Telegram Web Link
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

يا غالية، لا تيأسي من روح الله، فإن باب التوبة مفتوح ما لم تغرغر الروح، والله سبحانه و تعالى أكرم من أن يرد من أقبل إليه بقلب منيب، حتى وإن عاد مراتٍ كثيرة، فإنما يفرح بتوبته كل مرة..!

فاطمئني…ربكِ رحيم، يعلم ضعفك وتعبك، ويعلم صدق نيتك في الرجوع إليه، فلا تظني أن ذنبك أعظم من مغفرته، ولا أن فتورك أقوى من رحمته..

لكن تذكّري، أن الأغاني ليست مجرد عادة خفيفة، بل هي من أعظم ما يفسد صفاء القلب ويضعف الروح..

ولا يجتمع في قلب مؤمن مزمار الشيطان وكلام الرحمن، فإذا دخل هذا خرج ذاك، ولهذا هجرتِ القرآن لأن الله عزيز لا يرضى أن يزاحمه شيء في قلب عبده، فإذا شُغل القلب بغيره تركه له..!

واحذري أن تستبدلي الذي هو أدنى بالذي هو خير، وأن تبيعي لذة المناجاة بلذة زائلة تترك في القلب وحشة وندما..

واعلمي أن الإنسان مهما حاول أن يخدع نفسه بالحجج ليُسكت صوته الداخلي، إلا أن في قرارة نفسه يدرك الحقيقة… ﴿بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره﴾..

فالإنسان في قرارة نفسه يعرف تقصيره وذنبه، حتى لو قدّم الأعذار واحتجّ بالحجج، فهو يعلم أنه لا عذر له وإنما هو اتباع الهوى لا غير..!

فكوني صادقة مع نفسك، وواجهيها، ولا تؤجلي التوبة بحثاً عن الوقت المناسب، فأنسب وقت هو الآن، وأقرب طريق هو أن تقومي لله ولو بخطوة واحدة، فيعينك هو على البقية..و إن تقرَّبتِ إليه شبرًا تقرَّب إليكِ ذراعًا، و إن تقرَّبتِ إليه ذراعًا تقرَّب إليكِ باعًا، و إن أتيتِه تمشي أتاكِ هرولة..🤍🌨️
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته..
حيا الله من تمرّ من هنا..و كتب الله لنا و لكنّ سداد القول و صلاح العمل..🪞🌨

بعد تفكيرٍ عميقٍ في كيفيّة طرد الفتور والكسل، والعودة من جديد إلى ميدان المتسابقات في طلب العلم..

وجدت أنّ من أجمل ما يُعين على ذلك أن أُجدّد علاقتي بالكتب، و أحرك قليلاً رفوف مكتبتي المنزلية و أزيح عنها غبار الهجر..

لهذا..
أفكّر في إطلاق ركنٍ جديد في القناة بعنوان:

رفوف تستحق الوقوف..📚

ركنٌ نحيا فيه مع الكتب لا كقرّاءٍ عابرين، بل كطالِباتِ فَهْمٍ وهمة بإذن الله..

سأشارككن فيه بين الحين والآخر كتابًا لنقف عنده معًا وقفةَ تدبّرٍ وتفكّر، نستلهم منه الخير ونجدد به العزم..

فكونوا قريبات من هنا..
ولنُعيد معًا حرارة الجدّ، ونتذوّق حلاوة الوقوف عند الرفوف التي تستحق الوقوف حقًا ..🌨️📚
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الحمد لله على كل حال، والصلاة والسلام على خيرِ مَن بعث رحمةً للعالمين، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وآله وصحبه أجمعين..

أخواتي في الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
.
إن سؤالك مؤلم جدّاً، والله المستعان..

فكم من قلبٍ يتمزّق ألماً، وكم من نفسٍ تُثقلها الهموم، وقد بلغ بكِ الأمر أن تكوني في غربَة، غربة الدين و الأهل، تبكين على ابنتكِ وتدعين لها بلسانٍ يذوب قهراً وحزناً، إنّها لحالةٌ صعبةٌ، وإنّها من ابتلاءاتِ الله جلّ وعلا التي لا يعلم مداها إلا هو..!

وفيما يلي تفصيلُ موقفكِ، وحكمٌ شرعيّ من الكتاب والسُنّة، ونصائحُ من أهل العلم والسّلف، و أسأله سبحانه أن ينفع به النفوس..
أولاً لتعلمي يا أمي أن هذا ابتلاءٌ من ربّ العالمين إنّ ما أصابكِ من ابتعاد البنت عن أحكام دينها، وهجرها لكِ، هو ابتلاءٌ من الله تعالى، لا من قوة لك أو لها، وهو من سنن الله في خلقه أن يبتلي المؤمنين بأنواعِ البلاء ليمتحنَهم، ويُرِّيهم أنّهم في حاجةٍ إليه، وأنّه وحده المانع والرازق والمغيّر للأحوال..

