خلجات🖤🎃
🎀🖤🩷
مساء الخير عزيزي الخياليّ صاحب الأكتاف العريضة،
تقول الفكرة الشائعة في الأدب أن أغزر فترة يبدع فيها الإنسان هي فترات الحُزن والوِحدة، وفي مرةٍ سُئل زياد رحباني الموسيقي الملحّن الشهير عن سبب غيابه عن الساحة لفترة أربع سنوات وربما أكثر، فأجاب بأنّه كان يعيش الحب والسّعادة واقعاً فلماذا عليه أن يُلحّن ؟.
لكنني شخصياً يا عزيزي أميل للكتابة أكثر حينما أكون في غمرة الشعور، سعادته أو حزنه، وهذا الاعتراف المختصر آمل أنه سيجعلك تستنتج لماذا مرت فترة طويلة على آخر مرة كتبتُ لك فيها؛ ببساطةٍ لأنني كنت في الهدوء البارد الذي يتلو العاصفة، ولأنني كنت أُفرِغُ لحظياً دلو الكلمات عندي تجاه السماء فآتي بعدها للورق فأجد أنه لاشيء صارخ، لا شيء يمزقني لأتكلم، لا شيءَ يتوسّلُ إليّ جاثياً على ركبتَيه لأكتبه!.
وأعلم أنّك الآن تنظرُ في رسالتي هذهِ وتطرحُ السؤال الذي يجعلني اتأكد من أنّك شخصيَ الحاذِق الذي يستحقُّ أن أحبّه، وسؤالك هو : ما الذي جعلكِ روضة تخرجين من كهفِ صمتِك الطويل الذي دام قرابةَ عامٍ لتكتبي هذهِ الرسالةَ الآن ؟ ..وتعلمُ أيضاً يا عزيزي الذي يحفظُ تفاصيلي الصغيرة والكبيرة، أنّي سأردُّ عليك بعبارتي المعتادة : _ سؤالٌ جميل .. سؤالٌ حلو !.
ولكن عزيزي، ولأنّني امرأةٌ شاعريّةٌ، سيدةُ العُمقِ والمعنى كما أظنّ أنّه سيحلو لكَ تسميتي، فأنا لن ألقّنك الإجابة، لن أطعمها بشكل روبوتيّ لك، سأدعُكَ تسلك دربَ ليلى القصيرِ والطويلِ لتجدها.
طُف حولي بِحُبٍّ وبعينين واسعتين وستفهمني وتفهم الإجابة من بريقِ عَينيّ ومن الطريقة التي أُحرِّك بها يَدي ولن تكون مضطراً حينها للوقوف في طابور الانتظار تنتظرني حتى يحلو لي أن أعبّر بالكلمات البيّنات الواضحات.
جدِ الإجابةَ داخل الأسرار المعلقة في السطور، عِش ولو يوماً واحداً مُكتشفاً للألغاز، عش قبل أن تموت وأنت لم تعش بعد، ويا عزيزي لو تدري، ما الحياةُ إلا لغزٌ كبير، وما المرأة إلا أجمل ألغازها!.
لقد تلقّيتُ الفترةَ الماضية كميّةً هائلة من الهدايا والورود، كميّةً كفيلةً بجعلي أشعر أنّني أميرةٌ ضحكت لها الحياة بعد ما أبكتها كثيراً، شعرتُ أنّ تيجاناً وُضِعت على رأسي بعدما أدمنتُ السجود، وحقيقٌ أنه من تواضع لله رفعَهُ الله، كان شريط عمري يمر وسط ذهولي وإرباكي، إنّ الإنسان لا يحتمل قَدراً كبيراً جدا من الشعور، أيّ شعور، لذلك يلجأ للصمت أو الكتابة.
لقد هبَّتِ العاصفة، وانطفأتِ العاصفة، وأزهرَ البحر العظيم فصار في مَدِّهِ وجَزرِهِ يضرب شواطئنا بالكثير من الجمال، وبقي الإنسان أمام مملكة الطبيعة الشعوريةِ تلك مُربكاً لكنه ممتنٌّ لهذا التنوع الكبير.
ياللحياة في تقلباتها، ويا للرحمن ما أبدعه في تدبير شؤون خلقه، ويا لهف نفسي للحمد لله. 🩷
_ روضة شوا
#ر_خ_ذ
#سلسلة_عمق
تقول الفكرة الشائعة في الأدب أن أغزر فترة يبدع فيها الإنسان هي فترات الحُزن والوِحدة، وفي مرةٍ سُئل زياد رحباني الموسيقي الملحّن الشهير عن سبب غيابه عن الساحة لفترة أربع سنوات وربما أكثر، فأجاب بأنّه كان يعيش الحب والسّعادة واقعاً فلماذا عليه أن يُلحّن ؟.
لكنني شخصياً يا عزيزي أميل للكتابة أكثر حينما أكون في غمرة الشعور، سعادته أو حزنه، وهذا الاعتراف المختصر آمل أنه سيجعلك تستنتج لماذا مرت فترة طويلة على آخر مرة كتبتُ لك فيها؛ ببساطةٍ لأنني كنت في الهدوء البارد الذي يتلو العاصفة، ولأنني كنت أُفرِغُ لحظياً دلو الكلمات عندي تجاه السماء فآتي بعدها للورق فأجد أنه لاشيء صارخ، لا شيء يمزقني لأتكلم، لا شيءَ يتوسّلُ إليّ جاثياً على ركبتَيه لأكتبه!.
وأعلم أنّك الآن تنظرُ في رسالتي هذهِ وتطرحُ السؤال الذي يجعلني اتأكد من أنّك شخصيَ الحاذِق الذي يستحقُّ أن أحبّه، وسؤالك هو : ما الذي جعلكِ روضة تخرجين من كهفِ صمتِك الطويل الذي دام قرابةَ عامٍ لتكتبي هذهِ الرسالةَ الآن ؟ ..وتعلمُ أيضاً يا عزيزي الذي يحفظُ تفاصيلي الصغيرة والكبيرة، أنّي سأردُّ عليك بعبارتي المعتادة : _ سؤالٌ جميل .. سؤالٌ حلو !.
ولكن عزيزي، ولأنّني امرأةٌ شاعريّةٌ، سيدةُ العُمقِ والمعنى كما أظنّ أنّه سيحلو لكَ تسميتي، فأنا لن ألقّنك الإجابة، لن أطعمها بشكل روبوتيّ لك، سأدعُكَ تسلك دربَ ليلى القصيرِ والطويلِ لتجدها.
طُف حولي بِحُبٍّ وبعينين واسعتين وستفهمني وتفهم الإجابة من بريقِ عَينيّ ومن الطريقة التي أُحرِّك بها يَدي ولن تكون مضطراً حينها للوقوف في طابور الانتظار تنتظرني حتى يحلو لي أن أعبّر بالكلمات البيّنات الواضحات.
جدِ الإجابةَ داخل الأسرار المعلقة في السطور، عِش ولو يوماً واحداً مُكتشفاً للألغاز، عش قبل أن تموت وأنت لم تعش بعد، ويا عزيزي لو تدري، ما الحياةُ إلا لغزٌ كبير، وما المرأة إلا أجمل ألغازها!.
لقد تلقّيتُ الفترةَ الماضية كميّةً هائلة من الهدايا والورود، كميّةً كفيلةً بجعلي أشعر أنّني أميرةٌ ضحكت لها الحياة بعد ما أبكتها كثيراً، شعرتُ أنّ تيجاناً وُضِعت على رأسي بعدما أدمنتُ السجود، وحقيقٌ أنه من تواضع لله رفعَهُ الله، كان شريط عمري يمر وسط ذهولي وإرباكي، إنّ الإنسان لا يحتمل قَدراً كبيراً جدا من الشعور، أيّ شعور، لذلك يلجأ للصمت أو الكتابة.
لقد هبَّتِ العاصفة، وانطفأتِ العاصفة، وأزهرَ البحر العظيم فصار في مَدِّهِ وجَزرِهِ يضرب شواطئنا بالكثير من الجمال، وبقي الإنسان أمام مملكة الطبيعة الشعوريةِ تلك مُربكاً لكنه ممتنٌّ لهذا التنوع الكبير.
ياللحياة في تقلباتها، ويا للرحمن ما أبدعه في تدبير شؤون خلقه، ويا لهف نفسي للحمد لله. 🩷
_ روضة شوا
#ر_خ_ذ
#سلسلة_عمق
في كل عامٍ حين يأتي هذا اليوم الجليل " يوم عرفة" تكتشف أنّه ما زال هناك الكثير من الثقوب التي تحتاج لترقيع، الكثير من الفراغات التي تحاول ملأها بالدعوات، الكثير من الحاجات التي تقف عندها عاجزاً عن التدبير، الكثير من الأمنيات والأشواق والرسائل التي لم يقرَأْها أحدٌ إلا حُرّاسُ السّماءِ في الليل.
وتَعرفُ في يوم عَرفة أنّ لكَ ربٌّ يسمعُك ويستجيبُ لك بل ويكرِمُك، فتحمدُه على كلِّ ما أعطى وعلى كلِّ ما منع، ثم تتأملُ حالَكَ العامَ الذّي مضى فتبتسمُ لأنّك تعيشُ في كنفِ دعاءِ ذاكَ اليوم، ولا يسعُك في النهاية إلا أن تتمنى وترجو من أعمقِ بقعةٍ داخلك أن تلقاه وهو عنكَ راضٍ، وأن تجيئَهُ بقلبٍ سليمٍ يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنون. 🖤
_ روضة شوا
أذكركم وأذكر نفسي بصيام يوم عرفة والإلحاح على الله بالدعاء، نظفوا بيوتكم واغتسلوا وافتقروا على باب الكريم الذي لا يرد سائلاً أبداً سأله.
وتَعرفُ في يوم عَرفة أنّ لكَ ربٌّ يسمعُك ويستجيبُ لك بل ويكرِمُك، فتحمدُه على كلِّ ما أعطى وعلى كلِّ ما منع، ثم تتأملُ حالَكَ العامَ الذّي مضى فتبتسمُ لأنّك تعيشُ في كنفِ دعاءِ ذاكَ اليوم، ولا يسعُك في النهاية إلا أن تتمنى وترجو من أعمقِ بقعةٍ داخلك أن تلقاه وهو عنكَ راضٍ، وأن تجيئَهُ بقلبٍ سليمٍ يومَ لا ينفعُ مالٌ ولا بنون. 🖤
_ روضة شوا
أذكركم وأذكر نفسي بصيام يوم عرفة والإلحاح على الله بالدعاء، نظفوا بيوتكم واغتسلوا وافتقروا على باب الكريم الذي لا يرد سائلاً أبداً سأله.
Forwarded from د. إياد قنيبي
١٠٠ دعاء عظيم صحيح..لا تغفلوا عنها في هذا اليوم.
Forwarded from د. إياد قنيبي
١٠٠_دعاء_من_الكتاب_والسُّنة_الصحيحة_محمد_صالح_المنجد_1.pdf
2.8 MB
مستند من د. إياد قنيبي
اللهم أسعدنا وأسعِد بنا، واهدنا واهدِ بنا، وفهّمنا وعلمنا وفقهنا وعلّم وفهّم وفقّه بنا بعفو وعافية منك يارب العالمين، اللهم هيء لنا الصحبة الصالحة أينما حللنا وارتحلنا، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وأعِن بنا، اللهم تقبلنا فيمن تقبلت وأنبتنا نباتاً حسناً واصنعنا على عينك ، اللهم اعزمنا إلى بيتك الحرام، اجعلنا ضيوفا عندك يا رحمن وأكرمنا وتعطف علينا وتصدق علينا وأزواجنا وآباءنا وذرياتنا يارب🖤.
الجمال ليس في تناسق الملامح، بل في حركتها لحظة انبعاث الحياة فيها، كالابتسامة حين تشرق من الوجه، تباشير الفرح لحظة اللقاء، حتى الجمود لحظة التأمل والانسجام؛ له حضوره وجماله، هذه الصور هي التي تلتصق في ذاكرتنا ولاتغادرها ابدًا.
🖤🩷
_ لصاحبها
🖤🩷
_ لصاحبها
كل عام وأنتم بألف خير أهل خلجات ..
يارب الجمال والحب والسعادة ترافق دروبكم🎀 ..
كونوا متل ما انتو وحبوا حالكم متل ما انتو وتمنوا الخير للكل وحتلاقوا الخير عطول .🩷
يارب الجمال والحب والسعادة ترافق دروبكم🎀 ..
كونوا متل ما انتو وحبوا حالكم متل ما انتو وتمنوا الخير للكل وحتلاقوا الخير عطول .🩷
Forwarded from بوصلة
يُعلن مشروع بوصلة عن عقد محاضرة بعنوان:
🤍 بوصلة الزوجة 🤍
⚪️ مع أ. تسنيم راجح
⚪️ يوم السبت، الموافق 14/6/2025
⚪️ في تمام الساعة 5:00 عصرًا بتوقيت الأردن ومكة المكرمة.
📢 الحضور : عن بعد عبر البث المباشر.
🤍 المحاضرة عامة ومجانية 🤍
📍 للتسجيل، يرجى تعبئة النموذج التالي:
https://forms.gle/buyixVYpK2iP5eQj6
#بوصلة
#النفس_المطمئنة
https://forms.gle/buyixVYpK2iP5eQj6
#بوصلة
#النفس_المطمئنة
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
خلجات🖤🎃
https://www.facebook.com/share/v/1CUy28KrD8/
المجد للأشياء التي لها روح والمجد للأشخاص الذين يَلمِسون ويُلمَسون بأرواحهم🩷
خلجات🖤🎃
https://www.instagram.com/reel/DLClJszMymO/?igsh=c2l6NnI2c2E5ajZr
🩷🩷
ضروري الإنسان يفهم ويستوعب هالكلام ليرتاح ويريح الي معاه🖤
ضروري الإنسان يفهم ويستوعب هالكلام ليرتاح ويريح الي معاه🖤
خلجات🖤🎃
🎀✨
لقد كان اليوم مميزاً بطريقةٍ عفويّةٍ هادئة!،
هل جربت السعادة الهادئة؟
اليوم كأنه يوم خارج من إحدى الحلقات الأخيرة من المسلسلات السوريّة القديمة، حين ينتصر الخير على الشر أخيراً ويبتسم الجميع في لقطةٍ أخيرة وادعة!.
ما كانت حياتنا إلا مسلسل قديم نحمل بداخلنا له الكثير من الحنين،
ونتساءل هل حنيننا لبساطة الزمن الجميل ذاك أم لأرواحنا حين كنا هناك، هناك حيث كل شيء كان بسيطا لأبعد حد.
اليوم بعد نوم مقتضب دام ثلاث ساعات، أنهي أذكاري وصلاة الضحى كما اعتدت وأخرج في الثامنة، العصافير ما تزال دؤوبة، روحي عادت مشرقة، والحافلة اليوم فارغة، أي أنّ هناك مكان لأجلس!، يالها من نعمة، لن أبقى طوال الطريق الطويل واقفة!، السائق يضع بعضا من أغنيات فيروز الجميلة التي لم أركز معها لأنني ببساطةٍ مشغولة في مراجعة مَرجع الجراحات الذي بين يدي!، الأطباء في موعدهم المحدد ، لا مزيد من الانتظار، سؤال واضح وبسيط
" ما الذي تفعلينه إذا راجعك مريض في الإسعاف في شعبة الحروق ؟" إجابة سلسة، وذاكرة جيدة، وجو مريح، وعلامة تسعد القلب،
الطريق مُيسّرة، معبّدة أخيراً كي أضع اللبنة الأخيرة في لوحةٍ صغيرة!، الطريق لا تصير معبدة إلا في الحلقة الأخيرة!، أما البدايات فَوَعرِة وشائكة ولابد أن تقع في الكثير من المطبات، يا ترى كم عدد هذا الميل في طريق الألف ميل الذي بدأتُهُ بخطوة!
اليوم بفضل الله أتممت آخر ستاج عملي لي في كلية الطب البشري!،
معنى ذلك أنّ كل تلك التفاصيل المنهكة صارت وميض ذكرى فحسب!، كل الأروقة التي وقفتُ فيها على أعصابي أنتظرُ دوري للمقابلة والاختبار صارت مجرد معالم تاريخية أعود إليها لالتقاط ما علق في ذهني من الذكريات، كل تلك الدموع وكل ذاك السهر، وتلك التقلصات المزعجة في معدتي لم تعد إلا سببا كافيا في جعلي فخورة بذاتي التي كافحت رغم الحرب وكل ظروف الأسى! كل ذلك ما هو إلا سبب لأنني ممتنة لله الذي لم يفارقني ولو للحظةٍ واحدة!.
صاحب صوت جميل، يشرب قهوته ويؤجل كل مشاريعه الكثيرة ومشاكله الكبيرة ليستمع لذكرياتي ثم يقول في النهاية: أنا فخور بكِ روضة!.
اجتماعٌ لطيف، اعترافاتٌ صغيرة، عودةٌ إلى البدايات، ورسمٌ للمستقبل بتطلعاتِ عيونٍ بريئةٍ حالمة وقلوبٍ صادقة فيما تسعى إليه، وزوجٌ أنيقٌ من الجوارب كي يبقى ذكرى الطريق الذي قطعناه كفريقٍ سوياً.
مشيٌ مع روح من ذات الرحم تحبك وتحبها، آيس كريم بالموكا المُرة، والمانجو اللاذعة، وصورٌ مع ورد عباد الشمس، والكثير من اللحظات التي تأمل أن تظل محفوظة في عقلك ضمن إطار وعنوان " أنا هنا لتتذكرني وتبتسم وربما تدمع عيناك!".
محادثات طويلة وجهاً لوجه مع جدتي التي عادت بعد تسع سنوات من الغربة والغياب، جدتي التي كانت تحيك ضفائري بكل حب، عادت لتحيك لنا الذكريات على هيئة قصص قديمة !.
وسؤال وجودي يصاحبني دائما كلما التقيتُ أحداً أحبّه
" جدتي هل تشعرين أنكِ شخص محظوظ؟"
فأنا يا جدتي أشعر بذلك، أشعر أنني محظوظة وحظي ذاك كان الحكمة في رؤية الكون، وما يُلقّى الحكمة إلا ذو حظٍ عظيم،
فالحمد لله .
_ روضه شوا.🩷
#ذكرى 25/6/2025
هل جربت السعادة الهادئة؟
اليوم كأنه يوم خارج من إحدى الحلقات الأخيرة من المسلسلات السوريّة القديمة، حين ينتصر الخير على الشر أخيراً ويبتسم الجميع في لقطةٍ أخيرة وادعة!.
ما كانت حياتنا إلا مسلسل قديم نحمل بداخلنا له الكثير من الحنين،
ونتساءل هل حنيننا لبساطة الزمن الجميل ذاك أم لأرواحنا حين كنا هناك، هناك حيث كل شيء كان بسيطا لأبعد حد.
اليوم بعد نوم مقتضب دام ثلاث ساعات، أنهي أذكاري وصلاة الضحى كما اعتدت وأخرج في الثامنة، العصافير ما تزال دؤوبة، روحي عادت مشرقة، والحافلة اليوم فارغة، أي أنّ هناك مكان لأجلس!، يالها من نعمة، لن أبقى طوال الطريق الطويل واقفة!، السائق يضع بعضا من أغنيات فيروز الجميلة التي لم أركز معها لأنني ببساطةٍ مشغولة في مراجعة مَرجع الجراحات الذي بين يدي!، الأطباء في موعدهم المحدد ، لا مزيد من الانتظار، سؤال واضح وبسيط
" ما الذي تفعلينه إذا راجعك مريض في الإسعاف في شعبة الحروق ؟" إجابة سلسة، وذاكرة جيدة، وجو مريح، وعلامة تسعد القلب،
الطريق مُيسّرة، معبّدة أخيراً كي أضع اللبنة الأخيرة في لوحةٍ صغيرة!، الطريق لا تصير معبدة إلا في الحلقة الأخيرة!، أما البدايات فَوَعرِة وشائكة ولابد أن تقع في الكثير من المطبات، يا ترى كم عدد هذا الميل في طريق الألف ميل الذي بدأتُهُ بخطوة!
اليوم بفضل الله أتممت آخر ستاج عملي لي في كلية الطب البشري!،
معنى ذلك أنّ كل تلك التفاصيل المنهكة صارت وميض ذكرى فحسب!، كل الأروقة التي وقفتُ فيها على أعصابي أنتظرُ دوري للمقابلة والاختبار صارت مجرد معالم تاريخية أعود إليها لالتقاط ما علق في ذهني من الذكريات، كل تلك الدموع وكل ذاك السهر، وتلك التقلصات المزعجة في معدتي لم تعد إلا سببا كافيا في جعلي فخورة بذاتي التي كافحت رغم الحرب وكل ظروف الأسى! كل ذلك ما هو إلا سبب لأنني ممتنة لله الذي لم يفارقني ولو للحظةٍ واحدة!.
صاحب صوت جميل، يشرب قهوته ويؤجل كل مشاريعه الكثيرة ومشاكله الكبيرة ليستمع لذكرياتي ثم يقول في النهاية: أنا فخور بكِ روضة!.
اجتماعٌ لطيف، اعترافاتٌ صغيرة، عودةٌ إلى البدايات، ورسمٌ للمستقبل بتطلعاتِ عيونٍ بريئةٍ حالمة وقلوبٍ صادقة فيما تسعى إليه، وزوجٌ أنيقٌ من الجوارب كي يبقى ذكرى الطريق الذي قطعناه كفريقٍ سوياً.
مشيٌ مع روح من ذات الرحم تحبك وتحبها، آيس كريم بالموكا المُرة، والمانجو اللاذعة، وصورٌ مع ورد عباد الشمس، والكثير من اللحظات التي تأمل أن تظل محفوظة في عقلك ضمن إطار وعنوان " أنا هنا لتتذكرني وتبتسم وربما تدمع عيناك!".
محادثات طويلة وجهاً لوجه مع جدتي التي عادت بعد تسع سنوات من الغربة والغياب، جدتي التي كانت تحيك ضفائري بكل حب، عادت لتحيك لنا الذكريات على هيئة قصص قديمة !.
وسؤال وجودي يصاحبني دائما كلما التقيتُ أحداً أحبّه
" جدتي هل تشعرين أنكِ شخص محظوظ؟"
فأنا يا جدتي أشعر بذلك، أشعر أنني محظوظة وحظي ذاك كان الحكمة في رؤية الكون، وما يُلقّى الحكمة إلا ذو حظٍ عظيم،
فالحمد لله .
_ روضه شوا.🩷
#ذكرى 25/6/2025