Telegram Web Link
:زين فدوة بوسيها الي وحضنيها بمكاني
: أن شاء الله ولله راح اسوي مثل ما وصيتيني

كملت تبديل وطلعت بسرعة لصادق الي منتضرها
: يله عمو كملت خلي نروح
: يله فضيها مو كافي اليوم تأخرت على المحل من وراج وما
راحت
تجاهلت كلامه فرحتي اكبر من كلشي صعدت بالسيارة ودي
اطوي الطريق طوي و اوصل الها
الطريق كان صعب حيل وخطر بسبب الاوضاع الامنيه
كان المستشفي بمنطقة الشماعية، وهي من المناطق الي
كان بيها اضطرابات أمنية عنيفة وقوية بسبب الحرب
الطائفية سنة 2007،
نقاط التفتيش، والمسلحين يسيطرون على بعض الأحياء
المجاورة أكثر من مرة وكفونة التفتيش وس/وج/
أغلبية أهالي المرضى كانو يخافون زيارة ذويهم بسبب
الأوضاع الأمنية
صادق : شوفي رغم الوضع الصعب والطريق خطر ما هان علي
اتركج كلبج محروك على امج وجبتج تشوفيها
بصعوبة كدرت احصل على تصريح أمني حتى اكدر اجيبج

حسيت عمي كلامة ناعم وياي وغير عن كل مرة أول مرة ما
يحجي وياي وهو يخزر ومو شديد بكلامة رغم هذا اني ما
ارتاحيت اله وحسيت نعومته بالكلام هذه مو لوجه الله ولا لأن
ضميرة صحة اكيد اكو سبب ثاني
بعد طريق طويل وصعب أخيراً كدرنه نوصل للمستشفى

حراس المستشفى كانوا مسلحين يمكن بسبب التهديدات
الأمنية حارس المستشفى من شاف التصريح سمحلنه
بالدخول الباب مصدي وقوي الحارس فتحة بصعوبة
مديت إيدي، دفعت الباب الثكيل، وصوته وهو ينفتح خلاني
أرتجف، كأنه باب سجن انفتح مو باب مستشفى من أول ما
دخلت للمستشفى، حسّيت روحي داخلة لمكان مو من
هالعالم. ريحة عفن ومعقمات، جدران وصخة، وأصوات تصيح
من كل مكان. الإنارة ضعيفة، الممر طويل وممل
والمرضى متناثرين بكل زاوية. أكو ناس كاعدة بالأرض، تحچي
ويا نفسها، وناس عيونها تباوع بيها بدون تعبير.
كلبي يدگ بسرعة، نفسي ثكيل، بس لازم اقوي روحي ، لازم
أشوف أمي.
خطوة بعد خطوة، دخلت. الممر طويل، والأرضية بيها لون
أصفر باهت، حسيتها قديمة مثل تعب الناس اللي يمشون
عليها كل يوم.
كان المستشفى يعاني من وضع كارثي الأوضاع داخل
المستشفى ابد مو طبيعية الازدحام مو طبيعي وعدد
المدرضى كلش هواي
سوء النظافة الروائح الكريهة تملأ المكان لاتطاق والمرضى
كانو ابد مو نظاف واضح عليهم الاهمال
الاجواء كانت حقيقة مرعبة بالنسبة إلي أجواء تخنك
أصوات صراخ متقطع الإضاءة خافتة ببعض الممرات
موظفين واضح عليهم الإرهاق ، وبعضهم تحسه غارق
بالشعور بالعجز. رائحة معقمات ممزوجة برائحة عفن تخليني
غصب اكش وجهي
سرير حديدي قديم يصدر صريرً كلما تحرك عليه المريض
عيني تتحرك بكل زاوية، وجوه المرضى تمر يمّي مثل ظلال،
بعضهم يضحك بلا سبب، بعضهم عيونه خاوية كأنه الدنيا
خلصت عليه من زمان.
واحد گعد بزاوية يهز نفسه كأنه يهدهد روحه، ومرأة تحچي ويا
نفسها بصوت ناصي، كأنه تواسي نفسها على حزن ما حد
غيرها يفتهمه.
كل هالمنظر خلاني أحس برجفة بأطرافي ، شنو ذنب أمي حتى
تصير بينهم؟ أمي اللي كانت الحضن الدافي، والعيون اللي
تشيلني بحنان، شلون الدنيا سلبتها مني وخلتها هنا؟
وصلت للاستعلامات،
حجة عمي ويه الممرضة : السلام عليكم

الموظفة رفعت عيونها من الورق، وهي تمضغ بالعلچ: وعليكم
السلام نعم ؟
صادق : عدنه مريضة نريد نقابلها
حجيت اني بسرعه وركزت بصوتي حتى لا يطلع يرتجف
امي... جاية أشوف أمي
باوعت الي ببرود وسألتني عن اسمها، كلته بسرعة، كأن
تأخيري لحظة ممكن يخليني أختنك أكثر. كلبت صفحات
الدفتر گدامها، وبعد ثواني كالت بلهجة باااردة
أي، بس ما تكدرين تشوفينها هسه، الوضع فالت.. البارحة
صارت عركة بين المريضات، وما نكدر نفتح الزيارة بهل وقت
حسّيت الدنيا تضيق أكثر.. شلون يعني ما أگدر أشوفها؟ شنو
يعني هذا التوسل بعمي والطريق الي شلع كلبنه كله تحملته
علمود اشوفها وبالاخير ما اكدر اشوفها
حجة عمي بعصبية وزهكان:مووو اني حجيت وكلت الوضع مو
زين بس انتي عاندتي الا تشوفين امج هاج شوفي الوضع
بعينج شلونة
تجاهلت كلامه وصمتت اشوفها حجيت ويه الممرضة بنبرة
ترجي
الله يساعدكم.. بس أرجوج، أريد أشوفها، لازم أطمن عليها
ولله صار شهور اتحسر على شوفتها وكلبي نشلع يله كدرت
اجيها الله يخليج بس اشوفها
تنهدت بتعب وبعدين كالت : لحضة
صاحت مرة كانت واكفة تسولف ويه مرة ثانية يمكن كانت
فراشة أو ممرضة ماعرف بس كانت سمينه وضخمة حاجتها
الممرضة : اخذي الأبنية غرفة رقم ٣٢، جناح النساء
:اشكرج عيوني رحم الله والديج
: اذا انفعلت المريضة وصارت تصيح اطلعي فوراً
حجى عمي : راح انتضرج جوة بالحديقة اختنكت اني ما اكدر
بعد تركني ودار وجها وراح
مشيت ويه المرة واني اردد غرفة ٣٢... جناح النساء...
الأرقام تدور براسي وكأنها شيء أكبر من مجرد عنوان. هذا
المكان اللي صارت بيه أمي، هذا المكان اللي المفروض
ألاگيها بيها.
مشيت، أو بالأحرى، حسيت نفسي أنسحب ببطء، كأن
خطواتي مو بيدي، كأن شيء أكبر مني يجبرني أروح وأشوف
الحقيقة الي عايشتها امي

كل ما نعبر غرفة أسمع أصوات ناس تبچي، واحد يكعد يحچي
ويا نفسه،
وحدة تلولي بصوت ناصي . وصلنا لباب الغرفة
الي بيها امي وفتحت المرة الباب
+
داخل الغرفة، الدنيا غير شكل.. سرر حديدية وسخة ، بطانيات
ريحتها خايسة، لكن امي بس هي كانت بداخل الغرفة
وهناك، بالزاوية.. شفتها كاعد على سريرها وصافنه بالفراغ
تباوع
بلا وعي ركضت الها شمرت نفسي بحضنها بدون ما اركز ولا
اباوع بشكلها
يمّه.. أنا هنا، بسملة.. تعرفيني؟
احجي وياها رفعت راسي اباوع بوجها نصدمت شعرها مزين
وولادي وجهها ضعيف، عيونها مطفية..وملابسها مو نضيفه
وحتى ريحتها ما طيبه
احس عيوني صرت ما اشوف بيها كد ما غركو بالدموع
رفعت عيونها ببُطء، نظرت إليّ كأنها ما تعرفني.. قلبي تچمد.
بدون اي رد فعل ما بدر منها احس فكي السفلي صار يرتجف
اسناني الجوة صار تطك باسناني الفوك
واني اشوفها رجعت حاجيت المره الي واكفه بالباب لأن تخاف
تتركنه وحدنه ويبدر من امي رد فعل ممكن يأذيني
: هاي ليش هيج ليش مزينين شعرها ليش ملابسها وسخة
ردت علي صوتها خشن : المرضى بسبب الوسخ صار بيهم
كمل واضطرينه نحلق شعرهم
: وليش هيج تاركيهم وسخين مو جاي تستلمون رواتب
مقابل خدمتكم على الأقل حللو خبزتكم اشو المستشفى تنكط
وسخ وهسه الكة امي شعرها مزين ؟
ردت ببرود على كلامي عكس كلبي المحترك : انتو نايمين
ورجليكم بالشمس عيوني اذا هيج كاتلة نفسج على امج المن
ذابيها هنا
تره المستشفى جاي تمر باسوى حالاتها اولا المستشفى
مكتظً بالمرضى، وبعض الأجنحة جاي تضم أكثر من طاقتها
الاستيعابية
ثانيا عدنه نقص بالكادر الطبي: هواي من الأطباء والممرضين
تركوا وظائفهم بسبب التهديدات أو هاجروا، وهل شي خله
الرعاية محدودة الكادر كلش قليل ومجاي نلحك
ثالثا نقص الأدوية الأدوية النفسية نادرة كلش وقليلة ، وهل
شي زاد حالات الهيجان والهلاوس وبصعوبه نكدر نسيطر
عليكم ما تشوفين اني واكفه يمج خاف يبدر منها رد فعل
ياذيج اكو حلات اضطرينه نربطهم بالأسرة حتى لا ياذون
نفسهم
وغير هذا صار عدنه حالات هروب كلش هواي من المستشفى
ونتركو بالشوراع محد رجعهم

دموعي نزلت بلا إرادة، من هل كلام يعني امي جاي تعاني من
كل هذا هنااا واني نايمة بفراش نضيف ودافئ
رجعت شمرت نفسي بحضنها رغم هي مجاي تعرفني ولا تبادر
باي فعل
:يمّه، أنا وياج . وعد، أطلعج من هنا وعد عليّ مراح اتركج هنا
بس صبريلي
ما كدرت أتحمّل بعد... حسيت روحي تنخنك، گمت أرتجف،
ومن دون تفكير ، حطّيت راسي على صدرها، مثل ما جنت
طفله وانضرب اخلي راسي على صدرها وهي تمسح على
شعري شبكتها بقوة، كأنها لو أفلتها راح تختفي تمنيت ترفع
أيدها وتمسح على شعري تحسسني لو للحظة هي تعرفني
:يمّه... يمّه دخيلچ ضمّيني، حسّي بيه... شنو اللي سوّيته
حتى الدنيا تجور عليّ بهالشكل يما الحمل الي تركتو ثكيل
ولله كلش ثكيل عليه اني مو قوية ولله اني اريد الي يشيل
حملي محتاجة حضنج محتاجتج ولله
دموعي صارت مثل المطر، تنزل بلا توقف، تبلل ثيابها، بس
هي ساكتة.. باردة... حتى أنفاسها ضعيفة، كأنها مو موجودة.
:يمّه، تعبت، تعبت حيل أريدچ، أريد أحس بوجودچ، أريد
أحس إن بعدني مو وحدي.
رفعت راسي شوي، شفت عيونها... فارغة، تايهة، لا فرح ، لا
حنية،لاروح لا شي.
:يمّه، تذكرين شلون چنتِ توصّيني على سلوى وعلى اخواني ؟
شلون چنتِ تخافين علينا حتى من الهوا؟ هسه منو يخاف
علينا غيرچ؟ منو يحضنّا؟ منو يسندني
رجعت أضمها، گمت أحس بثكل الدنيا كلها على ظهري،
وگتفتني، ربطتني، ما أگدر أتنفّس، ما أگدر أوكف.
:يمه، كبرت غصب، كبرت قبل وكتي، صرت أم وأب وأخت،
صرت كل شي وسلوى تتعلّگ بيه كأنه ما عدها غيري... بس
أني؟ أني ما عدّي غيرچ، يمّه، شلون أصير جبل وأنا جوّاي
ينهدم كل يوم
كانت أنفاسي تتقطع، دموعي تخنكني، بس هي... بقت باردة،
صمّتها يكتل أكثر من أي كلام.
يمّه، لو تحچين، لو تصيحين، لو حتى تبچين، بس لا تبقين
هيچ لا تخليني أشعر إن حتى وإنتِ يمي... بعدچ بعيدة عني
ماكو رد...
يمّه، أني ضايعة ليش هيج صار وياج ليش
بقيت بهل حال ما اريد اتركها

فجأة، صرخة قوية من بره، الباب نصفگ بقوة، وحدة من
المرضى دخلت و ضحكت ضحكة تقطع الكلب.. الفراشة
ضربت الباب بعنف حتى تسكتها ورجعت باوعتلي
خلص وقت الزيارة انتهى
باوعت لأمي، كلبي يعصرني.. چانت باقية صافنه بيه، كأنها
تحاول تحفظ وجهي قبل لا أختفي.. شديت على إيدها مرة
أخيرة، بعدين گمت، وخطواتي تسحبني بعيد، بعيد عن عينيها
اللي صارت آخر شي شفته قبل ما يندفع الباب وينسد وره
ظهري.. ..
#يتبع
البارت الثالث عشر

*****

تراقصتْ يومًا على شُرفَةِ النورِ
تُزَيّنُ الحُلمَ بألوانِها الزُهرِ

تمدُّ جَناحيها نحوَ السَما عَجبًا
فَتَسقُطُ الأصفادُ في قبضةِ الدَهرِ

تُنازِعُ الرّيحَ كي تَنجُو بِأُمنيَةٍ
لكنَّها كُبِّلَتْ باليأسِ والجَمرِ

مَن كَبَّلَ الحُرَّ في قضبانِ عُزلَتِهِ؟
مَن حاصرَ الحُلمَ في أقفاصِهِ العُمرِي؟

تَبكي الفراشةُ، لا زَهرٌ ولا أفُقٌ
إلا بقايا رمادٍ، طيفُهُ يَسري

لكنَّها، رغمَ قيْدِ الحُزنِ، تحلم
بأنْ يُزهرَ الضوءُ مِن عُتمَةِ القَبرِ!

***

طلعت من غرفة أمي وكلبي يدك بسرعة،خطواتي مهزوزة،
رجلي تجرني بس عقلي بعده واكف جوّا، يم أمي، يم نظرتها
الأخيرة إليَّ. كل خطوة كأنها تاخذ من عمري سنة. رجلي ثكيلة،
و كأن بيها حديد يجرني للخلف. ويريد يرجعني لأمي ماشبعت
من حضنها

عيوني مليانة دموع امسحهن ، وينزلن غصباً عليَّ. أحاول
أتنفس، بس الهوى ثكيل، كأنه ما يريد يدخل صدري.

الممر طويل، ريحة المستشفى تخنكني، أصوات الناس،
خطوات الممرضات، كلشي يدور براسي ويوجعني.

أمشي بسرعة، أريد أهرب، بس وين أروح؟ الألم وياي،
ملتصق بيَّ، ما يفاركني
امشي بالمرر اريد اطلع تايهة بدنيتي وصافنه

فجاء وكفتني مرأة بطريقة سريعة ومفاجئة جانت جاية تمشي
سرريع وفجاء وكفت كبالي وجه بوجه صفنت بيه لثواني
المرأة ما كانت عجوز يطلع عمرها نص الأربعينات وعيونها
كلش كبار وزرك وشعرها مثل شعر امي محلق ولادي وكذلك
حالها الإهمال واضح على منظرها






فجاء حجت وهي تأشرلي بإصبعها : انتي شنوو اسمج ؟

رديت عليها وصوتي يرتجف: ب بس بسملة

رجعت أشرت الي بأصبعها : بسملة انتي حبابه اريد اكصلج
قطعة قماشش

بلعت ريكي احس كأنما بلعت حجر
: شكرا خالة

فجاء سوت بايدها حركة مثل سحب اقسام بمسدس
وصارت تطلع صوت الاقسام
بحلكها : ششك
وخلت أصابعها على كصتي وسوت : طاااا طااا طااا

خلتني خرطت العافية من حركتها وجان فجاء تظحك بصوت
عالي

: هيج ضرربه برأسه خله رأسه تطشررر طا طا بس انتي شو ما
متي مثلة بعدج عايشة

صاحت بيه بصوت عالي خله جسمي يرعش : لعد ليشش
هووو ماتتت انتي ليش ما متي من رميتج هووومات بسرعة
ومخة وكع بالكاع

اجتني المرأة الي جانت واكفة يمي واني اشوف امي جرت
المرأة واخذتها
: امشيي

وهذيج تصيح : شووو بعدها ما ماتت لعد ليش حسوني مات

: هسه تموت هسه امشي روحي منا روحي يله

خلتها راحت تمشي وهي دايرة وجها عليه تباوع وتسويلي
حركة باصبعها مثل المسدس

سالت المرة واني احس راح اوكع من الهبطة

: خطيه شبيها

ردت عليه ما عاجبها : يعني وحدة وبمستشفى الأمراض
العقلية مثلاً شبيها ما شفتي وضعها

: أعرف أعرف أقصد ليش هيج سوت

حجت قبل ما تروح : كتلو أبنها كدام عينها وطشرو راسة
ورجلها ذبها على أهلها واهلها ذبوها هنا

شهكت وخليت ايدي على حلكي من الصدمة الله يكون
بعونها اني مجرد سمعت وهيج احس انتفض جسمي لعد هي
شنو كان إحساسها وهي تشوف ابنها ينقتل كدام عينها
اوف يا ربي هل مكان شكد اوجاع وشكد بي قصص ومعاناة

أول ما طلعت من باب المستشفى، رفعت راسي للسماء،
أخذت نفس عميق، بس حسيت الهوى ثكيل، كأن الدنيا كلها
واكعة على صدري.
شلون أمنع روحي من هذا الألم اللي يحفر بصدري؟






باوعت على جام الباب مثل المراية
مسحت عيوني واستجمعت قوتي وتركت ضعفي رغم اثار
البجي بعدها بوجهي عيوني حمرة مطعونة

ورحت بالحديقة ادور على عمو اشوف وين كاعد
لكيته گاعد عالكرسي الخشبي بالحديقة متكئ للأوراء وعاقد
إيديه عالصدرة ، ملامحه معصبة وعيونه تباوع لكل شي
باشمئزاز يتلفت برأسه يباوع على الناس كل شويه يطگ
بأصابع إيده عالكرسي من العصبية
رحت يما واعرفة راح يطك بيه لأن تأخرت جوة وبالفعل مثل
ما توقعت اول ما وصلت يمه وكف على حيل وكب بوجهي

حجى بعصبية وهو يلوح بإيده : وأخيييرًا شكد بعد تريدين
تخليني أنتظر بين هذوله مكان ما ينطاق وانتي لزكتي جوة
شنو؟ رح تبقين هنا تعيشين وياهم اذا عجبج المكان كولي ؟

بداخلي كلت تسووها مو غريبه عليكم خبلتو امي وذبيتوها هنا
مو بعيدة تسون بيه شي وتذبوني وياها وكفت كدامه وعيوني
تعبانه هم من البجي وهم من الي شفته

: عمو تره ماطولت اصلا بسرعة خلصت الزيارة واني صار اشهر
مشايفة امي لاتحجي هيج

قاطعني بانفعال وهو يأشير : شنو ما أحچي شايفة الوضع؟
هذا يحچي وية روحه، ذاك يضحك بدون سبب، والثالث يباوع
علينة بنظرة تخوف من غير الوساخة والريحة. وهناك المحل
محد بي اريد اذبج وارجع للمحل

حاولت أهدي نفسي وكتلة : هذوله ناس، مثلنا بس آلامهم
أكبر من طاقتهم

صادق : يله يله فضيني اتركي الفلسفه والحجي الزايد

بسملة : هاي مو فسلفة هاي حقيقه و
نص الي هنا هم مجرد
ناس نفسيتهم تعبانه يعني مو مخابيل

واكف يهز رأسه بعصبية، يباوع بعيد وهو ينفخ بضيق : ماكو
فايدة وياچ اذا ما تراددين وتلاسنين ما ترتاحين خلص يلا خل
نطلع، كل دقيقة هنا تخلي الواحد يصير مثلهم

طلعنه واني عيني على للمستشفى الوراي ، احس روحي
بعدها معلكة جوّا.
رجع انسد.الباب وراي وصعدت بالسيارة والرجعه هم مثل
صعوبة الجية الطريق حيل صعب
خلال الطريق شفنه ملتمة كوووم عالم ويصيحون وحالة من
الذعر بين العالم صاير واكو الي واكف يم الهوسه واكو الي
يباوع من بعيد ويخاف يتدخل
خفف السرعه مال سيارة عمي وسأل ولد






: خير شصاير هنا

رد الولد علي يلهث ومبين تعبان : عمي هذا واحد مكتول
ومشمور باالزبالة

مشى بينه عمي وهو يدردم ويحجي على الوضع وشلون حياة
الإنسان صارت رخيصة
كل يوم يلكون أحد مكتول بمكان ويسب ويغلط على ذول
وعلى ذولاك

صارت علينه لويصة ما نعرف منو ضدنه ومنو ويانه
منو الي يريد يحمينة ومنو الي يريد يقتلنه ما تعرف صارت
الوضع يخوف بشكل مو طبيعي
نص الناس تهجرت وتركت بيوتها بسبب التهديدات الي
صارت تنمشر على البيوت
من غير الحواجز الكونكريتية الي على طول الطريق
يعني كان كل يوم يمر هو تحدي للبقاء على قيد الحياة

صدك نزلت دمعتي على الوضع والمناضر الي شفتها بطريق
الرجعة والروحة يوم كان عبارة عن الم ودموع وقهر مر بية
منا وضع المستشفى ومنا وضع بغداد والشوارع

بغداد چانت حلوة... چانت تضوي حتى بالليل، بس هسه؟
صارت مدينة بلا روح. الشوارع ترابية، محفورة، تفوح منها
ريحة البارود والموت.

كل ما نمر بشارع، أشوف بيوت بلا شبابيك، بلا أبواب، وكأنه
أهلها طلعوا منها يركضون وما لحكوا ياخذون وياهم غير
الخوف. الجدران صارت سواتر، تفصل الناس عن بعضها
السيارات المفخخة ما خلت للفرح مجال، كل ما أسمع صوت
انفجار، يضربني إحساس الموت، أباوع للناس، أشوف عيونهم
كلها خوف، كأنهم يتوقعون دورهم قريب.

المحلات مسدودة، واللي بعدها مفتوحة، أصحابها يبيعون
وهم حاطين چفوف الموت على گلوبهم، ينتظرون الرصاصة أو
السيارة المفخخة أو الشخص المفخصص اللي راح يخلص
عليهم
ومن يرجعون لبيوتهم يتلكوهم أهلهم بالحمد والشكر لله لأن
رجعو سالمين ..

رجعت راسي على الكشن صافنة من الجامة وبين وجع كلبي
على حال امي ووضعها صورتها مجاي تروح من راسي اذكر
شعر امي كان اسود وناعم حيل
محلقي ومسوي ولادي خفيف ... ملابسها مو نضيفة وجها
باقي بس عضام
اغمض بقوى وصورتها متعلكه بعيني لازم بيوم اطلعها
لازم ، صدري كان ضايج، مخنوك كأنه حجر ثكيل كاعد عليه.
السيارة تمشي، بس عقلي ما بيها، عقلي بعده هناك… واكف
على عتبة البيت، يوم رجع عدنان وجاب أمي وياه.
ذاك اليوم… ما أنساه أبد. كنت صغيرة، بس حسيت الدنيا
كلها انكلبت بذاك الموقف






عدنان كان يسحب أمي وكأنها مو بشر، كأنها غرض قديم طاح
بالشارع ولزمه بيده. أمي كانت تمشي، بس مو برجليها…
برجليه هو، كأنها مجرورة وياه بالغصب
تحاول تفلت أيدها منه وهو لازمها من معصم أيدها بقوى
حتى ما تشرد
وجهها ما أكدر أوصفه، لأن اللي شفته ما كان وجه أمي اللي
أعرفه. كان وجه غريب، بلا روح، بلا إحساس. كانت تباوع بس
مو علينا، على الفراغ… على شي إحنا ما نشوفه.

أنا وكفت بالباب، حافية، بعيوني دموع وخوفي مغطي على
كل شي شفت منظرها ركضت من مكاني الها
واني اصيح : ماما ماما.

صوتي كان يرجف، كان مو مثل كل مرة أصيحها بيها، كان بيه
شي ثاني… كان بيه رجاء، كان بيه خوف، كان بيه كسران
كلب.

بس أمي؟ أمي حتى ما التفتت. ما حسّت بيه. كأنها موياي.
كأنها نستني… أو يمكن نست روحها بنفسها.

بسلمة :عدنان شبيها امي شبيها ليش هيج صاير بيها

عدنان :مادري بسمة ماعرف ولله لكيتها بالشارع تضرب
بالجهال وهم يضربون بيها ولله ما صدكت هاي خالة سمية الا
لمن تقربت وشفتها بسملة امج يمكن تخبلت

بسملة: انجبببب ماما هاي شنو مخبلة

رجعت احجي وياها واني اكلها : ماما ماما شبيج باوعيلي

نصدمت من امي جرتني من شعري وتهز برأسها وتسوي
حركات غريبة
اباوع الها بصدمة طلعت جبرية وفاطمة من الباب شفتها

فاطمة: عزززة هاي شمالها سمية طالعه هيج

اباوع عمتي جبرية تسوي لفاطمة حركة تفر بايدها يم رأسها
بمعنى مخبلة

فاطمة: يا يا يا صخام. ولججج دخليها شنو مخليتها برة هيج
قصص وروايات عراقية كرار صلاح دخليها هاي جنها صدك
متسودنة

جبرية: هو منو صاحي ابيت صابر اني من شفتها يتراولها
اشياء كلت هاي لكف عدها خيط

بسلمة : انتي مخبلة امي ما مخبله ماييها شي.

دخلنه امي للبيت وسلوى حاضنتها وتبجي واني احس نهاريت
أصرخ وابجي بشكل هستري مو طبيعي بس امي ما تنجر قوية
بشكل

دخلناها للغرفة عيونه اني وسلوى عمت من البجي : ماما
شبيج بس اشريلي فهيني فدوة امي شبيج
امي بلا ردفعل بلا جواب بلا احساس تباوع على ألا شئ
وكأنها ما تعرفني حضنتها بعجز وتعب واني اناشغ وسلوى
خلت راسها على رجلها ..

مر الوقت وشكد ما حاولت ويه امي امي مثل ماهي لارد ولا
كأنها تعرفنه اخواني يبجون واني ما اعرف شلون اتصرف
وياهم دمرو ملابسهم واني اخاف اغسل الهم
كلشي ما اعرف وكل شوي اروح أسأل فاطمة لو جبرية

بعمر عشر سنوات وكاعدة اخواني يبجون من جها ويريدون
اكل وغسل وتبديل
وامي الي مجاي تعرفني ولا ترد علية
وسلوى الي من كد ما بجت كلبها صار يوجعها كوة تتنفس

كعدت بوسط كل هذا الدمار اباوع بعيوني محتارة شنو اسوي
وشلون اتصرف واني كلشي ما اعرف
هو اني اريد احد يسبحني ويمشطلي ويبدلي وين اكدر لكل
ذول

كل الي كدرت اسوي اكعد بزاوية وياهم وابجي
ندك باب الغرفة بقوة وفتحته جبرية : هااا امج شني ما صحت

رديت عليها واني امسح بعيوني واناشغ: لا لا مجاي تعرفني

: وشبيهم اخوانج فرفحو من البجي

: متوسخين واني ما اعرف اغسل الهم ويمكن جوعانين همين


: وشلون يضلون هيج يفرفحون شنو زغيرة انتي كومي غسلي
الهم ما يرادلها شي مو الصبح شفتج تغلسين الهم

: عمه ماعرف ولله الصبح هيج شلون ماكان غسلت الهم

:كووومي كووومي كبالي اعملج شلون تغسلين الهم

كمت وياها ما بيها مجال واخذتهم
وكفت فوك راسي تعملني شلون اخليهم وشلون اغسل الهم
وكل شوي يرد واحد يطيح من ايدي
ومر هل وكت مثل السم يمشي بعروكي واجو عمامي وحجن
الهم نسواهم نفتح الباب
صالح واكف بطولة يباوع الها بعيون حايرة جر نفس وطلع
ودخل وراه صادق

باوع على حال سمية الفاقدة وتاشر بحركات ما مفهومة حاجه
صالح

صادق: أكلك هذه كلش شو شجاها

جبرية: : مو كلت صار فتره مو صاحية انتو ما صدكتوني اني
اخاف هاي اذا ضلت هنا مو بعيدة تاذيلها أحد

صك على أسنانه صالح ورد عليها صالح
: يعني ووووين نوديها نشمممرها بالشارع






جبرية: ليش بالشارع وديها للشماعية

فتح عيونه يخزرها : ليش ما تكرمينه بسكوتج احسن

صادق: جبرية عدها حق خاف تاذيلها أحد هاي

صالح: لا لا خليها يم جهالها

جبرية: صاااالح تاليها وياك شنوووو

صادق: سكتو كافي اني اعرف شنو اسوي

جبرية خلي فراش بالمخزن. نخليها هناك ونفضها

جبرية : خووووش

دخل صادق للغرفة وتقرب لسمية يكومها

بسملة : عمووو وين مودي امي

صادق: نخليها بالمخزن

بسملة : لا لا فدوة عمو خليها هنا فدوى لا تموت مثل بابا
فدوة عمو عوفها فدوة فدوة حباب

صادق: شششش كافي اذا ضلت هنا باليل وانتو نايمي تكوم
تخنكم وتموتكم

: لا لا ماما ما تسوي هيج لا ولله ما تسوي هيج

تجاهل كلامي وأخذها تاركني اني واختي نبجي ونتوسل بي
جرها مثل ما يجر اي شي بلا روح ولا قيمة
واحنه لازمين اديها امي تنسحب بيده بلا مقاومة
دخلها للمخزن مثل ما دخل ابوي قبلها وخلا خسر حياتة
هل مكان اخذ مني ابوي ما اتحمل يأخذ امي بعد باوع علي
عمي وحجة بكل برود

: راح اترك المفاتيح يم عماتج يوميه دخلي لامج اكل واخذيها
للتواليت ورجعيها هنا. اني علمودكم اذا ضلت بره تاذيكم

شمر المفاتيح على فاطمة ودخل لغرفتة ما مهتم للانسانه الي
حبسها ولا النه واحنه مفرفحين على امي ..

استسلمت للأمر الواقع وصرت كل يوم ادخل الها اكل وأخذها
للتواليت وارجعها
صرت كأنما اني امها واني بهذا عمري الصغير كل اسبوع لو
بالاسبوع مرتين يقبلون اخذها للحمام اسبحها وابدل الها
وامشط شعرها اجة وقت الدوام وهنا الحيرة الحقيقة خواني
امي اختي شلون؟
وكان أول حلم من الاحلام الهواي الي تنازلت عنها

هو حلم الدراسة. تركت مدرستي علمود اداري اخواني وامي
الي صارت ما تعرفني وتشوفني بشر غريب عنها






حيل خفت.. خايفة من هالدنيا اللي سرقت مني طفولتي،
وخايفة من باجرا اللي ما أدري شراح يجي بيه.