فكونكِ في غربَة، وابتعادُ ابنتكِ عنكِ، وانقطاعُها عنكِ، وكلُّ ذلك هو بلاءٌ ابتليتِ به..

وهو أيضاً مما ابتلي به بعض الأنبياء، فقد ابتلي بعضهم بأبنائه، أو بأهله، أو بخياناتهم، أو بعقوقهم، ليكون الصبر والالتجاء إلى الله لفظاً وفعلاً..

فليس هذا من الغرابة، لكن العبرة أن تجعلى موقفكِ منه سبباً للرجوع إلى الله، والتضرّع إليه، وليس سبباً لليأس أو القنوط..
أما بالنسبة لحكم عقوق الأبناء وسبّهم واذائهم، فإن عقوق الولد لوالديه يُعد من الكبائر التي نبه عليها الإسلام بشدة..

و من عقوق الأبناء الإساءةُ بالكلام، وسبّ الوالدين، وقطعُهما، فالله تعالى قال: {وَقَضىٰ رَبُّكَ أَلّا تَعْبُدُوا إِلّا إِيّاهُ، وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}..

أما بالنسبة للعاقّ تجاه والده أو والدته فالله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.. أي: لا تدعوا بغضّكم يجركم على أن تفعلوا المعروف، وإن كان الابن عاصياً، فإن واجب الوالدين هو الدعاء له، والإحسان إليه، والقيام بالواجب تجاههم..
ثم إن اجتهادك في الدعاء لها و تحري أوقات الاستجابة من دعاء، واستغفار، و غير ذلك هو طريقك الصحيح لصلاح ابنتك باذن الله، بل هو من أفضل ما يمكن أن تعينيها به لصلاحها و تغير حالها للأحسن، االدعاء سلاح المؤمن فاستمري..
جربي معها الرفق واللين، فإن الرفق ما دخل في شيءٍ إلا زانه، واصبري عليها لا تتوقّفي عن الدعاء، و لا تستعجلي الإجابة، ولا تفقدي الأمل، ولا تيأسي أبدا من روح الله، و أحسني اليها و عامليها بالمعروف، انصحيها بالحكمة والموعظة الحسنة عليكِ أن تُظهري لها الحب، و أنك تحرِصين على سلامتها، لا لمجرد فرضٍ عليكِ أو واجب أو خوفٍ على نفسكِ من الفضيحة، بل لحرصكِ عليها كأمّ تحبها..عاتبيها بلطفٍ وليس بغضب، لأني أظن الشدة في حالتها لن تجدي نفعا، خاصة و أنها في بلاد الكفر!

ومع كل هذا لا تهدري كرامتكِ ولا تسمحي لنفسك بالذُلّ، لكن كوني في موقفِ النصح و التوجيه بلطفٍ، ليس موقفَ غضب وإنما موقفُ حِكمة ورحمة..

حاولي أن تطلبي العون من أهل العلم أو المركز الإسلامي لديكم إن أمكنكِ التواصل مع شيخٍ موثوقٍ أو مركزٍ إسلامي لعلّهم يرسلوا رسالة ودٍّ لها، أو يستقبلوها للاستشارة، فذلك قد يُساعد إذا استمعت من غيرك!
و أخيرًا، لا تنسي أن دعاء الوالدين مستجاب بإذن الله، وذكّري نفسكِ أن هذه المحنة مؤقّتة، وأن الفرج آتٍ بإذنه..

احفظي قلبكِ من اليأس، ولا تدخلي في عجلةٍ أو استسلامٍ مطلقٍ، ولا تغضبي على نفسكِ أو ترميها باللوم، بل احسبي الأمر عندك اِمتحاناً يرتجى منه الثّواب إن صبرتِ..
ولا شك يا أخوات، أن ما أصاب البنت من الانحراف و الضلال والبعد عن الطاعة هو من آثار العيش في بلاد الكفر وما فيها من فتنٍ ومفسداتٍ عظيمة، فالبيئة تؤثر في القلوب والعقول، كيف ونحن نعيش في مجتمعات إسلامية نكابد الفتن من كل جانب ونجاهد أنفسنا على الثبات، فكيف بمن يعيش في بلادٍ تُجاهر بالمعصية وتُحارب فيها القيم والدين..؟!

وقد قال أحد العلماء، أن من عاش بين الكفار تأثر بعاداتهم شاء أم أبى إلا من عصمه الله..

