عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه عن النبي ﷺ أنه كان يدعو بهذا الدعاء:
«اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي، وهزلي، وخطئي، وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير .» [متفق عليه]
«اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي، وهزلي، وخطئي، وعمدي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير .» [متفق عليه]
"أَعْمَالُ الْعَبْدِ مُسْتَحَقَّةٌ عَلَيْهِ بِمُقْتَضِ كَوْنِهِ عَبْدًا مَمْلُوكًا مُسْتَعْمَلًا فِيمَا يَأْمُرُ بِهِ سَيِّدُهُ،
فَنَفْسُهُ مَمْلُوكَةٌ وَأَعْمَالُهُ مُسْتَحَقَّهٌ عَلَيْهِ بِمُوجِبِ الْعُبُودِيَّةِ فَلَا يَسْتَحِقُّ ثَوَابًا وَلَا جَزَاءً،
فَلَوْ أَمْسَكَ الثَّوَابَ وَالْجَزَاءَ الَّذِي يَتَنَعَّمُ بِهِ لَمْ يَكُنْ ظَالِمًا، فَإِنَّهُ يَكُونُ قَدْ فَعَلَ مَا وَجَبَ عَلَيْهِ بِحَقِّ كَوْنِهِ عَبْدًا،
وَمَنْ لَمْ يُحْكِمْ هَذَا الْمَوْضِعَ فَإِنَّهُ عِنْدَ الذُّنُوبِ وَعُقُوبَاتِهَا يَصْدُرُ مِنْهُ مِنَ الْأَقْوَالِ مَا يَكُونُ فِيهَا أَوْ فِي بَعْضِهَا خَصْمًا لِلَّهِ مُتَظَلِّمًا مِنْهُ شَاكِيًا لَهُ، وَقَدْ وَقَعَ فِي هَذَا مَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَوْ حُرِّكَتِ النُّفُوسُ لَرَأَيْتَ الْعَجَبَ."
فَنَفْسُهُ مَمْلُوكَةٌ وَأَعْمَالُهُ مُسْتَحَقَّهٌ عَلَيْهِ بِمُوجِبِ الْعُبُودِيَّةِ فَلَا يَسْتَحِقُّ ثَوَابًا وَلَا جَزَاءً،
فَلَوْ أَمْسَكَ الثَّوَابَ وَالْجَزَاءَ الَّذِي يَتَنَعَّمُ بِهِ لَمْ يَكُنْ ظَالِمًا، فَإِنَّهُ يَكُونُ قَدْ فَعَلَ مَا وَجَبَ عَلَيْهِ بِحَقِّ كَوْنِهِ عَبْدًا،
وَمَنْ لَمْ يُحْكِمْ هَذَا الْمَوْضِعَ فَإِنَّهُ عِنْدَ الذُّنُوبِ وَعُقُوبَاتِهَا يَصْدُرُ مِنْهُ مِنَ الْأَقْوَالِ مَا يَكُونُ فِيهَا أَوْ فِي بَعْضِهَا خَصْمًا لِلَّهِ مُتَظَلِّمًا مِنْهُ شَاكِيًا لَهُ، وَقَدْ وَقَعَ فِي هَذَا مَنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَوْ حُرِّكَتِ النُّفُوسُ لَرَأَيْتَ الْعَجَبَ."
[مختصر الصواعق المرسلة ١/٢٥٠]
💯2
『الجنة لا ينالها المكلفون إلا بالجهاد والصبر』
قال ابن القيم رحمه الله:
"إن كمال العبودية والمحبة والطاعة إنما يظهر عند المعارضة والدواعي إلى الشهوات والإرادات المخالفة للعبودية، وكذلك الإيمان تتبين حقيقته عند المعارضة والامتحان وحينئذ يتبين الصادق من الكاذب،
قال الله تعالى: ﴿الم - أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ - وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾،
وقال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾،
وقال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا﴾.
فالجنة لا ينالها المكلفون إلا بالجهاد والصبر، وخلق الشياطين وأوليائهم وجندهم من أعظم النعم في حق المؤمنين، فإنهم بسبب وجودهم صاروا مجاهدين في سبيل الله يحبون لله ويبغضون لله، يوالون فيه ويعادون فيه، ولا تكمل نفس العبد ولا يصلح لها الزكاة والفلاح إلا بذلك."