ما حسيت بشنو يعني أريد كل اللي عرفته ..لازم ... لازم
أتحمل، لازم أكون قوية لازم انطي ، لازم أنسى إني طفلة
وأصير كبيرة غصب بس أكثر شي كان يوجعني؟ من أشوف
بنات الجيران رايحات للمدرسة وهن يضحكن، وأنا واكفة على
الباب، اباوع بعيوني المليانة حسرة... أواسي نفسي وأگول:
يلا، مو مشكلة، أهم شي أمي وإخواني بخير. بس بيني وبين
نفسي أعرف... أعرف إني ضعت، وإني كبرت قبل وقتي، وإني
ما راح أقدر أكون مثلهم بعد أبد.
حتى لعاباتي نهملن وصرت ما الحك العب بيهم مثل ما جنت
اسوي ويه بنات الجيران

جنه نفرش بساط بالشارع وكل وحدة تطلع لعابتها وملابسها
ونكعد نخيط ملابس الهن

هسه صرت اباوع عليهن واني مخليه رعد لو وعد بحضني
وعيني على الثاني وعلى سلوى خاف توكع لو يصير بيها شي

يمكن هاي الأمور للبعض شي مبالغ بي بالنسبه لطفله بعمري
بس اني كل ذني اقوم بيهم واسويهن
ومرت سنتين على هذا الوضع وامي بدت تزيد حالاتها
لدرجة صرت حتى اخاف ادخل يمها يعني من ادخل اكون
متحضرة لردة فعل قوية منها
من
ادخل وياها اسبحها تضربني أكثر من مرة بالحمام
وهل شي اجىة على طبق من ذهب الهم
مالكو غير يدخلوها مستشفى الامراض العقليه
مكانها المناسب حسب تعبيرهم

واخذوها مني ومن اخواني وضليت وحدي والحمل كله فوك
ضهري ومتحملة منة عمامي ونسوانهم
رجعت من صفنتي على السيارة وهي تطبك بالباب

عمي من شاف الوضع صعب بالطريق قرر ما يطلع اليوم
للمحل وطبعاً دك رزايل لأن بسببي ما طلع اليوم ميت على
الدنيا واهلها
وسلوى لزمتني تحقيق بس ابد ما حجيت وضع امي كدامها
لأن حيل اخاف عليها
جذبت عليها وكلت الها زينه وعرفتني وحضنتني
قشمرت عليها وعلى نفسي بهذا الكلام ما ناقصني تنقهر
وتتخربط من كلبها وين انطي وجهي

نمت بيومها تعبانه هلكانة روحي أكثر من جسمي
اليوم من شفت بغداد متت من القهر على حالنه ووضعنة
وشنو صاير ابغداد وحالها

مرن كم يوم مثل كل يوم وما بيهم شي جديد
لحد ما بيوم باليل ، ، لحد ما خرب السكون صوت عمي
صالح، چنه زلزلة ضربت البيت. صوتة عالي، يهز الجدران،
يهزني من مكاني، ركضت عالباب، فتحتة شويّة، ظلّيت
أتنصت، وصوتة عالي خلاني فتحت الباب وطلعت من الغرفه
ورحت للهول






عمو يصيح و يلوّح بإيده وهو يهتز من الغيض
ولچ الفلوس ناقصهن ميتين ألفف وووين راحن؟

جبرية، چأنها تسحب نفس بصعوبة، خايفة ، تحچي بسرعة
وهي تفرفح .وتحلف تحلف

:بشنوووو تريد احلفلك مااا ماخذة ولا مادا إيدي على
فلوسك! وتدري اني من أخذ، آخذ أكلك

صالح :إي وين راحن؟ طاااارن؟ طااااارن؟ احچي، وين راحن
الميتين؟

الباب الثاني انفتّح بسرعة، طلع صادق ومرته، عيونهم
مفزوعات، و نزل مهدي ركض، ، وجهه نصه نايم ونصه
مرتبك، ركض للغرفة، عيونه تباوع، تحاول تلگف الموضوع
قبل ما ينفجر بوجهم.

عمي صالح بس شاف مهدي لزمة من هدومة : تعال لعد ماكو
غيرررك انت اللي ماخذهن

نتر ايد ابو من ملابسه وصاح

انننني شعلية ركضت عليه والقرآن ما ماد إيدي على ربع من
فلوسك شوف وين وكعن منك بدل ما جاي تتهمني

صالح يذب الجنطة، يرجع راسه ويفرّ بعيونه بالغرفة، يضرب
كف بكف، يتحرك بغل
:
لانخبلووووني لا تخببلوني الفلوس چانت هنانا، بالجنطة، ويا
الأوراق أجي هسه ألاگهة ناقصة! ووووين راحن؟ طااااااارن؟

صادق يضحك، بس ضحكة باردة، ويحط إيده بجيبه :
شبيك يمعود، شنو قابل بايكيك؟ صدگ جذب؟

صالح يرمقه بنظرة، نظرة بيها نار، بعدين يدور على الكنتور،
ويهجم عليه. صار يطلع ويذب الملابس على الأرض، ينفش،
ينكت، كلشي يصير كدامة ،

جبرية تمد إيدها كدامه، تحچي بنبرة مخلوطة بين الغيض
والعصبية

هااااي تاليها صالح؟ تفتش بهدومي؟ هيج صارت تبوك مرتك
وابنك؟

هوة ما يجاوب، عيونه تبرگ، إيديه تغوص بين الملابس،
يتنفس بسرعة، أني چنت واكفة، أباوع… كلبي يدگ، معقولة
شايلتهن لو بعدهن؟ لأن اني ضميتهن بملابس أعرفها ما
تلبسهن باستمرار.

بقيت أترقب، أشوف شراح يصير، بس فجأة… ابتسمت،
ابتسامة فخر، ابتسامة انتصار، شفت الفلوس يطيحن كدامه






جبرية تجمّدت، عيونها تفتر وتبرگ، ،
ك

ل اللي واكفين نظراتهم صارت عليها، يباوعولها، وهي
سكتت.

شالهن صالح وصار يباوع الها والفلوس بيدة يحسبهن خله
عينه بعينها وحجى: ذني شنووو لعد ؟
سكتت جبرية وصوتها ضاع وضاع الكلام منها لحد ما صاح
بيها بصوت كلش قوي

: احجججججي هاي شنووو وووين لكيتهن مو بنص ملابسسج
وليش بس مية ضالات المية الثانية زين موديتها

جبرية : وحق الله ما مادة ايدي ولا ماخذه ربع من فلوسك
خاف احد مخليهن الي

صالح: ولج هو منو يندل مكان المفتاح غيرج اشو الخانه
مقفوله ومفتاحها عندج والفلوس بين هددومج يا يوم طلبتي
مني وبخلت عليج جاااوبيني

بس انتي تأخذين مني علمود تنطين لهذا ابنج المسربت
تعلميني بسووالفج ولج وصلت بيج تبوكيني

مهدي: ياااابه شنو اكلتنا حاصل فاصل جاي تحلف الك ما
ماخذه من فلوسك

جبرية: وروح ابوي بعد ما اكعد دقيقه بهل بيت هاي تاليها
تبوكني صالح

صالح: كلعععه ولي
بقت تبجي من كل كلبها وتحلف مو هي وصعدت يم مهدي
تنام بغرفته وهو يهدي بيها
عمو صادق بقى يلوم بي ليش هيج سوة ومايسون المية الف
يسوي كل هاي المشكلة وفاطمة تدردم وزعلت على زعل
اختها واني درت ضهري ورجعت لغرفتنه

اعرف اول وتالي راح يتراضون واعرف الي سويته شي بسيط
لكن مجرد اشوف كلوبهم محتركة استمتع وارتاح نفسياً
الي شغل تفكيري الورقة ... عمو معقول ما انتبه الها ما
استفقدها وشافها ماكو
اريد اتحرك واسوي الي وصتني بي أميمة بس شلون ؟ اكدر
اطلع والوضع ابد مو تمام محتارة وما اعرف شنو اسوي ..
وحتى لو سويت وكالة لاميمة حتى هي تتصرف هم لازم
انطيها مقدمة قابل تشتغل الي بلاش ..

كمت من مكاني فتحت الكنتور طلعت الفلوس من جوة
الخشبة سويت كسرة زغير بخشبه الكنتور خليت بيها الفلوس
والورقة .. حسبت الفلوس ضال منهم 95 الف لأن كلشي ما
صارفه منهم غير
الربع الي انطي لاخواني يشترون بي وقررت
ثاني يوم اخذ ثمانين منهن وانطيهن لاميمة مقدمة حتى تكدر
تمشيلي بالمعاملة ..






باليوم الثاني، من فزّيت الصبح، مثل كل يم طلّعت إخوتي
للمدرسة. كملت شغلي بهدوء ما اريد ادخل بنقاش ويه وحدة
منهم جبرية من غبشة راحت لأهلها زعلانة وفاطمة كآلبة
الوجه وهم زعلانة
بقيت منتضرة اخواني يرجعون من الدوام غديتهم وساعدتهم
بدروسهم
، وبعدها العصر طلعت الورقة والفلوس ورحت لبيت ام خالد ،
دكيت الباب طلعت الي ام خالد

بقيت حايرة شلون؟ وإذا سالتها على أميمة هم راح تكلي
تفضلي جوة ويمكن تبقى كاعدة واني ما اريد احد يعرف
سلمت عليها وبقيت أسولف وياها بأمور غير مهمه ورجعت
للبيت صفنت شنو اسوي ما صار كدام عيني غير عدنان هو
يكدر يساعدني ومتأكدة هو ما يحجي
صعدت للسطح مثل كل يوم هو يم طيورة
مدريت راسي من السياج وحاجيته

عدنان
شال رأسه واجاني: هلو بسمتي

هلو شلونك

: الحمدلله اني تمام انتي شلونج

: عدنان ... انت صديقي مو ؟

: طبعاً كولي محتاجة شي عيوني الج

: تسلم عيونك .. يعني اذا ردت منك شي بدون ما احد يعرف
تحافظ على السر

: انتي شنو تعرفيني

: اعرف بيك مستحيل تطلع سري

: هاي هي لعد كولي شنو

: شوف اريدك تصيحلي أميمة بس بدون ما احد يعرف ابد
وتكلها بسملة منتضرتج بالسطح وهي راح تجي

طبك حواجبه مستغرب: شنو شصاير ليش متردين احد يعرف

نصيت صوتي حيل وججيت بهمس : أميمة جاي تساعدني
بشغلة . . جدو طلع مسجل عمارة باسم بابا وما جنه نعرف
بيها ولا احد ووعمو صالح مستولي عليها كل هاي السنوات.
فاني اريد اسوي وكالة لاميمة حتى تكدر تمشيلي بالاجراءات
وترجعلنه العمارة

: لا يا ناقص ولج ذول عمامج رب العالمين يحير بشنو
يعاقبهم كل عقاب الدنيا وعقاب الآخرة قليل بحقهم راح اروح
اصيحها واجيج

: بس بسرعه الله يخليك

نزل يصحيها دقائق وصعدت وياه هي وهمزين هي غرفتها
فوك

اجت هي تحاجيني وعدنان دخل لقفص الطيور يرش حنطة :
ها بسمة كولي عيوني

:أميمة اريد اسويلج وكالة حتى تمشيلي بالاجراءات لأن
تدرين اني ما اكدر اطلع وارجع براحتي

: اي بسملة بس حتى الوكالة لازم تروحين وياي تسويها

خاب املي وضجت: يعني شنو ما اكدر اسويها الج بالبيت

: لا بسمة اولا انتي مو مثلا جبيرة وتعبانه حتى نكول مثلا
نحاول ندبرها ما يصير لازم تروحين وياي ونسوي أكثر من
إجراء علمود تصير الوكالة قانونية واكدر امشيلج بالمعاملة
براحتي

:زين كم مرة لازم اطلع

: يعني مرة لو مرتين بالكثير نحاول نكملها من مرة وحدة
بس لازم انتي وياي ترحين نحدد نوع الوكالة
يا اما وكالة عامة: تخوّلني اتصرف بجميع الأمور القانونية
المتعلقة بالعمارة
اوكالة خاصة: تُحدد بالتصرفات المتعلقة بالطابو فقط، مثل
تسجيل الملكية أو متابعة المعاملة.
هاي اولا ثانيا لازم تجيبين وياج المستمسكات الخاصه
الجنسية وسند ملكية العقار أو صورة عنه

بعدين نروح لكاتب العدل نعد الوكالة يم كاتب العدل (العدل
المجاز) أو بدائرة كاتب العدل الرسمية
بعد كتابة نص الوكالة، نروح تتوقعين على الوكالة
واخر فقرة هي دفع الرسوم دفع الرسوم الرسمية.
وهنا يتم تصديق الوكالة رسميًا، وتصير نسخه من الوكالة
عندج ونسخه عندي
وبهل حالة اكدر اني اتحرك بمكانج

زين اني شلون اطلع اني اقوى طالعاتي اروح اجيب علاج
لأختي يعني ماكدر اروح بعيد واتاخر برة

أميمة: لعد شلون بهاي الحالة لازم نشوف طريقة تطلعين بيها


اجانه صوت عدنان وهو يكول : اني عندي فكرة..

يتبع....
#البارت_الرابع_عشر

ــــــــــــــــــــــ
بغدادُ، يا درَّةً في تاجِ أمّتِنا
كيفَ انتهى مجدُكِ المسلوبُ يا وطني؟
كنّا هنا والهوى يشدو مواسمَنا
والنخلُ يرقصُ في شطآنِ دجلَتِنا
كانتْ مآذنُنا تدعو لموعدِنا
والعطرُ ينسابُ في الأسواقِ كالوشمِ
وكانتِ الشمسُ تُلقي نورَها ذهبًا
فوقَ الرصافةِ أو تمتدُّ للكَرْخِ
لكنْ أتى الليلُ، لا بدرٌ ولا شُهُبٌ
وسالَ دمعُكِ في الديجورِ كالنَّدَمِ
صارتْ شوارعُكِ الأشباحَ مُرعبةً
وحائطُ الجارِ لم يسلمْ من الظُّلمِ
ماذا جرى؟ قدْ غَدَوْنا غُرْبَةً وَطَناً
لا الأخُ يَعرفُ، لا الجيرانُ كالْأمَسِ
صرنا طوائفَ، لا قلبًا يجمعُنا
صارَ الدمُ الجاري تسبيحًا بلا حُرُمِ
بغدادُ، عذراً إذا في العينِ غُصَّتُنا
لكنَّنا سوفَ نروي الأرضَ بالدَّمِ
سوفَ تعودينَ، لا خوفٌ ولا ألمٌ
فالفجرُ آتٍ، وهذا الليلُ يَنهَزِمُ
--------_------------
عدنان : اني عندي فكرة !
أميمة: اطربنة شنو فكرتك بله ؟
عدنان : اني اكول بسملة تربط جبرية وفاطمة وتسد حلكهم
وعيونهم تروح تكمل شغلها وترجع تفتحهن
بسملة:ههههههه ولله خوش فكرة لو بيدي أسويها صدك
: اني مستعد اجي اربطهم وياج
أميمة:هو أنت تموت على المصايب والمشاكل بس فكرتك
كلش فاشلة وأبد ماترهم