ومن المؤسف أن بعض الناس يُغريهم بريق الدنيا، فيهربون من الفقر إلى بلاد الكفر ظنًّا أن الرزق هناك أوسع، فينسون أن التربية الإيمانية لأولادهم أهمّ من المأكل والمشرب، وأنّ الذي يرزق هناك هو نفسه الذي يرزق هنا، و من يتقي الله يجعل له مخرجا من حيث لا يحتسب..فليتقِ العبد ربَّه في نفسه وأهله، وليقدّم دينه على دنياه..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
فيما يخص أسئلة الأخوات على البوت، لست أنساكن طبعا، و سأجيب على كل سؤال إن شاء الله بما ييسره و يوفقني المولى إليه.. متى تيسر لي..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكِ الله عزيزتي وبارك فيكِ..

اعلمي أن العلمَ، سواء كان شرعيًّا أو دنيويًّا، هو خير للمرأة، تتعلم وترتقي به لتنفع نفسها ومجتمعها بإذن الله، وليس في الإسلام حدٌّ يمنع المرأة من طلب العلم، ما دامت ملتزمة بضوابط الشرع وآدابه..

وأن الاختلاط شرٌّ لا خير فيه، ومنكر عظيم، وذريعة إلى الفتنة والفاحشة، فالسلامة منه واجبة ما أمكن..

وقد سُئل الشيخ ربيع المدخلي رحمه الله عن شبابٍ تعرضوا للأذى من والديهم يتمثل في الطرد من البيت، و الضرب و الشتم و اللعن، بسبب تركهم للدراسة في الإختلاط، فقال في نصيحته لهم:

«اصبروا، وحاولوا إقناع والديكم بأن هذا دين الله، وأن الذي حرّم الاختلاط هو الله، وأن بقاءكم فيه يضر بدينكم، ولعلهم يقتنعون، فإن لم يقتنعوا فسيغضبون أيامًا ثم يرضون، فاصبروا...»

وهذه نصيحتي لكِ كذلك، إن رأيتِ أنك تخشين على نفسك الفتنة أو ذهاب دينك أو حياءكِ بمواصلة الدراسة في بيئةٍ مختلطة، فاصبري لله، واحتسبي الأجر، ومن ترك شيئًا لله عوّضه الله خيرًا منه، والله سبحانه كريمٌ لا يُضيع عبدًا صدق معه..
واعلمي أنكِ لستِ وحدكِ في هذا البلاء، فكثيرٌ من الأخوات يشتكين ما تشتكينه، من معارضة الأهل أو سوء الفهم، وهو أمرٌ مؤلم حقًّا، لكننا نسأل الله الثبات لنا ولهن جميعًا...

وأحب أن أطمئنكِ أن والديكِ لا يريدان إيذاءك، أو اضطهادكِ، وإنما يظنان عن حسن قصد أنهم بهذا يحمونك ويؤمِّنون مستقبلك، وهذا تفكير أغلب العامة لضعف الوازع الديني لديهم، فلا يحمل قلبكِ عليهما شيئًا، وواصلي إحسانك إليهما، واصبري على أذاهما، وادفعي بالتي هي أحسن، وإن لم يكن الصبر من طبعك فجاهدي نفسك عليه، فإن في الصبر خيرًا كثير..

أما بخصوص سؤالك عن الإقامة الجامعية و نزع الملابس فيها فلا أظن الأمر له علاقة بذلك و قد أجابت اللجنة الدائمة بسؤال عن حكم دخول البنات المدن الجامعية الخاصة بهن فكان الجواب..أنه لا حرج في التحاقهن بها مدامت خاصة بهن فقط..

و لهم أيضا جواب في معنى حديث "أيما امرأة نزعت ثبابها في غير بيتها خرق الله عنها ستره"..

أن المراد منعها من التساهل في كشف ملابسها في غير بيت زوجها على وجه ترى فيه عورتها و تتهم فيه لقصد فعل الفاحشة و نحو ذلك، أما خلع ثيابها في محل آمن كبيت أهلها و محارمها لابدالها بغيرها أو للتنفس و نحو ذلك من المقاصد المباحة البعيدة عن الفتنة فلا حرج في ذلك..
وسبحان الله..!
في الرسالة السابقة كانت أمٌّ تبكي ضلال ابنتها، وتدعو الله أن يهديها لتستقيم، وفي هذه الرسالة نرى ابنةً تجاهد أهلها لتثبت على استقامتها..!

فسبحان من يبتلي هذا بالصبر على ضياع أحبّته، ويبتلي ذاك بالصبر على مخالفة أحبّته، وكلٌّ يُمتحن في موضعه، ليظهر صدقُ إيمانه..!

نسأل الله أن يثبت بنات المسلمين على دينه، وأن يهدي قلوب الآباء والأمهات لما يحبّه ويرضاه..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2025/10/31 03:23:39
Back to Top
HTML Embed Code: