حدثتني الوالدة عن قريب في العائلة يَعيبُ عليه مديره في المدرسة الكلام بالفصحى، وينصحه بإن يتحدث بالعاميّة فإن الناس لا تفهم ويبتعد عن المثالية في التدريس.
فقلت لها: علّه حسنًا يفعل إذا أراد التعايش بظل هذه الأزمة الأخلاقية، فالمجتمع اليوم لم يعد ينظر للمعلم أو المدرسة كمثال يستجلب منه المعارف أو المبادئ، هو ينظر للمعلم كمُيسر ومؤشر للمهمات التي قد تأتي بالامتحان الوزاري، أو كمقص يقطع عنه همّ الدراسة بتحديد أي فصل يحذف وأي سؤال يأتي في الاختبارات النهائية، المعلم مهمته الأساسية أن يعطي الطالب درجة الإعفاء وأن تجرأ منح أقل من مئة لفلان ستحدث أزمة دولية، تبدأ بدموع التماسيح التي تصدرها الأمهات وتنتهي بشكوى على المعلم ومدرسته كلها.
المعلم ليس ترند على تيكتوك، وليس علامة موضة على إنستاغرام، وحتمًا ليس مشهورًا على البوبجي حتى يُنظر إليه كقيمة علمية أو أخلاقية.
لقد مررتُ بتجربة مماثلة، عزمتُ منذ بدأت التدريس-ومن الصغر أدرس- ألا أعطي إلا العلم، فأُقعد القواعد وأبني الفروع على أصول صحيحة، مع محافظتي على المفردة الفصيحة اليسيرة التي تصبح جزءًا من شخصيتك عندما يكون الكتاب نديمك وصاحبك على طول الدهر؛ اشتكت عليّ أمهات طلابي، لأني أشرح علم الصرف، بدلا عن الميزان الصرفي، وأتحدث عن القسمة العقلية في أبواب الفعل الثلاثي التسعة بدلاً من الستة!
وعُلل ذلك بكونها تتحدث الفصحى وتتوسع في المادة العلمية وأولادنا المتفوقين لا يجيدون إلا الترقي العلمي في الإنجليزي والفرنسي والكردي بينما العربيّة لغة صعبة ومعقدة والمُدرسة تعقِدُها عليهم.
أنتابني القلق لأيام طويلة، والتعجب، أيعقل أن ولدًا بسن الخامسة عشر لم يكن يفهم سبيستون؟ إذًا كيف استمر بمتابعة الكارتون والتفاعل معه عندما كان بعمر الرابعة؟
زاد عجبي أكثر عندما خبرتني زميلات العربيّة، بإن عليك تقليل الفصحى والتحدث معهم بعامية فمستواكِ عالٍ؛ فقلت: إن كان معلم العربيّة لا يتحدث بها إذًا من يفعل ذلك؟ هنيئًا للرطنة والعجمة والعامية.
ثم زادت أخرى: إياك أن تقحمي الدين في تعليم العربيّة، ابتعدي عن الآيات والأحاديث واكتفي بتعليم الأتيكيت والأخلاقيات العامة!
ثم زاد الحمل حملاً عندما خبرني مدير المدرسة: ست نور، إنّا نقدر علميتك، ونقدر مستواك الذي ينفع لتدريس الكليات لا طلبة الثانوية العامة، وكم كنا نتمنى أن يعطى لنا العلم كما تعطيه، لكن طلابنا لا يريدون هذا، اعطهم المهم الذي يأتي في الوزاري ولا تخرجي بحرف عن المنهج، ولا تنصحيهم بقراءة التعبير أو حفّظ الاقتباسات فهم يتعلمون حفظ مقدمة وخاتمة جاهزة ثم يحشونها بشخبطة، هكذا تعلموا وهكذا يريد آباءهم وهكذا يعمل مدرسيهم الخصوصيين.
ست نور سوف ننقلكِ لصف آخر نرجو منكِ ألا تعلمي العلم.
فقلت لها: علّه حسنًا يفعل إذا أراد التعايش بظل هذه الأزمة الأخلاقية، فالمجتمع اليوم لم يعد ينظر للمعلم أو المدرسة كمثال يستجلب منه المعارف أو المبادئ، هو ينظر للمعلم كمُيسر ومؤشر للمهمات التي قد تأتي بالامتحان الوزاري، أو كمقص يقطع عنه همّ الدراسة بتحديد أي فصل يحذف وأي سؤال يأتي في الاختبارات النهائية، المعلم مهمته الأساسية أن يعطي الطالب درجة الإعفاء وأن تجرأ منح أقل من مئة لفلان ستحدث أزمة دولية، تبدأ بدموع التماسيح التي تصدرها الأمهات وتنتهي بشكوى على المعلم ومدرسته كلها.
المعلم ليس ترند على تيكتوك، وليس علامة موضة على إنستاغرام، وحتمًا ليس مشهورًا على البوبجي حتى يُنظر إليه كقيمة علمية أو أخلاقية.
لقد مررتُ بتجربة مماثلة، عزمتُ منذ بدأت التدريس-ومن الصغر أدرس- ألا أعطي إلا العلم، فأُقعد القواعد وأبني الفروع على أصول صحيحة، مع محافظتي على المفردة الفصيحة اليسيرة التي تصبح جزءًا من شخصيتك عندما يكون الكتاب نديمك وصاحبك على طول الدهر؛ اشتكت عليّ أمهات طلابي، لأني أشرح علم الصرف، بدلا عن الميزان الصرفي، وأتحدث عن القسمة العقلية في أبواب الفعل الثلاثي التسعة بدلاً من الستة!
وعُلل ذلك بكونها تتحدث الفصحى وتتوسع في المادة العلمية وأولادنا المتفوقين لا يجيدون إلا الترقي العلمي في الإنجليزي والفرنسي والكردي بينما العربيّة لغة صعبة ومعقدة والمُدرسة تعقِدُها عليهم.