قال ابن القيم رحمه الله:
"إن كمال العبودية والمحبة والطاعة إنما يظهر عند المعارضة والدواعي إلى الشهوات والإرادات المخالفة للعبودية، وكذلك الإيمان تتبين حقيقته عند المعارضة والامتحان وحينئذ يتبين الصادق من الكاذب،
قال الله تعالى: ﴿الم - أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ - وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾،
وقال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾،
وقال تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا﴾.
فالجنة لا ينالها المكلفون إلا بالجهاد والصبر، وخلق الشياطين وأوليائهم وجندهم من أعظم النعم في حق المؤمنين، فإنهم بسبب وجودهم صاروا مجاهدين في سبيل الله يحبون لله ويبغضون لله، يوالون فيه ويعادون فيه، ولا تكمل نفس العبد ولا يصلح لها الزكاة والفلاح إلا بذلك."
[مختصر الصواعق المرسلة ١/٢٥٤]
👍2
Forwarded from قناة | أبي جعفر عبدالله الخليفي
قال البخاري في «الأدب المفرد»: "494- حدثنا موسى قال: حدثنا حماد قال: أخبرنا عدي بن عدي، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة، في جسده وأهله وماله، حتى يلقى الله عز وجل وما عليه خطيئة".
وقال ابن أبي شيبة في «المصنف»: "10829- حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن مسروق، قال: «يود أهل البلاء يوم القيامة أن أجسادهم كانت في الدنيا تقرض بالمقاريض»".
وقد ابتلي بعينيه من الأنبياء يعقوب وشعيب، ومن الصحابة ابن عباس وابن عمر وابن أم مكتوم.
وقال البخاري في صحيحه: "5653- حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، قال: حدثني ابن الهاد، عن عمرو، مولى المطلب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: سمعت النبي ﷺ يقول: إن الله قال: «إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر، عوضته منهما الجنة» يريد: عينيه، تابعه أشعث بن جابر، وأبو ظلال هلال، عن أنس، عن النبي ﷺ".
وقد قال تعالى: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} [الحج ٤٦].
فعسى الله أن يجزيه رؤية وجهه يوم القيامة.
وقد خطر لي قصة العرنيين حين سملوا أعين الراعي فسمل النبيُّ ﷺ أعينهم، وذلك عين العدل، وإن نفرت منه النفوس السخيفة.
وقال ابن أبي شيبة في «المصنف»: "10829- حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن الأعمش، عن طلحة بن مصرف، عن مسروق، قال: «يود أهل البلاء يوم القيامة أن أجسادهم كانت في الدنيا تقرض بالمقاريض»".
وقد ابتلي بعينيه من الأنبياء يعقوب وشعيب، ومن الصحابة ابن عباس وابن عمر وابن أم مكتوم.
وقال البخاري في صحيحه: "5653- حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، قال: حدثني ابن الهاد، عن عمرو، مولى المطلب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: سمعت النبي ﷺ يقول: إن الله قال: «إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر، عوضته منهما الجنة» يريد: عينيه، تابعه أشعث بن جابر، وأبو ظلال هلال، عن أنس، عن النبي ﷺ".
وقد قال تعالى: {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} [الحج ٤٦].
فعسى الله أن يجزيه رؤية وجهه يوم القيامة.
وقد خطر لي قصة العرنيين حين سملوا أعين الراعي فسمل النبيُّ ﷺ أعينهم، وذلك عين العدل، وإن نفرت منه النفوس السخيفة.
حساب "فوائد عبد الله بن فهد الخليفي" على منصة إكس تم إغلاقه، وهذا الحساب الجديد👇🏻👇🏻
https://x.com/alkulifyF?t=Qv5UEEGv-p_z9lmofOdVwQ&s=09
https://x.com/alkulifyF?t=Qv5UEEGv-p_z9lmofOdVwQ&s=09
X (formerly Twitter)
فوائد عبد الله بن فهد الخليفي (@alkulifyF) on X
حساب لنشر بعض ما كتبه أبو جعفر عبد الله بن فهد الخليفي. تنبيه: الشيخ لا علاقة له بالحساب وغير مسؤول عنه.