رجع حجى بجدية : لا جديات ولله اني اكول أميمة تسوي
نفسها تريد تروح للسوك وتطلب من مرت عمج انو أنتي
ترحين وياها تساعدينها
أميمة: عدنان افكارك تشل بربك تره يعرفون عندي دوام
الصبح واكيد يكولولي لعد عمتج حماتج ما تروح وحده منهن
وياج وعمتي هم شنو اكول الها
عدنان: تكولين لامي أنك ماخذة إجازة اليوم وتريدين ترحين
للسوك وية بسملة تريد تشتري الها كم غرض ولاخوانها لأن
محد يرضى يروح وياها وامي تعرف كلش زين نسوان عمامها
شنو وما اعتقد راح تعارض
وبعدين تروحين لبيتهم تطلبين من مرة عمها أن تأخذين
بسملة وياج للسوك وحاولي تقنعيهن انتي بكم كلمة
هنا بسملة تكون محضرة مستمسكاتها وكلشي بس ما تبدل
تسوي نفسها ماتعرف شي اصلا ..
أميمة: اممم هي خوش فكرة والوحيدة الي نكدر نطلع بيها ...
شنو رأيج بسمة ؟
بسملة: اي خوش فكرة الصراحة ونسوان عمي هم يكيفون
يشوف أحد يكرب علية كولي الهن اريدها تساعدني تشيل
وياي العلاليك راح يكللج اخذيها
عدنان : بس مو ترجعن ايد وره وايد كدام حاولن بالطريق
تشترن كم حاجة ..
أميمة: معناه تمام باجر نروح شتكولين ؟ بسس
خرطت خوف من كلمة بس مستحيل يمشي وياي شي عدل :
شنو بس
أميمة : الصراحة انتي تعرفين الوضع الحالي ببغداد شكد
صعب وفالت الدوائر الحكومية بشكل عام جاي تعااني
وايضا الوضع تقريبا بيها فالت. عدد كلش جبير من
الموضفين تركو عملهم وهاجرو وهل شي جاي يسبب عرقلة
المعلامات بشكل كبير ... المعاملات جاي تتعرقل وتتاخر
كلش وللأسف ... يا تنتضرين فترة طويلة لو لازم تدفعين
رشوة حتى تمشي المعاملة .. وحتى كاتب العدل مو بسهولة
تكدرين تدخلين علي هم لو تلزمين سرة بطابور أكثر من مية
متر ولو يوصلج السرة لو لا ولو تدفعين مبلغ حتى يدخلوج
بسملة اني ما اريد احطم املج بس الوضع ببغداد حالياً هيج
رجعت خابت كل امالي بكلامها : يعني قصدج ما اروح واتعب
نفسي على خالي بلاش
أميمة: لا لا شلون باجر على موعدنا بس أني داكلج الواقع حتى
لا ترحين باجر وتكولين ليش ما شرحتيلي الوضع اني جاي
احطج بالصورة بس هم لازم نحاول نروح باجر وعسى ولعل
رب العاملين يعاين لحالج ويسهل امرج و أني عندي معارف
بلكي الكه أحد منهم هناك يساعدني

هزيت راسي بقهر وشبه يأس بس سلمت امي لرب العالمين
وكلت اروح وإحاول عسى ولعل وتمشي اموري
ثاني يوم كعدت على نار حضرت مستمسكاتي وفلوسي بعد
ما مشيت اخواني للمدرسة ... وكعدت اكمل شغلي بشكل
طبيعي وعيني على الباب منتضرة شوكت تجي أميمة
لحد ما ندكت الباب وطلعت فتحتها فاطمة سمعتها تهلي
وترحب

فاطمة: هلا ست أميمة شلونج شعجب شعتب اول تالي
تنورينا
أميمة :اهلا بيج ام محمد شلونج
: الحمدلله ولله عايشين .. تفضلي تفضلي جوة شنو تضلين
بالباب
: مستعجلة ولله بس ردت طلب بسيط اذا ممكن
: اي تفضلي
جاي تحجي وطلعت جبرية هم ترحب وتسلم عليها
أميمة:جنت رايحه للسوك محتاجة اغراض و وحدي ما اكدر
وعمتي رجليها توجعها ما كدرت تجي وياي فردت اذا بيها
مجال بسملة تجي وياي تساعدني
جبرية: ها ؟ ولله خاف عمامها ما يرضون تطلع يخافون عليها
تعرفين الوضع يخوف وانفجارات بالشوارع وهاي امانه اخوهم
غمضت عيني بيأس واني كلت خلص جبرية عارضت بس
أميمة ما استسلمت
أميمة: لا ام مهدي على بختج واني هاي اول مرة اطلب منح
طلب ترديني هو هذا السوك ما نطول
جبرية نحرجت منها وسكتت وفاطمة
حجت : اي عيني تتدللين هسه تروح وياج
اجاني صوتها تصيح : بسملة بسملة تعاي بدلي وروحي ويه
ست أميمة للسوك
طلعت من المطبخ ولا كان اعرف شي : ها عمة
: روحي ويه ست أميمة للسوك عاونيها يله بساع
تركتها وطرت للغرفة أبدل واني اسمعها وراي تكول : طاررت
بيها خوارة هذا شغل البيت جان ضليتي تسحلين
بروحج
سحل
غلست عنها وطرت للغرفة
سلوى: وين
رديت عليها اني اجر ملابس من الكنتور : رايحة للسوك ويه
أميمة
سلوى: ورضن ذني الحيزبونات
: اي نحرجن من أميمة وقبلن
:مو خاف من ترجعين يحجن عليج

: شنو الجديد يعني خل يحجن هن ونعالي
هزت راسها مأيسه مني تدري بيه صرت ما اعترف ولا اهتم
لكلامهم ... بدلت وطلعت لكيت أميمة منتضرتني
من شافتني كالت : كملتي نروح ..
بسملة: اي يلا
الحيزبونات واكفات يمها يسولفن شافني سكتن وحاجتني
جبرية
: بس تره شغلج ما مخلصتي وراح تتركي على النص وترحين
:بس ارجع اكمل
جبرية: خوش روحي الله وياج بسيطة الشغل اكو من يخلصه
ولا يهمج
لزمت كلبي عرفتها جاي تهددني بطريقة غير مباشرة أن تكوم
سلوى تشتغل بمكاني صدك وقتها دخلت بحيرة بس جنت
مضطرة لازم اطلع ما اكدر
اني واميمة طلعنه من البيت واني صافنه وضل بالي يم سلوى
.. اجرنه تكسي ورحنه ..
كانت الدائرة ازدحام ولعبان نفس والدخول على كاتب العدل
جان يتطلب نوكف بسرى طويل ولو يوصلنه السرة لو ينتهي
الدوام واحنه بعدنة
هل وضع كان راح يأخرني حيل و الأبنية الوياي الي كل الي
جاي تسوي وياي هو لله وحتى ما طلبت مني فلوس
بسملة: شلون نبقى لازمين سرة يعني بهل حاله ما راح نكدر
ندخل اني ما اريد أئخرج انتي هم ما فارغتلي
أميمة : انتضريني شوي وارجعلج
: وين رايحة ؟
: احاول اتصرف ابقى بمكانج
راحت أميمة وبقت بالنص ساعة هي ماكو واني بمكاني
أتلفت لحد ما رجعت
أميمة : كومي وياي راح ندخل
:صدك؟ شلووون
: الحمدلله لكيت موضفه هنا معرفة وقبل مساعدتها اني
بقضية شرحتلها وضعج و كدرت تساعدني نتقابل الموضف
المختص و ندخل
صدك ولله وكدرنه وبفضل رب العالمين واميمة وعلاقاتها
لأن هي محامية كدرنة نوصل للموضف الي يدخلنه ودخلنه
لكاتب العدل
بعد ما تأكد من هويتي ومن الورقة مال الطلب ومال العقد
سوة النه التوكيل وبعد ما قريته وقعنه علي اني واميمة

طلعنه للموضف المختص دفعت الرسوم وطبع النه الوكاله
نسختين نسخه بقت عندي ونسخه من أميمة
بحيث طرت فرح شلون هيج بسرعه بسرعة رب العالمين
سهل امري ومشت اموري بسرعة ... لان رب العالمين يعرف
عمي باطل واني على حق أو يمكن لان يعرف هذا حق ايتام
وحق مرأة مظلومة بسرعة كملت اسرع مما كنت اتوقع ...

وفضل كبير لاميمة هي عدها معارف كونها محامية هل شي
كان سبب بتسهيل امري
بالطريق مرينه على السوك وقتها حبيت اشتري لاخواني بما
اني كل عشر سنين ادخل هنا
اخذت لسلوى والي ملابس داخلية وثنين ثياب كانت تنزيلات
بس حلوات وأخذت تراكات لرعد ووعد هم تنزيلات ويه ما
نريد نطلع ..
ماحسيت إلا والأرض تفجرت جواي ، حسّيت الدنيا كلها تهتز،
ثواني بس ثواني السوك نكلب فوك تحت . أول ما صار
الانفجار، صار صمت غريب،عندي ثواني معدودة حسّيت
روحي كأني مغيبة مجاي اعرف شنو الي جاي يصير ...
وبعدها بوم الانفجار الثاني ضرب أقوى، دقيقتين، أقل من
دقيقتين عدت على أول انفجار، بس كأنها كانت سنة كاملة.
بعد ما انفجرت السيارة الأولى، ، وكل شيء صار يهتز . شفت
كيس الملابس طار من إيدي، وصار كل شيء ضباب، صارت
الأصوات بعيدة، حتى الصيحات ما كنت أكدر أسمعها.
بعدين…
دخان أسود غطى المكان كله، وغطى وياه الوجوه اللي مليانة
خوف.
وما بقت غير الصيحات والركضة والوجوه اللي ما تعرف
شتسوي.
اني احس رجلي ماتن فقدت القدرة أن أمشي عليهن أميمة
صرخت وفجاء صارت تبجي وتصيح ولزمت ايدي
وجرتني تركض حسيت روحي بغير عالم واحد جاي يسحل بيه
بوقتها تعجبت على نفسي شلون ما عيطت ما صرخت جنت
بس اباوع بالعيون بصدمة
المكان كان مكتظ بالناس، وعيونهم ضايعة ما تعرف وين
تروح، وكل واحد يحاول يركض على غيره، والركض هنا مو عن
أمل، بس عن فزع.يركض
التفت يمنة أشوف بسطيات متكسرة، الرجال اللي كانوا
يبيعون الخضرة والأغراض، تركوا كل شيء، والجميع صار
يركض وسط السوك ... دم متناثر ناس مشمرة عالأرض ...
ونار طالعة من السيارات المحتركة. النسوان تصيح بأسماء
أحبابها، وهذه الي تصرخ وملخت نفسها ابنها ضاع
من أيدها... الأطفال متشبثين بثياب أهاليهم،
والرجال مابين اللي يركض ينقذ، واللي واكف مشدوه ما يدري
شيسوي. والي يدك على رأسه والي شايل جثة و يركض بيها
الي شايل جريح طايرة منها قطعه من جسمه
أما الأطفال، منظرهم كان أسوأ. شفت عيونهم مليانة خوف،
وصوت بجيهم وهم يصرخون على أهلهم كانوا يركضون مثل
الضايعين، بعضهم يصيح على أهله، وبعضهم مجلب بأمة

حاولت أوكف، رجلي ترجف، صوتي اختنك، شميت ريحة
البارود واللحم المحترگ، وعيوني ظلت تباوع بالمنظر اللي
مستحيل ينمحي من بالي الدخان كان يعمي عيوني، وصار
المكان كله مظلم، كأن الشمس اختفت من فوكة ، وكل شيء
حوالي صار مثل شبح ما يعرف وين يروح. والدم… الدم كان
يسيل على الأرض، تلون الشوارع والجدران، كأن الحياة
نفسها اختفت وصارت بس ذكرى.. ما بقة سوك … صارت
مقبرة مفتوحة، والسماء ظلت تنوح بدخان الموت.
شوكت طلعنه من السوك وعبرناه ما اعرف كل الي اع
رفه
أميمة كانت تجر بيه من ايدي وتركض بيه ركض مو مشي
صرنه بعيدين عن المكان الي بي الانفجارين
دخل بإذني صوت أميمة وهي تبجي وتحاجيني
: بسملة بسملة انتي زينة حاجيني ؟
رديت عليها صوتي يرتجف كعدت على الرصيف لأن رجليه
مجاي تحملني ..
أميمة… كأن قبل شوي سوك وناس تمشي چنا نحجي
ونتسوك جنا نضحك شلون…؟ شلون بلحظة صارت مجزرة
تحاولت تهديني بس صوتها هم يرجف مثلي ودموعها :
بسمة لا تخافين حبيبتي بعدنا عايشين، لازم نحمد الله الي
كتب النه عمر جديد امي
صوتي مخنوك متقطع : على شنو؟ على شنو أميمة؟ الناس
اللي قبل شوي كانوا يشترون وياي، هسه صاروا أشلاء
أميمة بعيون مليانة دموع، تحاول تمسك بأيدي: بسملة،
ركزي وياي هسه راح نشوف سيارة ونرجع للبيت
بسملة تسحب إيدها من إيد أميمة، تحچي بصدمة:
انتي سامعة؟ سامعة الصياح؟ سامعة النسوان اللي تدور على
أطفالها؟ سامعة صوت الإسعاف اللي مدا يلحك على الناس
أميمة تنزل عيونها، صوتها خافت: سامعة… بس شنسوي؟
مانكول غير حسبي الله ونعم الوكيل
… لازم نروح لأهلنا، لازم يعرفون إحنا عايشين اكيد انطوها
عاجل بالتلفزيون وضل كلبهم مثل النار
بديت احس ان شوي شوي جاي أفقد وعيي أطرافي تثلجت
أميمة تحجي واني مو وياها احس بعدني واكفه بنص الانفجار
والصور جاي تنعاد بعقلي الجثث والجرحى مطشرين بكل
مكان
بديت شوي شوي افقد الوعي وصوت أميمة صار وشة بأذني
اخر شي ذكرته من لزمتني من ايدي حتى تكومني
بعدها وكعت ومادريت بالدنيا شنو صار
لحد ما فتحت عيني على صوت هوسة وفوضى وصياح
وصراخ نساء وناس تركض
عيوني ثكيلة ومغوشة شوي شوي بدت توضح عندي الروية
انتبهت اني بالمستشفى
بس المستشفى داخلة بحالة طوارئ وإنذار بسبب الانفجار
الي صار

أميمة بخوف : بسمة يمعودة وكعتي كلبي شنو تحسين هسه
رديت بتعب : اني شجابني هنا أميمة هسه تاخرنه على البيت
هواي

أميمة: يا بيت يمعودة خابرت خالد جاي بالطريق بس تأخر
يسبب الازدحامات هسه شوي ويجي ونروح للبيت
بسملة : شبيه اني ليش فقدت احس اطرافي باردة وحلكي
مثل الخشبه ناشف
حجت بحزن وقهر : بسملة انتي شكل عندج سكر من الهبطة
سمعت كلمتها بلا ما ارد هو أني جان هذا بس الناقصي
السكر .. رديت بكلمة .. الحمدلله على كل حال
بس فدوة لازم ارجع للبيت هسه نسوان عمامي الكاهن
لازماتلي الباب ومكومات سلوى تتشغل وهذا تعبانه ماتكدر
أميمة : هسه جاي خالد بالطريق
صدك ولله يمكن ربع ساعة واجى خالد حضن أميمة بخوف
عليها ولازمها من وجها ويطمئن خاف مجروحة لو بيها شي ..
ورجع تحمدلي بالسلام
واميمة لزمتني من ايدي كومتني .. صرت حتى استحي منها
يعني البنيه بلا أي مصلحة جاي توكف وياي وتساعدني وفوك
هذا كان ممكن اليوم يصير بيها شي وكله بسببي الطريق كله
توصي بيها شلون لازم اتعايش ويه السكر وشنو الي اكله
وشنو الي ابتعد عنه
والأدهى من هذا من وصلنه البيت صاير الدنيا العصر
اول ما نزلنه أميمة كالت : بما أن انتي كدام نسوان عمامج
طالعه وياي لازم اني ارجعج بايدي
دخلنه للبيت والكه عمامي جايين ونسوانهم
وبلا اي خجل عمي صالح جرني من ايد الابنيه ويصيح
:بنتتت السطعش كلب ووووين دايحة جنتي آلامة مكلوبة
وسيارتين مفخخات ببالسوك وحضرتج تتفترين
رديت علي كوة واني تعبانه حيل : عمو ولله تخربطت وجنت
بالمستشفى
: حرررامات ما نفجرت يمج السيارة وخلتج كل وصلة بصفحة
حرررامات
حجت أميمة بانزعلاج: على كيفك ابو مهدي شجاك على
الابنيه تره جانت بالمستشفى شكل عدها سكر من الهبطة
على كيفك وياها
رد عليها بعصبية: ست أميمة انتي اصلا على اي اساس
تاخذينها وياج شنو ماعندج ام اخت واخذيهن وياج جاية على
بسملة بله صار بيها شي بالانفجار ربحنه بيج ممنوع منعا باتاً
بعد تجين تأخذيها وياج لمكان

ياربي احس ذبت بملابسي من الفشلة من الابنيه يعني فوك
فضلها وكفتها وياي وهي الي كان بسببي ممكن يصير بيها
شي فوك كل هذا تسمع كلام عمي مثل السم
شكد استحيت منها لدرجة بقيت اتعذر منها بنضراتي
باوعت علي وابتسمت تطمني .. وطلعت راحت لبيتهم
وبعد ما ترزلت دخلت لغرفتنة سلوى ووعد ورعد منتضريني
وباقين بقلق بس دخلت كامو علي يحضنون بية واني احاول
اطمنهم أن مابيه شي
الخوفه والرجفة عايشة بيه .. طول الليل كوابيس والمنضر ما
يروح من عيني .. وكان واحد من المواقف الي مرت بحياتي
خسرتني جزء من صحتي وصار بيه سكر
وبديت رحلة جديدة من المعاناة ..
باليوم الثاني صار الي كنت افكر بي طول الايام الفاتت
عمو صالح الضاهر صار ما يأمن وكل يوم يتفحص فلوسه
ويحسبهم .. وبوقت ماكان يحسب بفلوسة عجبة يلقي نظرة
على الاوراق ..
اني بالمطبخ اعزل بي واكفة على السنك دخل مهدي يفتر
بالمطبخ فتح الثلاجة وسدها.. رجع فتح فرن الطباخ وسدة..
تجاهلت وجودة وبقيت اكمل شغلي ..
ما احس غير مهدي وكف وراي ولمسني من جسمي
شهكت ودرت وجهي دفعته ..
: ومررررض هاي شبيك
سوى نفسه عود ما يدري شكو : هاي شبيج انتي منو يمج
: انت شنو تغشد نفسك. .. رفعت
اصبعي بتهديد كدام وجها :
مهدي احذذرك ديربالك ولله ثم ولله اسوي بيك شي اندمك
فاحترم نفسك احسن الك
بحركة سريعه شو هذا بوس اصبعي كدرة فعل مني جبته
بكف ترس وجها تفاجئ من حركتي بقى مخلي ايدة على خدة
وصافن ثواني وقبل ما يرد علي اجانه صوت عمامي
يتصايحون .. طلعنه نركض من المطبخ
وانصدمت من المنضر أول مرة بحياتي اشوف عمي صالح
وصادق هيج متلازمين ويتضاربون ويحجون بعصبية
صادق: ناااااقص جنت حاسبك اخوووي بس طلعت واحد
ناااقص
عمي صالح يشيل نفسه ويدكها بالكاع : ولك صاااادق تمددد
ايدك عليه يا حقيرررر ولك اني اخوك الجبير تضرربني
صادق: الجبير الطماع والمايحترك نفسه ينضرررب جبت
عمري احترمك واكول اخوي الكبير بس طلعت سافل ولك
اني هيج تسوي بيه ليش تخليني اطلع خيستك كلها هسه
اشو. كله احنه دبرنا سوة تالي تردين كلشي الك وتطلعني
كلشي ماكو احررررككك تعرف شنو احركككك وخرب بالخوة

صالح: جيبييييي هو اخووووي كلكم خوتكم مصااالح محد
يفيدني غير جيبي محد يصعدني فوك غير مصلحتي وجيبي.
جيبك ثكيل الناس تحترمك ويوكفلك الجبير قبل الزغير جيبك
فارغ الزعطوط ما يعترف بيك
هسه جاي تكلي اخووووي. شنو قصرررت وياك انييي
ولك اني ساعدتك بموتت صابر في سبيل ما تتركب الجريمة
برأسك ويطلع كدام الناس منتحر
وما تطلع السالفة عليك وهسه جااااي تحسابني وتمد ايدك
علية ولكككك ...

رجع صادق هجم علي يتمالخون والكل يفاكك بيهم وجبرية
وفاطمة يعيطن ويحاولن كل وحدة تجر زوجها
الا اني اخذتلي زاوية اباوع عليهم قابضة ايدي بقوى احس
اضافري نبت بكف ايدي .. يعني ابوي ما انتحر يعني ابوي
نقتل ؟ ... شلون ؟ اني دخلت علي لكيته شأنق نفسه وصالح
كان ويانة هو الي فتحلة الباب وجان جايب الها غدة ..
شلووون .. يعني ابوي نقتل ..
كوة تمالكت نفسي واني واكفة اباوع لحد ما تعبو وكل واحد
اخذله صفحه كعد بيها
صادق : شلووون وشوكت وليش اني ما اعرف ليششششش
صالح: لأن اني الي اكتشفتها اني الي لكيت هل ورقة بأوراق
ابوي وره وفاتة أجيت ادور باوراقة ولكيت هل مصيبه ابوك
مسجل عمارة باسم صابر.. عمارة لا بيت ولا محل عمارة
بمنطقة راااقية من مناطق بغداد تعرفف هذا شو معنا معناه
أو صابر صارت بيده هذه العمارة راح يحطنه بجيبة .. اخذت
الورقة وضميتها عندي ..
صادق: يعنننييي كل هذه السنوات انت تلغف فلوووس من
هذه العمااارى واني ياغافلين الكم الله نايم على آذاني وكلشي
ما اعرفف
سكت عمي صالح ماعندة رد على سؤال صادق ورة لحظات
حجى بعصبية : الووووورقة وين اختفت وين ؟ راح اتخبل ...
صادق: طبكككك مررررض أحسسن
صالح يريد يكوم اله ولازم نفسه: لا تنرفزني صااااادق لا اكوم
اذب نار كلبي بيكككك
صادق : بيك خير شوووف منو جاي يبوووك بيك
صاحت جبيرة من مكانها : ياااا جماعة بدال ما صايرين هيج
تتمالخون فكرو بالعقل منو اله مصحلة يأخذ هاي الورقة ..
صفن صالح على كلامها:: منوووو ؟
جبرية: منوووو غيرها هل مسمومة ابسيمة تطلع الميت من
كبرة تسوي كل مصيبه اكبر من راسها

صالح: بسلمة اصلا ما تدري هو أبوها ما يدري مو نوب بسلمة
وبعدين اني المفتاح بجيبي صرت اخذها من وقت ما لكيتج
بايكتني
جرت نفس جبرية زهكانه من حجايته: ولله وحدة بمكاني تضل
شهر يم أهلها على هاي تهمتك بس اني لعنت الشيطان
ورجعت ثاني انت ما تستاهل واحد يعيش وياك
فاطمة : يمكن تكون آخذت الورقة قبل ما تصير تاخذ المفتاح
وياك ومو بعيدة تكون حتى ساللفة الفلوس هي الي سوتها
الكل اتجهة نضراته علية بعد ما كانو محد منتبه لوجودي واكفة
بزوية .. حرت شلون اكدر اشرد من هذا الموقف
هجم علي صالح بسرعة البرق جرني من كتف ثووووبي
: وووووووين الوووورقة
حاولت اسوي نفسي ما اعرف على شنو يحجون : عموووو يا
ورقة ورقة شنووو شبيك
يحجي بغل وصاك أسنانه بينما صادق كاعد يتفرج ولا تدخل :
ولجججج بسملة تغشششمين نفسج. منوووو يسووويها
غيرررج منو اله مصلحه غيرجج
بسملة: عمووو شبيك وياي غير افهم ورقة شنووو
صالح: سنددد سنددد عمارة ورقة بيها طابو عمارة
ووووينهاااا احجيييي
بسملة : واني شعرفني بالسندددات عمو اول تالي اجي العب
بأوراقك وأخذ منهم
هز رأسه بتحلف وراح لغرفتنه : صار يدفع بالغراض ويشمر
بطريقة عشوائية كلب الغرفة خلاها صارت كأنما بيها هجوم
لاملابس ضلت بالكنتور ولا فراش ضل بمكانه كلشي نشمر
واني واكفة بالباب اباوع علي
من أيس كلش ما لكة اي شي باوع علي وسوو شي عمري ما
توقعت يسويي جرني وصار يشكك بملابسي عليه خاف
ضامة الورقة بملابسي
: عموووو عووووفني عوووفني شبيكككك وخرررر
فقد وصار ما يشوف كدامه ملخ ملابسي .. تدخل محمد ابن
عمو صادق يحاول يجرة : عموووو شجاج صلي على محمد
عمووو كاااافي عاد عوف الابنيه
بقى يتدافع هو وياه بس عمو صالح ضخم ومحمد ضعيف مو
ضخم ما يكدر علي .. وبعد ما جردني من كل ملابسي ركض
على سلوى جرها وهذه ما تكدر وما تتحمل وهم صار يريد
يجردها من ملابسها. فقد ودخل بحالة من الستهرية على هذه
الورقة الي
فقدها. للحظة فكرت استسلم وادلي مكانها بس
لزمت لساني .. ركضت شمرت نفسي على سلوى احاول
احميها منها وهو يدفع بيه
ومحمد يجر بي ومهدي تدخل يحاول يجره وهو كلش تهستر .
ما ترك سلوى الا نغمى عليها وطاحت .. كعدت اغسل بوجها
واحاول اصيحها لحد ما صحت كلبي نشلع
حضنتها وحضنت خواني الي صارو يصرخون وسديت الباب
كعدت فوك الفوضى والهوسه نبجي ..
بسملة : ولله اندمهم قسم بالقران اندمهم على كل الي سوو
ويانه قسم عليه ادفعهم ثمن كل شي صار
سلوى: بسمة بسمة ليشش هيج يسوون بينه احنه شنو
مسوين الهم ولله ملينه ليش هيچ صار بينا، بسملة ليش؟
شنو ذنبنا حتى يعاملنا بهالطريقة
تمسكت بإيد سلوى بقوة : لأن حقراء وظلام
سلوى : هو ما يهمه إحنا ما يهمه ايتام وبنات اخو ، بس يريد
الطابو... لو نحترگ كدامه، ما يرفّ له جفن

بسملة بغصة، تحاول تتنفس بصعوبة وتحاول. ما تحجي شي
كدام سلوى تعرفها فقيرة وخوافة : بس إحنا ما عدنا شي
قابل منين اجيب اله طابو ما اعرف شنو
سلوى :ما عنده رحمة، إحنا بعيونه بس عثرة بطريقه... ما يفكر
بينا، ما يشوف إحنا بشر مثل غيرنا الفلوس عامية عيونه
مخليته ما يشوف
أنا خايفة، بسملة . خايفة يرجع ويسوي شي أسوأ...
بسملة تشد على إيدها، صوتها يتكسر : ما راح نخلي له مجال.
.. لازم نلقي حل اكيد ما راح نبقى كل عمرنه جوة رحمتهم ..
يجي يوم ونخلص واعتبري وعد هذا اذا ما ندمتهم ..
مر اسبوع صالح يريد بس ينفجر اعصاب كلب البيت وما لكة
السند ويباوعلي بعيون يريد ياكلني وبس يتحلف ..
لحد ما اجى اليوم الي من غبشة دخلنه بحالة من الرعب ..
يتبع
البارت الخامس عشر


--------------------------
وداعٌ على حافةِ الخوف

على رصيفِ الليلِ، والدمعُ شاهِدُ
وقفتُ أُودّعُ من كانَ واحدُ

رفيقُ دروبي، ونبضي، وصوتي
وحينَ تكاثَرَ وجعي، المُساندُ

يمرُّ القطارُ، وقلبي يُنادِي
ولكنَّ صوتي تهدَّهُ راعدُ

أحقًّا سترحلُ؟ وتُخفي ضياءً
وتتركُ قلبي ظلامًا يُكابدُ؟

أما قلتَ يومًا سنمضي سويًّا؟
فكيف افترقنا؟ وكيفَ المعاهدُ؟

ولكنني أعلمُ الحزنَ خلفَك
تُطارِدُ خطوَك ريحٌ تُهادِدُ

تُلاحِقُ ظلَّك عينٌ خبيثة
فلا بُدَّ أن ترحلَ الآنَ… حاذِرُ

فلا تنسَ ذكرى خطانا هُنا
ولا تنسَ قلبًا عليكَ يُراهن

-----------------------------------------------

مثل كل يوم صبح كاعدين وبعد الريوك كلمن يطلع لأشغاله .
. اجانه صوت عياط جاي من بيت ام خالد
بحيث الكل ترك الاكل و ركض عليهم .. توقعنه أحد مات الهم

جبرية وفاطمة جرن عبيهن وركضن وعمي صالح وصادق
قبلنه راحو واني لحكتهم ...

لكيت ام خالد طايحة بنص الحوش مغمى عليها ويحاولون
يصحون بيها
ابو خالد كاعد على صفحة وادي على رأسه أميمة شايلة بنتها
وابنها مجلب بملابسها الي رايدة تطلع بيهم للدوام ودموعها
تجري بحرگة .. وخالد مرتجي على الحايط وبيده ظرف والظرف
بي دم .. وصافن ..
عيونه صافنة، كأنه مو هنا.. كأنه شايف أجله بعينه.
المكان مليان بصوت النحيب والتوتر الجو مكهرب، ريحة
الخوف تملأ المكان..

صالح سأل بصوت عالي ومليان قلق : خيررر يا معوودين،
شصااااير؟ خالد شكو؟ ليش هالعياط؟

كل الأنظار على خالد، منتظرين جواب، نسوان عمامي
كاعدات يم أم خالد، وفاطمة تحاول تصحّيها بالماي بعد ما
أخذته من ايد عدنان

خالد بصوت مبحوح،و الكلمة تطلع ثكيلة

: تهديد...






الكل انصدم، صادق رفع حاجبه وتقرب خطوة، صالح حرك
راسه بعدم تصديق، جبرية حطت إيدها على صدرها ..

صادق بقلق واضح خرط من الخوف

: تهديد؟ ليش؟ شمسوين؟ بيت أبو خالد ناس وردة مال الله،
لا مشاكل لا عداوات، شنو هذا؟ منو وراها؟

خالد هز راسه بيأس، صوته يترجف

: والله ما ندري، طلعت أريد أروح للدوام، لگيت الضرف
بداخل السيارة.. مفتوح الباب.. مادري شلون فتحوه.. بس
محطوط بيه هالشي...

رفع الظرف بيده المرتجفة، ينطي لصالح.. صالح ياخذه بحذر،
يفتح الورقة، يقره بصوت عالي.. ، بعضهم عض شفايفه،
بعضهم حط إيده على جبهته.. السكوت غطى المكان، بس
أنفاسهم كانت تسمع.. كأن الوقت توقف ..

صادق يحك راسه بعصبية، يحچي وهو متنرفز : شنوووو؟
تهديد لو تهديد موت يعني وين نولي بعد لخاطر الله

صالح ينزل الورقة ببطء، عيونه تتبدل بين خوف وقهر، يباوع
لخالد، و خالد يعض شفايفه، عيونه حمرة، من صعوبة
الموقف
أم خالد فتحت عيونها بضعف، تصيح بصوت مخنوك

: ولدييييي... شراح يصير بيناااااا

المكان متوتر، صوت أم خالد وهي تصيح يهز الحوش،
النسوان يحاولن يهدئنها، بس عيونها وصوتها مليان با
الخوف.. الرجال كل واحد لاهي بأفكاره، يحاول يستوعب
الموقف..، صالح يضرب ايد بأيد ، وصادق يباوع لخالد بحيرة

صادق بصوت عالي شوي، متوتر ويضرب ايد بأيد: لاحول
ولاقوة الا بالله

خالد هز راسه، يحاول يبلع ريكه، صوته متكسر

.. تهديد.. بيه طلقة ورسالة كاتبين بيها... يسكت لحظة، ياخذ
نفس ثكيل، يغمض عيونه، بعدين ويقراها بصوت ناصي
ومرتجف ..