أنتابني القلق لأيام طويلة، والتعجب، أيعقل أن ولدًا بسن الخامسة عشر لم يكن يفهم سبيستون؟ إذًا كيف استمر بمتابعة الكارتون والتفاعل معه عندما كان بعمر الرابعة؟
زاد عجبي أكثر عندما خبرتني زميلات العربيّة، بإن عليك تقليل الفصحى والتحدث معهم بعامية فمستواكِ عالٍ؛ فقلت: إن كان معلم العربيّة لا يتحدث بها إذًا من يفعل ذلك؟ هنيئًا للرطنة والعجمة والعامية.
ثم زادت أخرى: إياك أن تقحمي الدين في تعليم العربيّة، ابتعدي عن الآيات والأحاديث واكتفي بتعليم الأتيكيت والأخلاقيات العامة!
ثم زاد الحمل حملاً عندما خبرني مدير المدرسة: ست نور، إنّا نقدر علميتك، ونقدر مستواك الذي ينفع لتدريس الكليات لا طلبة الثانوية العامة، وكم كنا نتمنى أن يعطى لنا العلم كما تعطيه، لكن طلابنا لا يريدون هذا، اعطهم المهم الذي يأتي في الوزاري ولا تخرجي بحرف عن المنهج، ولا تنصحيهم بقراءة التعبير أو حفّظ الاقتباسات فهم يتعلمون حفظ مقدمة وخاتمة جاهزة ثم يحشونها بشخبطة، هكذا تعلموا وهكذا يريد آباءهم وهكذا يعمل مدرسيهم الخصوصيين.
ست نور سوف ننقلكِ لصف آخر نرجو منكِ ألا تعلمي العلم.
"يمكن أن تمثل أعياد الميلاد للكثير من العائلات مشكلة أكبر من عيد الميلاد. تذكروا لمن تقومون بأعياد الميلاد تلك فطفلكم البالغ عام واحد ليس مهتما إذا أقمتم له حفل عيد میلاد هائل فهو يريد فقط حفاضة جديدة ومعلقة صغيرة من كعكة عيد الميلاد. تميل عقلية الاحتفالات إلى التصاعد عاما بعد عام، فيحاول الآباء والأمهات فعل أكثر مما فعلوه في العام السابق - أو أسوأ من ذلك، محاولة فعل أكثر مما فعله الآخرون لأطفالهم. إنني مقتنعة تماما أن في معظم الأحيان تكون تلك الحفلات الضخمة من أجل الآباء والأمهات أنفسهم وليس الأطفال. في عالم مقارنة نمط الحياة، قد يصبح ذلك الوضع فخا، لذا يجب أن يبقى عيد ميلاد ابنكم أو ابنتكم احتفالاً له أو لها، ولا تحولوه إلى فرصة لكي تقوموا بأحسن مما قام به أحد أصدقائكم".
-وهم المقارنة، راتشيل كروز
-وهم المقارنة، راتشيل كروز
"كثيرًا ما يقول لي الناس: «أكسب مالا جيدا، ولكني لا أعرف أين يذهب». يذكرني ذلك بمقولة جون ماكسويل، حين قال: «تقوم الميزانية بإخبار مالك إلى أين يذهب، بدلا من تركه يذهب حيث يريد». كم من الناس يصلون إلى نهاية الشهر ويتسائلون بجدية أين ذهب مالهم ؟ إنهم يشعرون بأنهم فقدوا السيطرة تماما، وأن ليس لديهم أي هامش أمان في حياتهم. إنهم يدفعون الفواتير، ولكن يبدوا أنه لم يتبق ما يمكنهم الاستمتاع به أو إنفاقه على أي شيء يريدونه. إنهم يشعرون بالهزيمة لأنهم يعرفون أنهم يكسبون مبلغا محترما، ولكنهم ما زالوا يشعرون بالإفلاس".
-وهم المقارنة ، راتشيل كروز
-وهم المقارنة ، راتشيل كروز
رائحة تلك السيارة الجديدة
أؤمن باقتناع تام أن قروض السيارات أحد أغبى أنواع الديون التي يمكنكم أخذها. إذا قمتم بتفحص الأرقام فقط. فستكتشفون أنكم تستدينون مالا وتدفعون فائدة على شيء تقل قیمته مع الوقت. بصراحة شديدة، يعني ذلك أنكم تدفعون أكثر مقابل شيء ستقل قيمته بمجرد أن تقوده خارج المتجر، وستستمرون في خسارة الأموال كل شهر. إنها فكرة غير ذكية، بحساب الأرقام.
تكلفة الأشياء الصغيرة
كتبت ذات مرة تلك التغريدة: إن متوسط أقساط السيارات الشهرية في الولايات المتحدة يبلغ ٤٩٢ دولار، إذا قمتم باستثمار هذا المبلغ شهريا لمدة أربعين سنة قادمة، سيكون لديكم مبلغ<< ٥ مليون و ٨٤٦ ألف و ١٥٣ دولار نقدا». تحول الأمر كما لو أنني دهست كلب أحدهم، فقد خرج الناس من جميع الأركان يعترضون ويصرخون قائلين كم أنا مجنونة لاعتقادي بأنه من الممكن شراء سيارة نقدا. قال أحدهم: «ليس لديك أدنى فكرة عما يعنيه العيش في العالم الواقعي. إنني أحب سيارتي طراز ليكسوس، وأدفع قسط ٥٠٠ دولار شهريًا. إنني أفضل أن أكون في ذلك الموقف على أن امتلك سيارة خردة».