🤯3
『جزء من مناظرة في الصفات بين إبراهيم بن أحمد بن شاقلا وأبي سليمان الدمشقي الكلّابي』
قال ابن أبي يعلى: قرأت بخط الوالد السعيد قال: نقلت من خط أبى بكر بن شاقلا قال:
أخبرنا أبو إسحاق بن شاقلا - قراءة عليه - قال: قلت لأبى سليمان الدمشقى: "بلغنا أنك حكيت فضيلة الرسول ﷺ فى ليلة المعراج، وقوله فى الخبر «وضع يده بين كتفى، فوجدت بردها - وذكر الحديث».
فقال لي: هذا إيمان ونية، لأنه أريد منى روايته، وله عندى معنى غير الظاهر.
قال: وأنا لا أقول مسّه.
فقلت له: وكذا تقول فى آدم لما خلقه بيده؟
قال: كذا أقول، إن الله عز وجل لا يمس الأشياء.
فقلت له: سويت بين آدم وسواه، فأسقطت فضيلته، وقد قال الله تعالى {يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ...
ثم قال لي: والأصابع فى حديث ابن مسعود، تقول به؟
فقلت له: حديث ابن مسعود صحيح من جهة النقل. رواه الناس، ورواه الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله.
فقال لي: هذا قاله اليهودى.
فقلت له: لم ينكر رسول الله ﷺ قوله، قد ضحك رسول الله ﷺ حتى بدت نواجذه، تصديقا لقوله.
فأنكر أن يكون هذا اللفظ مرويا من أخبار ابن مسعود، فقلت له: بلى، هذا رواه منصور والأعمش جميعا عن إبراهيم عن أبى عبيدة «أن يهوديا أتى النبى ﷺ، فقال: يا محمد، إن الله عز وجل يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال على إصبع، والخلائق على إصبع، والشجر على إصبع - وروى: والثرى على إصبع - ثم يقول: أنا الملك.
فضحك رسول الله ﷺ، تصديقا لما قال الحبر» هكذا رواه الثورى وفضيل ابن عياض.
فقال لي: قد نزل القرآن بالتكذيب، لا بالتصديق. فقال الله تعالى: ﴿وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾
فقلت له: قد نزل القرآن بالتصديق، لا بالتكذيب، بدلالة قوله تعالى فى سياق الآية ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَالسَّماواتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ ثم نزه نفسه عز وجل عما يشرك به من كذب بصفاته، فقال ﴿(سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ)﴾ وقوله ﴿وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ لا يمنع من إثبات الأصابع صفة له، كما ثبتت صفاته التى لا أختلف أنا وأنت فيها، ومع هذا: فما قدروا الله حق قدره، كذلك أيضا نثبت الأصابع صفة لذاته تبارك وتعالى ﴿وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾.
فلما رأى ما لزمه قال: هذا ظن من ابن مسعود، أخطأ فيه.
فقلت له: هذا قول من يروم هدم الإسلام، والطعن على الشرع، لأن من زعم أن ابن مسعود ظن، ولم يستيقن، فحكى عن النبى ﷺ على ظنه: فقد جعل إلى هدم الإسلام مقالته هذه، بأن يتجاهل أهل الزيغ، فيتهجموا على كل خبر جاء عن النبى ﷺ لا يوافق مذهبهم فيسقطونه بأن يقولوا: هذا ظن من الصحابة على رسول الله ﷺ، إذ لا فرق بين ابن مسعود وسائر الصحابة رضي الله عنهم، وهذا ضد ما أجمع عليه المسلمون.
وقد أكذب القرآن مقالة هذا القائل فى الآية التى شهد فيها لابن مسعود بالصدق فى جملة الصحابة."
قال ابن أبي يعلى: قرأت بخط الوالد السعيد قال: نقلت من خط أبى بكر بن شاقلا قال:
أخبرنا أبو إسحاق بن شاقلا - قراءة عليه - قال: قلت لأبى سليمان الدمشقى: "بلغنا أنك حكيت فضيلة الرسول ﷺ فى ليلة المعراج، وقوله فى الخبر «وضع يده بين كتفى، فوجدت بردها - وذكر الحديث».
فقال لي: هذا إيمان ونية، لأنه أريد منى روايته، وله عندى معنى غير الظاهر.
قال: وأنا لا أقول مسّه.
فقلت له: وكذا تقول فى آدم لما خلقه بيده؟
قال: كذا أقول، إن الله عز وجل لا يمس الأشياء.
