راقبوا قدوم وعد الله بتحطيم العلو الإسرائيلي، وإنهاء الإفساد..
ولاحظوا العباد أولي البأس الشديد وهم يتبرون ما علاه المفسدون تتبيراً..

وإياكم أن تكونوا من الهالكين؛
الذين خالفوا وخذلوا بعث الله المنصور!

غداً ستنجلي الغمة،
وغداً سيضحك المؤمنون ملء قلوبهم.. وسيبكي كثيرا من فاتته فرصة الانتصار للإسلام؛ ولو بكلمة أو بنفقة أو بموقف!

الهزيمة الإستراتيجية ليست كالهزيمة العادية، الهزيمة الإستراتيجية هي التي تُحدث منعطفاً في مجرى الأحداث، وتحولاً في مسار التاريخ..

سينتهي هذا الليل حتماً.. سينتهي اليوم أو غدا أو بعده،
وسيصير من الذكريات..

ويوم القيامة الذي سنرِدُه حتماً؛
ستكون هذه الأيام شهادةَ نجاةٍ وسبباً للسعادة الأبدية والنعيم المقيم،

أو شهادة هلاك في جهنم وسبباً للشقاوة وخزي الدهر!

أما الاحتلال فزواله وشيك..
ولعله اقترب الزمان الذي يسير الواحد منا فيه يقصد القدس؛ لا يوقفه محتل، ولا تحبسه حدود؛ حتى يصلي في الأقصى!

دون ذلك مخاضات،
وللدفاع عن المقدسات والعقيدة أثمان.. والتهيؤ لخوض تلك المخاضات ودفع تلك الأثمان واجب عظيم من واجبات الوقت.

(ليسوؤوا وجوهكم …)!

غزة؛
كشفت كل الأقنعة،
ومحصت كل الادعاءات،
وعرَّت كل ذي سوءة حتى ظهرت سوءته!

وستُسقط كل مجرم أثيم، ومتآمر خائن، ومتخاذل جبان!

سيسقطون جميعا..
وسيحترقون بلظى لهبها الوهاج..

أنس الشريف؛

نشهد أنك قد حملت أمانة ثقيلة وأجدت أداءها..

ونشهد أنك كنت أشد عليهم من وقع النبال..

ونشهد أنك قد تعبتَ صائلاً على فرسك، وقد آن للفارس أن يترجَّل..

رحمك الله وإخوانك رحمة واسعة وأجزل الله مثوبتكم وجعل مقْدِمكم عليه الليلة خير مقدم،
ولتهنأوا بالشهادة، ولتُكرَموا بين يدي الرحيم في دار السلام..

قوموا وارفعوا أكف الضراعة واسألوا الله أن ينتقم من الاحتلال المجرم ومن مؤيديه من الشرق والغرب، من العرب والعجم..
واجأروا لله أن يقضي بيننا وبينهم بالحق، وهو الفتاح العليم!

ألِظُّوا بالحي القيوم، واسألوه بذي الجلال والإكرام..

بعد نظر في القرآن وتجربة ميدانية وملاحظة للواقع وجدت أن التغاضي عن أمر المنافقين الذين أكثر القرآن من ذكرهم ووصفِهم وبيانِ مكايدهم والتحذيرِ من موالاتهم والاختلافِ في شأنهم؛
وجدت ذلك أعظمَ خطرٍ يمكن أن يتهدَّد محاولات الأمة للنهوض،
وصعودها نحو حريتها،
واستئنافها لمشروعها الحضاري الكبير!

وما وجدت أفضل من قول الله يوجَّه لهذه الأمة في هذا الموضوع:
(فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا)؟!

إن القرآن الذي ذكَر المنافقين وأسهب، وحذَّر من خطرهم وخوَّف من علاقاتهم وولاءاتهم ومكايدهم؛
لم ينزل ليحكي لنا مشهداً تاريخياً انقضى بانقضاء زمنه وموت شخوصه،
إنما أراد إبراز المشهد ومعالجة الظاهرة لتكون هداية للأمة في كل وقت،
وتحذيراً من منافقي كل زمان!

فأعملوا القرآن في حياتكم،
وإياكم وتعطيلَ نصوصه من حيث لا تعلمون..

انظروا في الواقع،
وقيسوه وقيسوا شخوصه ومؤسساته إلى القرآن؛ تبصروا الحقيقة وتهتدوا إلى الصواب!

غزة
على الرغم من هزالها ووحشتها،
بالرغم من جوعها وخوفها،
بالرغم من قسوة البعيد عليها وخذلان القريب؛

بالرغم من كل ذلك:
أذلتهم،
وأظهرت ضعفهم،
وكشفت نفاقهم،
وكذَّبت ادعاءاتهم!

سيزولون جميعاً، ويجعل الله غزة وأهلها آية للعالَمين!

قالوا:
نحن ضعفاء لا طاقة لنا بمواجهة العدو!

قلنا:
واجب عليكم أن تعالجوا ضعفكم؛ فضعفكم هنا جريمة وحده، وذنب أصيل،
واعتذاركم به يعادل الذنب قبحاً!


قالوا:
لا طاقة للواحد منا بمواجهة أسطول الشر!

قلنا:
توحدوا على الحق، فلطالما اتحدتم على الباطل!
فُرْقتكم جريمة بحد ذاتها،
واعتذاركم بها أقبح من الذنب!


قالوا: نحتاج إلى وقت للاستعداد!

قلنا: حسن؛ فهلا بدأتم!
قد مضت عقود وأنتم تزدادون ضعفاً وتتراكم خسائركم السياسية والإستراتيجية!
قيل: من أراد البلوغَ شدَّ الرحال، وأبلغ منه قول الله:
(ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة)..

كل قطرة دم سالت،
وكل صرخة شقت أرجاء الصمت العالمي،
وكل شلو من أشلاء الأطفال في زقاق غزة وتحت هدمها،
وكل استغاثة،
وكل دمعة حزين،
وارتجافة خائف،

كلّ شيء من ذلك قطرات تشكل الطوفان الذي يغرق "إسرائيل الفاجرة" ..

ولن يغني عن الكيان:
- تآمر من تآمر معه،
- ولا تخاذل المتخاذلين،
- ولا نفير قوى الشر العالمي العربي والعجمي..

اقترب الوعد الحق، وتبخرت أوهام الذين لا يعلمون: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)..