لحسن الحظ، يتفق آخرون معي في الرأي، ويخبرونني قصصهم عن تسديد أقساط السيارة، أخبرتني صديقة في العمل مؤخرًا أنها اشترت سيارة كانت تريدها منذ سنوات . مرسيدس بيضاء جميلة - بعد أن استأجرت واحدة قبل عشر سنوات تقريبا، وظلت تلك الذكرى عالقة في ذهنها كل تلك السنوات عندما حان الوقت لتغيير السيارة التي كانت تمتلكها، بدأت في البحث عن تلك السيارة المرسيدس. تخيلوا كم كانت متحمسة وهي تخبرني أنها وجدت تلك السيارة بالتحديد، وفي حالة ممتازة، وأن ثمنها ٦ آلاف دولار بالطبع كانت السيارة قد قطعت الكثير من الأميال، إلا أنها بدت في حالة ممتازة وكذلك حالة محركها. وهكذا تقود صديقتي تلك سيارة مرسيدس أشبه بالجديدة، لا تختلف كثيرا في الشكل أو الكفاءة عن أي سيارة فارهة قد ترونها.
_وهم المقارنة 92
أؤمن باقتناع تام أن قروض السيارات أحد أغبى أنواع الديون التي يمكنكم أخذها. إذا قمتم بتفحص الأرقام فقط. فستكتشفون أنكم تستدينون مالا وتدفعون فائدة على شيء تقل قیمته مع الوقت. بصراحة شديدة، يعني ذلك أنكم تدفعون أكثر مقابل شيء ستقل قيمته بمجرد أن تقوده خارج المتجر، وستستمرون في خسارة الأموال كل شهر. إنها فكرة غير ذكية، بحساب الأرقام.
تكلفة الأشياء الصغيرة
كتبت ذات مرة تلك التغريدة: إن متوسط أقساط السيارات الشهرية في الولايات المتحدة يبلغ ٤٩٢ دولار، إذا قمتم باستثمار هذا المبلغ شهريا لمدة أربعين سنة قادمة، سيكون لديكم مبلغ<< ٥ مليون و ٨٤٦ ألف و ١٥٣ دولار نقدا». تحول الأمر كما لو أنني دهست كلب أحدهم، فقد خرج الناس من جميع الأركان يعترضون ويصرخون قائلين كم أنا مجنونة لاعتقادي بأنه من الممكن شراء سيارة نقدا. قال أحدهم: «ليس لديك أدنى فكرة عما يعنيه العيش في العالم الواقعي. إنني أحب سيارتي طراز ليكسوس، وأدفع قسط ٥٠٠ دولار شهريًا. إنني أفضل أن أكون في ذلك الموقف على أن امتلك سيارة خردة».
لحسن الحظ، يتفق آخرون معي في الرأي، ويخبرونني قصصهم عن تسديد أقساط السيارة، أخبرتني صديقة في العمل مؤخرًا أنها اشترت سيارة كانت تريدها منذ سنوات . مرسيدس بيضاء جميلة - بعد أن استأجرت واحدة قبل عشر سنوات تقريبا، وظلت تلك الذكرى عالقة في ذهنها كل تلك السنوات عندما حان الوقت لتغيير السيارة التي كانت تمتلكها، بدأت في البحث عن تلك السيارة المرسيدس. تخيلوا كم كانت متحمسة وهي تخبرني أنها وجدت تلك السيارة بالتحديد، وفي حالة ممتازة، وأن ثمنها ٦ آلاف دولار بالطبع كانت السيارة قد قطعت الكثير من الأميال، إلا أنها بدت في حالة ممتازة وكذلك حالة محركها. وهكذا تقود صديقتي تلك سيارة مرسيدس أشبه بالجديدة، لا تختلف كثيرا في الشكل أو الكفاءة عن أي سيارة فارهة قد ترونها.
_وهم المقارنة 92
التأَسِّي
Photo
قبل فترة أردتُ بشراسة شديدة إهداء أمي شيئًا قيمًا، كل الخيارات المتاحة أمامي ستُلزمني الضغط المادي كتقليل مصروفاتي أو المنع من تلبية حاجاتي. وبينما أتصفح حساب كي كارد وقعت على إقساط لمختلف الأشياء من الألماس حتى فِرش الشعر الخاص بالقطط.
وبما أن البيع لمدة معلومة وزيادته حلال شرعًا فإني والله لم أَل وقتاً في حسم الموضوع، بل ذهبت مباشرة لطلب هاتف للوالدة، ثم تفأجات بإن البطاقة تحتاج لترخيص فهرولتُ للبنك حلا المشكلة التي تمنعني من المشاركة بالعبودية الجديدة.
أعرب زوجي عن شكوكهِ وطلب مني التمهل والتأني حتى لو كان القسط قليلا، قلت له: ذهاب ٢٠$ من حسابي الشهري لن تؤذيني كثيرًا بينما قد أجد مشقة في دفع المبلغ كاملاً مرة واحدة.
ثم بي أتصفح وإذا بي أجد مكواة فيلبس الرائعة بسعر ٣٠٠$ وبأقساط جد قليلة ولولا الخوف لطلبتها أيضا!
ولكن عقلي استيقظ قليلاً من مفعول المخدر الذي تعرضت له، ثم بدأت الشكوك تغزوني، لأن الزيادة التي أُضيفت لي على المرتب ذهبت قبل أن أمسكها في يدي حتى، مع المصاريف الأخرى والحالة التي أنا فيها تجاه المال عمومًا، فما أن أمسكه يختفي، لا أعرف أين ومتى وكيف ينفد مالي، هذا وأنا لست بمسؤولة عن أي شيء، يقوم زوجي بواجبه في النفقة حفظه الله، وأحيانًا أخذ منه المال لأجل استكمال متطلباتي التي تزيد عن مرتبي بمرة.
سؤال: أين يذهب مالي؟ بدأ يدق ناقوس الخطر على أُذني.