فقلت له: سويت بين آدم وسواه، فأسقطت فضيلته، وقد قال الله تعالى {يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ...
ثم قال لي: والأصابع فى حديث ابن مسعود، تقول به؟
فقلت له: حديث ابن مسعود صحيح من جهة النقل. رواه الناس، ورواه الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله.
فقال لي: هذا قاله اليهودى.
فقلت له: لم ينكر رسول الله ﷺ قوله، قد ضحك رسول الله ﷺ حتى بدت نواجذه، تصديقا لقوله.
فأنكر أن يكون هذا اللفظ مرويا من أخبار ابن مسعود، فقلت له: بلى، هذا رواه منصور والأعمش جميعا عن إبراهيم عن أبى عبيدة «أن يهوديا أتى النبى ﷺ، فقال: يا محمد، إن الله عز وجل يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال على إصبع، والخلائق على إصبع، والشجر على إصبع - وروى: والثرى على إصبع - ثم يقول: أنا الملك.
فضحك رسول الله ﷺ، تصديقا لما قال الحبر» هكذا رواه الثورى وفضيل ابن عياض.
فقال لي: قد نزل القرآن بالتكذيب، لا بالتصديق. فقال الله تعالى: ﴿وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾
فقلت له: قد نزل القرآن بالتصديق، لا بالتكذيب، بدلالة قوله تعالى فى سياق الآية ﴿وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَالسَّماواتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ ثم نزه نفسه عز وجل عما يشرك به من كذب بصفاته، فقال ﴿(سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ)﴾ وقوله ﴿وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ لا يمنع من إثبات الأصابع صفة له، كما ثبتت صفاته التى لا أختلف أنا وأنت فيها، ومع هذا: فما قدروا الله حق قدره، كذلك أيضا نثبت الأصابع صفة لذاته تبارك وتعالى ﴿وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾.
فلما رأى ما لزمه قال: هذا ظن من ابن مسعود، أخطأ فيه.
فقلت له: هذا قول من يروم هدم الإسلام، والطعن على الشرع، لأن من زعم أن ابن مسعود ظن، ولم يستيقن، فحكى عن النبى ﷺ على ظنه: فقد جعل إلى هدم الإسلام مقالته هذه، بأن يتجاهل أهل الزيغ، فيتهجموا على كل خبر جاء عن النبى ﷺ لا يوافق مذهبهم فيسقطونه بأن يقولوا: هذا ظن من الصحابة على رسول الله ﷺ، إذ لا فرق بين ابن مسعود وسائر الصحابة رضي الله عنهم، وهذا ضد ما أجمع عليه المسلمون.
وقد أكذب القرآن مقالة هذا القائل فى الآية التى شهد فيها لابن مسعود بالصدق فى جملة الصحابة."
[طبقات الحنابلة - لابن أبي يعلى - ت الفقي ٢/١٣١]
⚡1
قال ابن القيم:
وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ}،
فهذا نص صريح في أن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يحصل بالوحي، فيا عجبا! كيف يحصل الهدى لغيره من الآراء والعقول المختلفة والأقوال المضطربة؟! ولكن {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً}،
فأي ضلال اعظم من ضلال من زعم أن الهداية لا تحصل بالوحي ثم يحيل فيها على عقل فلان ورأي فلتان وقول زيد وعمرو؟
ولقد عظمت نعمة الله على عبد عافاه من هذه البلية العظمى والمصيبة الكبرى والحمد لله رب العالمين
📖| الرسالة التبوكية
وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ}،
فهذا نص صريح في أن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يحصل بالوحي، فيا عجبا! كيف يحصل الهدى لغيره من الآراء والعقول المختلفة والأقوال المضطربة؟! ولكن {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً}،
فأي ضلال اعظم من ضلال من زعم أن الهداية لا تحصل بالوحي ثم يحيل فيها على عقل فلان ورأي فلتان وقول زيد وعمرو؟
ولقد عظمت نعمة الله على عبد عافاه من هذه البلية العظمى والمصيبة الكبرى والحمد لله رب العالمين
📖| الرسالة التبوكية
Forwarded from الدُّر المكنون (إحياء علم السلف)
لا تنسوا الدعاء لصفوان البخاري والد أخيكم البخاري في الساعة الأخيرة من العصر
أسأل الله أن يشفيه شفاء لا يغادر سقما
أسأل الله أن يشفيه شفاء لا يغادر سقما
👍3
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ونُؤمنُ أنَّ الله جلَّ ثناؤهُ
يَرى ويُرى يومَ المزيدِ ويُنعِم
يَرى ويُرى يومَ المزيدِ ويُنعِم
Forwarded from ردغة الخبال (توثيق أخلاق سفهاء الأحلام)
سيحاول الحركي أن يقنعك أن الأشعرية والصوفية ليسوا أعداء لك وأن البلاء من العلمانيين فحسب
قال ابن تيمية رحمه الله:
"أهل العلم بالحديث لا يعتمدون على مجرد تصحيح الحاكم، وإن كان غالب ما يصححه فهو صحيح، لكن هو في المصححين بمنزلة الثقة الذي يكثر غلطه، وإن كان الصواب أغلب عليه.