"عندك أسبوع، تلم غراضك وتطلع، لو روحك وروح أهلك
بركبتك.. لا تحاول تفهم ليش، بس اعتبرها نصيحة قبل لا
تصير وصية.. اطلع من العراق واترك بيتك .. و الا شايف هذه
الرصاصه تستقر برأسك وبعد مثلها براس كل واحد من
عائلتك ..

السكوت عم بالمكان، الكل متجمد، حتى البجي توقف
لحظة، بس الخوف بعده معشش بالعيون وساكن الگلوب ..
أبو خالد رفع راسه ببطء، عيونه غركانة بالدموع، يحاول يحچي
بس الكلام ما يطلع.. يمسح على راسه بيده، يحس بثكل الدنيا
على روحه...






أم خالد تشهك بصوت عالي، تصيح بحزن

: ليييييش شمسوين احنا؟ ليش يريدون يطلعونه من بيوتنة
عمرنة ما اذينه بشر ..

أميمة تقبض على ثياب بنتها بقوة، تحاول تهديها وهي
بعيونها دموع، أما ابنها، فحاضن رجلها وما مستوعب شي..
جبرية تفرك إيدها بعصبية، الكل بوقتها انقهر على وضع بيت
ابو خالد لأن ناس والنعم منهم والكل يحبهم جيران سنين لايوم
ولايومين

صالح بعصبية،طبك حواجبه، ويضرب على الورقة بكفه بعد ما
اخذها من ايد خالد

: لااا، هيچ ما تصير إحنا ببلدنا، ببيوتنا، من هذولة حتى
يهددوكم على شنو؟ شمسوين؟

صادق بصوت متحسر، يهز راسه : صالح، انته تعرفهم، هذولة
إذا هدّدوا ينفذون.. الولد وأهله بخطر..ولازم يتركون البيت ..

رجع موجه كلامة لخالد

.. خالد هذول ناس مجرمين ويسونها فعلاً لازم تطلع منا
لخاطر اهلك
وعائلتك

خالد بهمس، عيونه تدمع وهو يباوع للأرض

: أدري.. بس شلون ووين اروح وين انطي وجهي يعني اترك
بيتي وضفيتي شلووووون

كامت أم خالد ، و تتماسك بصعوبة، لزمت إيد خالد بقوة،
تهتز من الخوف، تباوع له برجاء.

أم خالد بصوت يرجف، وعينيها غركانه بالدموع

: يمه.. لا تخلينا نعيش هالخوف.. لا تخاطر بروحك.. نطلع
ولدي، نطلع... بس لا يصير بيك شي..كلشي يتعوض وليداتي
البيت والوضيفة كلش يتعوض بس خل نبتعد منا

خالد يباوع لها يشوف الرعب بعين أمه يباوع لأبوه اللي كاعد
منزل براسه.. يباوع لزوجته وأطفاله اللي مثل اليتامى خايفين
وما يعرفون شراح يصير..

خالد بصوت مخنوكة وهو يحضن أمه

: يمه... الله كريم...

أبو خالد رفع راسه ببطء ياخذ نفس ثكيل، محروك كلبه كل
العيون عليه، ينتظرون شراح يكول.. يمسح وجه بإيده، يباوع
لخالد، ولأمه وأخيراً يباوع للأرض وكأنه ياخذ قرار عمره.

أبو خالد بصوت مبحوح و حاسم

: خلص... نطلع..منا انتهى الكلام
.






أم خالد بصوت متقطع،مأيدته بكلامه

: اي اي نطلع بس وين نروح ..

أبو خالد : للبصرة.. عدنا ناس هناك، نرتب أمورنا، نستقر، بس
ما أبقى هنا وأنتظرهم يجون يكتلونا واحد واحد..

فوراً صارت عيني بعين عدنان الي مكتف ادي وماخذ زاوية
وهو بنفس اللحظة عينه صار بعيني رفعت عيوني ببطء، وكل
شي بيه ، يحجي بألم، بحسرة، .. عيوني كانت تسأله

: صدگ راح تروح

ما اريدة يروح .. عدنان صديقي الوحيد ،
اني حتى صديقات ما عندي ،هو الي من اضوج اصعد والكاه
بالسطح .. شكد اطرده وشكد أصيح عليه واكله بعد لا تحاجيني
بس ما انكر كلبي شلون يدك اله ،
ما انكر عدنان اقرب انسان الي .. مستحيل اكدر اتخيل اصعد
للسطح وما الكاه
الكل يسولف ويناقش الا اني وياه ساكتين وبس نضراتنه
تحجي

ما أدري شكد ظلّينا نباوع، شكد من الحچي اللي انحچا بعيونا
بدون ولا كلمة.. بس أعرف إنه هالنظرة، بيها وادع، بيها ندم،
بيها شي ما راح يتكرر.. لازم يروح، .. بس عيوننا تواعدت
بنظرة وحدة، نظرة تحمل كل شي وما تحمل شي بنفس
الوقت.. سحبت عيني، عضيت شفايفي حتى ما أبچي،

رجعت بنضري على اميمة تغمض عيونها، تضم بنتها بحضنها،
تبچي بصمت. .. الامل الوحيد الي كان الي راح ،وهو أميمة
الي كانت راح تساعدني ارجع حقنه وهاي أميمة هل راح تروح .
.

. خالد يحس بغصة بحلگه، يحاول يجاوب لكن ما يعرف شنو
يكول.. هو ونولد بهل مكان، تربى بيه، كل ذكرياته هنا، وبيوم
وليلة لازم يتركه.

صالح
يهز راسه بأسف، يعصر الورقة بيده

: حقك أبو خالد.. بس هذا مو عدل، مو عدل واحد ينطرد من
بيته بهالطريقة..

صادق يحط إيده على كتف أبو خالد، يهز راسه بتفهم : بس
أهم شي سلامتكم.. والله لو بيدي شي، ما خليتكم تطلعون..

أبو خالد يحاول يرسم ابتسامة باهتة، قراره ما بي رجعة.. يباوع
لزوجته، يشوف الحزن بعينها، يباوع لخالد.

أبو خالد : بوية ، ابدو من اليوم لمو غراضكم، اني راح اخابر ولد
عمي يشوفولنه بيت ايجار بالبصرة نكعد بي فترة لحد ما نرتب
امورنة اني ما مستغني عنكم






خالد يهز راسه ببطء، كأنه بعده مو مصدك كل الي صار ، لكن
يعرف ما عندهم خيار.. يبلع ريكه، يباوع للبيت، للجدران،
للأرضية، لكل شي يعرفه.. بعد يوم، كل هذا يصير ذكرى.

أم خالد تلزم صدرها، تتكلم بضعف، عيونها تجري دموع

: بيتنا... شلون نتركه هذا البيت البي كل ايامي الحلوة، بيتي
جيراني اروح هناك بمكان غريب ... حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل

أبو خالد ما يجاوب، بس يضم إيديه ويباوع للسماء، كأنه يدعي
ربه يصبره.. المكان كله مليان كآبة، إحساس بالخذلان،
بالحسرة.. بس رغم كل شي، قرارهم صار واضح.. الرحيل...

كان من اسوء الايام هذا صباح مكدر منين اجت الهم هل
مصيبه .. شكد حضي مصخم لعد ... يوم كان حزن بحزن
جبرية.و فاطمة شكد حقيرات وياي وشكد ما يخافن ربهن
بس كلش يحبن ام خالد وبقن طول اليوم مقهورات على
حالهم ...

بلشو بيت ابو خالد يلمون بغراضهم واخذو كل الي يكدرون
ياخذو ما عدة الغراض الثكيلة.. وأبو خالد على التليفون ولد
عمه شافوله بيت هناك ..

طول الايام الي يجهزون بيها للنقل كانت ايام حزينة وصعبة
حيل ومحد بيهم طلع لدوامة ..

صعدت للسطح وكفت على السياج مال بيتهم اباوع لقفص
الطيور .. فاارغ ما بي ولاطير عدنان باع كل طيورة
دمعتي نزلت بألم مرت بالربع ساعة واني بمكاني
لحد ما صعد عدنان وشافني واكفة اجة واكف صار كدامي
يفصل بينا السياج.. بقى واكف كدامي ساكت

حاولت ابتسم، بس صوتي كان ينفضح بالرجفة

: عدنان.. شسوي إذا رحت ؟ اني ماعندي حتى صديقات
تدري انت الوحيد صديقي والي افتحلك كلبي واحجيلك
كلشي

بتسم ابتسامة ما واصلت لعينه واضح عليها ابتسامة الحزن

: شنو نسوي بعد .. ياريت لو اكدر ابقى وما اروح بس لازم
نروح حياتنا كلنه مهدده .. جر نفس وحجى .. يله محد يموت
وره أحد .. وبعدين انتي بطلة وسباعية وما ينخاف عليج

بسملة بهمس : بس أنت مو اي أحد عدنان.. اني من هسه
جاي احس بالوحدة وانت بعدك ما رايح

عدنان بضحكة يحاول يلطف الجو

: هااا ؟ لعد مو ترزليني كل ما احاجيج وتكوليلي لا تحاجيني
بعد ؟






بسملة: كلام بس كلام لكن الحقيقه تختلف

عدنان يسمعها، يغمض عيونه لحظة، كأنه يحاول يسيطر على
شي جواه .. لما يفتحها، يباوع إلها بنظرة طويلة، نظرة تحفظها
للأبد

عدنان بصوت هادئ، لكنه ثكيل

: وأنا هم ما تخيلت بيوم أتركچ.. ولا أترك هالمكان.. بس
شسوي؟ لازم نروح لكن لابد يوم نرجع لبيتنه ومكانه لازم بيوم
هذا الضلم ينجلي وترجع بغداد تزهي مثل قبل

عضيت شفتي احاول امنع دمعتي تنزل وبقيت اباوع بوجها ،
كأني احاول احفظ صورته بعيني .. جنت احس هذي آخر مرة
اشوفه بهالمكان.. آخر مرة اسمعه ويسمعني بدون ما يكون
بيناتنه مسافات..

بسملة غمضت عيوني لحظة، بعدين فتحتهاا، وحجيت
بحزن مخنوك

: راح أشتاقلك عدنان..

عدنان يضحك ضحكة خفيفة، لكنها مليانة وجع، يهز راسه وهو
يهمس

: لا تشتاقين.. الشوگ غصة بالكلب .. وانتي ما عايزة غصات

:جبت عمري عايشه اشتاق.. لأبوي لأمي لطفولتي وهسه اجه
دورك .. ماعرف ليش جاي أودع كل الناس الي احبهم واعيش
بغصة فراكهم

صفن بعيونها فرحان بكلمتها لكن حزين أنها اجت بالوقت
الضائع سألها ببرود : تحبيني ؟

سكوت .. بس الهواء بيناتهم يبوح بالحچي اللي ما ينگال..

حاولت اقاوم دموعي ، أبتسم بخفة واغير الموضوع

: راح تبقى بخير؟ اوعدني يجي يوم ونلتقي

عدنان يأخذ نفس عميق، يهز راسه

: احاول أبقى بخير.. حتى تبقين تتذكريني عدل...

نظراتهم تتلاكى للحظة.. نظرة تحمل كل شي، وتحمل وداع
ثكيل.
السطح يشهد آخر لحظة تجمعهم.. الهوى بارد، لكنه مو أبرد
من شعور الفراق اللي مخيم بينهم..

عدنان بنبرة هادئة، لكنها ترجف

: ما جاوبتيني على سؤالي

بقيت ساكتة واحاول اغلس على سؤاله رد كمل كلامة :
متوقعتچ هيچي باردة..

: مو باردة.. بس شحچي؟ شگدر أگلك؟ وانت رايح حتى لو
حجيت الي تريد تسمعة ما ينفع بعد ..






عدنان يبتسم بخفة، بس الابتسامة بيها وجع.. يرفع عيونه،
يتأمل وجهها، يحاول يحفظ كل تفصيلة بيها بذاكرته.. بعد
لحظة، ياخذ نفس عميق، يقرر يكسر الصمت اللي جواهم.

عدنان ينطقها بصعوبة، لكنها صادقة : أحبچ..

رفعت عيوني بسرعة، ، حسيت بكلمة
أحبچ .. تضرب بكلبي مثل صاعقة.. شكد انتظرت اسمعها،
شكد حلمت بيها، بس ليش الحچي يجي دوم متأخر؟ ليش
يجي وياه وداع؟

حجيت بصوت مبحوح، وخلص الدموع ما كدرت تتوقف بعد

: عدنان.. لا تحچيها هسه.. لا تحچيها وإنت رايح.. لاتخلي اخر
ذكرى منك توجعني

عدنان يضحك بسخرية، يهز راسه

: ليش؟ حتى تبقى حسرة؟ حتى أصيح بيها بيني وبين روحي
حتى اضل ندمان لأن ما حجيتها لا بسملة.. لازم تعرفين.. لازم
أروح وإنتِ تعرفين..

احس برجليه ترجف، ما اگدر ابقى ثابتة.. وأخيراً، كدرت
اعترف لنفسي بمشاعري بدون خوف، بدون تردد، بدون شي
يمنعني وحجيت وبصوت يطلع من كلبي

: وأنا أحبك عدنان.. أحبك من سنين، بس ما جنت اكدر
اعترف لنفسي بهل احساس دوم احاول اتناساه لأن خواني
اهم من روحي .. الي مثلي ماتكدر تحب لو تعيش مثل ما
تريد بس .. بس ما اكدر أكثر اسكت .. اي ولله اني هم أحبك
هووواي ... حجيت هيج وخليت ادي على وجهي ابجي بقوى
واكتافي تهتز

عدنان ينصدم، عيونه تتوسع، كلبه يدگ بسرعة، هذي الكلمة
اللي تمنّاها، اللي حلم بيها، اللي ما صدگ بيوم يسمعها.. بس
هسه، هسه يسمعها وهو على وشك يختفي من حياتها..
شلون القدر هيچي قاسي؟

عدنان بصوت مكسور، يمسح وجه بأيده، كأنه يحاول يصحى
من الحلم

: ليش ما گلتي قبل؟ ليش خليتيني أگطع الأمل؟ ليش هسه
واني رايح ليشش

بسملة تبتسم بدموع

: نفس السبب اللي خلاك ما تحچي.. خايفين.. ضايعين.. بس
هسه ماكو فايدة من الخوف.. حتى لو كلناها، بعد شيفيد؟

سكوت قاتل.. بس العيون تحچي.. كلبهم يدگ بنفس الوتيرة..
يعرفون إن هذي الكلمة، هذي اللحظة، ما راح تتكرر.. بعدين،
عدنان ياخذ خطوة ليورء، يتنهد، يبتسم ابتسامة باهتة.






عدنان بصوت ناعم، مليان إحساس : راح تبقين بكلبي.. هذا
الشي الوحيد اللي ما راح يتغير...

بلععت ريكي وكتله : وأنا هم ..

وقبل لا اكمل كلامي طلعت أميمة من باب البيتونه ..

أميمة : هم زين لكيتج بسملة

تقربت أميمة وهي تباوع بعيوني وعيون عدنان حاولت تلطف
الجو

: شنو ؟ بس لاخربت عليكم لحظات الوداع
وأجواء الاعتراف

عدنان : شنووو

أميمة : غير اصدقاء الطفولة و جاي تتوادعون

هز رأسه وتركنه ونزل ..