لستُ بعاشقة للبرند، وتركت شراء العطور الأصلية بعد الزواج، ولا أرتدي خارج المنزل إلا زي موحد(الجلباب والنقاب) لا يكلف كثيرًا من كل شهر، لست مبذرة في أي شيء آخر، أحيانا أقتني قليلاً من الإكسسوارات المنزلية وأدوات الطبخ ولكن لا يعني هذا ذهاب ٥٠٠$ بعد أول أسبوع لامرأة ليس وراءها أي مسؤوليات.
بينما أنا أتصفح أحد المنشورات المهتمة بالاقتصاد وقعت عيني على تعليق: ”منذ أن قرأت كتاب راتيشيل كروز وأنا لا أتعامل بالكيكارد ولا أشتري بالأقساط أو أخذ القروض لأي سبب“.
قلت في نفسي: وما به الكي كارد؟ أنه يسهل عملية البيع، يبعد المال عن يدي وقاصة جيدة لا أراها، شعرت أن الله سبحانه أراد لي الخير فذهبت لقراءة الكتاب سريعًا حتى أنني لم أستطع النوم إلى الفجر ليلة البارحة لأجل إكماله الكتاب فالاحتياج لمرشد مالي في حياتي بد أمرًا ضروريا.
دفعني الكتاب بالسرعة القصوى للذهاب وتسديد أي أقساط أو دين بعنقي حتى لو كلفني الضغط على نفسي ومهما كانت قيمة ذلك الدين قليلة ومن أي أحد، أمي، أبي، البنك..
أريد أن أكون حرة، أريد أن أنظم ميزانيتي وفق ثلاث: (الصدقة، الإدخار، الإنفاق).
لن أذهب لشراء هدية لأحد وأنا لا أملك قيمتها الآن ونقدًا، لن أفكر بالذهاب لبيع سيارتي وشراء جديدة تباع بالإقساط بضعف ثمنها لمجرد استنشاق رائحتها البديعة، لن أفكر بالجلوس بمطعم فاخر مرة أخرى مع صديقاتي مرتان أو ثلاث في الشهر بينما ذلك المال أستطيع صرفه أو ادخاره بشكل أفضل.
لقد مررت بتجربة تتعلق بضبط مالي عندما كنت عازبة، حينها كان الدافع زهدياً، كيف يمكنني العيش بالضروريات فقط من دون أي استهلاك، أتذكر تلك التجربة الرائعة التي خضتها، لقد كنت أدخل المولات الكبيرة مع والدي ويتوسلان بي لشراء أي شراء، وكنت أسأل نفسي: أأنا أحتاج هذا أم اشتهي شراؤه؟ كانت الإجوبة دومًا "شهوة الشراء" وليست الحاجة!
فصرت أعيش على دولار واحد يوميًا وأحيانًا دولار كل أسبوع (باعتبار أني امرأة وكل حاجاتي الضرورية ملباة لي من الوالد أو الزوج).
ولكن بعد الزواج لا أدرك ما أصابني نسيت كثيرًا من عاداتي المالية ووقعت ضحية للبنك وقروضه وإقساطه وأصبحت أتعامل بالكارد للسهولة بينما لا أرى مالي حتى يودعني، كان يطير، يتبخر، يختفي..
أنصح بقراءة الكتاب والتعلم منه.
وبما أن البيع لمدة معلومة وزيادته حلال شرعًا فإني والله لم أَل وقتاً في حسم الموضوع، بل ذهبت مباشرة لطلب هاتف للوالدة، ثم تفأجات بإن البطاقة تحتاج لترخيص فهرولتُ للبنك حلا المشكلة التي تمنعني من المشاركة بالعبودية الجديدة.
أعرب زوجي عن شكوكهِ وطلب مني التمهل والتأني حتى لو كان القسط قليلا، قلت له: ذهاب ٢٠$ من حسابي الشهري لن تؤذيني كثيرًا بينما قد أجد مشقة في دفع المبلغ كاملاً مرة واحدة.
ثم بي أتصفح وإذا بي أجد مكواة فيلبس الرائعة بسعر ٣٠٠$ وبأقساط جد قليلة ولولا الخوف لطلبتها أيضا!
ولكن عقلي استيقظ قليلاً من مفعول المخدر الذي تعرضت له، ثم بدأت الشكوك تغزوني، لأن الزيادة التي أُضيفت لي على المرتب ذهبت قبل أن أمسكها في يدي حتى، مع المصاريف الأخرى والحالة التي أنا فيها تجاه المال عمومًا، فما أن أمسكه يختفي، لا أعرف أين ومتى وكيف ينفد مالي، هذا وأنا لست بمسؤولة عن أي شيء، يقوم زوجي بواجبه في النفقة حفظه الله، وأحيانًا أخذ منه المال لأجل استكمال متطلباتي التي تزيد عن مرتبي بمرة.
سؤال: أين يذهب مالي؟ بدأ يدق ناقوس الخطر على أُذني.
لستُ بعاشقة للبرند، وتركت شراء العطور الأصلية بعد الزواج، ولا أرتدي خارج المنزل إلا زي موحد(الجلباب والنقاب) لا يكلف كثيرًا من كل شهر، لست مبذرة في أي شيء آخر، أحيانا أقتني قليلاً من الإكسسوارات المنزلية وأدوات الطبخ ولكن لا يعني هذا ذهاب ٥٠٠$ بعد أول أسبوع لامرأة ليس وراءها أي مسؤوليات.
بينما أنا أتصفح أحد المنشورات المهتمة بالاقتصاد وقعت عيني على تعليق: ”منذ أن قرأت كتاب راتيشيل كروز وأنا لا أتعامل بالكيكارد ولا أشتري بالأقساط أو أخذ القروض لأي سبب“.
قلت في نفسي: وما به الكي كارد؟ أنه يسهل عملية البيع، يبعد المال عن يدي وقاصة جيدة لا أراها، شعرت أن الله سبحانه أراد لي الخير فذهبت لقراءة الكتاب سريعًا حتى أنني لم أستطع النوم إلى الفجر ليلة البارحة لأجل إكماله الكتاب فالاحتياج لمرشد مالي في حياتي بد أمرًا ضروريا.