وليس فيمن يصحح الحديث أضعف من تصحيحه، بخلاف أبي حاتم ابن حبان البستي، فإن تصحيحه فوق تصحيح الحاكم وأجل قدرا، وكذلك تصحيح الترمذي والدارقطني وابن خزيمة وابن منده وأمثالهم فيمن يصحح الحديث.
فإن هؤلاء وإن كان في بعض ما ينقلونه نزاع: فهم أتقن في هذا الباب من الحاكم، ولا يبلغ تصحيح الواحد من هؤلاء مبلغ تصحيح مسلم، ولا يبلغ تصحيح مسلم مبلغ تصحيح البخاري؛ بل كتاب البخاري أجل ما صنف في هذا الباب، والبخاري من أعرف خلق الله بالحديث وعلله مع فقهه فيه، وقد ذكر الترمذي أنه لم ير أحدا أعلم بالعلل منه، ولهذا كان من عادة البخاري إذا روى حديثا اختلف في إسناده أو في بعض ألفاظه أن يذكر الاختلاف في ذلك لئلا يغتر بذكره له بأنه إنما ذكره مقرونا بالاختلاف فيه.
ولهذا كان جمهور ما انكر على البخاري مما صححه يكون قوله فيه راجحا على قول من نازعه، بخلاف مسلم بن الحجاج فإنه نوزع في عدة أحاديث مما خرجها، وكان الصواب فيها مع من نازعه، كما روى في حديث الكسوف أن النبي -ﷺ- صلى بثلاث ركوعات وبأربع ركوعات، كما روى أنه صلى بركوعين، والصواب: أنه لم يصل إلا بركوعين، وأنه لم يصل الكسوف إلا مرة واحدة يوم مات إبراهيم.
ولكن جمهور متون «الصحيحين» متفق عليها بين أئمة الحديث، تلقوها بالقبول، وأجمعوا عليها، وهم يعلمون علما قطعيا أن النبي -ﷺ- قالها."
"أهل العلم بالحديث لا يعتمدون على مجرد تصحيح الحاكم، وإن كان غالب ما يصححه فهو صحيح، لكن هو في المصححين بمنزلة الثقة الذي يكثر غلطه، وإن كان الصواب أغلب عليه.
وليس فيمن يصحح الحديث أضعف من تصحيحه، بخلاف أبي حاتم ابن حبان البستي، فإن تصحيحه فوق تصحيح الحاكم وأجل قدرا، وكذلك تصحيح الترمذي والدارقطني وابن خزيمة وابن منده وأمثالهم فيمن يصحح الحديث.
فإن هؤلاء وإن كان في بعض ما ينقلونه نزاع: فهم أتقن في هذا الباب من الحاكم، ولا يبلغ تصحيح الواحد من هؤلاء مبلغ تصحيح مسلم، ولا يبلغ تصحيح مسلم مبلغ تصحيح البخاري؛ بل كتاب البخاري أجل ما صنف في هذا الباب، والبخاري من أعرف خلق الله بالحديث وعلله مع فقهه فيه، وقد ذكر الترمذي أنه لم ير أحدا أعلم بالعلل منه، ولهذا كان من عادة البخاري إذا روى حديثا اختلف في إسناده أو في بعض ألفاظه أن يذكر الاختلاف في ذلك لئلا يغتر بذكره له بأنه إنما ذكره مقرونا بالاختلاف فيه.