أميمة : بسملة يعني ولله ما اعرف شنو اكلج جنت محسبه
حساب وطلع كله فاشوش توقعت اكدر ارجعلج حقج بس
هاي السالفة طلعت النه صفح ولله طول الوكت افكر بيج

هزت رأسي ب
يأس وحزن

: هاي هي الحمدلله على كل حال اهم شي سلامتكم كلشي
يهون وإذا على حقي لابد يوم رجع رب العالمين ما يرضى
بالظلم المهم هسه انتو تكونون بأمان وكلشي ثاني يتعوض

أميمة: خالد يكول اني وياه والاولاد نطلع خارج العراق متخبل
يكول ما ابقى.. شفتي يا بسملة ما يردون يبقى بالعراق لا
طبيب لامحامي لامهندس ما بقو شخص اذا ما هججو من
العراق يريدون العراق يصفى الهم ويلعبون بي بكيفهم .. و الا
احنه شنو مسوين حتى يودون النه تهديد اشو نروح بحالنه
ونرجع بحالنه .. عشنه عمرنه ما بيوم سمعنه هذا شيعي لو
سني لو مسيحي طول عمرنه عايشين كلنه على حب الله ..
هسه من تالي وكت صرت نسمع هاي. المستطلحات
الطائفية .. هاي انتو واحنه كلمن من طائفة مختلفة صار
سنين عايشين سوة كلب على كلب ولابيوم فكرنه انتو منين
واحنه منين
اخخخخ الله لايوفق الي زرع الطائفية وخلة بينه هذه التفرقة ..

بسملة: كلوبنه خلصت ولله جبناها وجع بوجع وقهر بقهر
هسه هاي المفخخات ما بيهن مفخخه شريفه تطك على
عمامي وتريحني

أميمة:هههههه على طاري عمامج .. شوفي
طلعت من جيبها موبايل صرصور . ووياه شاحنه . وقدمتة الي
.. وهي تباوع على باب سطحنه وتحجي بهمس ..

شوفي بسمة هذه التليفون خلي عندج ادفني دفننن تعرفين
شنو دفن كل بشر لا يدري بي من عمامج لو نسواهم خلي
مغلق دوم لو صامت .. وبي خط .. صح هو قديم وبطاريته
محطوط اله ورقه تثبته .. بس يمشي الحال .. اي شي تحتاجي
تواصلي وياي منه واني هم راح احاول اوصلج بمحامية
صديقتي مأمنه بيها اذا تردين اخليها تساعدج بمكاني .. واذا
ما تكدرين فهم خلي عندج يفيدج






بسملة: الله كريم .. شكرا أميمة ماعرف شلون اشكرج على كل
الي تسوي وياي ولله خجلانه منج

أميمة: نجبي اني مثل اختج الجبيرة وكتلج اي شي تحتاجي
تخابريني بي رقمي خليته الج ورقم عدنان ادري بيج بس هو
تثقين بي .. تمام كلبي

اخذتها منه وشكرتها ضميته بملابسي وسلمت عليها ونزلت
دفنته دفن .. وتاكدت منه مغلق ..

ثاني يوم كان يوم ثكيل وصعب .. بيت ابو خالد كانو بهذا
اليوم ينتقلون ..
گدام الباب، چانوا واكفين، أبو خالد وولدة ، ام خالد تبجي بعلو
صوتها وهي تودع البيت غرفة غرفة وتبوس بالحيطان ....
ألكل جان عيونه تصب دموع .... عيوني تباوع عليهم، نفر نفر
بيت ابو خالد جيران ونعم الجيران ما يوم من الايام شفنه منهم
زلة

حتى حيطان البيت حزينه على فراكهم
هالمكان ما راح يبقى نفسه بدونهم، البيت اللي مليان
ضحكاتهم، سوالفهم، ريحة طبخ أم خالد اللي تنبعث حتى لو
المطبخ مسدود. شعرت بغصّة بگلبي، شلون راح يكون البيت
من بعدهم؟ بارد؟ ساكت؟ مظلم حتى لو بيه ضو؟

عدنان كاعد يم الجامة وعينه ما نزلت مني ولاعيني نزلت منه
الحزن جان تارس وجها بلا حيله ..
بصعوبه حيل وداعناهم وكانو صايرين سيارتين بيت خالد
بسيارته وام خالد وأبو خالد وعدنان وبنت ام خالد بسيارة
ثانية .. حتى يبعدون الخطر صارو قسمين

جبرية لأزمة طاسة ماي ررشكتها وراهم .. وبس عبرت السيارة
من يمنه .. عدنان صار يباوع الي من الجامة الخلفية لحد ما
اختفت السيارة من كدام عيوني ..

كعدت بنص الشارع ابجي كل حيلي ومن كل كلبي .. على
وداعهم .. عدنان أكثر من كونه حب هو صديق اني اي
اصدقاء ما عندي غيرة مجرد مشت بيهم السيارة حسيت
بوحدة .. جبرية وفاطمة يبجن وسلوى واكفه بالباب تبجي
والكل جان حزين على فراكهم ..

بيومها سكري صعد من القهر .. وماكدرت اخلي لكمة بحلكي
لا غدة ولاعشاء البيت كله جان حزين وساكت ..
امنو بيتهم يمنه وحتى المفاتيح .. بقت يمنى ..
طلبو بين فتره وفتره ندخل ونطمن عليه ..

لحد الليل كلت خلي اطمئن اشوف وصلو لو لا .. بس سبقني
عمي صالح من سمعته يحجي ويه ابو خالد بالتليفون ويطمن
عليهم واصلين
جريت نفس براحة من وصلو بسلامة ..

مرت الايام ثكيلة وكئيبه حتى كعدت السطح ما بقى بيها طعم
مثل قبل .. وصوت صوافير عدنان ما بي .. بس القفص فارغ .
.






ايامي مثل ما هي بنص ظلم عمامي ونسوانهم شغل البيت
الي ما يخلص ومشاكلي وياهن ..
ذبيت كل حيلي على اخواني ودراستهم اريد يطلعون كله اوئل
..

الي صار عمي صالح طلعاته كثرت بالليل.. يجي يتعشى ورة
العشى يكشخ ويتعطر ويطلع .. وهل سبب خله بس مشاكل
وصياح بينه وبين مرته .. وهو متخبل منها
يلزمها ويكتلها .. يوميه زعلانه عند اهلها ..

وعمي صادق يضحك باستهزاء كأنه يعرف شي ..
ومر على هل حال اشهر .. وبعدها صار ما يطلع .. متوتر
وضايج وتحسه عنده شي مخلي خايف ..

طلعت بالليل اخذ ماي من المطبخ .. وأجاني صوتهم هو
وعمي صادق يحجون بغرفه عمي صالح .. وجبرية جانت يم
أهلها بايتة ..

صادق : ورطت روحك أنت تعرف شنو شوفلك جارة سددة
بيها وفض الموضوع سمعت ابونه راح تصير بالوحل من وراك
صاااالح هذا أنت الجبير المفروض تحافظ على سمعة حجي
مرهون الي جاب كل عمره سمعته مثل
الذهب ..

صالح: كلشي ما اله يمي وربع دينار ما انطيييي

صادق: هوووو شنو بكيفك انت بكيفك تريد تاكل فلوووس
الرجال وانت تعرف كلش زين شنو يكدر يسوي

صالح: اني كتله انتضرني اصبر عليه قابل شارد

صادق : صااار شكد تكوله اصبر شكدددد ما تكلي

صالح: ما عندي سيولة حالياً .. اريد ابيع العمارة بس مجاي
اكدر لأن سندها مو بأسمي

صادق : هااااي العمارة الي ضامها جنت عليه تنساااها تفتهم
مو بكيفك تبيعها علمود ترجع تصرف فلوسها الي بيها مثل
ما الك بالضبط وما راح تنباع

صالح: هي اساسا ما تنباع اولا مو بأسمي وثانيا البيع والشراء
كله واكف والاسعار نازله حيل يعني اذا نباعت تروح بخسارة ..


صادق : صاااالح ولك انت غاط بالفلوووس غااااط وما تنطي
ديووون العالم

صالح: دخل يوووولي ديون شنو بي خير خل يروح يشتكي
عووود

صادق: اتذكر كلامك زين صالح .. وتعرف بي تاجر ابن تاجر
وزايعته الكاع يعني تخيل اي تصرف يبدر منه
وهو يطلبك مال بضاعة ومال صخام وجهك الي ذبيت روحك
بي .. واذا بيوم سوه بيك شي ساعتها لا تجي وتكولي ساعدني
.. اني حذرتك يا صالح وقد أعذر من أنذر

طفرت من الباب رحت للمطبخ .. وصادق طلع من الغرفة
وركع الباب ودخل لغرفته .. بقيت صافنه وافكر بكلامهم
عمي صالح مديون ؟ وما يقبل يسدد الناس يعني
زين ديون البضاعه وعرفناها ... صخام الوجه شنووو يقصد ؟ ..
. الف علامة استفهام صارت براسي
والعمارة .. العمارة يريد يبيعها وياكل فلوسها ..

حيرة وما اعرف شنو اسوي وشلون اتصرف واني حتى فلوس
ماعندي حتى اكدر اوكل محامي يمشيلي بالاجرائات ..

بقو عمو صالح وجبرية كل يوم كابه العيطة بيناتهم
لحد ما بيوم الباب تفلش علينه .. جنت كاعدة أكنس بالهول
وطلعت اركض.. فتحت الباب وصار بوجهي رجال يطلع عمرة
بالخمسينات بس صابغ شواربة وشعره اكرع من النص
وصابغه من الجوانب ومبين علي مرتاح وياه ثنين ولد شباب
اول ما فتحت الباب .. صدك خفت من منضرهم الشراني
حجيت بصوت يرجف

... تفضلو رايدين منو

حجى الرجال الاكرع ... صاااالح الخااايس هناااااا

يما هذا الشر متربص بنص عيونه .. حجيت كوة .. لا لا مو هنا

رد علي بعصبية وصوت يمكن الجيران كلها سمعته

: اذا انتتت زلمة اطلعععع ولك مو ضام راسك مثل النسوان
بالقران الزمك الزمك ووووين تروووح

ضرب الباب حيل بأيدة وصاح

: ووووووينك مطلعلي بتك اذا بيك خير لو زلمة اطلعععع لك
اندمك ولله وازوعك فلوسي كلها يا خرّي ..

حجى واحد من الولد وياه
: حجي لعد وين راح حتى بمحله ماكووو

رد علي وهو يفرك بسبحته

: وووووين يروح مني قابل اول عن اخر الزمة اذا ما طلعت
حليب أمه من خشمة

نوب الكل ضم رأسه وبس اني واكفه وياه بالباب قبل ما يروح
باوع عليه من فوك ليجوة بطريقه ما عرف افرسها شنو تحلف
.. لو شنو حجه وهو يلقى اخر نضراته عليه وفر السبحه على
إصبعه وكال قبل ما يطلع

: يصيرررر خيررر .. وكمل كلام وهو يباوعلي من فوك ليجوة
ويكول ... الزمة لو ما الزمة اذا ما طفي نار كلبي بي ...