دفعني الكتاب بالسرعة القصوى للذهاب وتسديد أي أقساط أو دين بعنقي حتى لو كلفني الضغط على نفسي ومهما كانت قيمة ذلك الدين قليلة ومن أي أحد، أمي، أبي، البنك..
أريد أن أكون حرة، أريد أن أنظم ميزانيتي وفق ثلاث: (الصدقة، الإدخار، الإنفاق).
لن أذهب لشراء هدية لأحد وأنا لا أملك قيمتها الآن ونقدًا، لن أفكر بالذهاب لبيع سيارتي وشراء جديدة تباع بالإقساط بضعف ثمنها لمجرد استنشاق رائحتها البديعة، لن أفكر بالجلوس بمطعم فاخر مرة أخرى مع صديقاتي مرتان أو ثلاث في الشهر بينما ذلك المال أستطيع صرفه أو ادخاره بشكل أفضل.
لقد مررت بتجربة تتعلق بضبط مالي عندما كنت عازبة، حينها كان الدافع زهدياً، كيف يمكنني العيش بالضروريات فقط من دون أي استهلاك، أتذكر تلك التجربة الرائعة التي خضتها، لقد كنت أدخل المولات الكبيرة مع والدي ويتوسلان بي لشراء أي شراء، وكنت أسأل نفسي: أأنا أحتاج هذا أم اشتهي شراؤه؟ كانت الإجوبة دومًا "شهوة الشراء" وليست الحاجة!
فصرت أعيش على دولار واحد يوميًا وأحيانًا دولار كل أسبوع (باعتبار أني امرأة وكل حاجاتي الضرورية ملباة لي من الوالد أو الزوج).
ولكن بعد الزواج لا أدرك ما أصابني نسيت كثيرًا من عاداتي المالية ووقعت ضحية للبنك وقروضه وإقساطه وأصبحت أتعامل بالكارد للسهولة بينما لا أرى مالي حتى يودعني، كان يطير، يتبخر، يختفي..
أنصح بقراءة الكتاب والتعلم منه.
”اللغة العربية محاربة ويجب الدفاع عنها“.
من وصية الشيخ أحمد حسن الطه.
قالت الوالدة معلقة: ”سنكون العائلة الوحيدة المدافعة عن العربيّة“.
بمناسبة اِلتحاق أختي الوسطى بقسم اللغة العربيّة كذلك : )
من وصية الشيخ أحمد حسن الطه.
قالت الوالدة معلقة: ”سنكون العائلة الوحيدة المدافعة عن العربيّة“.
بمناسبة اِلتحاق أختي الوسطى بقسم اللغة العربيّة كذلك : )
(وهذه عورة الرجل في الصلاة(ما بين سرته وركبته)، وكذا عند الرجال وعند النساء المحارم، وأما عورته عند النساء الأجنبيات.. فجميع بدنه، وفي الخلوة السَّوْءتان فقط؛ فتحصل : أن له ثلاث عورات).
-حاشية البيجوري، كتاب الصلاة، ج1، صـ٥٦٢
-حاشية البيجوري، كتاب الصلاة، ج1، صـ٥٦٢
التأَسِّي
(وهذه عورة الرجل في الصلاة(ما بين سرته وركبته)، وكذا عند الرجال وعند النساء المحارم، وأما عورته عند النساء الأجنبيات.. فجميع بدنه، وفي الخلوة السَّوْءتان فقط؛ فتحصل : أن له ثلاث عورات). -حاشية البيجوري، كتاب الصلاة، ج1، صـ٥٦٢
أستشكلتُ على الشيخ محمد الراوي هذه المسألة التي دارات بين الشافعية (فلهم ثلاثة آراء في نظر المرأة الاجنبية إلى الرجل بغير قصد الالتذاذ:
الاول: يجوز أن تنظر المرأة الأجنبية إلى الرجل بلا حرج الا ما بين سرته وركبته، وهذا تصحيح الإمام الرافعي.
الثاني: لا يجوز للمرأة الأجنبية أن تنظر إلى الرجل إلى أي جزء منه سوى الوجه والكفين، وهذا رأي الإمام البلقيني.
الثالث: نظرها إليه كنظره إليها؛ فكما حرم عليه النظر الى اي جزء منها.. حرم عليها النظر الى أي جزء منه، وهذا تصحيح الإمام النووي.
ومعلوم الآن أن الاخذ بتصحيح الإمام النووي لا يخلو من حرج.
فقلت:
على هذا؛ أتوثم من تنظرُ إلى الرجال الذي يرتدون قميصاً بنصف كم؟
أتؤثم من تنظر للشيوخ في التلفاز؟
للممثلين، للطلاب.. وهلم
——فقال:
هناك نقل لكلام الفقهاء وهناك اختيار فتوى مناسبة للعصر من بين اختيار الفقهاء.
وفي هذه المسألة نتكلم عن نظر المرأة العفيفة إلى الرجل الأجنبي، وليس كلامنا في نظر المرأة غير العفيفة.
وقد قلنا سابقا: إن الاخذ بقول الإمام النووي صعب جدا في زماننا.
كما أن الاخذ بقول الإمام الرافعي أيضا في زماننا لا يخلو من حرج؛ إذ يجوز عليه للمرأة أن تنظر إلى ظهر الرجل الاجنبي وكتفه وساقه... وهذا لا يخلو من محاذير تقدح في مروءة المرأة.
لذا.. ذهب بعض الفقهاء واختاره الإمام ابو بكر المصنف الى قول متوسط بين القولين مفاده:
يباح للمرأة أن تنظر إلى الرجل الأجنبي بغير قصد الالتذاذ بالنظر إلى ما يبدو منه في المهنة، وهي:
الرأس، العنق، الوجه، الكف، الساعد، الساق إلى النصف؛ لأن الحاجة تدعو إلى ذلك فتسومح فيه، أما ما زاد عن ذلك فلا حاجة إليه فلا يجوز.