ولهذا كان جمهور ما انكر على البخاري مما صححه يكون قوله فيه راجحا على قول من نازعه، بخلاف مسلم بن الحجاج فإنه نوزع في عدة أحاديث مما خرجها، وكان الصواب فيها مع من نازعه، كما روى في حديث الكسوف أن النبي -ﷺ- صلى بثلاث ركوعات وبأربع ركوعات، كما روى أنه صلى بركوعين، والصواب: أنه لم يصل إلا بركوعين، وأنه لم يصل الكسوف إلا مرة واحدة يوم مات إبراهيم.
ولكن جمهور متون «الصحيحين» متفق عليها بين أئمة الحديث، تلقوها بالقبول، وأجمعوا عليها، وهم يعلمون علما قطعيا أن النبي -ﷺ- قالها."
[تقريب فتاوى ابن تيمية ٢/٤٨٩]
Forwarded from كناشة ابن عباس
إنا لله وإنا إليه راجعون
توفي اليوم عمي، أبي الثاني العزيز، توفي شهيدا بإذن الله
أسأل الله أن يتقبله ويغفر له
توفي اليوم عمي، أبي الثاني العزيز، توفي شهيدا بإذن الله
أسأل الله أن يتقبله ويغفر له
والنية محلها القلب باتفاق العلماء، فإن نوى بقلبه ولم يتكلم بلسانه أجزأته النية باتفاقهم.
والنية تتبع العلم، فمن علم ما يريد فعله فلا بد أن ينويه ضرورة؛ كمن قدم بين يديه طعاما ليأكله، فإذا علم أنه يريد الأكل فلا بد أن ينويه، وكذلك الركوب وغيره.
بل لو كلف العباد أن يعملوا عملا بغير نية كلفوا ما لا يطيقون.
وإنما يتصور عدم النية إذا لم يعلم ما يريد، مثل من نسي الجنابة واغتسل للنظافة أو للتبرد، أو من يريد أن يعلم غيره الوضوء ولم يرد أنه يتوضأ لنفسه، أو من لا يعلم أن غدا من رمضان فيصبح غير ناو للصوم.
ومن عرف هذا تبين له أن النية مع العلم في غاية اليسر، لا تحتاج إلى وسوسة وآصار وأغلال، ولهذا قال بعض العلماء: الوسوسة إنما تحصل لعبد من جهل بالشرع، أو خبل في العقل.
واتفق العلماء على أنه لا يسوغ الجهر بالنية، لا لإمام ولا لمأموم ولا لمنفرد، ولا يستحب تكريرها.
والنية تتبع العلم، فمن علم ما يريد فعله فلا بد أن ينويه ضرورة؛ كمن قدم بين يديه طعاما ليأكله، فإذا علم أنه يريد الأكل فلا بد أن ينويه، وكذلك الركوب وغيره.
بل لو كلف العباد أن يعملوا عملا بغير نية كلفوا ما لا يطيقون.
وإنما يتصور عدم النية إذا لم يعلم ما يريد، مثل من نسي الجنابة واغتسل للنظافة أو للتبرد، أو من يريد أن يعلم غيره الوضوء ولم يرد أنه يتوضأ لنفسه، أو من لا يعلم أن غدا من رمضان فيصبح غير ناو للصوم.
ومن عرف هذا تبين له أن النية مع العلم في غاية اليسر، لا تحتاج إلى وسوسة وآصار وأغلال، ولهذا قال بعض العلماء: الوسوسة إنما تحصل لعبد من جهل بالشرع، أو خبل في العقل.
واتفق العلماء على أنه لا يسوغ الجهر بالنية، لا لإمام ولا لمأموم ولا لمنفرد، ولا يستحب تكريرها.
[تقريب فتاوى ابن تيمية ٢/٤٧٩]
👍1
『مَا يُقَالُ عِنْدَ تَغْمِيضِ الْمَيِّتِ』
قَالَ ابنُ أبِي شَيبة: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ بَكْرٍ [بنِ عَبدِ اللهِ المُزَنِيّ]، قَالَ: «إِذَا أَغْمَضْتَ الْمَيِّتَ، فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ».
قَالَ ابنُ أبِي شَيبة: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ بَكْرٍ [بنِ عَبدِ اللهِ المُزَنِيّ]، قَالَ: «إِذَا أَغْمَضْتَ الْمَيِّتَ، فَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ».
👍1