 الإيمان حقيقته ونواقضه
05 أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر
06 هذه عقيدتي عقيدة أهل السنة والجماعة
07 خطب التوحيد
08 إثراء المقال في شرح رد الإمام على الجهمي الضال
09 شرح رسالة العبودية
10 القول السديد في تحقيق التوحيد
11 بذل المساعي في شرح رسالة اعتقاد الإمام الشافعي
12 البيان والتسديد بشرح الأربعين في دلائل التوحيد
13 شرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل
14 التعليق على مسائل عقدية من مجموع فتاوى شيخ الإسلام
15 البيان لرسالة نواة الإيمان
16 شرح رسالة أصول السنة للإمام الحميدي
17 الإعانة على تقريب الشرح والإبانة لابن بطة
18 شرح اللمعة في الاجوبة السبعة لشيخ الإسلام
19 بيان الأدلة الظاهرة في التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة للآجري
20 المرقاة إلى مفتاح الجنة
21 عون القاري بالتعليق على شرح السنة للبربهاري
22 فصول في التوحيد
23 القول البين الأظهر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
24 توفيق رب العباد في شرح كتاب تطهير الاعتقاد من إدران الإلحاد
25 الهداية الربانية في شرح العقيدة الطحاوية
26 سياج العقيدة الإيمان بالله
27 السبيل المنجي من الفتن
28 شرح الواسطية
29 شرح رسالة الإمام محمد بن عبدالوهاب لأهل القصيم في بيان عقيدته
30 دليل السائر إلى الجنة شرح مختار في أصول السنة
31 إثبات الصورة لله تعالى ملخص من بيان تلبيس الجهمية لشيخ الإسلام ابن تيمية
32 شرح كتاب الإيمان الأوسط الكبير لابن تيمية
33 الهادي الحثيث في شرح عقيدة السلف وأصحاب الحديث
34 هداية الأنام إلى مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام
35 شرح الرسالة المفيدة المهمة الجليلة
36 شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري
37 فصول في بيان الشرك الأصغر
38 فصول في بيان الشرك الأكبر
39 الإرشاد بشرح الإقتصاد في الاعتقاد
40 تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد
41 شرح رسالة الصلاة لﻹمام أحمد بن حنبل
42 الوصية بالتوحيد
43 شرح أصل السنة واعتقاد الدين للإمامين الرازيين
44 النفحات المسكية في التعليق على الفتوى الحموية
45 التعليقات الإيضاحية على القاعدة المراكشي
46 شروح رسائل الإمام المجدد
47 شرح صريح السنة لﻹمام الطبري
48 فتح الرب الحميد بشرح تجريد التوحيد المفيد
49 الإفهام شرح بلوغ المرام
50 منحة الملك الجليل شرح صحيح محمد بن إسماعيل البخاري
51 توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم
52 التعليقات الملاح على تهذيب مقدمة ابن الصلاح
53 حل العقدة في شرح العمدة
54شرح رسالة شروط الصلاة وواجباتها وأركانها
55 الإلمام بشيء من أحكام الصيام
56 دروس في رمضان
57 التقليد والإفتاء والاستفتاء
58 فصول في التربية
59 أذكار الصباح والمساء
Telegram
كتب الشيخ عبدالعزيز الراجحي
جمع لكتب الشيخ العلامة د. عبدالعزيز الراجحي حفظه الله
▪️العبرة بموافقة السنة ..
جاء في ترجمة الفقيه ﺻﻔﻮاﻥ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ اﻟﻘﺮﺷﻲ اﻟﺰﻫﺮﻱ ﻣﻮﻻﻫﻢ، ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﻗﻴﻞ: ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺎﺭﺙ اﻟﻤﺪﻧﻲ الثقة المفتي العابد :
ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ: ﺛﻘﺔ، ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭ ﻋﺒﺎﺩ اﻟﻠﻪ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ.
ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻌﺠﻠﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ: ﺛﻘﺔ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺷﻴﺒﺔ: ﺛﻘﺔ ﺛﺒﺖ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ: ﻛﺎﻥ ﺻﻔﻮاﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﺘﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﻄﺢ، ﻭﻓﻲ اﻟﺼﻴﻒ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ اﻟﺒﻴﺖ، ﻳﺘﻴﻘﻆ ﺑﺎﻟﺤﺮ ﻭﺑﺎﻟﺒﺮﺩ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ: ﺭﺃﻳﺖ ﺻﻔﻮاﻥ، ﻭﻟﻮ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻏﺪا اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺰﻳﺪ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻏﺴﺎﻥ اﻟﻨﻬﺪﻱ: ﺳﻤﻌﺖ اﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻗﺎﻝ: ﺣﻠﻒ ﺻﻔﻮاﻥ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻀﻊ ﺟﻨﺒﻪ ﺑﺎﻷﺭﺽ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﻘﻰ اﻟﻠﻪ، ﻓﻤﻜﺚ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ(١). اه
▪️▫️▪️▫️▪️▫️
▪️(١)قال العلامة الإتيوبي رحمه الله في حاشية شرحه البحر المحيط الثجاج ٢/٣٥٣:
ﻓﻲ ﻋﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎﺧﺮ ﻧﻈﺮ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ، ﻓﺈﻥ ﺧﻴﺮ اﻟﻬﺪﻱ ﻫﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﻡ، ﻭﻳﺼﻠﻲ، ﻓﺘﻔﻄﻦ. اه
جاء في ترجمة الفقيه ﺻﻔﻮاﻥ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ اﻟﻘﺮﺷﻲ اﻟﺰﻫﺮﻱ ﻣﻮﻻﻫﻢ، ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﻗﻴﻞ: ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺎﺭﺙ اﻟﻤﺪﻧﻲ الثقة المفتي العابد :
ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ: ﺛﻘﺔ، ﻣﻦ ﺧﻴﺎﺭ ﻋﺒﺎﺩ اﻟﻠﻪ اﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ.
ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻌﺠﻠﻲ، ﻭﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ، ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ: ﺛﻘﺔ.
ﻭﻗﺎﻝ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻦ ﺷﻴﺒﺔ: ﺛﻘﺔ ﺛﺒﺖ ﻣﺸﻬﻮﺭ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ: ﻛﺎﻥ ﺻﻔﻮاﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﺘﺎء ﻓﻲ اﻟﺴﻄﺢ، ﻭﻓﻲ اﻟﺼﻴﻒ ﻓﻲ ﺑﻄﻦ اﻟﺒﻴﺖ، ﻳﺘﻴﻘﻆ ﺑﺎﻟﺤﺮ ﻭﺑﺎﻟﺒﺮﺩ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻋﻴﺎﺽ: ﺭﺃﻳﺖ ﺻﻔﻮاﻥ، ﻭﻟﻮ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ: ﻏﺪا اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺰﻳﺪ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻏﺴﺎﻥ اﻟﻨﻬﺪﻱ: ﺳﻤﻌﺖ اﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻗﺎﻝ: ﺣﻠﻒ ﺻﻔﻮاﻥ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻀﻊ ﺟﻨﺒﻪ ﺑﺎﻷﺭﺽ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﻘﻰ اﻟﻠﻪ، ﻓﻤﻜﺚ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ(١). اه
▪️▫️▪️▫️▪️▫️
▪️(١)قال العلامة الإتيوبي رحمه الله في حاشية شرحه البحر المحيط الثجاج ٢/٣٥٣:
ﻓﻲ ﻋﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎﺧﺮ ﻧﻈﺮ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ، ﻓﺈﻥ ﺧﻴﺮ اﻟﻬﺪﻱ ﻫﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﻡ، ﻭﻳﺼﻠﻲ، ﻓﺘﻔﻄﻦ. اه
👍3💯1
▪️سبب تأليف كتاب تحفة المودود بأحكام المولود لابن القيم رحمه الله يذكرها محقق الكتاب عثمان بن جمعة؛ ط.دار عالم الفوائد.
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
https://www.tg-me.com/httpstmeelmoudawana
👍2👌2