وعلى طريقة الرافعي ومعتمد ابي بكر المصنف.. لا تأثم المرأة اذا نظر إلى رجل يلبس نصف كم، أو بنطال إلى نصف الساق، واذا نظرت إلى ما فوق السرة وتحت الرقبة.. فتأثم عند أبي بكر المصنف ولا تأثم عند الرافعي.
والنظر إلى الوجه في التلفاز يجوز عندهما لا عند النووي.
وللتأكيد.. فالقول بعد التأثيم مبني على عدم قصد الالتذاذ).
انتهى كلامه.
وهذا كله عمل فقيه الفتوى.
الاول: يجوز أن تنظر المرأة الأجنبية إلى الرجل بلا حرج الا ما بين سرته وركبته، وهذا تصحيح الإمام الرافعي.
الثاني: لا يجوز للمرأة الأجنبية أن تنظر إلى الرجل إلى أي جزء منه سوى الوجه والكفين، وهذا رأي الإمام البلقيني.
الثالث: نظرها إليه كنظره إليها؛ فكما حرم عليه النظر الى اي جزء منها.. حرم عليها النظر الى أي جزء منه، وهذا تصحيح الإمام النووي.
ومعلوم الآن أن الاخذ بتصحيح الإمام النووي لا يخلو من حرج.
فقلت:
على هذا؛ أتوثم من تنظرُ إلى الرجال الذي يرتدون قميصاً بنصف كم؟
أتؤثم من تنظر للشيوخ في التلفاز؟
للممثلين، للطلاب.. وهلم
——فقال:
هناك نقل لكلام الفقهاء وهناك اختيار فتوى مناسبة للعصر من بين اختيار الفقهاء.
وفي هذه المسألة نتكلم عن نظر المرأة العفيفة إلى الرجل الأجنبي، وليس كلامنا في نظر المرأة غير العفيفة.
وقد قلنا سابقا: إن الاخذ بقول الإمام النووي صعب جدا في زماننا.
كما أن الاخذ بقول الإمام الرافعي أيضا في زماننا لا يخلو من حرج؛ إذ يجوز عليه للمرأة أن تنظر إلى ظهر الرجل الاجنبي وكتفه وساقه... وهذا لا يخلو من محاذير تقدح في مروءة المرأة.
لذا.. ذهب بعض الفقهاء واختاره الإمام ابو بكر المصنف الى قول متوسط بين القولين مفاده:
يباح للمرأة أن تنظر إلى الرجل الأجنبي بغير قصد الالتذاذ بالنظر إلى ما يبدو منه في المهنة، وهي:
الرأس، العنق، الوجه، الكف، الساعد، الساق إلى النصف؛ لأن الحاجة تدعو إلى ذلك فتسومح فيه، أما ما زاد عن ذلك فلا حاجة إليه فلا يجوز.
وعلى طريقة الرافعي ومعتمد ابي بكر المصنف.. لا تأثم المرأة اذا نظر إلى رجل يلبس نصف كم، أو بنطال إلى نصف الساق، واذا نظرت إلى ما فوق السرة وتحت الرقبة.. فتأثم عند أبي بكر المصنف ولا تأثم عند الرافعي.
والنظر إلى الوجه في التلفاز يجوز عندهما لا عند النووي.
وللتأكيد.. فالقول بعد التأثيم مبني على عدم قصد الالتذاذ).
انتهى كلامه.
وهذا كله عمل فقيه الفتوى.
التأَسِّي
المقدمات الأساسية في علوم القرآن.pdf
أنصح معلمات ومتعلمات القرآن به، كتاب قيم يجمع لك المقدمات الأساسية في علوم القرآن.
وكم من قصة تعلمتها من شيخاتنا ثم تبين لي ضعفها أو بدعة العمل بها.
ظهر بعد نقاشٍ أنهم يلزمون طلابهم بتعلم ما تعلموه من مشايخهم من أمور ليست ضمن حدود النقل، بل يرجع فيها لصحة وقوة الدليل والترجيح، ولكنهم غفر الله لهم لم يبحثوا في الأدلة وأخذوا الرأي مع العلم فظنوهما علمًا قطعياً واحدًا.
والكتاب قد يضم مسائل فقهية تخالف قول المتمذهب، فهنا لا بأس بالعدول عنها لمن يقلده، أما في بابه (علوم القرآن) فهو علم يشار إليه.
وكم من قصة تعلمتها من شيخاتنا ثم تبين لي ضعفها أو بدعة العمل بها.
ظهر بعد نقاشٍ أنهم يلزمون طلابهم بتعلم ما تعلموه من مشايخهم من أمور ليست ضمن حدود النقل، بل يرجع فيها لصحة وقوة الدليل والترجيح، ولكنهم غفر الله لهم لم يبحثوا في الأدلة وأخذوا الرأي مع العلم فظنوهما علمًا قطعياً واحدًا.
والكتاب قد يضم مسائل فقهية تخالف قول المتمذهب، فهنا لا بأس بالعدول عنها لمن يقلده، أما في بابه (علوم القرآن) فهو علم يشار إليه.
من حق الناس أن يفرحوا بسقوط نظام الأقليات في سوريا، الذي عمر طويلاً، خصوصًا عندما تكون هذه الأقليات تحمل حقدًا لا تسعه الأرض، ناتجًا عن عُقد مظلومية قد يعود عمرها إلى مئات السنين.
مشكلة الأقليات التي رضعت من فكرة المظلومية لزمن طويل، حتى أصبحت وكأنها جزء من تكوينها الجيني، أنك لا تستطيع طمأنتها مهما فعلت؛ إذ ستبقى دائمًا تشعر بالريبة تجاهك وتتوقع منك الأسوأ في أي لحظة. لذلك، عندما تتاح لها فرصة الحكم، سواء بسبب غفلة من الأغلبية وثقتها الزائدة بنفسها أو نتيجة تدخل خارجي، فإنها تمعن في الاستبداد بحقد شديد، وكلما زاد استبدادها، زاد خوفها من الأغلبية. وحتى عندما يحدث انقلاب ديموغرافي يجعل تلك الأقلية أغلبية، فإنها لا تتخلص من عقدة المظلومية بين ليلة وضحاها، وتحتفظ دائمًا بنفس ردّات الفعل والريبة التي نشأت عليها، والتي ستظل تتوارثها لزمن طويل.
-منقول
مشكلة الأقليات التي رضعت من فكرة المظلومية لزمن طويل، حتى أصبحت وكأنها جزء من تكوينها الجيني، أنك لا تستطيع طمأنتها مهما فعلت؛ إذ ستبقى دائمًا تشعر بالريبة تجاهك وتتوقع منك الأسوأ في أي لحظة. لذلك، عندما تتاح لها فرصة الحكم، سواء بسبب غفلة من الأغلبية وثقتها الزائدة بنفسها أو نتيجة تدخل خارجي، فإنها تمعن في الاستبداد بحقد شديد، وكلما زاد استبدادها، زاد خوفها من الأغلبية. وحتى عندما يحدث انقلاب ديموغرافي يجعل تلك الأقلية أغلبية، فإنها لا تتخلص من عقدة المظلومية بين ليلة وضحاها، وتحتفظ دائمًا بنفس ردّات الفعل والريبة التي نشأت عليها، والتي ستظل تتوارثها لزمن طويل.
-منقول
التأَسِّي
https://www.youtube.com/live/vjiWljqV3bg?si=U6TofDIAc1TKvsV9 ضروري أن يشاهد
السياسة تصيب باليأس، والقادم أشد مما ذهب.. أملنا بوعد الله وحده ما يجعلنا نثبت..
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، فالعربية تتعرض لهجمة غير مسبوقة.
بداية من التغييب البصري لها من شوارع المدن العربية، حيث صارت كل المشروعات الجديدة تقريبًا تحمل أسماء أجنبية، فضلاً عن أسماء المدن والمشروعات الإسكانية الجديدة وأسماء المطاعم والمحلات والواجهات الإعلانية على الطرق. حتى صار في حكم النادر أن ترى الحرف العربي في الشوارع. (في الحالات النادرة التي يحمل فيها مشروع ما اسمًا عربيًا فإنه يكتب بحروف لاتينية).
وعلى مستوى الخطاب اليومي انتشرت أنماط شديدة القبح والتشوه. بدأ الموضوع بإقحام كلمات إنجليزية لها بديل عربي مقبول بدون أي داع، ثم وصل الأمر إلى التناوب التام بين اللغتين، لكن أقبح الظواهر الحديثة المرتبطة بتخريب اللغة إخضاع الكلمات الإنجليزية إلى القوالب الصرفية العربية على شاكلة: نإمبليمنتو ويسابورتو ويكونكت ويستارت إلخ. (ما المشكلة في أن نقول: يبدأ ويدعم ويطبق؟)
يناقش علم اللغة الاجتماعي هذه الظواهر ويحلل أسبابها. في حالتنا يرتبط هذا التشوه اللغوي باحتقار العربية وربطها بمستويات اجتماعية وفكرية متدنية، بخلاف الإنجليزية.
وعلى مستوى التعليم والمدارس فعجبي لا ينتهي من رضا عدد هائل من أولياء الأمور، بل وسعيهم الحثيث، إلى اقتلاع الهوية العربية من نفوس أبنائهم.
كثيرًا ما أقرأ منشورات تحكي فيها الأمهات عن موقف طريف مع أبنائهن، تتكلم الأم بالعربية فيرد عليها الطفل بالإنجليزية! (مع العلم أن معظم هؤلاء الآباء والأمهات يعيشون في بلدان عربية).
كيف يكون هذا الأمر العجيب مقبولاً وغير مزعج بالنسبة لهم؟!
حتى لو تجاوزنا الأهمية الدينية للغة العربية، وأثر ذلك على تدين الأبناء في المستقبل وفهمهم للدين وتشبعهم بقيمه، وإذا افترضنا أن التربية عبارة عن تهيئة الطفل ليكون مناسبا لسوق العمل، ولا شيء وراء ذلك. ألا تعد اللغة العربية الثانية فرصة سوقية جيدة ترفع من تنافسية هذا الطفل الموظف؟
أليس من المناسب من وجهة نظر اجتماعية تهيئة الطفل العربي بتعليمه اللغة العربية والثقافة العربية لكي لا يعيش كالخواجات في بلده، فيكون مطلعا على الثقافة المحلية بحيث لو قرر الحياة في بلده لا يعيش معزولاً عن الناس؟
ألا يريد الأب نقل ثقافته لأطفاله (لأن اللغة ليست مجرد مفردات) لتكون هذه الثقافة المشتركة وسيلة تواصل بينهما؟ ألا يعتبر هؤلاء الآباء والأمهات أن خسارة هذا المشترك الثقافي الهائل بينهما وبين أطفالهما خسارة فادحة وغير ضرورية تزيد من الهوة بينهما؟
حتى على مستوى المثقفين والكتاب، بل وأحيانا المترجمين، هناك استهانة شديدة بالعربية وضعف في القدرة على استخدامها بدون ارتكاب أخطاء جسيمة منهجية (كلنا نخطئ، لكن بعض الأخطاء تشي بأن صاحبها لم يدرس المستوى الأول من العربية ولا يعرف أن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب).
ليس في هذا الكلام دعوة للانغلاق أو عدم تعلم اللغات الأجنبية أو المبالغة الهزلية في تنقية الحديث من الكلمات الأجنبية، لكنه دعوة لاحترام الإنسان لنفسه وثقافته والاستفادة من إمكاناتها المعنوية. فالثقافات كنوز معنوية، واللغات مفاتيح هذه الكنوز.
من أراد أن يحتفي بالعربية فليتعلمها وليستخدمها.
يحيى محمد
بداية من التغييب البصري لها من شوارع المدن العربية، حيث صارت كل المشروعات الجديدة تقريبًا تحمل أسماء أجنبية، فضلاً عن أسماء المدن والمشروعات الإسكانية الجديدة وأسماء المطاعم والمحلات والواجهات الإعلانية على الطرق. حتى صار في حكم النادر أن ترى الحرف العربي في الشوارع. (في الحالات النادرة التي يحمل فيها مشروع ما اسمًا عربيًا فإنه يكتب بحروف لاتينية).
وعلى مستوى الخطاب اليومي انتشرت أنماط شديدة القبح والتشوه. بدأ الموضوع بإقحام كلمات إنجليزية لها بديل عربي مقبول بدون أي داع، ثم وصل الأمر إلى التناوب التام بين اللغتين، لكن أقبح الظواهر الحديثة المرتبطة بتخريب اللغة إخضاع الكلمات الإنجليزية إلى القوالب الصرفية العربية على شاكلة: نإمبليمنتو ويسابورتو ويكونكت ويستارت إلخ. (ما المشكلة في أن نقول: يبدأ ويدعم ويطبق؟)
يناقش علم اللغة الاجتماعي هذه الظواهر ويحلل أسبابها. في حالتنا يرتبط هذا التشوه اللغوي باحتقار العربية وربطها بمستويات اجتماعية وفكرية متدنية، بخلاف الإنجليزية.
وعلى مستوى التعليم والمدارس فعجبي لا ينتهي من رضا عدد هائل من أولياء الأمور، بل وسعيهم الحثيث، إلى اقتلاع الهوية العربية من نفوس أبنائهم.
كثيرًا ما أقرأ منشورات تحكي فيها الأمهات عن موقف طريف مع أبنائهن، تتكلم الأم بالعربية فيرد عليها الطفل بالإنجليزية! (مع العلم أن معظم هؤلاء الآباء والأمهات يعيشون في بلدان عربية).
كيف يكون هذا الأمر العجيب مقبولاً وغير مزعج بالنسبة لهم؟!
حتى لو تجاوزنا الأهمية الدينية للغة العربية، وأثر ذلك على تدين الأبناء في المستقبل وفهمهم للدين وتشبعهم بقيمه، وإذا افترضنا أن التربية عبارة عن تهيئة الطفل ليكون مناسبا لسوق العمل، ولا شيء وراء ذلك. ألا تعد اللغة العربية الثانية فرصة سوقية جيدة ترفع من تنافسية هذا الطفل الموظف؟
أليس من المناسب من وجهة نظر اجتماعية تهيئة الطفل العربي بتعليمه اللغة العربية والثقافة العربية لكي لا يعيش كالخواجات في بلده، فيكون مطلعا على الثقافة المحلية بحيث لو قرر الحياة في بلده لا يعيش معزولاً عن الناس؟
ألا يريد الأب نقل ثقافته لأطفاله (لأن اللغة ليست مجرد مفردات) لتكون هذه الثقافة المشتركة وسيلة تواصل بينهما؟ ألا يعتبر هؤلاء الآباء والأمهات أن خسارة هذا المشترك الثقافي الهائل بينهما وبين أطفالهما خسارة فادحة وغير ضرورية تزيد من الهوة بينهما؟
حتى على مستوى المثقفين والكتاب، بل وأحيانا المترجمين، هناك استهانة شديدة بالعربية وضعف في القدرة على استخدامها بدون ارتكاب أخطاء جسيمة منهجية (كلنا نخطئ، لكن بعض الأخطاء تشي بأن صاحبها لم يدرس المستوى الأول من العربية ولا يعرف أن الفاعل مرفوع والمفعول منصوب).
ليس في هذا الكلام دعوة للانغلاق أو عدم تعلم اللغات الأجنبية أو المبالغة الهزلية في تنقية الحديث من الكلمات الأجنبية، لكنه دعوة لاحترام الإنسان لنفسه وثقافته والاستفادة من إمكاناتها المعنوية. فالثقافات كنوز معنوية، واللغات مفاتيح هذه الكنوز.
من أراد أن يحتفي بالعربية فليتعلمها وليستخدمها.
يحيى محمد
لما كنا في الجامعة صار حوار ونقاش عن الكتب العلمانية الجميلة التي أنوي شراءها من شارع المتنبي، فقال زميل بنبرة ساخرة:
إني كل جمعة بالمتنبي وأشوف ذولي العلمانية، غير نفسهم الي يقولون الإنسان أصله قرد؛ بس لا أنتِ منهم!
مع شماتة لاسعة.
تعقج وجهي وسريعاً قلت: لا لا وين!
شعرت بالإهانة حينها كما لم يحسها سوري علمنجي وهو طالع تظاهرة يصيح بيها علمانية مدنية😂
أريد أقول لهم: بس لا أنت من ذولي الي ينادون علمانية؟ ها بس لا! مع ضحكة ساخرة.
إني كل جمعة بالمتنبي وأشوف ذولي العلمانية، غير نفسهم الي يقولون الإنسان أصله قرد؛ بس لا أنتِ منهم!
مع شماتة لاسعة.
تعقج وجهي وسريعاً قلت: لا لا وين!
شعرت بالإهانة حينها كما لم يحسها سوري علمنجي وهو طالع تظاهرة يصيح بيها علمانية مدنية😂
أريد أقول لهم: بس لا أنت من ذولي الي ينادون علمانية؟ ها بس لا! مع ضحكة ساخرة.