يتبع ...
البارت السادس عشر
~~~~
جناحاي يحترقان
سقطتُ...
لا لأن الريح خانتني،
بل لأن النور انطفأ في عينيّ،
حين صدّقته...

جناحايَ من نورٍ كانا،
غمستهما في الحلم،
في الرجاء،
وفي صلواتٍ لم تُستجب...
لكنّ السماء لم تكن أمّي،
والنجوم لم تكن أختي،
فأحرقتني دعواتي المؤجّلة،
وسقطتُ...
ها أنا...
شعلةٌ تهوي في العدم،
ملاكٌ منفيّ من رحم الضوء،
يلتحف اللهيبَ
ويبحث في الرماد عن نفسه...
هل الغفران يأتي بعد الاحتراق؟
أم أن السقوط نهايةٌ لا رجعة منها؟
أخبرني...
كم مرة يجب أن أُكسر،
لأعرف أنني لم أُخلق للطيران

سديت الباب بسرعة قبل حتى ما يتحرك ويروح
كلبي يدك سريع احس النفس كوة اسحبه ..
عمي صالح شنو مسوي ومورط نفسه ويه ذول؟ .. وشنو هذه
الديون
اول مره اسمع أحد من عمامي مديون .. والمشكلة عمي صالح
معاند وما يقبل ينطي الفلوس ..
دخلت للبيت افكر تلكتني جبرية تسأل بخوف .. هاااا راحوو ؟
تنرفزت منها يعني اذا كانت تسمع ليش ما طلعت حاجتهم
وعافتني وحدي : لعددد اذا تسمعين ما طلعتي وحاجيتيهم
شنو اني وخليتني وحدي واكفه ويه زلم الشر يطفر من عيونهم
جبرية: شنو شكالولج ؟
بسملة: ما سمعتي صياحة سمّع الشارع كلة ... يريد عمي
صالح يكول خل يطلعلي وحتى رايحين للمحل وما لاكي
كعدت مهدود حيلها وتندب : الله لا ينطيك يا صالح ورطت
روحك .. بكل هذه الديون اووووف يا ربي
فاطمة: لا تضلين تقهرين بروحج خية هو جابها لنفسه وهو الي
يتحمل المسؤولية ولله اني منج ولا افكر ولا اهم بي
اشو متخبل عليج من تالي وكت .. غير نعرف هاي الديوون
كلها منين طلعت فجاء
جبرية: يكول مال بضاعة ماخذها وما مسددها
فاطمة: والبضاعة من باعها وين ودة فلوسها وين صرفهن غير
نعرف هذا رجلج اذا ماطلع وراه شي عاتبيني بضاعتيش هاي
متكليلي طول عمرهم ياخذون من التجار ويسددوهم بعد ما
تنباع الاقمشة اول تالي ما يسددون .. لا لا اكو أن بالموضوع

بقت جبرية أيدها على خدها وصافنة انتبهت عليَّ واگفة وجان
تصيح بيه : انتييي شكوووو واگفه ما توووولين تكملين شغلج
لو. واگفة تتشمتين بعمج اعرفج مسمومة وتردين بس واحد
من يمهم يطيح حتى تتشفين بي

بسملة : هيييي انتي مو تذبين حركتج بيه تفهمتين لو لا
لاتصيحين عليه .. وبعدين اطمئني مو هسه اتشميت لأن
احتمال تنحللل بس اكيددد يجي يوم واتشمت من كل كلبييي
بيكم ..
تركتها وراي تعد وتصف هي واختها ورحت لغرفتنة
سلوى: شنو صاير بسمة ليش يصيحن ذني
بسملة: خل يولن هاي جبرية جاية تذب حركة كلبها بيه .. هيج
ويطلع عمي متزوج عليها ويخليها تطك وتموت من القهر
بلكي تنجلط وكون من تنجلط ما تموت بس تنشل وحلكها
ينعوج والحاجتين جواها الا اذلها واجلطها فوك جلطتها ..

سلوى: هههههههههههههه اتخيل جبرية حلكها اعوج وماتكدر
تحجي ولا تتحرك وانتي تكفخين بيها
بس صدك .. برايج شنو وره هذه الديون اشو هيج فجاء طلع
مكركش بالديون

رفعت حواجبي واكتافي ما اعرف فعلاً الوضع غامض فقط
صادق الي يعرف سبب هذه الديون
فكرة تأخذني وفكرة تجيبني خايفه صدك يسويها ويبيع
العمارة بكل بساطه يكدر برشوة يحولها بإسمه ويتصرف بيها
.. اخذت غلاف العلاج مال سلوى باقي بكل شريط حباية و اني
هم اريد علاج ..
اخذت الاغلفه وطلعت اجيب الها ..
جبرية : وووين مولية .. شو يمتى ما يعجبج صايرة طكيتي
الباب وطلعتي شنو مالج رداد ؟
لعنت الشيطان وسحبت نفس عميق وحاولت ارد بهدوء ..
رايحة اجيب علاج لسلوى والي
جبرية: خوش عذر يومية متحججه بعلاج سلوى حتى رايحه
رادة
بسملة: ولله الحمدلله رايحه و رادة بدرب عدل ما مسوية شي
اعوج ولا طاكة دروب ظلمة
جبرية: رجعي لغرفتج ماكو طلعة رجعيييي لا أطفئ نار كلبي
بيج
بسملة : واذا ما رجعت شنو تسوين ؟
جبرية: شلووون تخليني اكوملها اسحلها من شعرها اكلج
رجعي ماكو طلعة ..
بين ما تريد تكوم اني سبقتها وطلعت متجاهلة كلامها .. وطز
بيها
مشيت لنهاية الشارع اروح الصيدلية .. وشلون ثنين
يتفلسون عالباكلا واكفين .. تارسين الشعر جل وحذاء ام البوز
وثنينهم نفس الملابس منسقين موديل ... وحاكين الوجه حك
الوجه ابيض وركبتهم سودة ... واحد مجنكل إصبعه بالثاني
عود حركات ..

رغم اطفال والمفروض يفرحون بهيج عرض بس ابد ما اهتمو
يمكن هم .. هم غاسلين اديهم من عمهم ويعرفونه جذاب
كمل كلامه موجها لسلوى : شلونج عمو سلوى
ردت سلوى باستغراب واضح وهي تباوع لبسملة : الحمدلله
عمو على الله
صالح: اريد.اشوفلج طبيب زين واخذج.اله .. هواي هملتكم
انتو أمانة المرحوم
يحجي واني فاتحه حلكي وعيوني من الصدمة
اليوم يله عرف المرحوم الي هم موتو اليوم المحنة صاعدة شنو
الي صاير ؟ ابد ما ارتاحيت ولافرحت مثل اخواني لأن اعرف
ومتأكدة اكو شي وره هذا كلامة المعسول مستحيل يكون لله
..
قبل ما يطلع كالي
: عمو بسمة تعالي وراي عندي.كلام وياج .. رجف كلبي وما
كنت مرتاحة بس كمت ورحت وراه دخلت لك
يته كاعدة على
جربايتة منتضرني
دخلت وكف كدامة منتضرته يحجي .. اشرلي بالمكان بصفة ..
تعالي كعدي
طبكت حواجبي مستغربه ورحت كعدت حجيت بصوت
الرجفه مسيطرة عليه بس حاولت اتماسك وما أبين على
نفسي تحمحمت وحجيت
: نعم
سحب نفس وبلش بمقدامات : بسمة عمو شوفي انتي
عرفتي اني مطلوب مبلغ جبير والمبلغ هذا اني ما اكدر اسددة
الا اذا بعت المحل أو بعت البيت
والمحل مستحيل اكدر ابيعه لأن هو باب رزقي وهذا البيت
مو بيتي و لامنه كلنه يعني هم مستحيل اكدر ابيعة
بسملة: زين انت ليش جاي تكولي كل هذا الكلام شايف
عندي أملاك لو فلوس حتى اساعدك بيهم .. اشو هي عمارة
وانت ماخذها

باوع الي فجاء مزعوج ومتحلف من كلامي لكن لزم نفسه
فرك وجها بأيدة وكمل كلامة : اني اريد اخيرج خيارين
و ماكدامج واحد ثالث
كمت من مكاني بملل وكفت كدامة واني اسألة : شنو هن
صالح: الرجال الي يطلبني من شافج عجبتي وطلب ايدج مني
..
فتحت عيوني مصدومة رجفة سرت بكل جسمي وقبل ما ارد
علي هو حجة
: بس اني ما وافقت وكلت افضل ما انطيج انتي تنطيني
سند العمارة وترحين وياي تسويلي تنازل أو وكالة عامة بما
انتي وريثة ودخلتي السن القانوني
فهذه الخيارين كدامج لو تتزوجين لو تسويلي وكالة عامة
بسملة: ليشش ما تصدك السند مو عندي وانت بنفسك
دورت وما لكيته
وكف بعصبية وجرني من جتف ثوبي
: سمعيي لج لاعبالج انتي لوتية وذكية وجاي تشتغلين بالختلة
تره اعرف كلش زين السند عندج واعرف كلش زين هذه أميمة
هي الي تساعدج حتى ترجعلج العمارة ولج اني النملة الي
تمشي بالكاع اعرف وين رايحه تتوقعين صايرة ذكية تره
ساكتلج بمزاجي ..

بقيت صافنه بوجها مصدومة منين عرف وشلون عرف كل
هذا .. لكن بقيت مصصمة على كلامي أن السند مو عندي
بسملة: انتوو ليش هيج تسوون بينه ليشش تره ولد إخوكم
احنه اخوكم صابر الي مووتو وكلتوو انتحررر
حجيت هل كلام وأجاني كف ترس وجهي وكعني للكاع
بقيت لازم خدي وخازرته بعيوني نزل عليه ولزمني من شعرري
صار يهز بيه
: ووولج لا تباوعيلي هيججج لا تباوعيلي عيونج هااااي افكسها
الجج.. احجيييي السندد وين ووووين
بسملة : موووووعندي ... وتدري ؟ حتى اذا جان عندي صدك
لووو تكصص من لحمي هم ما راح أكلك وووين
وزواج هذا صاحبك الشايب ما راح اتزوج وشنو تريد سووووي
ما خايفه منكككك ..
: لاا تخاااافين مووو شايب بعده قووووي وبحيله يعني اطمني
مايفطس بيدج يطفييي الد****** ة مالتج ويشبعج
فلووووس
بقيت فاتحه حلكي وعيوني ويه حجايتة القذذذرة يا ربي شنو
من بشر شنو من كائن قويت نفسي ورديت
: حتى لو جان بعز شبابه هم ما اريد ما اسمحلك تنطيني بدال
دينككك لأن اعرف كلش زين انت تكدر تسدده بس انت ما
تريد. اخوووواني ما اتركهم بين ايديكم لو تنطبك السماء على
الأرض
حجيت هل كلام واني اكوم على حيلي لزمني من ايدي ولواها
وحجى بتوعد
: خوشش يعني ما راح تقبلين براحتج ضلي يم اخوانج واعتقد
اذا يشوف سلوى راح ينعجب بيها أكثر منج على الأقل حلوة
وهادئة مو مثلج عرمة ولسانها زفرر لاخلقة ولا اخلاق
نار نار وشعلت بنص روحي : سلووووى مررريضة مرررريضة
اتركنه بحالنه اتررركونا مستحيل اقبل يصير هذا الشي
مستحيل
هز رأسه وهو يكلي
: ولي من كدامي هسه. واني اعرف شلون هذا راسج اليابس
اكسرة
ما انكر الخوف ترس كلبي منين التفت الها حيرة
لا اكدر انطي السند ولا اكدر اسويله وكاله واضيع حقنه
هل عمارة الامل الوحيد ألنه
ولا اكدر اتزوج واترك اخواني .. ولله لو ما اخوني جان وافقت
بهذا الرجال حتى لو كان انكس خلق الله بس مستحيل اكدر
اترك خواني بين ادينهم يذلوهم
طلعت من الغرفه واني بوسط حيرتي ونار تاكل بصدري
كل هذا الي صار والصياح ولا واحد شالته الغيرة واجة سأل
شصاير .. جبرية ماخذة زوية مكتفه اديها وتباوع بصمت ولا
تدخلت

، خطوة تجر الثانية وأنا ما أدري وين رايحة، ماكدر ارجع للغرفة
بس أدري ما أتحمل بعد اختنكت من هذا البيت كله طلعت
للحوش بقيت واكفة بي
احس حيطانه تواسي همومي بدون ما تحجي، والسماء فوك
راسي تبجي بدون دموع. حركت شفايفي بكلمات ما طلعت
بصوت، بس رب العالمين يسمعني بدون ما أحچي، بس لا..
لازم أحچي، لازم يسمع صوتي لأن ما بقى أحد يسمعه غيره

"يا ربي، يا جبار، يا ناصر المظلومين.. أنصفني، لا تخليني
أضيع، لا تخليني أضعف.. أنطيني القوة حتى ما أطيح، حتى ما
يكدرون يذلوني أكثر... اللهي حاشاك تقبل بالظلم وانت اعلم
وشايف شكد انضلمنة وشكد عانينا يا الهي رحمتك وعطفك
مالي غيرك ملجاء ولا ناصر ولا معين
اللهي اني بطرك روحي الهشة ادافع عن روحي وعن أطفال
أيتام لا اب ولا ام ولا اخ جبير اكدر احتمي بسدة
انت شايف كل الي يصير اللهي مالي غيرك سند ..
دموعي ما طاحت، يمكن لأن كل الدموع نشفت من زمان،
بس الألم يفيض من كل حرف نطقت بيه. رفعت راسي
للسماء، النجوم متلألأة بس حسيتها بعيدة، بعيدة هواي، مثل
العدالة، مثل الأمل اللي دا أحاول أتمسك بيه.
رجعت خطوة، حسيت بروحي خفيفة، وكأنه جسمي ما بيه
روح، ما
بيه حياة، شلون وصلت لهاللحظة؟ شلون صارت
الدنيا ضيقة لدرجة ما عندي مكان أروح له غير السماء؟
الهواء نسم على وجهي، بس ما برد ناري، ما نزع همومي، بس
حسسني للحظة إنه أكو شي أكبر من ظلمي، أكو قوة أكبر من
حقدهم، أكو رب يشوف ويسمع، بس وين الإنصاف؟ شكد
بعد لازم أصبر؟
رفعت إيدي، خليتها على صدري وكأني أحاول أضم روحي،
أواسي نفسي، بصوت ناصي متعب كلت : مو مشكلة يا
بسملة، مو مشكلة.. يوم إلهم ويوم إلج ، الله كبير..
رجعت للبيت، رجعت وأنا أدري ماكو شي تغير، بس يمكن أنا
اللي تغيرت، يمكن النار اللي بصدري صارت أقوى، ويمكن
الصبر بدأ يتحول لغضب، بس اللي متأكدة منه.. إن اللي صار
ما راح اخلي يستمر ولا اسمح اله يخليني اني أو اختي كبش
فداء يسدد بينه ديونة ..
شسوي وين أخذهم و انطي وجهي ووين اروح
رجعت للغرفة وأنا أحس بثقل الدنيا على صدري. خطوتي
بطيئة، رجلي تحسها تسحب نفسها من الأرض، كأنه تعبي مو
بس جسدي.. روحي هي اللي مرهقة.
بمجرد ما دخلت، عيوني وكعت على سلوى. كاعدة على حافة
الفراش، رجلينها مضمومة لصدرها، وعيونها واسعة، خايفة،
تسأل بدون ما تحجي. بس أنا أفهمها، أفهم الخوف اللي بيها،
لأن نفس الخوف معشش جواي.
بقت تباوعلي للحظات، بعدين همست بصوت وناصي ، كأنها
تخاف حتى الحيطان تسمع:
عمو شراد منج؟

ما جاوبتها بسرعة، لأن جوابي يوجع. رفعت عيني للسكف
أدور على أي كلمة تخفف، بس شنو اللي ممكن يخفف من
هيچ حقيقة؟ شهكت نفس بقوة ، بعدين كعدت يمها، لزمت
إيدها الباردة، وضغطت عليها شوي حتى أحسها بأمان ولو
شوية.
بسملة: عمج صالح انتي صدكتي بي من اجه يمثل دور العم
الحنون هنا لو لا ؟
سلوى: مادري يعني الصدك اني استغربت حيل اول تالي
يجي يسمح على روسنه ويسأل شنو محتاجين .. بس ما انكر
فرحت .. بسملة تتذكرين اخر مره أحد مسح راسنه وسمعنه
كلمة حلوة شوكت ..
ابتسمت بروح مرهقه : قبل لا بابا يموت و امي تنجن
سلوى: لهذا السبب فرحت ... حيل مفتقدة الحنان
باوعت الها بزعل : ليش سلوى اني مقصرة وياكم بالحنان اشو
افضلكم حتى على روحي
ابتسمت سلوى وهي تحتضني: لا ولج مو قصدي هيج ولله
بسمه ما احسج اختي احسج امي رغم الي بنيه سنه وحده
وبس
بادلتها الحضن : اعرف قصدج اعرف حبيبتي
سلوى : بس هم خفت من صاح الج وبعدين صوت كلام عالي
اعرف بيهم هم شنو واعرف هاي المحنه مو لله .. رفعت
سلوى رأسها تسأل بسملة : شنو راد منج
سحبت نفس بقهر وباوعت على رعد ووعد بفراشهم ذابين
نفسهم تعبو من اللعب ونامو .. وكملت كلامي ويه سلوى :
عمج يريد يخليني كبش فداء لديونة سلوى
عقجت حواجبها بتسائل : شلون يعني ؟
بسملة: يخيرني لو انطي سند العمارة واسويله وكالة بيها .. لو
يزوجني لهذا الرجال الي يطلبه
شددت بحضنها سلوى عليه بخوف : عزززة لا فدوة بسملة لا
تخلي يزوجج لرجال جبير لا تعوفينه فدوة ولله اذا عفتينه
امووت. انطي العمارة خل تولي الهم ما تتركيها
بسملة: سلوى بيها مجال تتركين خوفج على جها .. اولا السند
مو عندي وحتى لو كان عندي هم مستحيل انطي
سلوى عمج انسان نذل وعنده فلوس ويكدر يسدد بس هو
ما يريد يسدد .. هو استغل هذه السالفة حتى يحصل العمارة .
. وحتى لو على سبيل المثال السند عندي وسويتله وكاله هم
ما راح يسدد دينه وبجميع الاحوال هم ينطيني لهذا الرجال
تاليها اطلع لا بروحي ولا بالعمارة
هل عمارة هي الامل الوحيد النه سلوى مستحيل نفرط بيها
سلوى: لعد شلون خاف صدك يزوجج
عمي صالح حقير، وسويها صدك بسملة .. كلبي محترك عليج،
خايفة عليج أكثر من روحي. ..
جرت نفس، عيونها تمتلأت بالرعب، صوتها ارتجف وهي
تهمس: بسملة.. ليش؟ ليش يريد يأذينه ولله تعبنه..

سكتت، شحجي؟ أكول لها إحنا عايشين بوسط ناس ما تعرف
الرحمة؟ أقول لها إنه إحنا ضعاف وما عدنا أحد الف مره كايلة
الها هل كلام وسامعته مني وتعرفه بلعت غصتي وكلت
بصوت تعبان :
لأن بعض البشر مو بشر، لأن إحنا بين ناس ما تخاف الله، بس
لا تخافين، أنا وياج، ما أخليهم يقربون عليكم ، لو على موتي.
عيونها صارت مثل اللي تغرك، مثل اللي تدور على طوق نجاة
ومحد ينقذها، وبعدها همست بصوت متكسر:
وبعدين؟ شلون نعيش بهالخوف؟ شلون نرتاح وإحنا نعرف إنه
بأي لحظة ممكن يصير شي أسوأ وممكن باي لحضه ياخذج
من يمنا بسملة اذا رحتي صدك شلون بينه فدوة

تنهدت، شح جواب مقنع؟ شحت كلمة تطفي النار اللي
تشتعل جواي لزمت أيدها وشديت عليها اطمنها ..
إلى أن نلكى مخرج، إلى أن الله ينصرنا.. أو إلى أن ننتقم،
سلوى.. واطمئني احاول بكد ما اكدر ما أتركم
رفعت راسها لي، تتأكد إذا جنت جادة، وأنا كنت أكثر من
جادة.. جنت محتركة، وجنت أنتظر اللحظة اللي تتحول بيها
النار اللي بقطكلبي إلى لهب يحرقهم واحد واحد.
مددت بفراشها واني مددت بفراشي
بقيت اباوع بالسكف، عقلي يشتغل بألف اتجاه، وكلبي يدك
مثل طبل الحرب. وين أروح؟ شلون أهرب بأخواني؟ بس
فجأة.. تذكرت!
التليفون .. أميمة كالت من تحتاجيني اتصلي بيه ..
بس بس هسه وقت اعتقد أتأخر.. شلون ؟ اكل باضاف
2025/07/14 21:55:19
Back to Top
HTML Embed Code: